
تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي – DW – 2025/8/10
يستخدم الباحثون عن عمل حول العالم الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في كتابة سيرهم الذاتية. كل ما عليهم فعله هو نسخ وصف الوظيفة ولصقه، ليقوم ChatGPT بإنشاء سيرة ذاتية نموذجية ، قد تكون مملة لكنها تتضمن جميع المصطلحات التي تبحث عنها الشركة.
كما يعتمد بعض المتقدمين على أدوات الذكاء الاصطناعي للعثور على الوظائف المناسبة عبر الإنترنت. وفي الوقت نفسه، تستخدم بعض الشركات تقنيات مشابهة لفرز الطلبات، وجدولة المقابلات، وإجراء مقابلات أولية، وتصنيف المرشحين.
ومع ذلك، من غير المرجح أن المواهب الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تنتقل الآن من الشركات الناشئة إلى شركات تقنية عملاقة مثل Meta وApple وMicrosoft وAmazon وGoogle، تواجه مثل هذه العقبات.
هناك طلب كبير على مهندسي الذكاء الاصطناعي ذوي الخبرة، بينما يعاني المجال من نقص في الأشخاص المؤهلين. وهذا الفرق في المهارات يجعل أصحاب التدريب الجيد مطلوبين جدًا، ويستطيعون تحديد رواتبهم بأنفسهم.
لهذا السبب، هذه المجموعة الصغيرة من خبراء الذكاء الاصطناعي تُلاحق بعروض كبيرة من مكافآت ورواتب مرتفعة. وفي المقابل، يُتوقع منهم تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة. فالرهان كبير، والمال يُنفق بكثرة.
وبالرغم من ذلك، تعاني شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة من صعوبة في الاحتفاظ بموظفيها في سوق تنافسي للغاية. حتى أن شركة OpenAI، التي تقف وراء ChatGPT، رفعت رواتب مهندسيها للحفاظ عليهم.
في الوقت نفسه، تقوم شركات مثل Microsoft وMeta وIntel بتسريح آلاف الموظفين. كما أن الطلب على المبرمجين ومطوري البرمجيات تضرر، لأن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح قادرًا على كتابة الأكواد بشكل أكبر.
وبالتالي، مع زيادة اعتماد الذكاء الاصطناعي على هذه المهام البرمجية، ستصبح الوظائف البرمجية الأهم هي تصميم الأنظمة التي تقوم بالبرمجة، وليس البرمجة نفسها.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
لم تعد شركات التكنولوجيا الكبرى وحدها من تسعى وراء أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، بل دخلت صناعات متنوعة مثل التمويل، و الخدمات اللوجستية، والأدوية، وتجارة التجزئة، وقطاع السيارات على الخط، حيث تبني جميعها مشاريعها الخاصة في هذا المجال.
ورغم ذلك، تصدّرت شركة ميتا ومختبرات الذكاء الفائق التي أنشأتها مؤخرًا العناوين، بعدما ورد أنها تعرض حزم رواتب فردية تصل إلى 100 مليون دولار (85.4 مليون يورو) لجذب مطوري الذكاء الاصطناعي.
وكان مارك زوكربيرغ ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، نشطًا جدًا في حملة التوظيف الأخيرة. وفي الأسبوع الماضي، نشرت وكالة رويترز قائمة بأسماء من وظّفتهم ميتا مؤخرًا، بينهم عدد من كبار الموظفين في OpenAI وApple، بالإضافة إلى ألكسندر وانج، الرئيس التنفيذي لشركة Scale AI.
ويأتي ذلك بعد استثمار ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، مبلغ 14.3 مليار دولار مقابل حصة تبلغ 49٪ في شركة Scale AI. وضمن هذه الصفقة، سيتولى وانج، البالغ من العمر 28 عامًا، إدارة قسم الذكاء الفائق الجديد في ميتا بصفته رئيسًا تنفيذيًا للذكاء الاصطناعي.
بين عمالقة التكنولوجيا ، لا تنفرد "ميتا" بالاستثمار المكثف في الذكاء الاصطناعي. فقد ضخت "مايكروسوفت" أكثر من 13 مليار دولار في "أوبن أي آي"، بينما استثمرت "أمازون" 8 مليارات دولار في "أنثروبيك". وفي العام الماضي، أنفقت "" 650 مليون دولار لضم معظم فريق شركة "إنفلكشن AI" الناشئة.
