
إيران تواجه خطر حرب تتحضر أميركا لها لأكثر من عقدين: سيناريواتها وخيارات النظام (فيديو)
تشهد منطقة الشرق الأوسط نشاطاً عسكرياً أميركياً متصاعداً يترافق مع تهديدات يومية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعاونيه للقيادة الإيرانية، بضرورة قبول قائمة طلبات أرسلت إليها، أبرزها وقف برنامجها النووي لتجنب التعرض لهجوم عسكري واسع.
وتداولت وسائل إعلام غربية مضمون قائمة المطالب الأميركية التي شملت، بجانب الملف النووي، إنهاء دعم طهران للمليشيات في المنطقة، ووضع قيود على برنامجها للصواريخ الباليستية. وتعهدت واشنطن رفع العقوبات عن إيران في مقابل قبولها هذه المطالب. وردت القيادة الإيرانية بسلسلة تهديدات مضادة، شملت إشعال حرب إقليمية واستهداف القواعد الأميركية. ومع ذلك، تضمنت رسالة الرد الإيرانية عبر مسقط عرضاً بإجراء مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، في محاولة لتكرار تجربة المفاوضات التي أجرتها طهران مع إدارة الرئيس باراك أوباما قبل التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015، والذي انسحب منه ترامب لاحقاً.
السؤال الذي يطرحه الجميع هو: هل ستشن الولايات المتحدة حرباً على إيران لفرض شروطها؟ التحضيرات العسكرية توحي ذلك، وهو شيء متوقع من واشنطن التي عليها إضفاء صدقية لتهديداتها لتقنع القيادة الإيرانية بأن ترامب جاد بالحرب وعليها تقديم تنازلات إن أرادت تجنبها.
يتفاخر ترامب دائماً بأنه مفاوض ماهر ويريد اتفاقاً جديداً مع إيران. وإذا أخذنا تجارب ولايته الأولى في الاعتبار، فيمكننا أن نستنتج أنه يريد تجنب الحرب مع إيران ويفضل اتلوصل إلى اتفاق. ولكن، إذا نظرنا إلى الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023، والضربات الكبيرة التي تلقاها محور الممانعة بقيادة طهران، والتي تضمنت غارات إسرائيلية على منشآت استراتيجية في إيران، فيمكننا الاستنتاج بأن ترامب قد يرى جدوى في الحلول العسكرية وقد يكون أكثر استعداداً لتنفيذها.
إمكانية الحرب مع إيران كانت مطروحة أميركياً منذ مطلع القرن الجاري. وحسب مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية، فقد أجرى البنتاغون محاكاة لهجوم عسكري كبير على إيران تضمن عمليات إنزال على بعض الجزر قرب مضيق هرمز. وخلص التمرين إلى أن مثل هذه العملية ستكون مكلفة جداً نظراً الى امتلاك إيران أسطولاً كبيراً من الزوارق السريعة المسلحة بصواريخ ومجهزة لعمليات انتحارية، بالإضافة إلى تطويرها للصواريخ الباليستية والجوالة. وحسب مصادر عسكرية، تم إصدار توجيهات منذ ذلك الحين للعمل مع شركات الدفاع الأميركية لتطوير حلول تنفي قدرات إيران العسكرية أو تقلل من فعاليتها. وكان البنتاغون يجري بشكل دوري خلال السنوات الماضية محاكاة لحرب مع إيران لمراجعة جهوزيته لهذا السيناريو.
