
مكالمة ترمب وشي تفشل في تهدئة مخاوف الأسواق... واليوان لأدنى مستوى في عامين
فشلت المكالمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ في تهدئة مخاوف الأسواق، ليتراجع اليوان الصيني لأدنى مستوى له في نحو عامين، بينما واصلت بكين مساعيها لتعزيز تعاونها مع متضررين آخرين من الرسوم الأميركية، ومن بينهم الجارة الكندية.
وأبلغ رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ نظيره الكندي مارك كارني، يوم الجمعة، استعداد الصين لتعزيز التبادلات والحوار في مختلف المجالات مع كندا لإيجاد حلول تُعالج مخاوف كل طرف.
ونقلت «وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)» عن لي قوله، خلال حديثه مع كارني، إن العلاقات الصينية الكندية شهدت توترات وصعوبات في السنوات الأخيرة، وإن بكين مستعدة للعمل مع أوتاوا لتعزيز العلاقات.
وتأتي محاولة التقارب الصيني الكندي وسط توترات اقتصادية كبرى بين البلدين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، على خلفية حرب الرسوم الجمركية التي تفرضها واشنطن على البلدين.
وانخفض اليوان الصيني مقابل الدولار، ليقترب من أدنى مستوى له في عامين تقريباً مقابل شركائه التجاريين الرئيسيين يوم الجمعة؛ حيث أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ مكالمة هاتفية طال انتظارها، لكنهما تركا قضايا رئيسية أجَّجت التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم دون حل.
وخلال المكالمة التي استمرت لأكثر من ساعة، طلب شي من ترمب التراجع عن الإجراءات التجارية التي أضرت بالاقتصاد العالمي، وحذره من اتخاذ خطوات تهديدية بشأن تايوان، وفقاً لتقرير صادر عن الحكومة الصينية.
وصرح غاري نغ، كبير الاقتصاديين في ناتيكسيس: «على الرغم من تزايد احتمال التوصل إلى اتفاق أميركي - صيني، مع تكثيف الحوارات رفيعة المستوى، فإن المستثمرين ما زالوا متشككين في أن كلا الجانبين لا يفعل سوى كسب الوقت لمعالجة بعض القضايا الملحَّة».
وصرَّح ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي أن المحادثات التي ركزت بشكل أساسي على التجارة أدت إلى «نتيجة إيجابية للغاية»، معلناً عن مزيد من المناقشات الأميركية - الصينية على مستوى أدنى، وأنه «ينبغي ألا تكون هناك أي شكوك بشأن تعقيد منتجات المعادن النادرة».
وقال نغ: «لا تقدم المكالمة الكثير من الطمأنينة بشأن خفض الرسوم الجمركية، بل تتناول فقط مسألة الوصول إلى المواد الأساسية ومراقبة تصدير التكنولوجيا». «لذلك، ليس هناك يقين بشأن نوع الاتفاق الذي سيتم إبرامه، وقد يكون اتفاقاً جزئياً فقط نظراً لاتساع نطاق القضايا بين الولايات المتحدة والصين».
وبحلول الساعة 8:30 بتوقيت غرينتش، أنهى اليوان الصيني جلسة تداوله المحلية عند 7.1847 يوان للدولار، بانخفاض 0.08 في المائة عن الليلة السابقة. وتداول نظيره في الخارج عند 7.1852 يوان. وقال متداول في بنك أجنبي: «من المفترض أن يُحسّن الحديث نفسه معنويات السوق، لكن سياسات ترمب المتقلبة تُصعّب إقناع المستثمرين».
وقال وانغ تشو، الشريك في شركة «تشوزو» للاستثمار في شنغهاي: «إن تقلبات ترمب جعلت هذه المحادثات أقل أهمية للسوق»، لكنه أضاف أن الاتصالات المباشرة كانت مفيدة في إزالة بعض سوء الفهم.
وتعثرت محادثات التجارة بين واشنطن وبكين بعد اجتماع في جنيف، الشهر الماضي، حيث اتفق الجانبان على إلغاء معظم الرسوم الجمركية المفروضة على سلع كل منهما مؤقتاً منذ أبريل (نيسان)... لكن ترمب اتهم الصين بانتهاك الاتفاق الثنائي.
