logo
أوروبا وواشنطن تسابقان الزمن لإبرام اتفاق تجاري "محدود" قبل مهلة ترمب

أوروبا وواشنطن تسابقان الزمن لإبرام اتفاق تجاري "محدود" قبل مهلة ترمب

الشرق السعوديةمنذ 6 ساعات
أعلن متحدث باسم المفوضية الأوروبية، الاثنين، أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الأميركي دونالد ترامب أجريا "حواراً جيداً"، الأحد، مشيراً إلى أن هدف الاتحاد الأوروبي لا يزال التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن بحلول 9 يوليو الجاري، فيما يسابق دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون الزمن من أجل التفاوض على "اتفاق تجاري محدود" من شأنه أن يؤجل حل أصعب النزاعات التجارية بينهما، على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على التكتل.
وأضاف المتحدث خلال مؤتمر صحافي: "نريد التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ونريد تجنب الرسوم الجمركية. نعتقد أنها تسبب الألم. نريد تحقيق نتائج مربحة للطرفين، وليس نتائج لا تحقق أي فائدة".
وكانت إدارة ترمب قد أشارت إلى رسائل لإخطار الشركاء التجاريين، الذين لم يتوصلوا إلى اتفاق تجاري بحلول 9 يوليو، بالرسوم الجمركية المرتفعة، التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الاثنين، أن الاتفاق المرتقب، الذي سيجنب السلع الأوروبية رسوماً جمركية بنسبة 50% هدد ترمب بفرضها، واحد من عدد قليل نسبياً من الصفقات التي من المقرر أن تضع الإدارة الأميركية اللمسات النهائية عليها بحلول الأربعاء المقبل.
واعتبرت أن قرار ترمب بالسعي لتحقيق أهدافه من خلال "تجاهل" قواعد التجارة العالمية، التي ساعد قادة أميركيون في صياغتها يمثل قطيعة كبيرة مع عقود من السياسة الأميركية، في ظل توافق استمر سنوات بين أوروبا والولايات المتحدة على دعم النظام التجاري القائم على قواعد منظمة التجارة العالمية.
"جنون اقتصادي"
وأشارت إلى أن الدبلوماسيين الأوروبيون والأميركيين الذين كانوا يتجادلون خلال الأسابيع الأخيرة، واجهوا صعوبات في تجاوز خلافات حادة بشان أفضل السبل، لتسوية النزاعات الاقتصادية وتنظيم الاقتصاد العالمي، ومواجهة الصين الصاعدة.
ونقلت عن مسؤول كبير في المفوضية الأوروبية، طلب عدم كشف هويته، قوله: "نعتقد أن هذا جنون اقتصادي من جانب إدارة ترمب. لا نعتقد أنه يساعد الاقتصاد الأميركي. ولا نعتقد أنه يساعد اقتصاد الاتحاد الأوروبي. لا نعتقد أنه يساعد سلاسل التوريد العالمية الأوسع نطاقاً أو الاقتصاد العالمي بشكل عام".
وقال ترمب، الأحد، إنه يتوقع وضع اللمسات الأخيرة على خططه المتعلقة بالرسوم الجمركية من خلال صفقات أو إعلانات أحادية الجانب لمعدلات ضرائب الاستيراد الجديدة بحلول الأربعاء.
مع ذلك، كان من الصعب تمييز النتائج الملموسة لدبلوماسية ترمب التجارية، ففي الأسبوع الماضي، عندما أعلن الرئيس عن اتفاق مع فيتنام، كان هذا هو الاتفاق الثاني فقط الذي جرى التوصل إليه منذ أن بدأ حملة تفاوضية مكثفة استمرت 90 يوماً في أبريل الماضي.
ولا تزال التزامات الولايات المتحدة تجاه نظام منظمة التجارة العالمية سارية المفعول، لكن محللين قالوا إن دبلوماسية الرئيس أحادية الجانب تتجاهلها.
فيما تشير الصفقات المحدودة التي أبرمتها واشنطن مع فيتنام وبريطانيا، إلى أن الموقف التجاري الأميركي المعاد تشكيله سيشمل تعريفة أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات، ورسوماً أعلى خاصة بمنتجات محددة على بعض القطاعات، ومستويات تعريفة إضافية متفاوتة على أساس كل بلد على حدة.
وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، الأحد، إن الولايات المتحدة، تقترب من التوصل إلى اتفاقيات تجارية عديدة، قبل المهلة التي حددها ترمب، متوقعاً صدور عدة إعلانات هامة في الأيام المقبلة.
