
توتر العلاقات بين سلطات مكافحة الاحتكار الأمريكية والأوروبية
ستيفانيا بالما - سوزي رينغ - باربرا موينس - جيمس فونتانيلا
تشهد العلاقات بين سلطات مكافحة الاحتكار الأمريكية والأوروبية توتراً ملحوظاً، بعد فترة تعاون وثيق، شهدت حتى تزيين مكتب جوناثان كانتر في واشنطن، عندما كان مسؤولاً عن قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل الأمريكية، بفيل من الصوف، أهدته إياه نظيرته الأوروبية مارغريت فيستاجر.
هذه الأجواء الودية تلاشت، مع تولي إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة المسؤولية، ليحل محلها تبادل للانتقادات اللاذعة، بدلاً من التفاهم المشترك. وخلال مؤتمر للشبكة الدولية للمنافسة، الذي أُقيم مؤخراً في إدنبرة، بهدف تعزيز التعاون بين الجهات التنظيمية، وجّه أندرو فيرغسون رئيس لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، انتقادات مباشرة إلى «بيروقراطيي بروكسل»، متهماً إياهم بالسعي إلى كبح روح المبادرة، وإعاقة الشركات الأمريكية.
وقال فيرغسون: «في كل مؤشر تقريباً يمكن استخدامه لتقييم التنافسية، تتخلف أوروبا عن الولايات المتحدة»، و«لا شك في أن التدخل التنظيمي الأوروبي المكثف، مسؤول جزئياً على الأقل عن ذلك». وتُمثل هذه التصريحات تحولاً جذرياً في الشراكة العابرة للأطلسي، والتي كانت بلغت ذروتها في عهد الرئيس السابق جو بايدن، مع وجود كل من كانتر في وزارة العدل، ولينا خان على رأس لجنة التجارة الفيدرالية.
ويبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كان هذا التغير الحاد في النبرة، سيؤدي إلى تداعيات ملموسة، وسيعيق الجهود الرامية إلى كبح قوة الشركات التابعة لمجموعات التكنولوجيا العملاقة والمعقدة المنتشرة عبر ولايات قضائية متعددة.
ويرى محامون في أوروبا والولايات المتحدة، أن تفكك التعاون الذي كان في السابق يثير قلق الشركات المُدمجة، قد يثير مخاوف أكبر، في ظل الغموض التنظيمي المتوقع. وقال أحد كبار المحامين في مجال صفقات الدمج والاستحواذ في أمريكا: «إذا ظن أحد أن التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ستوفر وضوحاً تنظيمياً، فهو ببساطة يخدع نفسه، فالنظام المجزأ قد يؤدي إلى مشاكل أكبر».
ويأتي تشدد الخطاب الأمريكي، في وقت وجهت فيه الحكومة البريطانية هيئة المنافسة والأسواق لإعطاء الأولوية للمصالح البريطانية، ما يثير تساؤلات إضافية حول مصير التعاون الدولي في مكافحة الاحتكار. وفي هذا السياق، قالت المحامية المتخصصة في قوانين مكافحة الاحتكار، ليزا لوفدال غورمسن: «لقد انتقلنا من مرحلة تنسيق عالمي، إلى زمن يبدو فيه أن الهيئات التنظيمية ستضطر إلى تبنّي نظرة أكثر قومية في نظرتها».
ويُعد خطاب أندرو فيرغسون في إدنبرة، أحدث انتقاد يوجهه إلى أوروبا، وربما أول انتقاد يطلقه أمام قاعة مكتظة بمسؤولين أوروبيين. وفي نقاش محتدم أعقب كلمته، قال فيرغسون لأندرياس مونت الرئيس المخضرم لهيئة المنافسة الألمانية، إن على الهيئات الأوروبية ألا «تفترض دائماً أن الأمور ستكون سيئة». وبدلاً من التدخل الوقائي، دعاها إلى التحلي بنظرة أكثر إيجابية، وانتظار ما يثبت وجود ضرر قبل اتخاذ إجراءات.
ورد مونت لاحقاً في تصريحات لصحيفة «فاينانشال تايمز» قائلاً: «يجب ألا نولي الكثير من الأهمية للخطاب السياسي. من الناحية العملية، هناك أرضية مشتركة أكبر من الاختلاف». وقالت مفوضة شؤون المنافسة في الاتحاد الأوروبي، تيريزا ريبيرا، للصحافيين في إدنبرة، إن رئيس هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية، أندرو فيرغسون، «أساء فهم» التنظيم الرقمي الرئيس للاتحاد.
