
مثقفون وأكاديميون يطلقون بيان دعم للدكتور سعد الهلالي في مواجهة حملات التشويه والتكفير
أصدر الدكتور حسن حماد أستاذ الفلسفه وعلم الجمال وأستاذ كرسي الفلسفه لليونسكو بياناً عاجلاً وتضامن معه عدد من المثقفين والأكاديميين المصريين البيان موجه إلى الجهات الرسمية في الدولة، وإلى رموز المجتمع المدني، دعوا فيه إلى الوقوف الحازم مع الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن، في معركته الفكرية ضد من وصفوهم بـ"حراس الظلام" من تيارات الإسلام السياسي. واعتبر الموقعون على البيان أن الحملة الممنهجة التي يتعرض لها الهلالي ليست مجرد خلاف فقهي، بل هي محاولة لإسكات كل صوت تنويري، وتصفية الدولة المدنية، وتحذير لكل من تسوّل له نفسه المساس بهيبة المؤسسة الدينية أو المطالبة بتجديد الخطاب الديني.
نص البيان:
رسالة إلى من يهمه الأمر:
إلى جميع شرفاء مصر من كل الأجهزة الرسمية للدولة ومن رموز المجتمع المدني، ومن المثقفين الذين مازالوا على قيد الحياء.
أرجوكم أيها السادة والسيدات الإنتباه والحذر وعدم التعامل مع المعركة التي يخوضها د. سعد الهلالي وحيداً في مواجهة حراس الفضيلة المطلقة من الإخوان والسلفيين والجهاديين بنوع من الاستخفاف أو التسلية، إنهامعركة بين التنوير وبين الظلام، بين دعاة التحرر وبين مُلاك الحقيقة المطلقة، ودعاة القمع ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على عقول الناس وأفئدتهم وحرياتهم. إنهم المتربصون دائماً وأبداً بالمثقفين والمبدعين، إنهم الحالمون بعودة دولة الخلافة الإسلامية وعودة ميليشيات حازمون إلى ميادين وشوارع مصر، المتطلعون إلى سقوط الدولة المصرية وانكسار الجيش المصري العظيم وعودة الفوضى والبلطجة وجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
إن القضية أيها السادة ليست- مجرد ـ خلافاً فقهياً أو رأياً يمكن الرد عليه برد مخالف، ولكنها أبعد من ذلك إن المؤامرة الخبيثة التي تحاك ضد د. سعد الهلالى الهدف منها تصميت جميع الأصوات التي تحاول أن تعلن الحقيقة أو تقول رأياً مغايراً ومخالفاً لرأي المؤسسة الدينية التي تسعي منذ عدة عقود إلي السيطرة على عقل الجموع.
والنخبة، بل وتحاول أن تتمدد داخل الدولة المصرية وتنافس النظام القائم في اقتحام بعض الملفات السياسية والخارجية التي لا تخص الشأن الديني.
ليس الهلالى هو الهدف ولكن الهدف هو ترويع المثقفين وكل من يجرؤ على فتح ملف الاجتهاد أو تجديد الخطاب الديني فتكون تهمته جاهزة على الفور: المساس بالمقدسات والثوابت.
إن الهدف الحقيقي من وراء تكميم الأفواه وقمع أي محاولة لتطوير الخطاب الديني أوالتحرر من وصاية رجال الدين هوتصفية الدولة المدنية وتجفيف منابع الفكر والإبداع والحرية، وتعميق جذور الخوف والتكفير والإرهاب والإرعاب!
إذا نجح هذا اللوبي في اغتيال د. سعد الهلالي معنوياً ومادياً فإن النتيجة ستكون كارثية على مستقبل مصر التي تحاول أن تنهض من عثرتها الاقتصادية والثقافية والحضارية.
إن التضحية بالدكتور الهلالى إرضاءً للمؤسسة الدينية سندفع تكلفته غالية جدا. لا تنسوا أيها السادة أن مصر العظيمة لم تزل محاصرة بقوي الإسلام السياسي النائمة والخاملة داخل الوطن، وأيضا بالقوى التي تحاصرنا من كل حدودنا الجغرافية.
تذكروا دائماً أن من قتلوا الرئيس السادات هم أبناءه من أعضاء الجماعة الإسلامية، وأن من خلع الرئيس مبارك هم أعضاء جماعة الإخوان التي هيمنت إبان حكم الرئيس الراحل على الشارع وعلي المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية وعلى النقابات وعلى الإعلام، وكانت النتيجة هي السقوط المتهاوي لأحد أهم وأقوي أنظمة الحكم في المنطقة العربية، ولولا يقظة الجيش المصري لكانت مصر الآن في خبر كان.
