logo
لماذا تلوم أوروبا ترامب على فشلها الاقتصادي؟

لماذا تلوم أوروبا ترامب على فشلها الاقتصادي؟

قاسيون٠٩-٠٢-٢٠٢٥

كتبت عن الشؤون الأوروبية في العديد من وسائل الإعلام منذ منتصف ثمانينيّات القرن الماضي. كانت قصة الاتحاد الأوروبي أشبه برحلة في قطار أفعواني، لكنها الآن تمرُّ بمرحلة هبوط طويلة. ليس من الغريب أن يكون الحدث السياسي الأهم بالنسبة لأوروبا هذا الشهر هو تنصيب الرئيس الأمريكي. ليس ترامب هو السبب المباشر لأيٍّ من المشاكل التي تعاني منها أوروبا، لكنه الشخص الذي سيكشف نقاط ضعفها، ولهذا السبب يخشونه.
يخشونه، من بين أمور أخرى، بسبب سياساته التجارية التي قد تتسبب في أضرار اقتصادية كبيرة لهم. قد يفرض تعريفات جمركية شاملة على السلع الصناعية، كما اقترح خلال حملته الانتخابية. أو قد يستهدف الصين وألمانيا تحديداً. أو ربما يحاول عقد صفقات. لكنه، بطريقة أو بأخرى، سيحاول تحصين أمريكا ضد الفوائض التجارية الصينية والألمانية. إنّ قانون خفض التضخم الذي أقرته إدارة بايدن دفع بالفعل بعض الشركات الصناعية الأوروبية إلى نقل جزء من إنتاجها إلى الولايات المتحدة. يمكن أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى النتيجة ذاتها، إذ قد تسرّع المرحلة التالية من تراجع الصناعة الأوروبية. قد يكون من الصعب التنبؤ بتصرفات ترامب، لكن هذا السيناريو واقعي جداً.
ومع ذلك، نحن نعلم أن ترامب لا يبدي اهتماماً كبيراً بالعلاقة عبر الأطلسي، فالولايات المتحدة لم تعد قادرة على المحافظة على الموقع المهيمن الذي لعبته سابقاً في تلك المنطقة. بالتالي، فإن التهديد الأكثر إلحاحاً بالنسبة لأوروبا سيكون رد فعله تجاه الحرب في أوكرانيا. من الناحية الاقتصادية، لا يمكن للأوروبيين مواصلة دعم زيلينسكي من دون مساعدة الولايات المتحدة. اعترف المستشار الألماني، أولاف شولتز، صراحةً بأنه غير مستعد للتضحية بالإنفاق الاجتماعي من أجل تمويل المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، وهو، في خضم حملته الانتخابية، يرفض المقايضات بين السياسات الاجتماعية والدفاعية. قبل ثلاث سنوات، كانت القصة مختلفة تماماً عندما أعلن عن Zeitenwende أيْ «تغيير العهد». لكن اتضح أنّ هذا التغيير كان مرهوناً بالسعر المناسب.
قد يكون القادة الأوروبيون الآخرون أكثر دبلوماسية من شولتز، لكنهم يواجهون القيود السياسية والاقتصادية ذاتها. خذ إيمانويل ماكرون على سبيل المثال؛ يتميز الرئيس الفرنسي بخطاب مختلف تماماً عن شولتز، لكن موارد بلاده أيضاً محدودة - فلا تستطيع فرنسا تقديم دعم عسكري أو مالي ذي معنى. وبما أن روسيا تمتلك الأفضلية في الحرب منذ فترة، فإن تغيير الوضع يتطلب تضحية مالية كبيرة من جميع دول الاتحاد الأوروبي، ومن ترامب أيضاً، وهو أمر لا أحد عاقل يتوقّع حدوثه.
الأكثر احتمالاً هو أن يحاول ترامب فرض اتفاق سلام على أوكرانيا. لكن هذا من شأنه أن يكشف نفاق أوروبا وضعفها في قدرتها على الوفاء بوعودها: ضمانات الأمن بعد انتهاء الحرب، وتمويل إعادة إعمار أوكرانيا، وتمهيد الطريق أمام انضمامها المستقبلي إلى الاتحاد الأوروبي. السيناريو المحتمل هو أن تجد أوكرانيا نفسها، مثل تركيا من قبلها، عالقة في قاعة الانتظار الخاصة بالاتحاد الأوروبي، حيث لا يوجد مخرج سوى الباب الذي دخلت منه. لا أود التكهن بالاستنتاجات التي قد يصل إليها الناخبون الأوكرانيون عندما يدركون هذه الحقيقة العميقة عن أوروبا الغربية: إنها أصبحت مكاناً يعج بالكلمات الكبيرة والوعود غير المنجزة.
