
سؤال التطبيع: هل يمكن توسيع اتفاقات 'إبراهام'؟
نهج ترامب يؤكد على استخدام القوة العسكرية الساحقة لتحقيق الأهداف الدبلوماسية، ويعتقد أن الضربات تمنحه نفوذًا كبيرًا على جميع الأطراف، بهدف إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل. ومن المرجح أن تتضمن مثل هذه الصفقة قيودًا صارمة على البرنامج النووي الإيراني، وعمليات تفتيش دقيقة، ووضع حد لدعمها للجماعات الوكيلة.
إن أحد الركائز الأساسية لاستراتيجية ترامب الإقليمية الأوسع نطاقًا هي توسيع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية.. ويُتصور هذا باعتباره 'خطة إقليمية كبرى'، يمكن أن تشمل أيضًا عُمان وإندونيسيا وقطر وسوريا.
ترى الإدارة الأمريكية في وقف إطلاق النار مع إيران فرصةً؛ للضغط من أجل إنهاء حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن. ويُعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية للمضي قدمًا في اتفاقيات التطبيع، مع إمكانية إدارة حكومة فلسطينية جديدة مدعومة من الدول العربية لخططٍ، تهدف إلى إخلاء غزة من حماس.
ومع ذلك، يواجه توسيع اتفاقيات 'إبراهام' العديد من المشاكل المعقدة والمترابطة في أعقاب الضربات الأخيرة ضد إيران، والتي تنبع من الصراعات الإقليمية العميقة الجذور، والديناميكيات السياسية الداخلية، والطبيعة غير المتوقعة للمشاركة الدولية.
عقبات ست
١- القضية الفلسطينية العالقة: حتى الآن فإن الشرط الثابت للمملكة العربية السعودية أمام الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع هي مطالبتها بالتزام مكتوب، لا لبس فيه بإقامة دولة فلسطينية. ويجب أن يستند هذا الالتزام إلى خطة واضحة ذات معايير قابلة للقياس، بمجرد أن تقوم السلطة الفلسطينية بالإصلاحات اللازمة.
إلا أن هذا يواجه مقاومة من نتيناهو؛ فرئيس الوزراء الإسرائيلي لم يكن مستعدًا لتقديم أكثر من تصريحات غامضة وغير ملزمة، فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية، والتي غالبًا ما يتراجع عنها. إن حكومته الحالية، المتأثرة بالعناصر المتطرفة، تعطي الأولوية لطموحها بالعودة إلى غزة وضم الضفة على صفقة التطبيع مع السعودية. ويتعارض هذا الموقف بشكل مباشر مع الشروط السعودية، ويشكل عائقًا رئيسيًا أمام السلام الأوسع.
كما لا يمكن أن تبدأ مناقشات جادة حول توسيع التطبيع بشكل واقعي، إلا بعد انتهاء الحرب في غزة بشكل كامل. لقد استمر الصراع لأكثر من ٦٠٠ يوم، مع وجود حاجة ملحة لإعادة الرهائن.
بدون مسار موثوق لحل الدولتين، فإن تحقيق السلام الإقليمي الأوسع يظل بعيد المنال.
إن الجهود الحالية لدمج إسرائيل في الإطار الإقليمي تشكل تحديًا لقادة الخليج، حيث قد يبدو أنهم يتحالفون مع دولة، يُنظر إليها على أنها تنتهك الحقوق العربية بشكل متكرر.
٢- أولويات الحكومة الإسرائيلية وديناميكياتها الداخلية: تُعطي الحكومة الإسرائيلية، وخاصةً في ظل ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف، الأولوية للتفوق العسكري، وتعتبره السبيل الوحيد للأمن. يهدف هذا النهج إلى فرض 'السلام بالقوة'، وإظهار قدرة إسرائيل على الوصول إلى أي عدو في المنطقة. وتتناقض هذه الاستراتيجية التي تضع الجانب العسكري في المقام الأول مع التكامل الدبلوماسي المطلوب لإبرام الاتفاقيات.
نتنياهو يؤكد، أن إسرائيل وضعت نفسها كـ'قوة عالمية من الدرجة الأولى'. ومع ذلك، فلا يمكن لدولة يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة فقط، صغيرة للغاية، تعتمد على الولايات المتحدة عسكريا، ويحيطها جمهور عربي، يرفض هيمنتها… لا يمكنها أن تكون قوة مهيمنة في المنطقة.
