
ترامب يحض أوكرانيا على عدم استهداف موسكو
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن ترامب طرح مع زيلينسكي إمكان شن هجوم مضاد محتمل، وسأل نظيره الأوكراني إن كانت بلاده قادرة على استهداف موسكو إذا زودتها واشنطن أسلحة بعيدة المدى.
ولكن ردا على سؤال لصحافيين في البيت الأبيض عما إذا كان على زيلينسكي استهداف موسكو، أجاب ترامب: "عليه عدم القيام بذلك".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 38 دقائق
- ليبانون 24
ترامب يلمّح إلى بيسنت كخليفة محتمل لباول.. ثم يتراجع
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن وزير الخزانة سكوت بيسنت يمكن أن يكون مرشحا لخلافة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) جيروم باول، لكنه استطرد قائلا إن ذلك قد لا يحدث. وبعد وصوله إلى قاعدة آندروز المشتركة أمس الثلاثاء بعد زيارة لمدينة بيتسبرغ، سُئل ترامب عما إذا كان بيسنت خياره الأول ليحل محل باول، الذي تنتهي ولايته في أيار 2026. ورد ترامب على الصحفيين قائلا "إنه خيار مطروح، وهو جيد جدا.. حسنا، ليس كذلك، لأنني أحب العمل الذي يقوم به، أليس هذا صحيحا؟". ويوجه ترامب انتقادات لباول منذ أشهر بسبب عدم خفض أسعار الفائدة وحثه مرارا على الاستقالة. وأمس الثلاثاء، قال ترامب إن التجاوز في تكلفة تجديد المقر التاريخي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن البالغة 2.5 مليار دولار قد تصل إلى حد مخالفة تجيز الإقالة. وقال ترامب عندما سُئل عما إذا كان بوسعه إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بسبب ارتفاع تكاليف التجديد، والتي انتقدها مسؤولون في الإدارة الأميركية بشدة، "أعتقد أن هذا ممكن نوعا ما". ولا يمكن للرئيس إقالة باول بسبب خلاف حول السياسة النقدية. وكان ترامب هو من عيّن باول، وهو جمهوري مثله، خلال ولايته الرئاسية الأولى، وأعاد الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن تعيينه لفترة ثانية رئيسا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. (سكاي نيوز عربية)


الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
إسرائيل وإيران تُدشنان عصراً جديداً من الحرب النفسية
في الساعات التي سبقت قصف القوات الإسرائيلية لسجن إيفين في العاصمة الإيرانية في 23 حزيران، ظهرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بالفارسية، تنبّأت بالهجوم ودعت الإيرانيِّين إلى تحرير السجناء. وبعد لحظات من سقوط القنابل، نُشر فيديو على منصّتَي «إكس» و«تلغرام»، يُظهر انفجاراً عند مدخل السجن، المعروف باحتجازه لسجناء سياسيِّين. وتضمّن أحد المنشورات على «إكس» وسماً بالفارسية: «#حرِّروا_إيفين». الهجوم على السجن كان حقيقياً، لكنّ المنشورات والفيديو لم يكونا كما ظهرا. فقد كانا جزءاً من خدعة إسرائيلية، بحسب باحثين تتبّعوا هذه الجهود. ولم تكن هذه الخدعة الوحيدة أثناء الصراع. فعلى مدار 12 يوماً من الهجمات، حوّلت إسرائيل وإيران وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة معركة رقمية، استخدمتا