logo
الهند وباكستان... سباق بين الحرب والتهدئة

الهند وباكستان... سباق بين الحرب والتهدئة

وسط تحذيرات دولية من انزلاق منطقة جنوب آسيا إلى مواجهة نووية، بلغ التوتر بين الهند وباكستان أخطر مستوى له منذ عقدين، مع شنّ الجيش الهندي عملية سيندور العسكرية، مستهدفاً 9 مواقع أكدت الحكومة الباكستانية أنها مدنية وليست عسكرية، وكلّفت قواتها المسلحة بالرد عليها.
ومع اشتعال الجبهة وسقوط عشرات القتلى في تبادل القصف والمواجهات الدامية على حدود البلدين النوويين، يحبس العالم الأنفاس بانتظار طبيعة الرد على الهجوم الهندي، الذي أوضح أقوى رجل في باكستان وقائد جيشها، الجنرال عاصم منير، أنه سيكون «شاملاً وحازماً»، خصوصا أن الهند أبلغت مبعوثين أجانب أنها سترد في حال ردت باكستان، وهو ما يهدد بدوامة من الردود المتبادلة.
وبعد تهديده بإعادة توجيه الأنهار وإطلاق حرب المياه مع باكستان، اعتبر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، العملية، التي اختار لها اسماً ذا رمزية دينية يشير إلى مسحوق أحمر قرمزي تضعه الهندوسيات على جباههن، بأنها «لحظة فخر»، مؤكداً أن «الضربة الانتقامية نفّذت بالكامل بنجاح، وحققت العدالة». وتوعد بأنه «لن يتسامح مع الإرهاب المدعوم من الخارج».
ونفت الناطقة باسم الجيش الهندي، اللفتاننت كولونيل فيوميكا سينغ، استهداف أي منشآت عسكرية أو مدنية في الرد الانتقامي على الهجوم على السياح الهندوس في باهالغام يوم 22 أبريل الماضي، مشددة على أنه «تم تدمير هياكل إرهابية في 9 مواقع اختيرت بعناية في باكستان ومنطقتَي جامو وكشمير، لتجنّب أي أضرار للمنشآت المدنية ووقوع خسائر بشرية».
وفيما اعترفت بتحطّم 3 مقاتلات هندية لأسباب غير معروفة خلال ضربها مقرّي جماعتي «جيش محمد» و«عسكر طيبة» الإسلاميتين، قالت حكومة مودي، في بيان، «إجراءات قواتنا المسلحة كانت مركّزة ومحسوبة ولا تنطوي على تصعيد، ولم تستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية، وأظهرنا قدراً كبيراً من ضبط النفس في انتقاء الأهداف وطريقة التنفيذ».
في المقابل، أكد المتحدث باسم الجيش الباكستاني، اللواء أحمد شودري، أن 24 ضربة هندية طالت 6 مدن ومسجدا في باهاوالبور بإقليم البنجاب، وأدت إلى مقتل 26 مدنياً بينهم طفلة عمرها 3 سنوات، وإصابة 46.
الكويت: تطالب الهند وباكستان بضبط النفس وتسوية الخلافات بالحوار والمسار الدبلوماسي
ووصف رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، خلال اجتماع للجنة الأمن الوطني، الهجمات الهندية بأنها انتهاك صارخ لسيادة باكستان ووحدة أراضيها، وتشكل بوضوح إعلان حرب وفقا للقانون الدولي»، مؤكداً أنه «فوّض القوات المسلحة باتخاذ الإجراءات المناسبة للرد».
وقال شريف: «الهند أشعلت جحيماً في المنطقة، ولدينا كل الحق في الرد بصورة مناسبة على هذا العمل الحربي السافر الذي فرضته نيودلهي وتسبب في مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ويتم الآن القيام بردّ مناسب».
وفي خطاب أمام البرلمان، أكد شهباز إسقاط 5 مقاتلات هندية، 3 منها من طراز رافال الفرنسية بصواريخ أطلقت من الجو والبر عبر الحدود الفعلية في منطقة كشمير.
وقال شريف، مشيداً بردّ جيشه: «كان هناك ما يصل إلى 80 مقاتلة هندية في الجو أثناء الهجوم، لكن سلاح الجو الباكستاني طاردها وأسقط 5 منها».