إن أوهام العظمة الجيو سياسية قد تؤدي إلى مزيد من التعقيدات.
٣- صمود إيران واستمرار التهديد: على الرغم من الضربات الأخيرة، فإن الإرادة السياسية الإيرانية لمواصلة برنامجها النووي لا تزال 'ثابتة'، من المرجح جدًا أن تعيد إيران بناء قدراتها، ربما بسرية متزايدة، وترى في الأسلحة النووية 'الضمانة الموثوقة الوحيدة' لبقاء نظامها. إن هذا الطموح المستمر من شأنه، أن يعقد أي إطار للاستقرار الإقليمي الذي تهدف الاتفاقيات إلى تحقيقه.
ومن غير المرجح، أن تثق إيران بالولايات المتحدة أو إسرائيل في المفاوضات، خاصة في ضوء انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018 والأعمال العسكرية الأخيرة.
إن هذا الشعور العميق بعدم الثقة يعوق التوصل إلى حلول دبلوماسية.
وعلى الرغم من كشف الهجمات الخارجية عن العيوب الاقتصادية والعسكرية للنظام، إلا أنها قد أدت إلى حشد الدعم الوطني حول الحكومة الإيرانية ولو مؤقتًا.
٤- النهج الحذر لدول الخليج: في حين ترحب دول الخليج بإيران الضعيفة، فإنها تشعر بالقلق إزاء الفوضى المحتملة والأزمات الإنسانية وتدفقات اللاجئين التي قد يطلقها انهيار نظام طهران. إنهم يفضلون إضعافًا مطولًا لكل من إيران وإسرائيل، بدلاً من تحقيق نصر حاسم لأي منهما، لأن ذلك يقلل من التهديدات للاستقرار الإقليمي. إن أولويتهم هي الرخاء الاقتصادي، ورغبتهم في منطقة جذابة للاستثمار، وليس منطقة يستنفدها الصراع.
بعض دول الخليج تعيد تقييم نظرتها لإسرائيل، متسائلة عما إذا كانت أفعالها الأخيرة تساهم في الاستقرار أو زعزعة الاستقرار. لقد أدى تأثير الضربات الإسرائيلية الأمريكية إلى جعل المملكة العربية السعودية أقل ميلاً إلى تجاهل المخاوف الأخرى على الفور والمضي قدمًا في التطبيع.
لقد اعتمدت دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالفعل استراتيجيات تحوط، مما أدى إلى تعزيز التقارب مع إيران في عام 2023؛ لتجنب الاضطرار إلى اختيار أحد الجانبين في الصراعات الإقليمية. ومن الممكن أن يؤدي هذا التوازن الاستراتيجي إلى جعلهم أقل رغبة في إقامة تحالفات حصرية معادية لإيران.
٥- تعقيدات سوريا ولبنان: في حين أبدى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع انفتاحه على الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع في ظل ظروف معينة، بما في ذلك محادثات السلام مع إسرائيل. ومع ذلك لا تزال هناك عقبات كبيرة مثل، وضع مرتفعات الجولان والهجمات الإسرائيلية المستمرة.
وكما ذكر أحد خبراء الشأن السوري؛ فإن الشرع لا يمكن أن يقدم على اتفاقية سلام دون عودة الجولان المحتل، وإن أقصى ما يتطلع إليه في هذه المرحلة، هو وقف العدوان الاسرائيلي المستمر والوصول إلى اتفاق في هذا الشأن.
يواجه الشرع معارضة شعبية. السوريون لا يريدون الـحرب، لكنهم لا يمكن أن يقبلوا التنازل عن الجولان- خاصة في ظل اتهامات لحافظ الأسد- الرئيس السوري السابق- بالانسحاب المتعمد منها لصالح إسرائيل. يواجه الشرع مجموعات إسلامية، تورط معها في صراعات وتصفيات أيام حكم إدلب، وهي ستستغل علاقاته مع إسرائيل لإحياء المواجهة المسلحة معه من جديد.
في لبنان، أصبحت جهود نزع سلاح حزب الله معقدة؛ بسبب الدور المركزي الذي تلعبه الجماعة بالنسبة لإيران والديناميكيات الداخلية الحساسة لنزع السلاح.
