logo
نافورة باريسية تُصبغ بالأحمر تنديدا بـ"حمام الدم" في غزة

نافورة باريسية تُصبغ بالأحمر تنديدا بـ"حمام الدم" في غزة

الجزيرةمنذ 2 أيام

صبغ ناشطون فرنسيون نافورة في باريس باللون الأحمر، اليوم الأربعاء، رمزا لما وصفوه بـ"حمام الدم" الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة.
وسكب ناشطون من منظمة أوكسفام ومنظمة العفو الدولية صبغة في نافورة الأبرياء بقلب العاصمة الفرنسية، بينما رفع آخرون لافتات كتب عليها "أوقفوا إطلاق النار" و"غزة: أوقفوا حمام الدم".
وقال الناشطون، ومن بينهم الفرع الفرنسي لمنظمة "غرينبيس"، في بيان مشترك "تهدف هذه العملية إلى إدانة بطء استجابة فرنسا لحالة طوارئ إنسانية بالغة الخطورة يواجهها سكان غزة اليوم".
ورأت الوزيرة السابقة سيسيل دوفلو، وهي المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام فرنسا، أنه "لا يمكن لفرنسا أن تكتفي بالإدانات اللفظية".
وأدانت كليمانس لاغواردات، التي ساعدت في تنسيق الاستجابة الإنسانية لأوكسفام في غزة، الحصار الإسرائيلي للقطاع المحاصر، وصرحت لوكالة الصحافة الفرنسية "يحتاج سكان غزة إلى كل شيء، إنها مسألة بقاء".
إبادة جماعية
من جانبه، أكد فرنسوا جوليار رئيس منظمة "غرينبيس" فرنسا أن "هناك إبادة جماعية مستمرة، والتقاعس السياسي يصبح نوعا من التواطؤ في هذه الإبادة الجماعية".
وأضاف "ندعو (الرئيس) إيمانويل ماكرون إلى التصرف بشجاعة ووضوح وعزم لوضع حد لسفك الدماء هذا".
وحض النشطاء الدول "ذات النفوذ على إسرائيل" على الضغط من أجل وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وفرض حظر على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، ومراجعة اتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، واتخاذ تدابير أخرى.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري ، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحمد بوكماخ مؤلف كتب مدرسية تربت عليها أجيال في المغرب
أحمد بوكماخ مؤلف كتب مدرسية تربت عليها أجيال في المغرب

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

أحمد بوكماخ مؤلف كتب مدرسية تربت عليها أجيال في المغرب

أحمد بوكماخ، معلّم وكاتب مغربي، وُلد في مدينة طنجة مطلع عشرينيات القرن الـ20، وتوفي في باريس سنة 1993. من أبرز أعلام التأليف المدرسي الذين أسهموا في التأسيس التربوي والبيداغوجي لمدرسة مغربية حديثة، في أعقاب الاستقلال عن الاستعمارين الفرنسي والإسباني سنة 1956 وما بعده. انخرط مبكرا في صفوف الحركة الوطنية المغربية ضد الاستعمار الفرنسي، وبرز في البداية كاتبا مسرحيا، قبل أن ينعطف نحو التأليف المدرسي، المجال الذي لمع فيه واشتهر، إذ شكلت مؤلفاته مراجع أساسية لأكثر من 3 عقود في المدارس العمومية المغربية. ومن أبرز تلك الأعمال وأشهرها سلسلة المطالعة "اقرأ"، التي ألّفها وأخرجها في 5 أجزاء، ووقّعها باسمه وبصفة "معلم"، وقد رافقت أجيالا من التلاميذ المغاربة تربّوا في أحضان نصوصها وتعلّموا من مقرراتها، واستمدّوا التوجيه من مقدماتها التي كان يحث فيها على حب القراءة والتحصيل العلمي. عمل بوكماخ على تطوير مشروعه التربوي، عبر إنتاج مؤلفات أخرى موازية، اعتمدت رسميا في