وأكد مسؤول كبير في إدارة ترامب، أن فيرغسون «يملك فهماً عميقاً ومباشراً لقانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي، ولهذا عبّر بقوة عن رفضه لهذه القواعد المرهِقة في أوروبا». ورغم تصاعد التوتر، يحاول المسؤولون الأوروبيون الحفاظ على تفاؤلهم، مشيرين إلى أن مسؤولي ترامب في قضايا المنافسة، يتبنون نهجاً حازماً ضد شركات التكنولوجيا الكبرى، على غرار ما أطلقته إدارة بايدن.
وتواصل وزارة العدل الأمريكية ملاحقة شركة «غوغل» قضائياً، بعد أن اعتبرتها المحاكم الأمريكية جهة احتكارية في مجالي البحث والإعلانات. كما رفعت هيئة التجارة الفيدرالية دعوى ضد «ميتا»، بتهمة ممارسة الاحتكار، من خلال الاستحواذ على «إنستغرام» و«واتساب»، وهي اتهامات تنفيها الشركة. كما أن الدعاوى القضائية ضد آبل وأمازون مستمرة.
وبعد أن فرض الاتحاد الأوروبي في أبريل غرامات على «آبل» و«ميتا»، بلغت 700 مليون يورو، لانتهاكهما قواعد المنافسة، قالت تيريزا ريبيرا لصحيفة فاينانشال تايمز، إن «السلطات الأمريكية تتخذ قرارات مشابهة للغاية في قضايا مماثلة». ورغم التصريحات الحادة لفيرغسون، اعتمدت غايل سلاتر رئيسة قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل الأمريكية، والمولودة في دبلن، لهجة أكثر تصالحاً، خلال ظهورها في إسكتلندا.
ففي جلسة حوارية مع المديرة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق البريطانية، سارة كارديل، أكدت سلاتر على «قوة الدور الذي تقوم به الشبكة الدولية للمنافسة»، مضيفة أن وزارة العدل «تشرف بعضويتها» في هذا التجمع، ووجهت دعوة للمشاركين بقولها: «نرحب بزيارتكم لنا».
ويرى بعض الخبراء أن التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد يركز على وضع القواعد أكثر من مراقبة عمليات الاندماج، أو تنفيذ قوانين مكافحة الاحتكار. إذ تسعى واشنطن إلى تقليص الإجراءات التنظيمية، في حين تعتمد بروكسل نهجاً يقوم على فرض قواعد مسبقة ملزمة على شركات التكنولوجيا الكبرى لدعم المنافسة، وفقاً لزاك مايرز من مركز التنظيم في أوروبا.
مع ذلك، لا تزال الأنظار في أوروبا والولايات المتحدة، ترصد أي انقسامات محتملة في سياسات مكافحة الاحتكار. وقد تكون الاستدامة أحد محاور الخلاف. فتيريزا ريبيرا، وهي وزيرة سابقة لشؤون المناخ، قالت إنها تؤيد صفقات اندماج تسهم في تعزيز توفير سلع ومعدات مستدامة. ويشكل هذا الموقف انحرافاً واضحاً عن خط إدارة ترامب، التي رفعت دعاوى قضائية ضد ولايات أمريكية، لعرقلة قوانين مناخية وصفتها بأنها «مرهِقة وذات دوافع أيديولوجية».
وتأتي هذه التساؤلات حول التعاون بين ضفتي الأطلسي، في وقت تُعيد فيه عدة جهات تنظيمية، تقييم نهجها في مكافحة الاحتكار، وحدود مراقبة عمليات الاندماج. فعلى سبيل المثال، تعهد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بتخفيف الأعباء التنظيمية التي تعوق الاستثمار في البلاد.
ورغم أن واشنطن قد تتبع نهجاً أكثر مرونة مع لندن، فإن التوترات قد تبرز بسبب الصلاحيات الموسعة الممنوحة للهيئة البريطانية، فبموجب القوانين الجديدة، بات بإمكان الهيئة تصنيف شركات ذات نفوذ واسع في أسواق رقمية محددة، على أنها تتمتع بـ «وضع سوقي استراتيجي»، ما يخولها فرض قواعد خاصة على هذه الشركات.