٦- عدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الخارجية الأمريكية (عامل ترامب): إن نهج السياسة الخارجية لدونالد ترامب، الذي يتأرجح بين الانعزالية المتمثلة في شعار 'أمريكا أولاً' والتدخل العسكري، يخلق حالة من عدم اليقين لكل من الحلفاء والخصوم. في حين أن أفعاله قد تحقق نتائج فورية، إلا أنها تعوق التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد للاستقرار الإقليمي.
يفتقر ترامب إلى استراتيجية واضحة وشاملة تجاه المنطقة، وتوصف سياسته الإقليمية، بأنها رد فعل، وتعتمد على أشكال مظهرية، وتتصف بالاستعراض أكثر من الحقائق، وتفتقر إلى التماسك الاستراتيجي، مما يترك الحلفاء غير متأكدين والخصوم في حالة من عدم اليقين.
إنه يعطي الأولوية للمظهر، وعقد الصفقات، على الأطر الاستراتيجية الدائمة.
إن الصراع الجديد في الشرق الأوسط إلى جانب الحروب التجارية المستمرة يؤدي إلى تفاقم التوقعات الاقتصادية العالمية بشكل كبير، مما يزيد من احتمال حدوث ركود عالمي.. إن دول الخليج حساسة بشكل خاص لعدم الاستقرار الإقليمي؛ بسبب خططها للتنويع الاقتصادي.
إن الضربات الأمريكية والإسرائيلية، التي يزعم أنها انتهكت القانون الدولي، وقوضت سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تنقل رسالة مفادها أن 'الضعفاء فقط هم من يتبعون القواعد'.
إن هذا التآكل في الشرعية الدولية يعقد جهود الأمن الجماعي، وتحقيق إجماع إقليمي واسع النطاق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 2 ساعات
- خبر صح
إجلاء قسري تحت مسميات إنسانية: وجهة نظر قانونية تصنفه كجريمة حرب
تستمر إسرائيل في الترويج لخطة مثيرة للجدل أعلنها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، والتي تتضمن إنشاء ما يُعرف بـ'المدينة الإنسانية' في جنوب قطاع غزة، والهدف من هذه الخطة هو نقل مئات الآلاف من الفلسطينيين إليها، وعلى الرغم من أن الخطة قُدمت للإدارة الأمريكية على أنها 'خطة إنسانية طوعية'، فإن تفاصيلها وموقعها القريب من الحدود أثارت موجة من التحذيرات القانونية والسياسية سواء داخل إسرائيل أو على الصعيد الدولي، حيث يُنظر إليها كغطاء لعملية تهجير قسري محتملة قد تُعتبر جريمة حرب. إجلاء قسري تحت مسميات إنسانية: وجهة نظر قانونية تصنفه كجريمة حرب من نفس التصنيف: من التهريب إلى الواجهة.. 'فاكهة الحرية' تزين شوارع دمشق حجر عثرة أمام صفقة الأسرى وكُشف أن تمسّك إسرائيل بعدم الانسحاب من رفح ومواصلتها تنفيذ الخطة كان أحد أبرز العقبات التي تواجه تقدم مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة 'حماس'، بينما التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت الرسمي حول جوانب الخطة، إلا أن 'المدينة الإنسانية' أثارت قلقاً حتى في الأوساط السياسية الإسرائيلية، خاصة بعد أن وصفت صحيفة هآرتس المخطط بأنه 'غيتو' يشبه معسكرات الاعتقال التي سبقت الإبادة الجماعية في أوروبا. ممكن يعجبك: ترامب وإيلون ماسك.. انتهاء علاقة مثيرة بين أقوى رجل في العالم وأغنى رجل فيه غايات الخطة: ترحيل منظم لا عودة فيه وبحسب ما تم تسريبه من الخطة، فإن من يدخل 'المدينة' لن يُسمح له بالعودة إلى مناطق القطاع الأخرى، بل يُمهَّد له الطريق إلى خارج غزة، مما يعني ترانسفير مباشر، وتُقدر تكلفة المشروع بأكثر من 6 مليارات دولار، وتسعى إسرائيل لإشراك أطراف دولية في تنفيذها بإشراف مباشر من نائب رئيس الأركان السابق أمير برعام. وأوضح كاتس أن الخطة تهدف إلى 'تفكيك بنية حماس، ونزع السلاح من القطاع، وتنفيذ رؤية الهجرة'، وهو ما يعكس توافقاً مع خطة التهجير التي سبق أن طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضمن ما سُمّي بـ'صفقة القرن'. خلاف داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وخلقت الخطة