
لماذا أعلن ترامب فجأة النصر على الميليشيا الحوثية؟
في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تم الكشف عن كواليس قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان 'النصر' المفاجئ على جماعة الحوثيين في اليمن، بعد شهر واحد فقط من إطلاق حملة عسكرية مكثفة كان يُفترض أن تمتد لعدة أشهر.
وعندما أعطى ترامب الضوء الأخضر لما عُرف بـ'عملية رايد رايدر' في فبراير 2025، كان هدفه الظاهري إعادة فتح حركة الشحن في البحر الأحمر وردع هجمات الحوثيين على السفن. غير أن الرئيس الأمريكي كان واضحاً منذ البداية: '30 يومًا لتحقيق النتائج… لا أكثر'.
لكن ما حدث خلال هذا الشهر كان أقرب إلى سيناريوهات الاستنزاف التي طالما أراد ترامب تجنبها في الشرق الأوسط.
الحوثيون أسقطوا سبع طائرات مسيّرة أمريكية طراز MQ-9 ريبر (بتكلفة تقارب 30 مليون دولار للوحدة)، واستهدفوا السفن الحربية الأمريكية، بما في ذلك حاملة الطائرات 'هاري إس. ترومان'. أما الأضرار العرضية، فقد شملت سقوط طائرتين F/A-18 سوبر هورنت في البحر الأحمر خلال عشرة أيام فقط.
مليار دولار في 30 يومًا… والحوثي ما زال يقاتل
وفقًا للمسؤولين الذين تحدثوا إلى نيويورك تايمز، تجاوزت تكلفة العمليات الجوية مليار دولار في الشهر الأول وحده. ورغم قصف أكثر من 1000 هدف حوثي، لم تتمكن الحملة من تحجيم قدرات الجماعة المسلحة التي استمرت في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
وفي ذروة الاستنزاف، قاد مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مفاوضات خلف الكواليس بوساطة عمانية.
العرض كان بسيطًا: وقف العمليات الأمريكية مقابل تعهد الحوثيين بعدم استهداف السفن الأمريكية، مع ترك باب الهجمات على 'السفن المرتبطة بإسرائيل' مفتوحًا.
في 5 مايو، جاء الأمر الرئاسي بإيقاف العمليات الهجومية، وتحول ترامب سريعًا من لغة 'الإبادة الكاملة' للحوثيين إلى تصريحات تمتدح 'قدرتهم على تحمل الضربات' و'التزامهم بكلمتهم'.
خلفيات سياسية وعسكرية معقدة
قرار ترامب لم يكن فقط انعكاسًا لفشله في تحقيق نصر سريع، بل جاء نتيجة مزيج من الاعتبارات السياسية والعسكرية:
الرغبة في تجنب المستنقع: ترامب كان مصممًا على عدم تكرار سيناريوهات العراق وأفغانستان، وقد صرح مرارًا بأنه يريد التركيز على منطقة آسيا-المحيط الهادئ وليس الغرق مجددًا في حروب الشرق الأوسط.
ضغوط البنتاغون: القادة العسكريون، وعلى رأسهم الجنرال دان كين، أبدوا قلقًا من استنزاف المخزون الاستراتيجي من الذخائر، خاصة في ظل التوتر مع الصين.
انقسامات داخلية: فريق الأمن القومي كان منقسمًا بين مؤيدين لتصعيد الحملة (مثل الجنرال مايكل كوريلا والسعودية) ومعارضين يرون في ذلك استنزافًا بلا جدوى (الإمارات، نائب الرئيس جي دي فانس، تولسي غابارد، ماركو روبيو).
إعلان انتصار شكلي… والحوثي يرد بالصواريخ
في مشهد كاشف لمدى الهشاشة التي اعترت 'النصر الأمريكي'، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا باتجاه تل أبيب بعد يومين فقط من إعلان ترامب وقف الحملة، مما أجبر الدفاعات الجوية الإسرائيلية على اعتراضه ودفع المدنيين للفرار من الشواطئ.
رغم ذلك، تمسكت الإدارة الأمريكية بسردية النجاح. وقالت آنا كيلي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن ترامب 'حقق وقفاً لإطلاق النار' و'حافظ على أمن أمريكا'، متجاهلة تمامًا استمرار الهجمات الحوثية.
