logo
إيران.. وصفقة «التريليون دولار»

إيران.. وصفقة «التريليون دولار»

بوابة الأهرام٢٩-٠٤-٢٠٢٥

«أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة، لكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووى». جملة كررها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كثيرا، قبل وبعد انتخابه لولاية ثانية فى البيت الأبيض، ليضع بوضوح الشرط الوحيد أمام فتح صفحة جديدة من العلاقات مع طهران، أو شن ضربة عسكرية ضدها.
وعقب رسالة بعث بها إلى المرشد الإيرانى على خامنئى أواخر مارس الماضى، أعلن ترامب إطلاق أول مفاوضات «علنية» بين واشنطن وطهران، منذ انسحابه خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووى الدولى الموقع فى 2015، لبحث فرص التوصل إلى اتفاق ما بين الطرفين.
وحدد مهلة شهرين للمفاوضات مع إيران، مشيرا إلى تفضيله التوصل لاتفاق بين البلدين عن طريق الدبلوماسية. فى الوقت نفسه، أمر الرئيس الأمريكى بتعزيز الانتشار العسكرى بمنطقة الشرق الأوسط، تحسبا لاحتمالية فشل التفاوض، من ثم توجيه ضربة لبرنامج إيران النووى.
وأشارت مصادر أمريكية إلى أن تعزيز الوجود العسكرى الأمريكى بالمنطقة، رغم تمسك ترامب بخيار التفاوض مع إيران، يرجع إلى سببين: أولهما، إظهار جدية احتمالية توجيه ضربة عسكرية ضدها. والسبب الثانى، هو إرضاء فريق فى إدارته، يميل إلى تفضيل اللجوء للقوة، مع طمأنة إسرائيل.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، عقب بدء المفاوضات مع إيران، عن أن ترامب منع إسرائيل من توجيه ضربة إلى برنامج طهران النووى. ورد الرئيس الأمريكى على ما ذكرته الصحيفة، مؤكدا: «لن أقول إننى تراجعت عن توجيه ضربة عسكرية، لكن لست فى عجلة من أمرى للقيام بذلك».
وعاد ترامب مجددا ليؤكد، فى تصريحات لمجلة «تايم» الأمريكية، أنه لا يخشى أن يجره رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو إلى حرب مع إيران، لكنه اعتقد أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق دون شن هجوم، قائلا: «آمل أن نتمكن من ذلك»، مشيرا إلى انفتاحه على لقاء قادة إيران للتفاوض. وجاءت تصريحات ترامب لمجلة «تايم»، قبل انطلاق جولة ثالثة من المفاوضات مع إيران، عقب جولتين وصفتا من جانب الطرفين بـ»الجيدة والبناءة»، من ثم إعلانهما استدعاء الخبراء، لبحث النقاط الفنية فى إطار اتفاق محتمل.
ووفقا لخبراء، فإن تمسك ترامب بخيار الحوار مع إيران، رغم التشكيك فى إمكانية التوصل لاتفاق شامل خلال مدة الشهرين، من ثم توقيع اتفاق مرحلى لا يضمن التفكيك الكامل لبرنامج طهران النووى، بما يعنيه من العودة إلى اتفاق 2015، الذى وصفه سابقا بأنه «الأسوأ»، هو ما يعكس السعى نحو تحقيق عدة مكاسب، ومنها:الوصول إلى تخفيف التوترات فى المنطقة، تحت ضغط تهديد السلاح، مع الانتشار العسكرى الأمريكى الكبير. والقضاء على جماعة الحوثى، التى تعد بمثابة آخر أذرع إيران القوية بالمنطقة، فى ظل استمرار المفاوضات. وضمان استقرار أسواق النفط وتراجع الأسعار مع تقدم المفاوضات، من ثم احتواء تداعيات الرسوم الجمركية. وقطع الطريق على الصين، التى تستحوذ على نحو 75% من صادرات إيران النفطية، من ثم فرض عقوبات أمريكية للمرة الأولى على مصافى التكرير الصينية. والوصول إلى أقصى ضمانات ممكنة لوقف إيران عمليات تخصيب اليورانيوم، وعدم صناعة سلاح نووى.
أما المكسب الأهم هنا، والذى يسعى إليه ترامب بصفته «صانع الصفقات»، هو الوصول إلى عقد صفقة تجارية ضخمة مع طهران، أو كما وصفها عباس عراقجى وزير الخارجية الإيرانى، ورئيس وفد التفاوض، بـ»فرصة التريليون دولار»، وفقا لنص كلمة كان من المقرر أن يلقيها الأسبوع الماضى، خلال جلسة السياسة النووية أمام مؤسسة كارنيجى الأمريكية.
وكشفت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة عن نص كلمة عراقجى خلال الجلسة الملغاة، والتى جاء فيها أن: اقتصاد إيران قد يمنح فرصة بقيمة تريليون دولار أمام الشركات الأمريكية، والتى يمكنها مساعدة طهران فى إنتاج الكهرباء النظيفة، مشيرا إلى خطة طويلة المدى لبناء ما لا يقل عن 19 مفاعلا نوويا إضافيا، إلى جانب محطة بوشهر لإنتاج الطاقة، ما يؤكد على سلمية البرنامج النووى الإيرانى.
ببساطة، فإنه يمكن القول إن ترامب يجنى مكاسب سياسة الضغط الاقتصادى القصوى، التى فرضها على إيران خلال ولايته الأولى، وأدت إلى تداعى اقتصادها وشبكة تمويل أذرعها بالمنطقة، من ثم اقتناص الفرصة المتاحة الآن لعقد صفقة، مع إدراكه حاجة قادة إيران للحوار والخروج من الأزمة الداخلية والإقليمية الحالية، وهو ما عكسه اختياره ستيف ويتكوف ذا العقلية التجارية، لقيادة فريق التفاوض.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: أحرزنا بعض التقدم الفعلى فى المفاوضات مع إيران
ترامب: أحرزنا بعض التقدم الفعلى فى المفاوضات مع إيران