ورغم أن التداعيات الفعلية لهذا التباعد في السياسات بين ضفتي الأطلسي لم تتضح بعد، فإن الخطاب العلني بدأ يؤثر فعلياً. وقال مسؤول أوروبي رفيع في إدنبرة، إنه فوجئ بنبرة فيرغسون السلبية، خصوصاً في مناسبة تهدف إلى تعزيز التعاون بين الهيئات العالمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 23 دقائق
- صحيفة الخليج
تظاهرات حاشدة في بولندا قبل انتخابات رئاسية حاسمة
وارسو - ف ب شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في وارسو الأحد في تظاهرتين مضادتين كبيرتين دعماً للمرشحَين للانتخابات الرئاسية البولندية المقررة الأحد المقبل. ويتنافس رئيس بلدية العاصمة المؤيد للاتحاد الأوروبي رافال ترزاسكوفسكي والمدعوم من الحكومة الوسطية في بولندا، مع المؤرخ القومي كارول ناوروكي. وردد أنصار ناوروكي خلال مسيرتهم أناشيد وطنية ودينية ورفعوا لافتات تدعو إلى وقف الهجرة. وقال ناوروكي أمام الحشد: «التغيير آت. سوف ننتصر!». وقال بيوتر سلابي، وهو موظف في قطاع المال في مدينة برزيميسل في جنوب شرق بولندا شارك في مسيرة «من أجل بولندا» التي دعا إليها ناوروكي: «أنا بولندي، ولذلك سأصوت للمرشح الذي يضمن مستقبلنا ويشكل قوة موازية للحكومة الحالية». كذلك قال بيوتر نوفاك، وهو تقني من وارسو يبلغ 41 عاماً: «لدينا حكومة تنتمي إلى الخارج. يريدون اعتماد اليورو، وسنفقد سيادتنا». وقدّر المنظمون عدد المشاركين في المسيرة التي قادها ناوروكي بنحو 200 ألف شخص، فيما أعلن رئيس الوزراء دونالد توسك أن 500 ألف شخص شاركوا في المسيرة المؤيدة لترزاسكوفسكي. لكن، قدر تحليل نشرته مؤسسة «أونيت» الإعلامية عدد المشاركين في مسيرة ناوروكي بـ 70 ألفاً، وفي مسيرة ترزاسكوفسكي بما يصل إلى 160 ألفاً. وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي أن المرشحَين سيحققان تعادلاً تاماً الأحد المقبل، مع حصول كل منهما على 46,3% من نوايا التصويت. وفاز ترزاسكوفسكي البالغ 53 عاماً، في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في 18 أيار/مايو بفارق ضئيل جداً، إذ حصل على 31% من الأصوات في مقابل 30% لناوروكي البالغ 42 عاماً. ويملك الرئيس البولندي سلطة نقض القوانين، ما أعاق حكومة توسك في عهد الرئيس القومي الحالي أندريه دودا. الليل والنهار ويشكل فوز ترزاسكوفسكي دفعاً قوياً لتوسك الذي شغل في السابق منصب رئيس المجلس الأوروبي وعاد إلى السلطة في بلاده في الانتخابات البرلمانية عام 2023. أما فوز ناوروكي المؤيد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيرجح أن يُطيل أمد الجمود السياسي في الدولة الواقعة في وسط أوروبا والتي تضم 38 مليون نسمة، ما قد يؤدي إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة، بحسب خبراء. كذلك، قد يهدد فوز ناوروكي الدعم البولندي القوي لأوكرانيا مع معارضته انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، وتنديده بالمنافع الممنوحة لمليون لاجئ أوكراني في بولندا. ورأى رجل الأعمال كورنيك إيريك البالغ 52 عاماً أن التصويت لترزاسكوفسكي هو «السبيل الوحيد للمضي نحو أوروبا» وليس روسيا. وقال لوكالة فرانس برس: «الاختيار بين المرشحين مثل الاختيار بين الليل والنهار، ونحن نختار النهار». وشارك الرئيس الروماني المنتخب نيكوسور دان الوسطي المؤيد للاتحاد الأوروبي والذي سيؤدي اليمين الدستورية الاثنين في بلاده، بالمسيرة المؤيدة لترزاسكوفسكي. وفاز دان هذا الشهر على منافسه القومي جورج سيميون الذي شنّ حملة ضد «السياسات العبثية» للاتحاد الأوروبي وأراد قطع المساعدات عن أوكرانيا.