وأفادت تقارير بأن إسلام أباد تسلّمت شحنات عاجلة من صواريخ جو- جو الصينية المتطورة PL-15، مما أعطى القوات الجوية الباكستانية ميزة تكتيكية بفضل مداها البعيد. كما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتقارير عن مشاركة مقاتلة J-10C الصينية من الجيل 4.5 التي تمتلكها باكستان في إسقاط المقاتلات الهندية من طرازَي سوخوي الروسية ورافال الفرنسية.
واستدعت إسلام آباد القائمة بالأعمال الهندية، جيتيكا سريفاستافا، إلى وزارة الخارجية، وقدّمت لها مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وأبلغت مجلس الأمن بأنها تحتفظ بحق الرد بشكل مناسب على العدوان غير المبرر.
وبعد وقت قصير من الضربات الهندية، التي شملت إقليم البنجاب الأكثر كثافة سكانية لأول مرة منذ 50 عاماً، تبادل الطرفان القصف المدفعي على جانبي خط السيطرة في كشمير، مما أدى إلى سقوط 38 قتيلاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات.
وأكد زعيم «جيش محمد» الباكستاني، مسعود، أن الغارات الهندية، التي استهدفت جماعته وجماعة «عسكر طيبة»، تسببت في مقتل 10 من أقاربه بينهم شقيقته الكبرى وصهره وابن أخيه وابنة أخيه، قائلاً: «استهدف مودي الجبان أطفالا أبرياء ونساءً غير متزوجات وكبار السن... الحزن والصدمة لا يوصفان».
وأدى الهجوم الهندي وردّه الباكستاني إلى انقطاع الكهرباء في مدينة مظفر آباد، عاصمة كشمير الباكستانية، وتسببا في حالة من الذعر بين السكان، فيما أغلقت الهند 18 مطاراً، وألغت أكثر من 200 رحلة جوية كإجراء احترازي.
وفي ظل تصاعد الأعمال القتالية بأخطر المناطق المضطربة، أعربت دول العالم، وفي مقدمتها الكويت والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن القلق البالغ من التصعيد الدامي بين القوتين المسلحتين نووياً، وسارعت إلى دعوة الهند وباكستان إلى الهدوء وضبط النفس والدخول في مفاوضات مباشرة تنهي الخلافات بطريقة دبلوماسية وسلمية.
وأعلنت وزارة الخارجية أن الكويت تتابع بقلق هذا التصعيد، وتطالب الهند وباكستان بضبط النفس وتسوية الخلافات بالحوار والمسار الدبلوماسي.
وفيما عرضت بريطانيا وأستراليا التدخل لخفض التصعيد، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في أن ينتهي القتال المستمر منذ عقود بين الهند وباكستان بسرعة، وأكد وزير خارجيته أنه يراقب «عن كثب» تطورات الوضع المتأزم، وسيعمل مع القيادتين الهندية والباكستانية من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة.
بدورها، أسفت الصين من التحرك العسكري الهندي ضد حليفتها باكستان، ودعتهما إلى وضع السلام والاستقرار على رأس أولوياتهما. كما دعت الإمارات والسعودية وقطر وعمان ومصر والعراق والجزائر وأذربيجان وإيران وألمانيا وفرنسا، وغيرها، الهند وباكستان إلى تهدئة الصراع القائم وتفادي الحرب الشاملة.
وفي مقابل إعلان إسرائيل «تأييدها الكامل لحق الهند المشروع في الدفاع عن نفسها»، دان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في اتصال مع نظيره الباكستاني محمد إسحاق دار، الهجوم الهندي، محذّراً من أنه «أثار خطر حرب شاملة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باكستان والهند
باكستان والهند

