
منظومة المجتمع الكردستاني تستنكر وتدين الجرائم المرتكبة بحق العلويين في الساحل السوري
أصدرت منظومة المجتمع الكردستاني بياناً كتابياً أدانت فيه ارتكاب المجازر بحق العلويين في سوريا مؤكدة إنَّ الطريق الحقيقي للسلام في سوريا والشرق الأوسط هو نموذج ونظام الأمة الديمقراطية الذي طوره القائد آبو عبد الله أوجلان.
وجاء في نص البيان:
خلال الأسبوع الماضي، تزايدت الهجمات على العلويين في سوريا في المناطق التي يوجد فيها العلويون بشكل كبير، حيث تم استهداف عشرات الآلاف من العلويين، وتكشف الصور التي نشرتها وسائل الإعلام عن وحشية المجازر ونحن ندين بشدة هذه المجازر ضد العلويين. ونقدم تعازينا الحارة لجميع شعوب سوريا عامة والشعب العلوي بشكل خاص، ونحن نشعر بحزن عميق إزاء الإحداث التي ظهرت، ونؤكد بأنَّ الشعب الكردي يقف إلى جانب جميع شعوب سوريا ويدعمهم.
خلال شهر رمضان والذي يعد شهراً مباركاً عند المسلمين، حيث يُحرم فيها سفك الدماء تحريماً باتاً، وأنَّ ارتكاب مثل هذه المجازر يعد أمراً مؤسفاً وعاراً على الإنسانية والمسلمين والإسلام، إنَّها خطيئة عظيمة، بقدر ما هي جريمة كبرى ضد الإنسانية.
إنَّ ارتكاب مثل هذه المجازر من قبل أولئك الذين يزعمون أنهم أتباع الإسلام لا يُقبل بأي شكل من الأشكال. هذه الأفعال لا علاقة لها بالإسلام، فإنَّ أولئك الذين يتبعون مبادئ الإسلام
لا يرتكبون جرائم القتل الجماعي، كما أنهم لا يسفكون الدماء في شهر رمضان أيضاً، ويعتبرون سفك الدماء محرّماً. من لم يحققوا أهم شروط الإسلام ويظهرون أنفسهم مسلمين خلال هذا الشهر الفضيل المبارك فهم منافقون وغير صادقين. ولذلك، يجب على المسلمين أنفسهم، قبل أي شخص آخر، أن يقفوا أولاً ضد هذه المجازر الوحشية واللاإنسانية.
إنَّ تنفيذ هذه المجازر من قبل الإدارة في دمشق يشكّل تهديداً كبيراً لمستقبل سوريا، وهذا يظهر بكل وضوح نوع الخطر الذي تواجهه سوريا والشعب السوري. يجب على الجميع الوقوف على هذا الخطر وينبغي على الجميع أن يعبروا عن موقفهم حياله.
وعلى الرغم من معرفة ذهنيتها وممارساتها جيداً، إلا أن دعم إدارة هيئة تحرير الشام، والصمت في مواجهة هذه المجازر من قبل القوى التي تُشرعن هيئة تحرير الشام بدعمها، وعدم الرد على أفعالها وممارساتها بشكل صارم، أمر غير مقبول.
يواجه الشعب السوري خطر الإبادة الجماعية بسبب عقليتها الطائفية والتعصبية والرجعية، السبب الرئيس للمجازر هو هذه العقلية الرجعية والتعصبية والطائفية، لا ينبغي دعم هذه العقلية، وأولئك الذين قاموا بدعم هذه العقلية إلى يومنا هذا وأضفوا عليها الشرعية بدعمهم فهم شركاء في هذه الجريمة، ومن الآن فصاعدا فإنَّ أولئك الذين يدعمون هذه العقلية سيكونون مسؤولين عن كل المجازر التي ستحدث.
لذا فإنَّنا ندعو الجميع إلى أخذ ما حدث بعين الاعتبار وإدانة هذه المجازر الوحشية بحق العلويين بشدة والتعبير عن موقفهم ضدها، ما يجب فعله في سوريا هو السعي إلى تطوير نظام سياسي ديمقراطي يعمل على احتضان وضم جميع الشعوب السورية والمجتمع السوري والمكونات والثقافات والمعتقدات المختلفة، وما ينبغي دعمه الآن هو هذه المحاولات الحثيثة والذهنية الديمقراطية.
