logo
تقرير: العالم يتجه نحو سباق تسليح نووي جديد

تقرير: العالم يتجه نحو سباق تسليح نووي جديد

يورو نيوزمنذ 13 ساعات

أفاد تقرير حديث أصدره "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" (SIPRI) أن العالم يشهد للمرة الأولى منذ عقود ارتفاعاً في مخزونات الأسلحة النووية، ما يعكس تحولاً دراماتيكياً في الاتجاه العالمي الذي كان يميل إلى تقليص هذه الأسلحة منذ نهاية الحرب الباردة.
وكان عدد الرؤوس الحربية النووية يتراجع سنوياً خلال العقود الماضية بفضل عمليات تفكيك كبيرة قادتها الولايات المتحدة وروسيا، متجاوزا عدد الرؤوس الجديدة التي يتم تصنيعها. لكن التقرير الجديد كشف عن انقلاب هذا الاتجاه، حيث من المتوقع تسجيل زيادة في المخزونات النووية العالمية في السنوات المقبلة نتيجة تباطؤ وتيرة التفكيك وتصاعد نشر الأسلحة الحديثة.
قال هانس إم. كريستنسن، الزميل الكبير في برنامج "أسلحة الدمار الشامل" التابع للمعهد: "إن عصر خفض عدد الأسلحة النووية في العالم، والذي استمر منذ نهاية الحرب الباردة، يقترب من نهايته".
وأضاف: "نرى اليوم اتجاهًا واضحًا نحو زيادة مخزونات الأسلحة النووية، وتصاعد الخطاب النووي، وتخلي الدول عن الاتفاقيات الخاصة بالرقابة على الأسلحة".
وتضم قائمة الدول المسلحة نووياً تسع دول هي: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وروسيا، وفرنسا، والصين، وباكستان، والهند، وإسرائيل، وكوريا الشمالية.
وتشير البيانات إلى أن جميع هذه الدول تعمل حالياً على تحديث الأسلحة الموجودة لديها، فضلاً عن إضافة رؤوس حربية جديدة إلى مخزوناتها.
وبحسب تقرير عام 2025 الصادر عن SIPRI، بلغ العدد الإجمالي للرؤوس النووية في العالم حوالي 12,241 اعتباراً من الأول من يناير 2025. ومن بين هذه الرؤوس، يُقدّر أن نحو 9,614 رأساً موجودة في المخزون العسكري وجاهزة للاستخدام المحتمل، منها أكثر من 2,100 رأس نووي على حالة تأهب قصوى – معظمها لدى الولايات المتحدة وروسيا.
من بين الدول النووية، تتصدر الصين المشهد بزيادة ترسانتها بنسبة 20% خلال عام واحد فقط ، لتصل إلى ما يُقدر بـ 600 رأس نووي . وتشير التوقعات إلى أن بكين قد تتمكن من تحقيق توازن مع مستويات المخزونات الأمريكية والروسية بحلول عام 2030.
في الوقت نفسه، تعمل كل من الهند وباكستان وإسرائيل على توسيع أو تحديث قدراتها النووية بشكل نشط، مما يثير مخاوف حول احتمال تصعيد النزاعات الإقليمية وتحولها إلى أزمات نووية.
وفي تعليقه على التوترات الأخيرة في عام 2025 بين الهند وباكستان، قال مات كوردا، الباحث الزميل في SIPRI: إن الضربات ضد البنية التحتية العسكرية المرتبطة بالنووي قد تحوّل النزاع التقليدي إلى أزمة نووية، مضيفاً أن "هذه الحالات يجب أن تكون تحذيراً صارماً للدول التي تسعى لزيادة الاعتماد على الأسلحة النووية".
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الهجمات بين إيران وإسرائيل، وبعد أسابيع قليلة من تعثر مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا. وشملت الأهداف الإسرائيلية الأخيرة في إيران مواقع عسكرية وعلماء بارزين يعملون في المجال النووي.
وفي سياق متصل، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد بين إسرائيل وإيران في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أنها تراقب الوضع "بشكل دقيق"، وأشارت إلى أن مستويات الإشعاع لا تزال مستقرة بعد القصف الأخير لمصنع تخصيب اليورانيوم في نطنز بإيران.
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي: "الوكالة جاهزة للرد على أي طارئ نووي أو إشعاعي خلال ساعة واحدة"، مضيفاً: "للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، نشهد صراعاً دراماتيكياً بين دولتين عضوين في الوكالة، تُضرب فيه المنشآت النووية وتتعرض سلامتها للخطر".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير: العالم يتجه نحو سباق تسليح نووي جديد
تقرير: العالم يتجه نحو سباق تسليح نووي جديد

