
قاعدة 30-30-30 تشعل ترندات الصحة: مفيدة أم مجرد وهم؟
تعتمد قاعدة 30-30-30 على فكرة بسيطة تُطبَّق في بداية اليوم، وتنص على تناول 30 غرامًا من البروتين خلال أول 30 دقيقة بعد الاستيقاظ من النوم، يتبعها 30 دقيقة من التمارين الرياضية الخفيفة إلى المتوسطة. هذه الاستراتيجية، التي تعود جذورها إلى عالم اللياقة البدنية، تهدف إلى تحفيز عملية التمثيل الغذائي مبكرًا، ومنع تقلبات السكر في الدم، وتقليل الشهية على مدار اليوم.
أحد الأسباب التي جعلت هذه القاعدة تكتسب زخمًا كبيرًا هو تركيزها على البروتين كعنصر غذائي أساسي. فالبروتين لا يساعد فقط في بناء العضلات، بل يُسهم أيضًا في تعزيز الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة والمأكولات الغنية بالسكريات لاحقًا خلال اليوم. وعندما يُقترن ذلك بممارسة رياضة خفيفة مثل المشي أو ركوب الدراجة أو حتى التمارين الهوائية البسيطة، فإن الجسم يُحفَّز لحرق الدهون بشكل أكثر كفاءة.
من الناحية الصحية، يرى العديد من خبراء التغذية أن قاعدة 30-30-30 يمكن أن تكون مفيدة، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في تنظيم الشهية أو أولئك الذين يتخطّون وجبة الإفطار، مما يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام لاحقًا. كما قد يستفيد منها الأشخاص الذين يرغبون في بدء روتين صحي دون اللجوء إلى أنظمة غذائية قاسية. لكن في المقابل، يؤكد الأطباء أن فعالية هذه القاعدة تعتمد على نوعية البروتين المُتناوَل، ونوع التمارين، وباقي نمط الحياة اليومي. فتناول بروتين عالي الجودة (كالبيض، أو اللبن، أو البروتين النباتي الكامل) هو ما يُحدث الفارق، وليس مجرد الكمية.
لكن هذه القاعدة ليست مناسبة للجميع. فالأشخاص المصابون بمشاكل في الكلى، أو من لديهم نظام غذائي مقيد (كالنباتيين الصرف أو مرضى السكري)، قد يحتاجون إلى تعديل الكمية أو التوقيت وفقًا لتوصيات طبية. كما أن التمارين الصباحية قد لا تكون الخيار المثالي لمن يعاني من أمراض قلبية أو التهابات في المفاصل. ومن هذا المنطلق، يُفضَّل دائمًا استشارة أخصائي تغذية قبل اعتماد هذه القاعدة كجزء دائم من الروتين اليومي.
اللافت في قاعدة 30-30-30 أنها تروّج لفكرة التوازن والبدء الإيجابي ليوم نشيط، دون الحاجة إلى حرمان أو تعقيدات. فهي لا تشترط حساب السعرات الحرارية بدقة، ولا تمنع أنواعًا معينة من الطعام، بل تركز على التغذية الواعية والنشاط المبكر، وهو ما قد يكون مفيدًا نفسيًا أيضًا، خاصةً للأشخاص الذين يبحثون عن عادات صحية يمكنهم الالتزام بها على المدى الطويل.
في الختام، يمكن القول إن قاعدة 30-30-30 ليست حلًا سحريًا، لكنها أداة مساعدة فعّالة ضمن استراتيجية شاملة لإنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة، بشرط أن تُطبَّق بشكل مدروس ووفقًا لحاجة كل فرد. فكما هو الحال في كل نظام صحي، لا توجد قاعدة تنجح مع الجميع، لكن التوازن والالتزام هما العنصران الأهم في أي رحلة نحو حياة أكثر صحة ونشاطًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 2 ساعات
- ليبانون 24
أيهما أكثر أمانا لصحة الأمعاء؟.. لحم البقر أم الدجاج؟
أجرى فريق من الباحثين الإسبان دراسة حديثة لمقارنة تأثير تناول نوعين شائعين من البروتين الحيواني – لحم البقر والدجاج – على ميكروبيوم الأمعاء لدى مجموعة من الأفراد الأصحاء. وأظهرت الدراسة المثيرة للجدل أن تناول لحم البقر قليل الدهن قد يكون أقل ضررا على صحة الأمعاء من تناول الدجاج، رغم الاعتقاد السائد بأن الدواجن خيار أكثر أمانا. وأظهرت النتائج أن النظام الغذائي القائم على الدجاج ارتبط بانخفاض ملحوظ في تنوع وثراء البكتيريا النافعة في الأمعاء، مقارنة بالنظام القائم على لحم البقر. كما تم رصد ارتفاع في مستويات بعض البكتيريا الضارة بعد تناول الدجاج، وهي بكتيريا سبق ربطها بأمراض عديدة، منها سرطان الأمعاء. وعلى الجانب الآخر ، أدى تناول لحم البقر إلى زيادة في بكتيريا نافعة تعرف باسم "البلوتيا"، التي تلعب دورا مهما في تقوية الحاجز المخاطي للأمعاء والوقاية من الالتهابات.


