
ويستمر الحوثي
جفرا نيوز -
إسماعيل الشريف
لا يوجد شيء اسمه نصر صغير حين يكون عدوك أقوى منك بعشرات المرات- مالكوم إكس.
بعد كارثة فيتنام، قررت الولايات المتحدة إعادة بناء قواتها المسلحة لتصبح الأقوى في التاريخ. وكان من أبرز تلك القرارات اعتماد الأسلحة الذكية، وعلى رأسها الصواريخ الموجّهة، التي استُخدمت لأول مرة في العراق وأفغانستان عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقد تعرّف العالم على هذه الأسلحة حين استهدفت القوات الأمريكية ملجأ العامرية في بغداد عام 1991، أحد أكثر الملاجئ تحصينًا والمكتظ بالمدنيين، فاستُشهد فيه نحو أربعمئة مدني.
وأثناء هذا التحول العسكري، برز مصطلح «المجمّع الصناعي العسكري» ليصف تحالفًا واسعًا يضم شركات صناعة الأسلحة، والسياسيين الفاسدين، والمقاولين، ومراكز الأبحاث، ووسائل الإعلام التي تغذي الحروب لتضخيم الأرباح. ومع مرور الوقت، باتت الحروب الأمريكية تخدم هذا التحالف، فانخرطت واشنطن في نزاعات لا تنتهي.
وكانت اليمن إحدى هذه الحروب!
أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة استهدفت أكثر من ألف موقع في اليمن، شملت منشآت للقيادة والسيطرة، وأنظمة للدفاع الجوي، ومرافق لتصنيع الأسلحة وتخزينها، إضافة إلى البنية التحتية. وأسفرت هذه الضربات عن اغتيال عشرات من قادة الحوثيين.
لكن كلفة هذه العملية كانت باهظة للغاية، إذ استخدمت واشنطن قاذفات «بي-2»، وحاملتي طائرات، إلى جانب أنظمة «باتريوت» و»ثاد»، وتجاوزت التكاليف حاجز المليار دولار. ونفذت القوات الأمريكية أكثر من ألف طلعة جوية على اليمن، ومع ذلك، واصل الحوثيون إطلاق النار على السفن، واستخدام المسيّرات، واستهداف الكيان الصهيوني.
خلال فترة حكم بايدن، سعت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية إلى الحصول على موافقته لشن حملة عسكرية ممتدة على اليمن لمدة عام، إلا أنه رفض، مكتفيًا بالموافقة على حملة محدودة. ثم جاء ترامب، وبفعل ضغوط البنتاغون، منحهم مهلة لأشهر. غير أن فضيحة تطبيق «سيجنال»، التي تسرّبت عبره خطط واشنطن في اليمن، إلى جانب تقارير عن استهداف الحوثيين لحاملة الطائرات يو إس تودي، وسقوط طائرة «إف-16»، سرّعت بإنهاء العملية.
طلب البيت الأبيض من البنتاغون تقريرًا مفصّلًا عن نتائج العمليات، يشمل عدد الذخائر المستخدمة وتكلفتها. وأظهرت التقارير أن الحوثيين أُضعفوا، لكن ليس بما يكفي، إذ تمكنوا من نقل ذخائرهم إلى مواقع تحت الأرض، وظلوا قادرين على إعادة بناء قدراتهم.
أما القشة التي قصمت ظهر البعير، بحسب التحليلات، فكانت النقص الحاد في مخزون الصواريخ الذكية، التي تسعى الولايات المتحدة للاحتفاظ بها تحسّبًا لأي غزو صيني محتمل لتايوان. ويُعتقد أن هذا العامل كان السبب الحاسم في وقف العدوان على اليمن.
حينها، اقتنع ترامب بأن الحرب على اليمن باهظة وفاشلة، وتُضعف الولايات المتحدة في حال نشوب صراع مع الصين. فأعلن «نصرًا» على الحوثيين، وكتب على منصة «تروث سوشال»:
«لقد قالوا -أي الحوثيون- من فضلكم لا تقصفونا، ونحن لن نهاجم سفنكم... سأقبل كلامهم، وسنوقف القصف على الحوثيين فورًا.»
ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل وصف الحوثيين لاحقًا بـ»الشجعان»، وما إن تلقّوا هذا الإطراء حتى زادت شهيتهم، وأطلقوا الصواريخ بكثافة نحو الكيان الصهيوني، فشلّوا حركة مطار بن غوريون، وتركت الولايات المتحدة مجرم الحرب نتن ياهو وحيدًا في مواجهة تصعيد غير مسبوق، وهو، كما هو معروف، عاجز عن التصدي لهذه الصواريخ دون دعم أمريكي مباشر.
ولكي يهرب نتن ياهو من هذه الورطة، ويستمر في إبادته، والخروج من أزماته الداخلية، يحاول جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران. يُطلق التهديدات يمنة ويسرة، متوعدًا بضرب طهران، ضربة تمنحه طوق نجاة، ولو كان ثمن ذلك إشعال المنطقة بأكملها.
وبرأيي، فإن ترامب يبدو سعيدًا بصواريخ الحوثيين، بل يستخدمها كورقة ضغط في معركته غير المعلنة مع نتن ياهو. فهذه الصواريخ التي تربك الكيان قد تُستخدم كورقة تكتيكية لدفع نتن ياهو نحو وقف المجازر، وتخدم مصالح ترامب في إعادة رسم المعادلات، وفق رؤيته.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 2 ساعات
- رؤيا
جيش الاحتلال يدعو لإخلاء مناطق واسعة شمال غزة تمهيدًا لتوسيع هجومه
جيش الاحتلال: المناطق المذكورة "ستُعتبر من هذه اللحظة مناطق قتال خطيرة" أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل الخميس، بيانًا يدعو سكان مناطق واسعة شمالي قطاع غزة إلى الإخلاء الفوري، تمهيدًا لتوسيع عملياته العسكرية في القطاع المحاصر. وقال البيان، ، إن "المقاومة الفلسطينية تواصل نشاطها في مناطق العطاطرة، وجباليا البلد، والشجاعية، والدرج، والزيتون"، مضيفًا أن "جيش الدفاع سيوسع نشاطه الهجومي في هذه المناطق لتدمير قدرات المقاومة". وحذر البيان من أن المناطق المذكورة "ستُعتبر من هذه اللحظة مناطق قتال خطيرة"، داعيًا السكان إلى إخلائها فورًا باتجاه الغرب حفاظًا على سلامتهم، وفق تعبيره. وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت بأن طائرات الاحتلال شنت غارات جوية عنيفة على جباليا البلد ومناطق متفرقة أخرى شمالي القطاع، في يوم دام جديد أسفر عن سقوط عشرات الشهداء، في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على غزة. جهود وقف إطلاق النار وفي سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، والرئيس دونالد ترمب، قدما مقترحًا لوقف إطلاق النار إلى حركة حماس، وأن "تل أبيب أيدت هذا المقترح ودعمته". لكن حركة حماس أبدت موقفًا أوليًا متحفظًا تجاه المسودة الأمريكية، إذ قال باسم نعيم، أحد قيادات الحركة، في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس"، إن "الرد الصهيوني يعني في جوهره تكريس الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة"، معتبرًا أن المقترح "لا يلبي أيا من مطالب شعبنا، وعلى رأسها وقف الحرب ورفع الحصار".