يورو نيوز

timeمنذ 13 ساعات

  • يورو نيوز

تقرير: العالم يتجه نحو سباق تسليح نووي جديد

أفاد تقرير حديث أصدره "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" (SIPRI) أن العالم يشهد للمرة الأولى منذ عقود ارتفاعاً في مخزونات الأسلحة النووية، ما يعكس تحولاً دراماتيكياً في الاتجاه العالمي الذي كان يميل إلى تقليص هذه الأسلحة منذ نهاية الحرب الباردة. وكان عدد الرؤوس الحربية النووية يتراجع سنوياً خلال العقود الماضية بفضل عمليات تفكيك كبيرة قادتها الولايات المتحدة وروسيا، متجاوزا عدد الرؤوس الجديدة التي يتم تصنيعها. لكن التقرير الجديد كشف عن انقلاب هذا الاتجاه، حيث من المتوقع تسجيل زيادة في المخزونات النووية العالمية في السنوات المقبلة نتيجة تباطؤ وتيرة التفكيك وتصاعد نشر الأسلحة الحديثة. قال هانس إم. كريستنسن، الزميل الكبير في برنامج "أسلحة الدمار الشامل" التابع للمعهد: "إن عصر خفض عدد الأسلحة النووية في العالم، والذي استمر منذ نهاية الحرب الباردة، يقترب من نهايته". وأضاف: "نرى اليوم اتجاهًا واضحًا نحو زيادة مخزونات الأسلحة النووية، وتصاعد الخطاب النووي، وتخلي الدول عن الاتفاقيات الخاصة بالرقابة على الأسلحة". وتضم قائمة الدول المسلحة نووياً تسع دول هي: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وروسيا، وفرنسا، والصين، وباكستان، والهند، وإسرائيل، وكوريا الشمالية. وتشير البيانات إلى أن جميع هذه الدول تعمل حالياً على تحديث الأسلحة الموجودة لديها، فضلاً عن إضافة رؤوس حربية جديدة إلى مخزوناتها. وبحسب تقرير عام 2025 الصادر عن SIPRI، بلغ العدد الإجمالي للرؤوس النووية في العالم حوالي 12,241 اعتباراً من الأول من يناير 2025. ومن بين هذه الرؤوس، يُقدّر أن نحو 9,614 رأساً موجودة في المخزون العسكري وجاهزة للاستخدام المحتمل، منها أكثر من 2,100 رأس نووي على حالة تأهب قصوى – معظمها لدى الولايات المتحدة وروسيا. من بين الدول النووية، تتصدر الصين المشهد بزيادة ترسانتها بنسبة 20% خلال عام واحد فقط ، لتصل إلى ما يُقدر بـ 600 رأس نووي . وتشير التوقعات إلى أن بكين قد تتمكن من تحقيق توازن مع مستويات المخزونات الأمريكية والروسية بحلول عام 2030. في الوقت نفسه، تعمل كل من الهند وباكستان وإسرائيل على توسيع أو تحديث قدراتها النووية بشكل نشط، مما يثير مخاوف حول احتمال تصعيد النزاعات الإقليمية وتحولها إلى أزمات نووية. وفي تعليقه على التوترات الأخيرة في عام 2025 بين الهند وباكستان، قال مات كوردا، الباحث الزميل في SIPRI: إن الضربات ضد البنية التحتية العسكرية المرتبطة بالنووي قد تحوّل النزاع التقليدي إلى أزمة نووية، مضيفاً أن "هذه الحالات يجب أن تكون تحذيراً صارماً للدول التي تسعى لزيادة الاعتماد على الأسلحة النووية". وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الهجمات بين إيران وإسرائيل، وبعد أسابيع قليلة من تعثر مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا. وشملت الأهداف الإسرائيلية الأخيرة في إيران مواقع عسكرية وعلماء بارزين يعملون في المجال النووي. وفي سياق متصل، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد بين إسرائيل وإيران في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أنها تراقب الوضع "بشكل دقيق"، وأشارت إلى أن مستويات الإشعاع لا تزال مستقرة بعد القصف الأخير لمصنع تخصيب اليورانيوم في نطنز بإيران. وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي: "الوكالة جاهزة للرد على أي طارئ نووي أو إشعاعي خلال ساعة واحدة"، مضيفاً: "للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، نشهد صراعاً دراماتيكياً بين دولتين عضوين في الوكالة، تُضرب فيه المنشآت النووية وتتعرض سلامتها للخطر".