فيها الخداع والمعلومات الزائفة لمحاولة التأثير على مسار الأحداث، في الوقت الذي تبادلتا فيه ضربات صاروخية قتلت المئات وزادت من اضطراب منطقة الشرق الأوسط. ويعتقد الباحثون أنّ المنشورات تمثل تصعيداً في شدّة الحرب المعلوماتية، إذ بدأت قبل الضربات، استُخدم فيها الذكاء الاصطناعي، وانتشرت على نطاق واسع وسريع. الحرب المعلوماتية، التي غالباً ما تُعرَف بالعمليات النفسية أو «سايكوبس»، قديمة قِدم الحروب ذاتها. لكنّ الخبراء يرَون أنّ ما دار بين إسرائيل وإيران كان أكثر كثافة وتحديداً من أي شيء سابق، وشاهده ملايين الأشخاص وهم يتصفّحون هواتفهم طلباً للتحديثات وسط القصف. والسبب أنّ التكنولوجيا الحديثة غيّرت بشكل جذري قدرة الدول على الاستجابة للأحداث والتحدّث مباشرةً إلى المواطنين وغيرهم في الوقت الحقيقي، وبطرق تبدو أكثر واقعية من أي وقت مضى. فعلى سبيل المثال، أرسلت إيران رسائل تحذيرية باللغة العبرية إلى آلاف الهواتف الإسرائيلية، تُحذِّر فيها المتلقّين من دخول الملاجئ، لأنّ مقاتلين سيقتحمونها ويهاجمون مَن بداخلها، بحسب ما أفاد به باحثون وتصريحات رسمية. كما بثّت شبكة حسابات على منصة «إكس» تُنسَب لإسرائيل رسائل باللغة الفارسية، تهدف إلى تقويض الثقة في الحكومة الإيرانية، من بينها رسائل بصوت امرأة، وُلِّدَ بواسطة الذكاء الاصطناعي. وأوضح جيمس جي. إف. فورست، أستاذ دراسات الأمن في جامعة ماساتشوستس لويل، الذي كتب كثيراً عن هذا الموضوع: «إنّها بالتأكيد حقبة جديدة من حرب التأثير. لم يسبق في التاريخ أن كان لدينا ما يُشبه هذا النطاق من الدعاية». رفض الجيش الإسرائيلي الردّ على أسئلة تتعلّق بالعمليات النفسية، وكذلك فعل مسؤول من الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة في نيويورك. هذا السَيل من الدعاية والخداع يُقدِّم لمحةً عمّا قد تواجهه الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى في حال اندلاع حرب. فقد ظهرت صور مزيّفة لقاذفات B-2 مدمّرة على الإنترنت، عندما أمر الرئيس ترامب بضربات على مواقع نووية إيرانية تحت الأرض. ويُشكِّك البعض في مدى استعداد الولايات المتحدة، خصوصاً بعد تقليص إدارة ترامب للجهود المخصّصة لمكافحة عمليات التأثير الأجنبية. وتتبنّى الاستراتيجية العسكرية الأميركية العمليات المعلوماتية (المعروفة منذ عام 2010 في البنتاغون باسم «العمليات الداعمة للمعلومات العسكرية») لكنّها غالباً ما تُعامل كدور ثانوي فقط. تُعدّ روسيا، تليها الصين، من أكثر الخصوم نشاطاً في حملات التأثير. فقد شنّت روسيا حرباً معلوماتية شرسة ضدّ أوكرانيا وحلفائها منذ غزوها الكامل للبلاد عام 2022. وبحسب بعض التقديرات، نجحت في تقويض الدعم في بعض الدول، منها الولايات المتحدة. ويعتقد ديفيد ميلار، ضابط استخبارات سابق درّس أخّيراً في معهد الخدمة الخارجية التابع لوزارة الخارجية الأميركية: «أنّ معظم الناس سيقولون إنّنا لسنا مستعدّين، عسكرياً، لنوع العمليات المعلوماتية أو النفسية التي قد تصبح سائدة في هذا القرن». اتبعت إسرائيل وإيران الأسلوب الروسي في محاولة