إن خطر الإسلام السياسي لم ينته بعد، ورغم تقديم بعض قيادات الإخوان للمحاكمة في مصر ، ورغم الشتات الذي يعانيه بعضهم إلا أن الخطر لم ينته، ولم تزل الأزرع والخلايا النائمة موجودة ومتغلغلة ومتمددة داخل المؤسسة الدينية وغير الدينية. أما الجماعات السلفية فهي تعمل في صمت داخل المناطق الريفية وداخل الأحياء الفقيرة، تضع السم في العسل وتمارس التقيه بأعمق وأوسع معانيها، وهي لاتؤمن دائماً كما يظن السذج: "بأنه لا خروج على الحاكم" فهذه مسألة هامشية وعارضة في استراتيجيات هذه الجماعات.
نحن أمام مرحلة صعبة في تاريخ مصر، ورغم اليأس الذي ينتابنا أحياناً نتيجة انسداد الأفاق، إلا أننا مع ذلك لم نفقد الأمل في أن يتم إعداد استراتيجية متكاملة لتحرير الخطاب الديني من أوصياء الدين، لأن هذا هو الطريق الوحيد للتنوير، وللخروج من النفق المظلم للإرهاب. ولاستعادة مكانة مصر الكبيرة، مصر العظيمة، مصر الحضارة.
أما إذا تخلت الدولة في هذه المرحلة الحرجة عن مثقفيها الشرفاء وقدمتهم قرباناً على مذبح الجماعات التكفيرية المارقة فلتعلم أن القادم أسوأ، وأن الظلام سيكون حالكاً ومخيفاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 5 أيام
- البوابة
العنف ضد المرأة جرح في ضمير الإنسانية
في الزمن الذي يفترض فيه أن تكون الحضارة درعاً والعقل سيداً، لا تزال المرأة تُضرب، وتُهان، وتُقتل، لا لأنها مذنبة بل لأنها امرأة. وكأن أنوثتها جريمة، وصوتها خروج عن النص ووجودها إعلان تمرد على نظام كُتب بلغة ذكورية. تتزايد هذه الأيام حوادث العنف ضد النساء في مجتمعاتنا بوتيرة موجعة.. القتل لم يعد فعلاً استثنائياً بل مشهداً متكرراً في نشرات الأخبار.. والعين اعتادت الدم حتى صارت لا تدمع، لكن السؤال الفلسفي الأعمق ليس فقط: لماذا يُقتل الجسد؟ بل: لماذا يُلغىَ الوجود؟.. لماذا يخاف الإنسان من المرأة إلى هذا الحد؟ أو كما يقول الفيلسوف حسن حماد: 'إن القاتل الحقيقي ليس السكين، بل الثقافة التي باركت يد القاتل وأغمضت عينها عن الضحية'. ويرى في كتابه "القمع المقدس" أن الأديان الإبراهيمية جميعا ازدرت المرأة وجعلت منها شريكة الشيطان لا شريكة الإنسان. ففي اليهودية، تعتبر حواء أصل الخطيئة وسر الطرد من الجنة. وفي المسيحية، يرسخ المجمع المسكوني الرابع بأن المرأة سبب سقوط الرجل. أما في بعض القراءات الإسلامية المتشددة، فيصور جسدها كمصدر دائم للفتنة، وعقلها كنصف لا يكتمل. إننا لسنا أمام أزمة قانون، بل أمام انهيار في البنية الأخلاقية والوعي الجمعي، حيث تصاغ الأنوثة كتهديد، لا كقيمة، وحيث تضرب المرأة بحجة التأديب، ويُغسل دمها بماء الشرف. فكيف يمكن لفلسفة تؤمن بالحرية، ولمجتمع يدعي الحداثة أن يقف عاجزاً أمام هذه الأحداث اليومية؟ وهل يمكن للضمير أن يستيقظ، أم أن صوت المرأة سيبقى محاصراً بين جدران الخوف والخذلان؟ في كل مرة تضرب فيها امرأة، لا يكسر عظمها فقط، بل يهشم المعنى ذاته، ذلك المعنى الذي يجعل من الإنسان كائناً أخلاقياً لا بيولوجياً فقط. فالصفعة على وجه امرأة هي في حقيقتها صفعة على وجه الحضارة، وطعنة في قلب العقل، وانحدار في قاع الوحشية. إن تزايد حوادث ضرب وقتل النساء ليس مجرد إحصاء في تقارير حقوق الإنسان، بل هو مؤشر على فشل الإنسان في أن يكون إنساناً. وكما يقول الفيلسوف أحمد برقاوي: "حين يغيب الوعي بالآخر كذات حرة، يصبح العنف هو اللغة الوحيدة للتعامل معه". العنف ضد المرأة لا ينبع من رجولة فائضة، بل من رجولة ناقصة، تخاف من الاستقلال، وترتعب من القوة الكامنة في المرأة. إنه عنف الضعفاء الذين لم يتصالحوا مع ذواتهم، فصبوا