تشيرنوبل جديدة.. هل يمكن أن تؤدي الضربات الإسرائيلية على إيران إلى كارثة نووية؟
تشيرنوبل جديدة.. هل يمكن أن تؤدي الضربات الإسرائيلية على إيران إلى كارثة نووية؟

فرانس 24

timeمنذ يوم واحد

  • فرانس 24

تشيرنوبل جديدة.. هل يمكن أن تؤدي الضربات الإسرائيلية على إيران إلى كارثة نووية؟

بعد عقود من المواجهة بالوكالة والعمليات المحدودة، دخلت إيران وإسرائيل في مواجهة مباشرة ، بدأتها تل أبيب بهجوم مباغت على الجمهورية الإسلامية الجمعة، أسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء ذرة وطال مواقع نووية. ردت طهران منذ ليل نفس اليوم بإطلاق دفعات من الصواريخ البالستية والمسيرات نحو الدولة العبرية. ورغم دعوات وقف التصعيد، يواصل الجانبان تبادل التهديدات والضربات بإحداث مزيد من الدمار وسط مخاوف من كارثة ذرية كبرى أو أقله تسرب إشعاعي من المواقع النووية الإيرانية وأبرزها: منشآت تخصيب اليورانيوم مثل موقعي نطنز و فوردو، مصانع التحويل والبحث كتلك الموجودة في أصفهان، أراك، والعاصمة طهران، ناهيك عن محطة بوشهر النووية. رغم ذلك، قال خبراء إن صور الأقمار الاصطناعية لم تظهر بعد أضرارا كبيرة في البنية التحتية النووية لإيران. إلى أي مدى تضررت المواقع النووية الإيرانية؟ في هذا السياق، قال الخبير النووي الأمريكي ديفيد ألبرايت من معهد العلوم والأمن الدولي: "كان اليوم الأول يستهدف أمورا يمكن تحقيقها من خلال المفاجأة، منها اغتيال القيادات، وملاحقة العلماء النوويين، وأنظمة الدفاع الجوي، والقدرة على الرد". لكنه أردف: "لا يمكننا رؤية أي أضرار ظاهرة في فوردو أو أصفهان. وهناك أضرار في نطنز". وتابع "لا يوجد دليل على تدمير الموقع الموجود تحت الأرض". وأضاف ألبرايت أنه ربما كانت هناك أيضا ضربات بطائرات مسيّرة على أنفاق تؤدي إلى محطات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض، وهجمات إلكترونية لم تترك آثارا يمكن رؤيتها بالعين. وأكد: "فيما يتعلق بالأضرار المرئية، فإننا لا نرى الكثير وسنرى ما سيحدث"، معتقدا بأن الضربات الإسرائيلية لا تزال في مرحلة مبكرة. كما لفت هذا الخبير إلى أن وضع مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب غير معروف وإن من المحتمل أن تكون تل أبيب قد تجنبت شن هجمات كبيرة على المواقع النووية بسبب مخاوف من إصابة مفتشين دوليين كانوا هناك. وقال ألبرايت إن "هناك آلاف من أجهزة الطرد المركزي في محطة نطنز تحت الأرض، وإن قطع إمدادات الكهرباء عنها سوف يؤدي إلى تشغيل نظام بطاريات احتياطية" فيما أضاف أن "من المرجح أن تغلق إيران أجهزة الطرد المركزي في الموقع تحت الأرض بطريقة محكمة، وهي عملية ضخمة"، مشيرا إلى أن "البطاريات... تدوم لفترة، لكنها ستنفد في النهاية، وإذا توقفت أجهزة الطرد المركزي عن العمل بشكل لا يُمكن السيطرة عليه، فسيتعطل الكثير منها". والإثنين، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية " ليس لدينا مؤشرات تبين وجود هجوم" على المنشأة السفلية من موقع نطنز. وتابع: "لا توجد أي مؤشرات على هجوم ملموس على قاعة السلاسل (أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم) الموجودة