
التضامن أو الانعزال
هناك سياسات جديدة يعتمدها المجتمع الدولي، وهي مثلاً أفضلية البطالة على العجز المالي، أي لا يمكن التضحية بالإنسان ومعيشته لإبقاء العجز المالي، ضمن حدود مرسومة سابقاً. طبعاً التطرف في كل شيء مضر، لكن تطبيق سياسات إنسانية واقعية مطلوب لحماية الإنسان. فشلت التجارب الحمائية السابقة، لأنها لم تعالج المواضيع الأساسية أي الصحة والتعليم والغذاء والأمن الاجتماعي، بل ركزت على المنافسة والنمو والانفتاح والتجارة وهي غير كافية.
كانت هناك طريقتان لبناء الاقصاد، الأولى يلعب فيها القطاع العام الدور الأساسي، والثانية ترتكز على القطاع الخاص ودوره في بناء القدرات الإنتاجية أو ما يعرف بالاقتصاد الرأسمالي. لا يمكن لأي اقتصاد أن ينمو بسرعة وقوة من دون تعاون مع اقتصادات أخرى مجاورة أو بعيدة، ضمن تحالفات أو وحدات أو تجمعات. مع الوقت والتجارب تبين أن هناك طريقة ثالثة لتطبيق سياسات النمو هي الاقتصاد التضامني.
من أهم الركائز التي يبنى عليها الاقتصاد التضامني هي الثقة، التي تسهل الإنتاج والعلاقات بين العمال وأرباب العمل، وضمن المجموعتين، هناك أهمية كبيرة للحوار والتواصل، لكن لا مانع من حصول منافسة، ضمن القواعد الشرعية لأن هذا يقوي النتائج في حجمها ونوعيتها. في الاقتصاد التضامني هناك دور أكبر للإنسان والشركة، كما للمؤسسات الإقليمية في النمو، ودور أقل للدولة المركزية في رعاية العلاقات الاقتصادية الداخلية. يعتمد الاقتصاد التضامني الوطني على التواصل والتعلم والشراكة في بناء المستقبل المنتج.
يبنى هذا الاقتصاد على علاقات اجتماعية قوية بين المواطنين تحسن الوضع العام، وتعزز الإنتاجية عبر الخلق والتجدد. ترتكز سرعة البناء وسلامتها على علاقات واضحة وشفافة بين المواطنين، وليس على مجموعات متناحرة تحاول الإساءة الى بعضها بعضاً. هناك دائماً فروقات بين إنسان وآخر، إنما المهم أن يكون هناك تعاون بين المجموعات، وليس تناحراً دائماً لأسباب اقتصادية أو سياسية أو دينية أو غيرها. تبنى هذه العلاقات على شراكات وتبادل للمعلومات، تؤسس لاقتصادات جديدة ذات إنتاجية عالية.
في الاقتصاد التضامني هناك دور كبير للمناطق في تحقيق النمو وتنفيذ سياسات التجدد، التي تغير وجه الاقتصاد. ستكون عندها السياسات العامة مختلفة، بحيث تدعم مباشرة طموحات كل الشركات بما فيها الصغيرة والمتوسطة كما خاصة الناشئة.
لا ينكر أحد أن العولمة، وحتى ما تبقى منها، تفرض على كل الاقتصادات أن تكون تنافسية بالطريقة التي تختارها، علماً أنه لن يكون هناك تطور من دون تجدد في كل الشركات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 41 دقائق
- البيان
«الأسواق الهادئة» تمنح ترامب ضوءاً أخضر لمواصلة جموحه
وقد تمكّن الرئيس التنفيذي لواحدة من هذه الشركات، من الحصول على معاملة تفضيلية من جانب الرئيس، بعدما قدم له هدية ذهبية في المكتب البيضاوي. كما فرض ترامب التعريفات الجمركية على كافة الدول، ولا تساوي الاتفاقيات التجارية التي أبرمها مع أبرز الشركاء التجاريين، الورق الذي كُتِبَت عليه، ما يعود إلى حد كبير إلى أنها لم تُكتب من الأساس، كما تم استهداف دول بعينها، وفق أهواء ترامب الشخصية، ولنا أن نسأل المسؤولين في سويسرا، والبرازيل، والهند عن مزيد من التفاصيل. أما آخر اختياراته للمنصب المؤقت (حتى الآن) في الفيدرالي، فكانت من نصيب المستشار ستيفن ميران، وهو المفكر الذي تفتقت عن ذهنه فكرة «اتفاق مارالاغو»، التي فقدت مصداقيتها على نطاق واسع. وشارك في تأليف ورقة بحثية تدعو إلى «إصلاح جذري»، لأكثر المصارف المركزية أهمية على مستوى العالم. ليس ذلك فحسب، بل شدد على أن «أعضاء مجلس الإدارة وقادة الاحتياطي الفيدرالي، يجب أن يخضعوا لقرار الإقالة من جانب الرئيس». كما يجب ألا ننسى أن ترامب فتح الطريق أمام استثمار خطط المعاشات التقاعدية «401 كيه»، في الأصول المُشفرة. كما تستقر السندات الحكومية، ويتراجع الدولار الأمريكي بسلاسة. ولم يعد الخبير الاقتصادي بول كروغمان وحيداً في تساؤله: «لقد صارت السياسة جنونية، فلم لا تنخفض الأسهم؟». من النادر أن تقع المصارف الاستثمارية ومديرو الأصول، ضحية للبروباغندا اليسارية، لكن المتوترين يقترفون الأخطاء في بعض الأحيان. والتفسير الثالث يتمثل في أن هذه المكاسب ليست منطقية، وأن الخبراء يشغلون أنفسهم بالتفاصيل المتعلقة بمن سيختاره ترامب رئيساً للفيدرالي، بعد انقضاء فترة باول، وما ستعنيه مواقفه المختلفة لمُختلف شرائح سوق السندات. وها هم يفكرون في أن بيانات الوظائف الأمريكية، كانت مشكوكاً فيها لبعض الوقت. أي أنهم يفكرون في الأمور الصغيرة، ويغضون الطرف عن التهديد الوجودي، المتمثل في دمار المؤسسات الأمريكية، أو يواجهون صعوبة في تصوّر تداعياته على المدى الطويل على الأسواق قصيرة الأجل. وقد جاءت أرباح الشركات إيجابية، ومن المُرجح أن تنخفض أسعار الفائدة على أي حال، لذا، سأستخدم هذه العبارة الخطيرة، سنظل نرقص، طالما أن الموسيقى ما زالت تُعزف.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
ترامب يحفز صناعة الفضاء الأمريكية عبر كبح البيروقراطية
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحفيز صناعة الفضاء المحلية عبر تقليل البيروقراطية، في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة من دول مثل الصين والهند. وفي أمر تنفيذي وقّعه أول من أمس، استعرضت الإدارة الأمريكية خططاً لتعزيز المكانة الأمريكية في الفضاء بحلول 2030 من خلال سوق تنافسي لعمليات الإطلاق وزيادة هائلة في معدل الإطلاق و«أنشطة فضائية جديدة». ولتحقيق هذا، تخطط الحكومة لتبسيط وتسريع عمليات الموافقة على التراخيص التجارية وجهات التشغيل التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها. وينص الأمر على أن ضمان عمليات إطلاق فعالة وإعادة دخول المشغلين الأمريكيين «مهمة للنمو الاقتصادي والأمن الوطني وتحقيق الأهداف الفضائية الفيدرالية». كما ستساعد السياسات في الحفاظ على «المنافسة والتفوق الفضائي الأمريكي». ويحدد الأمر التنفيذي مواعيد نهائية للوكالات الفيدرالية، بما في ذلك وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، لتقديم مقترحات بشأن تدابير لتقليل العقبات التنظيمية وتحديد التعارضات مع القواعد الحالية، مثل اللوائح البيئية. وتهدف الولايات المتحدة إلى إعادة البشر إلى القمر بحلول 2027، بعد عقود من آخر مهمة أمريكية مأهولة للقمر، ولكن قبل دول أخرى ذات برامج فضائية طموحة مثل الهند والصين. وأدى إضفاء الطابع التجاري والخصخصة إلى تغيير صناعة الفضاء بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ما عزز التنافس على مكانة رائدة في القطاع.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
ترامب: مزاعم التدخل الروسي "جريمة القرن" ومسؤولو أوباما مجرمون
صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته تجاه مسؤولي الأمن في إدارة باراك أوباما، مؤكدًا أن الوثائق التي رفعت عنها السرية مديرة الاستخبارات تولسي غابارد حول مزاعم التدخل الروسي في انتخابات 2016 تمثل "دليلًا دامغًا" على إدانتهم. وقال ترامب في تصريحات حادة: "ما نكتشفه الآن هو دليل قاطع... هذه عصابة من المجرمين، أناس مرضى ويجب التعامل معهم" ، مهاجمًا بالاسم مدير الـFBI السابق جيمس كومي، ومدير الاستخبارات الوطنية السابق جيمس كلابر. التقرير المرفوع عنه السرية، والصادر في 18 يوليو 2025، كشف أن أجهزة الاستخبارات كانت قد خلصت قبل انتخابات 2016 إلى أن روسيا لا تملك النية أو القدرة على التأثير في نتائجها، لكن إدارة أوباما طلبت بعد فوز ترامب إعداد تقرير جديد يتناقض مع تلك التقييمات، وحذفت منه الاستنتاج الرئيسي بعدم تدخل موسكو. كما أشار التقرير إلى أن مدير الـCIA الأسبق، جون برينان، أصر على إدراج "ملف ستيل" المثير للجدل في التقرير النهائي رغم غياب مصداقيته، وهو ما لم يكشف عنه في جلسات الكونغرس المغلقة. تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر، الذي نُشر في أبريل 2019، لم يجد أي دليل على تواطؤ حملة ترامب مع روسيا، لكن ترامب وصف نشر مزاعم التدخل الروسي بأنه "جريمة القرن"، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين، ومعتبرًا القضية "أكبر فضيحة في تاريخ الولايات المتحدة".