جوناثان ليفين: الاحتياطي الفيدرالي مرتبك مثلنا تماماً
باول يقر بغياب اليقين وسط غموض اقتصادي وتذبذب جيوسياسي
رئيس "الفيدرالي" يظن أن الأمور ستتضح بشأن الرسوم الجمركية وتأثيرها قبل نهاية الصيف
تبدو أقوى مؤسسة في الاقتصاد العالمي مرتبكة بالكامل تماماً كبقيتنا، فقد أبقى أعضاء لجنة تحديد الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأسعار عند مستوى يتراوح بين 4.25% و4.5% خلال اجتماع قرار السياسة النقدية يوم الأربعاء، لكن رئيس الفيدرالي، جيروم باول، وزملاءه أقرّوا أساساً بأنهم لا يعرفون ما الذي سيحدث لاحقاً. فلم يتمكنوا من توقع المسار الدقيق لتعريفات الرئيس دونالد ترمب الجمركية، ناهيك عن كيفية تأثيرها في تضخم أسعار المستهلك وسوق العمل
.
كما لم يستطيعوا تقييم التغيرات الحادة في سياسات الهجرة والمالية العامة، والحرب المتصاعدة بين
.
أما الخطر الأكبر، بطبيعة الحال، فهو أن تؤدي حالة عدم اليقين والتردد إلى تأخر
.
خفضان متوقعان للفائدة
في ملخص التوقعات الاقتصادية، قدرت أوسط توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة خفضين في أسعار الفائدة خلال العام الجاري. لكن هذا "السيناريو الأساسي" يُعد تبسيطاً شديداً للتوقعات. كذلك ربما يستهين بعض المستثمرين بحجم الاحتمالات المتطرفة ضمن النتائج المحتملة، حتى خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة فقط
.
من بين 19 مشاركاً، رأى 14 من واضعي السياسات أن المخاطر على توقعاتهم بشأن التضخم تميل إلى الاتجاه الصعودي، وهو نفس عدد الذين اعتبروا أن المخاطر على توقعاتهم بشأن البطالة تنميل كذلك نحو الصعود
.
وباختصار، لا يدّعون أنهم يعرفون ما هو قادم، لكن رئيس الاحتياطي الفيدرالي، باول، يعتقد أن الأمور قد تتضح قريباً نسبياً
.
وفي ما يلي تصريح باول خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا القرار
:
"
نعتقد أنّ الصيف سيحمل لنا كثيرا من الوضوح بشأن
.
لم نكن نتوقع أن تظهر آثارها في الوقت الراهن، وهذا ما حدث بالفعل. وسنرى إلى أي مدى ستظهر خلال الأشهر المقبلة. وأعتقد أن ذلك سيساعد على تشكيل أفكارنا من ناحية. وسنرى كيف سيتطور سوق العمل من ناحية أخرى".
مسار السياسة النقدية الأمريكية عرضة للتغير السريع
نظراً لكل هذا الغموض، فإن باول مُحق في تبني نهج الترقب والانتظار، لكنه لا يستطيع البقاء في هذا الوضع طويلاً بمجرد أن تصدر البيانات، وفي هذه الأثناء، ينبغي علينا نحن المراقبين من خارج المشهد أن نستعد لاحتمال تغير مسار السياسة النقدية بسرعة كبيرة، وربما بدءاً من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 16-17 سبتمبر
.
ربما نحصل فعلاً على خفضين في
.
كما ألمح باول، فإن السياسات التجارية هي التي وضعتنا جميعاً في هذا المأزق إلى حدّ كبير، ففي الأشهر الماضية، أدّت الاتجاهات الانكماشية في قطاعات الإسكان والخدمات غير السكنية إلى ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي- وهو مقياس
.
مخاطر كبيرة تهدد مهمة الفيدرالي
ومن دون التعريفات الجمركية، كان الفيدرالي سيشرع في الوقت الحالي في خفض الفائدة على الأرجح، مما كان سيوفر دعماً لسوق عمل متذبذب وسوق إسكان بدأت الأسعار فيه تتراجع على أساس سنوي في بعض أنحاء البلاد
.
