
حلفاء ترمب ينضمون إلى خصومه في رفض الحرب ضد إيران
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأحد، إن واشنطن هاجمت منشآت إيران النووية الثلاث في فوردو ونطنز وأصفهان، مضيفاً "الآن وقت السلام". وجاء ذلك، على الرغم من أنه يواجه داخلياً معارضة واسعة في شأن الإقدام على التورط في حرب جديدة داخل الشرق الأوسط.
يقف في الفريق المعارض للحرب كبار الساسة الأميركيين من الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة (الديمقراطي والجمهوري)، بما في ذلك الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، علاوة على تيار "ماجا، أو لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" وهو التيار الرئيس الذي يقف وراء نجاح ترمب في العودة إلى البيت الأبيض، ضمن ولاية ثانية أكثر صخباً من ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021.
نتنياهو يؤجج التوترات
أمس الأول الجمعة، وجه كلينتون انتقادات شديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتهمه بتأجيج التوترات مع إيران من أجل البقاء السياسي، قائلاً إن "السيد نتنياهو كثيراً ما أراد خوض حرب مع إيران، لأن ذلك يضمن له البقاء في منصبه إلى الأبد. أعني، لقد بقي هناك معظم الـ20 عاماً الماضية". وحث ترمب على تهدئة الصراع بين إسرائيل وإيران، محذراً من أن استمرار العنف قد يؤدي إلى أزمة إقليمية أوسع ويزهق مزيداً من الأرواح البريئة. وأكد كلينتون أهمية حماية الحلفاء، لكنه حذر من الانخراط في "حروب غير معلنة" يكون المدنيون ضحاياها الرئيسين.
ومع ذلك، بدا كلينتون متشككاً في شأن نيات كل من ترمب ونتنياهو في ما يتعلق بإحلال السلام داخل الشرق الأوسط. وقال إن إسرائيل لا تبدي أي اهتمام بإقامة دولة فلسطينية، واتهم دونالد ترمب بتبني نفس الموقف، قائلاً "هم لا يتحدثون عن التفاوض من أجل السلام... فالإسرائيليون في ظل قيادة رئيس الوزراء نتنياهو لا ينوون منح الفلسطينيين دولة، والآن أصبح الفلسطينيون منقسمين ومنهكين للغاية بحيث لا يمكنهم تنظيم صفوفهم لتحقيق ذلك".
معسكر "ماجا"
ولم يخف أقرب حلفاء ترمب رفضهم المشاركة في الحرب، ووجدوا أنفسهم في موقف نادر يتعارض مع رئيس يشاطرهم إلى حد كبير ميوله الانعزالية. والأربعاء الماضي، دعا مستشار ترمب السابق ستيف بانون، وهو أحد الأصوات المؤثرة في ائتلاف "أميركا أولاً" الذي يتزعمه الرئيس الأميركي، إلى توخي الحذر في شأن انضمام الجيش الأميركي إلى إسرائيل في محاولتها لتدمير البرنامج النووي الإيراني، في ظل غياب اتفاق دبلوماسي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بانون للصحافيين ضمن ندوة نظمتها صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" داخل واشنطن، "لا يمكننا تكرار ذلك مرة أخرى، سنمزق البلاد. لا يمكننا خوض حرب أخرى مثل العراق". واستمر بانون في الدعوة إلى التحلي بالصبر خلال بودكاسته الشهير "غرفة الحرب" أول من أمس الخميس، مؤكداً أن ترمب يتم الإيقاع به ليتحمل مسؤولية إسقاط النظام الإيراني. وانضم إليه جاك بوسوبيك، وهو شخصية بارزة أخرى في حركة"ماجا".
وقال بوسوبيك "الهدف هو جر الولايات المتحدة والإطاحة بالنظام، ولسوء الحظ دفع أميركا لإنهاء شيء لم تبدأه هي". ورد عليه بانون قائلاً "طريقة التغيير الحقيقي للنظام هي أن يأتي من الشارع، من الشعب. إذا جاء من الأعلى، من قوة أجنبية، فلن ينجح أبداً".