View this post on Instagram
A post shared by Annahar (@annaharnews)
أظهرت الحروب خلال السنة ونصف السنة الأخيرة كيف تم اعتراض غالبية ما تم إطلاقه من صواريخ وطائرات مسيرة من إيران ووكلائها ضد إسرائيل وضد السفن الأميركية في البحر الأحمر. كما كشفت الغارات الإسرائيلية على إيران مدى هشاشة دفاعاتها الجوية التي لم تفلح في إسقاط أي طائرة إسرائيلية، وتم تدمير غالبية أهدافها. كما أظهرت عمليات استهداف قادة "حزب الله" وعدد من منشآته في مخابئ وصل عمقها إلى خمسين متراً تحت الأرض، امتلاك الولايات المتحدة للأسلحة التقليدية التي تستطيع تدمير منشآت الصواريخ الإيرانية، كالقنابل الضخمة مثل "أم القنابل" أو MOAB التي يبلغ وزنها 11 طناً. فإيران لا تملك فعلياً سلاح جو يستطيع مواجهة المقاتلات الأميركية الأكثر تطوراً بأجيال عدة، ولا تستطيع تهديد السفن الحربية أو القواعد الأميركية. ومعظم القدرات العسكرية التي تتبجح بها إيران ستُدمَّر في فترة وجيزة من بدء الحرب. الخطر الوحيد الذي قد تشكله إيران سيكون ضد الملاحة الدولية في مضيق هرمز، وضد جيرانها إذا أرادت جرهم للحرب بهدف الضغط على واشنطن. لكن هذا لن يغير من نتيجة الحرب في النهاية، بل سيفقد طهران أي أصدقاء لها في المنطقة.
فقاذفات الشبح الاستراتيجية "بي-2" والمقاتلات "أف-35" الشبحية ستفتتح أي هجوم على إيران بتدمير ما تبقى لها من أنظمة رادار ودفاعات جوية، من أجل توفير سيطرة جوية مطلقة للطائرات الأميركية تمكنها من العمل بأمان. وستلي ذلك غارات من القاذفات العملاقة "بي-52" ومقاتلات مثل "أف-18" و"أف-15" ضد القواعد الجوية ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية والجوالة، فوق الأرض وتحتها، بالإضافة إلى مراكز القيادة والسيطرة ومراكز الاتصال والجسور والقواعد البحرية والسفن والزوارق البحرية الإيرانية. جهزت السفن الحربية الأميركية خلال السنوات الماضية بصواريخ صغيرة وبذخائر لمدافع رشاشة مخصصة لصد هجمات جماعية من الزوارق السريعة الإيرانية. ويتوقع أن تكون الهجمات الأميركية كثيفة ومنسقة ومتسلسلة، بحيث لا تُتاح للجانب الإيراني فرصة للرد الفعّال. بعد الانتهاء من الأهداف العسكرية، سيتركز القصف على مصانع الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة والمنشآت النووية الخاصة بالتخصيب والأبحاث والتطوير.
تشير التقديرات الأميركية إلى أن النظام الإيراني يعاني من إنهاك كبير نتيجة العقوبات المفروضة عليه، بالإضافة إلى وجود نقمة كبيرة في الشارع ضده بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. لذلك، يعتقد محللو معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن أي حملة جوية كبيرة ضد منشآت إيران الاستراتيجية، مثل محطات توليد الطاقة وخطوط الاتصال والمواصلات ومنشآت النفط، ستؤدي إلى إشعال انتفاضة شعبية تطيح النظام الإيراني، وهذا أكثر ما يقلق القيادة في طهران. ولذلك، يعتقد بعض المحللين أن طهران قد تخضع للشروط الأميركية وتقبل الحل الديبلوماسي. قيادة الحرس الثوري هي الجهة الأكثر تشدداً، لأنها ستخسر دورها ومكانتها مع حل أذرع إيران في المنطقة، ولكن، وحسب بعض المطلعين، يمكن إرضاؤها عبر منحها امتيازات اقتصادية أكبر ضمن اتفاق يضمن بقاء النظام ورفع العقوبات عنه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 18 دقائق
- ليبانون ديبايت
التيار يستعد لتفجير الشارع.. جيمي جبور يكشف فحوى رسالة وجهت للحزب والى القوات: صحتين على قلبكن!