تشكيل الرأي العام المحلي والدولي، لكن مع إضافة القدرة على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة على نطاق واسع في حملاتهما. ويشرح هاني فريد، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وأحد مؤسسي شركة «غت ريل سيكيوريتي» التي رصدت أولاً الفيديو المفبرَك لسجن إيفين: «إذا عدت إلى الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا، فستجد أنّ حملات التضليل الروسية كانت بدائية مقارنةً بما رأيناه في الأيام الأولى من حرب غزة. وما نراه في إيران الآن يفوق ذلك بكثير». أغرق الفاعلون من كلا الطرفَين الإنترنت بصور وفيديوهات معدّلة أو مزيّفة، بهدف إضعاف معنويات الطرف الآخر وتشويهه. وشمل المحتوى صوراً من نزاعات سابقة وفبركات واضحة لقادة مثل المرشد الأعلى الإيراني ورئيس الوزراء الإسرائيلي. أمّا الفبركات الأكثر دقة، كفيديو سجن إيفين، فقد تداولته بعض وسائل الإعلام، منها صحيفة «نيويورك تايمز»، على أنّه حقيقي في البداية. قارَنَ فريد بين حرب المعلومات الحالية وتلك التي جرت خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كانت الدول المتحاربة تلجأ إلى المنشورات التي تُسقطها الطائرات أو الإذاعة: «في الإذاعة، كان لديك رسالة واحدة ترسلها. الآن، لديك مليون رسالة تُرسل إلى مليون شخص. وهذا بالطبع مختلف تماماً». ومن الصعب قياس الأثر بدقّة في هذا الصراع. فغالباً ما يتكاتف المواطنون خلف قادتهم أثناء الحروب، ويواجهون الدعاية الواضحة بالتشكيك أو السخرية. وحتى إن لم تُغيِّر الحرب النفسية مسار الصراع، فإنّها، بحسب المحلّلين، تؤثر على كيفية فهم الناس له: «هناك بالتأكيد مَن يعتقد أنّ الانتصار في السردية هو ما يحسم الأمور». وبحسب آري بن عام، الشريك المؤسس لشركة تحليلات البيانات الرقمية «تيليمتري داتا لابز» في تل أبيب، فإنّ جهود إيران كانت موجّهة لجمهور محلّي وإقليمي بقدر ما كانت موجّهة ضدّ إسرائيل، وذلك يعكس «رغبتهم في الحفاظ على مكانتهم الإقليمية». أحد الفيديوهات المفبركة أظهر دماراً في مطار بن غوريون في إسرائيل، لم يحدث في الواقع. كما نُشِرَت صور وفيديوهات لحطام طائرات إسرائيلية، ولاحقاً أميركية، على حسابات قال الباحثون إنّها تعود لإيران ووسائل إعلامها الرسمية. زعمت إيران أنّها أسقطت 3 طائرات إسرائيلية من طراز F-35 على الأقل. إلّا أنّ المسؤولين العسكريِّين الإسرائيليِّين نفوا فقدان أي طائرة خلال القتال، ولم تظهر أدلة تدعم خلاف ذلك. وأظهرت صورة واحدة لهباً غير منطقي في مؤخّرة إحدى الطائرات المدمّرة. كما زعمت وسائل إعلام إيرانية أنّها أسرت طياراً إسرائيلياً تُدعى سارة أهرونوت، لكنّ شركة «نيوزغارد»، المتخصِّصة برصد المعلومات المضلِّلة في وسائل الإعلام، تتبّعت الصورة إلى ضابطة في البحرية التشيلية تعود لعام 2011. وثقت «نيوزغارد» 28 ادعاءً زائفاً من قِبل إيران، اعتمدت على «مزيج من مصادر الإعلام الرسمي، مواقع مجهولة، وحسابات ومؤثرين وكلاء لتوزيع الدعاية» على منصات «يوتيوب» و«فيسبوك» و«إكس» و«تلغرام» و«تيك توك». وعلى رغم من تفنيد الكثير