ويتابع الجناح المناهض للتدخلات الخارجية في الحزب الجمهوري الوضع بقلق بالغ، إذ انتقل ترمب بسرعة من السعي إلى تسوية دبلوماسية سلمية مع إيران إلى احتمال دعم حملة إسرائيل العسكرية، بما في ذلك استخدام القنبلة الخارقة للتحصينات "بي 2" التي تزن 30 ألف رطل.
ويكشف هذا النقد عن حجم المعارضة التي قد يواجهها ترمب من جناحه اليميني "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" إذا قرر المشاركة في الحرب، وهي خطوة حذرت إيران من أن لها عواقب كبيرة على الأميركيين. وساعد تحالف "ماجا" في وصول ترمب إلى الرئاسة عامي 2016 و2024، ولا يزال يشكل أهمية حاسمة له، إذ قد يؤدي إغضاب هذه القاعدة إلى تآكل شعبية ترمب، وربما يؤثر في فرص الجمهوريين في الاحتفاظ بالسيطرة على الكونغرس خلال انتخابات منتصف المدة عام 2026.
ومن بين الأصوات المؤثرة الأخرى في حركة "ماجا"، التي أعربت عن قلق مماثل، المذيع السابق في قناة "فوكس نيوز" تاكر كارلسون وعضوة الكونغرس الجمهوري عن ولاية جورجيا مارغوري تايلور غرين الحليفة القديمة لترمب. وكتبت غرين في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "أي شخص يلهث من أجل تدخل كامل للولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران ليس من 'أميركا أولاً'/'ماجا'. سئمنا وتعبنا من الحروب الأجنبية، كلها".
وكان الانقسام بين حلفاء ترمب أكثر وضوحاً عندما اشتبك كارلسون في برنامجه مع السيناتور الجمهوري تيد كروز الثلاثاء الماضي. وأصبح مقطع من مقابلة كارلسون مع كروز منتشراً بصورة واسعة، إذ انتقد كارلسون بشدة السيناتور لدعوته إلى تغيير النظام في إيران، بينما أعرب كروز عن دعمه للرئيس. وقال كارلسون لكروز "أنت لا تعرف شيئاً عن إيران!"
أما جي دي فانس نائب الرئيس ترمب فحاول التهدئة الإثنين الماضي عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، دافع فيه عن الرئيس. وقال "من حق الناس أن يقلقوا في شأن التورط الخارجي بعد 25 عاماً من السياسات الخارجية الغبية، لكنني أعتقد أن الرئيس كسب بعض الثقة في هذه القضية".
دعم جمهوري لإسرائيل
ويبدو أن الناخبين المحافظين مازالوا يفضلون دعم إسرائيل. ففي استطلاع أجرته "رويترز/إبسوس" خلال مارس (آذار) الماضي، أعرب 48 في المئة من الجمهوريين عن موافقتهم على ضرورة أن تستخدم الولايات المتحدة قوتها العسكرية في الدفاع عن إسرائيل إزاء أي تهديد، بغض النظر عن مصدره، مقارنة بـ28 في المئة عارضوا ذلك. وبين الديمقراطيين وافق 25 في المئة فحسب، وعارض 52 في المئة.
وعلى صعيد الكونغرس الأميركي، فإن السيناتور الديمقراطي تيم كين، طرح مشروع قانون لمنع ترمب من استخدام القوة العسكرية ضد إيران دون تفويض من الكونغرس. وخلال الوقت نفسه عبر السيناتور الجمهوري راند بول عن أمله في ألا يستسلم ترمب لضغوط التدخل، وقال في تصريحات لشبكة "أن بي سي" إن "مهمة الولايات المتحدة ليست التورط في هذه الحرب".