أزماتهم على أجساد النساء. العنف هنا ليس فعلاً لحظياً، بل نتيجة لتراكم سرديات مشوهة عن الأنوثة، تبدأ من التراث والمرويات مروراً بمناهج التعليم. وفي كثير من الحالات، يعاد إنتاج العنف من خلال خطاب ديني مؤوّل، وتقاليد لا تزال تبرر تأديب المرأة أو حتى قتلها تحت ذرائع الشرف والغيرة والرجولة، وانتهاء بالإعلام الذي يشيطن المرأة الحرة ويرتقي بالخاضعة. الضرب والقتل ليسا فقط أفعالاً جسدية، بل هما شكل من أشكال إنكار الذات الأنثوية ورفض حريتها. وهو ما يشير إليه الفيلسوف حسن حماد بقوله: "المرأة ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي قلب المجتمع وعقله، ولكنها ضحية لعقل ذكوري مهووس بالقوة، يخفي ضعفه وراء قناع الهيمنة". والأخطر من ذلك، أن النساء أنفسهن في كثير من المجتمعات يجبرن على الصمت، ويقنعن بأن معاناتهن جزء من القدر أو الطبيعة الأنثوية وكأن الألم قدرٌ حتمي والسكوت عنه فضيلة. وليس العنف ضد المرأة مجرد حالة فردية، بل هو انعكاس لبنية ثقافية واجتماعية ترى في المرأة كائناً ثانوياً، وتمنح الرجل امتيازات غير مبررة لمجرد كونه ذكراً. وكما يوضح الفيلسوف أحمد برقاوي: المرأة ليست هي الصورة النمطية التي صنعها المجتمع، بل هي إمكان إنساني مفتوح. وجود لا يختزل في أمومة ولا يحبس في جسد. إن الفلسفة، في جوهرها، تدين كل أشكال الإلغاء. فهي تعتبر الإنسان كائنا حرا، لا يختزل في الجسد أو النوع.. فالعنف ضد المرأة ليس مجرد فعل جسدي أو نفسي، بل هو فعل وجودي، ينتهك كرامة الكائن، ويجرده من معناه الإنساني. وكما قال جان بول سارتر: "الآخر هو الجحيم حين يسلبنا حريتنا"، وهنا، يصبح العنف وجها للجحيم، حين يمارس على من وجدت لتكون نبعاً للحنان والسلام. إن هذا العنف، بمختلف أشكاله، لا يعكس قوة الجلاد بقدر ما يفضح هشاشته، لأن من يملك الوعي لا يحتاج للقسوة، ومن يعرف جوهر المرأة لا يستطيع إلا أن يجلها. وكما يقول سقراط: "الحياة غير المفحوصة لا تستحق أن تعاش"، فإن مجتمعاً لا يفحص ممارساته تجاه المرأة، هو مجتمع فاقد لأهليته الأخلاقية. الفلسفة تعلمنا أن الإنسان يعرف بإرادته الحرة، وأن الكائن العاقل كما يرى كانط، لا يجب أن يعامل أبداً كوسيلة، بل كغاية في ذاته.. فأي انحدار أخلاقي حين تتحول المرأة إلى وسيلة لإثبات السلطة أو تنفيس الغضب أو ترسيخ الهيمنة الذكورية؟. إن العنف ضد المرأة ليس مسألة نسوية فقط، بل قضية فلسفية وأخلاقية من الطراز الأول. إنه اعتداء على قيمة العدالة وانحراف عن جوهر الإنسانية. فمن يضرب امرأة، يضرب المعنى، ويشوه الفكرة. إن كل امرأة تضرب أو تقتل هي جرح في ضمير المجتمع، وندبة في وجه العدالة. وإذا كان الصمت عن الجريمة مشاركة فيها، فإن التبرير لها خيانة للإنسانية. ولا يمكن للمجتمع أن يرتقي ما دامت نساؤه يكسرن في الخفاء، ويسكتن باسم الأعراف أو الدين أو الخوف. وكما قال نيتشه: "كل من يقاتل الوحوش عليه أن يحذر ألا يتحول هو نفسه إلى وحش." فلنحذر أن يصبح الصمت على العنف ضد المرأة، وحشا يلتهم ما تبقى فينا من ضمير.. مجتمع يعنف نساءه هو مجتمع ينتحر معنوياً كل يوم. ولا خلاص من هذا الموت البطيء إلا بإعادة الاعتبار للمرأة كذات حرة، كصوت لا يقصى، وكحضور لا يختزل في الدور أو الجسد. علينا أن نصغي إلى صرخة المرأة لا لأنها ضحية فقط، بل لأنها ناقوس الوعي. وكما قال نيتشه: كل ما لا يقتلني يجعلني أقوى، إلا أن المرأة لم تخلق لتنجو فحسب، بل لتحب، وتبدع، وتعيش. *كاتبة وباحثه في الفلسفة


البوابة
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- البوابة