انقساماً حاداً داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة بين القيادة السياسية والجيش، وخلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر، عبّر رئيس الأركان إيال زامير عن معارضته الشديدة، محذراً من أن تنفيذ المشروع قد يغرق الجيش في مستنقع غزة، ويضع على عاتقه مسؤوليات ميدانية وقانونية خطيرة. وطلب زامير تأجيل التصويت على الخطة لمزيد من الدراسة، لكن نتنياهو رفض، مما يدل على الإصرار على تنفيذها، ويُشار إلى أن الكلفة المتوقعة للمشروع تعادل نصف ميزانية الأمن الإسرائيلية، في ظل اتفاق موازٍ تم التوصل إليه لزيادة مخصصات الدفاع بنحو 12 مليار دولار. تحذيرات قانونية: جريمة حرب مكتملة الأركان ومن وجهة نظر قانونية، حذر البروفيسور يوفال شيني، رئيس قسم القانون الدولي في الجامعة العبرية، من أن الخطة 'تمثّل خرقاً للقانون الدولي'، وقد ترقى إلى مستوى جريمة حرب إذا طُبقت بالقوة أو عبر حوافز ضاغطة تُجبر السكان على المغادرة، وأكد شيني أن نقل السكان قسراً داخل منطقة محتلة محظور قانوناً، وأن منعهم من مغادرة 'المدينة' أو حرمانهم من العودة إلى بيوتهم يُعد غير قانوني تماماً، كما نبّه إلى خطورة استخدام 'المساعدات الإنسانية' كوسيلة ضغط لنقل السكان، ما يُصنَّف دولياً كشكل من أشكال التهجير القسري. تحذيرات أخلاقية: تكرار لسيناريوهات الإبادة وفي الداخل الإسرائيلي، أثار الصحفي المعروف جدعون ليفي جدلاً واسعاً بتشبيهه الخطة بما جرى في الهولوكوست وكارثة الأرمن، وقال: 'ما يحدث هو المرحلة الأخيرة قبل الإبادة الجماعية، من يُقيم مدينة يَمنع الخروج منها، ويرى فقط مخطوفيه ولا يرى مئات القتلى من الفلسطينيين، لا يحق له الحديث عن الإنسانية'، وتُعتبر خطة 'المدينة الإنسانية' التي تروّج لها الحكومة الإسرائيلية، وتطرحها على أنها حلّ مرحلي في غزة، تحمل في طياتها مؤشرات خطيرة على نية مبيتة لترحيل جماعي للفلسطينيين، وبينما تتزايد التحذيرات من تداعياتها القانونية والإنسانية، فإن استمرار طرحها وتنفيذها تدريجياً قد يعرض إسرائيل لعزلة دولية، وربما لمحاكمات جنائية دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.


الجمهورية
منذ 3 ساعات
- الجمهورية
بعد فرض رسوم 30%.. قادة أوروبا يلوّحون برد حازم على قرارات ترامب
وقدم ترامب تفصيلا للرسوم الجمركية المزمعة عبر خطابات نشرها على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي. وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإعلانات التي يطلقها ترامب بشأن فرض رسوم جمركية جديدة تستهدف الحلفاء والأعداء على حد سواء، وهي حجر الزاوية في حملته لعام 2024 التي قال إنها ستضع الأساس لإنعاش الاقتصاد الأمريكي الذي يزعم أنه تعرض للاستغلال من قبل دول أخرى على مدى عقود. وأقر ترامب في خطابه للرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم بأن البلاد كانت متعاونة في الحد من تدفق مخدر الفينتانيل والمهاجرين الذين لا يحملون وثائق رسمية إلى الولايات المتحدة. لكنه ذكر أن البلاد لم تقم بما يكفي لمنع أمريكا الشمالية من التحول إلى "ملعب لتهريب المخدرات". وأضاف ترامب: "لقد كانت المكسيك تساعدني في تأمين الحدود، لكن ما فعلته المكسيك ليس كافيا". وقال ترامب في خطابه للاتحاد الأوروبي إن العجز التجاري الأمريكي يمثل تهديدا للأمن القومي. وأضاف ترامب في خطابه للاتحاد الأوروبي: "ناقشنا علاقتنا التجارية مع الاتحاد الأوروبي لسنوات، وخلصنا إلى أننا لا بد أن نبتعد عن مواطن العجز التجاري الكبيرة وطويلة الأمد والمستمرة التي تعرضها سياساتكم الجمركية وغير الجمركية والحواجز التجارية للخطر. وللأسف كانت علاقتنا بعيدة عن مبدأ المعاملة بالمثل". تأتي هذه الخطابات في خضم تهديد ترامب المتقطع بفرض رسوم جمركية على الدول وتصحيح اختلال في الميزان التجاري. وقد فرض ترامب في أبريل رسوما جمركية على عشرات الدول، قبل أن يوقفها لمدة 90 يوما للتفاوض على صفقات فردية. ومع انتهاء فترة السماح البالغة ثلاثة أشهر هذا الأسبوع، بدأ ترامب في إرسال خطابات الرسوم الجمركية إلى القادة، لكنه مرة أخرى أرجأ يوم التنفيذ لما يقول إنه بضعة أسابيع أخرى. إذا مضى قدما في فرض الرسوم الجمركية، فقد تكون لذلك تداعيات على كل جانب تقريباً من جوانب الاقتصاد العالمي. وردت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالإشارة إلى "التزام التكتل بالحوار والاستقرار والشراكة الأطلسية البناءة". وقالت فون دير لاين في بيان: "في الوقت نفسه، سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية مصالح الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اعتماد تدابير مضادة متناسبة إذا لزم الأمر". وأضافت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزما بمواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة والتوصل إلى اتفاق قبل أول أغسطس. ومن المقرر أن يجتمع وزراء التجارة من دول الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين لمناقشة العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، وكذلك مع الصين. وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت يوم السبت إن المملكة المتحدة تصرفت "بذكاء" في وقت مبكر. وتابع بيسينت في منشور على منصة إكس: "ليكن هذا درساً للدول الأخرى - المفاوضات الجادة وحسن النية يمكن أن تحقق نتائج قوية تعود بالنفع على جانبي الطاولة، بينما تصحح الاختلالات التي تعصف بالتجارة العالمية". وقال دوجلاس هولتز-إيكين، المدير السابق لمكتب الميزانية في الكونجرس ورئيس منتدى العمل الأمريكي من يمين الوسط، إن الرسائل دليل على أن محادثات تجارية جادة لم تكن تجري على مدار الأشهر الثلاثة الماضية. وشدد على أن الدول كانت بدلاً من ذلك تتحدث فيما بينها حول كيفية تقليل تعرضها للاقتصاد الأمريكي وترامب. وقال هولتز-إيكين: "إنهم يقضون وقتا في التحدث مع بعضهم البعض حول كيف سيبدو المستقبل، ونحن خارج الصورة". وإذا دخلت الرسوم الجمركية حيز التنفيذ بالفعل، فقد يكون التأثير المحتمل على أوروبا واسعا. وردّت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على قرار ترامب، بالتأكيد على "التزام الاتحاد بالحوار والاستقرار وشراكة بناءة عبر الأطلسي". وقالت فون دير لاين في بيان: "في الوقت نفسه، سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية مصالح الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تبني تدابير مضادة متناسبة إذا لزم الأمر". وأضافت أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزما بمواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة والتوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس. من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان نُشر على منصة "إكس": "مع وحدة أوروبا، بات من مسؤولية المفوضية أكثر من أي وقت مضى تأكيد تصميم الاتحاد على الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية". ودعا ماكرون المفوضية الأوروبية إلى "تسريع وتيرة التحضير لإجراءات مضادة ذات صدقية، عبر استنفار كل الأدوات المتوافرة لها، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس". وإذ أوضح ماكرون أن الاتحاد الأوروبي يخوض مفاوضات مع واشنطن منذ أسابيع عدة "على قاعدة عرض صلب وصادق النية"، أكد ماكرون أنه يعود "إلى المفوضية أكثر من أي وقت مضى أن تؤكد عزم الاتحاد على الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية". أما مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فقال إن "إشعال حرب تجارية بين ضفتي الأطلسي لا معنى