وفي يوليو/تموز الماضي، دفعت شركة "غوغل" 2.4 مليار دولار لاستقطاب قادة شركة "ويندسيرف" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، لينضم هؤلاء، مع فريق صغير من الكفاءات الرئيسية، إلى "ديب مايند" – الذراع المعنية بالذكاء الاصطناعي التابعة للشركة
يخشى البعض في قطاع الشركات الناشئة من حدوث تغيير ثقافي كبير. ففي الماضي، كانت الشركات الكبيرة تشتري الشركات الناشئة كاملةً، أما الآن، فتصبح تختار فقط الأشخاص أو العناصر التي تحتاجها وتترك الباقي. وهذا يتعارض مع طبيعة ثقافة الشركات الناشئة، التي تعتمد على التعاون والإبداع لتحقيق أهداف مشتركة. كثيرون ينضمون إلى هذه الشركات الصغيرة على أمل الحصول على مكافآت مالية مع نمو الشركة أو استحواذ شركة أكبر عليها. لأن الشركات الكبيرة تختار فقط الأشخاص المهمين، قد لا تتحقق هذه التوقعات كما كانت في السابق."
شهد التوظيف في مجال الذكاء الاصطناعي حول العالم نموًا تجاوز 300% خلال السنوات الثماني الماضية، وفقًا لتقرير نشرته شبكة لينكدإن المهنية في يناير 2025.
وذكرت كارين كيمبرو، كبيرة الاقتصاديين في لينكدإن، في التقرير: "وظيفة مهندس الذكاء الاصطناعي تُعد من بين الأسرع نموًا في 15 دولة، وتحتل المرتبة الأولى في هولندا وسنغافورة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة".
وتقدّر لينكدإن، المملوكة لشركة مايكروسوفت والتي تضم مليار عضو في 200 دولة، أن أكثر من 10,000 شخص يتقدمون لوظائف عبر منصتها كل دقيقة.
وتقول الشركة إن إتقان مهارات الذكاء الاصطناعي أصبح من أكثر المهارات المطلوبة في مختلف مجالات العمل. كما زاد عدد الشركات في الولايات المتحدة التي أضافت وظيفة "رئيس قسم الذكاء الاصطناعي" إلى هيكلها الإداري بمقدار ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس الأخيرة.
رغم أن الذكاء الاصطناعي بدأ يظهر تطبيقات عملية وواقعية، إلا أن إمكانياته الأكبر ما زالت غير واضحة تمامًا. بعد مرور عامين ونصف على ظهور ChatGPT وجذب اهتمام الناس، لا يزال من غير المعروف إلى أين سيصل هذا المجال.
ومع ذلك، تخشى شركات التكنولوجيا الكبرى أن تتأخر عن الركب، وهي مستعدة لإنفاق مبالغ ضخمة لمواكبة التطور.
لكن الرواتب العالية التي تُعلن عنها تخلق تحديات جديدة. فقد أدت إلى ارتفاع كبير في أجور أفضل مهندسي الذكاء الاصطناعي، مما يجبر المنافسين على مجاراتها. كما أن التركيز على المكافآت الفردية الكبيرة قد يؤثر على روح الفريق والعمل الجماعي.
وفي النهاية، مهما كانت جودة منتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة، قد تضيع الاستثمارات الكبيرة إذا لم تُستخدم بشكل صحيح. وسيتوقف الأمر على كيفية تطبيق الشركات لهذه التقنيات، وحتى الآن، كانت خطواتها في هذا المجال بطيئة.