مثقفون وأكاديميون يطلقون بيان دعم للدكتور سعد الهلالي في مواجهة حملات التشويه والتكفير
أصدر الدكتور حسن حماد أستاذ الفلسفه وعلم الجمال وأستاذ كرسي الفلسفه لليونسكو بياناً عاجلاً وتضامن معه عدد من المثقفين والأكاديميين المصريين البيان موجه إلى الجهات الرسمية في الدولة، وإلى رموز المجتمع المدني، دعوا فيه إلى الوقوف الحازم مع الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن، في معركته الفكرية ضد من وصفوهم بـ"حراس الظلام" من تيارات الإسلام السياسي. واعتبر الموقعون على البيان أن الحملة الممنهجة التي يتعرض لها الهلالي ليست مجرد خلاف فقهي، بل هي محاولة لإسكات كل صوت تنويري، وتصفية الدولة المدنية، وتحذير لكل من تسوّل له نفسه المساس بهيبة المؤسسة الدينية أو المطالبة بتجديد الخطاب الديني. نص البيان: رسالة إلى من يهمه الأمر: إلى جميع شرفاء مصر من كل الأجهزة الرسمية للدولة ومن رموز المجتمع المدني، ومن المثقفين الذين مازالوا على قيد الحياء. أرجوكم أيها السادة والسيدات الإنتباه والحذر وعدم التعامل مع المعركة التي يخوضها د. سعد الهلالي وحيداً في مواجهة حراس الفضيلة المطلقة من الإخوان والسلفيين والجهاديين بنوع من الاستخفاف أو التسلية، إنهامعركة بين التنوير وبين الظلام، بين دعاة التحرر وبين مُلاك الحقيقة المطلقة، ودعاة القمع ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على عقول الناس وأفئدتهم وحرياتهم. إنهم المتربصون دائماً وأبداً بالمثقفين والمبدعين، إنهم الحالمون بعودة دولة الخلافة الإسلامية وعودة ميليشيات حازمون إلى ميادين وشوارع مصر، المتطلعون إلى سقوط الدولة المصرية وانكسار الجيش المصري العظيم وعودة الفوضى والبلطجة وجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! إن القضية أيها السادة ليست- مجرد ـ خلافاً فقهياً أو رأياً يمكن الرد عليه برد مخالف، ولكنها أبعد من ذلك إن المؤامرة الخبيثة التي تحاك ضد د. سعد الهلالى الهدف منها تصميت جميع الأصوات التي تحاول أن تعلن الحقيقة أو تقول رأياً مغايراً ومخالفاً لرأي المؤسسة الدينية التي تسعي منذ عدة عقود إلي السيطرة على عقل الجموع. والنخبة، بل وتحاول أن تتمدد داخل الدولة المصرية وتنافس النظام القائم في اقتحام بعض الملفات السياسية والخارجية التي لا تخص الشأن الديني. ليس الهلالى هو الهدف ولكن الهدف هو ترويع المثقفين وكل من يجرؤ على فتح ملف الاجتهاد أو تجديد الخطاب الديني فتكون تهمته جاهزة على الفور: المساس بالمقدسات والثوابت. إن الهدف الحقيقي من وراء تكميم الأفواه وقمع أي محاولة لتطوير الخطاب الديني أوالتحرر من وصاية رجال الدين هوتصفية الدولة المدنية وتجفيف منابع الفكر والإبداع والحرية، وتعميق جذور الخوف والتكفير والإرهاب والإرعاب! إذا نجح هذا اللوبي في اغتيال د. سعد الهلالي معنوياً ومادياً فإن النتيجة ستكون كارثية على مستقبل مصر التي تحاول أن تنهض من عثرتها الاقتصادية والثقافية والحضارية. إن التضحية بالدكتور الهلالى إرضاءً للمؤسسة الدينية سندفع تكلفته غالية جدا. لا تنسوا أيها السادة أن مصر العظيمة لم تزل محاصرة بقوي الإسلام السياسي النائمة والخاملة داخل الوطن، وأيضا بالقوى التي تحاصرنا من كل حدودنا الجغرافية. تذكروا دائماً أن من قتلوا الرئيس السادات هم أبناءه من أعضاء الجماعة الإسلامية، وأن من خلع الرئيس مبارك هم أعضاء جماعة الإخوان التي هيمنت إبان حكم الرئيس الراحل على الشارع وعلي المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية وعلى النقابات وعلى الإعلام، وكانت النتيجة هي السقوط المتهاوي لأحد أهم وأقوي أنظمة الحكم في