logo
دراسة: الحمض النووي يكشف صلة جينية بين قدماء المصريين وسكان بلاد ما بين النهرين

دراسة: الحمض النووي يكشف صلة جينية بين قدماء المصريين وسكان بلاد ما بين النهرين

يورو نيوزمنذ 3 أيام
في اكتشاف علمي غير مسبوق، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature أن الحمض النووي القديم لرجل عاش قبل نحو 4600 عام في مصر القديمة يحمل تركيبة جينية تشير إلى ارتباط وثيق بالحضارات التي نشأت في منطقة الهلال الخصيب، وتحديدًا بلاد ما بين النهرين.
وقام الباحثون، بقيادة فريق من معهد كريك في لندن وجامعة جون مورز في ليفربول، بتحليل جينوم كامل أُخذ من سن محفوظة داخل جرة جنائزية مغلقة في مقبرة صخرية بمنطقة "نُويرات" في مصر. وتُعد هذه العينة أول تسلسل جينومي مكتمل يُستخرج من مصر القديمة.
روابط جينية ومؤشرات حضارية
أظهرت نتائج الدراسة أن 80% من الجينوم يعود إلى سكان شمال إفريقيا، مع أقرب تطابق وراثي حالي في المغرب، بينما تعود نسبة 20% المتبقية إلى منطقة الهلال الخصيب شرقًا، بين نهري دجلة والفرات – أي إلى مناطق تُعتبر مهد حضارة بلاد ما بين النهرين.
ويقول الدكتور بونتوس سكوجلوند، رئيس مختبر الجينوم القديم في معهد كريك: "هذه البيانات تعطينا لمحة أولى عن تحركات الشعوب بين مصر وبلاد ما بين النهرين، وتفتح الباب أمام فهم أعمق للتواصل الحضاري والسكاني بين المنطقتين."
وتتوافق هذه النتائج مع أدلة أثرية سابقة أظهرت روابط تجارية وثقافية بين الحضارتين، من خلال تشابه في تقنيات صناعة الفخار والنظم الكتابية.
حياة رجل من عصر الأهرامات
تحليل الهيكل العظمي يشير إلى أن الرجل، الذي دُفن في مقبرة تعود للعصر الذي بُنيت فيه أهرامات الجيزة، كان في الستينيات من عمره وعانى من التهاب المفاصل، مما يرجح أنه كان يعمل في مهنة تتطلب جهدًا بدنيًا، كصناعة الفخار. ويُعتقد أنه عاش في بدايات الدولة القديمة، في زمن توحيد مصر العليا والسفلى، وهي مرحلة شهدت نهضة معمارية وثقافية كبرى.
تقدم تقني في استخراج الحمض النووي
استخدم العلماء تقنيات دقيقة لاستخلاص الحمض النووي من عينة صغيرة لا تتجاوز 20 ميليغرامًا من مسحوق سنّ، دون الإضرار بالهيكل العظمي حفاظًا على قيمته الأثرية. وتمت مضاعفة كمية البيانات الوراثية المستخلصة مقارنة بما يُستخدم في تحليل الجينوم البشري العادي، مما أتاح دقة عالية في النتائج.
دعوة لمزيد من البحث
ويؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة أولى نحو رسم خريطة جينية أوسع لحركة السكان في العصور القديمة. كما يدعو فريق الدراسة إلى توسيع نطاق الأبحاث وتحليل عينات إضافية من مواقع أخرى في مصر ومن فترات زمنية مختلفة، لمعرفة مدى عمق وتواتر التداخل الجيني بين الحضارتين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة: الحمض النووي يكشف صلة جينية بين قدماء المصريين وسكان بلاد ما بين النهرين
دراسة: الحمض النووي يكشف صلة جينية بين قدماء المصريين وسكان بلاد ما بين النهرين