مرة أخرى أصبح واضحاً أن الطريق الحقيقي للسلام في سوريا والشرق الأوسط هو نموذج الأمة الديمقراطية والنظام الذي طوره القائد آبو والذي يرتكز على أخوة الشعوب والمساواة والعيش المشترك، لقد كشفت هذه المجازر بحق العلويين مرة أخرى أن كل أنواع الأيديولوجيات القومية والطائفية والتوحيدية التعصبية ليست حلولاً، ولا يمكن تحقيق أي شيء أكثر من استمرار المجازر التي تلحق العار بالإنسانية.
إن َّالدعوة التاريخية للقائد آبو في 27 شباط من أجل 'السلام والمجتمع الديمقراطي' كانت في الأصل بهدف منع المجازر وإنهاء الحروب والصراعات في الشرق الأوسط والاعتراف بحقوق الجميع والحياة الحرة، إنَّ تحرير الشرق الأوسط والإنسانية ممكن من خلال تطبيق خريطة الطريق للقائد آبو، إنَّ سوريا الديمقراطية والشرق الأوسط الديمقراطي هو ضمان لحياة حرة ومتساوية وديمقراطية، في المقام الأول للشعب والأديان والمرأة، ولكل الهويات المضطهدة'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 9 ساعات
- اذاعة طهران العربية
الإسلام السياسي من منظور قائد الثورة الإسلامية
قام الدكتور " رحمت عباس تبار مقري" (أستاذ مشارك في العلوم السياسية بجامعة مازندران) و"عباد الله أختري" (طالب دكتوراه في العلاقات الدولية بجامعة مازندران) في مذكرة تحليلية بدراسة خصائص الإسلام السياسي في فكر قائد الثورة الإسلامية الإمام خامنئي-حفظه الله-. وفيما يلي نص هذه المذكرة: يُنشئ الإسلام السياسي كنموذج مفاهيمي، صلة عميقة بين الدين والسياسة، ويسعى إلى تشكيل حكومة قائمة على المبادئ الإسلامية. كما أن الإسلام السياسي و الأصولية الإسلامية مفهومان مختلفان، لكنهما يُخطئان أحيانًا في اعتبارهما مترادفين. فبينما يُعرّف الإسلام السياسي بأنه خطاب حديث ومرن في ربط الدين بالسياسة، تُعدّ الأصولية الإسلامية نهجًا جامدا يطمح إلى العودة إلى السلفية. وقد تجسّد خطاب الإسلام السياسي، المُعارض للديمقراطية الليبرالية والاشتراكية، في إيران كتجربة ناجحة. يستند الإسلام السياسي إلى تاريخ الفكر السياسي الإسلامي، وينظر إلى نوع من الحكم الحديث كرد فعل على المشاريع الاستعمارية والاستشراقية، إلى جانب ردود الفعل القومية وما بعد الاستعمارية المختلفة التي فُرضت على المجتمعات الإسلامية. يتصرف الإسلام السياسي بانتقائية في علاقته بالغرب، وينخرط فيه وفقًا للمصالح والخلفيات الثقافية والأيديولوجية، والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، ويخدم المصالح الوطنية. ويتسم هذا الانتقاء بطابع محلي، ويتبنى عناصر هذه الحضارة، ويشكل جزءًا من استمرارية الثقافة الإسلامية. إن الإسلام السياسي مقال مرن ودائم، يظهر في ظل الديناميكيات السياسية-الدينية، بالإضافة إلى الظروف التاريخية والاجتماعية. ويقدم سماحة آية الله خامنئي (حفظه الله)، بصفته قائدا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، الإسلام السياسي ليس فقط كنظام حكم، بل كنموذج للتقدم المستدام والشامل. ويُعدُّ مدخل قائد الثورة الإسلامية