أعدته إلى العربية: ندى فاروق (ع.ج.م)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 3 أيام
- DW
أموال طائلة.. هل تصبح تركيا مثل السعودية في عالم كرة القدم؟ – DW – 2025/8/12
المبالغ الهائلة التي تدفعها أندية كرة القدم التركية الكبرى في سوق الانتقالات تجعل البعض يُقارنها بسوق الانتقالات في السعودية. لكن ماذا وراء هذا الإنفاق الضخم؟ وما الفارق بين أندية تركيا والأندية السعودية؟ بعد أن كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مكانٌ مثاليٌّ لانتقال النجوم المسنين في نهاية مسيرتهم الكروية، يبرز الدوري التركي الممتاز "السوبر ليغ" كلاعبٍ جادٍّ في سوق الانتقالات، حتى أنه يُنافس السعودية، تلك القوةً الماليةً الكرويةً الضخمة في السنوات الأخيرة. تقدم أندية إسطنبول الثلاثة الكبرى - غلطة سراي، فنربخشة، وبشكتاش – مبالغ تُتيح لها استقطاب نجومٍ عالميين مثل فيكتور أوسيمين، وليروي ساني، وجون دوران. غلطة سراي، بطل الدوري التركي، الذي كان لديه أوسيمين على سبيل الإعارة الموسم الماضي، وافق الآن على دفع 75 مليون يورو (87 مليون دولار) لنابولي مقابل انتقال المهاجم النيجيري بشكل دائم للفريق. وهذه ليست فقط أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم التركية، ولكنها أيضًا ثالث أغلى صفقة في نافذة الانتقالات الحالية على مستوى العالم. سيدفع غلطة سراي لأوسيمين راتبًا سنويًا صافيًا قدره 21 مليون يورو، بينما سيكسب ليروي ساني الدولي الألماني، الذي تم التعاقد معه مؤخرًا من بايرن ميونيخ، 12 مليون يورو سنويًا. يقال إن مهاجم فنربخشة الجديد، جون دوران، المعار من نادي النصر السعودي، سيتقاضى قرابة 20 مليون يورو سنويًا. ويُقال إن زميله السابق أندرسون تاليسكا، الذي انضم إلى فنربخشة قادمًا من النصر في يناير، يتقاضى 15 مليون يورو سنويًا. لكن أندية غلطة سراي وفنربخشة وبشكتاش تُنفق ببذخ على صفقات قياسية رغم ديونها المرتفعة ووجودها في بلد يعاني اقتصاديًا. ويُعتقد أن إجمالي ديون الثلاثي ومعهم طرابزون سبور - الذي يُعتبر رابع أكبر نادٍ في تركيا- تتجاوز مليار يورو، حيث أن إيراداتهم لم تعد تغطي نفقاتهم منذ مدة طويلة. يعتقد البعض أن الحكومة تدعم ضمنيًا زيادة الإنفاق، حيث أن التعاقدات رفيعة المستوى في هذا البلد المهووس بكرة القدم تصرف الأنظار عن مشاكل مثل ارتفاع التضخم والبطالة. وقال الكاتب الرياضي أونور أوزغن لـ DW: "يمكن تفسير غض الطرف عن ضجة الانتقالات على أنها جزء من محاولة لتشتيت انتباه الجماهير خلال أزمة اقتصادية، وتهدئة الغضب العام، والسيطرة على الأندية وجماهيرها". وأضاف أوزغن، الذي يكتب في صحيفة بيرغون، إحدى الصحف المعارضة القليلة المتبقية في تركيا: "نعيش في ظل نسخة محلية من سياسة الخبز والسيرك". ويذكر أن "الخبز والسيرك" أو باللاتينية "panem et circenses"، هو مصطلح يعود لعصر الرومان، عندما كان الحكام يوفرون الطعام والترفيه لعامة الشعب حتى لا يهتموا بالشأن العام. وأوزغن ليس هو الوحيد في هذا التقييم للوضع في الكرة التركية. فخبير اقتصاد كرة القدم، توغرول أكسار، قال هو أيضا لـ DW: "كرة القدم تهيمن على أجندة المجتمعات الفقيرة". وأوضح مؤسس موقع الموقع الإلكتروني الوحيد في تركيا المخصص لتغطية أخبار كرة القدم التجارية: "الأشخاص الذين لا يستطيعون حتى شراء لقمة العيش يتابعون أخبار الانتقالات طوال اليوم". ونتيجة لذلك، يركز معظم المشجعين على التعاقدات الكبيرة، وليس على العبء المالي المرتبط بها. وقال محمد، وهو أحد مشجعي فريق غلطة سراي، لـ DW: "هناك منافسة شرسة بيننا وبين غريمنا اللدود فنربخشة في الدوري التركي. يجب أن نحافظ على