وفي حين قال النائب الجمهوري توماس ماسي إن "هذه ليست حربنا، لا ينبغي لنا استخدام جيشنا هنا"، لكن لا تبدو ثمة معارضة واسعة بين نواب الحزب الجمهوري الذي يسيطر على الكونغرس، لقرارات ترمب. وقال الحليف الآخر لترمب، السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، عبر قناة "فوكس نيوز" الثلاثاء الماضي، إنه يأمل في أن يساعد ترمب إسرائيل في "إنهاء المهمة"، لأن إيران تمثل "تهديداً وجودياً لأصدقائنا داخل إسرائيل".
حملة قصف كبرى
ومساء أول من أمس، كشف الصحافي الاستقصائي الأميركي المخضرم سيمور هيرش عن تفاصيل الخطة الأميركية-الإسرائيلية لإسقاط نظام المرشد الأعلى وتدمير البرنامج النووي الإيراني، وفقاً لما وصفه بمصادر إسرائيلية ومسؤولين أميركيين اعتمد عليهم لعدة عقود. ووفق مقال هيرش على منصة "سابستاك" الأميركية، فإنه ثمة حملة قصف أميركية كبرى جارى الإعداد لها، قائلاً "لقد تحققت من هذا التقرير مع مسؤول أميركي مخضرم داخل واشنطن، وأخبرني أن كل شيء سيكون 'تحت السيطرة' إذا 'رحل' المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي".
ووفق الصحافي الأميركي، فإن الأوساط الاستخباراتية داخل الولايات المتحدة وإسرائيل، تأمل أن تؤدي حملة القصف إلى انتفاضة شعبية ضد نظام خامنئي. ورجحت أن ينضم بعض عناصر الحرس الثوري الإيراني إلى ما وصف بأنه "انتفاضة ديمقراطية ضد رجال الدين".
وأفادت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية السبت بأن ست قاذفات شبح من طراز "B-2" انطلقت من قاعدة "وايتمان" الجوية داخل "ميسوري" باتجاه قاعدة جوية أميركية في "غوام"، وفقاً لتحليل أجرته الشبكة الإخبارية على بيانات تتبع الرحلات الجوية والاتصالات الصوتية مع مراقبة الحركة الجوية.
وبحسب "فوكس نيوز" يبدو أن القاذفات تزودت بالوقود بعد انطلاقها من "ميسوري"، مما يشير إلى أنها انطلقت دون خزانات وقود ممتلئة بسبب حمولة ثقيلة على متنها، والتي قد تكون قنابل خارقة للتحصينات. وتستطيع القاذفة "B-2" حمل قنبلتين خارقتين للتحصينات وزن كل منهما 15 طناً، وهي حكر على الولايات المتحدة، ويقول الخبراء إن هذه القنابل قد تكون حاسمة في استهداف أكثر المواقع النووية تحصيناً داخل إيران، وهو "فوردو".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
واشنطن تعيد رسم استراتيجيتها لمواجهة الصين في سباق الذكاء الاصطناعي
خاص – الوئام مع انطلاق موجة جديدة من التنافس العالمي حول التكنولوجيا المتقدمة، تجد الولايات المتحدة نفسها أمام مفترق حاسم؛ إما أن تواصل سياساتها التقليدية التي تأخرت عن ملاحقة النموذج الصيني في تصدير البنية الرقمية، أو أن تعيد تشكيل دبلوماسيتها التقنية بما يتلاءم مع الواقع الجيوسياسي المتغير. إن إلغاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لقاعدة الرئيس السابق جو بايدن الخاصة بضوابط تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي لا يمثل مجرد تعديل فني، بل إعلانًا صريحًا بتحول استراتيجي واسع لإعادة انتشار التكنولوجيا الأمريكية عالميًا، في وقت تسعى فيه بكين إلى بسط نفوذها من إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية. إلغاء ضوابط التصدير في 8 مايو 2025، أعلن ديفيد ساكس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الذكاء الاصطناعي، أن إدارة ترمب ألغت القاعدة