لسوء الحظ، يتعيّن على البنك المركزي التعامل مع المعطيات المتوفرة لديه. على المدى القريب، لا نزال نجهل ما إذا كانت الشركات ستمُرّر ارتفاع الأسعار إلى المستهلكين، أو ستقبل بهوامش أرباح أقل، أو ستسعى للحفاظ على استقرار الأسعار من خلال تسريح جزء من موظفيها أو ربما ستلجأ لمزيج من هذه الإجراءات الثلاثة
.
المخاطر التي تهدد مهمة الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة باستقرار الأسعار وتحقيق العمالة القصوى كبيرة، وهذا ما يُسبب حالة من الشلل بين صانعي السياسات، في ما يشبه على نحو غريب "الهدوء الذي يسبق العاصفة" سواء داخل الفيدرالي أو في الأسواق المالية
.
فكرة رفع الفائدة قد تعود
لكن في مرحلة ما قبل الخريف، من المرجح جداً أن نشهد ما يُكسر هذا الهدوء، مثل قفزة مقلقة في طلبات إعانة البطالة الأولية تدفع نحو خفض أسعار الفائدة بما يتجاوز السيناريوهات الأساسية لأي من صانعي السياسات. أما إذ صدر تقرير أو اثنان مزعجان بشأن مؤشر أسعار المستهلكين، فقد يُبقيا الفيدرالي في وضع التريث لفترة أطول ويدفعان المستثمرين إلى بيع السندات. وفي حال قفز التضخم الفعلي وظهرت مؤشرات على تزعزع توقعات التضخم، فقد تعود فكرة رفع الفائدة إلى الطاولة من جديد
.
وإذا تأخر الفيدرالي في الحد من الأضرار، فسيتمكن صانعو السياسات من التذرع بسياسة ترمب التجارية المدمّرة ذاتياً. لكن لا بد أن يكونوا على أهبة الاستعداد للتحرك فوراً وبشكل حاسم بمجرد أن تبدأ الإشارات في التبلور باتجاه معين
.
خاص بـ "بلومبرغ"
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 25 دقائق
- أرقام
مساهمو أبل يُقاضون الشركة بسبب إفصاحات تتعلق بالذكاء الاصطناعي
رفع مساهمو "أبل"، يوم الجمعة، قضية ضد الشركة بسبب تقليلها من أهمية الإسراع بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة المساعد الشخصي "سيري". زعم المساهمون في الدعوى أن الجدول الزمني الذي أفصحت عنه "أبل" بهذا الصدد لم يكن بالسرعة الكافية، وأن هذا أثر سلباً على مبيعات جوالات "آيفون" وسعر سهم الشركة، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز". وطالب المساهون بمنح المتضررين منهم تعويضات عن السنة المالية التي انتهت في التاسع من يونيو الجاري.