خبرني
منذ 3 ساعات
- خبرني
محكمة أميركية تعيد فرض رسوم ترمب غداة تعليقها
خبرني - أعادت محكمة استئناف اتحادية أميركية، الخميس، فرض الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، وذلك بعد يوم من حكم محكمة تجارية بوقف تنفيذها بأثر فوري قائلة إن ترامب تجاوز سلطته بإصدار هذه الرسوم. ولم يقدم قرار دائرة محكمة الاستئناف الاتحادية في واشنطن أي رأي أو تعليل، وإنما وجّه المدعين في القضية باتخاذ إجراء بحلول الخامس من حزيران والإدارة الأميركية بحلول التاسع منه. وكان الحكم المفاجئ الصادر عن محكمة التجارة الدولية الأميركية الأربعاء قد هدد بإلغاء الرسوم أو على الأقل تأجيل فرضها على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين، بالإضافة إلى رسوم الاستيراد على السلع من كندا والمكسيك والصين والمتعلقة باتهامه الدول الثلاث بتسهيل تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة. وفي وقت سابق اليوم هون مسؤولون كبار في إدارة ترامب من شأن التأثير الناجم عن قرار محكمة التجارة، وعبروا عن ثقتهم في إلغاء القرار بعد الطعن وأكدوا وجود سبل قانونية أخرى يمكن استخدامها حتى صدور قرار جديد. وشهدت الأسواق المالية، التي تذبذبت بشدة مع كل منعطف في حرب ترامب التجارية الفوضوية، تفاؤلا حذرا اليوم. وطعنت إدارة ترامب فورا على الحكم وطلبت من محكمة استئناف وقفه والسماح ببقاء نظام الرسوم الجمركية ساريا. ووضع ترامب الرسوم الجمركية في القلب من جهوده لانتزاع تنازلات من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بما في ذلك الحلفاء التقليديون مثل الاتحاد الأوروبي. وفي مقابلة مع فوكس بيزنس الخميس، عبر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت عن ثقته في أن الحكم سيُلغَى في نهاية المطاف. وقال إن الأمر لن يعوق توقيع اتفاقات تجارية جديدة. وقال هاسيت "إذا كان هناك عراقيل صغيرة هنا أو هناك بسبب قرارات يتخذها قضاة يتصرفون مثل النشطاء السياسيين، فالأمر غير مقلق على الإطلاق، وبالتأكيد لن يؤثر ذلك على المفاوضات". وفي مقابلة مع بلومبرج قال المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو، وهو من أشد المؤيدين لزيادة الرسوم الجمركية، إن إدارة ترامب ربما تعتمد على قوانين أخرى لتطبيق رسوم الاستيراد إذا ظل قرار المحكمة ساريا. واستند ترامب في قراراته إلى قانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية الطارئة، وهو قانون يهدف إلى مواجهة التهديدات في أثناء حالات الطوارئ الوطنية، لفرض رسوم جمركية على كل شريك تجاري للولايات المتحدة تقريبا، مما أثار مخاوف من حدوث ركود عالمي. وعلق الرئيس العديد من الرسوم الجمركية حتى أوائل تموز بعد أن شهدت الأسواق حالة من الاضطراب.


الوكيل
منذ 3 ساعات
- الوكيل
حماس: المقترح الأميركي الذي وافقت عليه إسرائيل لا يستجيب...
12:05 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- أعلن مسؤول في المكتب السياسي لحركة حماس مساء الخميس أن المقترح الأميركي حول هدنة في غزة والذي قالت واشنطن إن إسرائيل وافقت عليه "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا". اضافة اعلان وقال المسؤول إن "رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة (حتى في فترة التهدئة الموقتة)، ولا يستجيب لأي من مطالب شعبنا وفي مقدمها وقف الحرب والمجاعة"، لكنه تدارك "مع ذلك، تدرس قيادة الحركة بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح". وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض "يمكنني التأكيد أن الموفد الخاص (ستيف) ويتكوف والرئيس (دونالد ترامب) أرسلا إلى حماس اقتراحا لوقف إطلاق النار وافقت عليه اسرائيل وأيدته. إسرائيل وقعت هذا الاقتراح قبل إرساله الى حماس". وأضافت "يمكنني أيضا أن أؤكد أن هذه المباحثات مستمرة، ونأمل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة حتى نتمكن من إعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم". لكن مصدرا قريبا من حماس قال إن "المقترح الجديد الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وتسلمته حماس عبر الوسطاء، يُعتبر تراجعاً عن مقترح ويتكوف الذي تضمن اتفاق إطار والذي قُدم قبل عدة أيام لحماس وقبلته"، موضحا أنه "كان يتضمن التزاماً أميركيا بشأن مفاوضات وقف النار الدائمة". وأضاف المصدر "من الصعب أن تقبل حماس المقترح طالما لا يشتمل على ضمانات أميركية للمفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار خلال فترة الهدنة الموقتة". وقال مصدران قريبان من المفاوضات إن المقترح الأميركي الجديد يشتمل على هدنة لستين يوما يمكن تمديدها حتى سبعين، وإفراج حماس عن عشرة رهائن أحياء وتسعة قضوا، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين خلال الأسبوع الأول، على أن تتم في الأسبوع الثاني عملية تبادل ثانية تشمل العدد نفسه من المحتجزين الأحياء والأموات. وأوضح المصدران أن حماس وافقت الأسبوع الفائت على عمليتي تبادل وفق الشروط نفسها، على أن تتم الأولى في الأسبوع الأول من الهدنة والثانية في الأسبوع الأخير.