التي فرضتها إدارة بايدن للحد من انتشار شرائح الذكاء الاصطناعي الأمريكية. واعتبر ساكس أن تلك القاعدة أعاقت انتشار التكنولوجيا الأمريكية عالميًا، ودعا إلى رؤية جديدة أكثر طموحًا تستهدف ليس فقط تسهيل تصدير الشرائح، بل دعم بنية رقمية شاملة. ووفق ما ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فإن هذا التوجه يعكس رغبة أمريكية في التحول من القيود إلى التمكين، ومن الدفاع إلى الهجوم في سباق عالمي يُعاد فيه تعريف القوة التكنولوجية، وتُبنى فيه تحالفات على أساس السيادة الرقمية، لا المصالح العسكرية فقط. لا تكرار لأخطاء الماضي تعتمد الرؤية الأمريكية الجديدة على استخلاص العبر من إخفاقات سابقة، وعلى رأسها فشل واشنطن في توفير بدائل فعلية لمعدات 'هواوي' و'زد تي إي' خلال مرحلة التحول إلى شبكات الجيل الرابع والخامس. هذا التقصير أتاح لهواوي أن تصبح المزود الرئيسي للبنية التحتية للاتصالات في أكثر من 170 دولة. أما اليوم، فتحاول الولايات المتحدة تفادي تكرار هذا الخطأ في سباق الذكاء الاصطناعي، مستفيدة من تفوقها الحالي في مجالات حيوية مثل تصميم شرائح AI، والخدمات السحابية، والكابلات البحرية، والتكنولوجيا الفضائية. لكن الوقت يضغط على الولايات المتحدة، إذ ترى العديد من الدول، من إندونيسيا وكينيا إلى السعودية، في الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي والتحول الوطني. والقرارات التي تتخذها هذه الدول اليوم بشأن شركائها في مجال التكنولوجيا قد ترسم ملامح علاقاتها الاستراتيجية لعقود طويلة قادمة. استثمار استراتيجي لا بد من تفعيله رغم امتلاك الولايات المتحدة أدوات استثمار فعّالة مثل مؤسسة التمويل التنموي الدولية (DFC) وبنك التصدير والاستيراد (EXIM)، إلا أنها لم تُوظّفها بالشكل الأمثل حتى الآن. ويُنتظر من الكونغرس أن يرفع سقف القروض من 60 إلى 100 مليار دولار، مع إعادة توجيه الأولويات لتشمل البنية التحتية الرقمية بشكل صريح. كما يتطلب الأمر مراجعة القيود التي تعيق EXIM عن دعم المشاريع الرقمية، بحجة عدم خلقها لعدد كبير من الوظائف المحلية. فطبيعة التكنولوجيا الحديثة تُقاس ليس فقط بعدد الوظائف، بل بتأثيرها الجيوسياسي والاقتصادي العميق. دبلوماسية تجارية رقمية بحاجة إلى تحديث تشكو وزارة الخارجية الأمريكية من نقص الكوادر ذات الخلفية التقنية، ما يحد من قدرتها على المنافسة في صفقات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية. رغم استحداث أقسام جديدة مثل مكتب الفضاء السيبراني والتقنية، لا يزال التخصص غائبًا عن معظم السفراء والدبلوماسيين. لذلك خرجت مقترحات لدمج 'الخدمة التجارية الخارجية' مع وكالة التجارة والتنمية الأمريكية (USTDA)، وتوسيع عدد الموظفين في الأسواق الحيوية، مما يسمح بمواكبة الطلب المتزايد على العروض الأمريكية في مجالات مثل مراكز البيانات وخدمات السحابة الصناعية. نموذج جديد للشراكات التكنولوجية ترى إدارة ترمب أن الوقت قد حان لطرح نموذج بديل عن النموذج الصيني الذي يعتمد على الدعم الحكومي غير المشروط. وتسعى واشنطن إلى بناء شراكات تقنية قائمة على شروط واضحة؛ من يريد الحصول على الدعم الأمريكي، عليه الالتزام بحماية حقوق الملكية الفكرية، وتجنّب استخدام البنية التحتية الرقمية المرتبطة بالصين، والالتزام بشراء المنتجات والخدمات الأمريكية. في