
"كاروت ماكسينغ" بشرة نضرة وسمرة بلا شمس.. فما مخاطره؟
وفيها يروّج بعض المستخدمين لفكرة تحسين نضارة الجلد وتقليل حب الشباب وإمكانية الحصول على سُمرة جذابة وطبيعية دون الحاجة للتعرض إلى الشمس، وذلك عن طريق استهلاك كميات كبيرة من الجزر يوميا.
ولكن ما الكمية الزائدة؟ وهل تُحقق هذه الصيحة ادعاءاتها الصحية والجمالية حقا؟
ما الكاروت ماكسينغ؟
"كاروت ماكسينغ" وترجمته "الإفراط في تناول الجزر" هو مصطلح شائع على تيك توك وموقع ريديت العالمي، وفيه يُكثر المشتركون من تناول الجزر، إما نيئا أو معصورا أو مطبوخا، اعتقادا منهم أن ذلك يُحسّن لون بشرتهم ويعطيها سُمرة ارتياد الشواطئ بفضل مستوياته العالية من البيتا كاروتين، وهي صبغة طبيعية موجودة في الخضراوات البرتقالية اللون.
ويزعم بعض المستخدمين أن تناول كيلوغرامات كاملة من الجزر النيئ يوميا، أو شرب عدة لترات من عصير الجزر الطازج يوميا، يحقق أفضل النتائج. ومع ذلك، يحذر الكثيرون، وخاصة خبراء التغذية والصحة العامة، من بعض العواقب الوخيمة لهذا النوع من التطرف.
الإفراط في تناول الجزر له تبعات صحية
لا شك أن الجزر غني بالعناصر الغذائية عند تناوله باعتدال. فهو يُعد مصدرا غنيا بمركبات البيتا كاروتين أو (بروفيتامين أ)، والتي يحولها الجسم إلى فيتامين أ، الضروري لصحة البصر، ووظائف المناعة، وتجديد البشرة ونقائها وحمايتها من التلف وتأثيرات الشوائب وتلوث الجو.
كما يحتوي الجزر على مضادات أكسدة ومركبات نباتية فريدة مثل الفالكارينول والفالكارينديول، والتي ثبت أنها تقلل من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والقولون والمستقيم والبروستاتا، خاصة عند تناوله نيئا.
وقد ربطت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أن تناول الجزر بانتظام يعمل على تحسين ضغط الدم، مما يشير إلى فوائد محتملة لصحة القلب. فيما تساعد المركبات النشطة بيولوجيًا في الجزر على تقليل الالتهاب الجهازي، وهو عامل رئيسي في فرص الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
كما يمكن أن يرتبط نقص الكاروتين في الدم بفرط شحميات الدم، المعروف باسم ارتفاع الكوليسترول.
ولكن بطبيعة الحال، وعلى الرغم من فوائد الجزر الصحية العديدة، فإن الإفراط في تناوله – وخاصةً كما هو الحال في ظاهرة الإفراط في تناول الجزر، قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، ومنها:
1- أنيميا الجزر
ربما تكون أنيميا الجزر أو "كاروت أنيميا" هي واحدة من أكثر الآثار الجانبية توثيقا وحدوثا نتيجة لاتباع صيحة "الإفراط في تناول الجزر"، وهي حالة يتحول فيها الجلد إلى لون أصفر برتقالي نتيجةً لزيادة معدلات البيتا كاروتين في الجسم.
ورغم أنها بشكل عام تعتبر حالة صحية غير ضارة، إلا أنها قد تكون مثيرة للقلق من الناحية الجمالية والمظهر العام، فهي علامة واضحة على اختلال التوازن، ويرجح خبراء التغذية أن هذه هي الظاهرة التي تسببت في انطلاق الموضة الجديدة في المقام الأول.
2- زيادة استهلاك الصوديوم في الجزر المعلب
استهلك بعض متبعي هذه الصيحة عدة حصص من معلبات الجزر المطهو يوميا. وقد أدت إحدى هذه الحالات إلى معاناة الشخص من فشل عضوي في القلب كاد يهدد حياته بسبب تناول كمية كبيرة من الصوديوم، بلغت أكثر من 5 آلاف ملغ يوميا، أي أكثر من ضعف الحد اليومي الموصى به عالميا.
3- عسر الهضم
وحتى وإن قرر الشخص تناول الجزر الطازج لتجّنب تبعات استهلاك المُعلبات، فقد يُسبب الإفراط في تناول الألياف من الجزر النيء إلى المعاناة من الانتفاخ الشديد والغازات والإمساك، خاصة عند عدم توازن هذا النظام الغذائي غير المتنوع مع شرب كميات كافية من الماء أو تنويع الأصناف الغذائية التي يتم استهلاكها.
4- اختلال التوازن الغذائي
ومثلما أسلفنا، قد يؤدي التركيز المفرط على نوع واحد من الطعام إلى استبعاد عناصر غذائية أساسية أخرى، مما يؤدي إلى نظام غذائي غير متوازن مع مرور الوقت ومعاناة الجسم من نقص بعض العناصر والفيتامينات المهمة.