يورو نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • يورو نيوز

دراسة: الحمض النووي يكشف صلة جينية بين قدماء المصريين وسكان بلاد ما بين النهرين

في اكتشاف علمي غير مسبوق، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature أن الحمض النووي القديم لرجل عاش قبل نحو 4600 عام في مصر القديمة يحمل تركيبة جينية تشير إلى ارتباط وثيق بالحضارات التي نشأت في منطقة الهلال الخصيب، وتحديدًا بلاد ما بين النهرين. وقام الباحثون، بقيادة فريق من معهد كريك في لندن وجامعة جون مورز في ليفربول، بتحليل جينوم كامل أُخذ من سن محفوظة داخل جرة جنائزية مغلقة في مقبرة صخرية بمنطقة "نُويرات" في مصر. وتُعد هذه العينة أول تسلسل جينومي مكتمل يُستخرج من مصر القديمة. روابط جينية ومؤشرات حضارية أظهرت نتائج الدراسة أن 80% من الجينوم يعود إلى سكان شمال إفريقيا، مع أقرب تطابق وراثي حالي في المغرب، بينما تعود نسبة 20% المتبقية إلى منطقة الهلال الخصيب شرقًا، بين نهري دجلة والفرات – أي إلى مناطق تُعتبر مهد حضارة بلاد ما بين النهرين. ويقول الدكتور بونتوس سكوجلوند، رئيس مختبر الجينوم القديم في معهد كريك: "هذه البيانات تعطينا لمحة أولى عن تحركات الشعوب بين مصر وبلاد ما بين النهرين، وتفتح الباب أمام فهم أعمق للتواصل الحضاري والسكاني بين المنطقتين." وتتوافق هذه النتائج مع أدلة أثرية سابقة أظهرت روابط تجارية وثقافية بين الحضارتين، من خلال تشابه في تقنيات صناعة الفخار والنظم الكتابية. حياة رجل من عصر الأهرامات تحليل الهيكل العظمي يشير إلى أن الرجل، الذي دُفن في مقبرة تعود للعصر الذي بُنيت فيه أهرامات الجيزة، كان في الستينيات من عمره وعانى من التهاب المفاصل، مما يرجح أنه كان يعمل في مهنة تتطلب جهدًا بدنيًا، كصناعة الفخار. ويُعتقد أنه عاش في بدايات الدولة القديمة، في زمن توحيد مصر العليا والسفلى، وهي مرحلة شهدت نهضة معمارية وثقافية كبرى. تقدم تقني في استخراج الحمض النووي استخدم العلماء تقنيات دقيقة لاستخلاص الحمض النووي من عينة صغيرة لا تتجاوز 20 ميليغرامًا من مسحوق سنّ، دون الإضرار بالهيكل العظمي حفاظًا على قيمته الأثرية. وتمت مضاعفة كمية البيانات الوراثية المستخلصة مقارنة بما يُستخدم في تحليل الجينوم البشري العادي، مما أتاح دقة عالية في النتائج. دعوة لمزيد من البحث ويؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة أولى نحو رسم خريطة جينية أوسع لحركة السكان في العصور القديمة. كما يدعو فريق الدراسة إلى توسيع نطاق الأبحاث وتحليل عينات إضافية من مواقع أخرى في مصر ومن فترات زمنية مختلفة، لمعرفة مدى عمق وتواتر التداخل الجيني بين الحضارتين.

تلوث الهواء يسبب طفرات جينية مرتبطة بسرطان الرئة حتى لدى غير المدخنين
تلوث الهواء يسبب طفرات جينية مرتبطة بسرطان الرئة حتى لدى غير المدخنين

