logo
"معلومات متضاربة" لدى واشنطن بشأن "اليورانيوم الإيراني"

"معلومات متضاربة" لدى واشنطن بشأن "اليورانيوم الإيراني"

تيار اورغمنذ 5 ساعات

تبدو المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الولايات المتحدة حتى الآن بشأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب متضاربة، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين.
وأصبح مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب محل اهتمام العالم، بعد أن وجهت الولايات المتحدة ضربة لـ3 منشآت نووية إيرانية أيام.
وبينما تشير تقارير إلى أن طهران نقلت هذه الكمية إلى مكان آمن قبل تعرض منشآتها النووية لضربات أميركية، تقول واشنطن إنها لم تتلق أي معلومات تفيد أن إيران فعلت ذلك.
وقالت مسؤولون أميركيون لـ"نيويورك تايمز"، إن أجزاء من المنشأة النووية في نطنز، حيث يُعتقد أن كميات من اليورانيوم المخصب كانت مخزنة، تضررت بفعل الهجمات الأميركية أو الإسرائيلية، لكنها لم تدمر بالكامل.
وأضافت الصحيفة وفقا لمصادرها: "نتيجة لذلك لم تتوصل أجهزة الاستخبارات الأميركية حتى الآن إلى استنتاج حاسم بشأن كمية اليورانيوم التي لا تزال إيران تحتفظ بها".
والخميس قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، إنه لم ترد إليه أي معلومات تفيد أن إيران نقلت أيا من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب لحمايته من الضربات الأميركية التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني.
وشنت قاذفات الجيش الأميركي هجمات على 3 منشآت نووية إيرانية فجر الأحد، بأكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل، وتجري مراقبة نتائج الهجمات عن كثب لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن تكون الضربات قد عرقلت البرنامج النووي الإيراني، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه "تم محوه".
وقال هيغسيث في مؤتمر صحفي اتسم بالكثير من الجدل والتعليقات اللاذعة: "لم يرد إلي في إطار المعلومات الاستخباراتية التي اطلعت عليها ما يفيد أن أشياء لم تكن في المكان المفترض وجودها فيه، سواء تم نقلها أو غير ذلك".
وكرر ترامب، الذي شاهد المؤتمر الصحفي، ما ذكره هيغسيث، قائلا إن الأمر كان سيستغرق وقتا طويلا لنقل أي شيء.
وأضاف ترامب على منصة "تروث سوشال" من دون تقديم أدلة: "كانت السيارات والشاحنات الصغيرة الموجودة في الموقع لعمال الخرسانة الذين كانوا يحاولون تغطية الجزء العلوي من الفتحات. لم يتم إخراج أي شيء من المنشأة".
وقال عدد من الخبراء بعد الهجمات إن إيران ربما نقلت مخزونا من اليورانيوم عالي التخصيب القريب من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة من منشأة فوردو قبل الهجوم عليها، وربما تخفيه في مواقع غير معروفة.
وأشاروا إلى صور أقمار صناعية من شركة "ماكسار تكنولوجيز"، أظهرت "نشاطا غير معتاد" في فوردو يومي الخميس والجمعة، ووجود عدد كبير من الشاحنات تنتظر أمام مدخل المنشأة.
وقال مصدر إيراني بارز لـ"رويترز"، الأحد، إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 بالمئة، الذي يقارب الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، نقل إلى موقع لم يُكشف عنه قبل الهجوم الأميركي.
كما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلا عن تقييمات استخباراتية أوروبية، أن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال سليما إلى حد كبير لأنه لم يتركز في منشأة فوردو.
وجاءت تعليقات هيغسيث، التي نفى فيها ذلك، في مؤتمر صحفي اتهم خلاله وسائل الإعلام بالتقليل من نجاح الهجمات الأميركية على البرنامج النووي الإيراني، وذلك عقب تقييم مبدئي مسرب من وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية يشير إلى أن الهجمات ربما أعادت إيران إلى الوراء بضعة أشهر فقط.
وقال هيغسيث إن ذلك التقييم غير موثوق، وأشار إلى تعليقات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون راتكليف، قائلا إن المعلومات تظهر أن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشدة من جراء الضربات الأميركية وأن إعادة بنائه ستستغرق سنوات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تنفي عزمها استئناف المفاوضات..وإغراءات أميركية ببرنامج نووي مدني
إيران تنفي عزمها استئناف المفاوضات..وإغراءات أميركية ببرنامج نووي مدني