تناول الجزر لكن باعتدال
وختامًا، يُعد الجزر إضافة ممتازة لأي نظام غذائي عند تناوله باعتدال، ولكنه وفق الخبراء لا يمكن أن يتم اعتماده في النظام الغذائي اليومي لتحقيق سمرة جسم طبيعية أو لحدوث معجزات مباشرة على الجلد ونضارة البشرة.
وبشكل عام، يُنصح بالالتزام بتناول حبة أو حبتين يوميًا من الجزر الطازج أو المطبوخ، وتجنب الجزر المعلب الغني بالصوديوم إذا كنت تتناوله بكثرة. مع ضرورة موازنة النظام الغذائي بمجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات لضمان تناول عناصر غذائية متنوعة. أما إذا حدث أي تغير في لون الجلد، فقد يكون ذلك علامة مبكرة على الإفراط في تناوله.
وفي النهاية، لا يوجد طريق مختصر للصحة والجمال، وتُعد أفضل طريقة لتحقيق الإشراقة المثالية للبشرة والجلد هي الالتزام بنظام غذائي متنوع وغني بالعناصر الغذائية، واتباع نمط حياة صحي، وربما زيارة الشاطئ لبعض الوقت بعد استخدام واقي الشمس المناسب وزيوت التسمير المتخصصة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
10 أشياء يجب عدم تخزينها أبدا في البلاستيك
عند دخولك أي متجر للأدوات المنزلية، ستلاحظ وفرة من الصناديق وأكياس التخزين والمنظمات البلاستيكية، لما تتميز به من خفة وسهولة استخدام وتكلفة منخفضة. ومع ذلك، فإن البلاستيك ليس الخيار المثالي لكل أنواع التخزين. فهو قد يحبس الرطوبة ويمتص الروائح، وقد يتفاعل مع بعض المواد مما يجعله غير مناسب للأطعمة والأقمشة والمواد الحساسة. ورغم أنه مفيد لبعض الأغراض فإن هناك عناصر يجب عدم تخزينها فيه إطلاقًا، لتفادي أضرار صحية أو تلف ممتلكاتك. وإليك 10 عناصر يقول خبراء النظافة والمنظمون المحترفون إنه يجب عليك عدم تخزينها أبدا في صناديق بلاستيكية، مع تقديمهم بدائل آمنة وفعالة. اللحوم النيئة يشكل تخزين اللحوم النيئة في عبوات بلاستيكية غير محكمة أو غير مخصصة للتجميد خطرا صحيا كبيرا. فقد تتسرب العصارات إلى الأطعمة الأخرى مسببة تلوثا تقاطعيا، كما أن بعض أنواع البلاستيك لا تتحمل درجات التجميد فتتشقق أو تتفاعل مع دهون اللحوم، مما يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية ضارة. كذلك، قد تنمو بكتيريا مثل السالمونيلا إذا لم تكن الحاوية مغلقة جيدا. وتشمل البدائل الآمنة أكياس التجميد المخصصة، أوعية زجاجية محكمة، أو حاويات ستانلس ستيل مقاومة للتجميد. الأطعمة الساخنة يُعد وضع الطعام الساخن، كالأرز، في عبوات بلاستيكية غير مخصصة لتحمّل الحرارة من أخطر الممارسات المنزلية الشائعة. إذ تؤدي درجات الحرارة العالية إلى تحلل البلاستيك وإطلاق مواد كيميائية ضارة مثل الفثالات التي ترتبط بمخاطر صحية خطيرة، من بينها السرطان، واضطرابات الغدد الصماء، ومشكلات النمو. كما يمكن أن يؤدي تعرض البلاستيك للحرارة إلى ذوبانه أو تشققه. ولضمان سلامة تخزين الطعام، يُوصى باستخدام أوعية مصنوعة من الستانلس ستيل أو السيليكون المقاوم للحرارة. الأطعمة الحمضية تُعد الأطعمة الحمضية مثل الطماطم والليمون من العناصر التي يُحذر من تخزينها في عبوات بلاستيكية رقيقة أو منخفضة الجودة، إذ قد تتفاعل الأحماض مع البلاستيك فتؤدي إلى تحلله وتسرب مركبات كيميائية ضارة مثل الفثالات وبيسفينول أ، المرتبطة باضطرابات هرمونية ومشكلات صحية. كما أن البلاستيك قد يمتص نكهة الحمضيات ويُغيّر طعم الطعام، إضافة إلى إمكانية التصبغ الدائم من الصلصات. لذلك، يُنصح بالاعتماد على عبوات زجاجية مثل "البايركس" أو حاويات السيليكون المقاومة للأحماض وسهلة التنظيف. الأطعمة ذات الروائح النفاذة أما في حالة الأطعمة ذات الروائح