هل يواجه ترامب شبح العزل من جديد
رغم مرور أقل من ستة اشهر على على غودته الى البيت الأبيض، يعود اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى واجهة الجدل السياسي مرة أخرى، كهدف محتمل لإجراءات مساءلة قد تصل إلى العزل. ورغم أن هذه الاحتمالات لا تزال ضعيفة من حيث الواقع السياسي الحالي، إلا أنها ليست معدومة، بل تبقى مرهونة بتطورات داخلية متسارعة، أبرزها تداعيات ما يجري في كاليفورنيا مؤخرًا.في الأيام الأخيرة، شهدت ولاية كاليفورنيا توترات غير مسبوقة، على خلفية نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس بقرار من إدارة ترامب، وهو ما اعتبرته شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي – ومن بينها رئيسة التجمع الأسود في الكونغرس النائبة إيفيت كلارك – تصرفًا استبداديًا قد يرتقي إلى سلوك "قابل للعزل".في هذا السياق، ارتفعت أصوات داخل الحزب الديمقراطي تطالب بفتح تحقيق رسمي في ملابسات تدخل ترامب، الذي وصف بأنه تجاوز لصلاحياته التنفيذية، خاصة أن ما جرى تزامن مع احتجاجات محلية ضد العنف الشرطي وسياسات الترحيل القسري. ومع أن البيت الأبيض دافع عن قرار التدخل بصفته "استجابة للأزمة"، إلا أن الجدل السياسي لم يهدأ، بل تصاعد.لكن بعيدًا عن الضجيج الإعلامي، تبقى الحقيقة أن الواقع البرلماني الأمريكي لا يزال يميل بوضوح لصالح ترامب. فالحزب الجمهوري يسيطر حاليًا على مجلس النواب، كما أن مجلس الشيوخ ليس لديه أغلبية كافية للذهاب بعيدًا في خطوات العزل، التي تتطلب موافقة الثلثين.وفقًا لأسواق المراهنة السياسية مثل Polymarket، تبلغ احتمالات عزل ترامب في عام 2025 نحو 10–11%، وهي نسبة منخفضة لكنها تُظهر وجود توقعات – ولو ضئيلة – باحتمال تغير المشهد. هذه النسبة ارتفعت قليلاً بعد أزمة كاليفورنيا، لكنها لا تزال ضمن هامش الاحتمال، وليس اليقين.لكن هل تكفي الأزمة في لوس أنجلوس لإطلاق عملية مساءلة كاملة؟ الجواب: ليس بعد. فالحزب الديمقراطي منقسم داخليًا حول هذا الملف، بين من يرى أن المحاسبة ضرورية للدفاع عن الديمقراطية، ومن يخشى أن يؤدي ذلك إلى تقوية موقع ترامب شعبياً باعتباره "ضحية مطاردة سياسية".إضافة إلى ذلك، فإن نظام الحكم الأمريكي يقوم على مؤسسات قوية، لا على الانفعالات أو العواطف السياسية. إجراءات العزل تمر بمراحل دستورية واضحة، تبدأ بمساءلة في مجلس النواب، ثم محاكمة في مجلس الشيوخ، ويتطلب الأمر أدلة دامغة ودعماً سياسياً واسعاً، لا مجرد غضب لحظي أو تصعيد إعلامي.ما يجعل هذا الملف مفتوحًا رغم كل شيء، هو أن الديمقراطية الأمريكية ديناميكية ومتغيرة، تتأثر بتقلبات الرأي العام، وتحولات المزاج الشعبي. فإذا ما تطورت الأحداث في كاليفورنيا، أو ظهرت وقائع جديدة تُضعف موقف ترامب، فإن ما يبدو مستحيلاً اليوم قد يصبح واقعاً غدًا.ختامًا، نستطيع القول إن شبح العزل لا يُخيّم فوق ترامب الآن، لكنه ليس غائبًا تمامًا عن الأفق. الاحتمالات ضعيفة، لكنها قابلة للتغير، بقدر ما تتغير الظروف والحقائق على الأرض. وكما علمتنا التجربة الأمريكية، فإن ما يحكم اللعبة في نهاية المطاف ليس الأشخاص، بل المؤسسات، والقانون، والدستور.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 37 دقائق
- خبرني
النواب الأمريكي يوافق على إلغاء مساعدات خارجية قدرها 9.4 مليار دولار
خبرني - وافق مجلس النواب الأمريكي يوم الخميس، على طلب الرئيس دونالد ترامب بإلغاء مساعدات خارجية تمت الموافقة عليها من قبل وقدرها 9.4 مليار دولار. وافق الجمهوريون في مجلس النواب على إلغاء 9.4 مليار دولار من الإنفاق الفيدرالي للمساعدات الخارجية والإذاعة العامة والبث، في أول مرة يتدخل فيها الكونغرس رسميا في تخفيضات DOGE التي أقرها إيلون ماسك. وحصل القرار على تأييد 214 صوتا مقابل 212 صوتا رافضا. وسيلغي التشريع 8.3 مليار دولار من المساعدات الخارجية و1.1 مليار دولار مخصصة للبث العام. وتستهدف الحزمة برامج مساعدات خارجية وشركة الإذاعة العامة التي تمول الإذاعة الوطنية العامة وخدمة البث العامة، فضلا عن الآلاف من محطات الإذاعة والتلفزيون العامة في أرجاء البلاد. ويصف الجمهوريون الإنفاق بأنه إهدار غير ضروري، بينما يشير الديمقراطيون إلى أن قطع البرامج يضر بمركز الولايات المتحدة في العالم وسيؤدي إلى حالات وفاة بلا داع. ويستخدم الرئيس دونالد ترامب أداة نادرة الاستخدام تعرف في الكونغرس باسم "الإلغاءات" لاستعادة الأموال الفيدرالية التي أقرها الكونغرس بالفعل، وهو أمر عادة ما يتردد المشرعون في دعمه. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تحديدا التي تستهدف هيئة البث العام والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تحظى بشعبية واسعة داخل الحزب الجمهوري. وإذا وافق مجلس الشيوخ أيضا على حزمة تخفيضات الإنفاق، فإن نطاقها وإن كان محدودا للغاية مقارنة بالتخفيضات التي تجاوزت تريليون دولار والتي وعدت بها وزارة كفاءة الحكومة، سيجنّب إدارة ترامب الطعون القانونية المتعلقة بتخفيضاتها في التمويل الفيدرالي. وصرح رئيس مجلس النواب مايك جونسون بأنه يتوقع طلبات إضافية من البيت الأبيض مستقبلا.

السوسنة
منذ 40 دقائق
- السوسنة
صحيفة تحدد موعد ضرب إيران .. أخر التطورات
الحرب بدا فعلاً .. تفاصيل السوسنة - كشف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية خلال أيام، إذا رفضت طهران المقترح الأمريكي الجديد المتعلق بالحد من برنامجها النووي. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي كبير أن الضربة قد تُنفذ بحلول يوم الأحد، ما لم توافق إيران على وقف إنتاج المواد الانشطارية التي يمكن استخدامها في تصنيع سلاح نووي.وفي تأكيد لصحة هذه المعلومات، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، إن "إسرائيل قد تشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية"، مشيرًا إلى أن "ذلك لا يبدو وشيكًا بالضرورة، لكنه أمر قابل للحدوث". وأضاف ترامب أن طهران قادرة على تجنّب هذا السيناريو من خلال تقديم المزيد من التنازلات في المفاوضات الجارية مع واشنطن، محذرًا من أن "أي عمل عسكري قد ينسف فرص العودة إلى الاتفاق النووي".ويأتي هذا التصعيد في ظل تحذيرات أطلقتها إيران على لسان كبار مسؤوليها، إذ أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده "ستعيد بناء منشآتها النووية في حال تم تدميرها"، معتبرًا أن 'القدرات النووية الإيرانية متجذرة في العقول والخبرات المحلية، ولن تُمحى بالقنابل'. من جانبه، توعّد قائد الحرس الثوري حسين سلامي بردّ 'أقوى وأكثر تدميرًا' من أي هجوم سابق، إذا تعرضت بلاده لعدوان إسرائيلي.وفي سياق متصل، كشف موقع أكسيوس أن إدارة ترامب أبلغت إسرائيل بأنها لن تشارك بشكل مباشر في أي عملية عسكرية ضد إيران، رغم التنسيق الوثيق بين الجانبين. ووفقًا لمصادر مطلعة، لن تشمل المشاركة الأمريكية أي تدخل جوي أو هجومي، رغم أن واشنطن قد تقدم دعمًا دفاعيًا لإسرائيل إذا استهدفتها إيران.المخاوف تتصاعد كذلك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث أكدت مصادر أن الجيش الإسرائيلي في حالة "تأهب قصوى" لتنفيذ ضربات سريعة حال انهيار المسار الدبلوماسي. ومن المقرر أن يلتقي مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الأحد في سلطنة عُمان، في محاولة أخيرة لإنقاذ المفاوضات. ويُنتظر أن يكون هذا اللقاء حاسمًا في تحديد مصير التصعيد العسكري أو العودة للمسار التفاوضي.وفيما تتخذ واشنطن خطوات وقائية، منها سحب دبلوماسيين وعائلات عسكريين من بعض المواقع الحساسة في الشرق الأوسط، ألغى البنتاغون زيارة كانت مقررة لقائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال إريك كوريلا، إلى إسرائيل، ما يُعد إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تتحسب لأي تطورات مفاجئة.البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن امتنعا عن التعليق على هذه التطورات المتسارعة، فيما يبدو أن الأيام القليلة المقبلة ستحدد بشكل حاسم ما إذا كان الشرق الأوسط مقبلًا على جولة جديدة من المواجهات العسكرية أو انفراجة دبلوماسية أخيرة.


الوكيل
منذ 2 ساعات
- الوكيل
ترامب يعبر عن استيائه من ارتفاع أسعار النفط مؤخرا
10:22 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس، عن استيائه من ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف بشأن الإمدادات جراء صراع محتمل في الشرق الأوسط. اضافة اعلان وارتفعت أسعار النفط العالمية والأميركية بأكثر من 4% الأربعاء، إلى أعلى مستوياتها منذ أوائل نيسان قبل أن تتراجع قليلا الخميس. وقال ترامب خلال فعالية بالبيت الأبيض "لا يعجبني ارتفاع أسعار النفط قليلا خلال الأيام القليلة الماضية. ستستمر في الانخفاض قليلا، أليس كذلك؟ لأننا نسيطر على التضخم". وصعدت الأسعار إثر إعلان الولايات المتحدة نقل أميركيين من الشرق الأوسط قبيل محادثات مع إيران بشأن أنشطتها النووية. وقال ترامب الأربعاء، إن أميركيين يغادرون المنطقة لأنها "قد تكون مكانا خطيرا" وإنه لن يسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي. وتؤكد إيران أن أنشطتها النووية لأغراض سلمية. وأثار تصاعد التوتر مع إيران احتمال تأثر إمدادات النفط. ومن المقرر أن يجتمع الجانبان الأحد، في العاصمة العمانية مسقط.