إلى عوالم الوجود رؤية عالمية توحيدية، وتجنبا للانتقاء. ويختلف نقاء فكره الديني ومعالجته للقضايا السياسية الكبرى عن غيره من المفكرين الإسلاميين في مجال الإسلام السياسي. تُعدّ أسس الإسلام السياسي أهم وثيقة للتوحيد في السياسة والحكم، حيث يُمكن للمرء أن يرى ويفحص بوضوحٍ طريقة النظر إلى الإنسان والمجتمع و السياسة والثقافة والاقتصاد والمُثُل العليا، استنادًا إلى المبادئ والأسس الدينية. مع هذه المقدمة، تتناول هذه المذكرة التحليلية خصوصيات الإسلام السياسي في فكر قائد الثورة الإسلامية. يُعدّ الإسلام السياسي في فكر آية الله خامنئي (حفظه الله) أيديولوجية شاملة تُعنى بجميع جوانب الحياة الإنسانية، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع. وعلى عكس الإسلام التقليدي، الذي يُركّز أكثر على المسائل الفردية والدينية، يسعى الإسلام السياسي إلى إقامة نظام حكم قائم على الشريعة الإسلامية. وبفضل قابليته الكبيرة للتفسير، يمتلك الإسلام السياسي القدرة على تقديم فهم ديمقراطي له من خلال عملية إعادة تفسير النصوص المقدسة. وعلى عكس الإسلاميين السابقين الذين كانوا متدينين بطبيعتهم، يتمتع الإسلام السياسي بطابع سياسي، ويسعى إلى القضاء على الهيمنة الغربية السياسية والاقتصادية والثقافية. ويسعى هذا النموذج، من خلال توظيف مفاهيم مثل العدالة و الحرية والوحدة والديمقراطية الدينية، إلى توفير نموذج مناسب لحكم المجتمع. ومن أهم سماته ما يلي: أ) الانتشار: أي أنه (الإسلام السياسي) يمتلك القدرة على النمو ليس فقط في المجتمعات الإسلامية، بل يمكن أن يجد أيضًا تجسيدًا ناجحًا في دول أخرى. ب) الاستمرارية: أي أنه (الإسلام السياسي) نشأ في تطوره خلال فترة تاريخية محددة، وساهم في تشكيل العمليات السياسية والاجتماعية؛ بينما لم تستمر الحركات الأصولية إلا لفترة وجيزة، ولم تنجح في طرح شكل نظام سياسي وتشكيل مساراته. ج) لها دلالة مركزية، وهي أيديولوجية قوية وموحدة وأساسية لبناء نظام سياسي. تُعدّ السيادة الشعبية الدينية من أهم ركائز الإسلام السياسي في فكر آية الله خامنئي (حفظه الله)، ويعني هذا المفهوم مشاركة الشعب في تقرير مصيره السياسي في إطار الشريعة الإسلامية. وبخلاف الديمقراطية الغربية التي تتمحور حول مصالح الرأسماليين، تتشكل الديمقراطية الدينية على أساس القيم الإلهية والعدالة الاجتماعية. ومن رموزها المشاركة الشعبية المستمرة في الانتخابات ومراقبة أداء المسؤولين، ووجود مؤسسات مستقلة مثل مجلس الشورى الإسلامي، وعلاقة وطيدة بين الشعب والمسؤولين قائمة على عنصري الثقة والمساءلة. وللسيادة الشعبية أيضًا مبادئ تشمل: الف) الفضيلة: نظام قائم على الأخلاق والروحانية. ج) الجدارة: تُوكل الحكومة إلى أفراد صالحين وملتزمين. د) الواجب: مشاركة الشعب ليست حقًا فحسب، بل واجبًا دينيًا أيضًا. 3. القومية لا يُعارض الدين الإسلامي الوطنية والعرق والجنسية، ولكنه يتعارض مع مركزية العرق والجنسية والإثنيات. عندما تجد القومية جذورًا عرقية وتتماشى