
مفاجأة لمرضى السكري.. هذا ما يحدث لجسمك عند شرب القهوة يوميا
توصل فريق من العلماء إلى نتائج مثيرة حول العلاقة المعقدة بين استهلاك القهوة ومرض السكري من النوع الثاني، بعد تحليل علمي موسع شمل قرابة 150 دراسة بحثية.
وهذه المراجعة المنهجية التي نشرت في مجلة International Journal of Molecular Sciences، سلطت الضوء على الآليات الجزيئية الدقيقة التي تجعل من هذا المشروب العالمي الشهير عنصرا محتملا في الوقاية من اضطرابات التمثيل الغذائي.
وتظهر البيانات أن المركبات الفينولية في القهوة، وعلى رأسها حمض الكلوروجينيك، تمتلك قدرة فريدة على تنظيم مستويات السكر في الدم من خلال عدة مسارات بيولوجية متشابكة. فهذه المركبات لا تقتصر على مجرد تحسين استجابة الخلايا للإنسولين، بل تمتد تأثيراتها إلى تقليل الالتهابات الجهازية التي تلعب دورا محوريا في تطور مقاومة الإنسولين.
كما تبرز خصائصها المضادة للأكسدة كعامل إضافي في حماية خلايا البنكرياس من التلف التأكسدي.
والأمر الأكثر إثارة في هذه النتائج هو أن الفوائد المرصودة تظهر بغض النظر عن محتوى الكافيين، حيث سجلت القهوة منزوعة الكافيين تأثيرات إيجابية مماثلة. هذا الاكتشاف يحوّل الانتباه إلى التركيبة المعقدة للقهوة التي تحتوي على مئات المركبات النشطة بيولوجيا، والتي قد تعمل بتآزر لتحقيق هذه التأثيرات الوقائية.
وأظهرت الدراسات قصيرة المدى تحسنا ملحوظا في مستويات الجلوكوز بعد الوجبات عند تناول قهوة غنية بحمض الكلوروجينيك، مع انخفاض في مستويات الإنسولين الصائم. ومع ذلك، تبقى هذه النتائج غير حاسمة لدى الأفراد المصابين فعليا بالسكري، حيث تظهر بعض الدراسات تناقضات في النتائج، كما أن الاستهلاك المفرط للقهوة قد يرتبط ببعض الآثار الجانبية مثل ارتفاع ضغط الدم والقلق.
إقرأ المزيد
خطأ شائع في طهي المعكرونة قد يرفع سكر الدم بسرعة
خطأ شائع في طهي المعكرونة قد يرفع سكر الدم بسرعة
ومن الناحية الآلية، تكشف الدراسات الجزيئية أن مركبات القهوة تعمل على مستويات متعددة: بدءا من تثبيط إنزيمات هضم الكربوهيدرات في الأمعاء، مرورا بتحسين نقل الجلوكوز إلى الخلايا العضلية والكبدية، ووصولا إلى تعديل تكوين الميكروبيوم المعوي الذي أصبح معروفا بدوره المهم في تنظيم الاستقلاب. كما تظهر بعض المركبات مثل حمض الفيروليك إمكانات واعدة عند دمجه مع أدوية السكري الشائعة مثل الميتفورمين، ما يفتح آفاقا جديدة للعلاجات التآزرية.
ورغم هذه النتائج الواعدة، تواجه الأبحاث في هذا المجال تحديات منهجية كبيرة. على سبيل المثال، تتراوح جرعات البوليفينول المستخدمة في الدراسات بين 200 إلى 1200 ملغ يوميا، وهو تباين كبير يعيق إمكانية التوصل إلى توصيات موحدة. كما أن انخفاض التوافر الحيوي لبعض هذه المركبات يحد من فعاليتها، بينما تبقى معظم الأدلة الآلية مستمدة من دراسات قبل سريرية على الحيوانات أو الخلايا، مع نقص في الدراسات البشرية طويلة المدى.