المقابل، ستقدم الولايات المتحدة لهذه الدول حوافز متعددة، تشمل تسهيلات في منح التراخيص، وتمويلًا من مؤسسات مثل DFC وEXIM، إضافة إلى برامج تدريب الكفاءات وربطها بالشركات الأمريكية العاملة في قطاع التكنولوجيا. وقد بدأ تطبيق هذا النموذج بالفعل. الفرصة الأخيرة للهيمنة الرقمية رغم امتلاك الولايات المتحدة اليد الأقوى في سوق التقنية، فإن غياب رؤية موحدة يضعف قدرتها على فرض نفوذ عالمي مستدام. المنافسة اليوم لا تتعلق فقط بالأسواق، بل بمن سيحدد قواعد التكنولوجيا العالمية لعقود قادمة. إن التخلي عن نهج الحذر المفرط، وتفعيل أدوات الاستثمار والدبلوماسية الرقمية، هو الطريق الوحيد لتثبيت ريادة واشنطن في عالم تُكتب فيه السياسة بلغات الأكواد والرقائق، لا فقط بالبروتوكولات والاتفاقيات.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
القانون الدولي.. من رآك؟
لأن العالم يعيش حروباً لا تتوقف، أحدثها الحرب المشتعلة حالياً بين إسرائيل وإيران، يكون منطقياً أن يتساءل الإنسان ألا توجد قوانين تضبط فوضى شن الحروب وتحد من تماديها في الإضرار بالبشر وتدمير الأوطان؟ بلى هناك ما يسمى بالقانون الدولي الذي يقيّد الحروب ويحد من أضرارها على المدنيين، وتنبثق منه عشرة قوانين يمكن الرجوع إليها من أي محرك بحث ومعرفة تفاصيلها، لكن عندما نرى ما حدث ويحدث في العالم يتبين لنا أن هذه القوانين لا تطبق، أو يطبق بعضها بانتقائية مزاجية لصالح طرف ضد آخر، وهذا قد يكون أسوأ من عدم التطبيق. في الحرب القائمة الآن يتأكد لنا أن المجتمع الدولي ومرجعياته القانونية عاجز عن اتخاذ إجراء يمنع التسارع الخطير لهذه الحرب باتجاه كارثة كبيرة، مجلس الأمن يحذّر من حرب إقليمية شاملة، لكنه غير قادر على منعها. ينعقد بشكل طارئ كي نسمع السجالات بين المتحدثين دون نتيجة. اجتماع الترويكا الأوروبية كوكيل للمفاوضات مع إيران لم يسفر عن نتيجة تبعث التفاؤل، الرئيس ترمب يناور بمهلة الأسبوعين، ويلوح بالويل والثبور إذا لم تتنازل إيران كليّاً عن مشروعها النووي وتصل إلى صفر تخصيب، وذلك ما ترفضه إيران إلى الآن، وتشترط وقف الهجمات الإسرائيلية عليها أولاً كي تقبل بمبدأ التفاوض مرة أخرى. لا صوت إلا صوت السلاح، المدمرات الأمريكية تبحر باتجاه المنطقة، والحديث يعلو عن القنابل الخارقة للتحصينات المنيعة تحت الأرض لتدمير المنشآت النووية المهمة كمنشأة فوردو. رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يحذّر من كارثة محتملة جداً في حال تدمير المنشآت النووية، وسكان الكوكب يترقبون ما سيحدث في هذه المنطقة الملتهبة دائماً. تراجعت كل الاهتمامات ببقية مشاكل العالم الأخرى، لا شيء في وسائل الاعلام غير متابعة ما يستجد من مفاجآت في هذه الحرب ذات الخطورة العالية، بينما القانون الدولي يغطُّ في سبات عميق.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
وزير الدفاع الأميركي: "مطرقة منتصف الليل" استغرقت شهورا لإعدادها