وأضاف بيسنت لبرنامج State of the Union على شبكة CNN، أن إدارة ترمب سترسل أيضاً رسائل إلى 100 دولة أصغر حجماً لا تربطها بالولايات المتحدة علاقات تجارية كبيرة، تُخطرها فيها بفرض رسوم جمركية أعلى عليها.
مبادئ التجارة
ووفق "واشنطن بوست"، تنذر استراتيجية ترمب بزوال مبدأ أساسي في منظمة التجارة العالمية يمنع الدول من التمييز بين شركائها التجاريين، فبموجب نظام "الدولة الأكثر تفضيلاً"، كانت الولايات المتحدة والدول الأخرى ملزمة بأن تقدم لجميع الدول نفس معدلات التعريفة الجمركية على نفس المنتجات.
لكن في الوقت الراهن، ستواجه السلع المتماثلة التي تصل إلى الولايات المتحدة من بريطانيا، وفيتنام، والصين تعريفات جمركية تتراوح بين 10% إلى أكثر من 50%، حسب منشأها، وهذه المعدلات المتفاوتة ستسبب توترات إضافية في سلاسل التوريد العالمية التي كانت في حقبة ما قبل ترمب مثالية لتحقيق الكفاءة والتكلفة المنخفضة.
وفي تعليق على الأمر، قال الباحث البارز في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، إدوارد ألدن: "الولايات المتحدة وضعت نفسها في مركز نظام جديد من الصفقات التجارية التي يتم فيها تحديد شروط التجارة من خلال ترتيبات ثنائية مع الولايات المتحدة، أو إجراءات أميركية أحادية الجانب إذا لم يتم التوصل إلى صفقات".
وأضاف: "من الواضح أننا في حقبة جديدة في مجال التجارة، ونحاول جميعاً معرفة ما يعنيه ذلك".
وفي الوقت الذي يحاول فيه الرئيس ترمب تقليص العجز التجاري المزمن في البلاد، تشير توقعات إلى أن المستهلكين والشركات الأميركية سيدفعون أسعاراً أعلى للسلع المستوردة، ويشمل ذلك الإلكترونيات الاستهلاكية، والأثاث، والملابس، والأحذية، والهواتف.
مستقبل "أكثر غموضاً"
إدوارد جريسر، المحلل في معهد السياسة التقدمية ومقره واشنطن، أشار إلى أن بعض الصناعات الأميركية ستتمتع على الأرجح بوصول أفضل إلى بعض الأسواق الأجنبية، وإن لم يكن بالقدر الذي كانت ستتمتع به في ظل اتفاق تجاري سابق لمنطقة المحيط الهادئ رفضه ترمب.
وأوضح جريسر، الذي عمل في إدارة الرئيس ترمب الأولى، أن بعض مكاسب الوصول إلى الأسواق ستفوقها الأسعار المرتفعة التي سيدفعها المصنعون الأميركيون بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على الصلب ومدخلات الإنتاج الأجنبية الأخرى، متوقعاً أن الترتيبات الجديدة التي يجري التفاوض بشأنها، بخلاف المعاهدات التجارية التي وافق عليها الكونجرس في الماضي، تواجه "مستقبلاً أكثر غموضاً".
وتابع جريسر: "هذه الاتفاقيات غير مستقرة على عدة أسس: فالأسس القانونية هشة، وليس من المرجح أن تحقق هدفها الأساسي المعلن، والكونجرس لم يتحدث عن أي منها".
من جانبه، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل، أولوف جيل، إن كبير المفاوضين التجاريين في الاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، أبلغ عن إحراز بعض التقدم نحو التوصل إلى اتفاق بعد اجتماعه في واشنطن الأسبوع الماضي مع وزير التجارة الأميركي، هاورد لوتنيك، والممثل التجاري الأميركي، جاميسون جرير.
وواصل الجانبان المحادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع على أمل وضع اللمسات الأخيرة بحلول، الأربعاء، على اتفاق متعجل يمهد الطريق لمفاوضات أكثر شمولاً، كما صاغ الاتحاد الأوروبي أيضاً خططاً للرد على منتجات أميركية محددة إذا فشلت الجهود ومضى ترمب في فرض رسوم جديدة، بحسب الصحيفة.
ويبدو أن الاتحاد الأوروبي على استعداد للقبول على مضض بتعريفة ترمب البالغة 10%، لكنه يريد تجنب فرض رسوم أعلى على منتجات محددة مثل الأدوية، أما الولايات المتحدة فلديها مطالبها الخاصة، بما في ذلك إعفاء شركات صناعة الصلب الأميركية من ضريبة الكربون في الاتحاد الأوروبي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد سويسرا.. بريطانيا تعلن إعادة فتح سفارتها في طهران
بعد سويسرا.. بريطانيا تعلن إعادة فتح سفارتها في طهران