أكّد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جيمي جبور، خلال مقابلة عبر "RED TV"، أنّ التيار الوطني الحر يحافظ على حضورٍ "ثابت وفعّال" في محافظة عكار، مشددًا على أنه من "القوى الأساسية" فيها. وانتقد جبور ما وصفه بـ"النظرة الدونية" تجاه عكار، محمّلًا المسؤولية في ذلك إلى السياسيين المحليين وأهالي المنطقة على حدّ سواء، "لأنهم لم يحاسبوا من أداروا شؤون عكار وأوصلوها إلى ما هي عليه". وفي ملف مطار القليعات (مطار الرئيس رينيه معوّض)، لفت جبور إلى أنّ "ما ينقصه ليس الكثير، بل القليل من الأمور اللوجستية، وهو بحاجة فقط إلى القرار السياسي لتشغيله". وعن المشهد السياسي في الانتخابات البلدية والإختيارية، قال جبور: "رأينا القوات اللبنانية تطلق شعار (ع زحلة ما بيفوتوا)، ثم نراها تتحالف مع حزب الله في بيروت"، معتبرًا أن "حزب الله يعمل لصالح إيران شاء أم أبى، لكنه كان في فترة معينة يستفيد منها كما كان يستفيد كل لبنان". وقال: "أنا لست مع نزع السلاح بالقوة، بل مع الحوار المباشر الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جوزاف عون". وأشار جبور إلى أن تحالف التيار مع حزب الله ساهم في منع الاقتتال الداخلي، وقال إن "وجود حزب الله في لائحة (بيروت بتجمعنا) حمى المناصفة". ورأى جبور أن "تقدّم القوات اللبنانية لا يُقارن بـ(تسونامي 2005)"، مشيرًا إلى ضرورة "العودة إلى تلك المرحلة لفهم الفارق في الحيثية الشعبية والسياسية". ولفت إلى أن "نفس المفردات التي كان يستخدمها الرئيس ميشال عون اليوم يستخدمها الرئيس جوزاف عون لكن نتائج الحرب شكّلت الفارق". ومن ناحية أخرى، أكّد جبور أن "خطاب التيار الوطني الحر ليس إلغائيًا تجاه إسرائيل، لكن السلام يحتاج إلى قرار لبناني جامع". وتطرّق إلى العلاقة مع واشنطن، فقال: "اليوم هناك وصاية أميركية على لبنان شئنا أم أبينا"، مشيرًا إلى وجود "قطيعة بين رئيس التيار الوطني الحر والموفدين الأميركيين بسبب العقوبات، وبالتالي باتت (سكوبات اللقاءات) تذهب لغيرنا". ورأى جبور أن المرحلة الحالية هي "مرحلة تقطيع وقت، ومرحلة لا إنجاز"، مؤكدًا أن "الأفضل أن نكون في حكومة جديدة في مرحلة قادمة". وأعلن أن التيار الوطني الحر سيبدأ الأسبوع المقبل "تحركات ميدانية للضغط على الحكومة بهدف إيجاد حل جذري لملف النزوح السوري".


صوت لبنان
منذ 35 دقائق
- صوت لبنان
3 مسارات يستفيد منها ترامب للضغط على إيران.. ماذا عن الخيار العسكري؟
أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، بالامس، أن الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة ستعقد بالعاصمة الإيطالية روما غدًا في 23 أيار. وعلى خط التصاريح، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالامس في مقابلة مع "الشرق"، وذلك بشأن المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، إن هناك "خلافات جوهرية"، مع الأميركيين لا تزال قائمة بشأن تخصيب اليورانيوم. وأضاف عراقجي أن التخصيب بالنسبة لإيران "قضية أساسية والتنازل عنه مستحيل". وفيما تتركز الانظار على مسار هذه المحادثات وما ستؤول اليه، وسط تكرار