وقبل افتتاح السوق، حدد «بنك الشعب الصيني» سعر نقطة متوسط سعر اليوان عند 7.1845 للدولار، وهو أعلى مستوى له منذ 26 مايو (أيار)، وأكثر بـ90 نقطة من تقديرات «رويترز» البالغة 7.1935. ويُسمح لليوان الفوري بالتداول بنسبة 2 في المائة فوق نقطة المنتصف الثابتة يومياً.
وفي حين صرحت بكين بأنها لا تسعى عمداً إلى إضعاف عملتها، فإن التراجع السلبي للعملة مقابل نظيراتها يأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الصينية - الأميركية، في اقتصاد يعاني من ضغوط انكماشية وضعف الطلب المحلي. وسيُحوّل المستثمرون انتباههم إلى سلسلة من البيانات الاقتصادية الصينية المُصدرة الأسبوع المقبل، بما في ذلك بيانات التضخم والتجارة يوم الاثنين؛ حيث يحرصون على تقييم صحة الاقتصاد عموماً، في ظلّ رسوم ترمب الجمركية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 25 دقائق
- الشرق الأوسط
رئيس وزراء كندا يدعو نظيره الهندي لحضور قمة السبع رغم التوترات
وجّه رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، دعوة إلى نظيره الهندي، ناريندرا مودي، لحضور قمة مجموعة السبع التي ستعقد في كندا، وذلك رغم التوترات الدبلوماسية بين البلدين. وأعلن مكتب كارني عن هذه الخطوة، الجمعة، عقب مكالمة هاتفية جرت بين رئيسي الحكومتين. وقالت أوتاوا إن الجانبين ناقشا أيضاً العلاقات التقليدية الوثيقة بين كندا والهند، ومنها الروابط الاجتماعية العميقة والشراكات الاقتصادية الهامة، وفق ما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية». ومن المقرر أن تُعقد قمة مجموعة السبع للدول ذات الاقتصادات القوية في مقاطعة ألبرتا الكندية في وقت لاحق من هذا الشهر. ومن المتوقع أن يحضرها أيضاً المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأكد مودي لاحقاً مشاركته في القمة التي ستُعقد في ألبرتا، حيث كتب على منصة «إكس»: «سعيد بتلقي مكالمة من رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، وهنأته على فوزه في الانتخابات مؤخراً، وشكرته على دعوته لي لحضور قمة مجموعة السبع في كاناناسكيس في وقت لاحق من هذا الشهر». Glad to receive a call from Prime Minister @MarkJCarney of Canada. Congratulated him on his recent election victory and thanked him for the invitation to the G7 Summit in Kananaskis later this month. As vibrant democracies bound by deep people-to-people ties, India and Canada... — Narendra Modi (@narendramodi) June 6, 2025 وأضاف رئيس الوزراء الهندي: «أتطلع إلى لقائنا خلال القمة». وتعود خلفية الخلاف بين كندا والهند إلى مقتل الناشط السيخي هارديب سينج نيجار في يونيو (حزيران) 2023 بمقاطعة بريتش كولومبيا الكندية. وأدى هذا الحادث إلى توتر شديد في العلاقات الثنائية، إذ اتهم رئيس الوزراء الكندي آنذاك، جاستن ترودو، الحكومة الهندية بالمسؤولية عن عملية الاغتيال التي استهدفت نيجار، وهو ما رفضته نيودلهي بشدة. وكان نيجار من أبرز الداعين لإقامة دولة سيخية مستقلة في الهند. وكانت السلطات الهندية تلاحقه منذ فترة طويلة، واتهمته بممارسة «الإرهاب». يذكر أن كندا تحتضن أكبر جالية من السيخ خارج الهند، حيث يبلغ عدد أفرادها نحو 800 ألف شخص.


