logo
القهوة في السويد والدنمارك: طقس يومي وثقافة مجتمعية

القهوة في السويد والدنمارك: طقس يومي وثقافة مجتمعية

سائح١٨-٠٧-٢٠٢٥
في بلدان الشمال الأوروبي، لا تُعتبر القهوة مجرد مشروب صباحي أو وسيلة للاستيقاظ، بل هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية والثقافة الاجتماعية. وتبرز السويد والدنمارك كاثنتين من أعلى دول العالم استهلاكًا للقهوة، إذ تتجاوز العلاقة مع هذا المشروب حدود العادة، لتصبح طقسًا يوميًا يحمل بعدًا اجتماعيًا ونفسيًا عميقًا. سواء كنت في مكتب، أو في بيت، أو حتى في نزهة، فالقهوة هناك ليست فقط للذوق، بل للاستراحة، للتأمل، ولتقوية الروابط بين الناس.
"فايكا" السويدية: أكثر من مجرد قهوة
في السويد، توجد عادة متجذرة تُعرف باسم "فايكا" (Fika)، وهي أكثر من مجرد استراحة لتناول القهوة، بل لحظة يومية مخصصة للاسترخاء، وغالبًا ما تكون برفقة قطعة من الكعك أو الحلوى، مثل السينابون السويدي الشهير. الفايكا تُمارس في أماكن العمل، في المنازل، أو حتى في الهواء الطلق، ويُنظر إليها كوسيلة للحد من التوتر وتحفيز التواصل. كثير من الشركات السويدية تشجع موظفيها على الفايكا، إدراكًا منها لأثرها الإيجابي على الإنتاجية والمعنويات. المفهوم لا يدور حول الكافيين بقدر ما يدور حول التوازن، والتمهل، وتقدير اللحظات الصغيرة التي تجمع الناس.
الدنمارك: القهوة وسط أجواء "الهيغيه"
أما في الدنمارك، فحب القهوة يرتبط بشكل وثيق بمفهوم "الهيغيه" (Hygge)، وهي فلسفة دنماركية شهيرة تعني الإحساس بالدفء، والراحة، والرضا في اللحظة. يتم تناول القهوة في الدنمارك في كل وقت: صباحًا مع الإفطار، ظهرًا في المكتب، أو مساءً في جلسة هادئة مع الأصدقاء. المقاهي الدنماركية تتبنى هذا الأسلوب في التصميم والخدمة، فتجد الأماكن مضاءة بشكل ناعم، مفروشة بالمفارش القطنية، وتقدم القهوة مع حلوى منزلية، لتكتمل أجواء "الهيغيه". ما يجعل القهوة في الدنمارك مميزة ليس نوع الحبوب أو طريقة التحضير فقط، بل السياق الكامل الذي تُحتسى فيه، من الإضاءة إلى الصحبة إلى الإحساس بالطمأنينة.
بين العادة والهوية
ارتفاع استهلاك القهوة في السويد والدنمارك ليس ناتجًا عن الطقس البارد فحسب، بل هو تعبير عن أسلوب حياة كامل يضع الراحة والتواصل في قلب اليوم. فبينما قد تكون القهوة في بعض الثقافات وسيلة للاستعجال أو البقاء مستيقظًا، فإنها هنا دعوة للتباطؤ والانتباه للحظة. وربما لهذا السبب بالتحديد، لا تزال هذه العادة مستمرة بقوة، رغم تطور التكنولوجيا وتغيّر أنماط الحياة.
في النهاية، القهوة في السويد والدنمارك ليست فقط ما يُسكب في الفنجان، بل هي ما يُبنى حوله من دفء إنساني، وروابط اجتماعية، وهدوء داخلي. إنها لحظة قصيرة من السلام، وسط أيام تمضي سريعًا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القهوة في السويد والدنمارك: طقس يومي وثقافة مجتمعية
القهوة في السويد والدنمارك: طقس يومي وثقافة مجتمعية