الاميركيين التلويح بالخيار العسكري في حال فشل المفاوضات، يسود الترقب وتتوالى الاسئلة حيال الاجواء التي ستسود الجولة الخامسة من المحادثات كما النتائج التي ستخرج بها. في هذا الاطار، أشارت الاستاذة في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا في حديث لـ vdlnews الى أنه "على الرغم من كل التطورات والتهديدات والتحديات التي تطبع هذه الجولة من المفاوضات، من مصلحة الطرفين أن تستمر هذه الاخيرة ولو بشكل بطيء". وشرح: "الخيار العسكري الذي هدد به الرئيس الاميركي دونالد ترامب هو أمر سيء بالنسبة للمنطقة والادارة الاميركية وإيران، وبالتالي اذا انهارت هذه المفاوضات واضطر ترامب أن ينفذ تهديداته، فعليه أن يتعامل مع مشاكل أكبر في منطقة الشرق الاوسط أكثر مما هي اليوم". ولفتت نقولا في حديث لموقعنا الى أن "إيران تريد أيضًا ألا تنهار هذه المفاوضات وذلك لأن لديها تعقيدات وتحديات كبيرة في المنطقة اقتصاديًا وعسكريًا بالاضافة الى التهديدات الاسرائيلية والاميركية، وبالتالي من مصلحة الطرفين، الاميركي والايراني، أن تستمر هذه المفاوضات ولو كانت بشكل بطيء وأن يكون هناك حل لهذه الازمة بشكل نهائي". وأضافت: "اذا تم حل هذه الازمة، فترامب يستطيع أن يقول إنه رجل سلام وإنه جلب السلام الى الشرق الاوسط، على الاقل في الموضوع الايراني، كما تحصل إيران على امتيازات وتُخَفَف أو تُرفَع العقوبات عنها فتزدهر ويتحسن وضعها الاقتصادي". وعما اذا كان الخيار العسكري فعلا مطروحا بالنسبة للاميركيين في حال فشلت المفاوضات، فقالت نقولا: "الاميركيون يجعلون الخيار العسكري يكون خيارًا أخيرًا، فهم لا يريدون حتى أن تتخذ إسرائيل هذا الخيار". وأشارت الى أن "الاميركيين اليوم يضغطون على إيران عبر 3 مسارات: الاول هو المسار الاميركي الذي يشهد مزيدًا من العقوبات وضغوطًا قصوى وتهديدات باستخدام الخيار العسكري وحوافز لإيران للذهاب الى اتفاق نووي ولكن هذه الحوافز مشروطة". وتابعت نقولا: "المسار الثاني، هو على الشكل التالي: يستفيد الاميركيون من التهديدات الاسرائيلية بضرب المنشآت النووية الايرانية ويجعلون من هذا الامر مسارا للضغط على إيران لتقديم تنازلات". أما بالنسبة الى المسار الثالث، فلفتت الى أنه "المسار الاوروبي حيث يهدد الاوروبيون بأن يكون هناك عودة لآلية الزناد، وفي اللقاء الاخير في 16 أيار 2025، التقى الاوروبيون والايرانيون في تركيا وهدد الاوروبيون باستخدام "آلية الزناد بلاس" أي أنهم لن يعودوا فقط الى تفعيل العقوبات القديمة التي كانت مفروضة على إيران بل أنهم هددوا أيضًا بأنه سيكون هناك عقوبات أوروبية إضافية على إيران تفوق العقوبات السابقة". وأضافت: "ترامب يستفيد من 3 مسارات للضغط على إيران لدفعها لتقديم تنازلات للوصول الى تفاهم نووي". ورأت نقولا أن "الخيار العسكري هو خيار أخير ولا يزال هناك الكثير من أدوات الضغط التي يستخدمها ترامب لإجبار إيران على الجلوس الى الطاولة وتقديم تنازلات وبالتالي، حاليًا وعلى المدى القصير، الخيار العسكري ليس مطروحًا، في انتظار ما اذا كانت المفاوضات ستنهار أم لا أو أي تطور آخر قد يؤدي الى تصعيد في المنطقة".