التعليم الابتدائي. لكن مع مرور الزمن، بدأت مؤلفات مدرسية جديدة تزحف تدريجيا وتُقصي إرثه من المنظومة التربوية. ومع ذلك ظلّت أعماله حاضرة في المكتبات الخاصة للمغاربة، لما تحمله من رمزية تربوية وقيمة تاريخية. وفي وقتٍ كانت فيه المدرسة المغربية إبان الاستقلال وما بعده تواجه فراغا كبيرا في التأليف المدرسي، مقابل الاعتماد على مؤلفات واردة من المشرق العربي وأوروبا، برز مجهود بوكماخ التربوي في التأسيس لمدرسة مغربية جديدة، والنهوض بأدوارها التعليمية والتكوينية. وقد أسهمت مؤلفاته، وفي مقدّمتها سلسلة "اقرأ"، في "مغربة" المناهج التعليمية، وشكلت حلقة انتقالية حاسمة من المقررات الاستعمارية إلى مقررات وطنية. تميز أسلوبه بالبساطة والفعالية، وكان من الأوائل الذين أدخلوا الصور والرسوم التوضيحية إلى الكتب المدرسية، مما ساعد على تحديث أساليب التعليم وجعلها أكثر جذبًا للمتعلمين. لُقّب بـ"المربّي أو المعلم الأول" لأجيال عديدة من التلاميذ، ولمعلمين تعاقبوا على تربية أجيال أخرى، ممن يعتبرون أنفسهم من "خريجي مدرسة بوكماخ"، كما يحب الكثيرون تسميتها. وعلى الرغم من أنه عاش بعيدا عن الأضواء ولم ينل تكريما يليق به، بقيت أعماله حية في ذاكرة أجيال المغاربة، شاهدة على إيمانه بأن بناء الوطن يبدأ من بناء عقول الناشئة. المولد والنشأة وُلد أحمد بوكماخ في عشرينيات القرن الـ20، في مدينة طنجة شمال المغرب، قبل 3 سنوات من إعلانها منطقة دولية سنة 1923. وتتفق الروايات على أنه وُلد سنة 1920، لأسرة تنحدر من مدينة تارودانت، وتعرف بتاريخها في تجارة القطن والأثواب، لا سيما نوع فاخر من الثوب يُعرف بـ"الكمخة". واستقرت الأسرة لاحقا في مدينة طنجة، ولا يزال يقيم فيها الخَلَف حتى اليوم. كان أحمد الابن البكر لعبد السلام بوكماخ، الذي اتبع تقليدا مغربيا متجذرا يقضي بتسمية المولود الأول "أحمد" أو "محمد" تعبيرا عن المحبة والتقدير للنبي محمد ﷺ، وقد عُرف الوالد بحبه للعلم والتصوف، وحرصه على حضور الزوايا ومجالس الذكر، لا سيما في المناسبات الدينية. فقد أحمد والدته في سن مبكرة، ولم يكن قد تجاوز الثامنة من عمره، فتولى والده تربيته إلى جانب إخوته السبعة. وقد نشأ في كنف أسرة متوسطة الحال، إذ كان والده مؤذنا في أحد المساجد، يبيع الخبز في الصباح، ويُدير طوال اليوم محلا لبيع المواد الغذائية والكتب. عمل منذ صغره إلى جانب والده في محل البقالة العائلي، مما ساعده على اكتساب حس المسؤولية والانضباط مبكرا، وفي سن الـ18 كان له نشاط سياسي، ووجدت السلطات الفرنسية في المحل التجاري لافتة تنتقد الاستعمار وتطالب باستقلال المغرب، وتسبب ذلك في اعتقال والده، فاضطر هو لتولي إدارة المحل وإعالة الأسرة. تزامن هذا التحول في حياة أحمد مع انخراطه السياسي في صفوف حزب "الشورى والاستقلال"، أحد أعرق الأحزاب الوطنية المغربية، والذي تأسس في أربعينيات القرن الـ20، وكان لمتجر العائلة دور خفيّ في النضال الوطني، إذ احتضن اجتماعات سرية لعدد من نشطاء الحركة الوطنية. تزوج ورُزق بـ3 بنات، وعاش في منزل بحي كاليفونيا في مدينة طنجة، تميز بلونه الأحمر، وأطلق عليه اسم "الحمراء"، تيمنا بقصر الحمراء الشهير في مدينة غرناطة. بعد وفاته تبرّعت بناته بمقتنياته وبعض متعلقاته