الإمارات والسعودية… المواقف تتباين
من المثير أن الإمارات – رغم تحالفها الوثيق مع واشنطن – أبدت فتورًا تجاه التصعيد ضد الحوثيين، في ظل خبرتها المريرة مع حرب اليمن. في المقابل، دفعت السعودية بقوة نحو عمليات اغتيال تستهدف قيادات الحوثيين وقدمت قائمة بأسماء 12 قائدًا بارزًا.
لكن هذه الحسابات تلاشت أمام أولويات ترامب الانتخابية، حيث قرر أن 'إعلان النصر' السياسي أهم من خوض معركة بلا نهاية.
وقد سارع الحوثيون لاستثمار القرار الأمريكي إعلاميًا، مطلقين وسم '#اليمن_يهزم_أمريكا' في حملة دعائية لاقت صدى واسعًا في الإعلام الإقليمي، مما حوّل الحملة الأمريكية إلى مادة سخرية سياسية.
وقرار ترامب بوقف الحملة لم يكن نتيجة نصر ميداني، بل هروبًا سياسيًا من مستنقع استنزاف خطير. فبين تقديرات خاطئة لقوة الحوثيين، وانقسامات داخلية في فريق الأمن القومي، وضغوط مالية وعسكرية، وجد ترامب ضالته في 'مخرج عماني' حفظ له ماء الوجه قبل أن تتحول اليمن إلى أفغانستان جديدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 9 ساعات
- الأنباء
خادم الحرمين الشريفين يشيد بنتائج زيارة ترامب ومباحثاته مع ولي العهد
ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في جدة أمس. وفي مستهل الجلسة أعرب خادم الحرمين الشريفين، عن شكره وتقديره لرئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب على تلبية الدعوة بزيارة المملكة العربية السعودية، كما أشاد بما توصلت إليه مباحثات ترامب مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من نتائج ستسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخي غير مسبوق في العديد من القطاعات الحيوية المهمة، وبما يعزز التكامل الاقتصادي للبلدين الصديقين. ونوه مجلس الوزراء في هذا السياق بما اشتملت عليه القمة السعودية - الأميركية التي عقدت في إطار أول زيارة خارجية له خلال رئاسته الحالية، من التوقيع على وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين حكومتي البلدين، وإعلان وتبادل اتفاقيات ومذكرات تعاون وتفاهم في مختلف المجالات، مجددا التأكيد على عزم المملكة توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأميركية في السنوات الـ 4 المقبلة بتخصيص ما يزيد على 600 مليار دولار، منها صفقات واستثمارات متبادلة بأكثر من 300 مليار دولار أعلن عنها في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي. وأوضح وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى وزير الإعلام بالنيابة د.عصام بن سعد بن سعيد، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية «واس» عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء أشاد بما اشتملت عليه كلمة سمو ولي العهد خلال القمة الخليجية - الأميركية، من مضامين ورؤى شاملة جسدت نهج المملكة القائم على تكثيف التنسيق المشترك، والدفع بالعمل متعدد الأطراف مع الدول الشقيقة والصديقة نحو المزيد من الازدهار والتقدم، والتأكيد على دعم كل ما من شأنه إنهاء الأزمات الإقليمية والدولية ووقف النزاعات بالطرق السلمية. وثمن مجلس الوزراء استجابة الرئيس الأميركي للمساعي الحميدة التي بذلها سمو ولي العهد لرفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، متطلعا إلى أن يسهم ذلك في دعم التنمية وإعادة إعمار هذا البلد الشقيق. وجدد المجلس ما أعربت عنه المملكة خلال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بشأن رفضها القاطع أي محاولات للتهجير القسري أو فرض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، إلى جانب التأكيد على ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة. وعبر المجلس عن الإشادة بإنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والعاملين فيه بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسه، مسهما في تقديم المساعدات للملايين من الفئات المحتاجة في أكثر من 100 دولة. وبين الوزير أن مجلس الوزراء استعرض في الشأن المحلي ما حققته الإستراتيجية الوطنية للصناعة من مستهدفات بجذب 3 رواد عالميين في صناعة السيارات لتأسيس مصانع في المملكة، لتكون رافدا لجهود التنويع الاقتصادي ودعم القدرة التنافسية عالميا. واطلع مجلس الوزراء على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطلع على ما انتهى إليه كل من مجلسي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية واللجنة العامة لمجلس الوزراء وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء بشأنها، وقد انتهى المجلس إلى سلسلة من القرارات.