الدستور

timeمنذ 26 دقائق

  • الدستور

ترامب: أحرزنا بعض التقدم الفعلى فى المفاوضات مع إيران

أفادت وكالة "رويترز" بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن عن إحراز تقدم في المفاوضات مع إيران بشأن البرنامج النووي. وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجى، أن بلاده تدرس حاليًا مجموعة من المقترحات التى قدمتها سلطنة عمان بهدف إزالة العقبات القائمة فى طريق استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووى الإيراني. وقال عراقجي، فى تصريحات للصحفيين مساء الأحد، على هامش مشاركته فى فعالية "يوم إفريقيا 2025" بالعاصمة طهران، إن المبادرات العمانية تخضع للدراسة من جانب المسؤولين الإيرانيين، فى إطار الجهود الرامية إلى كسر الجمود الذى يعرقل المحادثات منذ شهور. وتتركز نقطة الخلاف الأساسية بين الجانبين، الإيرانى والأمريكي، على مسألة تخصيب اليورانيوم، إذ تُصر واشنطن على ضرورة تخلى إيران الكامل عن هذه الأنشطة، بينما تشدد طهران على أن برنامجها النووى سلمى الطابع وأن التخصيب يمثل "حقًا سياديًا لا يمكن التنازل عنه". وكانت الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين البلدين قد اختتمت، الجمعة الماضية، فى العاصمة الإيطالية روما، بمشاركة وزير الخارجية العمانى بدر البوسعيدي، الذى يقوم بدور الوسيط الرئيسى فى هذا المسار الدبلوماسى المعقد.

الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل
الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل

أخبار اليوم المصرية

timeمنذ 36 دقائق

  • أخبار اليوم المصرية

الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين ، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لخوض محادثات تجارية حاسمة مع الولايات المتحدة الأمريكية. اقرأ أيضا | مستشار النمسا في «تيرانا» للمشاركة في قمة أوروبية جاء ذلك في منشور على صفحته الشخصية على موقع "إكس"، يوم الأحد، قالت فيه إن التوصل إلى اتفاق جيد مع واشنطن يحتاج إلى مهلة حتى التاسع من شهر يوليو المقبل. وأوضحت فون دير لاين أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعد من أقوى وأوثق العلاقات التجارية في العالم، مضيفة أن الجانبين بحاجة إلى مزيد من الوقت لصياغة اتفاق يخدم مصالح الطرفين. تصريحات رئيسة المفوضية تأتي في وقت يشهد توترا متصاعدا في الملف التجاري بين الطرفين حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف التعامل مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن المحادثات الجارية لا تحقق أي نتائج. كما اقترح ترامب فرض رسوم بنسبة 50 في المئة على واردات التكتل الأوروبي اعتبارا من الأول من يونيو المقبل. ومن جانبه، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التفاوض مع إدارة ترامب بهدف الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية الأمريكية التي تشمل ضرائب تصل إلى 25 في المئة على السيارات الأوروبية. يذكر أنه في فبراير الماضي، فرضت الإدارة الأمريكية رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب والألمنيوم من أوروبا، بينما توعد الأوروبيون بالرد على تلك الخطوة.

ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة
ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة

وكالة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • وكالة نيوز

ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة

وقال ترامب فجر اليوم الاثنين في حديث للصحفيين 'نريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف القتال' في غزة. وأضاف 'تحدثنا مع إسرائيل ونريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف هذا الوضع بأكمله في أقرب وقت ممكن'. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يوم الأحد، استشهاد 37 فلسطينيًا منذ فجر اليوم، نتيجة قصف عنيف شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع. وأوضحت الوزارة أن الحصيلة الكاملة منذ 18 مارس الماضي قد تجاوزت 3 آلاف شهيد وآلاف الجرحى، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع غزة. وفي السياق، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض سيطرته على نحو 77% من أراضي القطاع، من خلال ما وصفه بـ'التطهير العرقي والإخلاء القسري والإبادة الجماعية الممنهجة'. وأشار المكتب إلى أن ما تشهده غزة 'يُمثل واحدة من أبشع الجرائم الممنهجة في العصر الحديث'، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لاتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store