المدن

timeمنذ 40 دقائق

  • المدن

إيران تنفي عزمها استئناف المفاوضات..وإغراءات أميركية ببرنامج نووي مدني

نفت إيران الخميس عزمها استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، كما اتهمت واشنطن بالمبالغة في تقدير تأثير ضرباتها العسكرية. وأدت أخطر مواجهة حتى الآن بين إسرائيل وإيران إلى خروج المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة عن مسارها، ومع ذلك أعلن الرئيس دونالد ترامب أن واشنطن ستجري مناقشات مع طهران الأسبوع المقبل، فيما أعرب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف عن أمله في "التوصل إلى اتفاق سلام شامل". لكن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي أكد للتلفزيون الرسمي أن "التكهنات حول استئناف المفاوضات ينبغي عدم التعامل معها بجدية"، مضيفاً "لا خطة حتى الآن للبدء بمفاوضات". برنامج نووي مدني وتناقش إدارة الرئيس الأميركي خطة تمويل "برنامج نووي مدني" في إيران بنحو 30 مليار دولار، لإقناع طهران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، بحسب ما أوردت شبكة "سي إن إن" الأميركية، الخميس. ووفقاً لـ"سي إن إن"، فقد أفادت مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة واصلت محادثاتها مع طهران أثناء العدوان الإسرائيلي الأميركي على المنشآت النووية في إيران، وبعد إعلان وقف إطلاق النار. وأضافت المصادر أنه خلال المحادثات تم تقديم مقترحات مختلفة، لإقناع إيران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. وذكرت أن تفاصيل المقترحات نوقشت في اجتماع عُقد بين الممثل الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، وحلفاء في الخليج، في البيت الأبيض قبل الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية. وزعمت أن أحد المقترحات التي نوقشت كان تقديم نحو 20 إلى 30 مليار دولار مساعدات لإيران لبرنامج نووي جديد، لا يشمل أنشطة تخصيب يورانيوم، ويهدف حصراً إلى إنتاج الطاقة المدنية، ومن المقرر أن تأتي هذه الأموال من حلفاء عرب. وحتى صباح الجمعة لم يصدر تعليق رسمي بهذا الخصوص عن أي من الأطراف التي ذكرتها الشبكة الأميركية في تقريرها. ولفتت الشبكة إلى أن العروض الأخرى المقدمة شملت رفع بعض العقوبات المفروضة على إيران، والسماح لطهران بالوصول إلى 6 مليارات دولار موجودة حالياً في حسابات مصرفية أجنبية. وأشارت إلى دراسة فكرة دفع أموال لإيران لاستبدال منشأة فوردو النووية، ببرنامج لا يشمل أنشطة تخصيب اليورانيوم. وفي 13 حزيران/ يونيو شنت إسرائيل بدعم أميركي عدواناً على إيران استمر 12 يوماً، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. وفي 22 حزيران/ يونيو، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، لترد طهران بقصف قاعدة "العديد" الأميركية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر ذاته وقفاً لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران. لم تعد تعمل وأعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو النووية الإيرانية، لم تعد تعمل على خلفية الضربات الأميركية. وفي مقابلة مع إذاعة "آر إف آي" الفرنسية، أكد غروسي أن الهجمات تسببت في أضرار مادية بالغة للمنشآت النووية الإيرانية الثلاث نطنز وأصفهان وفوردو. وذكر أن هذه المنشآت كانت أماكن تكثف فيها إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم وتحويله. ولفت غروسي إلى وجود منشآت أخرى في إيران لم تتعرض للهجوم. وقال إنه "سيكون من الصعب جداً على إيران مواصلة العمل بنفس الوتيرة مع انخفاض قدراتها". وأكد أن الوكالة تعرف هذه المنشآت جيداً إلا أنه لا يمكن تحديد حجم الأضرار عبر صور الأقمار الصناعية فقط. وبخصوص أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو بعد الهجمات الأميركية، قال غروسي: "عندما نأخذ في الاعتبار قوة هذه الأجهزة والمواصفات الفنية لجهاز الطرد المركزي الواحد، نعلم أن هذه الأجهزة لم تعد تعمل الآن". تعليق التعاون جاء ذلك في الوقت الذي أقر فيه المشرعون الإيرانيون مشروع قانون "ملزم" يعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "السيناريو الأسوأ" بعد الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة هو انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي. وقال ماكرون "إن مثل هكذا سيناريو سيمثّل انحرافاً وإضعافاً جماعياً". وأشار إلى أنه وفي مسعى منه "للحفاظ على معاهدة حظر الانتشار النووي" يعتزم التحدث خلال الأيام المقبلة مع قادة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بدءاً بالرئيس الأميركي الذي تحدث وإياه الخميس.