تحت الأرض والتي تضم جزءا من محطة التخصيب التجريبي ومحطة التخصيب الرئيسية". وأكد رافايل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية " أن لا مؤشرات على وقوع المزيد من الأضرار في موقع فوردو حيث لم يتم رصد أضرارا في المنشأة الموجودة داخل أحد الجبال". وأوضح: "لم يلحق ضرر إضافي بمفاعل نطنز لتخصيب الوقود منذ هجوم يوم الجمعة الذي دمر الجزء السطحي من مفاعل تخصيب الوقود التجريبي". وتابع: "في موقع أصفهان النووي، تضررت أربع بنايات في هجوم الجمعة وهي المعمل الكيميائي المركزي ومنشأة لتحويل اليورانيوم ومفاعل طهران لتصنيع الوقود... ومنشأة معالجة كانت تحت الإنشاء". من جهته، قال جيفري لويس، خبير منع الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، إن "الأضرار التي لحقت بمنشأة نطنز تبدو "متوسطة". وواصل: "دمرت إسرائيل محطة تخصيب الوقود، بالإضافة إلى بعض المباني المرتبطة بإمدادات الطاقة" مشيرا إلى أن الدولة العبرية قصفت أيضا مبنى للدعم، ربما لإمدادات الطاقة، قرب منشأتين نوويتين تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم. وأردف: "لا يبدو أن قاعات التخصيب تحت الأرض، وكذلك المنشأة تحت الأرض الكبيرة القريبة في الجبال قد تعرضت لأي ضرر". ولم يتضح بعد حجم الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو النووية الرئيسية، التي تقع على عمق كبير تحت الأرض ويمكن استخدامها لتطوير أسلحة نووية. هل إسرائيل قادرة على تدمير المواقع النووية تحت الأرض؟ وقال مارك دوبويتز، محامي أمريكي سابق ورئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "الجميع يتفق أن إسرائيل قد لا تملك الأسلحة اللازمة لتدمير فوردو دون دعم عسكري أمريكي". تعقيبا لذلك، قال العميد الركن المتقاعد صالح الشراب العبادي خبير عسكري واستراتيجي أردني، إن الضربة التي يجري التلميح لها للمواقع النووية الإيرانية تحت الأرض "ليست كأي ضربة تقليدية، بل هي بمثابة المقامرة الكبرى"، حيث إن "منشآت مثل فوردو ونطنز لم تُبنَ على سطح الأرض، بل تحت جبال وسلاسل صخرية مصممة لتحمل الزلازل والحروب. وهذا يعني أن ضربها يتطلب قدرات خارقة لا تمتلكها إسرائيل بمفردها". وأوضح لفرانس24 بأن هذه المواقع تمثل "قلاعا هندسية عميقة تحت الأرض، تم تصميمها خصيصا لتحصين البرنامج النووي الإيراني ضد أي ضربة جوية. وهو ما يجعل استهدافها تحديا عسكريا كبيرا لكنه محفوف بمخاطر قد تتجاوز الحرب التقليدية إلى كارثة نووية بيئية شاملة تتعدى إيران إلى معظم الدول الحدودية". والولايات المتحدة مجهزة بشكل أفضل من الإسرائيليين لتدمير مثل هذه الأهداف باستخدام قنابلها الأقوى الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل (14 ألف كلغ). وقال دوبويتز" إذا قررت طهران عدم التفاوض بشأن الاتفاق النووي، فإن واشنطن قد تستخدم قاذفاتها من طراز بي-2 وتلك القنابل لتدمير منشأة فوردو". يشرح الخبير العسكري الأردني صالح الشراب العبادي في هذا الشأن بأن الولايات المتحدة تحتكر حتى اللحظة "القنابل الخارقة للتحصينات العميقة، وعلى رأسها قنبلة GBU-57 MOP، وهو سلاح استراتيجي بالغ التخصص يتطلب طائرات ثقيلة مثل