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
عن المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.. هذا ما كشفه تقرير لـNewsweek
ذكرت صحيفة 'Newsweek' الأميركية أنه 'وفقًا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقترب كل من بلاده وإيران من المرحلة النهائية من إبرام اتفاق نووي جديد. وخلال زيارته التي استمرت أربعة أيام إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، صوّر ترامب الاتفاق وكأنه قيد التوقيع. وكعادته، كان ترامب يُجمّل الواقع. لم تبدأ المفاوضات بين واشنطن وطهران إلا في 12 نيسان، لذا يصعب تصور اقتراب الطرفين من المرحلة النهائية لإبرام اتفاق نووي ذي طابع تقني عالي. فقد استغرقت إدارة باراك أوباما وإيران حوالي ثلاث سنوات للتفاوض على خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وهي عملية شهدت نصيبها من التعثر. يبدو أن محادثات إدارة ترامب مع الإيرانيين لم تتطرق إلى التفاصيل الدقيقة، وهذا على الأرجح أحد أسباب تفاؤل المسؤولين الأميركيين والإيرانيين نسبيًا'. وبحسب الصحيفة، 'لا يريد ترامب لطهران أن تُماطل في المحادثات، وقد صرّح مرارًا بأن أمام الإيرانيين خيارين: إما التخلص من برنامجهم النووي بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة. والطريقة الصعبة، أي القوة العسكرية، ستكون كارثية عليهم. ورغم أنه قد يبدو من المبتذل القول إن الشيطان في أي اتفاق نووي يكمن في التفاصيل، إلا أن هذا القول صحيح أيضا. إن التفاصيل هي التي ستُحدد نجاح العملية الدبلوماسية برمتها أو فشلها. حاليًا، واشنطن وطهران عالقتان في أهم تفصيل على الإطلاق: هل سيتمكن الإيرانيون من تشغيل برنامج تخصيب اليورانيوم؟ وازدادت حدة خطاب ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، بشأن ما هو مقبول وما هو مرفوض من قبل الإدارة الأميركية في أي اتفاق محتمل. وخلال مقابلة أجريت معه مؤخرًا، أكد ويتكوف أن 'لدينا خطًا أحمر واضحًا للغاية، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب'. وتتوافق هذه التعليقات مع تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي جادل بأن إيران حرة في امتلاك برنامج نووي سلمي طالما أنها تستورد الوقود اللازم لتشغيل المفاعلات'. وتابعت الصحيفة، 'وجاء الرد الإيراني على شكل تحد. بعد أن أشار وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، إلى أن تصريحات ويتكوف العلنية لا تتوافق مع موقفه الفعلي في المحادثات، جدد تأكيده على حق إيران في التخصيب للأغراض السلمية. أما المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يتخذ كل القرارات الرئيسية المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمنية لإيران، فلم يُعجبه الضغط العلني من الأميركيين، وكان رده، كعادته، غير دبلوماسي، داعيًا المسؤولين الاميركيين إلى 'تجنب التصريحات غير المنطقية'، ومشككًا في جدوى المفاوضات مع واشنطن. وبالنسبة للمراقبين من الخارج، يستحيل معرفة ما إذا كان هذا الخلاف الخطابي مجرد مناورة معتادة خلال المفاوضات المهمة، أم أنه مجرد توضيح لمواقفهما الحقيقية'. وأضافت الصحيفة، 'يشعر ترامب بضغط للتوصل إلى اتفاق مع إيران أقوى مما تفاوض عليه أوباما قبل عقد من الزمن. ووضع اتفاق أوباما النووي حدًا أقصى لمخزون إيران من اليورانيوم المخصب لضمان منع ما يسمى بالانفراج النووي، وخفض عدد ونوع أجهزة الطرد المركزي التي يمكن للعلماء الإيرانيين استخدامها، وسمح للمفتشين بمراقبة كافة جوانب العمل النووي لطهران. إلا أن ترامب والعديد من زملائه الجمهوريين أصرّوا على أن أوباما كان بإمكانه الحصول على المزيد من الإيرانيين، لكنه فشل في الضغط عليهم بشكل أكبر'. وبحسب الصحيفة، 'بتمسكه بسياسة عدم التخصيب، من المرجح أن يُفشل ترامب المحادثات النووية أكثر من حصوله على الصفقة الأفضل التي يطمح إليها. في الواقع، لقد انطلق قطار التخصيب منذ زمن بعيد. فالإيرانيون يُخصبون اليورانيوم منذ عام 2006، وأمضوا سنوات في بناء جهاز نووي بتكلفة باهظة تكبدوها نتيجة العقوبات الغربية والعزلة الدبلوماسية. أصبح البرنامج النووي برمته مصدر فخر للجمهورية الإسلامية، لذا فإن توقع تخلي الإيرانيين عنه، حتى لو تضمنت الفوائد إعادة فتح الاقتصاد الإيراني، هو على الأرجح ضرب من الخيال. لم تُقنع التجربة الأولى مع ترامب، التي انسحب خلالها من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات ثانوية على طهران، النخبة السياسية الإيرانية بأن واشنطن ستلتزم بأي شروط وقّعتها قبل سنوات'.