تفوقنا مهما كلف الأمر - بل نحتاج إلى توسيع الفارق". وأضاف: "التعاقدات الكبيرة تمنحنا أيضًا أفضلية نفسية على منافسينا". يدعم أكثر من 90 بالمئة من مشجعي كرة القدم الأتراك أحد الأندية الثلاثة الكبرى، مما يمنحها نفوذًا سياسيًا هائلًا. وتمثل قواعدها الجماهيرية الواسعة "بنكًا انتخابيًا" قويًا غالبًا ما تسعى الحكومات إلى كسبه، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان. في السنوات الأخيرة، تلقت الأندية الثلاثة دعمًا حكوميًا كبيرًا في جهودها لزيادة إيراداتها. وبدعم من مجلس أسواق رأس المال التركي - التابع لوزارة الخزانة والمالية - أصدرت هذه الأندية مرارًا وتكرارًا أسهمًا جديدة لجمع رأس المال من المستثمرين. وفي غضون ذلك، أُعيدت هيكلة ديونها من خلال اتفاقيات قروض مع البنوك الحكومية. وقال أحمد طاليمجيلر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة باكيركاي في إزمير، لـ DW: "لطالما ارتبطت الأندية الكبرى في تركيا بعلاقات وثيقة مع الدولة". وأضاف: "نظرًا لإلغاء أو إعفائها من ديونها بشكل دوري، فإنها تواصل إبرام صفقات باهظة الثمن دون تردد". في عام 2022، أصدرت الحكومة قانونًا قالت إنه يهدف إلى منع الاقتراض المتهور من قبل الأندية. وينص هذا القانون على عقوبات صارمة، بما في ذلك بنود تسمح بعقوبات سجن للمسؤولين، الذين يدفعون أنديتهم إلى الديون. ومع ذلك، فإن القانون، الذي يسمح للأندية باقتراض ما يصل إلى 10بالمئة فقط من إجمالي إيراداتها للعام السابق، لم يُطبّق قط. ويعتقد كثيرون أن الحزب الحاكم يستخدم هذا القانون كعصا ضد أندية كرة القدم ومجموعات المشجعين للسيطرة عليها. في الماضي، كانت مجموعات المشجعين تنزل إلى الشوارع بشكل متكرر خلال الاحتجاجات ضد حكومة أردوغان، وخاصة مظاهرات غيزي بارك عام 2013. وحتى وقت قريب، كانت الملاعب من بين الأماكن القليلة، التي يمكن للجماهير فيها التعبير عن معارضتهم علانية. مع ذلك، لم تُسمع أي هتافات معارضة في الملاعب منذ اعتقال أكرم إمام أوغلو، المرشح الرئاسي لحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، في مارس/آذار. كما غابت مجموعات المشجعين بشكل ملحوظ عن احتجاجات الشوارع المستمرة التي أشعلها اعتقال إمام أوغلو. ووفقًا للنائب مصطفى أديغوزيل، عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري، فإن هذا ليس صدفة. وصرح لـ DW أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يبدو أنه أبرم صفقة مع الأندية الثلاثة الكبرى، حيث وافقوا على إبقاء روابط مشجعيهم منضبطة مقابل غض الحكومة الطرف عن الإنفاق على اللاعبين. وقال أديغوزيل لـ DW: "الحكومة، التي تستخدم تدقيق حسابات الأندية كآلية للمكافأة والعقاب، تُكلف إدارات الأندية فعليًا بمهمة التحكم في المدرجات". ووفقًا لأوزغين، فإن "العصا" الحكومية لا تُبقي إدارات الأندية منضبطة فحسب، بل تدفع المشجعين أيضًا إلى الرقابة الذاتية. وأشار إلى نظام التذاكر الإلكتروني الإلزامي "باسوليغ" وكاميرات الملاعب تُستخدم كأدوات لخلق "مدرجات خالية من السياسة". يعتقد الخبير الاقتصادي أكسار أنه في حال تطبيق القانون، سيواجه العديد من مسؤولي الأندية إجراءات قانونية، لكن الاقتراض المفرط مسموح به عمدًا. وقال: "تُغرق الأندية الكبرى في الديون لضمان امتثالها للحكومة". ولم تُجب وزارة الرياضة التركية بعد على استفسار من DW حول كيفية تمكن الأندية من مواصلة الاقتراض رغم القانون الذي يهدف إلى الحد من هذه الممارسة. يرى أوزغن أن الأندية الثلاثة الكبرى تسعى جاهدةً لتحقيق حلمها بأن تصبح "السعودية الأوروبية"، لكنه يُحاجج بأن هذا ببساطة غير قابل للاستمرار على