نارٌ وانتصارات: ثلاثية الحرب بين إسرائيل وإيران وأميركا!
نارٌ وانتصارات: ثلاثية الحرب بين إسرائيل وإيران وأميركا!

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

نارٌ وانتصارات: ثلاثية الحرب بين إسرائيل وإيران وأميركا!

كتب خالدون الشريف في 'المدن' لم تدخل إيران الحرب، بل تعرضت هي لضربات إسرائيلية بدأت باغتيال عشرات من قادتها وعلمائها النووين، ضربة هزّت الدولة وأركانها والمؤسسات وتسببت بإرباك استمرّ ستًّا وثلاثين ساعة، بعدها تماسك الحرس الثوري والجيش والحكومة من خلال اتخاذ قرارات سريعة بملء الفراغات من جهة، والردود التي تطورت من ردود مبعثرة في الأيام الثلاثة الأولى، إلى ردود مركّزة على أهداف واضحة ومؤلمة داخل إسرائيل المفيدة بشكل خاص. وإسرائيل المفيدة هي 'غوش دان' (Gush Dan)، المنطقة الحضرية الكبرى المحيطة بـتل أبيب في إسرائيل، وهي أكبر تجمع سكّاني في البلاد على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتمتد على نحو 1,516 كم²، وتشمل مدناً مثل تل أبيب – يافا، ريشون لتسيون، بيتاح تكفا، وهرتسليا. يقطنها حوالي 4 ملايين شخص (حوالي 45% من سكان إسرائيل)، مع نسبة يهودية تفوق 90% تشكل القلب المالي، التقني، والثقافي للبلاد، وتضم البنى التحتية الرئيسية مثل مطار بن غوريون، شبكة الطرق السريعة. ماذا حققت إسرائيل؟ لم تحقق إسرائيل أهدافها كاملة في إيران، إذ لا توجد أي أدلّة تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني قد دُمّر وخاصة ليس على أيدي الجيش الإسرائيلي، وإذا ما كان البرنامج تعرض لأضرار فتكون بسبب الضربات الأميركية التي شبهها الرئيس دونالد ترامب بضربات هيروشيما وناغازاكي التي أنهت الحرب مع اليابان بالضربة القاضية بالمعنى الحرفي. لقد حقّقت إسرائيل نجاحات جلية في ضرب الدفاعات الجوية الإيرانية ونقلت المعركة إلى داخل إيران حيث جنّدت العملاء وتتحدث وسائل الإعلام عمّا يزيد عن 700 تمّ القبض عليهم، وبنت آلافًا من المسيّرات داخل إيران، إذ نقلت وكالة 'فارس' الإيرانية عن 'مصدر أمني' أنّ السلطات 'اكتشفت أكثر من 10 آلاف مسيّرة صغيرة في طهران وحدها تُستخدم لأغراض التجسّس والقتل، واكتشفت ورشًا وبنى تحتيّة تحوي أطنانًا من المتفجرات وعشرات المسيّرات وأجهزة الإطلاق'. كما ونجحت إسرائيل في توريط الولايات المتحدة في الحرب والحصول على دعمها المباشر من دون أي رد فعل دولي يذكر. ومن دون شك أضعفت إسرائيل محور طهران إلى حدود كبيرة حيث أنّ إيران ستكون منشغلة بترميم قدراتها هي قبل عناصر المحور. ماذا عن إيران؟ رغم الضربات الأميركية تحديدًا، لا توجد دلائل على انهيار فعلي للقدرة التقنية أو العلمية على استكمال البرنامج النووي الإيراني وتطويره كما لا توجد مؤشرات على تسرّب إشعاعي من منشأة فوردو، ما يُشير إلى أن الإيرانيين كانوا قد نقلوا بالفعل مخزونهم من اليورانيوم أو أنهم حفظوه بشكل محكم، ونتيجة لذلك، فإنّ أقصى ما يمكن قوله هو أنّ البرنامج قد تأخر، لكنّه بالتأكيد لم يُدمَّر، وهو البرنامج نفسه الذي بدأه الشاه عام 1956 وقد تستطيع إيران الصبر لسنوات وعقود أخرى حتى تفعيل هذا البرنامج. واستطاعت إيران إظهار قدرات صاروخية يعتد بها فقد حوّلت الحياة في إسرائيل المفيدة إلى جحيم خلال 12 يومًا، بغض النظر عن مستوى الأذى والمؤسسات التي تضرّرت. فهي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها التي تتعرض فيها لضربات مؤلمة ومتلاحقة. ومن الجلي أنّ إسرائيل لم تنجح في تدمير برنامج إيران الصاروخي إطلاقاً. وكذلك كان في بالِ إسرائيل ليس تدمير البرنامجَيْن النووي والصاروخي، بل القوات العسكرية من حرس ثوري وجيش وبحرية كما فعلوا مع سوريا حين سقط نظام الأسد. وفي ذلك أيضًا نجحت إيران في حماية مؤسساتها العسكرية والأمنية. وأخيرًا عزّزت الحرب الروح الوطنية لدى الإيرانيين بموالاتهم ومعارضتهم الكبرى التي اعتبرت أن إسرائيل اعتدت على دولتهم وكرامتها الوطنية وبرنامجها الدفاعي المحق ما أعاد اللحمة، ولو مؤقتًا، إلى فئات الأغلب الأعم من الشعب الإيراني. وأخيرًا استطاعت إيران كسب دعم دول الإقليم بلا استثناء إذ كانت معتدى عليها من قبل دولة توسعية تسعى لفرض هيمنتها على الإقليم كله مع رفض تجلّى بعد ضرب قاعدة العديد في قطر واستنكار من نفس الدول التي أدانت الاعتداء الاسرائيلي. logo الرئيسية سياسة نارٌ وانتصارات: ثلاثية الحرب بين إسرائيل وإيران وأميركا! خلدون الشريف الجمعة 2025/06/27 نارٌ وانتصارات: ثلاثية الحرب بين إسرائيل وإيران وأميركا! حوّلت إيران الحياة في إسرائيل المفيدة إلى جحيم خلال 12 يومًا، بغض النظر عن مستوى الأذى (Getty) increase حجم الخط decrease مشاركة عبر لم تدخل إيران الحرب، بل تعرضت هي لضربات إسرائيلية بدأت باغتيال عشرات من قادتها وعلمائها النووين، ضربة هزّت الدولة وأركانها والمؤسسات وتسببت بإرباك استمرّ ستًّا وثلاثين ساعة، بعدها تماسك الحرس الثوري والجيش والحكومة من خلال اتخاذ قرارات سريعة بملء الفراغات من جهة، والردود التي تطورت من ردود مبعثرة في الأيام الثلاثة الأولى، إلى ردود مركّزة على أهداف واضحة ومؤلمة داخل إسرائيل المفيدة بشكل خاص. وإسرائيل المفيدة هي 'غوش دان' (Gush Dan)، المنطقة الحضرية الكبرى المحيطة بـتل