الشرق الأوسط
منذ 25 دقائق
- الشرق الأوسط
الاتحاد الأوروبي يدين العقوبات الأميركية ضد «الجنائية الدولية»
أدان كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، اليوم (الجمعة)، العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد 4 من قضاة المحكمة الجنائية الدولية. وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على منصة «إكس»: «المحكمة الجنائية الدولية تُحاسِب مرتكبي أفظع الجرائم في العالم، وتمنح الضحايا صوتاً». وأضافت: «يجب أن تكون المحكمة حرةً في أداء عملها دون ضغوط. وسنظل دائماً ندافع عن العدالة العالمية، واحترام القانون الدولي». وكتبت كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، أن المحكمة الجنائية الدولية «يجب أن تظل حرةً من أي ضغوط، وملتزمةً بمبادئها». وتابعت: «سندعم دائماً عملها الحيوي، وسنحمي استقلالها». وقالت متحدثة باسم كالاس إن تأثير العقوبات قيد المتابعة، ويتم تقييم الردود المحتملة. وقد يشمل ذلك احتمالات تطبيق ما يُسمى «قانون الحظر» لإقناع الشركات الأوروبية بعدم التعاون في تنفيذ العقوبات الأميركية. وتتهم الإدارة الأميركية المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، باتخاذ إجراءات لا أساس لها ومستهدفة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.


الاقتصادية
منذ 30 دقائق
- الاقتصادية
ترمب قد يتخلى عن سيارة "تيسلا" يملكها .. ولا يعتزم التحدث إلى ماسك بعد السجال
أعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لا يعتزم التحدّث إلى الملياردير إيلون ماسك وأنه قد يتخلى عن سيارة تيسلا حمراء، إثر السجال الحاد بين الرجلين. وشدّد معسكر ترمب على أن سيّد البيت الأبيض يريد طي الصفحة مع رجل الأعمال المولود في جنوب إفريقيا، وقد أفاد مسؤولون بأن ماسك طلب الاتصال لكن الرئيس غير مهتم بذلك. بدلا من ذلك سعى الرئيس الجمهوري إلى تركيز الجهود على إقرار مشروع الميزانية في الكونجرس والذي كانت انتقادات ماسك له أشعلت فتيل السجال الخميس. تداعيات الخلاف بين أغنى شخص في العالم ورئيس أقوى دولة في العالم، قد تكون كبيرة إذ يمكن أن تقلص الرصيد السياسي لترمب في حين قد يخسر ماسك عقودا حكومية ضخمة. وقال ترمب في تصريحات هاتفية لصحافيين في محطات تلفزة أمريكية إن الخلاف أصبح وراءه، ووصف ماسك بأنه "الرجل الذي فقد عقله" في اتصال أجرته معه محطة إيه بي سي، فيما قال في تصريح لقناة "سي بي اإس" إن تركيزه منصب بالكامل على الشؤون الرئاسية. في الأثناء، نفى البيت الأبيض صحة تقارير أفادت بأن الرجلين سيتحادثان. وردا على سؤال عما إذا يعتزم الرجلان التحادث، قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض طالبا عدم كشف هويته إن الرئيس لا يعتزم التحدث إلى ماسك اليوم. وقال مسؤول آخر صحيح أن ماسك طلب الاتصال. وخلال توجهه إلى ناديه للجولف في نيوجيرسي في وقت متأخر الجمعة، قال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: "بصراحة، كنت مشغولا جدا بالعمل على الصين وروسيا وإيران، أنا لا أفكر في إيلون ماسك، أتمنى له كل التوفيق فقط". التخلي عن سيارة تسلا تراجعت أسهم شركة تيسلا بأكثر من 14% الخميس على خلفية السجال، وخسرت أكثر من 100 مليار من قيمتها السوقية، لكنها تعافت جزئيا الجمعة. وفي مؤشر يدل على مدى تدهور العلاقة بينهما، يدرس الرئيس