
احذر التواصل الجامد
هذه الوسائل الآلية تشعرنا بأننا قريبون من بعضنا بعضاً، لكن الواقع أننا بعيدون. هذا الجانب تناولته عالمة النفس الاجتماعي الدكتورة شيري تركل، في كتابها الذي حمل عنوان «معاً وحدنا: لماذا نتوقع أكثر من التكنولوجيا وأقل من بعضنا بعضاً». وهي أستاذة العلوم الاجتماعية والتكنولوجيا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MITT) وقد كرست عقوداً لدراسة تأثير التكنولوجيا في حياتنا العاطفية والاجتماعية. وفي هذا الكتاب، الذي نشر عام 2011، تناولت الروبوتات التي تمنح إحساساً بالاهتمام، لكنها في الحقيقة لا تقدم الجوهر الإنساني للتواصل، مثل الإصغاء العميق، التعاطف الحقيقي، والمشاركة العاطفية.
والمشكلة الكبيرة أن الأجيال الجديدة بدأت في تفضيل هذه العلاقات على العلاقات البشرية المعقدة، وهو ما يضعف المهارات الاجتماعية. ولا تنس الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تمنحنا شعوراً بالاتصال الدائم، لكنه اتصال غير كامل وسطحي. نحن نرسل رسائل سريعة، ونشارك صوراً ومقاطع قصيرة، لكن من النادر أن نشارك في حدث طويل صادق أو دافئ.
ولعل أخطر ما تناولته الدكتورة شيري تركل في كتابها هو أن التواصل الرقمي، رغم سرعته، يفتقر إلى الصبر والتفهم، الذي يتطلبه الحوار المباشر، هناك لغة جسد، نبرة صوت، تبادل لحظي للمشاعر، جميعها جوانب إنسانية، لن تجدها على الشاشة، ولا في تلك المحادثات النصية، ولا في الأشكال والرموز.
ولو أردنا رصد ما توقعته الدكتورة شيري تركل، فبيننا أطفال يقضون ساعات أمام الشاشات أكثر من اللعب في الخارج، وأسر تجتمع على مائدة الطعام، لكن كل فرد غارق في هاتفه، وأصدقاء يفضلون المحادثات النصية على اللقاءات المباشرة.
هذه العالمة المميزة لا تدعو للانقطاع عن التكنولوجيا، بل تنبه إلى أهمية إدارتها بوعي ومهارة، وهو ما يعني أن على الأسر، والمربين، إيجاد مساحات زمنية وأنشطة بعيدة عن الشاشات، وتدريب الأطفال على مهارات الحوار والإنصات، حتى لا تصبح التكنولوجيا الأداة الوحيدة في التواصل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
الإمارات تقود جهود دمج العربية بالذكاء الاصطناعي لتعزيز حضورها عالمياً
ومن أبرز هذه المشاريع «المعجم التاريخي للغة العربية»، وهو إنجاز علمي ضخم اكتمل العام الماضي في إمارة الشارقة «عاصمة الثقافة العربية»، ويوثق تطور اللغة العربية عبر العصور. ويتيح المعجم، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، للباحثين والمهتمين أكثر من 20 مليون كلمة عربية، مع إمكانية كتابة النصوص وقراءتها وتحويلها إلى مقاطع فيديو، وإثرائه بمعلومات جديدة باستمرار، وذلك بالتعاون بين مجمع اللغة العربية في الشارقة ومركز الإمارات للدراسات والبحوث.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
الذكاء الاصطناعي عالق بين تضخيم الخطاب وانتقادات المتشككين
جانان غانيش اطلعت أخيراً على رسم بياني يتتبع معدلات دخل الفرد عبر العصور، ولاحظت خطاً شبه أفقي يمتد من عام 1000 قبل الميلاد حتى أواخر القرن الثامن عشر؛ حيث ظلت مستويات المعيشة حول العالم في حالة تكاد تكون متشابهة امتدت لنحو ثلاثة آلاف عام، إلى أن جاءت الثورة الصناعية لتقلب المشهد رأساً على عقب، إذ ارتفعت الدخول على نحو صاروخي، ليغدو الرسم البياني أشبه بمخطط لقلب مريض شارف على الموت، ثم يفاجئ الجميع بعودة الحياة إليه في اللحظة الأخيرة. وقبل ثورة الطيران، كان عبور المحيط مغامرة مضنية، بينما بات اليوم من أيسر الأمور. فهل يرتقي الذكاء الاصطناعي ليحدث في حياتنا تحولاً جذرياً مماثلاً لما أحدثته تلك الاختراعات الثورية؟ وهما تفتقران إلى التفاصيل التقنية، إذ على عكس معظم المتحمسين للذكاء الاصطناعي، لا أعمل في هذا المجال أو حتى في محيطه. وثمة حجج أكثر هشاشة يطرحها المتشككون، فعلى الأقل لم أنزلق إلى سرد القصص الطريفة من قبيل «نصحني تشات جي بي تي بتعاطي الهيروين كعلاج للزكام». ثمة تغطيات صحافية رائعة عن الشركات العملاقة والاستراتيجيات الوطنية والتقنية ذاتها، فلتبق على اطلاع بكل ذلك، لكن حين يتعلق الأمر بالتأملات والتكهنات - عالم كتاب الأعمدة والمنتديات النقاشية - هل رأينا من قبل خطاباً بهذا القدر من الضحالة قياساً إلى حجمه الإجمالي؟ وسواء أكان لديهم دافع تجاري للترويج للذكاء الاصطناعي أم لا (وكثيرون ليس لديهم ذلك)، فإن من يكرس حياته لشيء ما يصعب عليه تقبل احتمال أن يكون تأثيره محدوداً. وفي المقابل، يصعب مجادلتهم دون الاستناد إلى السوابق والنظريات الثابتة. فكون معظم نقاط التحول التاريخية لم تكن كذلك في الحقيقة، لا يعني بالضرورة أن هذه الحالة مشابهة. والنقاش حول الذكاء الاصطناعي غالباً ما يكون صراعاً بين من يملكون المعرفة لكنهم يتجهون إلى التهويل، ومن يتسمون بالاتزان لكنهم يتحدثون بعمومية. وقد يقول البعض، إن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لم يرتفع عما كان عليه في العقود السابقة للإنترنت، كما أن الكثير مما نفعله، مثل السفر، لم يتغير كثيراً. وهكذا فإن تلك الحلقات، رغم قدمها، لم تدحض بعد. بمعنى آخر، إذا صدقت توقعات المتشككين في الذكاء الاصطناعي (وكان تأثير التكنولوجيا أقل جذرية)، فإن المحذرين من مخاطره سيكونون محقين أيضاً (بأن الاضطرابات الاجتماعية آتية لا محالة). فمن سيظفر بالغلبة في هذا السجال؟ أما من يتوقعون منه تأثيراً زلزالياً إيجابياً محسناً للحياة، فهم الأكثر بهجة وقابلية للإيمان بالأشياء. في المقابل، فإن المشككين في إحداثه لأي تأثير جذري هم أناس مثلي، متوازنون إلى حد يقارب الاستهتار. وهكذا، يستمر جدل الذكاء الاصطناعي ويتصاعد لأنه، في المآل الأخير، يدور حولنا نحن.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
«الدولي للاتصال الحكومي» بالشارقة يطلق «تحدي العلاقات العامة العالمي»
ويهدف التحدي إلى تحفيز الإبداع والابتكار في تقديم حلول اتصالية مستدامة مستوحاة من حملة «هوية الشارقة»، وذلك لمعالجة قضايا اجتماعية واقتصادية وبيئية وتعليمية تسهم في تعزيز جودة الحياة، ضمن بيئة تنافسية يشرف عليها نخبة من الخبراء والمحكمين من الجهات المنظمة والشريكة. وفي إطار الفعاليات الاستباقية، ينظم مركز ربع قرن للعلوم والتكنولوجيا «تحدي مهارات الذكاء الاصطناعي»، الموجه لليافعين من عمر 10 إلى 16 عاماً، بمشاركة نحو 45 طالباً وطالبة، حيث يعمل المشاركون على تطوير حلول ذكية لقضايا معاصرة مثل الأمن الغذائي، وجودة الحياة، والاستدامة.