القوية، مثل الثوم والبصل، فإن البلاستيك، خاصة الأنواع الرخيصة أو غير المعالجة، يميل إلى امتصاص الروائح والاحتفاظ بها، حتى بعد الغسل، مما يفسد تجربة تخزين أطعمة أخرى في نفس العبوة. وللتغلب على ذلك، يُفضّل استخدام أوعية زجاجية أو سيراميكية لا تحتفظ بالروائح، أو الاعتماد على أكياس ورقية للتخزين المؤقت داخل الثلاجة، خصوصًا للمواد ذات الرائحة النفاذة. الأطعمة الدهنية أو الزيتية قد تتفاعل الدهون والزيوت مع بعض أنواع البلاستيك منخفض الجودة، مما يؤدي إلى تحلل العبوة وتسرب مواد كيميائية ضارة كالديوكسين إلى الطعام. ويزداد خطر هذا التفاعل عند وضع الطعام الساخن مباشرة في البلاستيك، وقد يسبب تشقق الحاوية بمرور الوقت. والأفضل استخدام الزجاج الحراري. الفواكه والأعشاب الطازجة تحتاج بعض الأطعمة الطازجة مثل الفراولة أو البقدونس إلى التهوية للحفاظ على نضارتها. وعند تخزينها في حاويات بلاستيكية محكمة الغلق، تُحتجز الرطوبة وتُمنع حركة الهواء، مما يؤدي إلى تسريع الذبول أو التعفن، وتهيئة بيئة مناسبة لنمو الفطريات. وللحفاظ عليها طازجة، يُفضل وضعها في أكياس قماشية قابلة للتنفس أو أوعية زجاجية مزودة بفتحات تهوية. الكتب والوثائق الورقية تخزين الكتب والوثائق الورقية في عبوات بلاستيكية مغلقة قد يُلحق بها ضرر يفوق ما قد يوفره من حماية. فغياب التهوية واحتباس الرطوبة يخلفان بيئة مثالية لنمو العفن، مما يؤدي إلى ظهور بقع صفراء، وانبعاث روائح كريهة، وتلف الصفحات أو التصاقها ببعضها. وللحفاظ على هذه المواد الورقية في حالة جيدة، يُنصح باستخدام صناديق ورقية أو خشبية جيدة التهوية، إذ تتيح مرور الهواء وتحول دون تراكم الرطوبة، مما يحمي الأوراق من التلف على المدى الطويل. الصور الفوتوغرافية تخزين الصور المطبوعة في حاويات بلاستيكية غير مخصصة للأرشفة قد يؤدي إلى تلفها بمرور الوقت، خاصة في البيئات الحارة أو الرطبة. فقد تلتصق الصور بجدران البلاستيك بسبب الرطوبة، أو تتغير ألوانها نتيجة تفاعل الأحبار مع المواد الكيميائية المتطايرة من البلاستيك، مما يسبب اصفرارها. وللحفاظ على الصور، ينصح باستخدام ألبومات ورقية خالية من الأحماض أو أغلفة زجاجية مضادة للأشعة فوق البنفسجية. المنتجات الجلدية يحتاج الجلد الطبيعي إلى التهوية للحفاظ على جودته، بينما يؤدي تخزينه في البلاستيك إلى حبس الرطوبة، مما يسبب تشققات ونمو العفن على سطحه. كما أن بعض أنواع البلاستيك تطلق غازات قد تضعف بنية الجلد مع مرور الوقت. وللحماية، يفضل تخزين المنتجات الجلدية في أكياس قطنية قابلة للتنفس أو على رفوف خشبية مفتوحة تسمح بتجدد الهواء. الشموع الشموع، خاصة العطرية، حساسة للحرارة والضغط، وتخزينها في عبوات بلاستيكية لا يوفر الحماية الكافية. فقد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ذوبان الشمع أو تشققه، بينما قد يتشوه البلاستيك بفعل الزيوت العطرية أو الحرارة، مما يغير شكله ويؤثر على جودة الشمعة. ويفضل حفظ الشموع في صناديق كرتونية أو معدنية تحميها من الحرارة والتشوه. ورغم الانتشار الواسع لاستخدام الحاويات البلاستيكية في حياتنا اليومية، فإن هناك بدائل أكثر أمانا وفعالية، خاصة عند تخزين المواد الحساسة. ويعتمد اختيار الحاوية المناسبة على طبيعة المادة المخزنة، إذ إن الحاويات المصنوعة من مواد طبيعية وقليلة المعالجة تعد أكثر صحة وأفضل من الناحية البيئية. وتذكّر أن اختيارك للحاويات المناسبة استثمار ذكي في صحتك، وفي الحفاظ على بيئتك، وكذلك حماية ممتلكاتك.


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
أنتَ حصيلة عاداتك!