البيان
منذ 26 دقائق
- البيان
مقترح بإنشاء صندوق سيادي بين أمريكا واليابان
اقترح ماسايوشي سون مؤسس «سوفت بنك»، إنشاء صندوق ثروة سيادي أمريكي ياباني، يهدف إلى القيام باستثمارات كبيرة في التكنولوجيا والبنية التحتية، بحسب ما أوردته صحيفة «فاينانشال تايمز»، نقلاً عن ثلاثة أشخاص مطلعين. وذكر التقرير أن سون ناقش الخطة مع وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، على الرغم من أنها لم تُطرح رسمياً بعد. ويُرجح أن يحتاج الصندوق المشترك إلى حوالي 300 مليار دولار، كرأسمال أولي، مع قدرة كبيرة للاقتراض، ليكون فعالاً، وستكون ملكية الصندوق وإدارته مشتركة بين وزارة الخزانة الأمريكية ووزارة المالية اليابانية، حيث تمتلك كل منهما حصة كبيرة فيه، بحسب التقرير. قد يكون الصندوق مفتوحاً أيضاً أمام مستثمرين شركاء محدودين، ما قد يتيح للمستثمرين الأفراد في اليابان والولايات المتحدة فرصة المشاركة.


صحيفة الخليج
منذ 38 دقائق
- صحيفة الخليج
8 اقتباسات تصنع القادة العظماء ويهديها وارين بافيت
أعلن وارين بافيت، الملقب ب«حكيم أوماها»، تقاعده رسمياً، خلال الاجتماع السنوي لمساهمي شركته العملاقة «بيركشاير هاثاواي»، معلناً عن تعيين غريغ أبيل خليفة له في قيادة الشركة. ومع أن بافيت سيبتعد عن القيادة اليومية، فإن إرثه الفكري سيبقى حاضراً ومؤثراً في عالم المال والأعمال والقيادة لسنوات طويلة قادمة. لم يُعرف بافيت فقط كأحد أنجح المستثمرين في التاريخ، بل كرمز للحكمة والبصيرة والقيادة المتزنة، فقد بنى إمبراطوريته الاستثمارية الضخمة على أساس من التفكير طويل الأجل، والبساطة في التعامل، والنزاهة، والثقة الهادئة، التي لا تعتمد على استعراض القوة أو الضجيج الإعلامي. إذا كنت رائد أعمال تطمح للنمو، أو مديراً يسعى لبناء فريق ناجح، أو حتى شخصاً عادياً يريد اتخاذ قرارات حياتية أفضل، فإن كلمات بافيت قادرة على لمس جوهر تفكيرك، وتحفيزك لاختيار مسارات أذكى وأكثر وعياً. مَن هو بافيت؟ ولد وارين إدوارد بافيت، عام 1930 في أوماها، نبراسكا، ويُعد من أعظم المستثمرين في التاريخ الحديث. بدأ مسيرته في عالم المال، منذ سن مبكرة، حيث اشترى أول سهم له في عمر 11 عاماً، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن السعي لفهم الأسواق والفرص الاستثمارية بذكاء استثنائي. تولى رئاسة شركة «بيركشاير هاثاواي» وحولها من شركة نسيج متعثرة، إلى إمبراطورية مالية عملاقة تضم العشرات من الشركات في مجالات متنوعة مثل التأمين، النقل، الطاقة، والمستهلكات. وعرف بافيت بتواضعه، وحياته البسيطة، رغم ثروته التي بلغت أكثر من 100 مليار دولار. ولا يزال يعيش في نفس المنزل الذي اشتراه منذ الخمسينات، ويقود سيارته الخاصة، ويتناول طعامه من مطاعم بسيطة. كما عُرف بعطائه الخيري، إذ تعهد بالتبرع بمعظم ثروته لصالح الأعمال الخيرية، من خلال مبادرة «تعهد العطاء»، التي أطلقها مع بيل غيتس. لم يكن بافيت مجرد رجل أعمال ناجح، بل مدرسة في التفكير الاستثماري والقيادة الأخلاقية، وسيبقى اسمه علامة فارقة في عالم المال والإلهام. وفيما يأتي نعرض 8 من أبرز اقتباسات بافيت، والتي تحمل كل واحدة منها دروساً عظيمة في القيادة والحِكمة والنجاح في الحياة. 