معها، فإنها تُنشئ أنظمة مثل النازية والفاشية الصهيونية. ولطالما استخدم المستعمرون سلاح القومية وإثارة المشاعر القومية، مثل القومية التركية والقومية العربية والقومية الإيرانية، لإثارة الفتنة بين الدول الإسلامية. لذلك، لا يُثير هذا التفكير اهتمام آية الله خامنئي، ولا يتناسب مع خصوصيات إسلامه السياسي. فالإسلام لا يُلغي الأمم القائمة، بل يُعرّفها، ويُقيّم قيمها، ويُرسي نوعًا من النظام والتسلسل في التواصل. وبالنظر إلى هيمنة الإسلام السياسي في خطاب قداسة آية الله خامنئي (حفظه الله)، يُمكن فهم القومية على أنها الهوية الإسلامية الإيرانية. إن هدف التكوين للجمهورية الإسلامية هو ترسيخ السيادة الإلهية، ويُعدّ مفهوم الأمة والحدود العقائدية أهمّ ما يميز خطاب الإسلام السياسي عن غيره من الخطابات. فالدين، كأحد مظاهر الهوية الوطنية، لا يتعارض مع الوطنية في نظرهم، بل يُعدّ من الركائز الأساسية للثقافة والهوية الوطنية، وأي عامل يُضعف هذا الأساس يكون مُتعارضًا مع الكرامة الوطنية والفخر الوطني وسعادة الأمة. 4. النظام السياسي المرغوب فيه إن العدالة في فكر آية الله خامنئي (حفظه الله) تعني منح كل فرد حقوقه بناءً على استحقاقاته. ولا يقتصر هذا المفهوم على المجال الاقتصادي فحسب، بل يشمل جميع المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية. وتتحقق العدالة الاجتماعية بتقليص الفوارق الطبقية وتوفير فرص متكافئة لجميع أفراد المجتمع. ومن مؤشرات العدالة التوزيع العادل للثروات والفرص، ومكافحة الفساد والتمييز، وضمان الأمن العام والرفاهية. والمجتمع الإسلامي هو مجتمع يكتسب فيه أفراده القدرة على التفكير، ويملكون القدرة على اتخاذ القرارات واختياراتها بأنفسهم. مجتمع يخلو من التمييز والظلم، ويرتكز على العدل. بلغ العالم في مجتمع الإسلام المثالي، كمالاً نسبياً. ومن وجهة نظر آية الله خامنئي، يتميز المجتمع الإسلامي بالقوة، الحيوية، التحرر من الأفكار والآراء، التوجيه، العدالة، الأخلاق، التطور، التخصص، التوجه القانوني، ويعتمد على السلوك العلمي في إدارة شؤونه. 5. الوحدة الإسلامية؛ ضرورة العالم الإسلامي يدعو آية الله خامنئي (حفظه الله) الجميع إلى التكاتف حول القواسم المشتركة، آخذين في الاعتبار حقيقة تعدد المذاهب والفرق الإسلامية. ومن مشاكل العالم الإسلامي التي استغلتها الأنظمة المهيمنة، وخاصةً الولايات المتحدة، وتسببت في صراعات عديدة في الدول الإسلامية، مسألة عدم التقارب بين المذاهب الإسلامية. لذلك، يُعدّ التوحيد من أهم العوامل في مفهوم الإسلام السياسي، وهو ما يُؤكد عليه دائمًا في تصريحاته. ومن أهم آيات القرآن الكريم التي يُعتمد عليها، والتي يُحيي بها مبدأ الوحدة ويُبرزها، الآية الكريمة: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾. لذلك، يجب اعتبار هذا العامل من أهم القواسم المشتركة، ألا وهو الأوامر الإلهية. القرآن الكريم وسنة النبي (ص)، والعدو المشترك (الاستكبار العالمي)، قضية تحرير القدس، ونصرة