الشخصية إلى مركز "أحمد بوكماخ الثقافي" في طنجة، وفي مقدمتها مكتبته الخاصة التي تضم كتبا ومجلات نادرة، من بينها مؤلفات عن الفنانة المصرية الراحلة أم كلثوم، التي كان معجبا بها كثيرا. كما شمل التبرع مكتبه والكنبة التي كان يستريح عليها، وأغراضا شخصية أخرى. وقد جرى تصميم المتحف ليحاكي شكل غرفته كما كانت قبل وفاته، حفاظا على طابعها الأصلي. الدراسة والتكوين العلمي نشأ في أسرة تقدّر العلم وتحترمه، وفي جو ثقافي وديني يغذي حب المعرفة، في وقت كان فيه التعليم محدودا ومحصورا في طبقات اجتماعية قليلة. وأظهر منذ الصغر ميلا كبيرا للتعلم والقراءة، فحرص والده على تعليمه بما يحفظ هويته الدينية والثقافية في مواجهة تأثير الاستعمار. بدأ دراسته في المدرسة القرآنية التابعة للجامع الكبير في طنجة، حيث تعلّم القراءة والكتابة وقواعد اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم. ورغم قلة موارد الأسرة، فقد تابع أحمد تعليمه بعصامية لافتة، إذ استغل وقت وجوده في متجر والده لقراءة الكتب والقصص المصورة. التحق بعد ذلك بالمدرسة الإسلامية الحرة في طنجة، التي أسسها المفكر والأديب عبد الله كنون في أواسط الثلاثينيات، لمواجهة هيمنة المدارس الأجنبية. وكانت هذه المدرسة امتدادا لأولى المدارس الخاصة التي افتُتحت منذ عام 1919، وركزت على تعليم اللغة العربية وتخصيص حيز محدود لتدريس الفرنسية أو الإسبانية. احتك مبكرا بالنقاشات الثقافية والسياسية التي كانت تدور بين رموز النضال المغربي من أجل الاستقلال، فشكلت تلك الأجواء الأرضية التي أسّست لمساره المهني، ووجّهت خياراته في التربية والتعليم والعمل العام. عاش فترة الحماية الفرنسية والإسبانية، وتأثر بأحداث محورية مثل "الظهير البربري" سنة 1930، وإصدار وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944، ونفي الملك محمد الخامس سنة 1953، ما عمّق وعيه بالهوية والوحدة الوطنية. وكونت تلك التجارب رصيدا فكريا وثقافيا أسهم لاحقا في بناء رؤية أحمد بوكماخ ومشروعه التعليمي. وقد وجد في مكتبة ضخمة وضعها رهن إشارته عبد الله كنون (مؤلف كتاب النبوغ المغربي) فضاء معرفيا غنيا، وكان يمضي وقته في المطالعة والبحث. الحياة المهنية بدأ مسيرته المهنية عام 1947 مدرسا للغة العربية في المدرسة الإسلامية الحرة. وفي حوار صحفي صرّح بوكماخ بأنه "لم يتخرج من مدرسة تكوين، بل درس الثانوي بالمعهد الديني"، وكان لأستاذه عبد الله كنون دور حاسم في توجيهه نحو مهنة التعليم، واكتشاف موهبته في الكتابة والتأليف. ونظرا لظروف عائلية اضطرته إلى مغادرة بيت الأسرة، كان أحمد يعمل في قاعة الدرس نهارا وينام فيها ليلا، مما جعله يقضي معظم وقته في المدرسة، وهو ما تؤكده الكاتبة سعاد الرحالي، التي قادت بحثا ميدانيا تناول حياة الراحل. صقل بوكماخ موهبته بعصامية لافتة، عبر احتكاكه بالكتّاب والمثقفين، مما انعكس على نشاطه الثقافي داخل المدرسة، فقد فعّل الحياة المدرسية بأنشطة متنوّعة، وحوّل الدروس النظرية إلى مسرحيات تربوية ترسّخ المعارف بطريقة ممتعة. عُرف بالصرامة والانضباط، وحرص دائما على تحفيز تلامذته على التعلم الفعّال. وفي مسيرته المهنية بدأ بإعداد تمارين وأسئلة تعليمية مستوحاة من تجربته اليومية، مما قاده