من هذه المواد، فقد شُوهِدَت ملايين المرّات، ولا يزال الكثير منها على الإنترنت. وبات الذكاء الاصطناعي قادراً اليوم على إنتاج محتوى مترجم بدقّة ومن دون فقدان الحس اللغوي. وأوضح أحيّا شاتس، المدير التنفيذي لمنظمة «فاك ريبورتر» الإسرائيلية التي تتابع حملات التضليل، أنّ «الملفات المزيّفة أصبحت أكثر إقناعاً. اللغة العبرية أصبحت أكثر تأثيراً، والمحتوى أكثر احترافاً وموجّهاً للجمهور المستهدف. حجم المواد، من نصوص وصور وفيديوهات، غير مسبوق». ركّزت الحملة الإسرائيلية ضدّ إيران على الأضرار التي لَحِقت بها بقدر ما ركّزت على التحريض السياسي المحتمل. وأشار تقرير لشركة «هورايزون إنتليجنس» المتخصِّصة بتقييم التهديدات في بروكسل، إلى حسابات على وسائل التواصل مرتبطة بإسرائيل عرضت لقطات قديمة لتظاهرات، بهدف الإيحاء بوجود اضطرابات ضدّ الحكومة الإيرانية. كما جرى إنتاج فيديو جديد بالذكاء الاصطناعي يُظهر إيرانيِّين يهتفون «نُحِبّ إسرائيل». وأكد دارين إل. لينفيل، المدير المشارك لمركز الأدلة الجنائية الإعلامية في جامعة كليمسون، إنّ الفيديو الذي يُظهر انفجاراً في سجن إيفين ظهر فوراً على «إكس» و»تلغرام»، ثم انتشر عبر شبكة من الحسابات المزيّفة التي روّجت لمحتوى معادٍ لإيران، ووصل إلى ملايين الأشخاص. ووصفه بأنّه مثال صارخ على «التنسيق بين الحرب العسكرية والحرب النفسية». واستمرّت الحرب النفسية حتى بعد توقف القصف في 24 حزيران. فبعد يوم من إعلان الطرفَين وقف إطلاق النار، ظهر حساب جديد على «إكس» يدّعي أنّه المتحدّث بالفارسية باسم جهاز الموساد الإسرائيلي، ونشر عروضاً مالية وطبية للإيرانيِّين الذين يتمرّدون. ويضمّ الحساب مقاطع فيديو لمنشيه أمير، الصحافي الإسرائيلي الإيراني الثمانيني المعروف كمذيع باللغة الفارسية في الإعلام الإسرائيلي. وأكّد أمير لصحيفة «التايمز» أنّه تلقى اتصالاً من مجموعة مجهولة جاءت لاحقاً إلى منزله مع معدّات تصوير، وقدّمت له سلسلة من الرسائل العبرية لقراءتها بالفارسية أمام الكاميرا. وقد اقتنع أنّ الزوّار كانوا من جهاز الموساد، الذي رفض بدوره التعليق على الحساب. وأخذت وزارة الصحة الإيرانية الأمر على محمل الجدّ، وأصدرت تحذيراً للإيرانيِّين لتجاهل عروض الموساد، وفقاً لتقرير لوكالة الأنباء الرسمية. ويشارك الحساب في النقاشات والظواهر المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية والإسرائيلية، مثل ردّه الساخر على فيديو بعنوان «رجلنا في طهران»، الذي انتشر بكثافة أثناء الصراع. يُظهر الفيديو العميد إسماعيل قاآني، قائد قوات القدس التابعة للحرس الثوري، كأنّه عميل للموساد يقود عدة عمليات إسرائيلية سرّية. والموسيقى الخلفية مأخوذة من مسلسل إسرائيلي بعنوان «طهران»، يتناول قصة عميلة موساد داخل إيران. وظهر لاحقاً المخرج الإسرائيلي إفياتار روزنبرغ على وسائل الإعلام الإسرائيلية ليقول إنّه استخدم الذكاء الاصطناعي لإنتاج الفيديو. وبعد فترة قصيرة من انتشار الفيديو، ردّ حساب «إكس» الذي يزعم تمثيله للموساد، بنشر تغريدة قال فيها: «قاآني ليس من رجالنا».