B-2 أو B-52 لإطلاقه. إسرائيل لا تملك مثل هذه القنابل ولا المنصات المطلوبة ما يضعها أمام خيارين: إما طلب الدعم المباشر من واشنطن، بما يحمله ذلك من تبعات سياسية كبرى، أو البحث عن بدائل ميدانية أقل كفاءة، وأكثر مخاطرة. يمكن ذلك تقنيا، ولكن سياسيا واستراتيجيا فالثمن باهظ للغاية. حيث إن استخدامها يعرض الولايات المتحدة لمسؤولية أخلاقية وتاريخية ضخمة، خصوصا إن أدت الضربة إلى انهيار أنظمة التبريد في المنشآت النووية الإيرانية أو إطلاق مواد مشعة". تشيرنوبل جديدة في الشرق الأوسط؟ وتجدر الإشارة إلى أن ضرب المواقع النووية هو سلاح ذو حدين في هذه الحرب. فقد يؤدي فعلا إلى تعطيل طموحات الإيرانيين بدخول النادي النووي الدولي ولو من باب الاستخدامات المدنية لهذه الطاقة، لكنه قد يؤدي إلى كارثة قد تعادل حسب خبراء ما حدث في تشيرنوبل بشمال أوكرانيا في 26 أبريل/نيسان 1986. في هذا الإطار، طمأن غروسي بأنه لا توجد مستويات إشعاع مرتفعة في نطنز. لكنه دعا في بيان جميع الأطراف إلى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد". مؤكدا بأن "أي عمل عسكري يُعرّض سلامة وأمن المنشآت النووية للخطر يُنذر بعواقب وخيمة على شعب إيران والمنطقة وما هو أبعد من ذلك". وأضاف: "أبلغت السلطات المعنية باستعدادي للسفر في أقرب وقت ممكن لتقييم الوضع وضمان السلامة والأمن ومنع الانتشار النووي في إيران". وتخصب إيران اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهي درجة قريبة من مستوى 90 بالمئة اللازم لصنع الأسلحة النووية في المحطة التجريبية. لكنها تنتج كميات أقل من اليورانيوم المخصب مقارنة بمنشأة فوردو. وهو موقع محفور في جبل قال خبراء عسكريون إنه سيكون من الصعب على إسرائيل تدميره بالقصف. وأفاد معهد دراسات الحرب في تقرير الأحد نقلا عن خبير عسكري قوله "إن إسرائيل إذا لم تجعل محطة فوردو لتخصيب الوقود غير صالحة للعمل، فستكون إيران قادرة على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع تسعة أسلحة نووية بحلول نهاية الشهر الأول باستخدام مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة قبل الهجوم". وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت إنه لم يتم رصد أي أضرار في محطة فوردو لتخصيب الوقود أو مفاعل خونداب للماء الثقيل قيد الإنشاء في إيران. وأضافت أنه لم يتم رصد أي أضرار أخرى في نطنز، وهو أحد الأهداف النووية التي قصفتها إسرائيل الجمعة. حول هذا الموضوع، قال الباحث والخبير جان-ماري كولين مدير فرع فرنسا لـ "الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية" (آيكان) ، إن كل الدلائل تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في صدد اتباع "استراتيجية مواجهة شاملة مع إيران، مواصلا بذلك النهج المتشدد الذي اتبعه في قطاع غزة". وأوضح لفرانس24 بأنه ورغم وجود "مخاوف مشروعة تحيط ببرنامج طهران النووي" إلا أن "الوكالة الذرية ولا أي دولة أخرى (باستثناء إسرائيل)، لم تؤكد بشكل قطعي بأن إيران على وشك امتلاك أسلحة نووية خلال أسابيع". وتابع الباحث والخبير الفرنسي إن "احتمال توجيه ضربات مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية "يشكل خطرا جسيما". موضحا بأن "مهاجمة مواقع تخصيب اليورانيوم قد يؤدي إلى انبعاثات إشعاعية، ذات عواقب وخيمة ودائمة على المدنيين والبيئة. كما أن أي عملية عسكرية تستهدف محطة بوشهر للطاقة النووية قد تكون كارثية، تُضاهي تكرار مأساة تشيرنوبيل". وأضاف جان-ماري كولين أن "هذه المخاوف ليست جديدة، بل تذكرنا بتلك التي ترافقت مع ضرب روسيا المنطقة المحيطة بمحطة الطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا قبل بضعة أشهر. فعلاوة على ذلك، يجب التذكير بأن أي هجوم على المنشآت النووية محظور بموجب القانون الدولي وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ماذا سيحدث لو قصفت مفاعلات نطنز وفوردو؟ واعتبر مدير حملة آيكان فرنسا بأن "محطة بوشهر للطاقة النووية المدنية، التي قد تُسهم بشكل غير مباشر في إنتاج اليورانيوم (لأن الوقود المستهلك لا يزال بحاجة إلى إعادة المعالجة)، هي الأكثر إثارة للقلق، لكنها في الوقت نفسه تبدو أقل استهدافا. إلا أن المواقع التي يرجح استهدافها بشكل أكبر، هي: محطتا نطنز وفوردو، وهما الموقعان الرئيسيان لتخصيب اليورانيوم". ويشرح مدير آيكان في معرض تصريحاته أنه "في حال وقوع انفجار، فإنه سيكون داخليا نظرا لوقوعه في أعماق الأرض (حيث يقع الموقعان في قلب منطقة جبلية)، وبالتالي لن يُسفر عن "انفجار نووي"، بل على الأرجح عن انتشار إشعاعي. إذا تأثرت مواقع التخصيب بشدة، فسيكون هناك انتشار إشعاعي على نطاق جغرافي يعتمد على الظروف الجوية؛ فالغبار الإشعاعي لا يقتصر على حدود الدولة!". وتساءل الخبير النووي الفرنسي: "لنفترض، كما تدعي إسرائيل، أن إيران تمتلك ترسانة نووية. ففي حال شنت إسرائيل ضربات على هذه الترسانة، قد يتساءل المرء عن عواقب مثل هذا العمل. هل تتمتع هذه الأسلحة كما في فرنسا أو الولايات المتحدة مثلا بمستوى من الأمان يمنع عادة أي انفجارات غير مقصودة؟ هل ستنفجر هذه الأسلحة، مسببة تلوثا إشعاعيا كبيرا؟". من جهته، يتساءل صالح الشراب العبادي في حال حصول مثل هذا التسرب الإشعاعي "فأين سنصل؟ هل الخليج العربي مستثنى؟ هل تركيا وباكستان ستكونان بمنأى عن الإشعاع؟ نتحدث عن احتمال تكرار مشهد تشرنوبل أخر في قلب الشرق الأوسط، ولكن هذه المرة، بقرار سياسي لا بخطأ هندسي". ويشرح الخبير العسكري الأردني أن إسرائيل قد تلجأ إلى "خطط بديلة لتفادي مثل هذا التصعيد" إن خاطرت بضرب المواقع النووية بهذه القوة، مشيرا إلى أن "ضربات إلكترونية، وتفجيرات من الداخل، أو عمليات خاصة تشل البنية الهندسية للمواقع النووية دون تدميرها كليا". للإشارة، يحضر البرلمان الإيراني مشروع قانون للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، رغم أن البلاد لا تزال تعارض تطوير أسلحة الدمار الشامل، وفق ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي الإثنين. وترى الجمهورية الإسلامية أن من حقها استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، إلا أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يتقدم بسرعة، أثار حسب مراقبين، مخاوف في الغرب عموما وفي منطقة الخليج خصوصا، من تطلعها إلى تطوير سلاح نووي.