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأحد، إن واشنطن هاجمت منشآت إيران النووية الثلاث في فوردو ونطنز وأصفهان، مضيفاً "الآن وقت السلام". وأضاف ترمب، في منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، نفذنا هجوماً ناجحاً على فوردو ونطنز وأصفهان"، وأن "طائراتنا في طريق العودة". وأوضح الرئيس الأميركي أنه "تم إلقاء حمولة كبيرة من القنابل على فوردو، ولا جيش في العالم يستطيع فعل ما فعلناه". وتوعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس السبت، إسرائيل برد "أكثر تدميراً" على هجماتها، مشدداً على رفضه وقف البرنامج النووي، وذلك في اليوم التاسع للحرب بين البلدين. وفي ظل تمسك طهران برفض التفاوض في شأن برنامجها النووي مع تواصل الضربات الإسرائيلية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أول من أمس الجمعة، أن مهلة "أسبوعين" التي حددها الخميس، ليقرر ما إذا كان سيوجه ضربة لإيران هي "حد أقصى"، وأنه قد يتخذ قراره قبل انتهائها. وقال بزشكيان في محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ، إن "ردنا على العدوان المتواصل للكيان الصهيوني سيكون أكثر تدميراً"، وفق وكالة "إرنا" الرسمية. بدورها، هددت القوات المسلحة الإيرانية بضرب أي شحنة مساعدات عسكرية إلى إسرائيل "في سفن أو طائرات من أي دولة". وفي إسرائيل، أكد وزير الخارجية جدعون ساعر أن الضربات التي طاولت خصوصاً منشآت عسكرية ونووية، أخرت "لسنتين أو ثلاث سنوات" برنامج إيران النووي. وتنفي طهران السعي لامتلاك سلاح نووي، بينما تدافع عن حقوقها في الحصول على برنامج نووي لأغراض مدنية. وفي هذا السياق، نقلت إرنا عن بزشكيان قوله لماكرون، "نحن مستعدون للمناقشة والتعاون لبناء الثقة في مجال الأنشطة النووية السلمية، ومع ذلك، لا نقبل بتخفيض الأنشطة النووية إلى الصفر تحت أي ظرف". جاء ذلك فيما استمر تبادل الهجمات، أمس السبت، حيث سمعت مساء أصوات انفجارات في وسط وشمال طهران. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأول من أمس الجمعة، أجرى وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، محادثات في جنيف مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي. وحثوا إيران على إحياء الجهود الدبلوماسية مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل للملف النووي الإيراني، غير أن عراقجي أكد أن طهران لن تستأنف المحادثات مع واشنطن حتى توقف إسرائيل ضرب بلاده. وبعد ساعات من اللقاء بين الأوروبيين والإيرانيين في جنيف أول من أمس الجمعة، عد الرئيس الأميركي أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على المساعدة في إنهاء النزاع. ورداً على سؤال عن احتمال اتخاذه قراراً بضرب إيران قبل مرور أسبوعين، أضاف ترمب "أمنحهم فترة من الوقت، وأقول إن أسبوعين هما الحد الأقصى". والسبت، أرسل الجيش الأميركي ست قاذفات من طراز "بي -2" إلى قاعدة "غوام" القريبة من المنطقة، كما عزز قواعده العسكرية عبر إرسال مقاتلات إضافية من طرازات "أف-22" و"أف-16" و"أف-35" عبرت أوروبا وهي الآن إما في الشرق الأوسط أو في طريقها إلى هناك، وفق مسؤول أميركي تحدث إلى صحيفة "نيويورك تايمز". وبحسب المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، يمكن لهذه الطائرات مرافقة قاذفات "بي-2" التي قد تستهدف قاعدة "فوردو" الإيرانية، أو حماية القواعد والقوات الأميركية في المنطقة في حال وقوع ضربات انتقامية إيرانية عليها. إلى ذلك، هدد الحوثيون باستهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر، في حال تدخلت واشنطن إلى جانب حليفتها إسرائيل في الحرب ضد إيران الداعمة للمتمردين اليمنيين. تابعوا آخر التطورات في هذه التغطية المباشرة: