
تحذير.. أدوية شائعة قد تزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر!
حذّر الدكتور جوشوا هيلمان، المدرّب في جامعة هارفارد، من أن بعض الأدوية الشائعة قد ترفع خطر الإصابة بمرض ألزهايمر عند تناولها بجرعات عالية ولفترات طويلة، سواء بوصفة طبية أو بدونها.
وحدد هيلمان ثلاثة أنواع رئيسية من الأدوية التي قد تساهم في تلف الدماغ وتزيد من احتمالية الإصابة بالخرف:
- مضادات الهيستامين، مثل "بينادريل" و"زيرتك"، التي تُستخدم لعلاج الحساسية، لكنها قد تعيق المسارات الدماغية المسؤولة عن الذاكرة والتعلم عند تناولها يوميًا.
- البنزوديازيبينات، مثل "الفاليوم" و"الزاناكس"، التي تُستخدم كمهدئات، لكنها قد تتسبب في تقلص مراكز الذاكرة في الدماغ، مما يزيد من خطر الخرف.
- الستاتينات، وهي أدوية خافضة للكوليسترول، وقد تؤثر على المناطق الدماغية المرتبطة بظهور مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة.
وفي مقطع فيديو على "تيك توك"، أوضح هيلمان، بالتعاون مع عالم الأعصاب روبرت لوف، أن مضادات الهيستامين قد تعيق تأثير الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي أساسي لنقل الإشارات العصبية، ما قد يؤدي إلى تراجع الوظائف الإدراكية.
أما البنزوديازيبينات، فقد وُجد أنها تسرّع من تقلص مراكز الذاكرة مثل الحُصين واللوزة الدماغية، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة. وأظهرت دراسة شملت أكثر من 5000 شخص من كبار السن أن الذين استخدموا البنزوديازيبينات لفترات طويلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف. كما وجدت دراسة أخرى أن استخدام هذه الأدوية لمدة 3-6 أشهر يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 32%، وترتفع النسبة إلى 84% لمن استخدموها لأكثر من 6 أشهر.
بالنسبة للستاتينات، كشفت دراسة أجريت عام 2021 أن المرضى الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار الضعف عند تناولهم هذه الأدوية. ويُعتقد أن الستاتينات قد تؤثر على القشرة الحزامية الخلفية في الدماغ، وهي المنطقة الأكثر تأثرًا بالمراحل المبكرة من مرض ألزهايمر.
ورغم هذه المخاطر المحتملة، شدد هيلمان على ضرورة استشارة الطبيب قبل التوقف عن تناول أي دواء موصوف، حيث يمكن أن يؤدي التوقف المفاجئ إلى أعراض انسحابية مثل الغثيان والقيء والحمى والقشعريرة. كما أن التوقف عن تناول الستاتينات بشكل مفاجئ قد يسبب ارتفاعًا حادًا في مستوى الكوليسترول، مما يزيد

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 37 دقائق
- النهار
البابا لاوون الرابع عشر لم يهاجم فانس بسبب تصريحاته بشأن صحة بايدن وهذا الفيديو زائف FactCheck#
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، البابا لاوون الرابع عشر مهاجماً نائب الرئيس الاميركي جاي دي فانس، بسبب تصريحاته بشأن إعلان إصابة الرئيس الاميركي السابق جو بايدن بسرطان البروستات أخيرا، داعيا اياه الى "التخلي عن العداء والتعامل مع الآخرين بتسامح". الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. الحقيقة: الكلام المسموع في الفيديو على لسان البابا لاوون الرابع عشر زائف، مركّب بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وقد استخدمت في عملية التركيب مشاهد اصلية تظهر البابا لاوون الرابع عشر متكلماً خلال لقاء مع مجمع الكرادلة في الفاتيكان، السبت 10 ايار 2025. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر المشاهد البابا لاوون الرابع عشر قارئا ورقة قائلا: "فانس، تقول إنك تأمل أن يتعافى بايدن قريبا، ومع ذلك تهاجمه بمثل هذه الكلمات الباردة والمدروسة. من الصعب تصديق أن شخصا مثلك هو جزء من الحكومة الأميركية. بصفتي بابا أميركي المولد، فإن قلبي مليء بالقلق والحزن. وبالنظر إلى بعض السياسات التي عرضها السيد فانس، يبدو أنه نسي أبسط مبدأ للتعاطف الإنساني، وهو وضع الناس في مواقف صعبة ومؤلمة. وهذا يتعارض تماما مع التعاليم التي نعتزّ بها. ينبغي الا تكون السياسة معركة باردة على السلطة. يجب أن تحمل دفء الإنسانية. وعندما نرى إنسانا آخر يعاني المرض، يجب أن تكون غريزتنا الأولى تقديم التعاطف والبركات، وعدم استخدام آلامهم كأداة في الألعاب السياسية. وبايدن، بصفته رئيسًا سابقًا، تولى مسؤولية كبيرة يوما من الايام. والسخرية من صحته الآن ليس أمراً غير محترم فحسب، إنما أيضا يتعارض مع روح التعاطف التي نسعى إلى تعزيزها. نعيش في عالم متنوع، والاختلافات في الآراء السياسية أمر لا مفر منه. لكنني أحضّ السيد فانس بصدق على التخلي عن العداء والتعامل مع الآخرين بتسامح. ركّزوا جهودكم على خدمة الصالح العام، فهذا هو نداء القيادة الحقيقية". وقد انتشر المقطع أخيرا، خصوصا في تيك توك، مرفقا بوسوم مثل البابا لاوون الرابع عشر وجاي دي فانس. ولكن حذار، هذا المقطع زائف، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحته. ملاحظة: حركة شفتي البابا لاوون الرابع عشر لا تتطابق مع الكلام المسموع على لسانه في الفيديو. وهذه علامة على تلاعب رقمي ما. ويؤكد ذلك العثور على المشاهد الاصلية للبابا لاوون الرابع عشر منشورة في حساب موقع "فاتيكان نيوز" في يوتيوب واكس، في 10 ايار 2025، وتظهره متكلما خلال لقاء مع مجمع الكرادلة في الفاتيكان. Pope Leo XIV explains his choice of name: "... I chose to take the name Leo XIV. There are different reasons for this, but mainly because Pope Leo XIII in his historic Encyclical Rerum Novarum addressed the social question in the context of the first great industrial revolution.… — Vatican News (@VaticanNews) May 10, 2025 خلال ذلك الاجتماع، كشف البابا لاوون الرابع عشر، بعد يومين من انتخابه، عن نهجه الذي يركز على القضايا الاجتماعية، مشيدا بسلفه البابا فرنسيس، قبل أن يقوم بأول زيارة له خارج روما، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". وأوضح البابا، وهو أوّل حبر أعظم من الولايات المتحدة، سبب اختياره لـ "لاوون" اسما بابويا له. وقال روبرت فرنسيس بريفوست (69 عاما) إن "السبب الرئيسي هو أنَّ البابا لاوون الثالث عشر، من خلال الرسالة العامة التاريخية (Rerum novarum)، تناول المسألة الاجتماعية في خضم الثورة الصناعية الأولى". وهذه الرسالة البابوية الصادرة العام 1891، والتي يمكن ترجمتها بـ"الأشياء الجديدة" أو "الابتكارات"، هي النص الافتتاحي لـ"العقيدة الاجتماعية" للكنيسة الكاثوليكية، والتي تتركز على مبادئ الكرامة الإنسانية، لا سيما التضامن والخير العام. وقال رئيس الكنيسة الكاثوليكية الجديد: "اليوم، تضع الكنيسة في متناول الجميع تراثها في العقيدة الاجتماعية للكنيسة لكي تجيب على ثورة صناعية جديدة وتطورات الذكاء الاصطناعي، بما تطرحه من تحديات جديدة في سبيل الدفاع عن كرامة الإنسان، وعن العدالة والعمل". وذكّر الحبر الاعظم الجديد الشغوف بالتاريخ المسيحي وبالرياضيات، بـ"الأسلوب القائم على التفاني الكامل في الخدمة" لسلفه البابا فرنسيس الذي توفي في 21 نيسان 2025 عن 88 عاما، مقائلا امام الكرادلة: "لنقبل إذن هذا الارث الثمين ولنستأنف المسير، يحركنا الرجاء عينه الذي ينبعث من الإيمان". إلامَ يرمز اسم البابا لاوون الرابع عشر وما دلالاته؟ ويمكن الاطلاع على النص الكامل لكلمة البابا لاوون الرابع عشر خلال ذلك الاجتماع. وبالطبع لم يأت فيها على ذكر نائب الرئيس الاميركي جاي دي فانس او الرئيس الاميركي السابق جو بايدن. والعثور على المشاهد الاصلية للبابا لاوون الرابع عشر ونص كلمته يعني، اذاً، ان الفيديو المتناقل تزييف، اذ ركّب كلاما على لسان البابا لم يدل به اطلاقا، وذلك بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وقد نشر مستخدمون المقطع، نقلاً عن حساب frv13172kk1@ في تيك توك، والذي نشره قبل ثلاثة ايام، مرفقا بملاحظة: "مولد الفيديو صنّفه أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي". لقطة من الفيديو المنشور في حساب frv13172kk1 في تيك توك وينشر هذا الحساب فيديوات منشأة بالذكاء الاصطناعي. و قد دقّقت "النهار" في واحد منها بعد انتشاره بمزاعم خاطئة أخيراً. إصابة بايدن بسرطان البروستات وقد شُخّصت إصابة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بنوع "عدواني" من سرطان البروستات، وهو بصدد درس خياراته العلاجية، وفقا لبيان أصدره مكتبه الأحد 18 ايار 2025. وجاء في البيان أن الديموقراطي البالغ 82 عاما: "شُخّصت إصابته بسرطان البروستات" الجمعة (16 منه)، مشيرا إلى تمدّد المرض إلى العظام. ولفت البيان إلى أن "هذا النوع من السرطانات، ورغم كونه أكثر عدوانية، يبدو حساسا للهرمونات، ما يتيح إدارة فاعلة" للمرض. وأشار إلى أن الرئيس السابق يدرس وعائلته "خيارات العلاج مع الأطباء". وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، عن "حزنه" إزاء الأنباء عن تشخيص إصابة سلفه بالسرطان. وجاء في منشور له على منصته "تروث سوشال": "ميلانيا وأنا حزينان لسماع نبأ التشخيص الطبي الأخير لجو بايدن. نتقدم بأحر وأفضل التمنيات لجيل والعائلة، ونتمنى لجو تعافيا سريعا وناجحا"، علما أنه سبق أن سخر مرارا من قدرات بايدن الإدراكية. الا ان ترامب ألمح الإثنين 19 منه إلى أنّ تشخيص إصابة بايدن بالسرطان كان معروفاً منذ مدة، وأنّ المحيطين به تستّروا على وضعه الصحّي، قائلا إنّه "متفاجئ" لعدم إبلاغ الجمهور بهذا الأمر قبل الآن. وقال ترامب للصحافيين: "أنا متفاجئ من عدم إبلاغ الجمهور منذ فترة طويلة". من جهته، قال فانس خلال عودته من روما : "أولًا وقبل كل شيء، نتمنى للرئيس السابق كل التوفيق في صحته. وكما تعلم، يبدو الأمر خطيرًا جدًا، لكن نأمل أن يتعافى تمامًا. أود أن أقول، سواء كان الوقت المناسب لإجراء هذه المحادثة الآن أو في وقت ما في المستقبل، علينا حقًا أن نكون صادقين بشأن قدرة الرئيس السابق على أداء وظيفته. وهذا لا، وليس هناك تعارض بين تمني الشفاء له والاعتراف بأن الاطباء والموظفين المحيطين به لم يجعلوه يؤدي عمله كما ينبغي لمصحلة الشعب الاميركي. وهذا لا علاقة له بالسياسة، ولا لأنني اختلف معه بالرأي. الامر ببساطة انني لا اعتقد ان حالته الصحية كانت جيدة بما يكفي، وفي الواقع لا ألومه هو شخصيا بقدر ما ألوم المحيطين به...". . @VP JD Vance on former President Biden's cancer diagnosis: "We really do need to be honest about whether the former president was capable of doing the job...I don't think that he was in good enough health. In some ways, I blame him less than I blame the people around him." — CSPAN (@cspan) May 19, 2025 وبعد مزاعم ترامب بشأن وجود تستر على صحة بايدن خلال ولايته، أعلن متحدث باسم الرئيس الأميركي السابق، الثلثاء 20 منه، انه لم تُشخص إصابة بايدن بسرطان البروستات قبل الأسبوع الماضي، وسبق أن أجرى تحليل دم للكشف عن المرض قبل 11 عاما. تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن "البابا لاوون الرابع عشر هاجم في فيديو نائب الرئيس الاميركي جاي دي فانس، بسبب تصريحاته بشأن إعلان إصابة الرئيس الاميركي السابق جو بايدن بسرطان البروستات أخيرا، داعيا اياه الى "التخلي عن العداء والتعامل مع الآخرين بتسامح". في الحقيقة، الكلام المسموع في الفيديو على لسان البابا زائف، مركّب بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي. وقد استُخدمت في عملية التركيب مشاهد اصلية تظهر البابا متكلماً خلال لقاء مع مجمع الكرادلة في الفاتيكان، السبت 10 ايار 2025.


ليبانون 24
منذ 7 ساعات
- ليبانون 24
علاقة معقدة بين الألزهايمر والصرع.. باحثون يكشفون "المفتاح السحري"
توصل باحثون من جامعة ساو باولو البرازيلية إلى اكتشاف مثير يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين مرض ألزهايمر والصرع. وأثبتت نتائج الدراسة الحديثة، عبر نموذج حيواني، أن مقاومة الإنسولين في الدماغ قد تكون العامل المشترك بين هذين المرضين العصبيين. وأظهرت التجارب التي أجريت على نماذج حيوانية أن اختلال مسار الإنسولين الدماغي يؤدي إلى سلسلة من التغيرات المرضية التي تؤثر على كل من الوظائف المعرفية والنشاط الكهربائي للدماغ. فعندما حقن الباحثون الفئران بمادة الستربتوزوتوسين - التي تسبب مقاومة للإنسولين - لاحظوا ظهور أعراض تشبه كلا من ألزهايمر والصرع، حيث عانت الحيوانات من ضعف في الذاكرة مع زيادة في النوبات التشنجية. وهذه النتائج تقدم تفسيرا علميا للارتباط السريري الملاحظ بين المرضين، إذ تشير الإحصائيات إلى أن مرضى الصرع أكثر عرضة للإصابة بألزهايمر مع تقدم العمر، كما أن نوبات الصرع شائعة لدى مرضى ألزهايمر. ويعتقد الباحثون أن هذه العلاقة تعود إلى أن مقاومة الإنسولين في الدماغ تؤدي إلى سلسلة من التغيرات المرضية تشمل: - التهاب الأنسجة العصبية المزمن الذي يضر بالخلايا الدماغية. - اضطراب في توازن النواقل العصبية. - تراكم البروتينات الضارة مثل، أميلويد بيتا وبروتين تاو المفسفر. - تلف الخلايا العصبية في منطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة. ومن المثير للاهتمام أن الدراسة أظهرت أن هذه العلاقة ثنائية الاتجاه، فكما أن مقاومة الإنسولين تسبب تغيرات تشبه ألزهايمر والصرع، فإن الفئران المعدلة وراثيا لدراسة الصرع أظهرت أيضا تغيرات جزيئية مميزة لمرض ألزهايمر. وتفتح هذه النتائج آفاقا جديدة في فهم الأمراض العصبية، حيث تشير إلى أن العلاجات المستقبلية يجب أن تأخذ في الاعتبار هذا التداخل المرضي المعقد. ويعمل الفريق البحثي حاليا على توسيع نطاق الدراسة ليشمل تحليل عينات بشرية من مرضى الصرع المقاوم للعلاج، بالتعاون مع باحثين من جامعة هارفارد لدراسة التغيرات الجينية والبروتينية المرتبطة بهذه الحالات. ويعتقد الباحثون أن نتائج هذه الدراسة قد تمهد الطريق لتطوير علاجات أكثر فعالية تستهدف الآليات الجذرية المشتركة بين المرضين، بدلا من التركيز على علاج الأعراض فقط.


IM Lebanon
منذ يوم واحد
- IM Lebanon
هل دخل لبنان عصر الإدمان الرقمي؟
كتب شربل صفير في 'نداء الوطن:' في وطن يُصنَّف من بين أعلى الدول من حيث نسب الاكتئاب والانهيار النفسي في المنطقة، تتكشّف كارثة جديدة، غير مرئية، لا تحتاج إلى مروّجين أو زواريب مظلمة، بل إلى هاتف ذكي وسماعات أذن فقط: «المخدرات الرقمية».ظاهرة رقمية – نفسية تتسلّل بهدوء إلى أذهان الشباب اللبناني، خصوصاً طلاب المدارس والجامعات، بعيداً من أعين الأهل، ومن دون أي تدخل رسمي أو تربوي أو إعلامي جاد. ما هي المخدرات الرقمية؟ خدعة «التركيز» أم بوابة اللاعودة؟ تُعرف علمياً باسم الذبذبات الثنائية (Binaural Beats)، وهي مقاطع صوتية تُبث بترددين مختلفين لكل أذن، ما يُحدث تفاعلًا في الدماغ يُنتج موجة ثالثة قد تُغيّر الحالة العصبية والنفسية للمستمع. هذه المقاطع تُسوَّق على الإنترنت – وخصوصاً عبر منصات مثل يوتيوب وتيك توك – بأنها بدائل رقمية لمخدرات كالكوكايين، LSD، الحشيش، والإكستازي. «رحلة ذهنية آمنة» هكذا تُقدَّم، لكن الواقع مختلف تماماً. في بعض الدول الأوروبية والخليجية، أُثيرت هذه الظاهرة في أروقة وزارات الصحة والتعليم، فيما لا يزال لبنان غائباً تماماً، وكأن شيئاً لا يحدث. الانتشار في المدارس كشف تحقيق ميداني عن تنامي استخدام هذه الملفات بين طلاب المدارس والثانويات، تحديداً في بيروت وضواحيها، البقاع، والجنوب. لا يتحدث عنها التلامذة علناً، لكنها متداولة بكثافة في مجموعات واتساب وتيليغرام على أنها «تجربة ممنوعة تستحق المحاولة»، وفي هذا السياق، يقول أحد الأساتذة (فضّل عدم الكشف عن هويته) لـ «نداء الوطن»: «فوجئت بطالبَين في الحمام المدرسي يضعان سماعات ويستمعان إلى أصوات غريبة… تبيّن لاحقاً أنها ملفات مخدرات رقمية تُستخدم لتغيير الحالة الذهنية. لم أكن أعلم أصلاً بوجودها».الأخطر أن هذه الملفات تُقدَّم للمراهقين بمصطلحات خادعة مثل: «موسيقى تركيز» أو «علاج توتّر»، في حين أن بعض حسابات تيك توك العربية تسوّقها بعبارات صارخة: «اضغط تشغيل… وسافر لعالم آخر»،»الانتشاء بضغطة زر… بلا مخاطر». ماذا يقول العلم؟ دراسة حديثة أُجريت في جامعة كيرتن الأسترالية عام 2023، شملت أكثر من 3000 شاب بين 15 و25 عاماً، أظهرت أن 12 % منهم استخدموا المخدرات الرقمية لتغيير حالتهم الذهنية، وليس للترفيه فقط. نتائج الدراسة كشفت عن أعراض مقلقة: الإحساس بالانفصال عن الواقع،نوبات دوخة، ارتعاش في الأطراف، شعور بالانتشاء أو ما يُعرف بـ'الهاي الرقمي'. في لبنان، لا توجد حتى اللحظة أي دراسة محلية أو مسح ميداني، لا من وزارة الصحة، ولا من أي جهة أكاديمية أو تربوية. إنها منطقة رمادية يسير فيها الجيل الجديد بلا بوصلة، ولا تحذير، ولا وقاية.الإدمان السلوكي: الخطر الخفيّ الذي لا يُرصد بعكس المخدرات التقليدية، لا تترك هذه الملفات أثراً جسدياً مباشراً. لا روائح، لا احمرار في العينين، ولا آثار يمكن للأهل أو المعلمين ملاحظتها بسهولة لكن الأعراض النفسية تتراكم اضطرابات نوم حادّة، قلق مزمن، نوبات اكتئاب،تشتّت تركيز دراسي وسلوكي، نوبات «ديجافو» وانفصال عن الواقع . والمقلق أكثر، أن بعض الحالات التي راجعت عيادات نفسية في بيروت، وُجِدت تعاني أعراضاً تُشبه الذهان، وبعد التعمّق في تفاصيلها، تبيّن أنها مدمنة على الذبذبات الثنائية. أين الدولة اللبنانية؟ لا أثر لأي مبادرة من وزارة التربية، لا ورش توعية، لا نشرات للطلاب أو الأهل. وزارة الصحة؟ غائبة تماماً، وكأن العقل اللبناني محصّن ضد التلوث الرقمي. أما الإعلام المحلي، فيبدو منشغلًا بـ»الترندات» السطحية والمناكفات السياسية، تاركاً جيلاً كاملاً يتخبط في تجارب عصبية خطيرة، من دون أدنى تغطية معمّقة أو تحذير. ما لا نراه… هو الأخطر الخطر الحقيقي ليس في الأصوات التي يسمعها أبناؤنا، بل في صمتنا المدوّي كمجتمع تجاه هذه الظاهرة الزاحفة. صمت المدرسة، وصمت الأهل، وصمت الإعلام، وصمت الدولة. إذا لم تُطلق حملات توعية وطنية شاملة، وإذا لم يتُم إدخال هذه القضية إلى البرامج التعليمية والصحية، فنحن أمام جيل يُخدّر رقمياً، بلا صوت، بلا صرخة، وبلا علاج. الجيل المقبل قد لا يسقط في الإدمان الكلاسيكي… بل في إدمان رقمي لا تُرى آثاره، حتى يفوت الأوان.