المدى الطويل. وقال: "لا توجد عائدات نفطية، فقط ديون وفواتير رواتب متضخمة. الفجوة بين الدخل والإنفاق هائلة". وأضاف: "إيرادات البث تتقلص فعليًا، ودخل أيام المباريات والترويج محدود. تنفق الأندية بالدولار أو اليورو، لكنها تكسب بالليرة التركية، وتخسر مكانتها مع كل فترة انتقالات". كما يُشير إلى فرق رئيسي بين السعودية والثلاثة الكبار بتركيا، وقال: "تتبع السعودية استراتيجية تمولها الدولة. أما الأندية التركية، فلديها علاقات وثيقة بالسلطة السياسية، لكنها لا تملك الموارد المالية نفسها". نقله للعربية: صلاح شرارة / تحرير: عارف جابو


DW
منذ 5 أيام
- DW
تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي – DW – 2025/8/10
بدلًا من بناء خبرات داخلية في الذكاء الاصطناعي، تنفق شركات مثل ميتا ببذخ لجذب المواهب. ويرى البعض أن الرواتب الضخمة قد تساعد هذه الشركات على السيطرة على مجال التكنولوجيا. وفي المقابل، يُتوقع منهم تطوير نماذج جديدة يستخدم الباحثون عن عمل حول العالم الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في كتابة سيرهم الذاتية. كل ما عليهم فعله هو نسخ وصف الوظيفة ولصقه، ليقوم ChatGPT بإنشاء سيرة ذاتية نموذجية ، قد تكون مملة لكنها تتضمن جميع المصطلحات التي تبحث عنها الشركة. كما يعتمد بعض المتقدمين على أدوات الذكاء الاصطناعي للعثور على الوظائف المناسبة عبر الإنترنت. وفي الوقت نفسه، تستخدم بعض الشركات تقنيات مشابهة لفرز الطلبات، وجدولة المقابلات، وإجراء مقابلات أولية، وتصنيف المرشحين. ومع ذلك، من غير المرجح أن المواهب الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تنتقل الآن من الشركات الناشئة إلى شركات تقنية عملاقة مثل Meta وApple وMicrosoft وAmazon وGoogle، تواجه مثل هذه العقبات. هناك طلب كبير على مهندسي الذكاء الاصطناعي ذوي الخبرة، بينما يعاني المجال من نقص في الأشخاص المؤهلين. وهذا الفرق في المهارات يجعل أصحاب التدريب الجيد مطلوبين جدًا، ويستطيعون تحديد رواتبهم بأنفسهم. لهذا السبب، هذه المجموعة الصغيرة من خبراء الذكاء الاصطناعي تُلاحق بعروض كبيرة من مكافآت ورواتب مرتفعة. وفي المقابل، يُتوقع منهم تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة. فالرهان كبير، والمال يُنفق بكثرة. وبالرغم من ذلك، تعاني شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة من صعوبة في الاحتفاظ بموظفيها في سوق تنافسي للغاية. حتى أن شركة OpenAI، التي تقف وراء ChatGPT، رفعت رواتب مهندسيها للحفاظ عليهم. في الوقت نفسه، تقوم شركات مثل Microsoft وMeta وIntel بتسريح آلاف الموظفين. كما أن الطلب على المبرمجين ومطوري البرمجيات تضرر، لأن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح قادرًا على كتابة الأكواد بشكل أكبر. وبالتالي، مع زيادة اعتماد الذكاء الاصطناعي على هذه المهام البرمجية، ستصبح الوظائف البرمجية الأهم هي تصميم الأنظمة التي تقوم بالبرمجة، وليس البرمجة نفسها. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video لم تعد شركات التكنولوجيا الكبرى وحدها من تسعى وراء أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، بل دخلت صناعات متنوعة مثل التمويل، و الخدمات اللوجستية، والأدوية، وتجارة التجزئة، وقطاع السيارات على الخط، حيث تبني جميعها مشاريعها الخاصة في هذا المجال. ورغم ذلك، تصدّرت شركة ميتا ومختبرات الذكاء الفائق التي أنشأتها مؤخرًا العناوين، بعدما ورد أنها تعرض حزم رواتب فردية تصل إلى 100 مليون دولار (85.4 مليون يورو) لجذب مطوري الذكاء الاصطناعي. وكان مارك زوكربيرغ ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، نشطًا جدًا في حملة التوظيف الأخيرة. وفي الأسبوع الماضي، نشرت وكالة رويترز قائمة بأسماء من وظّفتهم ميتا مؤخرًا، بينهم عدد من كبار الموظفين في OpenAI وApple، بالإضافة إلى ألكسندر وانج، الرئيس التنفيذي لشركة Scale AI. ويأتي ذلك بعد استثمار ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، مبلغ 14.3 مليار دولار مقابل حصة تبلغ 49٪ في شركة Scale AI. وضمن هذه الصفقة، سيتولى وانج، البالغ من العمر 28 عامًا، إدارة قسم الذكاء الفائق الجديد في ميتا بصفته رئيسًا تنفيذيًا للذكاء الاصطناعي. بين عمالقة التكنولوجيا ، لا تنفرد "ميتا" بالاستثمار المكثف في الذكاء الاصطناعي. فقد ضخت "مايكروسوفت" أكثر من 13 مليار دولار في "أوبن أي آي"، بينما استثمرت "أمازون" 8 مليارات دولار في "أنثروبيك". وفي العام الماضي، أنفقت "" 650 مليون دولار لضم معظم فريق شركة "إنفلكشن AI" الناشئة. وفي يوليو/تموز الماضي، دفعت شركة "غوغل" 2.4 مليار دولار لاستقطاب قادة شركة "ويندسيرف" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، لينضم هؤلاء، مع فريق صغير من الكفاءات الرئيسية، إلى "ديب مايند" – الذراع المعنية بالذكاء الاصطناعي التابعة للشركة يخشى البعض في قطاع الشركات الناشئة من حدوث تغيير ثقافي كبير. ففي الماضي، كانت الشركات الكبيرة تشتري الشركات الناشئة كاملةً، أما الآن، فتصبح تختار فقط الأشخاص أو العناصر التي تحتاجها وتترك الباقي. وهذا يتعارض مع طبيعة ثقافة الشركات الناشئة، التي تعتمد على التعاون والإبداع لتحقيق أهداف مشتركة. كثيرون ينضمون إلى هذه الشركات الصغيرة على أمل الحصول على مكافآت مالية مع نمو الشركة أو استحواذ شركة أكبر عليها. لأن الشركات الكبيرة تختار فقط الأشخاص المهمين، قد لا تتحقق هذه التوقعات كما كانت في السابق." شهد التوظيف في مجال الذكاء الاصطناعي حول العالم نموًا تجاوز 300% خلال السنوات الثماني الماضية، وفقًا لتقرير نشرته شبكة لينكدإن المهنية في يناير 2025. وذكرت كارين كيمبرو، كبيرة الاقتصاديين في لينكدإن، في التقرير: "وظيفة مهندس الذكاء الاصطناعي تُعد من بين الأسرع نموًا في 15 دولة، وتحتل المرتبة الأولى في هولندا وسنغافورة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة". وتقدّر لينكدإن، المملوكة لشركة مايكروسوفت والتي تضم مليار عضو في 200 دولة، أن أكثر من 10,000 شخص يتقدمون لوظائف عبر منصتها كل دقيقة. وتقول الشركة إن إتقان مهارات الذكاء الاصطناعي أصبح من أكثر المهارات المطلوبة في مختلف مجالات العمل. كما زاد عدد الشركات في الولايات المتحدة التي أضافت وظيفة "رئيس قسم الذكاء الاصطناعي" إلى هيكلها الإداري بمقدار ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس الأخيرة. رغم أن الذكاء الاصطناعي بدأ يظهر تطبيقات عملية وواقعية، إلا أن إمكانياته الأكبر ما زالت غير واضحة تمامًا. بعد مرور عامين ونصف على ظهور ChatGPT وجذب اهتمام الناس، لا يزال من غير المعروف إلى أين سيصل هذا المجال. ومع ذلك، تخشى شركات التكنولوجيا الكبرى أن تتأخر عن الركب، وهي مستعدة لإنفاق مبالغ ضخمة لمواكبة التطور. لكن الرواتب العالية التي تُعلن عنها تخلق تحديات جديدة. فقد أدت إلى ارتفاع كبير في أجور أفضل مهندسي الذكاء الاصطناعي، مما يجبر المنافسين على مجاراتها. كما أن التركيز على المكافآت الفردية الكبيرة قد يؤثر على روح الفريق والعمل الجماعي. وفي النهاية، مهما كانت جودة منتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة، قد تضيع الاستثمارات الكبيرة إذا لم تُستخدم بشكل صحيح. وسيتوقف الأمر على كيفية تطبيق الشركات لهذه التقنيات، وحتى الآن، كانت خطواتها في هذا المجال بطيئة. أعدته إلى العربية: ندى فاروق (ع.ج.م)