المظلومين، من بين عوامل التوحيد. يمكن اعتبار مجموعة هموم وتأملات آية الله خامنئي (حفظه الله) بعد بدء نشاطه السياسي خطابًا تبلور استجابةً للوضع الراهن في البلاد وما طرأت عليه من تطورات وقضايا وشكوك. وستحافظ الحلول والمقترحات المقدمة على جوهر الإسلام السياسي وكينونته وهويته، وتضمن استمراره. ويُعدّ إعطاء معنى للمفاهيم البنّاءة ذات الطابع الخطابي أحد محاور اهتمام آية الله خامنئي. فعندما تُعطي الحركات السياسية معنى لكلمة ما لأغراضها الخاصة، يبرز آية الله خامنئي ويحاول تغيير التشوهات لصالح الإسلام السياسي. على سبيل المثال، وخلافا للتشوهات المتعلقة بكلمة "الإصلاحات"، التي يُفسّرها البعض على أنها تعني ما يريده الناس، يُفسّر آية الله خامنئي الإصلاحات على أنها سبل مكافحة الفقر والفساد والتمييز. وبتعريفٍ مُبسّطٍ للنموذج المفاهيمي للإسلام السياسي من وجهة نظر آية الله خامنئي (حفظه الله)، يُمكن القول إنّ الإسلام السياسي، من وجهة نظره، هو منظومةٌ من المعاني والمفاهيم ذات تماسكٍ داخليّ، تُستخدم لفهم القضايا الراهنة، ويُنظر إليها من منظورين: أ) يسعى الخطاب إلى قضيةٍ مُهيمنة، وفي هذه الحالة، تُحدّد الأشكال المُهيمنة المعنى والسلوك. وفي ظلّ التفوق الخطابي، يلعب البشر أدوارًا في مواقف مُختلفة. ويُمكن الاستنتاج أنّه عندما تُصبح قضيةٌ خطابًا، يُمكنها شرح منطقها لمختلف الفاعلين والفاعلين الاجتماعيين، وفي هذه الحالة، تُصبح القضية الخطابية قضيةً عامة، وقد أسّس الإسلام السياسي هذه المهمة الخاصة في المجتمعات الإسلامية. ب) الهوية: يسعى الخطاب البنّاء إلى منح هويةٍ للفاعلين واللاعبين في النظام من خلال خلق الاختلاف. وهذا التماهي منطقيٌّ في المواجهة أو التفاعل مع الهويات الأخرى، لأنّ الخطابات حرّةٌ وليست لها هويةٌ ثابتة. وبمعنى آخر، يتناول الموضوع الخطابي، من خلال إبراز الآخر، تحديد المجموعات وتكاملها، كما يحد من ظهور الخطابات المتنافسة ويرفضها. على عكس خطابات الديمقراطية الليبرالية والاشتراكية، يُبرز الإسلام السياسي نقاط أهميته ونقاط قوته، وبينما يُظهر عيوب الخطابات المتنافسة، يسعى إلى رفض الخطابات الأخرى والهيمنة على خطابه. في نهاية المطاف، لا بد من القول إن الإسلام السياسي في فكر آية الله خامنئي (حفظه الله) خطاب حيّ وديناميكي يسعى إلى بناء مجتمع قائم على القيم الإسلامية. ويرى أن السيادة الشعبية الدينية، ولاية الفقيه، مناهضة الاستكبار، العدالة الاجتماعية، والوحدة الإسلامية من أهم ركائز الإسلام السياسي لدى سماحته، ويمكن أن يكون هذا الفكر ذا معنى وإلهام ليس فقط لإيران، بل للعالم الإسلامي أجمع. وقد أثبتت تجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الإسلام السياسي قادر على التكيف مع متطلبات العالم المعاصر، مع الحفاظ على المبادئ الدينية وتقديم نموذج مناسب للحكم الإسلامي.


وكالة أنباء براثا
منذ يوم واحد
- وكالة أنباء براثا
فتوحات بني أمية الكاذبة: بالأدلة كيف منع بنو أمية الناس من دخول الإسلام..!