أبيب في إسرائيل، وهي أكبر تجمع سكّاني في البلاد على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتمتد على نحو 1,516 كم²، وتشمل مدناً مثل تل أبيب – يافا، ريشون لتسيون، بيتاح تكفا، وهرتسليا. يقطنها حوالي 4 ملايين شخص (حوالي 45% من سكان إسرائيل)، مع نسبة يهودية تفوق 90% تشكل القلب المالي، التقني، والثقافي للبلاد، وتضم البنى التحتية الرئيسية مثل مطار بن غوريون، شبكة الطرق السريعة. ماذا حققت إسرائيل؟ لم تحقق إسرائيل أهدافها كاملة في إيران، إذ لا توجد أي أدلّة تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني قد دُمّر وخاصة ليس على أيدي الجيش الإسرائيلي، وإذا ما كان البرنامج تعرض لأضرار فتكون بسبب الضربات الأميركية التي شبهها الرئيس دونالد ترامب بضربات هيروشيما وناغازاكي التي أنهت الحرب مع اليابان بالضربة القاضية بالمعنى الحرفي. لقد حقّقت إسرائيل نجاحات جلية في ضرب الدفاعات الجوية الإيرانية ونقلت المعركة إلى داخل إيران حيث جنّدت العملاء وتتحدث وسائل الإعلام عمّا يزيد عن 700 تمّ القبض عليهم، وبنت آلافًا من المسيّرات داخل إيران، إذ نقلت وكالة 'فارس' الإيرانية عن 'مصدر أمني' أنّ السلطات 'اكتشفت أكثر من 10 آلاف مسيّرة صغيرة في طهران وحدها تُستخدم لأغراض التجسّس والقتل، واكتشفت ورشًا وبنى تحتيّة تحوي أطنانًا من المتفجرات وعشرات المسيّرات وأجهزة الإطلاق'. كما ونجحت إسرائيل في توريط الولايات المتحدة في الحرب والحصول على دعمها المباشر من دون أي رد فعل دولي يذكر. ومن دون شك أضعفت إسرائيل محور طهران إلى حدود كبيرة حيث أنّ إيران ستكون منشغلة بترميم قدراتها هي قبل عناصر المحور. ماذا حققت أميركا؟ ظهرت إدارة الولايات المتحدة بمظهر القادر والحازم واستعاد الرئيس دونالد ترامب هيبة الردع الأميركي ممسِكًا بالسياسة الخارجية لبلاده بيد من حديد. اختار ترامب هدفًا عسكريًا يتقاطع عليه كثر من الأميركيين وهو منع إيران من الحصول على القنبلة النووية، ولو أنهم بأغلبيتهم الساحقة لا يريدون التورّط بحروب خصوصاً في الشرق الأوسط. وثبت للقاصي والداني أنّ حلف أميركا مع إسرائيل مؤيّد ومدعوم من داخل الدولة والمؤسسات ومن فئات واسعة من الشعب الأميركي خصوصاً من تيارات دينية بذاتها يمينية التوجه، ولكن، للمرة الأولى في تاريخ العلاقة بين أميركا وإسرائيل، يجرُؤُ رئيس أن يشتم دولة إسرائيل مباشرة أمام الملأ ما يعني أنه لم يعد يخشى اللوبي الصهيوني لاسيما بعدما خلّص إسرائيل من النووي الإيراني، كما زعم. تمكنت أميركا من خلال استخدام القوّة بشكل مباشر عبر الطائرات المتفوّقة التي تحمل