له". وصرّح وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكا راسموسن لقناة "دي آر" قائلا إن ترامب يتبنى "نهجا عديم الجدوى وقصير النظر للغاية". وحذر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في مقابلة مع قناة "إس في تي" من أن "الجميع سيخسرون من تصعيد النزاع التجاري، وسيكون المستهلكون الأميركيون هم الأكثر تضررا". وبدوه قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف إن إعلان الولايات المتحدة أنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة 30 بالمئة على سلع الاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول أغسطس "أمر مقلق" وليس أفضل مسار للمضي قدما، مضيفا في منشور على إكس: "بوسع المفوضية الأوروبية الاعتماد على دعمنا الكامل. وبصفتنا الاتحاد الأوروبي يجب أن نظل متحدين وحازمين في السعي لتحقيق نتيجة مع الولايات المتحدة تكون مفيدة للطرفين". ومن المقرر أن يجتمع وزراء التجارة من دول الاتحاد يوم الإثنين لمناقشة العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة وكذلك مع الصين. وفي سياق متصل، قالت الحكومة المكسيكية إنها أُبلغت خلال محادثات رفيعة المستوى مع مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة بأن رسالة ترامب في طريقها. وأوضحت أن الوفد المكسيكي أبلغ المسؤولين الأميركيين خلال الاجتماع بأنه يرفض هذا القرار ويعتبره "معاملة غير عادلة"، وفقا لبيان صادر عن الحكومة المكسيكية. وبرر الرئيس الأميركي قراره بشأن الرسوم الجمركية بالإشارة إلى اختلال التوازن التجاري بين بلاده والاتحاد الأوروبي. ففي عام 2024، سجلت الولايات المتحدة عجزا تجاريا قدره 236 مليار دولار مع الاتحاد (بزيادة قدرها 13 بالمئة على أساس سنوي)، وقد صدّر الأخير بضائع بقيمة 606 مليارات دولار إلى أكبر اقتصاد في العالم، وفق أرقام مكتب الممثل التجاري الأميركي.


الجمهورية
منذ 3 ساعات
- الجمهورية
ترامب يدافع عن المدعية العامة بام بوندي وسط الهجمات عليها بسبب قضية إبستين
وكتب ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي، يوم السبت: "ماذا حدث بأولادي وفي بعض الأحيان البنات؟ كلهم يهاجمون المدعية العامة بام بوندي التي تقوم بعمل رائع!". ودعا ترامب أنصاره إلى الوحدة، قائلا "إننا فريق واحد. ولا يعجبني ما يحدث". وفي إشارة إلى قضية الملياردير جيفري إبستين الذي واجه تهم تهريب البشر لغرض الاستغلال الجنسي، بما في ذلك بنات قاصرات، والذي يزعم أنه كانت قائمة بأسماء الشخصيات البارزة والمشاهير الذين زاروا مقراته وحضروا حفلاته المثيرة للشبهات، اتهم ترامب الديمقراطيين بفبركة الملفات الخاصة بالقضية. وتساءل ترامب: "لماذا نروج الدعاية لملفات فبركها أوباما وهيلاري المخادعة وكومي وبرينان والفاشلون والمجرمون من إدارة بايدن؟". وألمح إلى أن الديمقراطيين كانوا سينشرون "ملفات إبستين" منذ فترة طويلة لو كان هناك بالفعل ما يمكن أن يلحق أضرارا بترامب وأنصاره. ودعا إلى وقف الهجمات على بوندي، قائلا: "دعوا بام بوندي تقوم بعملها وإنها رائعة!". ودعا كذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي ومديره كاش باتيل إلى التركيز على التحقيق في ما وصفه بـ"تزوير أصوات الناخبين والفساد السياسي وانتخابات 2020 المزورة والمسروقة" بدلا من قضية إيبستين التي قال عنها "لا يهتم فيها أحد". وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أفادت في وقت سابق بأن هناك خلافات بين كاش باتيل وبوندي، وأن باتيل يريد إقالتها بسبب طريقة تعاملها مع قضية إبستين. ونشر و وزارة العدل الأمريكية التي تترأسها بوندي تقريرا مشتركا، قالا فيه إن إبستين لم يقم بابتزاز الشخصيات المعروفة، ولم تكن لديه "قائمة الزبائن"، التي يقال إن ترامب نفسه كان على هذه القائمة المزعومة.