1 -عن النزاهة «يستغرق الأمر 20 عاماً لبناء سمعة، وخمس دقائق فقط لتدميرها. إذا فكرت في ذلك، ستبدأ في التصرف بشكل مختلف». في عصر أصبحت فيه السرعة والمكاسب الفورية هي المسيطرة على قرارات كثير من الناس، يذكّرنا بافيت بأن السمعة والثقة تُبنى ببطء، وعلى مدى طويل، لكنها قد تنهار في لحظة واحدة نتيجة تصرف غير مسؤول. القادة الحقيقيون هم من يدركون أن النزاهة ليست خياراً، بل أساسٌ لا يُمس. 2 - عن التركيز «الفرق بين الأشخاص الناجحين والأشخاص الناجحين جداً، هو أن الناجحين جداً يقولون «لا» تقريباً لكل شيء». لماذا هو اقتباس ملهم؟ هذا الاقتباس يعلمنا أن النجاح الحقيقي لا يأتي من السعي وراء كل فرصة، بل من اختيار ما يستحق فعلاً وقتنا وجهدنا. القادة العظماء لا يتشتتون، بل يحددون أولوياتهم بوضوح، ويركزون على القليل الذي يحدث الفرق الكبير. 3 - عن الإرث والتأثير«شخص ما يجلس اليوم في الظل، لأن شخصاً آخر زرع شجرة منذ زمن بعيد». ما الذي يميز هذا القول؟ بينما يبدو هذا الاقتباس، وكأنه يتحدث عن الاستثمار طويل الأمد، إلا أن معناه أوسع بكثير. إنه يعكس فكرة القيادة الحقيقية، التي تترك أثراً مستداماً. القادة الذين يتخذون قرارات صائبة اليوم، قد لا يرون ثمارها مباشرة، لكنها ستخدم أجيالاً بعدهم. 4 -عن الشخصية «الصدق هدية ثمينة للغاية، لا تتوقعها من أشخاص رخيصين». الصدق قيمة لا تُقدر بثمن، وليس الجميع مؤهلاً لممارستها. يشير بافيت هنا إلى أهمية اختيار الشركاء، والموظفين، والمحيطين بنا بناءً على الأخلاق لا فقط على الكفاءة، فالقيادة بدون صدق تصبح هشّة ومهددة بالسقوط في أول أزمة. 5 -عن الاستعداد والمعرفة «الخطر يأتي من عدم معرفتك لما تفعله». لماذا هو ملهم؟ عوضاً عن الخوف من المجهول، يحفزنا بافيت على التعلم والاستعداد، كلما زادت معرفتك وخبرتك، قلت مخاطرك. القادة الناجحون لا يعتمدون على الحظ، بل على وعيهم الكامل بالمجال الذي يتحركون فيه. 6 -عن الانضباط «عندما ينحسر المد، تكتشف من كان يسبح عارياً». ماذا يعني هذا بالضبط؟ في الأوقات الجيدة، يبدو الجميع ناجحين، حتى أولئك الذين يتخذون قرارات سيئة أو غير مدروسة، لكن في الأوقات الصعبة، تظهر الحقائق. القادة الذين يتمتعون بالانضباط المالي، ويخططون على المدى البعيد، هم وحدهم من يصمد عند انحسار «مدّ النجاح». 7 - عن العادات «سلاسل العادة خفيفة جداً، بحيث لا تُلاحظ، لكنها تصبح ثقيلة جداً بحيث لا يمكن كسرها». يحذر بافيت من قوة العادات التي قد تبدو غير ضارة في البداية. القادة الذين لا ينتبهون لعاداتهم اليومية، قد يجدون أنفسهم في حلقة يصعب الخروج منها، فالعظمة تبدأ من الروتين، والانهيار كذلك. 8 -عن القدوة «أفضل شيء فعلته هو أنني اخترت الأبطال المناسبين». لماذا هو مهم؟ النجاح لا يأتي بمعزل عن الآخرين. بافيت يشير إلى أهمية وجود قدوات إيجابية في حياتنا. من نُعجب بهم ونقلدهم يؤثرون بشكل مباشر فيما نصبح عليه، فاختر أبطالك بحذر، لأنك ستشبههم يوماً ما. إرث يتجاوز المال رغم أن بافيت، تقاعد من مهامه اليومية، إلا أن أفكاره ستبقى حية تُلهم الأفراد والقادة لعقود قادمة. لم يكن إرثه الحقيقي مجرد مليارات الدولارات، بل المبادئ التي بثها في كل خطوة: التواضع، والبساطة، والحكمة، والقيادة القائمة على الأخلاق والمعرفة. وسواء كنت تقود شركة أو تسعى لقيادة حياتك بشكل أفضل، ستجد في كلماته مرشداً هادئاً يدفعك نحو الأفضل.