logo
واشنطن وبكين.. هدوء الجبهة التجارية

واشنطن وبكين.. هدوء الجبهة التجارية

العربيةمنذ 7 ساعات

يبدو أن كل شيء قابل للتفاوض التجاري بين الولايات المتحدة والصين. التهديدات والاتهامات والمشاحنات والملاسنات المتبادلة، تنزوي تدريجياً بالفعل، عندما يعتزم الطرفان الوصول إلى حلول ناجعة للمواجهة التجارية الراهنة، التي استعرت بصورة خطيرة منذ مطلع العام الجاري. إنها الصيغة التقليدية المعتادة بين "المتخاصمين" تجارياً، ارفع السقف إلى أعلى مستوى، لضمان صفقة مقبولة بعوائد مقنعة.
لا أحد يتوقع أن تدوم هذه المواجهة طويلاً، ولا سيما مع المرونة التي آبداها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الفترة الماضية. فخطابة تدحرج من هجوم بالتعريفات بلغ 100 % إلى حرص على رفع "المظلومية" التجارية عن بلاده، لا أكثر ولا أقل. وهذا لا ينسحب على الصين فقط، بل على كل الدول بما فيها تلك التي تعد حليفة تاريخياً للولايات المتحدة.
مرحلة المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بدأت وأفرزت على الفور مؤشرات إيجابية، ليس فقط من جانب ما أعلنه ترمب، بل أيضاً من الجهة الأخرى. والحق، أن العالم أجمه ينتظر نتائج هذه المفاوضات، لما لها من تأثيرات مباشرة في الحراك الاقتصادي العالمي العام.
ولا شك في أن المكالمة الهاتفية المباشرة بين رئيسي البلدين، أزاحت عوائق ليس بسيطة. فقد أثبتت التجارب أن التواصل الشخصي بين المتخاصمين وحتى "الأعداء" يختصر المسافات، ويدعم أرضية تفاوضية أكثر قوة. ولعل من أهم المؤشرات الإيجابية، تخفيف دونالد ترمب لهجته فيما يتعلق بالقيود الأميركية على مبيعات برامج تصنيع الرقائق، وقطع غيار محركات الطائرات، وحتى مادة الإيثان.
التفاؤل التجاري يتصاعد، ولكن هذا لا يعني أن إمكانية عقد صفقة متكاملة بشأن التعريفات الجمركية بات حاضرة على الطاولة. التقدم الحالي، أوقف بالتأكيد مسار التدهور بين الجانبين، أي أنه خفف التوترات المعيقة، خصوصاً مع إشارات ترمب الإيجابية. هل المسار لا يزال هشاً؟ بالطبع، لكن من الواضح أن بكين وواشنطن تريدان الوصول لحلول ما، أو حتى تفاهمات مبدئية، تأخد في الحسبان ملفات مساومة متوازنة.
الذي حصل بالفعل حتى الآن تخفيف متبادل للقيود التي فرضها الجانبان، وهذا ما يوفر آليات دعم لأي جولة تفاوضية أخرى، بل ويسرع موافقة رئيسي البلدين على ما تم التوصل إليه.
لن تكون هناك حلول سريعة، إلا أن أي خطوة إيجابية، بصرف النظر عن قوتها، سيكون لها تأثير مطلوب في هذه المرحلة، خصوصاً في ظل وجود ضغوط محلية متصاعدة في كلا البلدين، تتطلب حلاً ما للمعركة التجارية، تمهيداً لصفقة نهائية بين أكبر اقتصادين في العالم، علماً أن الوقت ليس في مصلحة كلا الطرفين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب: لا قرار نهائي بشأن الحرب ضد إيران.. والاتفاق لا يزال ممكناً
ترمب: لا قرار نهائي بشأن الحرب ضد إيران.. والاتفاق لا يزال ممكناً

