العملات المشفرة من أداة مضاربة إلى ركن لتمويل المشاريع
ارتفاع البيتكوين 26% منذ بداية 2025 جعلها من بين الأصول الأكثر ربحية، واشتدت منافستها مع أكبر الملاذات التقليدية الآمنة كالذهب والفضة. وقد كان هذا الارتفاع جزءًا من موجة كبرى بدأت مع جائحة كورونا، حيث انهارت أسواق الأسهم، وتراجعت عوائد السندات مع خفض الفائدة، فقد تجاوزت القيمة السوقية للعملات المشفرة في يوليو 2025 حاجز 4 تريليونات دولار، مدعومة بإقبال بالطلب المتنامي من المستثمرين، إضافة إلى التطورات التنظيمية التي أضفت مزيدًا من الشرعية على القطاع، بجانب الدعم الكبير الموجه للقطاع من المؤسسات الاقتصادية الرسمية في كثير من الدول وبالأخص الولايات المتحدة.
في يناير 2024، شهدت العملات المشفرة تحولاً تاريخياً عندما أقرت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بدء التداول في صناديق متداولة تستثمر مباشرة في البيتكوين. هذه الخطوة منحت القطاع قبولًا مؤسسياً غير مسبوق بعد أن كانت عرضة للهجوم المستمر من المؤسسات المالية والاقتصادية الرسمية، وبخاصة مع دخول عمالقة إدارة الأصول في وول ستريت مثل "بلاك روك" و"فيديليتي" و"إنفيسكو" على الخط لضخ الأموال في تلك الصناديق.
قبل ذلك التاريخ تعرضت العملات المشفرة لحملة شرسة كادت أن تقضي عليها للأبد، وذلك بسبب الأزمات التي تعرضت لها كبرى منصات التداول وفي مقدمتها منصة FTX'". حيث تعالت الأصوات بالمخاطر التي تشكلها تلك الرموز المشفرة على الاستقرار المالي والاقتصادي للدول.
ورغم النمو السريع، تظل العملات المشفرة محل جدل واسع. فهي لا تخضع لرقابة مركزية، ما يجعلها عرضة للاستخدام في أنشطة غير قانونية، مثل غسيل الأموال. كما أنها لم تنجح حتى الآن في أداء دورها كوسيط موثوق لتبادل السلع والخدمات، وذلك بسبب تعقيد تقنياتها وصعوبة وصولها إلى عامة المستخدمين.
وعلى خلاف الملاذات الآمنة التقليدية، تعاني العملات المشفرة تقلبات سعرية حادة، ما يجعل الاستثمار فيها محفوفًا بالمخاطر. كما أن عملية تعدينها تستهلك كميات هائلة من الطاقة الكهربائية، معتمدةً بشكل كبير على الوقود الأحفوري، ما يجعلها في مواجهة مباشرة مع الأهداف المناخية العالمية.
العملات المشفرة هي بلا شك أحد مخرجات الثورة الرقمية المعاصرة. ورغم ما حققته من شعبية وارتفاع في القيمة، إلا أنها لا تزال تعاني ثغرات جوهرية تحول دون تحولها إلى أصل آمن ومستدام. ولكي تكتسب دورًا أكثر حيوية في الاقتصاد العالمي، لا بد أن تتجاوز هذه التحديات وتحقق توازنًا بين الابتكار والتكامل مع النظام المالي القائم.
تحول العملات المشفرة يجب أن يكون جزءا من ثورة التمويل الحديثة القائمة على اللامركزية، سيمهد ذلك الطريقَ للقطاع للتحول من أداة مضاربة إلى ركن رئيسي في تمويل المشاريع وعمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول.
مستشارة اقتصادية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 24 دقائق
- الشرق السعودية
ديمقراطيون يهاجمون ترمب بعد مطالبته بإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل
أدان الديمقراطيون، الجمعة، دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإقالة مسؤولة وزارة العمل المكلفة بإصدار بيانات الوظائف، وذلك بعد أن أظهر تقرير حديث أن نمو الوظائف جاء أقل من التوقعات. وقوبل منشور ترمب على منصته "تروث سوشيال"، والذي طالب فيه بإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل إريكا ماكنتارفر، بانتقادات من قادة ديمقراطيين، اتهموا ترمب بإلقاء اللوم في ضعف البيانات الاقتصادية على المسؤولة بدلاً من السياسات التي يروا أنها ساهمت في تدهور الأوضاع الاقتصادية. "القائد السيئ" وقال زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر في خطاب ألقاه في المجلس بعد وقت قصير من منشور ترمب: "ماذا يفعل القائد السيئ عندما يتلقى أخباراً سيئة؟ يهاجم حامل الرسالة. هذا بالضبط ما حدث مع رئيسة مكتب إحصاءات العمل". وكتبت العضوة الديمقراطية بمجلس الشيوخ إليزابيث وارن على منصة "إكس"، إنه "بدلاً من مساعدة الناس في الحصول على وظائف جيدة، قام دونالد ترمب بإقالة مسؤولة الإحصاء التي أعلنت عن بيانات وظائف سيئة لم تعجبه، لأنه يريد أن يكون ملكاً". وقارن ديمقراطيون آخرون مطلب ترمب بإقالة المسؤولة بإجراءات تتخذها "الأنظمة الاستبدادية"، إذ وصف العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ مارتن هاينريش، قرار ترمب بأنه "هراء سوفييتي خالص". أما بيرني ساندرز العضو الأبرز في لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات بمجلس الشيوخ التي تشرف على وزارة العمل، قال إن تصريح ترمب "يذكره بما يفعله الطغاة". وأضاف ساندرز الذي يعتبر مستقلاً لكنه يصوت عادةً مع الديمقراطيين، على منصة "إكس"، أن "تقرير الوظائف اليوم يثبت ما يعرفه الأميركيون بالفعل: رغم الأرقام القياسية في سوق الأسهم، فإن الاقتصاد لا يخدم الناس العاديين. وبدلاً من الاعتراف بالواقع ومحاولة إصلاحه، يفضل ترمب إقالة من ينقلون له الأخبار السيئة". وفي المقابل، رحب بعض الجمهوريين بدعوة ترمب، واتفقوا معه في التشكيك بدقة أرقام وزارة العمل. وقال العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ ريك سكوت، إنه يريد "شخصاً غير سياسي" ليحل محل ماكنتارفر. وأضاف في مقابلة الجمعة: "أريد شخصاً يعلن الأرقام فقط كما هي. كل الأرقام التي تصلنا هنا يتم التلاعب بها لأن لدى البعض أجندة سياسية". أما العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ روجر مارشال، والذي كان من بين 86 سيناتوراً صوتوا لتأكيد تعيين ماكنتارفر العام الماضي، أشاد بالرئيس لتركيزه على إقالتها. وكتب مارشال على منصة "إكس": "لقد عبّرت طوال العام الماضي عن قلقي بشأن أرقام الوظائف غير الدقيقة التي تصدرها إريكا ماكنتارفر. أرقامها المزورة ضللت الشعب الأميركي لفترة طويلة جداً". "مبالغة في الأرقام" وفي منشور له عبر منصة "تروث سوشيال"، أشار ترمب، الجمعة، إلى أن مكتب إحصاءات العمل "بالغ في تقدير نمو الوظائف في مارس 2024 بنحو 818 ألف وظيفة، ثم كرر ذلك في أغسطس وسبتمبر من العام نفسه بنحو 112 ألف وظيفة"، معتبراً أن "هذه كانت أرقاماً قياسية، ولا يمكن لأحد أن يخطئ بهذا الشكل؟". وشدد الرئيس الأميركي، على الحاجة لأرقام "عادلة ودقيقة، ولا يمكن التلاعب بها لأغراض سياسية"، مضيفاً: "لقد وجهت فريقي بإقالة هذه المعينة السياسية من عهد بايدن فوراً، وسيتم استبدالها بشخص أكثر كفاءة وتأهيلاً".


مباشر
منذ 27 دقائق
- مباشر
بيركشير هاثاوي: الرسوم الجمركية أثرت على قطاع السلع الاستهلاكية
القاهرة- مباشر: أعلنت مجموعة بيركشير هاثاوي اليوم السبت أن شركاتها العاملة في قطاع السلع الاستهلاكية تأثرت سلبًا بالسياسات التجارية التي رفعت الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، ما أدى إلى تراجع في الإيرادات خلال الربع الثاني من العام. وسجلت شركات مثل "فروت أوف ذا لوم" و"جازويرس" و"بروكس سبورتس" انخفاضًا في الإيرادات بنسبة 5.1% لتصل إلى 189 مليون دولار على أساس سنوي، نتيجة لتراجع الكميات والرسوم الجمركية وإعادة الهيكلة الداخلية. وأشارت المجموعة إلى أن تلك الرسوم تسببت في تأخيرات بالطلبات والشحنات. في المقابل، حققت شركة "بروكس" لصناعة الأحذية نموًا في الإيرادات بنسبة 18.4% خلال نفس الفترة، مدفوعة بزيادة المبيعات. ويتابع المستثمرون عن كثب نتائج أعمال بيركشير هاثاوي، نظرًا لتمثيلها الواسع لمجالات متعددة داخل الاقتصاد الأمريكي. وكانت المجموعة قد شددت في اجتماعها السنوي خلال مايو الماضي على أهمية التجارة الحرة، مؤكدة أن الرسوم الجمركية لا ينبغي استخدامها كأداة ضغط، وأن التجارة المتوازنة تعود بالنفع على الجميع. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
الحملة الشعبية السعودية لإغاثة غزة تتجاوز 725 مليون ريال
سجّلت تبرّعات "الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة" التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظها الله- عبر منصة «ساهم» التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية، 725,940,718 ريال وبلغ مجموع المتبرعين 2,231,047 متبرع "حتى الآن" منذ انطلاقها. ويستمر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في استقبال التبرعات المالية للحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. الجدير بالذكر أن جمع التبرعات عبر منصة «ساهم» التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة، وكذلك من خلال تطبيق «ساهم» أو الحساب البنكي الموحد المخصص للحملة، أو عبر قنوات التبرع المتعددة الموجودة على موقع المركز؛ مع التأكيد أن المركز لا يقتطع من التبرعات أي رسوم إدارية، وتصل لمستحقيها كاملة.