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
هل تبعد السويداء السلام بين سوريا وإسرائيل؟
ماذا بعد أحداث السويداء؟ هل سقط الدروز السوريون ضحية الرهان على الحماية الإسرائيلية؟ هل ضحّت بهم إسرائيل على مذبح السلام الموعود مع النظام السوري الجديد برئاسة الرئيس أحمد الشرع؟ أم أن ما حصل في السويداء سيباعد بين تل أبيب ودمشق على خلفية أنه يبدل في قواعد اللعبة التي رسمت حدودها إسرائيل من خلال احتلال مناطق جديدة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟ هل كانت هناك خطوط حمر تجاوزها النظام الجديد؟ أم أن الأمور ستبقى تحت السيطرة وإن كان على حساب المكون الدرزي في المشهد السوري الكبير؟ وبالتالي تبقى الطريق سالكة أمام اللقاء الموعود بين الشرع ونتنياهو في البيت الأبيض؟ ماذا تفضّل إسرائيل؟ اتفاق سلام شامل مع رئيس الجمهورية في المرحلة الإنتقالية في سوريا أحمد الشرع في ظلّ دولة واحدة وحكم مركزي قوي؟ أم من الأفضل لها أن تكون سوريا مقسّمة لا سلطة قوية فيها، بل تناقضات متفجرة أمنيًا وسياسيا، وضياع للحدود بحيث تسقط تلقائيًا مسألة الحق السوري في المناطق التي كانت تحتلّها إسرائيل، في الجولان والقنيطرة وجبل الشيخ، منذ حربي 1967 و1973، والتي احتلّتها بعد سقوط نظام الأسد وفراره إلى روسيا؟ فاجأت الاشتباكات التي حصلت منذ أيام في محافظة السويداء السورية المتابعين للوضع السوري لأنّها أتت في ظلّ التوقّعات التي ملأت الأجواء تفاؤلًا بقرب توقيع اتفاق سلام، أو تطبيع، بين سوريا برئاسة الرئيس الشرع، وبين إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو. المفاجأة نتجت عن عدة تطورات كانت تتراكم على أرض الواقع السوري منذ انهيار نظام الأسد وتولّي الشرع المسؤولية الرئاسية في 9 كانون الأول 2024: • هل كانت هذه المدة، سبعة أشهر، كافية حتى يبدأ الحديث عن قدرة الرئيس الجديد في المرحلة الانتقالية على الذهاب نحو تأكيد التطبيع مع إسرائيل، أو عقد اتفاق سلام معها، من ضمن استراتجية واشنطن والرئيس دونالد ترامب توسيع دائرة اتفاقات أبراهام، التي بدأها في ولايته الأولى ويعمل على ضمّ دول جديدة إليها من بينها السعودية وسوريا ولبنان؟ • هل تمكن الحكم الجديد في دمشق من اكتساب الشرعية الواسعة التي تخوِّله الذهاب إلى النهاية في هذا الاتجاه؟ أم أنّه يحتاج إلى تأكيد السيطرة على كامل سوريا وإنهاء النزاعات الداخلية والنزعات الانفصالية التي برزت قبل سقوط النظام السابق وبعده، منذ بدأت الأحداث في سوريا عام 2011؟ وقد ترسخت هذه المظاهر في شكل خاص بعد انهيار النظام في مناطق العلويين في الساحل وفي مناطق الأكراد في الشمال وفي مناطق الدروز في الشرق والجنوب. بين أذربيجان والسويداء • اللافت في موضوع اشتباكات السويداء الأخيرة أنها أتت بعد أيام على الإعلان عن لقاءات حصلت في مدينة باكو عاصمة أذربيجان بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين خلال زيارة رسمية قام بها الشرع إلى هناك للقاء الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لتوقيع اتفاقيات تتعلّق بالطاقة التي تحتاج إليها