لاحقا إلى تأليف كتب مدرسية منهجية، تم اعتمادها مقررات رسمية في المؤسسات التعليمية المغربية منذ فجر الاستقلال وحتى منتصف الثمانينيات من القرن الـ20. عمل محررا في جريدة "الخضراء الشمالية"، ولا تزال مقالاته المنشورة في عدد من الصحف محفوظة في متحفه الخاص في مدينة طنجة، وشغل أيضا منصب مستشار في مكتب جمعية مكتبة عبد الله كنون في المدينة. من المسرح إلى التأليف المدرسي بدأ كتابة المسرحيات التربوية في أربعينيات القرن الـ20، وأبدع عددا منها عُرضت على خشبة مسرح "سيرفانتيس" الشهير في طنجة، والذي كان يحتضن عروضا محلية وعالمية، منها أعمال مترجمة للأديب الإنجليزي وليام شكسبير والأديب الفرنسي جُون بَاتِيسْت بُوكْلَان المشهور باسم موليير. وشارك في تقديم هذه العروض رفقة تلاميذ المدرسة الإسلامية الحرة، وكان يُشرف على تدريبهم على الخطابة والأناشيد، خصوصا في الاحتفالات الوطنية، ويصفه الكاتب المغربي عبد الصمد العشاب بأنه "كاتب مسرحي وطني شجاع، ومواطن صادق". في أحد حواراته أوضح بوكماخ أن تجربته في المسرح ساعدته على اكتشاف قدرته على التأليف المدرسي، لما يجمع بين المجالين من تركيز على الإيجاز والوضوح والبساطة، وهي عناصر ضرورية لتيسير الفهم لدى الأطفال. وجاء هذا التوجه استجابة لحاجة ملحة في الساحة التعليمية، التي كانت تفتقر إلى مراجع دراسية مغربية. بدعم من أستاذه عبد الله كنون، بادر بتأليف كتيب بسيط لتلاميذه، اعتمد في طنجة أولا، ثم عُمّم لاحقا على باقي مناطق المغرب. ومن هذه المبادرة وُلدت سلسلة "اقرأ" للمطالعة، التي استمدت اسمها من الأمر القرآني بالقراءة في قوله تعالى "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، ولاحقا أطلق سلسلة "الفصحى" بأجزائها الخمسة، وألف كتبا تعليمية أخرى في الرياضيات، إضافة إلى كتاب "القراءة للجميع" لمحاربة الأمية. ويحتفظ متحفه الخاص في طنجة بعدد من أعماله غير المكتملة، من أبرزها مخطوط بخط يده لمعجم موجه للأطفال بعنوان "القاموس المبين، المعجم الابتدائي الفصيح"، ويعرف أيضا بـ"معجم بوكماخ". مؤلف مدرسي مغربي بدأ بوكماخ العمل على أول جزء من سلسلة "اقرأ" عام 1954، كما ذكر في حوار له سنة 1990، وانطلقت الفكرة من رغبته في إعداد دليل مدرسي مبسط باللغة العربية، يساعده في تسهيل التعليم لتلاميذه داخل الفصل. كانت الطبعة الأولى من هذا الكتاب سنة 1955 في مدينة تطوان كما تُظهر فهارس المطبوعات، والثانية في 1956، لتُصبح أولى لبنات النظام التعليمي الابتدائي المغربي بعد الاستقلال، ثم توالت الطبعات في مدن أخرى. وتشير الدراسات إلى أن سلسلة "اقرأ" تجاوزت 20 طبعة، وشهدت مراجعات دورية لمواكبة المستجدات التربوية في المغرب. وقد تلقت السلسلة دعما رسميا مبكرا، إذ صادق وزير التعليم آنذاك، محمد بن عبد الواحد الفاسي، على اعتماد الكتاب رسميا في المدارس الابتدائية، في رسالة مؤرخة في 5 مايو/أيار 1956. وكتب في هذه الرسالة "تصفحت كتاب (اقرأ) الذي وضعتموه للمدارس الابتدائية المغربية، فأعجبتني الطريقة الحية التي وضع عليها الكتاب، بحيث لن يستخدمه المعلمون في تعليم الحروف الهجائية فقط، ولكنهم سيجدون فيه ما يعينهم على تدريس عدد من المواد الأخرى كالإملاء والخط والرسم وغيرها". وأضاف الوزير