صدى البلد
منذ 2 أيام
- صدى البلد
لسعرات قليلة.. طريقة فطار البيض بالمشروم
قدمت الدكتورة ندى سعيد خبيرة التغذية عبر صفحتها على الفيسبوك، طريقة عمل الأومليت بالمشروم والشيدر لأصحاب الدايت. وجبة مغذية وسهلة التحضير.. السعرات الحرارية: ٣٥٢ | الكربوهيدرات: ١٠ جم | الدهون: ٢٥ جم | البروتين: ٢٣ جم المكونات (تكفي شخص واحد): - ١ ملعقة صغيرة زيت كانولا (أو زيت زيتون) - ¼ بصلة متوسطة، مفرومة (٨٣ جم) - ٢ بيضة كبيرة مخفوقة (١١٢ جم) - ⅔ كوب مشروم مقطع (٥٧ جم) - ١ أوقية جبنة شيدر قليلة الملح، مبشورة (٢٨ جم) طريقة التحضير: ١- سخني الزيت في طاسة غير لاصقة على نار متوسطة. ضيفي البصل والمشروم وشوحيهم لمدة ٥ دقايق لحد ما البصل يبقى طري وشفاف. شيلهم من الطاسة وحطيهم على جنب. ٢- صبي البيض المخفوق في الطاسة واطبخيه لمدة ٣ دقايق. قلبي البيض على الناحية التانية واتركيه لمدة دقيقتين كمان. ٣- ضيفي خليط البصل والمشروم والجبنة على نص الأومليت اطوي النص التاني فوقهم وسيبيه على النار لمدة دقيقة أو دقيقتين لحد ما الجبنة تسيح. نصيحة: ممكن تضيفي طبق جانبي من الخضار الطازة أو شريحة توست حبوب كاملة عشان تبقي الوجبة متكاملة.


الديار
منذ 3 أيام
- الديار
حساسية الغلوتين عند الأطفال: المرض الخفي الذي يهدد النمو
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تُعد حساسية الغلوتين أو ما يُعرف طبيًا بـ"الداء البطني" من المشكلات الصحية المتزايدة التي تُصيب الأطفال في مختلف أنحاء العالم، لكنها غالبًا ما تُشخّص في وقت متأخر بسبب تشابه أعراضها مع أمراض أخرى. الغلوتين هو بروتين يوجد بشكل رئيسي في القمح، الشعير، والجاودار، ويؤدي استهلاكه لدى الأطفال المصابين إلى استجابة مناعية غير طبيعية تهاجم بطانة الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى التهابات ومشكلات في الامتصاص الغذائي. تتفاوت أسباب حساسية الغلوتين بين الاستعداد الجيني والعوامل البيئية. فالأطفال الذين ينتمون إلى عائلات لديهم تاريخ في الإصابة بهذا المرض أو بأمراض مناعية مثل السكري من النوع الأول، هم أكثر عرضة للإصابة. كما تلعب بعض العوامل البيئية دورًا محتملًا، مثل توقيت إدخال الغلوتين في النظام الغذائي خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وعدد مرات الإصابة بعدوى معوية في السنوات الأولى من العمر. إضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن الولادة القيصرية وعدم الرضاعة الطبيعية قد يسهمان في اختلال التوازن البكتيري في الأمعاء، مما قد يُضعف مناعة الطفل ويزيد احتمالية تطور الحساسية. أما من ناحية الأعراض، فهي غالبًا ما تكون خادعة ومتنوعة. قد يعاني الطفل من الإسهال المزمن، الانتفاخ، نقص الوزن، أو تأخر في النمو. وفي حالات أخرى، قد تظهر أعراض غير هضمية مثل فقر الدم، التهيج، ضعف التركيز، أو الطفح الجلدي المعروف باسم "التهاب الجلد الحلئي الشكل". هذا التنوع في الأعراض يجعل من التشخيص الدقيق أمرًا معقدًا ويحتاج إلى اختبارات دموية وتحاليل نسيجية دقيقة لتأكيد الإصابة. تتمثل التداعيات طويلة المدى لحساسية الغلوتين غير المشخّصة أو غير المعالجة في اضطرابات شديدة في امتصاص الفيتامينات والمعادن، ما يؤدي إلى تأخر النمو العقلي والجسدي، وضعف العظام، ومشكلات في الخصوبة في مراحل لاحقة من الحياة. كما أن استمرار الالتهاب المزمن في الأمعاء قد يُمهّد للإصابة بأمراض مناعية أخرى على المدى البعيد. الخطوة الأساسية في العلاج تكمن في اتباع نظام غذائي صارم خالٍ تمامًا من الغلوتين، وهو أمر يحتاج إلى وعي كبير من الأهل والمجتمع المحيط بالطفل، خاصة في المدرسة أو الأماكن العامة. هذا النمط الغذائي لا يُعتبر مجرد "اختيار صحي"، بل هو علاج أساسي مدى الحياة لتجنب المضاعفات الخطيرة. كما ينبغي أن يحصل الطفل على دعم نفسي واجتماعي لتقبل التغيير في نمط حياته، خاصة أنه قد يواجه شعورًا بالعزلة أو الاختلاف عن أقرانه. في الختام، يُظهر موضوع حساسية الغلوتين عند الأطفال مدى أهمية الكشف المبكر والتوعية المستمرة حول هذا النوع من الاضطرابات المناعية. من الضروري أن يكون الأطباء والأهالي والمعلمون على دراية بأعراضه، وأن يتعاونوا لضمان بيئة آمنة وصحية للطفل المصاب، ما يضمن له حياة طبيعية ونموًا سليمًا رغم التحديات الغذائية.