الأمريكي بيع أو منح سيارة تيسلا كان اشتراها لإظهار دعمه لماسك إبان احتجاجات طالت الشركة. الجمعة كانت السيارة الكهربائية لا تزال مركونة في فناء البيت الأبيض. وردا على سؤال لفرانس برس حول ما إذا قد يبيع ترمب السيارة أو يهبها قال المسؤول الرفيع في البيت الأبيض: "إنه يفكر في ذلك، نعم". وكانت التقطت صور لترمب وماسك داخل السيارة في حدث شديد الغرابة أقيم في مارس حوّل خلالها ترمب البيت الأبيض إلى صالة عرض لسيارات تيسلا بعدما أدت احتجاجات على الدور الحكومي الذي اضطلع به ماسك على رأس هيئة الكفاءة الحكومية إلى تراجع أسهم الشركة. تراشق الاتهامات والتهديدات تأتي التطورات على الرغم من جهود يبدو أن ماسك بذلها لاحتواء التصعيد. الخميس، لوّح ماسك بسحب المركبة الفضائية دراجون من الخدمة، علما بأنها تعد ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لناسا إلى محطة الفضاء الدولية، بعد تلويح ترمب بإمكان إلغاء عقود حكومية ممنوحة لرجل الأعمال. لاحقا، سعى ماسك لاحتواء التصعيد وجاء في منشور له على منصة إكس: "حسنا لن نسحب دراجون". والجمعة لم يصدر ماسك أي موقف على صلة بالسجال. لكن لم يتّضح بعد كيف يمكن إصلاح العلاقة بين الرجلين والتي كانت تشهد تأزما أثار توترات في البيت الأبيض. مستشار ترمب التجاري بيتر نافارو الذي كان ماسك وصفه بأنه أكثر غباء من كيس من الطوب خلال جدل حول التعرفات الجمركية، لم يشأ التبجّح لكنه أشار إلى انتهاء مدة صلاحية ماسك. وقال في تصريح لصحافيين: "كلا لست سعيدا، يأتي أشخاص إلى البيت الأبيض ويذهبون". بدوره اتّخذ نائب الرئيس جاي دي فانس موقفا داعما لترمب، منددا بما وصفها بأنها أكاذيب حول طبع انفعالي وسريع الغضب لترمب، لكن من دون توجيه انتقادات لماسك. وانهار التحالف السياسي الخميس مع سجال ناري هدد خلاله الرئيس الأمريكي بتجريد الملياردير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة بعدما وجّه ماسك انتقادات لمشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترمب إلى إقراره في الكونجرس. وقال ترمب في تصريحات نقلها التلفزيون من المكتب البيضاوي: "خاب أملي كثيرا"، بعدما انتقد مساعده السابق وأحد كبار مانحيه مشروع قانون الانفاق المطروح أمام الكونغرس. ويصف الرئيس الأمريكي المشروع بأنه "كبير وجميل"، في حين يعتبره ماسك "مثير للاشمئزاز". وظل التوتر بين الرجلين حول مشروع الضرائب والإنفاق مكبوتا إلى أن انتقد ماسك الخطة الأساسية في سياسة ترمب الداخلية لأنها ستزيد العجز برأيه. وأطلق ماسك استطلاعات للرأي لمعرفة إن كان عليه تشكيل حزب سياسي جديد ما يشكل تهديدا كبيرا من جانب رجل قال إنه مستعد لاستخدام ثروته لإطاحة مشرعين جمهوريين يعارضون رأيه. أوروبا ترحب باستثمارت ماسك والجمعة، قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية باولا بينيو إن ماسك مرحب به في أوروبا، خلال إحاطتها اليومية سئلت بينيو عمّا إذا تواصل ماسك مع الاتحاد الأوروبي لنقل أعماله أو إنشاء أعمال جديدة، فأجابت: "هو مرحّب به". بدوره قال المتحدث باسم المفوضية للشؤون التكنولوجية توماس رينييه إن الجميع مرحب بهم للانطلاق والتوسع في الاتحاد الأوروبي، مشددا على أن ذلك هو بالتحديد الهدف من اختيار أوروبا"وجهة، في إشارة إلى مبادرة للاتحاد الأوروبي لتحفيز الشركات الناشئة وتلك الساعية لتوسيع نطاق عملها.