من سني ومصادر سنية: حين تقرأ الرواية الرسمية، تظن أن بني أمية نشروا الإسلام من السند إلى الأندلس، وأن الأمم دخلت في دين الله أفواجًا بفضل خيولهم وسيوفهم وراياتهم. لكن حين تقرأ التاريخ الحقيقي، بالأرقام، بالتواريخ، بالوقائع… تكتشف الحقيقة الصادمة: أكثر من 90% من المصريين ظلوا مسيحيين حتى نهاية القرن الثاني الهجري (نحو سنة 800م)، رغم أن 'الفتح' بدأ سنة 641م بقيادة عمرو بن العاص. وفي الشام، معقل بني أمية، لم يُصبح المسلمون أغلبية إلا في القرن الثالث الهجري (القرن التاسع الميلادي)، أي بعد زوال الدولة الأموية بقرابة 100 عام. وفي بلاد المغرب، استمرت القبائل على وثنيتها ومسيحيتها حتى ثورات منتصف القرن الثاني الهجري (سنة 740م وما بعدها)، حين بدأت الدعوة الحقيقية على يد الأمازيغ أنفسهم بعد انهيار الحكم الأموي. فإن كان الإسلام قد انتشر فعلًا بفضل الأمويين، فلماذا لم يُسلم الناس؟ الجواب واضح ومؤلم: بنو أمية لم يريدوا للناس أن يُسلموا. لأن المسلم لا يدفع الجزية. والمسلم لا يُسبى. والمسلم لا يُعامل كعبد. أما الكافر؟ فهو مورد مالي متجدد: جزية، خراج، عبيد، غنائم خذ العراق كمثال. في سنة 82هـ (701م)، كتب الحجاج بن يوسف إلى الخليفة عبد الملك بن مروان يشكو أن 'أهل السواد' في العراق يُسلمون بأعداد كبيرة، مما قلّل أموال الجزية. فجاءه الردّ الذي يُلخّص فقه الدولة الأموية كله: 'قيّدهم بالجزية، فإنهم لا يُسلمون إلا فرارًا منها' [الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص196] هذه ليست حادثة معزولة، بل سياسة ممنهجة. ⟶ في مصر، تشير روايات البلاذري (فتوح البلدان، ص243) أن الأقباط كانوا يُجبرون على دفع الجزية حتى بعد إسلامهم، بأمر من الولاة الأمويين. ⟶ في بلاد الشام، كان يُمنع غير العرب – حتى لو أسلموا – من تولي المناصب أو قيادة الجيوش. ⟶ في خراسان، كانت تُفرض ضرائب مضاعفة على من 'يُشتبه' في أنه أسلم فقط ليهرب من الجزية. ⟶ في بلاد المغرب، تم أسر آلاف النساء، كثير منهن مسلمات، وأُرسل بعضهن كجواري إلى قصور بني أمية. يذكر ابن عبد الحكم (فتوح مصر والمغرب، ص156) أن موسى بن نصير أهدى إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك 80 جارية بكرًا من بنات زعماء البربر. هل هذا نشر للإسلام؟ أم تجارة بالرؤوس والرحم والأرواح؟ من جهة العقيدة، القرآن ينص: 'لا إكراه في الدين' و'إنما الجزية على من لا يُؤمن بالله ولا باليوم الآخر' لكن دولة بني أمية جعلت من الجزية ركنًا ماليًا أساسيًا. فإن أسلم الناس، انهارت الخزينة ولذلك، لم يكن الخلفاء يُسرّون بإسلام الشعوب بل كانوا يرونه 'تهربًا ضريبيًا'! فلا عجب أن الدولة الأموية لم: – تُترجم القرآن إلى أي لغة محلية – تُرسل دعاة إلى الأمم المفتوحة – تُقيم مدارس لتعليم الدين – تُساوي بين العربي وغير العربي – تُوقف تجارة الجواري والعبيد حتى في حق الداخلين في الإسلام بل العكس تمامًا، من أسلم ولم يكن عربيًا، ظل مواطنًا من الدرجة الثانية، يدفع مثل الكافر، ويُعامل