الذي عُيّن بعد استقلال المغرب "فلذا رأينا من المصلحة العامة أن يُقرّر استعمال هذا الكتاب في الأقسام الإعدادية بالمدارس الابتدائية المغربية ابتداء من شتنبر (سبتمبر/أيلول) 1956". تُحفظ هذه الرسالة، باعتبارها أول وثيقة رسمية تُجيز الكتاب، في المتحف الخاص بأحمد بوكماخ في طنجة، إلى جانب صورة توثق زيارة الوزير لفصله الدراسي سنة 1962. أما تأليف باقي الأجزاء فقد تم بشكل متدرج، إذ واصل بوكماخ إصدار جزء جديد كل سنتين، إلى أن أتم الجزء الخامس عام 1964، مما يعني أن إنجاز سلسلة "اقرأ" استغرق 10 سنوات كاملة، وكان أول كتاب في السلسلة يحمل غلافا أبيض اللون، قبل أن تتطور لاحقا من حيث الشكل والمحتوى. توجّهت سلسلة "اقرأ" إلى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وضمّت مواد التلاوة والخط والمحفوظات، إلى جانب توجيهات بيداغوجية موجهة للمعلمين حول كيفية تقديم الدروس. وتتكوّن السلسلة من 5 كتب مدرسية، موزعة على 5 سنوات من التعلم الابتدائي، وتنتهي بالحصول على دبلوم يُعرف آنذاك بـ"الشهادة" (شهادة إنهاء المرحلة الابتدائية)، كانت تتيح أحيانا الالتحاق بالوظيفة العمومية، نظرا لمحدودية فرص التعليم الثانوي والعالي حينها. تميّزت سلسلة "اقرأ" بنصوص تربوية وترفيهية بليغة وبسيطة، من بينها حكايات صارت عناوينها متداولة ومتجذّرة في الذاكرة الشعبية لأجيال من المغاربة، مثل: "أحمد والعفريت"، و"الثرثار ومحبّ الاختصار"، و"سروال علي"، و"زوز يصطاد السمك". وابتداء من الجزء الرابع أدرج مقدمة للكتاب، ضمّنها رسائل تربوية موجهة للتلاميذ، حثّهم فيها على القراءة الحرة باعتبارها مدخلا إلى العلم الحقيقي والدائم، ودعاهم إلى حبّ الكتاب والإقبال عليه بشغف. أما في الجزء الخامس، فقد ركّز على إبراز مكانة اللغة العربية بصفتها لغة قومية، داعيا التلاميذ إلى جعلها في صميم اهتماماتهم. وفي مقدمة كتاب "الفصحى"، أوضح أن المنهج الذي اعتمده في تلقين اللغة العربية للأطفال نابع من إشكالات تربوية ومنهجية وبيئية يواجهها الطفل المغربي، مؤكدا أنها "طريقة مغربية، لا شرقية ولا غربية". ومن أبرز ما ميّز سلسلة "اقرأ" استخدامها الواسع للرسوم التوضيحية، في سابقة تربوية آنذاك. وقد اعتبر الناقد أحمد الفتوح أن بوكماخ استخدم الرسوم وسيلة مكملة للنصوص، وأيضا أداة تعليمية مستقلة تحفّز على التعبير الشفهي والكتابي. صناع "اقرأ" يتصدّر اسم بوكماخ أغلفة سلسلة "اقرأ"، مقرونا بعبارة "ألّفه وأشرف على إخراجه أحمد بوكماخ-معلم"، ويضيف الناشر عبارة "سلسلة اقرأ تسمح لأطفالنا بالتقدم والاكتمال"، غير أن هذا المشروع التربوي لم يكن ثمرة جهد فردي فحسب، بل تأسس على تعاون جماعي في التأليف والتنسيق والإخراج، شكلا ومضمونا. يشير عدد من الدارسين إلى أن أحمد بن الحسين البهاوي، خطاط القصر في عهد الملك الراحل محمد الخامس وكاتب المصحف الحسني سنة 1967، تولّى كتابة نصوص السلسلة بخط النسخ، كما استخدم خط الرقعة في كتابة اسم المؤلف وبعض العناوين، مثل "فهرس المواد". وفي الجزء الثالث من السلسلة عبّر بوكماخ عن امتنانه للشاعر أحمد الحرشني، الذي أهداه مجموعة مختارة من النصوص الإنجليزية والفرنسية مترجمة، استعان بها في إعداد عدد من دروس ذلك الجزء وأسهم في إثراء محتواه. أما