يقول الشيخ علي الطنطاوي: "إن سلوك الإنسان مجموعة عادات، وإن كل عمل جديد هو بداية عادة جديدة، إما أن يستمر فيها وإما أن يرجع عنها". تُعرف العادة بأنها شيء تفعله باستمرار حتى يصبح فعله سهلًا؛ أي أنها سلوكيات تقوم بها بطريقة تلقائية ومن دون أيّ جهد، وهي محفورة في لاوعي الإنسان، يُمارسها تكرارًا -عن وعي أو عن غير وعي- مرات عديدة جدًّا إلى درجة أنها تصبح تلقائية. كتب الرياضي والفيلسوف ألفريد نورث وايتهيد: "الحضارة تتقدّم عن طريق التوسع في العمليات التي نستطيع تأديتها من دون التفكير فيها". ويخبرنا علم النفس بأن 90% من سلوكياتنا نكتسبها بالتعود! أي أن العديد من أنشطتنا اليومية هي ببساطة مجرد روتين؛ فمنذ استيقاظك في الصباح إلى الوقت الذي تذهب فيه للنوم مساءً، هناك مئات الأشياء التي تفعلها بالطريقة نفسها كل يوم. وهذا يشمل طريقة ارتدائك ملابسك، وتناولك الإفطار، وغسل أسنانك، وتفقدك بريدك الإلكتروني. العادات هي في الواقع بمثابة الخيارات الافتراضية في دماغنا، إنها الاستجابة التي يُفعّلها دماغنا، ونقوم بها من غير مراجعة أو تحليل واعٍ. والخبر الجيد هو أن العادات تساعد في تحرير ذهنك في أثناء عمل جسمك بشكل تلقائي، وهذا يسمح لك بتخطيط يومك في أثناء اغتسالك، أما الخبر السيئ، فهو أنك قد تتعلّق بالعادات التي لا تخدم مصلحتك، كأنماط السلوك الانهزامية التي تعيق نموك. كم من الوقت تحتاج لتغيير عادة ما؟ يقول جيمس كلير، مؤلف كتاب "العادات الذرية": "التخلص من عادة سيئة يشبه اجتثاث شجرة بلوط قوية من داخلنا، فيما بناء عادة حسنة يشبه غرس زهرة رقيقة، ورعايتها يومًا تلو آخر". إن أكثر الإجابات الشائعة لهذا السؤال هي: "حوالي 21 يومًا"… وما ستكتشفه أنه بعد 21 إلى 30 تجربة مع العادة الجديدة، سيصبح عدم فعلها أصعب من فعلها؛ فإذا كنت تفعل شيئًا مرارًا وتكرارًا لمدة 30 عامًا، فربما لا تستطيع التخلي عنه في بضعة أسابيع قليلة. "العادة هي العادة، ولن يستطيع أي إنسان الإلقاء بها من النافذة، بل عليه دفعها تدريجيًّا بمعدل درجة واحدة في كل مرة"، [مارك توين]. لن تتغير حياتك أبدًا حتى تُغيّر شيئًا ما تفعله بشكل يومي، وذلك يعني تبنّي عادات رائعة. نستطيع أن نروّض أنفسنا على أي سلوك من داخلنا إذا ما أدينا هذا السلوك بالتكرار الكافي والقوة العاطفية اللازمة. إنّ العادات هي الهندسة غير المرئية للحياة اليومية، إنّنا نُكرر حوالي 45% من سلوكياتنا يوميًّا، لذا فإن عاداتنا تشكل وجودنا ومستقبلنا، وإذا غيرنا عاداتنا فنحن نغير حياتنا. في سلسلة من ست دراسات تناولا فيها البالغين والأطفال، برهن براين غالّا وأنجيلا دكوروث، الباحثان في علم النفس، على أنّ العادات الإيجابية هي المفتاح لما نطلق عليه غالبًا -وبشكل خاطئ- عبارة "السيطرة على النفس". لنستطيع تشكيل عاداتنا بنجاح، يجب علينا معرفة ذواتنا. وتكوين العادات يختلف من شخص لآخر؛ فالعادات في سلوكنا تشبه الخيارات الافتراضية في الحاسوب فوائد بناء العادات الجيدة تحسين صنع القرار: وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "Plos One" أن الأشخاص الذين لديهم عادات جيدة يتخذون قرارات أفضل من أولئك الذين ليست لديهم مثل هذه العادات. انخفاض مستويات التوتر: تساعدك العادات الجيدة على تقليل مقدار التوتر الذي تعاني منه في حياتك اليومية.. عندما يكون لديك روتين إيجابي، فإن كل شيء في حياتك اليومية يبدو قابلًا للإدارة. زيادة الدافع: يمنحك امتلاك عادات جيدة إحساسًا بالسيطرة على حياتك. تحسين احترام الذات: حين تكتسب عادات جيدة، تبدأ في رؤية نفسك من منظور أكثر إيجابية، وتنمو ثقتك في نفسك. السماح بالمرونة في أنماط سلوكك يجعلك قادرًا على المحافظة على عاداتك حتى وسط الظروف المتغيرة كيف تتشكل العادات؟ لنستطيع تشكيل عاداتنا بنجاح، يجب علينا معرفة ذواتنا. وتكوين العادات يختلف من شخص لآخر؛ فالعادات في سلوكنا تشبه الخيارات الافتراضية في الحاسوب، يمكنها أن تجعل الذهاب إلى السلوك الجيّد تلقائيًّا. يمكنك عبر هذه الخطوات البسيطة تكوين عادات صحية: إنشاء روتين يومي: هي الخطوة الأولى، وربما الأكثر أهمية.. الروتين اليومي الثابت لا يضطرك إلى التفكير في عاداتك في كل مرة تستيقظ فيها أو تذهب إلى النوم. اعتماد أسلوب المراقبة والمتابعة لسلوكك: يساعدك في اكتساب العادات التي تريدها. الاستمرار والمحافظة على "ألا تقطع السلسلة": كل انقطاع طويل عن سلوك معيّن، تسعى لتحويله إلى عادة، يمكنه منع نشوء هذه العادة أو زعزعة العادات الموجودة (مثل التخلف عن الذهاب إلى النادي مرات عدة، مقارنة بالتخلف مرة واحدة). يساعد ربط العادات الجديدة بالعادات الموجودة في تنمية العادات الجديدة: اربط الأمور التي ترغب في أن تبدأ القيام بها بانتظام (مثل تناول الفاكهة، أو حركات رياضية معينة) بأمر تفعله عادةً (مثل شرب القهوة في الصباح، أو الخروج إلى العمل). السماح بالمرونة: في أنماط سلوكك يجعلك قادرًا على المحافظة على عاداتك حتى وسط الظروف المتغيرة. مكافأة نفسك: قم بتحفيز نفسك، وعند تحقيق تقدم في بناء عادة جديدة، امنحها مكافأة صغيرة لتزيد من رغبتك في الاستمرار. الصبر والمثابرة: تكوين عادات جيدة يحتاج وقتًا.. تغيير سلوكك يتطلب وقتًا وجهدًا. صمم كل من ريتشارد باندلر وجون جريندر عملية إعادة تشكيل، لتحويل أي عادة غير مرغوب فيها إلى عادة مرغوب فيها، وذلك من خلال: تحديد النمط أو السلوك الذي ترغب في تغييره. إقامة تواصل مع ذلك الجزء من مخك الذي يولد هذا السلوك. التفريق بين القصد والسلوك. إيجاد سلوك بديل. النجاح مسألة فهم وممارسة بتفانٍ لعادات محددة وبسيطة تؤدي إلى النجاح دائمًا روبرت جيه رينجر عاداتك تحدد نتائجك، والعادات التي تكتسبها الآن تحدد في النهاية كيف يبدو مستقبلك. إن التغييرات التي تبدو بسيطة وغير مهمة في البداية، ستتراكم وتتحول إلى نتائج مذهلة لو أنك واصلت الالتزام بها لسنوات. كلنا نواجه عقبات، لكن جودة حياتنا على المدى البعيد تعتمد في الأساس على جودة عاداتنا. إن هذه المعارك الصغيرة هي التي ستحدد ما ستكون عليه حياتك في المستقبل.. إن الزمن يعظّم الهامش بين النجاح والفشل، وهو سيعظّم أي شيء تفعله. لا تصبح فوائد العادات الحسنة وتكاليف العادات السيئة جلية إلا حين نتأملها بعد مرور عدة أعوام لاحقة! وبعبارة أُخرى، إنك تدفع تكلفة عاداتك الحسنة في الحاضر، بينما تدفع تكلفة عاداتك السيئة في المستقبل. "النجاح مسألة فهم وممارسة بتفانٍ لعادات محددة وبسيطة تؤدي إلى النجاح دائمًا"، [روبرت جيه رينجر].


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكّر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟
إرهاق الأخبار (News Fatigue) هي ظاهرة توصف بأنها إرهاق نفسي من الكمية الزائدة من المعلومات، ولكن -بشكل أكثر تحديدا- تشير الظاهرة إلى الإرهاق الناتج عن الضخ المتواصل للمحتوى من وسائل الإعلام ومن منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وظاهرة الإرهاق الناتج عن تلقي كميات ضخمة من الأخبار ليست جديدة، لكنها آخذة في الازدياد، وأصبحت أكثر انتشارا خلال العقد الماضي. وحسب هيسو جانغ، الباحثة في كلية هوسمان للصحافة، فإن أسباب الإرهاق من الأخبار عديدة، ويمكن إجمالها في التالي: أولا: الإنترنت فقبل ظهور الإنترنت كان الناس يحصلون على القدر المعقول من الأخبار من وسائل الإعلام التقليدية، ويستهلكونها ويستمتعون بها وفق ما هو متاح لهم من وقت، لكن مع الإنترنت انخفضت كلفة إنتاج الأخبار، وأصبح بثها وتوزيعها أكثر سهولة، ومن ثَم فإن الجمهور يشعر بأنه أصبح عرضة لضخ كميات كبيرة من الأخبار، لأنه متصل بالإنترنت باستمرار. ثانيا: منصات التواصل الاجتماعي وهي سبب مهم لإرهاق الأخبار، وربما أخطر من الإنترنت، لأنها في الأصل مُصمَّمة لكي يظل المرء مرتبطا بها على الدوام، وهي تحث الناس على أن يظلوا متصلين ومرتبطين بها حتى لا يفوتهم شيء. ثالثا: التمرير المستمر في بعض المنصات تسمح طبيعة بعض المنصات بالتمرير المستمر والانتقال من محتوى إلى آخر وبشكل لا نهائي تقريبا، وهذا الأمر أكثر وضوحا في تيك توك وإنستغرام ، ويبدو أن هذه الميزة مُصمَّمة خصوصا لتُعطِي