الشرق السعودية

timeمنذ 25 دقائق

  • الشرق السعودية

ترمب: لا قرار نهائي بشأن الحرب ضد إيران.. والاتفاق لا يزال ممكناً

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه سيعقد اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض، الثلاثاء، لبحث الحرب الحالية بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن الحرب ضد طهران، فيما اعتبر أن "الاتفاق لا يزال ممكناً". وأضاف ترمب خلال حديثه للصحافيين في البيت الأبيض، أن لديه "أفكاراً بخصوص ما الذي سنقوم به" بشأن المشاركة في الحرب ضد إيران، ولكنه أكد "عدم اتخاذ قرار نهائي بعد". وأشار إلى أن طهران "تريد الاجتماع معنا، وربما سنقوم بذلك"، رغم نفي مسؤولين إيرانيين طلب اجتماع مع الأميركيين، مؤكداً أن إدارته "لا تسعى لوقف إطلاق النار، بل تسعى إلى انتصار كامل، يعني عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً". واعتبر ترمب أن إسرائيل "تقوم بعمل جيد" في إشارة إلى هجومها على إيران، كما أشار إلى أنه بحث هذه الحرب خلال لقائه قائد أركان الجيش الباكستاني عاصم منير في البيت الأبيض، ووصفه بالشخص الذي يعرف إيران جيداً. وذكر ترمب أنه "يعتقد أن إيران كانت على بعد أسابيع قليلة من امتلاك سلاح نووي"، مضيفاً أنه "لم يتخذ قراراً بعد بشأن توجيه ضربة ضد منشأة فوردو النووية"، والتي تصر إسرائيل على تدميرها بمشاركة أميركية. وأشار ترمب إلى أنصاره المعارضين للحرب ضد إيران، قائلاً إن مؤيديه "لا يريدون رؤية إيران تمتلك سلاحاً نووياً"، كما اعتبر أنه أحياناً "يجب خوض الحرب لمنع ذلك".

روسيا تحذر من كارثة.. وإيران تستدعي سفيرَي سويسرا وألمانيا
روسيا تحذر من كارثة.. وإيران تستدعي سفيرَي سويسرا وألمانيا

عكاظ

timeمنذ 37 دقائق

  • عكاظ

روسيا تحذر من كارثة.. وإيران تستدعي سفيرَي سويسرا وألمانيا

كشفت وسائل إعلام إيرانية اليوم (الأربعاء) عن استدعاء السلطات السفير السويسري في طهران بصفته ممثلاً للمصالح الأمريكية، للاحتجاج على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي وصفتها بـ«الاستفزازية». وأفادت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية أن السلطات استدعت أيضاً السفير الألماني للاحتجاج على تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس التي وصفتها بـ«المسيئة». وكان ميرتس قد قال إن التدمير الكامل لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني قد يكون مطروحاً في حالة عدم تراجع طهران وعودتها إلى طاولة المفاوضات، فيما قال ترمب إنه لا يزال يفكر في توجيه ضربة عسكرية أمريكية إلى المواقع النووية الإيرانية، مشيراً إلى أنه قدم لطهران ما وصفه بـ«الإنذار الأخير». وطالبت بعثة إيران بالأمم المتحدة مجلس الأمن بإدانة التهديدات ومعالجتها قبل أن تزيد من زعزعة استقرار المنطقة، موضحة أن أي مسؤول إيراني لم يطلب قَطّ الركوع عند أبواب البيت الأبيض. من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الغارات الإسرائيلية على البنية التحتية النووية الإيرانية تعني أن العالم على بعد ملليمترات من كارثة، موضحة أن المنشآت النووية تتعرض لغارات، وهيئة الرقابة على السلامة النووية التابعة للأمم المتحدة لاحظت بالفعل أضراراً محددة. بالمقابل، كشف استطلاع للرأي أجرته القناة الـ13 الإسرائيلية أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون الحرب على إيران، موضحة أن 75% من الإسرائيليين يؤيدون الحرب ضد إيران، و17% يعارضون، فيما 64% يعتقدون أن دافع الحرب الرغبة بإزالة التهديد النووي والصاروخي، لكن 28% يعتقدون أن القرار نابع من اعتبارات سياسية. أخبار ذات صلة

ترمب يطمح لجائزة نوبل بعد وقف حرب الهند وباكستان.. ومودي ينفي وساطته
ترمب يطمح لجائزة نوبل بعد وقف حرب الهند وباكستان.. ومودي ينفي وساطته