الرأي

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرأي

باكستان والهند

باكستان أو جمهورية باكستان الإسلامية تأسست في 1947، بعد انفصالها عن الهند. لم تكن العلاقات بينهما هادئة منذ الانفصال. خاضت باكستان حرباً مع الهند في 1971 وأدت إلى انفصال بنغلاديش عن باكستان. منذ سنوات فقدت كشمير الهندية ذات الغالبية المسلمة ما كانت تتمتع به من حكم ذاتي، وتم فرض سياسة هندية متشددة على الإقليم. قوبلت هذه السياسة الهندية المتشدّدة بمقاومة إسلامية من داخل كشمير، ومن الطبيعي أن تؤدي إلى سقوط ضحايا بين فترة وأخرى، كما حصل في 22 من أبريل الماضي، حيث وجّهت الهند اتهاماً إلى باكستان بأنها وراء الهجوم على السيّاح الهنود، وقد رفضت باكستان التهمة، على أساس أن الهجوم كان من داخل كشمير الهندية من قبل مسلحين، لا علاقة لباكستان بهم. تطوّر الأمر، قبل أي محاولة تفاهم مع الحكومة الباكستانية حول الهجوم، ووجهت الهند ضربات عسكرية لمواقع داخل الأراضي الباكستانية، الأمر الذي اعتبرته باكستان عدواناً مباشراً عليها، وقامت بمواجهة العدوان، حيث أسقط الجيش الباكستاني خمس طائرات مقاتلة هندية، 3 من نوع رافال الفرنسية الحديثة، واثنتين روسيتين إحداهما من نوع ميغ 29، والأخرى سو30، بالإضافة إلى 77 طائرة تجسّس مسيرة. ناهيك عن المناوشات على الحدود بين خطوط التماس الشمالية بين البلدين. كان الرد الباكستاني كما يرى المراقبون العسكريون حاسماً، حيث سارع الأميركان إلى التدخل باحتواء المواجهة بين البلدين وضمان عدم التصعيد العسكري، لأن البلدين يمتلكان ترسانتين نوويتين، وأي مواجهة نووية بينهما ستؤدي إلى دمار شامل للقارة الهندية. لم يتوقع الجيش الهندي الرد العسكري الباكستاني الحاسم، وهذا يرجع إلى تحديث الجيش الباكستاني بمنظومة طائرات حديثة صينية مثل JF-17، و J-10C مزوّدة بصواريخ BL-15 رادارية، بعيدة المدى، وخارج مدى الرؤية البصرية، حيث استطاعت الأخيرة إسقاط إحدى طائرات رافال الفرنسية الصنع التي تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار، أي أربعة أضعاف الطائرة المقاتلة الصينية J-10C، وهو ما أدى إلى رفع أسهم شركة «أفيك تشينغدو» الصينية لصناعة الطائرات إلى 40 في المئة. مع أن باكستان تمتلك طائرات مقاتلة أميركية F16، إلاّ أن استخدامها يخضع لشرط أميركي هو مواجهة الإرهاب! الأمر الذي دفع باكستان إلى التعاون العسكري مع الصين بتطوير سلاحها الجوي، وبشراء المقاتلات الصينية الصنع، والصواريخ المجهّزة بها، والتي أثبتت تفوّقها في المواجهة الأخيرة مع سلاح الجوي الهندي، الذي يعتمد في الغالب على الأسلحة الغربية. وكان سقوط طائرة الرافال الفرنسية أمراً محرجاً لفرنسا، ودعاية سيئة لها، وأعطى الصين فرصة ثمينة لتسويق طائراتها، الأرخص، كما سيدفع الحكومة الهندية - كما يرى بعض المراقبين - إلى أن تعيد حساباتها في المستقبل.