سوريا في مرحلة العودة إلى الحالة الطبيعية، وعلى ضوء الوعود الكثيرة بفرص الاستثمار الواعدة بمليارات الدولارات في دولة تحتاج إلى النهوض من تحت الأنقاض في كل القطاعات، وتحتاج إلى توظيفات في السياسة والأمن والاقتصاد والمال. • على هامش زيارة الشرع تحدثت المعلومات عن لقاءات جانبية حصلت بين أعضاء في الوفد السوري ومسؤولين إسرائيليين توجّهوا إلى أذربيجان لهذه الغاية بحيث بدا أن اللقاء مع الإسرائيليين هو الهدف الرئيسي في هذه الزيارة. وقد تسرّبت معلومات أيضًا عن مشاركة الشرع في هذه اللقاءات التي شارك فيها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وقائد الأمن الداخلي في السويداء أحمد الدالاتي، الذي لعب دورًا رئيسيًا في الأحداث الأخيرة، والوفد الإسرائيلي الذي ضمّ مبعوثًا خاصًّا لنتنياهو، ومسؤولين أمنيين وعسكريين رفيعي المستوى. • الحديث عن هذه اللقاءات يأتي ضمن أحاديث عن سلسلة لقاءات سابقة بين مسؤولين أمنيين من الجانبين، وبحسب التسريبات، من الممكن أن يحصل لقاء بين وزير خارجية سوريا الشيباني، ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، في مقر الاتحاد الأوربي في بروكسل، ليكون أول لقاء مُعلن بين مسؤولين من ذلك المستوى. الشرع ونتنياهو وترامب • هذه اللقاءات تمهّد على ما يبدو للقاء منتظر في أيلول المقبل بين الشرع ونتنياهو وترامب في البيت الأبيض على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي مهّد ترامب طريق حضورها أمام الشرع بعد شطبه من قائمة الإرهاب واللقاء معه في المملكة العربية السعودية بعد وساطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة ترامب للمملكة. • اختيار أذربيجان مكانًا للمفاوضات كان موجّهًا ضد إيران التي اتهمت باكو بأنّها ساعدت إسرائيل في الهجوم عليها. ويعكس هذا الانقلاب في الوضع السوري التوتر الكبير بين طهران ودمشق حيث ذكرت المعلومات أن المفاوضات السورية الإسرائيلية تبحث في موضوع عقد اتفاقات تطبيع أمنية وسياسية تتناول تنسيق الموقف من إيران وسلاح «حزب الله». وضمن هذا الإطار يأتي الحديث عن كماشة إسرائيلية من الجنوب والبقاع، وسورية من الشرق الشمالي، تستهدف «الحزب» في حال لم يسلّم أسلحته. • بعد سقوط نظام الأسد سارعت إسرائيل إلى تدمير معظم قواعد جيشه وأسلحته التي يمكن أن تشكّل خطرًا عليها. وتوغّل جيشها في مرتفعات جبل الشيخ والقنيطرة والجولان ليشرف منها على البقاع اللبناني وعلى دمشق. وقد حصل كل ذلك من دون أي صدام مع قوى الحكم الجديد في دمشق الذي بدا وكأنّه غير قادر على أي مواجهة من هذا النوع ومنصرف أكثر إلى تثبيت سيطرته على الداخل السوري، ومسلّم بالأمر الواقع. ما بعد الأسد • بعد سقوط نظام الأسد مباشرة سارعت إسرائيل إلى الإعلان عن أنها ستحمي الدروز في السويداء والجولان من أي اعتداءات قد يقوم بها الحكم الجديد. ووسّعت دائرة الرعاية إلى العلويين في الساحل السوري والأكراد في الشمال. ولكن هذا الأمر لم يمنع النظام الجديد، مع القوى التابعة له، من التوغّل في الساحل السوري وتصفية وجود ما سمّاه فلول النظام السابق، ومن محاولة توسيع