ما حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الإسرائيلية؟
ما حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الإسرائيلية؟

يورو نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • يورو نيوز

ما حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الإسرائيلية؟

شنت إسرائيل فجر الجمعة سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع متعددة في إيران، بينها منشآت نووية استراتيجية. ومع تصاعد التوترات بين البلدين، يبقى السؤال الملح: ما حجم الخسائر التي منيت بها المنشآت النووية الإيرانية نتيجة هذه الهجمات؟ لم تُعلن بعد تفاصيل دقيقة حول حجم الأضرار، لكن المؤكد أن العمليات دخلت مرحلة تصعيد نوعي في الصراع الممتد بين البلدين. تُظهر التقارير أن الضربات الإسرائيلية دمّرت منشأة لإنتاج الوقود النووي تقع فوق الأرض، بالإضافة إلى مراكز تغذية كهربائية في منشأة نطنز، أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران. ويُعد مجمع نطنز النووي الشاسع المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في البلاد، ويضم موقعا تحت الأرض وآخر فوق الأرض. وقال جيفري لويس، خبير حظر الانتشار النووي في "معهد ميدلبري للدراسات الدولية"، إن الأضرار التي لحقت بمنشأة نطنز كانت "متوسطة"، مشيراً إلى أن إسرائيل دمرت منشأة تجريبية لتخصيب الوقود وبعض المباني الداعمة المرتبطة بإمدادات الطاقة. وأضاف أن الضربات أصابت مبنى دعم قرب منشأتين تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم، دون أن تظهر أي أضرار على المنشآت تحت الأرض أو المنشأة الجبلية المجاورة. بدورها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن محطة التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز دُمرت، وأنه لم يتم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع. ورغم شن أكثر من 200 مقاتلة إسرائيلية، إلى جانب أسراب من الصواريخ والطائرات المسيّرة، هجمات متعددة، فإن المرحلة الأولى من القصف لم تستهدف على ما يبدو المخزون المحتمل من الوقود النووي الإيراني، والذي يُعتقد أنه مخزّن في مجمع كبير بالقرب من مدينة أصفهان. وتُعتبر أصفهان واحدة من أكبر المواقع النووية في إيران، ومن أبرز مراكز الأبحاث السرية المرتبطة بتطوير الأسلحة، وفقاً لتقديرات استخباراتية غربية. ووصف خبراء هذا القرار بأنه ربما يكون "متعمداً"، بحسب صحيفة التايمز البريطانية. وأفاد المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، السبت، بأن أضراراً محدودة لحقت بموقع مفاعل "فوردو" النووي قرب مدينة قم، بالإضافة إلى منشآت أخرى تشمل مبنى لإنتاج اليورانيوم المعدني، وبنية تحتية لتحويل اليورانيوم المخصب، ومختبرات. وأوضح أن بعض الأضرار الطفيفة لحقت بموقع فوردو، لكنها ليست خطيرة من الناحية الفنية، مؤكداً أن الإجراءات الوقائية المتخذة سابقاً حالت دون وقوع خسائر كبيرة أو بشرية. كما أشار إلى أن الهجمات في أصفهان تسببت في اندلاع حرائق، دون وقوع أضرار مباشرة في المنشآت الحساسة. قال كمالوندي إن المعدات والمعلومات الحساسة تم إجلاؤها من المحطات النووية قبل تنفيذ الهجمات، مشيراً إلى عدم وجود أي خطر من تلوث إشعاعي أو تهديد للصحة العامة. وأكد أن عمليات الترميم بدأت بالفعل، وسيتم إعادة بناء المتضرر بجودة أعلى من السابق، مع الاستفادة من القدرات العلمية والفنية المحلية. بدورها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن محطة بوشهر النووية على الساحل الإيراني في الخليج الفارسي "لم تُستهدف"، وأنه "لم يتم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع في موقع نطنز". وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لمجلس الأمن، أمس الجمعة، إن إيران أبلغت عن هجمات على منشأتي فوردو وأصفهان، إلى جانب تدمير محطة التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز. ويأتي استهداف عدد من كبار العلماء النوويين الإيرانيين ضمن حملة إسرائيلية مستمرة تهدف إلى تصفية الكفاءات اللازمة لتطوير قنبلة نووية. ونقلت وكالة "رويترز" عن الخبير النووي ديفيد ألبرايت، من معهد العلوم والأمن الدولي، قوله: "كان اليوم الأول يستهدف أموراً يمكن تحقيقها من خلال المفاجأة؛ اغتيال القيادات، وملاحقة العلماء النوويين، وأنظمة الدفاع الجوي، والقدرة على الرد". وأضاف: "لا يمكننا رؤية أي أضرار ظاهرة على منشأتي فوردو أو أصفهان. وهناك أضرار في نطنز. لا يوجد دليل على تدمير الموقع الموجود تحت الأرض".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store