الجيوش الكبرى تدرس «تطوّر» السلاح الصيني
الجيوش الكبرى تدرس «تطوّر» السلاح الصيني

الرأي

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • الرأي

الجيوش الكبرى تدرس «تطوّر» السلاح الصيني

لفتت المعركة الجوية بين طائرات باكستانية صينية الصنع وأخرى هندية من إنتاج غربي، أنظار العالم، ويبدو أن ستخضع لمراقبة من قبل الجيوش الكبرى للتفكر في مدى تطور بكين العسكري. ونقلت «رويترز» عن مسؤولين أميركيين ان مقاتلة باكستانية من إنتاج بكين، أسقطت ما لا يقل عن طائرتين عسكريتين هنديتين، الأربعاء، مما يمثل علامة فارقة محتملة للمقاتلة الصينية المتقدمة. ووفق مسؤول أميركي، فإن هناك ثقة كبيرة في أن باكستان استخدمت مقاتلة «جيه 10» صينية الصنع لإطلاق صواريخ «جو - جو» ضد مقاتلات هندية. وقال مسؤول آخر إن واحدة على الأقل من المقاتلات الهندية التي أسقطت كانت من نوع «رافال» فرنسية الصنع. وأكدت المصادر، أن مقاتلات «إف - 16»، أميركية الصنع، لم تستخدم في عملية الإسقاط. وكانت «رويترز» أفادت، الأربعاء، بأن 3 مقاتلات هندية سقطت، نقلاً عن مسؤولين حكوميين محليين في نيودلهي. وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، لـ«رويترز»، الخميس، إن مقاتلة «جيه 10» استخدمت لإسقاط 3 من مقاتلات «رافال»، التي حصلت عليها الهند حديثاً. وتعد المعركة الجوية، فرصة نادرة للجيوش لدراسة أداء الطيارين والمقاتلات وصواريخ جو - جو في القتال الفعلي، واستخدام تلك المعطيات للتحضير لمعارك مستقبلية. وأفاد خبراء بأن «الاستخدام الفعلي للأسلحة المتقدمة، لا سيما المقاتلات، سيخضع للتحليل في كل أنحاء العالم، بما في ذلك في الصين والولايات المتحدة، اللتين تستعدان لاحتمال نشوب صراع حول تايوان أو في منطقة المحيطين الهندي والهادئ». الصاروخ الصيني كما تتجه الأنظار إلى أداء صاروخ «بي إل 15» الصيني من نوع جو - جو، في مواجهة صاروخ «ميتيور» الأوروبي الموجه بالرادار. وقال خبير الدفاع الأميركي الشريك الإداري في شركة «كابيتال ألفا بارتنرز» المتخصصة في الأبحاث الاستراتيجية بايرون كالان، إن شركات السلاح الأميركية تتلقى ملاحظات مستمرة حول أداء منتجاتها في حرب أوكرانيا. وأضاف «أتوقع أن يكون الحال ذاته مع الموردين الأوروبيين للهند، ومن المحتمل أن تشارك باكستان والصين نفس الأمر. إذا كان صاروخ بي إل 15 يعمل كما يُروج له أو بشكل أفضل من المتوقع، فإن الصينيين سيرغبون بمعرفة ذلك». كما قال مصدر عسكري من دولة غربية تشغل «ميتيور»، إن صورة نشرت عبر الإنترنت لجهاز التوجيه بدا أنها تظهر مكوناً لصاروخ لم يصب هدفه. وهناك تقارير متضاربة في شأن ما إذا كانت باكستان تمتلك النسخة المحلية من «بي إل 15» التي تستخدمها القوات الجوية الصينية، أم نسخة التصدير ذات المدى الأقصر التي تم الكشف عنها عام 2021. كما رفض مصدر غربي الادعاءات بأن «بي إل 15» الذي يعمل بالوقود الصاروخي يمتلك مدى أطول من «ميتيور» الذي يعمل بنظام تنفس الهواء، لكنه أقر أن قدراته «قد تكون أكبر مما كان يُعتقد». ولطالما كانت مدى وأداء «بي إل 15» محل اهتمام غربي لسنوات، واعتُبر ظهوره في حرب الهند وباكستان أحد المؤشرات العديدة على أن بكين تجاوزت مرحلة الاعتماد على التكنولوجيا المشتقة من الاتحاد السوفياتي. وتعمل الولايات المتحدة على تطوير صاروخ «إيه آي إم 260» المتقدم من خلال شركة «لوكهيد مارتن»، جزئياً كرد على «بي إل 15» وأدائه في نطاقات تتجاوز مدى الرؤية، كجزء من إعادة ترتيب الأولويات الغربية نحو الصين. وقال كبير الباحثين في مجال الطيران العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية دوغلاس باري، إن «دوائر الحرب الجوية في الصين والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، ستكون مهتمة للغاية بالحصول على أكبر قدر ممكن من الحقائق على الأرض في شأن التكتيكات والتقنيات والإجراءات، وما تم استخدامه من تجهيزات، وما نجح وما لم ينجح».