كخادم، ويُجند في أقسى الجبهات. ويكفيك أن تعلم أن الخلفاء أنفسهم لم يكونوا قدوة. – مروان بن الحكم قال بوضوح: 'الخلافة بالسيف، لا بالشورى' – هشام بن عبد الملك سخر من العُباد: 'إذا جاعوا عبدوا، وإذا شبعوا فسقوا' – يزيد بن عبد الملك كان يُلقب علنًا بـ'يزيد الفاسق'، وقد عرف عنه المجون والشراب العلني، دون نكير من أهل البلاط. بل إنهم أحرقوا الكعبة سنة 73هـ (692م) بالمنجنيق، في عهد عبد الملك بن مروان، لإسكات المعارضة بقيادة عبد الله بن الزبير فأي راية إسلامية هذه، إن كانت تُوجّه ضد البيت الحرام؟! والسؤال الآن: متى بدأ الإسلام ينتشر فعلًا؟ ليس في عهد بني أمية بل بعدهم، بل رغمهم – في بلاد المغرب، انتشر الإسلام الحقيقي على يد الدول الأمازيغية كالرستميين (161هـ) والمرابطين لاحقًا – في إفريقيا جنوب الصحراء، دخل الإسلام بالتجارة والقرآن، لا بالسيف – في آسيا الوسطى، جاء الإسلام مع التصوف والطرق السلمية – في الأندلس، بقي غير المسلمون أغلبية طوال القرن الثامن الميلادي، حتى بدأت الدولة في التراجع الأموي التدريجي إذًا الحقيقة المُرّة: بنو أمية فتحوا البلاد، لكنهم أغلقوا أبواب الإسلام فتحوا الأرض للجباية، لا للهداية وسمّوا الدولة 'خلافة'، لكنها كانت إمبراطورية عربية عنصرية، لا تمتّ لروح الإسلام بصلة ولذلك، فإن كل من ثار عليهم – من آل البيت، من الأمازيغ، من الفقهاء، من عامة الناس – لم يكن خارجًا على الدين، بل مدافعًا عنه* فهل هؤلاء كانوا 'فاتحين'؟ أم سلاطين لبسوا عباءة الدين ليحكموا بالسيف؟ وهل ما فعلوه يُسمّى 'فتحًا'؟ أم احتلالًا باسم السماء؟ فتحوا الأرض… ودفنوا النور رفعوا راية محمد ﷺ… وذبحوا سنّته على عتبات القصور


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 2 أيام
- حزب الإتحاد الديمقراطي
تاريخ حزب العمال الكردستاني PKK… (ح2)
عبد الغني أوسو ــ …. في هذه الفترة، كان الوضع صعباً جداً بالنسبة للمجموعة الأيديولوجية، فالفاشية التركية كانت تحضِّر نفسها للانقلاب الثالث في تركيا ١٩٨٠، وهناك بعض العشائر المتفقة مع الدولة أمثال عشيرة 'بوجاق وسليمانيا' وعشائر في آمد بالإضافة لبعض الأحزاب مثل 'كوك الأريزكاري وستيركا سور' والتي كانت تساعد الدولة التركية بطرق مختلفة، لذلك كان لا بد لهذه المجموعة الأيديولوجية التحرك، وكانت البداية هو التحوُّل إلى حزب وتنظيم يستطيع مواجهة هذه التحديات، وبالفعل قام القائد آبو مع بعض رفاقه بالتحضير لعقد المؤتمر الأول للحزب، وبعد كتابة المانيفستو والذي تم تحضيره من قبل القائد آبو والرفيق محمد خيري دورموش تم عقد اجتماع في قرية 'فيس' التابعة ل 'لجة' في 'آمد'، وكان ذلك في يوم ٢٧ – ١١ – ١٩٧٨ وحضر الاجتماع ٢٢ من الرفاق، وكان هذا هو المؤتمر الأول، وقد تم تأسيس حزب العمال الكردستاني في هذه الفترة، وكان الوضع صعباً جداً بالنسبة للرفاق في تركيا وكردستان، حيث تم البدء باعتقال الرفاق، وبدأت المعارك بين الرفاق وعشائر 'بوجاق وسليمانيا'. في هذه الفترة عرف القائد خطورة المرحلة؛ لذلك