القنابل الخارقة للتحصينات والتلويح باغتيال مرشد الدولة والثورة من توجيه رسالة ردع لجمبع الدول خصوصاً الصين وروسيا التي التقطت الرسالة مباشرة، وجاء ردّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رافضًا مجرد الاستماع إلى احتمال حصول مثل هكذا اغتيال. وبالفعل تستطيع أميركا أن تتباهى بضرب برنامج إيران النووي ولو أنّها لم تدمّره، لكن الإنجاز تحقق لفترة زمنية مقبولة بالحد الأدنى إلى الانتشاء الرمزي والنفسي بالقوة التي تقهر وللعقل الجمعي الغربي 'الأبيض'. وأخيرًا طبقت أميركا مثلًا قديمًا شعبيًا يقول 'أضربه كف وجلّس له الطربوش' إذ فتحت فور حصول الضربة كلّ الأبواب لحوارات مباشرة مع إيران ويكفي أن نقرأ ما قاله ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مقابلة مع 'فوكس نيوز' الثلاثاء الماضي ما حرفيته 'إننا نتحدث بالفعل مع بعضنا البعض، ليس فقط بشكل مباشر، ولكن أيضًا عبر وسطاء. أعتقد أن المحادثات واعدة. ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد ينهض بإيران'. وأضاف 'يتعيّن علينا الآن الجلوس مع الإيرانيين والتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وأنا واثق للغاية في أننا سنحقق ذلك'. ماذا عن إيران؟ رغم الضربات الأميركية تحديدًا، لا توجد دلائل على انهيار فعلي للقدرة التقنية أو العلمية على استكمال البرنامج النووي الإيراني وتطويره كما لا توجد مؤشرات على تسرّب إشعاعي من منشأة فوردو، ما يُشير إلى أن الإيرانيين كانوا قد نقلوا بالفعل مخزونهم من اليورانيوم أو أنهم حفظوه بشكل محكم، ونتيجة لذلك، فإنّ أقصى ما يمكن قوله هو أنّ البرنامج قد تأخر، لكنّه بالتأكيد لم يُدمَّر، وهو البرنامج نفسه الذي بدأه الشاه عام 1956 وقد تستطيع إيران الصبر لسنوات وعقود أخرى حتى تفعيل هذا البرنامج. واستطاعت إيران إظهار قدرات صاروخية يعتد بها فقد حوّلت الحياة في إسرائيل المفيدة إلى جحيم خلال 12 يومًا، بغض النظر عن مستوى الأذى والمؤسسات التي تضرّرت. فهي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها التي تتعرض فيها لضربات مؤلمة ومتلاحقة. ومن الجلي أنّ إسرائيل لم تنجح في تدمير برنامج إيران الصاروخي إطلاقاً. وكذلك كان في بالِ إسرائيل ليس تدمير البرنامجَيْن النووي والصاروخي، بل القوات العسكرية من حرس ثوري وجيش وبحرية كما فعلوا مع سوريا حين سقط نظام الأسد. وفي ذلك أيضًا نجحت إيران في حماية مؤسساتها العسكرية والأمنية. وأخيرًا عزّزت الحرب الروح الوطنية لدى الإيرانيين بموالاتهم ومعارضتهم الكبرى التي اعتبرت أن إسرائيل اعتدت على دولتهم وكرامتها الوطنية