DW
٠٧-٠٨-٢٠٢٥
- DW
صفقة تاريخية: هل يحل حقل غاز إسرائيلي مشكلة الكهرباء في مصر؟ – DW – 2025/8/7
وقع حقل ليفياثان أكبر صفقة تصدير في تاريخ إسرائيل بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار لتزويد مصر بالغاز. وقال يوسي أبو، الرئيس التنفيذي لنيوميد، إن الصفقة ستساعد مصر في تحقيق أمن الإمدادات. فهل تحل الصفقة أزمة الغاز في مصر؟ قالت شركة نيوميد، أحد الشركاء في حقل ليفياثان الإسرائيلي للغاز الطبيعي، اليوم الخميس (السابع من أغسطس/آب 2025) إن الحقل وقع صفقة تصل قيمتها إلى 35 مليار دولار لتزويد مصر بالغاز الطبيعي. وتعد الصفقة أكبر صفقة تصدير بالنسبة لإسرائيل على الإطلاق. ويعتزم حقل ليفياثان، الواقع في البحر المتوسط قبالة ساحل إسرائيلوتبلغ احتياطياته نحو 600 مليار متر مكعب، بيع نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز لمصر حتى عام 2040 أو حتى استيفاء كل الكميات المنصوص عليها في العقد. وبدأ حقل ليفياثان تزويد بالغاز بعد وقت قصير من بدء الإنتاج في عام 2020. ووقعت الشركة اتفاقية أولية في عام 2019 لتزويد القاهرة بحوالي 60 مليار متر مكعب أو 4.5 مليار متر مكعب سنويا، ومن المتوقع أن يتم تزويدها بالكامل في السنوات الأولى من العقد الذي يبدأ في 2030. وقالت شركة نيوميد إن ليفياثان، أكبر حقل للغاز الطبيعي في البحر المتوسط، زود بنحو 23.5 مليار متر مكعب من الغاز منذ عام 2020. وقال يوسي أبو الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد "هذه هي أهم صفقة تصدير استراتيجية على الإطلاق في شرق البحر المتوسط وتعزز مكانة كأهم مركز في المنطقة". وأضاف "ستتيح هذه الصفقة، التي أتاحتها شراكاتنا الإقليمية القوية المزيد من فرص التصدير الإقليمية مما يثبت مرة أخرى أن الغاز الطبيعي وقطاع الطاقة الأوسع نطاقا يمكن أن يكونا ركيزة للتعاون". وبموجب اتفاق اليوم الخميس، سيزود حقل ليفياثان في المرحلة الأولى بنحو 20 مليار متر مكعب من الغاز بدءا من أوائل عام 2026 بعد ربط خطوط أنابيب إضافية. وذكرت نيوميد أن الحقل سيصدر الكمية المتبقية، البالغة 110 مليارات متر مكعب، في مرحلة ثانية تبدأ بعد اكتمال مشروع توسعة حقل ليفياثان وإنشاء خط أنابيب جديد لنقل الغاز من إسرائيل إلى من خلال معبر نيتسانا (العوجة) في إسرائيل. وأضافت الشركة أن توسعة حقل ليفياثان ستسمح باستمرار الإنتاج والإمدادات لداخل إسرائيل وجيرانها حتى عام 2064. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وشهدت ، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي على مدى العامين الماضيين، نتيجة لضغوط الماليات الحكومية وقله إمدادات الغاز الطبيعي. وخلال الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو/حزيران الماضي، توقفت صادرات حقل ليفياثان لأسباب أمنية. ونقلت رويترز عن يوسي قوله إن الصفقة ستسهم في تحقيق أمن الإمدادات للقاهرة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة "إنها أفضل بكثير جدا من أي بديل للغاز الطبيعي المسال، وستوفر مليارات الدولارات للاقتصاد المصري". وأضاف "أعتقد بالتأكيد أن ذلك سيحقق نموا في الاقتصاد المصري ويضمن أمن الطاقة". ونقلت صحيفة "الفايننشال تايمز" عن إتش إيه هيلير، وهو زميل مشارك كبير في دراسات الأمن في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، قوله "سيخشى كثير من المصريين من أن تأثير إسرائيل على قطاع الطاقة المصري قد يدفعها إلى محاولة استخدامه للضغط على القاهرة". تحرير: صلاح شرارة