logo
ضربات إسرائيل تعمق مآسي اقتصاد إيران.. والعملة تتهاوى

ضربات إسرائيل تعمق مآسي اقتصاد إيران.. والعملة تتهاوى

البلاد البحرينيةمنذ يوم واحد

العربية.نت:
شهدت العملة الإيرانية انخفاضًا حادًا في تعاملات اليوم الجمعة إلى 97 ألف تومان مقابل الدولار، في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وقادة عسكريين، وفق مصادر لـ"العربية Business".
يذكر أن سعر الدولار سجل 83 ألف تومان حتى مساء الخميس.
يُسلط الانخفاض المفاجئ للعملة الإيرانية، الضوء على القلق العام المتزايد من التصعيد المحتمل وانعدام الثقة في قدرة الحكومة على استقرار الاقتصاد في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وقد تجاوز معدل التضخم في إيران 35% هذا العام.
وأصبحت قيمة ورقة الـ 10,000 ريال، التي كانت تساوي حوالي 150 دولارًا قبل ثورة 1979، أقل من 10 سنتات أميركية.
وفق أرقام البنك الدولي، ظل معدل التضخم في إيران، الغنية بالنفط والغارقة بالعقوبات الأميركية، أعلى من 30% سنوياً منذ عام 2019.
ووصل التضخم إلى 44.5% بحلول عام 2023، فيما لم تصدر أي أرقام جديدة عن معدل العام الماضي.
ويلجأ الإيرانيون الباحثون عن ملاذات آمنة لمدخراتهم في ظل تفاقم معدلات التضخم إلى شراء الذهب والدولار وعملات أخرى، مما ينذر بتحديات إضافية للريال، وفق ما نقلته أسوشيتد برس.
وفي مارس 2025، تداولت العملة الإيرانية، في السوق السوداء، بأكثر من 920 ألفًا مقابل الدولار الأميركي، مقارنةً بأقل من 600 ألف في منتصف عام 2024.
وبلغ سعر العملة الإيرانية نحو 55000 ريال مقابل الدولار في 2018 عندما فرضت إدارة ترامب خلال ولايته الأولى عقوبات لإجبار طهران على التفاوض عبر تقليص صادراتها النفطية والحد من وصولها إلى العملات الأجنبية، بحسب "أسوشيتد برس".
وبسبب ارتفاع التضخم وتدهور العملة، عزل البرلمان الإيراني في أبريل الماضي، وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي، وذلك بعد 8 أشهر تقريباً من تشكيل الحكومة في إدارة الرئيس مسعود بزشكيان.
حظر المجال الجوي
وقد فرضت إيران حظرًا شاملًا على أجوائها بعد الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية ومطارات، تماشيًا مع الإجراءات الإقليمية المشابهة في عدة دول. أدى ذلك إلى تعليق فوري للرحلات الداخلية والدولية وتعطيل سلسلة النقل الجوي بالكامل.
بسبب الإغلاق، توقفت الرحلات التجارية التي تربط إيران بالعالم، ما أدى إلى تأخير استيراد السلع الحيوية مثل الإمدادات الطبية والغذائية، إضافة إلى تعطل شحن البضائع عالية القيمة جواً.
تعطلت عشرات آلاف الرحلات فوق الشرق الأوسط، وكانت الأجواء الإيرانية أحد المسارات المهمة بين أوروبا وآسيا. وأدى التحويل إلى طرق أطول حول الخليج إلى ارتفاع تكاليف الوقود والرحلات، مما يضغط على أرباح شركات الطيران الإيرانية والدولية.
ويؤدي تعطل النقل الجوي إلى اختناقات في سلاسل التوريد، خاصة للمواد سريعة التلف أو الطلب المتزايد بالصيف، ما يزيد الضغوط على المصانع والمحلات في الطاقة والزراعة.