الجانب الفني فقد أبدعه الفنان التشكيلي محمد شبعة، الذي تولى إنجاز الرسوم التوضيحية. وقد وصف تجربته قائلا "كانت تقنية جديدة بالنسبة إليّ، أنك ترسم وأنت مقيّد بالحركات ومضمون الدرس، ليست المسألة إبداعا حرا". كما شارك فنان الكاريكاتير أحمد الشنتوف في رسم القصص المصورة، مما أضفى تنوعا بصريا على السلسلة. وكانت "دار نشر الفكر" المساهم الرئيسي في طباعة سلسلة "اقرأ" وتوزيعها في مدن مغربية عدة. ومن بين الشخصيات الداعمة للمشروع، المقاول في مجال الطباعة والنشر عبد السلام جسوس، الذي كتب بوكماخ منوها "بمجهوده القيم والنفقات الباهظة التي تحملها" من أجل إخراج الكتاب بصورة جميلة. وفي مقدمة إحدى الطبعات، خاطب الأطفال قائلا "أعزائي الصغار، اشكروا معي أخا لنا جميعا هو عبد السلام جسوس، الذي لا يكاد يسمع مني التماسا لتحسين كتابكم هذا حتى يبادر إلى إجابتي، مهما كلفه ذلك من جهد أو مال". كما عبّربوكماخ عن عرفانه لمعلمه ومؤسسته التربوية، فجاء في إحدى الإهداءات بخط يده "إلى أستاذي العالم المربي سيدي عبد الله كنون، أتشرف بإهدائكم مجهودا متواضعا، ممنونا لمؤسستكم المزدهرة التي من أجل خدمتها بذلت هذا المجهود، راجيا دعاء صالحا لتلميذكم المخلص". وحسب الباحثين، فقد نجحت سلسلة "اقرأ" في تحقيق معادلة صعبة تجمع بين تبسيط المعرفة دون تفريط في جودتها، وغرس حب التعلم في نفوس التلاميذ بروح مغربية أصيلة، مما جعلها واحدة من أقوى أدوات التربية والتعليم في تاريخ المغرب الحديث. وقد امتد إشعاع كتب بوكماخ إلى الجزائر وتونس وليبيا والسنغال، وغيرها من دول القارة الأفريقية، وسدّت فراغا في مجال التأليف المدرسي. نصوص مسرحية، منها: "نور من السماء"، "رسالة فاس"، "فريدة بنت الحداد". سلسلة "اقرأ" في 5 أجزاء. سلسلة "الفصحى" في 5 أجزاء. "طريقة تعليم الرياضيات الحديثة "، وهي دليل يساعد الأستاذ في التخطيط والتدبير لدروس الرياضيات البسيطة في المستوى الابتدائي. "القاموس المبيّن أو المعجم الابتدائي الفصيح"، ما يزال مخطوطا بخط اليد. "القراءة والأعمال الموجهة لأقسام الملاحظة"، وهو مختارات من نصوص عبد المجيد بنجلون، إلى جانب دراسة لها وتحضير لأعمال موجهة من إعداد أحمد بوكماخ، ومرفقة بـ"كتاب الكلمات"، وهو بنك مصطلحات مصور يُقدَّم هدية للتلميذ. "القراءة للجميع (محو أمية الكبار)" صدر عام 1983 بتكليف من وزارة الشؤون الاجتماعية آنذاك، وكتب المؤلف في تقديمه "الغاية من تأليفه هي تعليم الكبار واليافعين القراءة والكتابة والتعبير والحساب، إضافة إلى توعيتهم ببعض الفضائل الإسلامية". التكريم في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2016، افتُتح في مدينة طنجة مركز ثقافي يحمل اسم "أحمد بوكماخ"، تخليدا لإرثه التربوي والثقافي، ويضم هذا الفضاء متحفا خاصا يعرّف بأعماله ومقتنياته الشخصية. في 11 يناير/كانون الثاني 2011، أعلن الصالون الأدبي المغربي عن إطلاق "جائزة أحمد بوكماخ للتلاميذ"، وهي جائزة أدبية موجهة لتلاميذ المدرسة المغربية بمراحلها الثلاث: الابتدائي والإعدادي والثانوي، بهدف تشجيع الإبداع والقراءة في صفوف الناشئة. توفي أحمد بوكماخ في 20 سبتمبر/أيلول 1993 بأحد مستشفيات باريس، ودفن في مقبرة المجاهدين في مدينة طنجة.