وفي الختام، بينما تقدم هذه المراجعة الشاملة أدلة مقنعة على الدور الوقائي المحتمل لمركبات القهوة ضد السكري من النوع الثاني، فإنها تؤكد على الحاجة الماسة إلى مزيد من الأبحاث السريرية المصممة بعناية. يتطلب هذا التوحيد في المنهجيات البحثية، وتحديد الجرعات المثلى، وفهم التفاعلات الدوائية المحتملة، قبل أن يمكن ترجمة هذه النتائج إلى توصيات صحية عملية. في الوقت الحالي، يبقى الاعتدال في الاستهلاك مع التركيز على جودة القهوة وطريقة تحضيرها هو النهج الأمثل للاستفادة من فوائدها المحتملة مع تقليل المخاطر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ يوم واحد
- سرايا الإخبارية
مفاجأة لمرضى السكري .. هذا ما يحدث لجسمك عند شرب القهوة يوميا
سرايا - توصل فريق من العلماء إلى نتائج مثيرة حول العلاقة المعقدة بين استهلاك القهوة ومرض السكري من النوع الثاني، بعد تحليل علمي موسع شمل قرابة 150 دراسة بحثية. وهذه المراجعة المنهجية التي نشرت في مجلة International Journal of Molecular Sciences، سلطت الضوء على الآليات الجزيئية الدقيقة التي تجعل من هذا المشروب العالمي الشهير عنصرا محتملا في الوقاية من اضطرابات التمثيل الغذائي. وتظهر البيانات أن المركبات الفينولية في القهوة، وعلى رأسها حمض الكلوروجينيك، تمتلك قدرة فريدة على تنظيم مستويات السكر في الدم من خلال عدة مسارات بيولوجية متشابكة. فهذه المركبات لا تقتصر على مجرد تحسين استجابة الخلايا للإنسولين، بل تمتد تأثيراتها إلى تقليل الالتهابات الجهازية التي تلعب دورا محوريا في تطور مقاومة الإنسولين. كما تبرز خصائصها المضادة للأكسدة كعامل إضافي في حماية خلايا البنكرياس من التلف التأكسدي. والأمر الأكثر إثارة في هذه النتائج هو أن الفوائد المرصودة تظهر بغض النظر عن محتوى الكافيين، حيث سجلت القهوة منزوعة الكافيين تأثيرات إيجابية مماثلة. هذا الاكتشاف يحوّل الانتباه إلى التركيبة المعقدة للقهوة التي تحتوي على مئات المركبات النشطة بيولوجيا، والتي قد تعمل بتآزر لتحقيق هذه التأثيرات الوقائية. وأظهرت الدراسات قصيرة المدى تحسنا ملحوظا في مستويات الجلوكوز بعد الوجبات عند تناول قهوة غنية بحمض الكلوروجينيك، مع انخفاض في مستويات الإنسولين الصائم. ومع ذلك، تبقى هذه النتائج غير حاسمة لدى الأفراد المصابين فعليا بالسكري، حيث تظهر بعض الدراسات تناقضات في النتائج، كما أن الاستهلاك المفرط للقهوة قد يرتبط ببعض الآثار الجانبية مثل ارتفاع ضغط الدم والقلق. ومن الناحية الآلية، تكشف الدراسات الجزيئية أن مركبات القهوة تعمل على مستويات متعددة: بدءا من تثبيط إنزيمات هضم الكربوهيدرات في الأمعاء، مرورا بتحسين نقل الجلوكوز إلى الخلايا العضلية والكبدية، ووصولا إلى تعديل تكوين الميكروبيوم المعوي الذي أصبح معروفا بدوره المهم في تنظيم الاستقلاب. كما تظهر بعض المركبات مثل حمض الفيروليك إمكانات واعدة عند دمجه مع أدوية السكري الشائعة مثل الميتفورمين، ما يفتح آفاقا جديدة للعلاجات التآزرية. ورغم هذه النتائج الواعدة، تواجه الأبحاث في هذا المجال تحديات منهجية كبيرة. على سبيل المثال، تتراوح جرعات البوليفينول المستخدمة في الدراسات بين 200 إلى 1200 ملغ يوميا، وهو تباين كبير يعيق إمكانية التوصل إلى توصيات موحدة. كما أن انخفاض التوافر الحيوي لبعض هذه المركبات يحد من فعاليتها، بينما تبقى معظم الأدلة الآلية مستمدة من دراسات قبل سريرية على الحيوانات أو الخلايا، مع نقص في الدراسات البشرية طويلة المدى. وفي الختام، بينما تقدم هذه المراجعة الشاملة أدلة مقنعة على الدور الوقائي المحتمل لمركبات القهوة ضد السكري من النوع الثاني، فإنها تؤكد على الحاجة الماسة إلى مزيد من الأبحاث السريرية المصممة بعناية. يتطلب هذا التوحيد في المنهجيات البحثية، وتحديد الجرعات المثلى، وفهم التفاعلات الدوائية المحتملة، قبل أن يمكن ترجمة هذه النتائج إلى توصيات صحية عملية. في الوقت الحالي، يبقى الاعتدال في الاستهلاك مع التركيز على جودة القهوة وطريقة تحضيرها هو النهج الأمثل للاستفادة من فوائدها المحتملة مع تقليل المخاطر. المصدر: نيوز ميديكال


الوكيل
منذ يوم واحد
- الوكيل
هل تناول المانجو يرفع سكر الدم.. دراسة توضح
الوكيل الإخباري- رغم شهرتها كفاكهة حلوة، تُظهر دراسة جديدة أن المانجو ليست مجرد متعة صيفية، بل قد تكون أداة فعالة في دعم توازن سكر الدم وتحسين حساسية الأنسولين، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو مقاومة الأنسولين. اضافة اعلان الدراسة، التي نشرتها "تايمز ناو"، أجريت على 50 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عامًا، تناول نصفهم كوبين من المانجو يوميًا لمدة شهر، بينما تناول الآخرون مثلجات بنكهة المانجو. ومع نهاية التجربة، سجلت المجموعة الأولى: انخفاضًا في مستويات الأنسولين الصائم تحسنًا في مقاومة الأنسولين إدارة أفضل لمستوى الجلوكوز هل تؤدي المانجو إلى زيادة الوزن؟ على عكس ما يُشاع، لم تؤدِ المانجو الطازجة إلى أي زيادة في الوزن رغم محتواها الطبيعي من السكر، بينما اكتسبت مجموعة المثلجات وزنًا ملحوظًا. ويُرجع الباحثون هذا التأثير إلى غنى المانجو بالألياف، ومضادات الأكسدة، والبوليفينولات، ومركب "مانجيفيرين" الذي يساهم في تحسين استجابة الخلايا للأنسولين. كيف تستهلك المانجو بطريقة صحية؟ يوصي الخبراء بعدم الإفراط في تناول المانجو، بل تضمينها ضمن نظام غذائي متوازن يشمل فواكه وخضراوات موسمية، وبروتينات خالية من الدهون، وحبوبًا كاملة. إضافة المانجو إلى نظامك الغذائي قد تكون خطوة لذيذة نحو صحة أيضية أفضل — فقط احرص على الاعتدال. اليوم السابع


الوكيل
منذ يوم واحد
- الوكيل
محاضرة توعوية حول "الغذاء والصحة"
الوكيل الإخباري- نظّمت الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع، محاضرة علمية توعوية تحت عنوان "الغذاء والصحة". اضافة اعلان وجاءت هذه المحاضرة التي تحدثت خلالها الخبيرتان الدكتورة دانيا الشماسين، والدكتورة رنا الشماسين، في إطار جهود الجمعية الرامية إلى تعزيز الوعي الصحي والغذائي لدى أفراد المجتمع، من خلال تسليط الضوء على أهمية التغذية السليمة ودورها المحوري في الوقاية من الأمراض المزمنة. وبينت المحاضرتان أن الغذاء الصحي هو الغذاء الطبيعي، غير المعالج صناعياً، والخالي من الإضافات الكيميائية الضارة. كما تم تأكيد ضرورة تحقيق التوازن الغذائي عبر تناول العناصر الكبرى مثل الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون والماء، إلى جانب العناصر الصغرى المتمثلة في الفيتامينات والمعادن الأساسية، التي تلعب دوراً حيوياً في دعم الوظائف الجسدية وتعزيز مناعة الجسم. وعرضتا للتحديات الصحية المرتبطة بالتغذية الخاطئة، حيث تم تسليط الضوء على الانتشار المتسارع للأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى. وأوضحت المحاضرتان كيف أن نمط الحياة الغذائي يلعب دوراً أساسياً في الوقاية من هذه الأمراض أو الحد من مضاعفاتها. وضمن هذا السياق، تم عرض بيانات علمية حديثة تُبرز ارتفاع معدلات الإصابة بهذه الأمراض على المستوى العالمي، ما يعزز من أهمية اتخاذ إجراءات وقائية فعّالة. وقدمتا مجموعة من النصائح العملية المستندة إلى أدلة علمية، شملت تبني أنظمة غذائية مدروسة والحرص على تقليل استهلاك السكريات والدهون المشبعة، واختيار مصادر بروتين صحية، كما أكدتا أهمية قراءة الملصقات الغذائية بعناية، وممارسة التسوق الذكي الذي يركز على الجودة الغذائية وليس فقط السعر أو الكمية، مع التحذير من الانجراف وراء الأطعمة الغنية بالسعرات الفارغة. وفي ختام المحاضرة، دعت الخبيرتان إلى تبنّي نمط حياة صحي شامل يدمج بين التغذية السليمة والسلوكيات الصحية، مثل ممارسة النشاط البدني بانتظام، الإقلاع عن التدخين، شرب كميات كافية من الماء، الحصول على قسط كافٍ من النوم، والحد من التوتر النفسي.