الشرق السعودية

timeمنذ 40 دقائق

  • الشرق السعودية

ترمب يطمح لجائزة نوبل بعد وقف حرب الهند وباكستان.. ومودي ينفي وساطته

أصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، على أنه هو من أوقف الحرب بين الهند وباكستان في سعيه إلى الحصول على جائزة "نوبل للسلام"، وذلك رداً على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي نفى أي دور أميركي في وقف إطلاق النار بعد مواجهات استمرت 4 أيام في مايو الماضي، إذ تعتبر نيودلهي أن السلام تحقق من خلال محادثات بين جيشي البلدين، وليس بوساطة أميركية. وجاءت تصريحات ترمب قبل عقده اجتماعاً نادراً بالبيت الأبيض مع رئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير، الأربعاء، وهو أمر من المرجح أن يثير استياء الهند، التي حرص الرئيس الأميركي وسلفه جو بايدن على التقرب منها في إطار الجهود الرامية لمواجهة نفوذ الصين. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، إن ترمب سيستضيف الجنرال عاصم منير، بعد أن دعا الأخير إلى ترشيح الرئيس الأميركي لجائزة نوبل للسلام لـ"منعه حرباً نووية بين الهند وباكستان". وعندما سُئل عما يأمل تحقيقه من الاجتماع المرتقب، قال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: "لقد أوقفتُ الحرب، وأنا أحب باكستان. أعتقد أن مودي رجل رائع. تحدثت إليه الليلة الماضية. سنعقد صفقة تجارية مع الهند". وأضاف: "هذا الرجل (منير) كان مؤثراً جداً في وقف الحرب من جانب باكستان، ومودي من جانب الهند وآخرون. كانوا على وشك القتال، وهما دولتان نوويتان. لقد أوقفت ذلك". الهند تنفي تصريحات ترمب وقال وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري، إن مودي أبلغ ترمب، مساء الثلاثاء، أن وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بعد صراع استمر 4 أيام في مايو الماضي تحقق من خلال محادثات بين الجيشين، وليس بوساطة أميركية. وكان ترمب قال، الشهر الماضي، إن الجارتين النوويتين في جنوب آسيا اتفقتا على وقف إطلاق النار بعد محادثات بوساطة الولايات المتحدة، وإن الأعمال القتالية انتهت بعد أن حث البلدين على التركيز على التجارة بدلاً من الحروب. وسبق أن شكرت إسلام أباد واشنطن على لعبها دور الوسيط، في حين نفت نيودلهي في السابق أي وساطة من طرف ثالث. وتعد المكالمة الهاتفية التي جرت، الثلاثاء، بين مودي وترمب، أول تواصل مباشر بينهما منذ النزاع الذي وقع في الفترة من السابع إلى العاشر من مايو. وقال وزير الخارجية الهندي في بيان: "أخبر رئيس الوزراء مودي الرئيس ترمب بوضوح أنه خلال هذه الفترة، لم يكن هناك أي حديث في أي مرحلة من المراحل بشأن مواضيع مثل الاتفاق التجاري بين الهند والولايات المتحدة، أو الوساطة الأميركية بين الهند وباكستان". وأضاف: "جرت المحادثات بشأن وقف الأعمال العسكرية مباشرة بين الهند وباكستان من خلال القنوات العسكرية القائمة، وبناء على إصرار باكستان. وأكد رئيس الوزراء مودي أن الهند لم تقبل الوساطة في الماضي ولن تفعل ذلك أبداً". وقال ميسري، إنه كان من المقرر أن يلتقي ترمب ومود يعلى هامش قمة مجموعة السبع، لكن ترمب غادر مبكراً بسبب الوضع في الشرق الأوسط. واندلع أعنف قتال منذ عقود بين الهند وباكستان، بسبب هجوم وقع في 22 أبريل في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من منطقة كشمير وأودى بحياة 26 شخصاً. واتهمت نيودلهي من وصفتهم بـ"الإرهابيين المدعومين من باكستان" بتنفيذ الهجوم، وهو ما نفته إسلام اباد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store