دعوات لإنهاء حرب غزة خلال حفل الخريجين في هارفارد
دعوات لإنهاء حرب غزة خلال حفل الخريجين في هارفارد

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

دعوات لإنهاء حرب غزة خلال حفل الخريجين في هارفارد

دعا طلاب إلى إنهاء حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة خلال حفل التخرج السنوي بجامعة هارفارد التي تخوض معركة قضائية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد حظي رئيس الجامعة بتصفيق حار تقديرا لموقفه في مواجهة الضغوط الحكومية. وخلال الحفل -الذي أقيم الخميس- رفع متظاهر لافتة تقول إن الحرب دمرت كل الجامعات في قطاع غزة، كما تجمّع متظاهرون خارج الجامعة قبيل الحفل للمطالبة بوقف إطلاق النار، بينما ارتدى بعض الخريجين الكوفية الفلسطينية. ولقي رئيس الجامعة آلان غاربر تصفيقا حارا من جانب الطلاب الداعين إلى وقف الحرب. وأشار غاربر في خطابه إلى وجود طلاب أجانب مع عائلاتهم "كما ينبغي أن يكون الأمر"، من دون التطرق بشكل مباشر إلى المعركة القانونية مع إدارة ترامب. وتزامن حفل التخرج مع قرار قضائي جديد يمنع الإدارة الأميركية من سحب صلاحيات هارفارد في تسجيل الطلاب والباحثين الأجانب، بينما أصدرت وزارة الأمن الداخلي بيانا أكدت فيه تصعيد إجراءاتها ضد الجامعة. إعلان وتتهم الإدارة الأميركية الجامعة المرموقة بالتسامح مع "معاداة السامية" والتحيز لليبرالية. وقال ترامب الأربعاء إن "هارفارد تعامل بلادنا بقلة احترام كبيرة وتمضي أبعد في ذلك". وأعلنت إدارة ترامب الثلاثاء، حجبًا جديدًا قدره نحو 60 مليون دولار من التمويل الفدرالي لجامعة هارفارد بسبب ما اعتبرته تقاعسًا منها عن اتخاذ إجراءات كافية ضد المظاهرات الطلابية التي تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة. وتستخدم الإدارة الأميركية التخفيضات المالية والتحقيقات في الجامعات للضغط على إداراتها لمنع الحراك الطلابي الرافض للحرب. وفي أبريل/نيسان 2024، اندلعت احتجاجات تطالب بوقف الحرب ومقاطعة إسرائيل، اشتعلت شرارتها بجامعة كولومبيا وتمددت إلى أكثر من 50 جامعة في الولايات المتحدة، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية بشروط واجب أخلاقي ومطلب سياسي
ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية بشروط واجب أخلاقي ومطلب سياسي

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية بشروط واجب أخلاقي ومطلب سياسي

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، اليوم الجمعة، أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي"، معددا بعض الشروط من أجل القيام بذلك. كما أكد ماكرون خلال مؤتمر صحافي في سنغافورة أن على الأوروبيين "تشديد الموقف الجماعي" حيال إسرائيل "في حال لم تقدم ردا بمستوى الوضع الإنساني خلال الساعات والأيام المقبلة" في قطاع غزة. وقبل أيام، هدد قادة فرنسا وبريطانيا وكندا في بيان مشترك باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقال القادة في بيانهم "سنتخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها بغزة وترفع القيود عن المساعدات"، مضيفين "نعارض بشدة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إن مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق". ونص البيان على أنه "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، فإننا سوف نتخذ خطوات ملموسة أخرى ردا على ذلك". نتنياهو وماكرون كما أكد البيان أن رفض إسرائيل تقديم المساعدات الأساسية للمدنيين في غزة غير مقبول، مطالبين إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في غزة والسماح الفوري بدخول المساعدات. وسبق وأن قال ماكرون في مطلع شهر أبريل/نيسان الماضي أن باريس قد تعترف بدولة فلسطينية في يونيو/حزيران، موضحا خلال مقابلة على قناة فرانس 5 أنه "علينا أن نتحرك نحو الاعتراف (بالدولة الفلسطينية)، وسنفعل ذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة، لا أفعل ذلك لإرضاء أحد. سأفعله لأنه سيكون مناسبا في وقت ما". وأضاف "ولأنني أيضا أرغب في المشاركة في جهود جماعية تمكن المدافعين عن فلسطين من الاعتراف بإسرائيل بدورهم، وهو أمر لا يفعله كثيرون منهم". وأثارت تلك التصريحات غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، إذ هاجم الرئيس الفرنسي، قائلا إن إقامة دولة فلسطينية "في قلب وطننا"، على حد تعبيره، أمر مرفوض، لأنها "لا تطمح إلا إلى تدميرنا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store