المنطقة العربية، ولولا يقظة الجيش المصري لكانت مصر الآن في خبر كان. إن خطر الإسلام السياسي لم ينته بعد، ورغم تقديم بعض قيادات الإخوان للمحاكمة في مصر ، ورغم الشتات الذي يعانيه بعضهم إلا أن الخطر لم ينته، ولم تزل الأزرع والخلايا النائمة موجودة ومتغلغلة ومتمددة داخل المؤسسة الدينية وغير الدينية. أما الجماعات السلفية فهي تعمل في صمت داخل المناطق الريفية وداخل الأحياء الفقيرة، تضع السم في العسل وتمارس التقيه بأعمق وأوسع معانيها، وهي لاتؤمن دائماً كما يظن السذج: "بأنه لا خروج على الحاكم" فهذه مسألة هامشية وعارضة في استراتيجيات هذه الجماعات. نحن أمام مرحلة صعبة في تاريخ مصر، ورغم اليأس الذي ينتابنا أحياناً نتيجة انسداد الأفاق، إلا أننا مع ذلك لم نفقد الأمل في أن يتم إعداد استراتيجية متكاملة لتحرير الخطاب الديني من أوصياء الدين، لأن هذا هو الطريق الوحيد للتنوير، وللخروج من النفق المظلم للإرهاب. ولاستعادة مكانة مصر الكبيرة، مصر العظيمة، مصر الحضارة. أما إذا تخلت الدولة في هذه المرحلة الحرجة عن مثقفيها الشرفاء وقدمتهم قرباناً على مذبح الجماعات التكفيرية المارقة فلتعلم أن القادم أسوأ، وأن الظلام سيكون حالكاً ومخيفاً.


البوابة
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- البوابة
كيف عزز الشيخ أحمد الطيب والبابا تواضروس أسس التعايش السلمي؟.. وحدة المصريين أنقذت الوطن من بطش الجماعات الإرهابية.. وخطط فعالة لمواجهة الأحداث الطائفية
شهدت مصر منذ مطلع العقد الماضي العديد من التحديات والأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأخطرها كان محاولا اشعال فتيل الصراعات الطائفية لتفتيت النسيج الوطني، كما حدث في بعض دول المنطقة؛ ورغم هذه التحديات، ظل الشعب المصري صامدًا، إذ كان لمجتمعه حصانة مستمدة من وعي أبنائه، وبالنسبة لمجتمعاتنا فمصيرها يعتمد على رشد قياداتها السياسية والدينية؛ فهم يمتلكون القدرة على تأجيج الصراعات او تعزيز السلم المجتمعي، وقدّمت مصر نموذجًا حيًا لهذا التكاتف من خلال الدور الذي لعبه كل من فضيلة الشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على مدار السنوات الماضية. ولم يقتصر دورهما على تعزيز السلم المجتمعي فحسب، بل تعدّى ذلك إلى تجسيد علاقة التآخي والمحبة بينهما، والتي تجلّت في العديد من المناسبات والمواقف، وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على متانة هذه العلاقة ودورها في ترسيخ الوحدة الوطنية. البابا والطيب في مواجهة الإخوان منذ تولي جماعة الإخوان لم يهدأ صفو الشارع المصري على كل الأصعدة، صدام مع القضاء، صدام مع الجيش، أخونة الدستور، تدهور أمني واحتقان طائفي، أعلن فوز محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية في ٢٤ يونيو عام ٢٠١٢م، وبعد أسابيع فقط من تولي الإخوان اندلعت أول فتنة طائفية في حقبتهم وهى "أحداث دهشور" وعلى إثرها تم الاعتداء على منازل الأقباط وتهجير عدد من عائلاتهم، وأتى ذلك في ظل اللهجة الطائفية التي كانت تصدرها قيادات تلك الجماعة في الشارع المصري حيث كانت تحمل في طياتها، التكفير والتخوين والتهميش الاجتماعي والسياسي، فكمثال نذكر: - عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسية للإخوان: "الأقباط يتآمرون ضد الإسلام وأهدافه، ويجب ألا يُسمح لهم بالهيمنة على الشؤون السياسية في البلاد". - صفوت عبد الغني عضو في الجماعة الإسلامية: "إن الأقباط من أعداء الأمة الإسلامية، وهم دائمًا يقفون في صف أعدائنا". - الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمقرب من الإخوان: "إن الأقباط ليسوا جزءًا من الأمة الإسلامية. هم لا يمكن أن يكونوا في صفنا". فتوالت الأحداث الطائفية منذ تولي الإخوان حادث تلو الأخر، أحداث نجع حمادي، أحداث الخصوص، الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية...؛ وبدوره قام الشيخ أحمد الطيب بدعوة البابا تواضروس الثاني لاستقباله في مقر مشيخة الأزهر ليكون أول لقاء رسمي يجمع بينهما في 20 مارس 2013م؛ حيث ناقشا كلاً منهما سبل تعزيز الوحدة الوطنية في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد؛ لينتهي اللقاء بتأكيد كلاً منهما على ضرورة مواجهة التطرف ورفض العنف الطائفي، فقال الشيخ أحمد الطيب: "الأزهر والكنيسة شريكان في مصير واحد، وعدونا المشترك هو الفتنة"، بينما قال البابا تواضروس الثاني: "نحن جسد واحد، والكنيسة لن تسمح لأحد بتمزيق هذا النسيج". وكان هذا اللقاء أول لقاء علني مُوثَّق بين قائدي المؤسستين الدينيتين الأكبر في مصر بعد ثورة 2011م، وقد مهَّد هذا اللقاء لسلسلة من التحركات المشتركة خلال الأزمات اللاحقة. في أبريل من 2013م، اندلعت أحداث طائفية بعد مقتل أقباط في اشتباكات مع مسلمين في قرية الخندق بمحافظة الجيزة أثناء جنازة أحد المسيحيين، مما أثار غضبًا في الأوساط القبطية، وعلى أثر ذلك نظم الأقباط وقفة احتجاجية أمام المقر البابوي للمطالبة بالعدالة، واتهموا الحكومة بعدم حماية الأقلية المسيحية؛ لتطور الاحتجاجات باندلاع إلى مواجهات عنيفة من قبل مؤيدي الإخوان تجاه المتظاهرين الأقباط أمام المقر البابوي، ليتم الاعتداء على المقر البابوي لأول مرة في تاريخه، وتصاعد العنف حتى حاول المهاجمون اقتحام المبنى، ما دفع الحراسات الأمنية إلى التدخل، وانتهت الواقعة بسقوط قتيلان (أحدهما مسيحي والآخر مسلم) وعشرات الجرحى، وعقب الواقعة اتهمت الكنيسة القبطية الحكومة بعدم حماية المواطنين، واعتبرت الهجوم استهدافًا متعمدًا للمقر البابوي. وبدوره حاول الشيخ أحمد الطيب اكمال ما نادى به خلال لقائه الأول مع البابا، فعقب أحداث الاعتداء على الكاتدرائية العباسية، حيث ووصف الهجوم بأنه "جريمة ضد كل المصريين، ودعا إلى التهدئة وحقن الدماء". واستمرت حالة الغليان على مدار الأسابيع التالية لتنتهي بتصاعد الاحتجاجات ضد حكم الإخوان؛ ليخرج في النهاية ملايين المصريين إلى الشوارع مطالبين بإسقاط حكمهم؛ لتكتب نهايتهم بانحياز الجيش إلى مطالب المتظاهرين في 3 يوليو 2013، حيث أعلن الفريق عبدالفتاح السيسي -وزير الدفاع آنذاك- عزل مرسي وتشكيل حكومة انتقالية، ولعب البابا تواضروس الثاني شيخ الأزهر دوراً محورياً في هذه الواقعة حيث قام كلاً منهما بتأييد عزل مرسي مؤكدين على ضرورة الحفاظ على استقرار مصر ومؤسساتها. وفي اليوم التالي لعزل مرسي، التقى الشيخ أحمد الطيب بالبابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطية، حيث كانت هناك تطورات سياسية تشهد تقاربًا بين الأزهر والكنيسة لدعم المسار الجديد الذي رسمته "خريطة الطريق" التي أعلنها الجيش. فاتورة عزل مرسي عقب سقوط حكم الإخوان قام قياداتها بتحميل الأقباط جزءً كبيراً من مسؤولية 30 يوليو، فخرجوا في تصريحات وقاموا باللقاء اللوم على الأقباط، معتبرين أنهم كانوا جزءًا من القوى التي ساندت الجيش في الإطاحة بالحكم الإسلامي. كما تم تحميل الكنيسة مسؤولية تحريض المسيحيين على الانضمام إلى الاحتجاجات والمظاهرات ضد مرسي. فقال خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في حديثه بعد عزل مرسي: "الأقباط والكنيسة كانوا جزءًا من المؤامرة التي حاكها الجيش وأطراف أخرى ضد