المستخدم انطباعا بأنه لا توجد نهاية للمواد التي يستهلكها، للدرجة التي يصل عندها إلى ما يمكن تسميته بمرحلة التشبع والشعور بالإرهاق من متابعة تلك المنصات. وتعتقد جانغ، الخبيرة التي تدور أبحاثها حول المنصات الرقمية والتكنولوجيا وكيفية استخدام الناس لها وفهمهم إياها، أن الثقة في وسائل الإعلام آخذة في الانخفاض، وهو التوجه الذي يثير قلق الصحفيين والخبراء في المجال على السواء، ولأن الجمهور لا يثق في وسائل الإعلام، فإن المشاعر السلبية تجاه الوسائل تجعله يشعر بالملل والإرهاق من محتواها الذي لا يرى له أي قيمة. إرهاق الأخبار هو إشارة إلى أن جسد المتلقي وعقله قررا أن يذكّراه بأنه استهلك كمية كبيرة من المعلومات، وأن العقل بحاجة إلى فترة راحة قبل أن يبدأ بالتهام معلومات جديدة. وحسب جانغ، فإن الإرهاق من الأخبار يمكن أن يصبح مشكلة عندما يتحول إلى ما يُعرَف بظاهرة تجنب الأخبار، وتجنب الأخبار يعني أن المستخدم، وبسبب إرهاقه من تدفق الأخبار، فإنه يتجنبها كلها، ومن ثَمّ فقد لا يصل إلى المعلومات التي يحتاج إليها، والتي قد تُعَد ضرورية لحياته اليومية وصحته، لذلك فإن الإدارة الفعّالة لعرَض إرهاق الأخبار تمنع تحوله إلى مرض تجنب الأخبار ذي الأثر السيئ على حياة الناس. ما الحل؟ قد يبدو الحديث عن حل معين صعبا بعض الشيء، لأن الشباب وحتى كبار السن يكونون على اتصال بالإنترنت للتواصل عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بالإمكان أخذ إجازة من الإنترنت ومن وسائل التواصل، والتعويض بمساحات وأنشطة أخرى لا تتطلب اتصالا بالإنترنت. وجاء في ورقة بحثية ، نُشِرت في دورية أثينا المختصة بوسائل الإعلام والاتصال في تاريخ 3 يوليو/تموز 2022، أن دراسة استقصائية أجراها مركز بيو الأميركي للأبحاث قبل جائحة كورونا عام 2019 على 12 ألف بالغ أميركي وجدت أن 66% منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تُقدَّم لهم. وأشار مُعِد الدراسة، الباحث نيل فيتزباتريك، إلى استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في أبريل 2020 وجد أن 71% من الأميركيين البالغين يقولون إنهم بحاجة إلى "أخذ فترات راحة من أخبار فيروس كورونا". وأوضح فيتزباتريك أن منظمة الصحة العالمية تطرقت للمخاوف بشأن تأثير ما سمّته الهجوم الإخباري في قسم "نصائح الصحة العقلية" على موقعها على الإنترنت. وتقدم المنظمة هذه النصيحة للعامة "حاول أن تُقلل من كمية مشاهدتك أو قراءتك أو استماعك للأخبار التي تجعلك تشعر بالقلق أو الضيق". ويشير الباحث إلى أن أعدادا متزايدة استجابت لتلك النصيحة، وقللت من استهلاكها للأخبار، واختار بعض الأشخاص عدم تلقي أي أخبار على الإطلاق في سبيل التكيف. وعلى الرغم من أنها ليست ظاهرة جديدة، فإن الشكوك المحيطة بالصحافة تفاقمت خلال فترة وباء كورونا، إذ شكك دعاة مناهضة التطعيم وأصحاب نظريات المؤامرة في صحة الحقائق عن "كوفيد-19" ودقتها، وهي معلومات تقدمها المؤسسات الإخبارية، وحتى الحكومات. مهنة محاصرة: وثمة كتاب صدر في بداية هذا العام يسعى لوضع الحلول لظاهرة تجنب الأخبار، بعنوان Avoiding the News: Reluctant Audiences for Journalism، الذي يمكن ترجمته إلى " تجنّب الأخبار.. جماهير متردّدة إزاء الصحافة". ويحاول الكتاب المذكور أن يجيب عن الأسئلة العديدة التي تسعى إلى إيجاد تفسير لهذه الظاهرة، من شاكلة: لماذا يتجنب الملايين من الناس الأخبار؟ ولماذا استهلاك الأخبار والاهتمام بها آخذ في الانخفاض؟ ولماذا يعاني العقد الاجتماعي بين الصحافة وقسم كبير من الجمهور حالة الضعف هذه؟ إعلان ويعتقد مؤلفو الكتاب أن تجنب الأخبار ليس مجرد نوع من الاستجابة للمحتوى المعروض، لكنه أيضا يتشكّل أساسا من خلال هويتنا وما نؤمن به، وكذلك من خلال الأدوات التي نعتمد عليها. وحسب ما جاء في الكتاب فإن: – معالجة مشكلة تجنب الأخبار لا تتعلق بتوفير قدر أكبر من المحتوى الإخباري أو تسهيل الوصول إليه. – يجد متجنبو الأخبار صعوبة في التمييز بين الصحافة المنتجة بصورة احترافية وبقية المعلومات الأخرى المنتشرة. – ثمة حاجة إلى مجهود علاقات عامة واسع النطاق على مستوى المهنة لتغيير مفاهيم الناس عن العمل الذي ينجزه الصحفيون. تجدر الإشارة إلى أن الكتاب صدر في نهاية 2023 وأوائل 2024 بتوقيع ثلاثة من الأساتذة في المجال، وهم: روث بالمر الأستاذة المشاركة المختصة في الاتصال والوسائط الرقمية من جامعة IE في إسبانيا، وبنجامين توف الأستاذ المساعد في كلية هوبارد للصحافة والاتصال الجماهيري في جامعة مينيسوتا، وراسموس كليس نيلسن مدير معهد رويترز لدراسة الصحافة وأستاذ الاتصال السياسي في جامعة أكسفورد. وبطبيعة الحال، لا معنى للصحافة من دون جمهور، ولكن هل يمكن تحويل متجنبي الأخبار إلى باحثين عنها؟ لا يبدو أن مؤلفي الكتاب متفائلون للغاية، ومع ذلك، يقولون إن على الصحفيين والمؤسسات الإخبارية أن يحاولوا على الأقل إيجاد حلول لمساعدة مهنتهم المحاصرة على البقاء والتعافي، ولديهم توصيات بشأن كيفية فعل ذلك. دائما لحل أي مشكلة لا بد من التعرّف عليها، فمَن هؤلاء الذين يتجنبون الأخبار؟ يتساءل المؤلفون، ويرون أنه إذا أردنا تغيير عقول متجنبي الأخبار، فعلينا أن نعرف مَن هم. ويستخدم المؤلفون مصطلح يسمونه "مشكلة المحار" لشرح ظاهرة تجنب الأخبار، والحكاية باختصار تسير على هذا النحو: سيقول كثير من الناس إنهم لا يحبون المحار النيئ، وسيعترفون أنهم لم يجربوا المحار من قبل، لكنهم يعلمون أنهم لا يحبون المحار ولن يختاروه في "بوفيه" مجاني، ناهيك عن دفع ثمنه في مطعم فاخر. وهؤلاء ربما لم ينشؤوا في بيئة تعرف المحار، أو ربما أخبرهم من يسمون بالمؤثرين أن المحار سيئ، ومن ثم فإن تحسين سمعة المحار أو تقديم مزيد منه لن يغير رأي رافضيه. وفي المقابل، يرى المؤلفون أن تجنب الأخبار بشكل مستمر هو، جزئيا، فعل ناتج عن عوامل تتجاوز شكل الأخبار ومحتواها، ويشمل الهويات الاجتماعية والأيديولوجيات، وعلاقات الناس بالمنصات الإعلامية والبنى التحتية. وحسب المؤلفين، فإن هذا التشابك المعقّد للعوامل يعني أن معالجة مسألة تجنب الأخبار ليست بسيطة، مثل جعل الأخبار أكثر جدارة بالثقة وأقل كآبة (على الرغم من أن ذلك قد يساعد)، وكذلك فإن نشر أخبار أقل ليس هو الحل. ويشير المؤلفون إلى أن الأشخاص الذين يتجنبون الأخبار باستمرار يميلون إلى أن يكونوا من بين شرائح المجتمع المحرومة اجتماعيا وسياسيا، مثل النساء والشباب والأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا. يعتمد متجنبو الأخبار على نظريات شعبية لتفسير تجنبهم الأخبار، مثل فكرة أن الأخبار السائدة هي "أخبار مزيفة"، ويستخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وغيره من الشعبويين والقادة الاستبداديين هذا التفسير بوصفه سببا لعدم ثقة الجمهور بهم. نصف الحكاية: يوضح مؤلفو الكتاب أن مراقبي وسائل الإعلام ومحترفي الصحافة يفترضون في كثير من الأحيان أنه إذا تجنب الناس الأخبار، فلا بد أن يكون ذلك لأنهم لا يحبون الأخبار، وتركّز معظم الأبحاث في هذا الخصوص على خصائص الأخبار التي تنفر الناس. لكن هذا ليس سوى نصف الحكاية، فالعديد من متجنبي الأخبار لديهم شكاوى تتعلق بشكل الأخبار ومحتواها، والأكثر شيوعا هو أن الأخبار غير سارة وغير جديرة بالثقة ولا يمكن فهمها ولا تمثل أطياف المجتمع كافة. إعلان ويضيف المؤلفون "على الرغم من أن هذه الانتقادات كانت مرتبطة أحيانا بالتغطية الإخبارية لأحداث معينة، فإنها في أغلب الأحيان كانت عبارة عن لوائح اتهام شاملة لما يعتقد متجنبو الأخبار أنه اتجاهات واسعة في التغطية الإخبارية". إن مجرد تقديم المزيد من نمط الأخبار نفسه لن يقنع كثيرين من متجنبي الأخبار. ويقول المؤلفون إن نيويورك تايمز، وتايمز أوف لندن ، وإلباييس، وغيرها من وسائل الإعلام، يمكنها مضاعفة حجم غرف الأخبار وتوسيع إنتاجها، لكن هذا لن يفعل شيئا لتغيير العوامل المعقدة والسياقية العديدة التي تلعب دورا حاسما في استهلاك الناس للأخبار. 