وبرنامجها الدفاعي المحق ما أعاد اللحمة، ولو مؤقتًا، إلى فئات الأغلب الأعم من الشعب الإيراني. وأخيرًا استطاعت إيران كسب دعم دول الإقليم بلا استثناء إذ كانت معتدى عليها من قبل دولة توسعية تسعى لفرض هيمنتها على الإقليم كله مع رفض تجلّى بعد ضرب قاعدة العديد في قطر واستنكار من نفس الدول التي أدانت الاعتداء الاسرائيلي. ترميم العلاقات الإقليمية أمام الإقليم فرصة قد لا تتكرر من حيث ترميم العلاقات بين من يجمعهم تاريخ واحد وجغرافيا وثروات ومصالح تستحيل مشتركة إذا ما أدرك الإيرانيون أنّنا دخلنا مرحلة جديدة ولا يجب بأي شكل من الأشكال إطلاق يد الدولة المارقة إسرائيل في البلطجة في هذه المنطقة من العالم. كل المقبل من الأيام سيعتمد على كيفية تقديم إيران نفسها للإقليم: هل ستقدم نفسها كضامن للتوازن الإقليمي مع إسرائيل خارج سردية تصدير الثورة وخارج الاصطفاف المذهبي وخارج كونها دولة تفتش عن نفوذ حيثما كان هناك شيعة؟ هل ستتقارب مع المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر؟ وقد بدأ التواصل الإيراني مع تلك الدول بالفعل. هل أدركت إيران أن أصل القوة هو ضمان وجودها والعمل على ازدهار البلاد لتحصين مناعتها من أي خروقات أمنية، والتحالفات، وحصر العداء بدل تعميمه؟ الأيام والشهور القادمة ستظهر لنا ما ننتظر. إلى لبنان درّ وأخيراً كلمة لأبناء جلدتي ووطني لبنان، قد يعادي لبنانيون كثر نظام إيران، وأذرعها، وثورتها التي أعِدَّت للتصدير، وقد توالي طائفة إيران ومرشدها وحرسها وفيلق قدسها، لكن أحدًا لا يستطيع إلا أن يقدّر الروح الوطنية العالية للإيرانيين الذين اجتمعوا، موالاة ومعارضة، مقيمين ومغتربين للذود عن أرض إيران وتاريخها وحاضرها ومستقبلها ومشروعها النووي الذي بدأه الشاه في خمسينيات القرن الماضي… إلا من رحم ربي من إيرانيين ارتضوا التخلّي عن روح وطنية تفتقد لها شعوب عدة. ولعلّ الروح الوطنية في لبنان تحتاج لصقل وتغذية وتعلق؛ فلبنان ينقسم أهله حول كل الأمور من أصغرها إلى أكبرها ولعلّ أكبرها قبول البعض بتبرير أو حتى شرح أسباب العدوان الإسرائيلي الغاشم على الناس، والأرض، والزرع والكرامة. الإيرانيون، وعلى رغم مشاعرهم المختلطة تجاه النظام وعلى رغم أن كثرًا منهم يحملون كراهية لقوات 'البسيج' الإيرانية (قوات الحشد والتعبئة شبه العسكرية) بسبب دورها في قمع الاحتجاجات المعارضة للنظام والمجتمع المدني. ومع ذلك، فإن الضربات الأميركية والإسرائيلية أثارت شعوراً متجدداً بالوطنية لدى كثيرين ممّن يرون أن التهديد لا يطال النظام فحسب، بل إيران نفسها. إلى لبنان درّ وإلى الأمل بغد مشرق.