عكاظ

timeمنذ 41 دقائق

  • عكاظ

بعد سويسرا.. بريطانيا تعلن إعادة فتح سفارتها في طهران

أعلن وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية هاميش فالكونر أمام البرلمان اليوم (الاثنين) فتح بلاده سفارتها في العاصمة الإيرانية طهران بعد إغلاق مؤقت. وقال فالكونر في كلمة أمام البرلمان: «فتحنا سفارتنا في طهران بعد إغلاق مؤقت، ووضعنا خطة عمل وسنواصل القيام بدورنا الكامل لضمان سلامة المواطنين البريطانيين في إيران». وتأتي إعادة فتح السفارة البريطانية بعد انتهاء الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران واستمرت مدة 12 يوما، والتي شهدت إغلاق عدد من السفارات أبوابها وإجلاء رعاياها. وكانت سويسرا قد أعلنت أمس أن سفارتها في طهران ستتمكن مجدداً من تمثيل المصالح الأمريكية في إيران بشكل مباشر بعدما عاودت عملها، داعية واشنطن وطهران إلى «سلوك طريق الدبلوماسية». وذكر بيان لوزارة الخارجية السويسرية أنه اعتباراً من (الأحد) فُتحت سفارة سويسرا مجدداً بعد إغلاق مؤقت في 20 يونيو بسبب عدم الاستقرار والوضع في البلاد، مبينة أن السفيرة نادين أوليفييري لوزانو عادت السبت الماضي إلى العاصمة الإيرانية من طريق البر عبر أذربيجان، يرافقها فريق عمل صغير. وأوضحت الخارجية السويسرية أنه مع إعادة فتح سفارتها في طهران تستطيع سويسرا مجدداً تمثيل المصالح الأمريكية في إيران مباشرة بوصفها قوة حماية. وتتولى سويسرا رسمياً، عبر سفارتها في طهران، تمثيل المصالح الأمريكية في إيران منذ 1980، في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية أو القنصلية بين الولايات المتحدة وإيران. وتعرض سويسرا مساعيها الحميدة، ويمكن لجنيف أن تستضيف مفاوضات بين طهران وواشنطن. أخبار ذات صلة

سيتي جروب ترفع مستهدف سهم إنفيديا إلى 190 دولاراً
سيتي جروب ترفع مستهدف سهم إنفيديا إلى 190 دولاراً

أرقام

timeمنذ ساعة واحدة

  • أرقام

سيتي جروب ترفع مستهدف سهم إنفيديا إلى 190 دولاراً

رفعت مجموعة "سيتي جروب" مستهدفها لسعر سهم "إنفيديا"، متوقعة تزايد حصة صانعة الرقائق من سوق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في ظل تنامي الطلب عليها، خاصة من جانب الحكومات. وأوضح محللو المجموعة المصرفية في مذكرة نُشرت الإثنين، أنهم حددوا مستهدفاً جديداً لسعر السهم عند 190 دولاراً، ويعادل ذلك ارتفاعاً بنحو 19.25% عن سعر آخر إغلاق له. وأضاف المحللون أن تقديراتهم تشير إلى أن طلب الحكومات على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي يُدر على "إنفيديا" مليارات الدولارات من الإيرادات في عام 2025، ومن المتوقع زيادة هذه الإيرادات بدرجة أكبر في العام القادم. وورد في المذكرة أن "إنفيديا" تشارك في كافة الصفقات السيادية تقريباً بهذا الصدد، مما يجعلها شركة محورية في السباق العالمي لتأسيس بنى تحتية محلية للذكاء الاصطناعي.

وكالة: ترامب يحدد مطلع أغسطس موعداً لبدء فرض الرسوم الجمركية
وكالة: ترامب يحدد مطلع أغسطس موعداً لبدء فرض الرسوم الجمركية

مباشر

timeمنذ ساعة واحدة

  • مباشر

وكالة: ترامب يحدد مطلع أغسطس موعداً لبدء فرض الرسوم الجمركية

مباشر: يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن اتفاقات تجارية وتوجيه تحذيرات بشأن الرسوم الجمركية، اليوم الإثنين، بينما تفاوضت الدول طوال عطلة نهاية الأسبوع لتجنّب أقسى الإجراءات العقابية على صادراتها إلى الولايات المتحدة قبل حلول مهلة يوم الأربعاء. وقد بدا أن الجدول الزمني للمحادثات قد أُعيد ضبطه بعدما أشار مسؤولون أميركيون إلى أن أمام الشركاء التجاريين مهلة حتى الأول من أغسطس قبل دخول الرسوم حيّز التنفيذ، مما يمنحهم ثلاثة أسابيع إضافية لإبرام اتفاقات، وفقا لوكالة أنباء "بلومبرج". وحذّرت الإدارة الأمريكية من أن ترمب سيفرض الرسوم الجمركية في التاسع من يوليو على الدول التي تفشل في التوصل إلى اتفاق، وذلك بالعودة إلى المستويات التي أُعلن عنها في ما يُسمّى "يوم التحرير" في الثاني من أبريل. وقالت المفوضية الأوروبية، إنه تم إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق، وإن التكتل لا يزال يعمل على الالتزام بمهلة الأربعاء. وكان ترمب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد تحدّثا يوم الأحد وأجريا "تبادلاً جيداً"، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي يوم الإثنين من بروكسل. كما ناقش المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال عطلة نهاية الأسبوع سبل حل النزاع التجاري مع الولايات المتحدة، وذلك في مكالمات هاتفية منفصلة مع فون دير لاين ونظرائه من فرنسا وإيطاليا، وفقاً لما أعلنه المتحدث باسم الحكومة للصحفيين في برلين يوم الإثنين. وقال ستيفان كورنيليوس، المتحدث الرئيسي باسم ميرتس، خلال مؤتمر صحفي حكومي دوري في برلين: "الوقت يداهمنا"، مضيفاً أن ألمانيا تواصل دعم استراتيجية المفوضية في المفاوضات مع الولايات المتحدة. وأضاف: "إنها مصفوفة معقّدة من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار". وكان أحدث تهديد لترامب يتمثل في فرض ضريبة استيراد بنسبة 10% على "أي دولة تصطف خلف السياسات المعادية لأميركا التي تتبناها مجموعة بريكس. وقال في منشور على منصة "تروث سوشال" إنه "لن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسة"، وذلك بالتزامن مع بدء اجتماعات دول بريكس، بقيادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، في ريو دي جانيرو يوم الأحد. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store