هذه التجربة إلى السويداء التي تبقى التطورات فيها مرتبطة بالمواقف السورية والدرزية والإسرائيلية، بعد تدخل الطيران الإسرائيلي ضد قوات السلطة. •يتكرر السيناريو نفسه مع الدروز في السويداء. كما حصل في نيسان الماضي في مدينتي جرمانا وأشرفية صحنايا قرب دمشق، يتم اجتراح حلّ أمني عسكري يقوم على الاعتراف بواقع الوجود الدرزي وحقوق الأقليات في هذه المناطق بانتظار الحل السياسي. خصوصًا بعد تأكيد واشنطن أنها ليست مع تقسيم سوريا وإلغاء حدود اتفاقية سايكس بيكو والعودة إلى بلاد الشام، وفق قول موفد الرئيس الأميركي توم براك «نريد سوريا موحدة ودستورًا يضمن تمثيل الجميع في البرلمان» علويين ودروزًا وأكرادًا. تجارب الأسد ومياه طبريا بطبيعة الحال، ليس الشرع هو الذي يخطو الخطوة الأولى في طريق السلام مع إسرائيل. قبله كان اتفاق الهدنة عام 1949 بعد الحرب الأولى التي شارك فيها الجيش السوري في فلسطين وأدّت إلى انقلاب الزعيم حسني الزعيم على حكم الرئيس الأول شكري القوتلي. وقيل وقتها إن هذا الانقلاب كان بهدف توقيع هذا الاتفاق. خطا رئيس النظام السوري حافظ الأسد الخطوة الثانية في اتفاق الهدنة الثاني في أيار 1974 بعد حربي 1967، التي خسرت فيها سوريا الجولان، وحرب 1973 التي توسّعت بعدها المنطقة التي تحتلّها إسرائيل. بقي الأسد يرفض توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل على رغم جولات كثيرة من المفاوضات التي جرت على مراحل عام 1991 وعام 1994 وعام 2000 الذي شهد في 26 آذار اللقاء الأخير في جنيف بين الأسد الأب والرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي كان يريد أن يتوّج ولايته الرئاسية الثانية باتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا بعد اتفاقيات كامب دايفد مع مصر، ووادي عربا مع الأردن، وأوسلو مع منظمة التحرير. الأسد الذي كان موافقًا على السلام اختلف مع كلينتون وإسرائيل على الثمن. طالب بالعودة إلى حدود 4 حزيران 1967 والوصول إلى مياه بحيرة طبريا. رفضت إسرائيل الطلب السوري. في 10 حزيران توفي الأسد ودخلت سوريا مرحلة جديدة مع تولي ابنه بشار الحكم. سوريا واحدة أم أكثر؟ بعد خمسة أعوام أُجبِر الأسد على سحب جيشه من لبنان. في 15 آذار 2011 بدأ مواجهة الثورة الداخلية في سوريا التي استنزفت قواه على مدى 14 عامًا قبل أن يضطر إلى الفرار إلى موسكو. اليوم يقف الرئيس الشرع في مواجهة استحقاقات كثيرة من بينها التطبيع أو السلام مع إسرائيل. هل يستطيع أن يتحمّل قرار التنازل عن الجولان أو تأجيره لإسرائيل؟ وهل تفضل إسرائيل الاتفاق معه على كل سوريا وتضحّي بالتالي بما عرضته على الدروز والعلويين والأكراد من حماية؟ لا شكّ في أن أي اتفاق تطبيع أو سلام بين الحكم الجديد في سوريا وبين إسرائيل ستكون له تداعيات على مستوى منطقة الشرق الأوسط بحيث يكون شاملا لمنطقة بلاد الشام التي عاد توم براك ليذكر بها كمنطقة جغرافية قبل قيام الدول المستقلة بعد العام 1920. وإذا وقعت سوريا هل يستطيع لبنان أن يبقى خارج هذا المسار؟ نجم الهاشم - نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News