الهند وباكستان على حافة الهاوية: جولة ثانية تستعجل الحرب الرابعة
الهند وباكستان على حافة الهاوية: جولة ثانية تستعجل الحرب الرابعة

الجريدة الكويتية

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • الجريدة الكويتية

الهند وباكستان على حافة الهاوية: جولة ثانية تستعجل الحرب الرابعة

تبادلت الهند وباكستان الضربات العسكرية في جولة ثانية من التصعيد تضع الجارتين المسلحتين نووياً على طريق اللاعودة الى حرب رابعة بينهما قد تكون مدمرة للمنطقة، ولها تداعيات دولية لا يمكن حصرها. وفي اليوم الثاني من المواجهة الأخطر بين الجارين منذ عقدين، أعلنت الهند أنها استهدفت رادارات وأنظمة دفاع جوي في أنحاء مختلفة من بينها لاهور وكراتشي، متهمة باكستان باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ في قصف مناطقها الشمالية والغربية. وقالت وزارة الدفاع الهندية: «كما نفّذ الجيش الباكستاني قصفاً غير مبرر بالأسلحة الخفيفة والمدفعية على طول خط السيطرة في قطاعات كوبوارا وبارامولا وأوري وأخنور». وكانت نيودلهي حرصت في اليوم الأول على تجنب استهداف الجيش الباكستاني. وفي تصعيد شديد، أعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، أنه «لم يعد هناك أي مجال لتهدئة التوتر مع الهند والصراع دخل في دوامة خطيرة». وقال لوكالة «رويترز»: «سنستهدف منشآت الهند العسكرية في أي رد انتقامي». ورغم تأكيده لشبكة «سي إن إن» على أن «واشنطن تقود جهود خفض التصعيد»، شدد آصف على أن مسألة شن باكستان لهجوم على الهند أمراً «يتزايد تأكيده». إسرائيل والصين ومع استمرار عمليات القصف بالمدافع والرشاشات على طول الخط الفاصل، اتهم المتحدث باسم الجيش الباكستاني الفريق أحمد شودري الهند بأنها أقدمت على عمل عدواني آخر، مستهدفة بصواريخ ومسيرات إسرائيلية الصنع مواقع متعددة في مدن لاهور، وكوجرانواله، وراولبندي، وجكوال، وبهاولبور، وميانوالي، وكراتشي، وتشور، وميانو، وأتوك. وإذ توعد «الهند بدفع ثمن باهظ لهذا الاعتداء السافر»، أكد شودري تحييد 12 مسيّرة من طراز «هاروب» «عبر وسائل تقنية وأيضاً عسكرية» بإجمالي 25 منذ بداية الهجوم، مشيراً إلى أن المسيرة الـ13 ضربت جزئياً هدفاً عسكرياً في لاهور، مما تسبب في أضرار طفيفة بالمعدات وإصابة 4 عسكريين. وفيما قتل مدني في ميانو، تم تعليق العمليات الجوية في إسلام آباد وسيالكوت، قبل إعادة تشغيلهما لاحقاً، في حين بقي مطار كراتشي مغلقاً. وذكرت شبكة «سي إن إن» أن الأجواء بين الهند وباكستان شهدت إحدى أكبر وأطول المعارك الجوية في تاريخ الطيران الحديث، ونقلت عن مصدر أمني باكستاني رفيع المستوى أن «125 مقاتلة شاركت في المعركة لأكثر من ساعة، دون أن يغادر أي طرف مجاله الجوي». وأكد وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، للبرلمان أمس، أن «الجيش استخدم طائرات صينية من طراز J-10C لإسقاط 3 مقاتلات هندية من طراز رافال الفرنسية وطائرات أخرى»، منها «ميغ- 29»، و«سو- 30» الروسيتان، موضحاً أن «فريقاً صينياً كاملاً كان في وزارة الخارجية، إلى جانب سفيرهم»، على اطلاع بما حدث. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إنه «ليس على دراية» بالوضع، ولم يطلع على «أي معلومات ذات صلة» بأنشطة السفير الصيني لدى باكستان جيانغ زيدونغ. وتُعدّ الصين المورد الرئيسي للأسلحة لباكستان، وشكلت أسلحتها 81 في المئة من الواردات الباكستانية خلال السنوات الخمس الماضية، وتصنف J-10C الأحادية المحرك والمزودة بأنظمة تسليح مُحسّنة كمقاتلة من الجيل الرابع والنصف، وهي أقل درجة من طائرات الشبح من الجيل الخامس مثل طائرة J-20 الصينية أو F-35 الأميركية. الجبير على خط التهدئة... واستعراض صيني - إسرائيلي بأكبر مواجهة جوية حديثة ووسط محاولات للتهدئة بدأتها السعودية بإرسال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير إلى نيودلهي أمس، شجّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول الهند وباكستان على تهدئة التوتر، وعرض المساعدة في تخفيف حدة التوتر الحالي. وقال ترامب: «أعرف كليهما جيداً، وأريد أن أراهما يتوصلان إلى حل، وأريد أن أراهما يتوقفان، وآمل أن يتوقفا الآن»، مضيفاً أن الوضع «مروع للغاية». وفي وقت سابق، تحدث وزير خارجيته ماركو روبيو مع نظيريه الهندي والباكستاني ودعاهما لإجراء حوار بهدف «تهدئة الوضعو نزع فتيل الأزمة وتجنّب مزيد من التصعيد». وفي إطار الوساطة السعودية، بحث وزير الدولة للشؤون الخارجية مع وزير الخارجية الهندي إس جايشانكار تهدئة حدة التوترات مع باكستان. وقال جايشانكار إنه أجرى اجتماعاً جيداً مع الجبير، وناقش معه وجهة نظر الهند بشأن مكافحة الإرهاب. وفي اجتماع مماثل مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، حذّر وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار باكستان من الرد على أي هجوم. وقال جايشانكار لعراقجي، «ردّنا كان محدداً ومدروساً. تصعيد الوضع ليس نيّتنا. لكن في حال وقعت أي هجمات عسكرية علينا، يجب ألا يكون ثمة مجال للشك بأننا سنواجهها بردّ حازم». إلى ذلك، نفى مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية تقارير أوردتها وسائل إعلام باكستانية، ونقلتها مصادر أخرى تفيد بأن إسلام آباد تدرس شراء مسيرات «شاهد-136» الإيرانية بشكل عاجل. في غضون ذلك، أعن رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، أمس، أنه تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووصفه بـ»الأخ العزيز»، شاكراً «تضامنه ودعمه لباكستان في هذا الوقت الحرج». وكتب شريف على منصة إكس أنه أطلع أردوغان على «الجهود الشجاعة» التي يبذلها الجيش الباكستاني. وللمرة الثانية، دعا الاتحاد الأوروبي الهند وباكستان إلى ضرورة ضبط النفس، والانخراط في حوار مباشر، والوفاء بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي، واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store