من اللافت، والغريب ربما، أن يختار شولتز وماكرون هذا التوقيت بالذات لإدخال بلديهما في أزمات سياسية. مغامرة ماكرون الطائشة بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة في الصيف الماضي جعلت فرنسا عالقة في حالة من الشلل السياسي تكافح للخروج منها. لم يكن ماكرون نفسه يكترث كثيراً للميزانية التي لم تمر، لأنه كان يؤمن بأن النمو الاقتصادي كفيل بسد العجز. لكن الحال لم تعد كذلك، والسياسة الفرنسية في الوقت الراهن تتجاهل الحسابات المالية. حتى أزمة ديون سيادية، وهو سيناريو محتمل، قد لا تكون كافية لإجبار السياسيين على مواجهة الواقع.
أما في ألمانيا، فقد فجّر شولتز أزمة سياسية في اليوم ذاته الذي انتُخب فيه ترامب، عندما أنهى الائتلاف الحكومي بسبب خلاف مالي مع وزير ماليته. صحيح أن ألمانيا لديها نسبة دين عام أقل من فرنسا، لكن مشكلاتها الاقتصادية أكثر خطورة. تراجعها الصناعي مستمر منذ فترة طويلة، ونموذجها الاقتصادي القائم على التصدير لم يعد يعمل كما في السابق. المسألة لا تتعلق فقط بالغاز الروسي أو بالطاقة النووية، إنها قصة بلد أخفق في الاستثمار والابتكار خلال العقد الماضي، واعتمد بشكل مفرط على عدد قليل من الصناعات. يعتمد النموذج الاقتصادي الألماني على تحقيق فوائض تجارية دائمة، لكن الصين أصبحت الآن منافساً قوياً، والولايات المتحدة، في ظل حكم ترامب، لم تعد شريكاً يمكن الاعتماد عليه لامتصاص تلك الفوائض. ومع اقتراب الانتخابات الألمانية في شباط، أجد صعوبة في إيجاد سياسيين كثر يركزون على أيٍّ من هذه القضايا.
كل هذا يجري في ظلّ مشهد مقلق. وفقاً للسردية السياسية السائدة حالياً، يتعرض الاتحاد الأوروبي لهجوم من الشعبويّين والفاشيّين. ولهذا، تمّ الترحيب بقرار المحكمة الدستورية الرومانية بإلغاء الانتخابات الرئاسية، بحجّة أنّ الناخبين تأثّروا بشكل غير عادل بروسيا عبر تيك توك، أو كما يفضل البعض القول: «فاز الشخص الخطأ». والآن، يتّهمون إيلون ماسك بمحاولة فعل الشيء نفسه في ألمانيا، بعد دعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا.
كيف وصلت أوروبا إلى هذا التراجع؟ أذكر كتلة أكثر ثقة في أواخر الثمانينيّات وأوائل التسعينيّات. كان إطلاق اليورو عام 1999 بمثابة الذروة في مسار التكامل الأوروبي. بل إنني تساءلت آنذاك عمّا إذا كان يمكن أنْ يحلّ محلّ الدولار كعملة عالمية رئيسية. ثم جاء التوسع نحو وسط وشرق أوروبا بعد خمس سنوات، ليُعتبر انتصاراً سياسياً آخر. لكن بعد ذلك، بدأ التراجع. فقد أدى رفض فرنسا وهولندا للمعاهدة الدستورية الأوروبية عام 2005 إلى إنهاء أحلام تحول الاتحاد الأوروبي إلى دولة فيدرالية، ثم كشفت الأزمة المالية العالمية عن ضعف النظام المصرفي الأوروبي. أمّا أزمة ديون منطقة اليورو السيادية، فقد أظهرت أسوأ ما في الجميع. حتى إنّ سياسيّين ألمانيّين اقترحا أنْ تبيع اليونان جزيرة أو اثنتين لسداد ديونها، وتبعت ذلك إهانات أخرى. فشل الاتحاد الأوروبي في حل الأزمة سياسياً، وكان تدخل البنك المركزي ضرورياً لإنقاذ الموقف. بالنسبة لي، كان هذا هو اللحظة التي مات فيها حلم التكامل الأوروبي.
في الوقت الذي يركز فيه الاتحاد على الاتجاه الخطأ، تنهار النماذج الاقتصادية في أوروبا. يتجلى هذا بشكل واضح في ألمانيا، لكن هناك إشارات تحذيرية أيضاً في المملكة المتحدة وفرنسا. فقد كانت المملكة المتحدة المركز المالي للاتحاد الأوروبي وأحد أكبر مصدري الخدمات، وهو نموذج عمل كان ناجحاً حتى الأزمة المالية العالمية. لم يكن «بريكست» هو ما وجه الضربة القاضية لنمو الإنتاجية في المملكة المتحدة، بل كانت الأزمة المالية، التي لم تتعافَ منها البلاد بعد. بالطبع، كان لكل دولة أوروبية نماذجها الاقتصادية الخاصة، وكلها انهارت لأسباب مختلفة. لكن العامل المشترك بينها جميعاً: عدم قدرتها على إعادة ابتكار نفسها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب يمنح مفاوضات الرسوم الجمركية مع أوروبا "مُهلة" حتى 9 يوليو
ترمب يمنح مفاوضات الرسوم الجمركية مع أوروبا "مُهلة" حتى 9 يوليو

الشرق السعودية

timeمنذ 42 دقائق

  • الشرق السعودية

ترمب يمنح مفاوضات الرسوم الجمركية مع أوروبا "مُهلة" حتى 9 يوليو

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، أنه وافق على منح الاتحاد الأوروبي مُهلة حتى 9 يوليو المقبل حتى يتم فرض التعريفات الجمركية، وذلك عقب مكالمة هاتفية وصفها بـ"اللطيفة جداً" مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، حسبما أوردت شبكة CNN الأميركية. وقال ترمب للصحافيين في مطار موريستاون في نيوجيرسي: "(فون دير لاين) قالت إنها تريد الدخول في مفاوضات جادة"، مضيفاً: "الموعد المحدد هو 9 يوليو المقبل، وقد طلبته هي، هل يمكننا تأجيل فرض التعريفات من 1 يونيو إلى 9 يوليو؟ لقد وافقت على ذلك". وتابع الرئيس الأميركي: "قالت إننا سنتواصل بسرعة لنرى إذا كنا قادرين على التوصل إلى اتفاق". وكان ترمب قد حدد الأول من يونيو موعداً لبدء تطبيق تعريفات جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، بعد أن فرض في أبريل الماضي تعريفات بنسبة 20% كرد متبادل. تحركات سريعة نحو المفاوضات وبعد حديثه مع الصحافيين، كتب ترمب عبر منصة "تروث سوشيال" أن "المفاوضات ستبدأ بسرعة". ومن جهتها، كتبت فون دير لاين منشوراً على منصة "إكس" قالت فيه إنها أجرت "مكالمة جيدة" مع الرئيس الأميركي. وأضافت أن "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يشكلان أهم وأقرب علاقة تجارية في العالم"، مؤكدة أن أوروبا "مستعدة للمضي قدماً في المفاوضات بسرعة وحسم، لكن التوصل إلى اتفاق جيد يتطلب وقتاً إضافياً حتى 9 يوليو". وتأتي هذه المكالمة بعد أن قال ترمب، الجمعة، إنه غير راض عن وتيرة المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وهدد بفرض رسوم جمركية 50% على جميع سلع الاتحاد من أول يونيو. وفي أوائل أبريل، حدد ترمب مهلة 90 يوماً للمحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو. إحباط أميركي وجاءت التهديدات التجارية الجديدة، التي هزت الأسواق في الولايات المتحدة وخارجها، بعد أن اتهم ترمب، في منشور عبر منصته Truth Social في وقت سابق الجمعة، الاتحاد الأوروبي بأنه "صعب في التعامل معه للغاية". ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة قولها، إن مستشاري ترمب أعربوا بشكل غير علني لمسؤولين أوروبيين عن استيائهم من تباين أولويات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ما أعاق التقدم في المحادثات التجارية. واشتكى الفريق الأميركي من ما اعتبره "نهجاً أوروبياً حذراً وتردداً" في تقديم عروض ملموسة تعالج القضايا التي تهم الولايات المتحدة، مثل الرسوم المفروضة على خدمات البث، والضرائب على القيمة المضافة، والتنظيمات المتعلقة بقطاع السيارات، والغرامات المفروضة على الشركات الأميركية في قضايا الاحتكار. وأضافت المصادر، أن واشنطن "لم تحصل حتى الآن على التزام من قادة الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على صناعات صينية"، وهو أمر تعتبره إدارة ترمب أولوية في إطار محاولاتها لتصعيد الضغط التجاري على الصين.

عيون لا تنام.. حقَّقت أعظم الأحلام
عيون لا تنام.. حقَّقت أعظم الأحلام

سعورس

timeمنذ 2 ساعات

  • سعورس

عيون لا تنام.. حقَّقت أعظم الأحلام

ولأنها دولة ذات رسالة سامية عظيمة، كان العمل تراكمياً فيها على مر العهود، فكان قادتها في كل عهد يضيفون مزيداً من اللبنات على ما حقَّقه الأسلاف. ففي الدولة السعودية الأولى والدولة الثانية، كان شبه الجزيرة العربية دويلات متناحرة متحاربة على الكلأ والماء والنفوذ؛ وكان كثير من المظاهر الشركية متأصلة بين كثير من أفراد المجتمعات؛ حتى إذا جاء الملك عبد العزيز آل سعود، وأعاد تأسيس الدولة السعودية من جديد (1319/1902)، وحَّد القلوب قبل الجغرافيا، كما يقول خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز، مستودع تاريخنا وإرثنا الحضاري، كما قضى على جميع المظاهر الشركية، فأصبح المجتمع كله مُوَحِّداً، لا يعبد إلا الله، ولا يدعو إلا إياه، ولا يرجو غيره، ولا يخشي عقاب أحد غير الله سبحانه وتعالى.. وهكذا تحقَّقت أهم خطوة في رسالة بلادنا في إعلاء كلمة التوحيد. وبعد أن انصهرت القلوب وتوحدت الجغرافيا في بوتقة واحدة كالجسد الواحد، شرع المؤسس في ترسيخ البنيان وإعلاء الشأن لتذليل الصعاب وتيسير حياة الناس. لكن مع هذا، ظلت مجموعة من أفراد المجتمع غارقة في رواسب جهل مزعجة، حاولت بسببها وضع العصا في عجلة القافلة، إذ كانت ترى في الدراجة الهوائية (حصان إبليس) وترى في الهاتف والسيارة (شيطاناً).. غير أن المؤسس استطاع بعون الله عزَّ و جلَّ، ثم بحكمته وذكائه وعزيمته التي لا تلين ونيته الطيبة الصادقة، تخليص أولئك من تلك المفاهيم المتخلفة، لينخرط الجميع في ملحمة البناء والتعمير. وهكذا تسارعت وتيرة التنمية والتطوير في كل المجالات، من عهد إلى آخر، وصولاً إلى هذا العهد الميمون الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده القوي بالله الأمين أخي العزيز الغالي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس الوزراء.. عهد الرؤية الطموحة الذكية التي أدهشت منجزاتها العملاقة الفريدة، رئيس أعظم دولة في العالم، فقد رأينا كيف كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فاغراً فاهاً طيلة تواجده في الرياض التي أصبحت واحدة من أعظم عواصم العالم وأهمها في صياغة القرارات العالمية المصيرية. ولهذا يمَّم ترامب شطرها في زيارته الأولى دون غيرها من عواصم العالم مثلما فعل في رئاسته الأولى. فقد جرت العادة أن تكون أول زيارة للرئيس الأمريكي المنتخب إلى أهم شريك إستراتيجي. فكانت زيارة ترامب للمرة الثانية هذه، تأكيداً راسخاً على أن السعودية أصبحت اليوم أهم شريك إستراتيجي لأمريكا ، ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم؛ بدليل ما شهدته الرياض من حراك فعال أثناء زيارته من عقد قمم مهمة (سعودية – أمريكية، خليجية – أمريكية، سورية – أمريكية)، كانت الملفات العربية فيها أهم المحطات؛ إضافة إلى منتدى الاستثمار الاقتصادي السعودي – الأمريكي. وهكذا حقَّقت بلادنا اليوم بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بجهد قادتها وعيونهم الساهرة التي لا تنام، أعظم الأحلام، بعد أن بدَّدت الظلام. وأصبحت رقماً صعباً يعمل العالم لها ألف حساب. أما أولئك الجهلاء الأغبياء من شراذم القومجية هنا وهنالك، الذين طفحت نفوسهم المريضة بالحقد والحسد، فأغرقوا الميديا بجهلهم ونفثوا فيها سمومهم البغيضة بانتقادهم للسعودية في تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع أمريكا ، فقد كان الحال عندهم على النقيض تماماً، إذ بدأت بلدانهم قوية أيام كانت مستعمرة، ثم تآكلت عندما آلت إليهم بسبب قادتها (الوطنيين) وتكالبهم على السلطة وصراعهم على الثروة والنفوذ وجهل أفراد المجتمعات، فتمزَّقت إرباً إربا؛ لتعجز في النهاية حتى عن إطعام مواطنيها. وحقَّاً لا أدري ما الذي يمكن لتلك الدول أن تقدمه لنا، إن نحن قررنا الاستثمار معها: الإرهاب، العمالة، النذالة، الحقد، الحسد، البطالة، سوء الإدارة… إلخ من قائمة الكراهية والتخلف؟ إذ ليس بمقدورهم إضافة أي شيء إيجابي لنا، فأنَّى لفاقد الشيء أن يعطيه؟!. ثم لا أدري إن كان أولئك القومجية يدركون أن دولهم تلك لن تنجح في تأسيس أي نوع من شراكة مع أمريكا مهما تفعل؛ في حين أن أمريكا وغيرها من دول العالم المتقدمة، تخطب ودَّنا، وتقدم لنا كل ما نطلب من تسهيلات استثمارية لتحقيق أكبر عائد ممكن لبلادنا. فبلاداً كتلك رائدة في التقنية والصناعة والاقتصاد والتجارة والعلوم المفيدة التي تنفع البشرية، هذا غير ما يمكننا تحقيقه من دعم سياسي.. ثم ما ذا يعنيكم يا هؤلاء، إن كنَّا نستثمر مع أمريكا أو مع الواق واق؟!. وختاماً: كل الشكر والتقدير والعرفان والامتنان لتلك العيون الساهرة التي لا تنام، فبدَّدت الظلام، وحقَّقت لنا أعظم الأحلام.. وقطعاً سيكون القادم أكثر دهشة.. وبالله التوفيق. وياليت (البدر) كان اليوم بيننا، ليشهد ما حققه لنا قادتنا الأوفياء المخلصين الأذكياء من بنيان عظيم، احتار غيرنا في عدَّه: يكفي محمد فخر وإحسان يبني البنا وغيره يعدَّه باكِر يِعِمَّ الوطن هتَّان تبوك ، شرق العلا، جدَّه ياشيخنا يهتف الوجدان وهذا الجبل صوتنا يردَّه الله، ثم الملك سلمان

هجوم روسي على أوكرانيا يودي بحياة 13 شخصا على الأقل
هجوم روسي على أوكرانيا يودي بحياة 13 شخصا على الأقل

العربية

timeمنذ 3 ساعات

  • العربية

هجوم روسي على أوكرانيا يودي بحياة 13 شخصا على الأقل

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، عن شعوره "بالاستياء لما يفعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين" مشيرا إلى أنه يتسبب مقتل الكثير من الناس. وقال ترامب في تصريحات للصحفيين قبل أن يستقل الطائرة في نيوجيرسي: "نحن في خضم المباحثات لإنهاء حرب أوكرانيا لكن بوتين يواصل استهداف كييف". وأضاف ترامب أنه يفكر بالتأكيد في "فرض المزيد من العقوبات على روسيا". وتعرضت أوكرانيا لهجوم روسي جوي وصفته وسائل الإعلام بـ "الضخم" في ساعة مبكرة من صباح الأحد أسفر عن مقتل 13 شخصا على الأقل، بينما تسببت مسيّرات أوكرانية بإغلاق موقت للمطارات في موسكو قبل ساعات على بدء المرحلة الأخيرة من عملية كبيرة لتبادل الأسرى تجري بين البلدين. وتحدثت خدمات الطوارئ الأوكرانية عن "ليلة من الرعب" مع شن روسيا هجوما لليلة الثانية على التوالي على الأراضي الأوكرانية بعد إطلاق صواريخ بالستية ومسيّرات ليل الجمعة السبت. يأتي ذلك في وقت واصل الطرفان أكبر عملية تبادل للأسرى بينهما منذ بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 45 صاروخا و266 مسيّرة روسية خلال الهجمات. وقال الجيش في بيان عبر تلغرام إن "معظم مناطق أوكرانيا تأثرت بالهجوم المعادي. وسجلت غارات جوية للعدو في 22 منطقة، وسقطت صواريخ كروز وطائرات هجومية مسيّرة في 15 موقعا". ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إلى الضغط على روسيا لإجبارها على وقف هذه الهجمات والنزاع في أوكرانيا. وكتب زيلينسكي "بدون ضغط قوي على القيادة الروسية لا يمكن وقف هذه الوحشية. العقوبات ستساعد بالتأكيد" داعيا الولايات المتحدة والدول الأوروبية و"كل من يسعى للسلام" إلى إظهار "العزم" على دفع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى "إنهاء الحرب". من جانبه، أعلن الجيش الروسي في بيان أنه استهدف خلال الليل "مؤسسات تابعة للمجمع الصناعي العسكري" الأوكراني. إلى ذلك دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الأحد إلى "أقوى ضغط دولي" على روسيا لوقف الحرب. وكتبت في منشور على اكس "تظهر هجمات الليلة الماضية مجددا أن روسيا عازمة على مزيد من المعاناة وإبادة أوكرانيا". "ليلة من الرعب" كما ندد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بالهجمات، قائلا "بوتين لا يريد السلام، بل يريد الاستمرار في الحرب ولا ينبغي لنا أن نسمح له بذلك". وأضاف "لهذا السبب سنوافق على فرض عقوبات إضافية على المستوى الأوروبي". وتحدثت خدمات الطوارئ الأوكرانية عن "ليلة من الرعب" في العاصمة كييف حيث أسفرت الهجمات الروسية عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 23 آخرين، وفقا لتقرير محدث للشرطة. وأودت غارة جوية روسية بطفلين يبلغان 8 و12 عاما وفتى يبلغ 17 عاما في منطقة جيتومير شمال غرب أوكرانيا، بحسب ما أعلنت خدمات الطوارئ. وقُتل أربعة أشخاص في منطقة خملنيتسكي في غرب أوكرانيا وتم العثور على رجل ميتا في منطقة ميكولايف الجنوبية بعد غارة لطائرة مسيّرة وقتل شخصان في منطقة ميكولايف. ومساء الأحد، وقال محافظ المنطقة الجنوبية فيتالي كيم أنه تم انتشال جثة شخص ثان من تحت الأنقاض. وسجّلت هجمات خلال الليل أيضا في منطقتي ميكولايف وخيرسون. وقالت متقاعدة تدعى تيتيانا إيانكوفسكا (65 عاما) لوكالة فرانس برس في قرية ماخاليفكا جنوب غرب كييف "رأينا الشارع بأكمله يحترق". وأصر أوليسكندر (64 عاما) وهو متقاعد آخر نجا من الغارات الجوية على أنه لا يثق في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار. وقال "لسنا بحاجة إلى محادثات، بل إلى أسلحة، الكثير من الأسلحة لإيقافهم (الروس). لأن روسيا لا تفهم إلا القوة". وفي موسكو، فرضت قيود على أربعة مطارات على الأقل، بينها مطار شيريميتييفو الدولي الرئيسي، بحسب ما أعلنت هيئة الطيران المدني الروسية. وأفاد رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بأنه تم اعتراض 12 مسيرة كانت تحلّق باتّجاه العاصمة الروسية. وأعلن الجيش الروسي تحييد 110 طائرات مسيرة أوكرانية فوق البلاد خلال الليل. تبادل جديد وأتت هذه الهجمات فيما باشرت روسيا وأوكرانيا تبادلا لعدد قياسي من الأسرى من كل جانب على ثلاثة أيام. وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي افضت إليها المباحثات بين الروس والأوكرانيين في اسطنبول في منتصف مايو. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية والرئيس الأوكراني في بيانات منفصلة أنه تم الأحد تبادل 303 جنود روس كانوا أسرى لدى أوكرانيا بعدد مماثل من العسكريين الأوكرانيين، في إطار المرحلة الثالثة والأخيرة من هذه العملية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عملية التبادل مؤكدا أنه يريد دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض لوقف "إراقة الدماء" في أسرع وقت ممكن. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقال الجمعة إن موسكو التي تحتل 20 % من الأراضي الأوكرانية، تعمل على وثيقة تعرض "شروط اتفاق مستدام وشامل وطويل الأمد لتسوية" النزاع ستنقل إلى أوكرانيا ما أن تنجز عملية تبادل الأسرى. وستعرض كييف شروطها أيضا لإنهاء النزاع. وفي الأثناء، تستمر المعارك على الجبهة، حيث يواصل الجيش الروسي، التقدم ببطء في مناطق معينة، على الرغم من تكبده خسائر كبيرة. وأعلن الجيش الروسي الأحد السيطرة على قرية رومانوفكا الأوكرانية الصغيرة في منطقة دونيتسك بشرق البلاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store