الشرعية، وأنهم ساهموا في نشر الكراهية بين أبناء الشعب المصري". محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين في ذلك الوقت في أحد خطاباته بعد عزل مرسي: "لقد وقف الأقباط مع الجيش ضد الإرادة الشعبية، وهم يتحملون المسؤولية عن كل ما حدث في 30 يونيو". ليدفع الأقباط الثمن الأكبر من فاتورة الإطاحة بالإخوان على مدار السنوات التي تلت عزل مرسي، بدءًا من "مجزرة الكنيسة في المنيا" في 5 يوليو 2013م إلى حرق أكثر من 60 كنيسة في يوم واحد فقط في 14 أغسطس من نفس العام "يوم فض اعتصام رابعة العدوية"، إلى تفجير كنيسة البطرسية بالمقر البابوي في العباسية في ديسمبر 2016م، وصولاً مذبحة الأقباط في دير الأنبا صموئيل بالمنيا في 2018م. وفي جميع الأحداث الإرهابية السابقة عبر فضيلة الشيح احمد الطيب عن رفضه التام مديناً الاعتداء على الكنائس وعلى الأقباط، فبعد تعرض الكنائس للهجوم والحرق في 14 أغسطس 2013، أصدر الشيخ أحمد الطيب بيانًا رسميًا يدين بشدة هذه الهجمات، وأكد أن استهداف دور العبادة، سواء كانت مساجد أو كنائس، هو عمل مدان ويخالف تعاليم الدين الإسلامي. كما أشار الأزهر إلى أن مثل هذه الهجمات تهدد السلم الاجتماعي وتفتح المجال للصراعات الطائفية التي قد تضر بالاستقرار في مصر. مروراً إلى حادث البطرسية، حيث شارك الشيخ أحمد الطيب في 14 ديسمبر 2016 في تشييع جثامين الضحايا، حيث أرسل رسالة تضامن قوية مع الأقباط قال في تصريحاته آنذاك: "إننا جميعًا في مصر سواء، ولن تسمح الأمة الإسلامية بأن يفرقها أحد". دعاة سلام أكد فضيلة الشيخ أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني خلال التحديات الماضية على حرصهما على التعايش السملي ووحدة المصريين وتماسكهما، فتوالت البرامج والأنشطة فيما بينهما؛ فقد نشط "بيت العائلة المصرية" وهو عبارة عن مبادرة تهدف إلى تعزيز التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في مصر. بدأ "بيت العائلة المصرية" من خلال تعاون بين الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث كان الهدف الرئيسي هو نشر ثقافة الحوار والتفاهم بين أبناء الوطن. ويقيم "بيت العائلة" عددًا من الأنشطة المختلفة مثل عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تدعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية. كما يسعى إلى التصدي للأفكار المتطرفة ودعوة المجتمع إلى نبذ الكراهية والعنف. وفي سياق متصل، بمبادرة من شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني، تأسس في عام 2016م اللجنة العليا للحوار الوطني بين الأزهر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهدف تعزيز الحوار الإسلامي-المسيحي في مصر ومواجهة التحديات الطائفية، في السنوات الأخيرة، سعت اللجنة العليا للحوار الوطني بين الأزهر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى تعزيز العلاقات بين المصريين من مختلف الأديان. اللجنة تضم ممثلين من الأزهر وكنيسة الأقباط الأرثوذكس وتعمل على تعزيز التعاون بين الطرفين في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية، تقوم اللجنة بعقد جلسات حوارية بين الشباب من مختلف الأديان، كما تعمل على تطوير برامج تعليمية مشتركة تهدف إلى تقليل الفجوة الثقافية بين المسلمين والمسيحيين. تبادل المحبة والمودة والأمر لا يقتصر حول المصائب والأزمات فحسب، بل يتشارك كلا من البابا تواضروس الثاني وفضيلة الشيخ أحمد الطيب الأجواء الاحتفالية خلال المناسبات الدينية، ففي عيد الميلاد يرسل فضيلته للبابا برقية تهنئة بينما يرسل وفداً للمشاركة في الاحتفالات، بينما البابا تواضروس الثاني في عيدي الأضحى والفطر يبادل فضيلته نفس المشاعر بإرسال برقيات التهنئة مصحوباً بوفد من الكنيسة يشارك الأزهر الشريف الأجواء الاحتفالية، وكل ذلك يعزز من قيم الأخوة الإنسانية. زار كل من فضيلة الشيخ الأزهر بابا الإسكندرية بعضهما البعض خلال مناسبات واحتفالات عديدة على مدار السنوات الماضية نذكر منهم الزيارات التالية: - أبريل 2015: زار شيخ الأزهر الكاتدرائية لتهنئة البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة؛ وعلق البابا تواضروس الثاني على تلك الزيارة بالقول: إن اليوم الذى يزورنا فيه شيخ الأزهر هو يوم عيد، وبسبب الإجازات والسفر لم تكن هناك فرصة لنتقابل إلا أنها تحققت اليوم، مؤكدا أن المحبة المتواصلة والتقدير متبادل بين الأزهر والكنيسة أعمدة وطننا مصر، قائلا: "نفرح فى كل مرة بهذه المقابلة. - أبريل 2016: زار شيخ الأزهر الكاتدرائية لتهنئة البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة، مؤكدًا أن الشعب المصري نسيج واحد، موضحا أن العلاقات المتميزة التي تربط الأزهر بالكنيسة مبنية على المودة والاحترام، لتكون بمثابة السد المنيع في مواجهة الفتن التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد، سائلًا الله تعالى أن يحفظ على المصريين وحدتهم وأمنهم واستقرار بلادهم. - أبريل 2018: توجه فضيلة الإمام الأكبر إلى الكاتدرائية لتهنئة البابا تواضروس بعيد القيامة، مشددًا على أن المصريين شعب واحد يحمل رسالة السلام. - يناير 2019: زار شيخ الأزهر الكاتدرائية لتهنئة البابا تواضروس بعيد الميلاد المجيد، مؤكدًا على أهمية التواصل والتراحم بين أبناء الوطن. - يناير 2025: رأس فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفدا رفيع المستوى لزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسبة، لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد، وفي كلمته هنأ فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قداسة البابا، مؤكدًا دوام المودة والصداقة والتآلف والتعارف، وأن المسلمين يحملون في قلوبهم كل الحب والمودة لأشقائهم. بينما كانت أبرز زيارات البابا توضوارس الثاني كالآتي: - يناير 2015م: زار البابا تواضروس الثاني شيخ الأزهر مقر مشيخة الأزهر لتهنئة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بمناسبة انتخابه لولاية ثانية كشيخ للأزهر. - أبريل 2016: في أبريل 2016، قام قداسة البابا تواضروس الثاني بزيارة مشيخة الأزهر لتهنئة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بمناسبة عيد الفطر المبارك. - أبريل 2018: في أبريل 2018، زار قداسة البابا تواضروس الثاني مشيخة الأزهر لتهنئة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بمناسبة عيد الفطر المبارك، وأكد فضيلته خلال كلمته باعتزازه بعلاقة الأخوة والتلاحم التي تجمع بين المصريين تحت سقف هذا الوطن، والتى أصبحت نموذجًا عالميًّا للتعايش والتسامح، ومثالًا حيًّا على المواطنة المشتركة التي تساوى بين كل المواطنين وتوحد بينهم. - يناير 2019: في يناير 2019، قام قداسة البابا تواضروس الثاني بزيارة مشيخة الأزهر لتهنئة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بمناسبة عيد الفطر المبارك. - مارس 2025: زار البابا تواضروس الثاني مقر مشيخة الأزهر لتهنئة شيخ الأزهر بعيد الفطر المبارك وخلال هذه الزيارة، وقال فضيلة الشيخ في كلمته جئنا هنا لنجدد حبل المودة والصداقة والتآلف والتعارف، ولنعبر عما في قلوبنا من مودة وأخوة. شيخ الأزهر والبابا تواضروس