الرأي
منذ 9 ساعات
- الرأي
الدوحة: سلوك إسرائيل «العدواني» يقوّض كل فرصة ممكنة للسلام
اعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، أن تصعيد إسرائيل لعملياتها في غزة هو سلوك «عدواني» يؤدي إلى تقويض جهود السلام في القطاع، ورفض من ناحية ثانية، الانتقادات الموجهة لبلاده على خلفية إهداء الرئيس دونالد ترامب طائرة «بوينغ 747-8» لتكون بمثابة طائرة رئاسية جديدة. وقال محمد بن عبدالرحمن، في افتتاح منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، إنه «عندما أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، ظننا أن تلك اللحظة ستفتح باباً لوقف هذه المأساة إلا أن الرد كان بموجة قصف أشد عنفاً»، مضيفاً أن «هذا السلوك العدواني غير المسؤول يقوض كل فرصة ممكنة للسلام». وأضاف أن المفاوضات في الدوحة خلال الأسبوعين الماضيين «لم تفض إلى أي شيء حتى الآن، لوجود فجوة جوهرية بين الطرفين». وتابع أن «أحد الطرفين يبحث عن اتفاق جزئي قد يؤدي إلى اتفاق شامل، بينما يبحث الطرف الآخر عن اتفاق لمرة واحدة فقط (...) لإنهاء الحرب وتحرير جميع الرهائن. لم نتمكن من سد هذه الفجوة الجوهرية». في سياق آخر، اعتبر الشيخ محمد، أن هدية الطائرة، «تبادل بين دولتين»، مضيفاً أن المسألة «أمر طبيعي يحدث بين الحلفاء. وباختصار، لا أعرف لماذا يعتقد البعض (...) أن هذا يُعتبر رشوة أو أن قطر تسعى لكسب النفوذ لدى هذه الإدارة». وتابع «آمل أن تنظر الولايات المتحدة إلى قطر كشريك دبلوماسي موثوق لا يسعى لشراء النفوذ». وقلل ترامب من شأن المخاوف الأخلاقية المرتبطة بقبول الطائرة، وقال إنه سيكون من «الغباء» رفض هذا العرض السخي. وأضاف أنه سيتم التبرع في نهاية المطاف بالطائرة لمكتبته الرئاسية، وهي مستودع يضم مواد بحثية تعود لإدارته، وأكد أنه لا ينوي استخدامها لأغراض شخصية بعد مغادرة منصبه.


الرأي
منذ 9 ساعات
- الرأي
خادم الحرمين يُشيد بنتائج مباحثات ولي العهد وترامب
أشاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بما توصلت إليه مباحثات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس دونالد ترامب «من نتائج ترتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخي غير مسبوق في العديد من القطاعات الحيوية المهمة، بما يعزز التكامل الاقتصادي». وأعرب لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في جدة، عن شكره وتقديره لترامب على تلبية الدعوة بزيارة المملكة. ونوه مجلس الوزراء، بما اشتملت عليه القمة السعودية - الأميركية، من التوقيع على وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية، وإعلان تبادل اتفاقيات ومذكرات تعاون وتفاهم في مختلف المجالات. وجدد «عزم المملكة توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع أميركا في السنوات الأربع المقبلة بتخصيص ما يزيد على مبلغ 600 مليار دولار، منها صفقات واستثمارات متبادلة بأكثر من 300 مليار دولار أُعلن عنها في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي». كما أشاد مجلس الوزراء بما اشتملت عليه كلمة محمد بن سلمان في القمة، «من مضامين ورؤى شاملة جسدت نهج المملكة القائم على تكثيف التنسيق المشترك، والدفع بالعمل متعدد الطرف مع الدول الشقيقة والصديقة نحو المزيد من الازدهار والتقدم، والتأكيد على دعم كل ما من شأنه إنهاء الأزمات الإقليمية والدولية ووقف النزاعات بالطرق السلمية». وثمن مجلس الوزراء استجابة ترامب للمساعي التي بذلها ولي العهد لرفع العقوبات المفروضة على سوريا. من جهة أخرى، أدى القسم أمام خادم الحرمين، الأمراء الذين صدرت الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة.