
الإسرائيليون يسحبون أموالهم من إسرائيل وسط تصاعد القلق والتحذيرات من تداعيات خطيرة
أعلنت شركة الخدمات المالية 'GMT' زيادة بنسبة 50% في تحويلات الإسرائيليين لأموالهم إلى الخارج بسبب خطر التداعيات السياسية والاقتصادية جراء الحرب على غزة وحملة الإقالات.
وشهدت إسرائيل ارتفاعا كبيرا في تحويل الأموال إلى الخارج، حيث زاد اهتمام الإسرائيليين بإنفاق أموالهم في الخارج بنسبة 50% خلال الأسبوع الماضي، وفقا لتقرير صادر عن شركة الخدمات المالية GMT.
يأتي هذا في ظل تصاعد التوتر السياسي، على خلفية القرارات الحكومية بعزل رئيس جهاز الأمن العام 'الشاباك' والمستشارة القانونية للحكومة واستمرار الحرب على غزة، ما زاد من حالة عدم الاستقرار في البلاد.
وتشير البيانات إلى أن أغلب التحويلات تأتي من مستثمرين يسعون إلى توجيه أصولهم إلى الولايات المتحدة وأوروبا، بينما تنتمي نسبة أقل إلى أفراد يدرسون إمكانية الهجرة وإعادة التوطين خارج إسرائيل.
– مخاوف من ضرائب وتأميم محتمل للأصول:
أوضح إران تيبون، المدير المالي لشركة GMT، أن هذا الاتجاه ليس جديدا، حيث بدأ مع اندلاع الأزمة القانونية وازداد بشكل كبير بعد اندلاع الحرب.
وأضاف: 'نتلقى يوميا مئات الاتصالات من المواطنين القلقين بشأن أموالهم. هناك مخاوف من انخفاض سوق الأسهم، والعجز في الميزانية، وزيادة الضرائب المتوقعة، بما في ذلك ضرائب رأس المال والميراث، بل وحتى سيناريوهات متطرفة مثل تأميم الأصول لتغطية العجز الحكومي'.
وبحسب تقرير حديث صادر عن بنك إسرائيل، من المتوقع أن ترتفع الاستثمارات الإسرائيلية في الخارج بنحو 202 مليار شيكل خلال عام 2024.
تزامن هذا القلق المالي مع القرارات السياسية الأخيرة، حيث صوّتت الحكومة الأسبوع الماضي لصالح عزل رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، بسبب ما وصفته بانعدام الثقة بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلا أن محكمة العدل العليا أوقفت القرار بانتظار النظر في الطعون المقدمة ضده. كما صادقت الحكومة على بدء عملية إقالة المستشارة القانونية للحكومة، في خطوة أثارت انتقادات حادة من الدوائر القانونية والسياسية.
على خلفية هذه التطورات، تراجعت مؤشرات البورصة الإسرائيلية بشكل حاد في بداية الأسبوع، مسجلة أكبر انخفاض لها منذ أكتوبر 2023.
-تحذيرات من تداعيات اقتصادية خطيرة:
في مؤتمر صحفي عقد أمس، حذر محافظ بنك إسرائيل، البروفيسور أمير يارون، من التداعيات الاقتصادية الخطيرة للقرارات السياسية الأخيرة، مؤكدًا أن هناك علاقة مباشرة بين استقرار مؤسسات الدولة وقوة الاقتصاد.
وقال يارون: 'لقد أكدنا منذ فبراير 2023 على أن هناك ارتباطا وثيقا بين استقلال المؤسسات والنمو الاقتصادي. الأسواق تعكس هذا الواقع، وكلما زادت الضغوط على استقلال هذه المؤسسات، انعكس ذلك سلبًا على الاقتصاد'.
أما فيما يخص الأزمة الدستورية المحتملة حالما ألغت المحكمة العليا قرار عزل رئيس جهاز الأمن العام ورفضت الحكومة الامتثال للحكم، فقد أكد يارون: 'لا أستطيع أن أتصور سيناريو لا يتم فيه احترام قرار المحكمة العليا'.
وفيما بدا أنه انتقاد غير مباشر لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أشار محافظ بنك إسرائيل إلى تحذيرات وكالة التصنيف الائتماني 'موديز'، مؤكدا أن 'من الضروري الاستماع إلى هذه التحذيرات وأخذها بجدية'.
يأتي هذا المشهد فيما تواجه إسرائيل تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة، مما قد يدفع المستثمرين والإسرائيليين على حد سواء إلى اتخاذ إجراءات احترازية لحماية أصولهم المالية في ظل حالة عدم اليقين المتزايدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 8 ساعات
- سرايا الإخبارية
إعلام عبري: حرب غزة كلفت إسرائيل 40 مليار دولار حتى نهاية 2024
سرايا - بلغت تكلفة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حوالي 40 مليار دولار حتى نهاية عام 2024، وفق صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية. وقالت الصحيفة في تقرير لها الأربعاء، إن "تكلفة الحرب، شاملة المساعدات الأمريكية، بلغت 141.6 مليار شيكل (نحو 40 مليار دولار) بنهاية عام 2024، وفقا لبيانات المحاسب العام لوزارة المالية الإسرائيلية". وأشارت إلى أن التكلفة الإجمالية تشمل التكاليف العسكرية، والنفقات المدنية، ومبالغ صندوق تعويضات الأضرار. وأوضحت "غلوبس" أن الصافي العسكري من هذه النفقات بلغ 98.4 مليار شيكل (27.7 مليار دولار)، منها 80.2 مليار شيكل (22.6 مليار دولار) خلال عام 2024 فقط، وهو ما يعادل نحو 80 بالمئة من إجمالي التكلفة. وبحسب الصحيفة، فإن ذروة الإنفاق العسكري سجلت في ديسمبر/ كانون الأول 2023، حين بلغت النفقات خلال ذلك الشهر وحده 17.2 مليار شيكل (4.8 مليارات دولار). ولفتت إلى أن وزارة المالية لم تنشر حتى اليوم بيانات مفصلة عن نفقات الحرب في عام 2025. ولم تشمل هذه الأرقام الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرب، بما في ذلك انخفاض الإيرادات، وتراجع الاستثمار الأجنبي، وتضرر قطاع السياحة. كما لم تتضمن أي تقدير لتكاليف إعادة الإعمار، سواء في المستوطنات المحيطة بغزة جنوبي إسرائيل، أو البلدات القريبة من الحدود اللبنانية التي تضررت جراء القصف المتبادل مع "حزب الله"

الدستور
منذ 2 أيام
- الدستور
قلنسوة: أوامر إخلاء فوري تهدد 50 محلاً تجارياً
تلقى ما يقارب 50 محلًا تجاريًا بقلنسوة في منطقة المثلث الجنوبي، أوامر إخلاء فوري في اليومين الأخيرين، وتحديدا في المنطقة الشمالية للمدينة بذريعة «الاستخدام غير القانوني للأرض»، إذ تدعي السلطات الإسرائيلية أن الأراضي مصنفة كأراض زراعية. ووصف أصحاب المحال التجارية هذه القرارات بالموجعة، وبأنها تزعزع استقرار المحلات الصناعية بمدينة قلنسوة، لتزداد حدة الظلم والتعسف بإرفاق غرامات مالية باهظة؛ على حد قولهم. وتفاجأ أصحاب المحال الصناعية بتسلمهم مهلة من قبل مندوبين اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء لا تتجاوز 20 يومًا، وإلّا سيتم فرض غرامة مالية تقدر بـ300 ألف شيكل عليهم، تضاف إليها غرامة يومية قيمتها 750 شيكلًا لكل يوم تأخير. وتدعي السلطات الإسرائيلية أن الأراضي المصنفة كأراض زراعية لا يسمح بإقامة ورش أو مصانع عليها، والبناء عليها يعتبر غير قانوني. وتعتبر قضية أصحاب المحال في قلنسوة ليست مجرّد خلاف قانوني على «تصنيف الأراضي»، بل قضية معيشية وإنسانية تمسّ حياة عشرات العائلات، وتكشف عن فجوة قانونية وتنظيمية تتكرر في البلدات العربية. أما تداعيات هذه القرارات فلا تقف عند حدود قلنسوة، فـ»التيار إذا انطلق لا يستثني بلدة عن سواها»، ما يجعل هذه القضية جرس إنذار للكثير من البلدات العربية التي تواجه آلة الهدم في الفترة الأخيرة، في ظل غياب سياسات تخطيط عادلة ومراعية لاحتياجات الناس وحقوقهم في المسكن والعمل. وقال عبد الرحمن عثمان ناطور أحد أصحاب المحال الذين تلقوا أوامر إخلاء، إنه «تلقينا أوامر إخلاء ومنحونا مهلة 20 يوما فقط، ومن لا يخضع لهذه الأوامر سيدفع 300 ألف شيكل، بينما كل يوم تأخير بعد التاريخ المحدد ستكون تكلفته 750 شيكلا إضافيا. كيف لنا أن نتحمل هذا؟». وأوضح «نحن هنا منذ 25 أو 30 عاما في هذه الورشة وعلى أرضي الخاصة. لم نأت خلسة ولم ننبع من فراغ، كما أننا لم نرفض أي تعاون لإيجاد بديل، علمًا أنه قبل نحو 4 سنوات جاءت لجنة من وحدة المراقبة في ما يسمى سلطة أراضي إسرائيل، وكان الحديث عن خرائط وتنظيم، وقد كنا متعاونين منذ ذلك الوقت وقدمنا كل المستندات المطلوبة للمجلس المحلي». وأشار ناطور إلى أن «إجراء انتخابات بلدية وتغير الرئيس، أدى إلى تعطيل الأمور وبطء تقدمها لتتجمد الإجراءات ويستمر الغموض حول مصير هذه المحال. ما يخبروننا به في البلدية هو أنهم يعملون على مناقصات وخطط هندسية للبنية التحتية، ولكن إلى متى سننتظر، نحن نعيش على أعصابنا ولا تقدم واضحا بل على العكس، الأمور تزداد سوءا ونحن من ندفع الثمن من أرزاقنا». وقال إنه أوكل محاميا لمتابعة قضيته، مشددا على أنه لا يرفض الإخلاء في حال قدم له بديل عملي «لو قدموا مكانا بديلا سأغادر. لكن ما دمت لا أملك بديلا سأبقى هنا، هذا مصدر رزقي الوحيد، كيف سنتدبر أمورنا؟». يشار إلى أن العديد من أصحاب المحال التجارية أخلوا محالهم بالفعل خوفا من الغرامات المالية، لكن ناطور يقدر أن نحو 50 محلا تجاريا لا تزال تواجه شبه الإخلاء من دون خطة واضحة للمستقبل. «عرب 48»

سرايا الإخبارية
منذ 2 أيام
- سرايا الإخبارية
قرار غير مسبوق .. إسرائيل تستدعي مئات الآلاف من جنود الاحتياط
سرايا - صادقت الحكومة الإسرائيلية، الإثنين، على استدعاء ما يصل إلى 450 ألف جندي احتياط بموجب الأمر "8"، حتى تاريخ 31 أغسطس 2025، في قرار يُعد الأكبر من نوعه منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، ويأتي ذلك رغم تحفظات قانونية جدية حول شرعية القرار. وبحسب الرأي القانوني المرافق للقرار، فإن هناك صعوبة قانونية كبيرة في تمديد أوامر التجنيد الطارئة (أمر 8) نظرا لتقاعس الحكومة عن اتخاذ خطوات كافية لزيادة تجنيد الشبان من المجتمع الحريدي. أمر "8" هو أمر عسكري طارئ في الجيش الإسرائيلي يُصدر في حالات الطوارئ الوطنية أو الحروب، ويُلزم جنود الاحتياط بالحضور الفوري للخدمة دون تأجيل أو اعتراض. ويُعتبر هذا الأمر من أعلى درجات التعبئة العسكرية، ويُستخدم لرفع الجاهزية بشكل سريع وحاسم في مواجهة التهديدات الأمنية الكبرى. كما أشارت وثيقة القرار إلى أن التكلفة اليومية لكل جندي احتياط تبلغ نحو 1000 شيكل يدفعها دافعو الضرائب، حسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية. وفي كلمة لها خلال المؤتمر السنوي لنقابة المحامين، قالت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهراف-ميارا: "النقاش حول الحرب يستوجب أيضا نقاشا حول المساواة في تحمّل العبء. في الواقع، لا يسود شعور بالمساواة، وهذا يمس بشكل خطير بالإحساس العام بالعدالة". وأضافت بهراف-ميارا: "الجيش أوضح احتياجاته، والجهات المهنية شددت على أن كل جندي نظامي يعادل عدة جنود احتياط من حيث العبء. قانون الخدمة العسكرية يلزم بالتجنيد الموحد والمتساوي، وهذا هو الوضع القانوني. في المقابل، فإن قانون التجنيد الجديد لم يصدر بعد، وهو لا يُعتبر خطة عمل ولا يعفي أحدًا من واجب الخدمة". وأكدت بهراف-ميارا أن التحديات القانونية تتطلب اتخاذ ثلاث خطوات: زيادة أوامر التجنيد، تفعيل أدوات إنفاذ القانون ضد المتخلفين، وتوسيع نطاق العقوبات عليهم. ولفتت إلى أن هذه الإجراءات يمكن أن تتم بقرار حكومي دون الحاجة لتشريع جديد، مشيرة إلى أن الأمر بيد الوزراء. واختتمت المستشارة حديثها بانتقاد لاذع: "فشل الحكومة في دفع هذا الملف إلى الأمام لا يتماشى مع احتياجات الجيش ولا مع الحق الدستوري في المساواة. نحن مستعدون للتعاون الكامل مع الحكومة بهذا الشأن". كما علقت المحامية أيلت هشاحر سيدوف، مؤسسة ورئيسة حركة "أمهات في الخط الأمامي"، على قرار الحكومة قائلة: "نطالب بوقف حرب نتنياهو، التي تخدم حكومة سياسية مشبعة بالمتهربين من الخدمة. حكومة تكافئ المتهربين وتخون الجنود ليست جديرة بالشعب ولا بالجيش".