5 خطوات للحل: يقترح مؤلفو الكتاب المذكور 5 خطوات لمعالجة تجنب الأخبار المستمر، وتتمثل في: 1- الرد على أن الأخبار محبطة وغير ذات صلة: في حين أن تجنب الأخبار ليس مجرد استجابة للمحتوى، فإنه لا يزال يمثل جزءا كبيرا من المشكلة، إذ يقول كثير من الناس إن الأخبار محبطة وغير ذات صلة وغير مفهومة، وينصح المؤلفون بأن هذه الشكاوى هي نقطة انطلاق للقاء هؤلاء الأشخاص "إذا كان هدفنا هو معالجة تجنب الأخبار، فلا يهم بشكل أساسي ما إذا كانت هذه المعتقدات عادلة أو دقيقة. ما يهم هو الحقيقة الاجتماعية المتمثلة في أن ملايين الناس يحملون هذه الآراء، وأن هذه المفاهيم المسبقة تقود بعضهم إلى تجنب الأخبار بشكل منهجي وآخرين إلى التعامل معها بتردد". يمكن لأي مؤسسة إخبارية أن تميز نفسها من خلال تقديم الأخبار المشجعة والأقرب إلى التجربة الحياتية للأشخاص، عبر طرق يسهل الوصول إليها، وتركّز على الأشياء التي تؤثر على جمهورها. إن تسليط الضوء صراحة على كيفية تأثير هذه القصص مباشرة على حياة الجمهور وكيفية استجابته لها من شأنه أن يوحي بأن الأخبار سلبية. 2- التعامل مع المجتمعات والهوية على محمل الجد: التركيز على معنى الأخبار وقيمتها بالنسبة للأفراد أمر عقلاني للغاية، لأن ذلك يرتبط بهوياتهم والمجتمعات التي ينتمون إليها. ويجب على المؤسسات الإخبارية أن تفحص ما إذا كانت في الواقع تخدم تلك المجموعات التي من المرجح أن تتجنب الأخبار، لأن تعزيز الشعور بالانتماء إلى المجتمع أمر أساسي لمساعدة الناس على الحفاظ على عادة متابعة الأخبار. ويرى المؤلفون أن الطريقة الجيدة لمساعدة الناس على رؤية مزيد من الفائدة في الأخبار هي محاولة التأكيد على الفوائد الاجتماعية لمتابعة الأخبار، وحاليا لا يزال النهج السائد هو "نحن ننشر، أنت تقرأ"، الذي يتضمن تفاعلا محدودا مع تعليقات القراء، وربما بعض الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي. 3- محتوى خاص لمتجنبي الأخبار: يرى عدد من متجنبي الأخبار أنهم يشعرون بأن الأخبار تستهلك جزءا كبيرا من وقتهم، ولا تتناسب مع الروتين اليومي، ولا تتوافق مع مسؤولياتهم، وعليه فيجب العمل على إعداد التقارير بشكل مختلف ولجماهير مختلفة، مثل المقالات التلخيصية البسيطة المصاحبة للنماذج الطويلة من المحتوى، فنادرا ما يلجأ الأشخاص الذين يتجنبون الأخبار باستمرار إلى المواقع وتطبيقات وسائل الإعلام الإخبارية على وجه التحديد، لذا فإن الوصول إلى أفراد الجمهور الأقل مشاركة سوف يتطلب بذل جهود متواصلة للذهاب إليهم أينما كانوا، سواء في وسائل التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات المراسلة، أو منصات الفيديو، أو غير ذلك. 4- محو الأمية الإعلامية الإخبارية وتوضيح قيمة الصحافة: تقدم الأخبار، في أفضل حالاتها، قيمة حقيقية للناس وفوائد اجتماعية، لكن من المهم شرح هذه المساهمات والإعلان عنها، إذ يجد متجنبو الأخبار صعوبة في التمييز بين الصحافة المنتجة بصورة احترافية والمعلومات الأخرى المنتشرة. ونظرا لأن العادات الإخبارية التي تتشكّل في وقت مبكر من حياة الإنسان تكون مستقرة نسبيا، فمن الأفضل أن تكون مثل هذه الجهود جزءا مطلوبا من المناهج المدرسية بدءا من المدرسة الابتدائية، ومن ثَم فمن الأفضل للمؤسسات الإخبارية أن تتعاون بشكل فعّال مع المدارس وتقدم مزيدا من التوعية بدورها. 5- تأكيد أهمية القيم التحريرية والدفاع عن المعايير المهنية: ينصح مؤلفو الكتاب وسائل الإعلام بتنفيذ حملات علاقات عامة واسعة النطاق لتغيير مفاهيم الناس عن الدور الذي يضطلع به الصحفيون، والدفاع عن نفسها إزاء بعض النظريات الشعبية الأكثر ضررا عن الصحافة، وإلا فإنها تخاطر بالمساهمة في ظهور مزيد من الأشخاص الذين يديرون ظهورهم للأخبار تماما. ويخلص المؤلفون إلى التوصية بأنه من الأفضل أن يضطلع تحالف من المنظمات الأكاديمية وغير الربحية، التي تنشط في مجال الإعلام والمنافذ الإخبارية الأخرى، بتأكيد القيم التحريرية والدفاع عن المعايير المهنية أمام الجمهور. ويشيرون إلى أن الصحفيين يميلون إلى الاعتقاد بأن قيمهم واضحة بذاتها، لكنهم بالتأكيد ليسوا كذلك بالنسبة إلى متجنبي الأخبار. رئيس التحرير المناوب بالجزيرة نت ومدرب الصحافة الرقمية في معهد الجزيرة للإعلام.