مؤشرات جديدة على مدى تضرر المنشآت النووية الإيرانية، ورغبة إسرائيلية بتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية بعد المواجهة مع طهران #عاجل
مؤشرات جديدة على مدى تضرر المنشآت النووية الإيرانية، ورغبة إسرائيلية بتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية بعد المواجهة مع طهران #عاجل

سيدر نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • سيدر نيوز

مؤشرات جديدة على مدى تضرر المنشآت النووية الإيرانية، ورغبة إسرائيلية بتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية بعد المواجهة مع طهران #عاجل

بعد انتهاء المواجهة الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوماً، تذهب تصريحات إسرائيلية رسمية باتجاه التعبير عن الرغبة بتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية في المنطقة. إذ رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن هناك فرصة لـ'توسيع اتفاقات السلام'. وقال نتنياهو في مقطع فيديو وزعه مكتبه 'حاربنا إيران بعزم وحققنا نصراً كبيراً، هذا النصر يفتح الطريق لتوسيع اتفاقات السلام بشكل كبير'. ويشير في تصريحه إلى اتفاقات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب العام 2020 برعاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال ولايته الأولى. وفي غضون ذلك، تداول مستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي، صوراً للوحة إعلانية منتشرة في تل أبيب، تحمل عبارة تقول: 'حِلف أبراهام.. حان الوقت لشرق أوسط جديد' مع صورة مركبة لقادة دول عربية يتوسَطهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو. يشار إلى أن بعض هذه الدول الممثَّلة في اللوحة، مثل السعودية وسلطنة عُمان ولبنان وسوريا، غيّر مُطبّعة مع إسرائيل بشكل رسمي. جدل تدمير المنشآت النووية الإيرانية BBC يستمر الجدل في الولايات المتحدة حول مدى فاعلية الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال المواجهة. وتجري مراقبة نتائج الهجمات عن كثب لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن تكون الضربات قد عرقلت البرنامج النووي الإيراني، بعدما كرر الرئيس ترامب تأكديه أن البرنامج تم محوه. وأصر ترامب على أن الضربات الاميركية كانت مدمرة، مؤكداً أن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية من موقع تحت الأرض تعرّض للقصف الأميركي. وقال في منشور عبر منصته 'تروث سوشال' 'لم يُخرج شيء من المنشأة إذ أن ذلك كان سيستغرق وقتاً طويلاً وسيكون خطيراً جداً، و(المواد) ثقيلة جداً ويصعب نقلها'، وذلك في إشارة إلى موقع فوردو الذي قصفته قاذفات 'بي-2' الأمريكية. وبحسب تقييم أولي سرّي نشرته شبكة 'سي إن إن'، لم تؤد الضربات الأمريكية سوى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، بدون تدمير مكوّناته الرئيسية. غير أن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أكد أن الضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية كانت ناجحة. وقال هيغسيث للصحافيين في البنتاغون 'لقد هيأ الرئيس ترامب الظروف لإنهاء الحرب والقضاء وتحطيم وتدمير القدرات النووية لإيران'. وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، جون راتكليف أكد في بيان الأربعاء أن 'منشآت نووية إيرانية رئيسية عدة دُمّرت وإعادة بنائها قد تستغرق سنوات عدّة'. أضرار 'كبيرة' الخميس، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية 'كبيرة'. وصرح عراقجي للتلفزيون الرسمي أن 'خبراء من منظمة الطاقة النووية (الإيرانية) يجرون حالياً تقييماً مفصلاً للأضرار'. وأضاف أن 'مناقشة المطالبة بتعويضات' أصبحت الآن في مقدم جدول أعمال الحكومة. وتابع 'هذه الأضرار كبيرة، ودراسات الخبراء واتخاذ القرار السياسي يجريان في الوقت نفسه'. تلويح بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقال عراقجي، إن تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بات 'ملزماً' بعدما أقره المشرعون ووافقت عليه هيئة دستورية ورقابية عليا في البلاد. وأضاف عراقجي للتلفزيون الرسمي 'مشروع القانون الذي أقره (البرلمان) ووافق عليه مجلس صيانة الدستور اليوم (…) مُلزم لنا، ولا شك في تنفيذه'. وتابع: 'من الآن فصاعداً، ستتخذ علاقتنا وتعاوننا مع الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) شكلاً جديداً'. وحذّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من أنّ 'السيناريو الأسوأ' بعد الضربات التي شنّتها الولايات المتّحدة على البرنامج النووي الإيراني يتمثّل بانسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي. 'نووي مدني إيراني بمساعدة أمريكية' Getty Images ونقلت شبكة 'سي إن إن' الأمريكية عن مصادر، إن إدارة ترامب ناقشت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة، وتخفيف العقوبات، وتحرير مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المقيدة. وأوضحت المصادر أن الهدف من ذلك إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات. وأصرّ مسؤول على أن الأموال لن تأتي مباشرة من الولايات المتحدة، التي تُفضل أن يتحمل عدد من الشركاء العرب التكلفة، وفق سي إن إن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store