العربية
منذ 28 دقائق
- العربية
مسؤولون أميركيون: مزيد من المدمرات إلى المتوسط مع نظام ثاد
مع استمرار المواجهة بين إيران وإسرائيل ، أفاد مسؤولون أميركيون بأن المزيد من السفن القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية ستتجه إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. مزيد من المدمّرات وأضافوا أن حركة المدمّرات ستبدأ في الأيام والأسابيع المقبلة، حيث تساعد الولايات المتحدة في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات المضادة الإيرانية، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال". كما تابع المسؤولون أن المدمرة يو إس إس توماس هودنر، وهي مدمرة صواريخ موجهة من فئة أرلي بيرك، تحركت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط منذ انتقالها إلى هناك في نهاية الأسبوع الماضي، لتنضم إلى مدمرتين أخريين. أيضاً أعلنوا تجديد المخزونات من الصواريخ الاعتراضية لنظام "ثاد". مباشر من #قناة_العربية | تغطية متواصلة للحرب الإسرائيلية الإيرانية في أسبوعها الثاني — العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 20, 2025 تأتي هذه التطورات بينما يستمر التصعيد بين طهران وتل أبيب لليوم التاسع على التوالي. وكانت "أورورا إنتل"، وهي مجموعة تُراجع المعلومات مفتوحة المصدر آنياً في الشرق الأوسط، قد أفادت بأن القوات الجوية الأميركية نشرت طائرات تزويد وقود إضافية، وطائرات مقاتلة في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك إنجلترا، وإسبانيا، وألمانيا، واليونان. حالة تأهب قصوى يذكر أن مسؤوليين أميركيين كانوا قالوا إن طائرات مقاتلة أميركية تُحلّق في سماء الشرق الأوسط لحماية الأفراد والمنشآت، وإن القواعد في المنطقة في حالة تأهب قصوى، وتتخذ احتياطات أمنية إضافية. كما لم يُقدم وزير الدفاع بيت هيغسيث أية تفاصيل، لكنه قال لقناة "فوكس نيوز"، مساء الاثنين الماضي، إن التحركات العسكرية تهدف إلى "ضمان سلامة شعبنا"، على حدّ قوله. وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين: مدمرة إضافية وصلت اليوم لشرق البحر المتوسط #قناة_العربية — العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 20, 2025 ومنذ يوم الجمعة الماضي، تشن إسرائيل غارات عدة على إيران، مستهدفة قواعد عسكرية ومنصات صاروخية، فضلا عن منشآت نووية. كما تعمد إلى اغتيال علماء نوويين، وقادة عسكريين رفيعي المستوى. فيما ترد طهران عبر إطلاق الصواريخ الباليستية والمسيرات نحو إسرائيل، مؤكدة أنها مستمرة حتى تتوقف الهجمات الإسرائيلية.


الشرق الأوسط
منذ 28 دقائق
- الشرق الأوسط
«جيه بي مورغان»: الحرب تخصم ثلث توقعات النمو الإسرائيلي
خفض بنك «جيه بي مورغان» توقعاته لنمو الاقتصاد الإسرائيلي خلال عام 2025، مستشهداً بتداعيات الحرب الأخيرة مع إيران وتأثيرها السلبي على النشاط الاقتصادي والموازنة العامة. وتأتي هذه التعديلات في وقت حرج، حيث تواجه إسرائيل ضغوطاً مالية وتضخمية متصاعدة، قد تؤثر على خطط التيسير النقدي في المدى القريب. وبحسب تقرير صادر عن البنك الاستثماري الأميركي، فمن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل بنسبة 2 في المائة فقط خلال العام الحالي، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 3.2 في المائة. كما رفع البنك تقديراته لعجز الموازنة العامة من نحو 5 في المائة إلى 6.2 في المائة، مشيراً إلى تزايد النفقات الأمنية والركود الاقتصادي الناتج عن الصراع الإقليمي. ويمثل هذا التعديل إشارة واضحة إلى حجم الصدمة الاقتصادية التي تسببت بها المواجهة مع إيران، إذ دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى توسيع إنفاقها العام، مع تقلص العائدات الضريبية جراء تباطؤ القطاعات الإنتاجية والخدمية. ومن المتوقع أيضاً أن يتزايد التضخم نتيجة لارتفاع تكاليف الواردات والاضطرابات في سلاسل الإمداد، ما يضع ضغوطاً إضافية على أسعار السلع والخدمات داخل السوق الإسرائيلي. وتداعيات هذه الأزمة تتجاوز المالية العامة، إذ يرى «جيه بي مورغان» أن الظروف الحالية ستجبر بنك إسرائيل المركزي على تأجيل بدء دورة خفض أسعار الفائدة حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بعدما كانت التوقعات السابقة تشير إلى بدء التيسير في سبتمبر (أيلول). وهذا التأجيل يعكس قلق صناع السياسات من تغذية التضخم عبر تيسير نقدي مبكر، خصوصاً في ظل بيئة مالية غير مستقرة.