بدأ التفكير بشكل جدي للقيام بمواجهة التحديات، ولم يكن أمام هذه المجموعة سوى بعض الاحتمالات للتخلص من هذه الأزمة، وبالفعل قام القائد آبو بالتخطيط للخروج خارج الوطن والتدريب والتجهيز ومن ثم العودة مع تَرْكِ مجموعات صغيرة داخل الوطن للتحضير لهذه المرحلة، وبالفعل قام القائد آبو بالخروج بتاريخ ٢ تموز ١٩٧٩عن طريق أحد الرفاق الذي كان يعرف الطريق، وبذلك انتقل القائد آبو إلى الجهة الأخرى وبدأ بالتفكير لتأمين مكان للتدريب، ووجد المكان بين الفلسطينيين؛ لأن الوضع الكردي والفلسطيني كان متشابهاً، وبدأ الرفاق رحلة شاقة في فلسطين من التدريب إلى التأقلم مع الوضع الجديد إلى حرب ١٩٨٢ والتي سُمِّيَت بالاجتياح الاسرائيلي للبنان واستشهد فيها أحدَ عشرَ رفيقاً من كوادر حزب العمال الكردستاني وأُسِرَ ثلاثة عشر رفيقاً، وأبدوا الرفاق مقاومة عالية وحتى في الدفاع عن العاصمة بيروت. من جهة أخرى وبعد الاعتقالات التي طالت كوادر الحزب في بعض المناطق في تركيا وكردستان، ازداد الوضع سوءاً في السجون التركية، وبدأت الفاشية التركية بِزَجِّ الآلاف من الكوادر والوطنيين في السجون، وبدأت بتوسيع السجون واستخدام كافة الأساليب اللاإنسانية وجلب أشخاص تدربوا على أساليب التعذيب في السجون أمثال 'أسعد أوقتاي يلدرم'، وحاولت تركيا جعل السجن مكان استسلام للرفاق، لكن بمقاومة الرفاق 'مظلوم، كمال، خيري، عاكف، علي جيجك' تحوَّل السجن إلى مكان للمقاومة، وتم التمسك بالشعار الذي رفعه الشهيد 'مظلوم دوغان' المقاومة حياة وأصبح سجن آمد مركز المقاومة وخاصة أثناء الإضراب عن الطعام حتى الموت، وبذلك فُتحَ المجال أمام الرفاق للبدء بقفزة الخامس عشر من آب ١٩٨٤ قفزة الكفاح المسلح، التي بدأها الرفيق عكيد (معصوم قورقماز). هذه القفزة كانت مهمة وضرورية لأن الحكومة التركية هي التي بدأت بالعنف والاعتقالات وارتكاب المجازر، لذلك كان لا بد من خطو هذه الخطوة الجريئة والضرورية. في هذه الأثناء كانت الفاشية التركية تنتظر إنهاء حركة الــ PKK، لكن بدأت مرحلة جديدة وخطوة لم يتوقعها العدو، وبدأ الإعلام التركي يقول تارة: سينتهي الحركة في أربع وعشرين ساعة، ومرة يقول: عدة أيام، وشهر، وسنة، لكن هذا الكفاح والمقاومة مستمرة مادام الظلم والاضطهاد موجود واستمرت هذه المرحلة بتأسيس HPG ومن ثم ERNK ومن ثم ARGK، وتوسعت الفعاليات لتشمل كافة أجزاء كردستان وأوروبا والشرق الأوسط، لكن في هذه الفترة حدثت مجزرة حلبجة وخورمال والانفال في العراق ودخلت أمريكا أيضاً من أجل إنشاء كيان كردي في شمال العراق، وكان احتلال الكويت في هذه الفترة، لذلك لعب حزب العمال الكردستاني دوراً بارزاً في شمال العراق، لكن التدخل الأمريكي وموقف الأحزاب في شمال العراق أدى إلى إعلان الحرب على PKK والهجوم على قوات الكريللا من قبل PDK والحكومة التركية في عام ١٩٩٢. هذه المرحلة كانت صعبة على الحركة، لكن تم تجاوزها وتم الدخول إلى مرحلة جديدة من النضال أوصلت الحركة إلى مرحلة تستطيع فيها الإعلان عن وقف إطلاق النار. … يُتبع