سائح

time١٨-٠٧-٢٠٢٥

  • سائح

القهوة في السويد والدنمارك: طقس يومي وثقافة مجتمعية

في بلدان الشمال الأوروبي، لا تُعتبر القهوة مجرد مشروب صباحي أو وسيلة للاستيقاظ، بل هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية والثقافة الاجتماعية. وتبرز السويد والدنمارك كاثنتين من أعلى دول العالم استهلاكًا للقهوة، إذ تتجاوز العلاقة مع هذا المشروب حدود العادة، لتصبح طقسًا يوميًا يحمل بعدًا اجتماعيًا ونفسيًا عميقًا. سواء كنت في مكتب، أو في بيت، أو حتى في نزهة، فالقهوة هناك ليست فقط للذوق، بل للاستراحة، للتأمل، ولتقوية الروابط بين الناس. "فايكا" السويدية: أكثر من مجرد قهوة في السويد، توجد عادة متجذرة تُعرف باسم "فايكا" (Fika)، وهي أكثر من مجرد استراحة لتناول القهوة، بل لحظة يومية مخصصة للاسترخاء، وغالبًا ما تكون برفقة قطعة من الكعك أو الحلوى، مثل السينابون السويدي الشهير. الفايكا تُمارس في أماكن العمل، في المنازل، أو حتى في الهواء الطلق، ويُنظر إليها كوسيلة للحد من التوتر وتحفيز التواصل. كثير من الشركات السويدية تشجع موظفيها على الفايكا، إدراكًا منها لأثرها الإيجابي على الإنتاجية والمعنويات. المفهوم لا يدور حول الكافيين بقدر ما يدور حول التوازن، والتمهل، وتقدير اللحظات الصغيرة التي تجمع الناس. الدنمارك: القهوة وسط أجواء "الهيغيه" أما في الدنمارك، فحب القهوة يرتبط بشكل وثيق بمفهوم "الهيغيه" (Hygge)، وهي فلسفة دنماركية شهيرة تعني الإحساس بالدفء، والراحة، والرضا في اللحظة. يتم تناول القهوة في الدنمارك في كل وقت: صباحًا مع الإفطار، ظهرًا في المكتب، أو مساءً في جلسة هادئة مع الأصدقاء. المقاهي الدنماركية تتبنى هذا الأسلوب في التصميم والخدمة، فتجد الأماكن مضاءة بشكل ناعم، مفروشة بالمفارش القطنية، وتقدم القهوة مع حلوى منزلية، لتكتمل أجواء "الهيغيه". ما يجعل القهوة في الدنمارك مميزة ليس نوع الحبوب أو طريقة التحضير فقط، بل السياق الكامل الذي تُحتسى فيه، من الإضاءة إلى الصحبة إلى الإحساس بالطمأنينة. بين العادة والهوية ارتفاع استهلاك القهوة في السويد والدنمارك ليس ناتجًا عن الطقس البارد فحسب، بل هو تعبير عن أسلوب حياة كامل يضع الراحة والتواصل في قلب اليوم. فبينما قد تكون القهوة في بعض الثقافات وسيلة للاستعجال أو البقاء مستيقظًا، فإنها هنا دعوة للتباطؤ والانتباه للحظة. وربما لهذا السبب بالتحديد، لا تزال هذه العادة مستمرة بقوة، رغم تطور التكنولوجيا وتغيّر أنماط الحياة. في النهاية، القهوة في السويد والدنمارك ليست فقط ما يُسكب في الفنجان، بل هي ما يُبنى حوله من دفء إنساني، وروابط اجتماعية، وهدوء داخلي. إنها لحظة قصيرة من السلام، وسط أيام تمضي سريعًا.

قوس النصر: أمر نابليون ببنائه احتفالاً بانتصاره ومات قبل اكتماله
قوس النصر: أمر نابليون ببنائه احتفالاً بانتصاره ومات قبل اكتماله

سائح

time١٧-٠٧-٢٠٢٥

  • سائح

قوس النصر: أمر نابليون ببنائه احتفالاً بانتصاره ومات قبل اكتماله

هو البناء الوحيد لنابليون بونابرت والذي لم يتمكن من رؤيته لأنه توفي قبل اكتماله بـ15 عاماً. استغرق إنشاؤه ثلاثون عاماً ومرت عليه جيوش أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية. إنه قوس النصر في باريس، والذي يُعد ثاني أكبر قوس نصر في العالم وأحد المعالم التذكارية الأكثر شهرة. قوس النصر يُعد قوس النصر رمزاً مميزاً للهوية الوطنية الفرنسية، ويُقام احتفالاً بالقرب منه كل عام في الرابع عشر من يوليو، ويبدأ العرض العسكري السنوي بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي رحلته من عند هذا القوس. يقع القوس وسط منطقة شارل دي جول، المحطة الغربية لشارعِ الشانزليزيه. وفي عام 1806، أمر نابليون الأول ببناء قوسِ النصر، حيث أراد أن يكون هناك صرحاً عظيماً يخلد الإنجازات العسكرية للجيوشِ الفرنسية ويمجد انتصاره العظيم في معركة أوسترليتز في عام 1805. ويبلغ ارتفاع القوس، الذي صممه المهندس العسكري جان فرانسوا شالجرين، 164 قدماً أي ما يعادل 50 متراً، وعرضه 148 قدماً وهو ما يعادل 45 مترًا. ويقع في ساحة دائرية تلتقي فيها عدة طرق لتكّون نجماً كبيراً مشعاً، وهذا هو سبب تسميته أيضاً بقوس انتصار النجم. تاريخ البناء قوس النصر بدأ بناء القوس في 15 أغسطس عام 1806 وهو اليوم الذى يوافق عيد ميلاد نابليون، وتم الانتهاء من الأساس قليلاً بحلول وقت زواجه من الأرشيدوقة النمساوية ماري لويز في عام 1810. وبوفاة مصمم البناء كان قد تم الانتهاء من جزء صغير فقط من الهيكل بأواخر عام 1811، وتباطأ العمل أكثر بعد تنازل نابليون عن العرش واستعادة آل بوربون حكم البلاد في عام 1814. وظل الأمر كذلك حتى أمر الملك لويس الثامنِ عشر باستئناف العمل في عام 1823، وتم الانتهاء من البناء الأساسي للنصب بحلول عام 1831، واكتمل العمل في عهد الملك لويس فيليب، والذي افتتحه رسمياً في 29 يوليو 1836. وهكذا نجد أن بناء القوس قد استغرق 30 عاماً حتى تم الانتهاء منه. تصميم قوس النصر و نقوشه ويمكننا القول إن تصميم شالجرين للقوس كان كلاسيكياً حديثاً، مستوحى جزئياً من قسِ تيتوس الروماني. وتأتي أهمية قوس النصر التاريخية في تنفيذ منحوتات زخرفية بارزة للاحتفالِ بالانتصارات العسكرية للثورة وعهد الإمبراطورية والتى تم نحتها على واجهات الركائز الأربعة للقوس. وصف القوس ويوجد بالنصب التذكاري درج مكون من 284 درجة من مستوى الأرض إلى قمة النصب، ويذهب المصعد المرفقِ بالبناء جزئياً إلى أعلى النصب فلا يمكنه الوصول إلى القمة حيث سطحِ المراقبة، إلا عن طريق تسلق الدرجات المتبقية. وأسفل سطحِ المراقبة نجد متحفاً صغيراً به معارض تفاعلية عن تاريخِ القوس والحقب التي مر بها. الجندي المجهول الفرنسي وتحت القوس يوجد ضريح الجندي المجهول الفرنسي الذي أضيف عام 1920، ويمثل جميع الجنود القتلى مجهولي الهوية فى فرنسا على مدار التاريخ، وهناك تضاء شعلة لإحياء ذكراهم كل مساء فى تمام السادسة والنصف، وتم إضاءت شعلة نيران الذكرى لأول مرة في عام 1923. وأيضا يُقام في القوس احتفالاً سنوياً بمناسبة ذكرى هدنة عام 1918 التي أنهت الحرب العالمية الأولى. الدور الأثري لقوس النصر وكانت توابيت العديد من الشخصيات الفرنسية البارزة مثل فيكتور هوغو وفرديناند فوش، موجودة هناك قبل أن تنقل لمكان آخر. وكانت مسيرات النصر تسير تحت القوس، سواء تلك الخاصة بالقوى الغازية مثل ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، أو فرنسا وحلفائها عند تحرير باريس، ولكن بعد ذلك أمر الجنرال شارل ديجول بإيقاف العروض العسكرية من تحته احتراماً لنصب الجندي المجهول، فأصبحت الجيوش الفرنسية تطوف حوله على مر الزمن.

فاطمة العوضي.. أصغر إماراتية تتسلق أعلى قمة في أوروبا
فاطمة العوضي.. أصغر إماراتية تتسلق أعلى قمة في أوروبا

رائج

time١٢-٠٧-٢٠٢٥

  • رائج

فاطمة العوضي.. أصغر إماراتية تتسلق أعلى قمة في أوروبا

في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل الإمارات المشرّف، تمكنت فاطمة عبد الرحمن العوضي، البالغة من العمر 17 عامًا، من بلوغ قمة جبل إلبروس في روسيا، والبالغ ارتفاعه 5642 مترا، لتصبح بذلك أصغر إماراتية تصل إلى أعلى قمة في أوروبا. ويأتي هذا التحدي ضمن رحلتها الطموحة نحو تسلق "القمم السبع" حول العالم، بعد أن تمكنت العام الماضي من تسلق قمة كليمنجارو، أعلى قمة في قارة إفريقيا. وبدعم من "دار التمويل"، إحدى أبرز المؤسسات المالية في الإمارات، والتي تؤمن بأهمية تمكين الجيل القادم؛ إذ واجهت فاطمة تحديات الطقس القاسي والتضاريس الوعرة، رافعة علم الإمارات بكل فخر، لتوجه رسالة أمل وإلهام إلى الشباب العربي، وبشكل خاص الفتيات. وأهدت فاطمة هذا الإنجاز إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، عرفانًا بدعمهما الكبير للمرأة الإماراتية والشباب وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم. وقالت فاطمة: "لولا إيمان قيادتنا بنا، وتشجيعهم المتواصل، لما تمكنت من الوصول إلى هذه القمة. أهدي هذا الإنجاز إلى من علّمونا أن الإماراتي لا يعرف المستحيل". وتمثل فاطمة نموذجا ملهمًا للشباب الإماراتي الطموح، وسفيرةً لأحلام تتجاوز الحدود، مستلهمة من تجاربها في العمل التطوعي ومهارات القيادة، وتسعى لدمج شغفها بالمغامرة مع أهدافها المجتمعية، من خلال مبادرات بيئية وإنسانية تخطط لإطلاقها مستقبلًا، لدعم المجتمعات المهمشة وحماية الطبيعة. وقالت فاطمة: "قد أكون الآن أقرب إلى خط البداية من خط النهاية، لكنني أؤمن أن العمر لا يقيّد القدرات، وأن الأحلام الكبيرة تنمو جنبًا إلى جنب مع التعلم. الحياة قصيرة جدًا لنكتفي بالمعتاد وعلينا أن نكتشف العالم ونستكشف ذواتنا". وأضافت: "الأمر لا يتعلق فقط بالوصول إلى القمم، بل بإثبات أن للشباب الإماراتي والعربي، وخاصة الفتيات، دورًا في القيادة، في المغامرة، وفي صنع التغيير". كما عبّرت فاطمة عن امتنانها العميق لوالديها، قائلة: "إلى والدتي الدكتورة أمل القبيسي، كنتِ مرساتي ومصدر قوتي.. وإلى والدي الراحل عبد الرحمن العوضي، علّمتني أن أسير نحو القمة بثبات حتى ألامس الغيوم". في إنجاز وطني جديد، أصبحت فاطمة عبد الرحمن العوضي، البالغة 17 عامًا، أصغر إماراتية تتسلق قمة إلبروس بروسيا (5642 مترًا)، أعلى قمة في أوروبا، ضمن مسيرتها لتسلق "القمم السبع"، وذلك بعدما سبق لها تسلق قمة كليمنجارو، ونيل دعم "دار التمويل". وقد أهدت "فاطمة" الإنجاز للقيادة… — أخبار الإمارات (@Akhbar_Alemarat) July 9, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store