ويثير النشاط العسكري وتصاعد التوتر الإقليمي شكوك المستثمرين الدوليين، الشيء الذي قد يؤدي إلى تأجيل مشروعات البنية التحتية والاتفاقات في قطاع النفط والغاز.
وتؤدي المخاطر الزائدة بعد الوقوع في مناطق ضباب التوتر إلى ارتفاع رسوم التأمين البحري والجوي، مع ارتفاع معدلات التمويل التجاري للصادرات والواردات لتغطية مخاطر التراجع السياسي.
في حين أن صادرات الغاز والنفط الرئيسية تستمر عبر خطوط بحرية وأنابيب رئيسية، فإن المنشآت القريبة من الضربات وغياب الطيران فوقها يؤدي إلى تأخير لوجستي محدود في تحميل وتحويل المنتجات، ما يزيد من تكاليف العمليات التشغيلية لشركات النفط الإيرانية.
هذه التبعات تُظهر أن التأثيرات الاقتصادية تتجاوز القطاع العسكري وتشمل شبكات الاستيراد والتصدير، وقد تؤدي إلى تأثيرات تمتد إلى أسواق الطاقة العالمية والتجارة الدولية.
وفرضت الولايات المتحدة جولات عدة من العقوبات على مبيعات النفط الإيرانية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وفق وكالة بلومبرغ.
ويهدف ترامب إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي وتمويل جماعات مسلحة.
تُعدّ الصين أكبر مشترٍ لصادرات النفط الإيرانية ووفقًا لمنصة كبلر لتتبع السلع، تم تسليم ما يقرب من 6.1 مليون طن من النفط الخام الإيراني إلى مصافي التكرير المستقلة الصينية في أبريل/نيسان. وفي العام الماضي، استوردت الصين 75 مليون طن، لكن وفقًا لبيانات الجمارك الرسمية، لا تستورد الصين النفط الإيراني.
وفي سبتمبر 2024، ارتفع معدل الفقر في إيران، من حوالي 20% في عام 2015، إلى 30% في أقل من عقد. وأدت تلك العقوبات الاقتصادية الشديدة والواسعة خلال العقد الماضي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية في البلاد، مقلصة القدرة الاقتصادية للإيرانيين، حسب ما أفادت صحيفة "هَمْ مِيهَن".
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، شدد في أول حوار له مع التلفزيون الحكومي مساء السبت الماضي على أهمية الاستثمار الأجنبي. وقال إن تحقيق نمو بنسبة 8% يتطلب استثمارات بقيمة 200 مليار دولار.
أضاف: "إجمالي الأموال الموجودة في البلاد لا يتجاوز 100 مليار دولار، لذلك نحتاج إلى 100 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية، وهذا يرتبط بتواصلنا مع الخارج، ومع العالم، ومع جيراننا ومع الإيرانيين في الخارج".
ويُعتبر تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8% من الأهداف التي تم طرحها في برامج التنمية السادسة والسابعة، وتم الإشارة إليه مرارًا في المناظرات الانتخابية.
وبحسب بيانات البنك الدولي، فإن النمو الاقتصادي لإيران سيشهد تراجعًا في السنوات القادمة.
إذ وفقًا لتوقعاته، كان الناتج المحلي الإجمالي لإيران قد نما بنسبة 5% العام الماضي، لكن هذا الرقم سينخفض إلى 3.2% هذا العام، وسيصل إلى 2.4% في عام 2026.
يذكر أن آخر مرة سجلت فيها إيران نموًا اقتصاديًا بنسبة تفوق 8% كانت في عام 2016 بعد عام من اعتماد الاتفاق النووي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي
ترامب: الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي

الوطن

timeمنذ 2 ساعات

  • الوطن

ترامب: الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء السبت، إن الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي. وذكر ترامب، في تغريدة على حسابه في منصة «تروث سوشال»: «اتصل بي الرئيس بوتين هذا الصباح ليهنئني بعيد ميلادي، والأهم من ذلك، ليتحدث عن إيران، البلد الذي يعرفه جيدا». وأضاف: «تحدثنا مطولا. خصصنا وقتا أقل بكثير للحديث عن روسيا وأوكرانيا، ولكن هذا سيكون للأسبوع المقبل». وتابع: «أنه (بوتين) يُجري حاليا عمليات تبادل الأسرى المُخطط لها - حيث يتم تبادل أعداد كبيرة من الأسرى من كلا الجانبين». وأوضح: «استمرت المكالمة حوالي ساعة. يشعر (بوتين)، كما أشعر أنا، بأن هذه الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي، وقد أوضحتُ له أن حربه يجب أن تنتهي أيضا». وكشف الكرملين، السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع ترامب، حيث تناول الطرفان الوضع في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني. وقالت وكالة أنباء روسية نقلا عن مصدر في الكرملين إن الاتصال شهد مناقشات معمقة حول التصعيد العسكري في المنطقة.

مقتل نائبة ديمقراطية وزوجها في هجوم مسلح.. وترامب يتوعّد
مقتل نائبة ديمقراطية وزوجها في هجوم مسلح.. وترامب يتوعّد

البلاد البحرينية

timeمنذ 3 ساعات

  • البلاد البحرينية

مقتل نائبة ديمقراطية وزوجها في هجوم مسلح.. وترامب يتوعّد

أدان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حادثة إطلاق النار المميتة التي استهدفت سياسية ديمقراطية وزوجها في ولاية مينيسوتا، السبت. وكتب ترامب على منصة "إكس": "تم إطلاعي على حادثة إطلاق النار المروعة التي وقعت في مينيسوتا، والتي يبدو أنها هجوم موجه استهدف نوابا في الولاية". وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، فقد تم تكليف مكتب التحقيقات الاتحادي والنائب العام بام بوندي بالتحقيق في الحادث. وقال ترامب: "لن يتم التسامح مع مثل هذا العنف المروع في الولايات المتحدة الأميركية". وكان ترامب يشير إلى حادثة إطلاق النار التي قتلت فيها السياسية الديمقراطية ميليسا هورتمان وزوجها في هجوم يبدو أن له دوافع سياسية. وتم إطلاق النار على هورتمان، الرئيسة السابقة لمجلس نواب ولاية مينيسوتا، وزوجها، مما أدى إلى مقتلهما فجر السبت في منزلهما بمدينة بروكلين بارك. وفي حادثة إطلاق نار ثانية وقعت في مكان قريب، أصيب النائب الديمقراطي في الولاية جون هوفمان وزوجته بجروح خطيرة، وهما يخضعان حاليا للعلاج الطبي. وعثرت الشرطة الأميركية على أسماء عدة أعضاء بمجلس النواب ومسؤولين آخرين مكتوبة في سيارة الشرطة المزيفة التي يعتقدون أن مشتبها به استخدمها عند إطلاق النار على النائبين.

الرياض تتصدر المشهد: 571 شركة عالمية تختار السعودية مقرًّا
الرياض تتصدر المشهد: 571 شركة عالمية تختار السعودية مقرًّا

البلاد البحرينية

timeمنذ يوم واحد

  • البلاد البحرينية

الرياض تتصدر المشهد: 571 شركة عالمية تختار السعودية مقرًّا

في خطوة تعكس تحوّل المملكة العربية السعودية إلى مركز إقليمي لجذب الاستثمارات العالمية، أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن عدد الشركات متعددة الجنسيات التي نقلت مقراتها الإقليمية إلى المملكة بلغ 571 شركة، أغلبها تنتمي إلى القطاع الصناعي. جاء ذلك خلال فعالية إطلاق الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي، بحضور نخبة من المستثمرين المحليين والدوليين ومسؤولين حكوميين. ويأتي هذا التقدم في إطار جهود السعودية لتمكين العاصمة الرياض كمركز أعمال عالمي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. وكان عدد الشركات التي حصلت على تراخيص إنشاء مقراتها الإقليمية قد بلغ 540 شركة في أكتوبر الماضي، متجاوزًا الأهداف المعلنة ضمن الرؤية. وأكد الفالح أن القطاع الصناعي استحوذ على 30 % من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية، وهو ما يعكس دوره المحوري في تنمية الاقتصاد الوطني. ولفت إلى أن الصناعات التحويلية وحدها اجتذبت استثمارات تجاوزت 142 مليار ريال خلال تسعة أشهر فقط من العام الماضي. وشدد الوزير على أن المملكة باتت تشهد تراجعًا غير مسبوق في تسرب الاستثمارات الأجنبية إلى الخارج، مع ملاحظة رغبة متزايدة من المستثمرين الأجانب في إعادة تدوير أرباحهم داخل السوق السعودية. وفي سياق تعزيز تنافسية الصناعة السعودية، أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف عن تخصيص 10 مليارات ريال لإطلاق منظومة من الحوافز المعيارية، ستُطرح على مراحل. وستركز المرحلة الأولى على جذب الاستثمارات في الصناعات الكيميائية التحويلية، وصناعة السيارات وأجزائها، إلى جانب الآلات والمعدات. والحوافز تستهدف مواجهة تحديين رئيسيين: ارتفاع تكلفة رأس المال مقارنة بالأسواق المنافسة، وضعف تكامل سلاسل القيمة في محيط المصانع المتوسطة. وتُعد هذه المبادرة خطوة إضافية لتعزيز بيئة الأعمال الصناعية وتحقيق عوائد اقتصادية أعمق وأكثر استدامة. في موازاة ذلك، تعمل السعودية على تعديل قانون الاستثمار بهدف تبسيط الإجراءات وتقليص البيروقراطية، بما يسهل دخول رؤوس الأموال الأجنبية، ومن المقرر أن تدخل هذه التعديلات حيّز التنفيذ العام المقبل. وتسعى المملكة إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في جذب 100 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر سنويًا بحلول عام 2030، وهي رؤية تدعمها مؤشرات إيجابية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store