يورو نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • يورو نيوز

تلوث الهواء يسبب طفرات جينية مرتبطة بسرطان الرئة حتى لدى غير المدخنين

وأظهرت الدراسة، التي جاءت ضمن تحقيق عالمي حول السرطان، ونُشرت في مجلة Nature، أن الإصابة بسرطان الرئة لا ترتبط دائمًا بالتدخين، إذ يمكن للأشخاص الذين لا يملكون تاريخًا من التدخين أن يصابوا بالمرض. كما تبيّن أن التعرض غير المباشر لدخان التبغ يؤدي إلى ارتفاع طفيف فقط في الطفرات الجينية المسببة للسرطان. وأشار الباحثون إلى أن تزايد أعداد المصابين بسرطان الرئة بين غير المدخنين أصبح "مشكلة عالمية ملحّة ومتفاقمة"، حيث تُقدّر نسبتهم حاليًا بين 10% و25% من إجمالي الحالات، ومعظم هذه الإصابات هي من نوع "السرطان الغدي" (adenocarcinoma). ويثير القلق أن عدد الإصابات السنوية بسرطان الرئة يزداد بنحو 2.5 مليون حالة، وأن أكثر من مليون شخص توفي في الصين بسببها، حيث يُعد التدخين وتلوث الهواء والملوثات البيئية الأخرى من أبرز العوامل المسببة هناك. وفي هذا السياق، قال البروفيسور لودميل ألكسندروف، أحد كبار مؤلفي الدراسة من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "لاحظنا هذا الاتجاه المقلق، لكن لم نكن نعلم سببه. وتُظهر أبحاثنا أن تلوث الهواء مرتبط بشكل كبير بأنواع الطفرات الجينية نفسها التي نربطها عادة بالتدخين". كما لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات أعلى من تلوث الهواء يعانون من قِصر في التيلوميرات – وهي سلاسل واقية من الحمض النووي، تعطي مؤشرًا على تسارع انقسام الخلايا، وهي سمة أساسية في تطور السرطان. وقد أظهرت دراسات حديثة أن أعلى معدلات الإصابة بسرطان الغدد الرئوية المرتبط بتلوث الهواء سُجّلت في شرق آسيا. أما في بريطانيا، فرغم أن المعدلات أقل، إلا أنها لا تزال تسجل أكثر من 1100 حالة جديدة سنويًا.

"أطفال حسب الطلب".. قفزة علمية نحو كتابة الشيفرة الوراثية وسط تحديات أخلاقية متصاعدة
"أطفال حسب الطلب".. قفزة علمية نحو كتابة الشيفرة الوراثية وسط تحديات أخلاقية متصاعدة

يورو نيوز

time٢٧-٠٦-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

"أطفال حسب الطلب".. قفزة علمية نحو كتابة الشيفرة الوراثية وسط تحديات أخلاقية متصاعدة

شرع فريق من العلماء البريطانيين في مشروع علمي رائد يهدف إلى تركيب الجينوم البشري من الصفر داخل المختبر، في خطوة تهدف إلى تعميق الفهم لآليات عمل الحمض النووي (DNA) وفتح آفاق جديدة لتطوير علاجات طبية مبتكرة لأمراض مستعصية. ويحمل المشروع، الذي يحمل اسم "الجينوم البشري الاصطناعي" (SynHG)، طموحًا كبيرًا لتطوير تقنيات قادرة على تصنيع أجزاء طويلة من الشيفرة الوراثية البشرية، ومن ثم إدراجها داخل خلايا حية لدراسة طريقة عملها وتفاعلاتها. ويأمل الباحثون أن تساهم النتائج المتوقعة في تمهيد الطريق أمام جيل جديد من العلاجات الجذرية، مثل خلايا بشرية مقاومة للهجمات المناعية أو للفيروسات المعقدة، ما قد يفتح المجال لزراعتها في أجسام مرضى يعانون من أمراض مناعية ذاتية أو أضرار مزمنة في الكبد ناجمة عن التهابات فيروسية طويلة الأمد. وقال البروفيسور جيسون تشين، قائد المشروع من مختبر البيولوجيا الجزيئية التابع لمجلس البحوث الطبية (MRC) في مدينة كامبريدج: "المعرفة التي سنكتسبها من تركيب الجينوم البشري يمكن أن تكون مفيدة مباشرة في تطوير علاجات لأي مرض تقريبًا". ورغم أن العلماء تمكنوا من قراءة الحمض النووي منذ عقود – مع إعلان أول مسودة للجينوم البشري قبل 25 عامًا – فإن القدرة على "كتابة" الجينوم لا تزال تحديًا تقنيًا كبيرًا، مقارنة بالتطور السريع لتقنيات القراءة. ويبدأ المشروع الجديد بتركيب أجزاء من أحد الكروموسومات البشرية واختبارها داخل خلايا جلدية بشرية، بمشاركة فرق بحثية من جامعات كامبريدج، كِنت، مانشستر، أوكسفورد، وكلية إمبريال في لندن. وكان فريق البروفيسور تشين قد نجح مؤخرًا في تركيب الجينوم الكامل لبكتيريا إي كولاي، التي تحتوي على نحو 4.5 مليون زوج قاعدي، في حين أن الجينوم البشري يتجاوز الثلاثة مليارات زوج قاعدي، ما يعكس التحدي الضخم أمام المشروع. وقال الدكتور جوليان سيل، الباحث في نفس المعهد، إن "الجينوم البشري ليس مجرد مجموعة جينات مصطفّة. ثمة مناطق واسعة تُعرف بـ "المادة المظلمة" للجينوم لا نعرف وظيفتها بعد، وإذا استطعنا تركيب الجينوم وفهمه، سنتمكن من فك أسراره بالكامل". ويتضمّن المشروع أيضًا محورًا بحثيًا موازيًا لدراسة الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية المترتبة على تصنيع الجينومات في المختبر، تقوده البروفيسورة جوي زانغ من جامعة كِنت. وقال الدكتور سيل: "رغم أن تطبيق العلاجات الفعلية لا يزال بعيدًا، إلا أن الوقت حان لبدء النقاش حول ما نريده من هذه التكنولوجيا وما يجب تجنّبه". ورحّب البروفيسور إيان براسينغتون، المتخصص في أخلاقيات التكنولوجيا الجينية بجامعة مانشستر، بالمشروع، مشيرًا إلى إمكانية استخدام نتائجه مستقبلاً في تصنيع ميتوكوندريا اصطناعية (وهي العضيات التي تمد الخلايا بالطاقة)، ما سيساعد النساء الحاملات لأمراض ميتوكوندرية على تجنّب نقلها إلى أطفالهن دون الحاجة إلى متبرعات بالبويضات، وهو ما "سيقلّص العبء على عدد كبير من النساء". لكنه حذر أيضًا من المخاطر المحتملة، مثل إنتاج بكتيريا معدّلة وراثيًا قادرة على تفكيك البتروكيماويات أو معالجة التلوث النفطي، مشيرًا إلى أن "تسرّب مثل هذه الكائنات إلى البيئة قد يكون كارثيًا". مخاوف أخلاقية: أطفال حسب الطلب؟ ومن بين المخاوف التي أثيرت، خطر استخدام التكنولوجيا لإنجاب "أطفال مصمّمين"، حيث يمكن للآباء تعديل خصائص وراثية لأطفالهم قبل ولادتهم، ما يطرح تساؤلات حول حدود السيطرة الأبوية. وأشار براسينغتون إلى احتمال أن يقوم بعض المشاهير بترخيص أجزاء من حمضهم النووي ليتمكن الآخرون من نسخه. كما حذّر من سيناريوهات قد تتيح استنساخ الحمض النووي لشخص ما واستخدامه لإنجاب طفل دون علمه أو مشاركته الجسدية، ما يفتح الباب أمام تعقيدات أخلاقية وقانونية غير مسبوقة. ورغم هذه المخاوف، ختم براسينغتون بالقول: "معظم السيناريوهات المتعلقة بالأطفال المصممين تعتمد على تكنولوجيا لا تزال بعيدة التحقق. لست قلقًا للغاية حاليًا، لكن يجب أن نكون يقظين".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store