logo
اتساع هوة الخلاف بين دمشق و"قسد"..توتر كبير واتهامات متبادلة

اتساع هوة الخلاف بين دمشق و"قسد"..توتر كبير واتهامات متبادلة

سكاي نيوز عربيةمنذ 9 ساعات
المصدر الحكومي السوري أوضح أن دمشق لن تدخل في مفاوضات مع جهات "تسعى لإحياء عهد النظام السابق"، في إشارة إلى مؤتمر الحسكة الذي نظمته "قسد" بمشاركة مكونات سورية متعددة.
واعتبرت الخارجية السورية أن المؤتمر يستند إلى أسس طائفية وعرقية، ويتبنى إعادة رموز النظام السابق إلى الواجهة.
وفي المقابل، ردت " قسد" باتهام الفصائل المدعومة من تركيا، والمنضوية تحت مظلة حكومة دمشق، بخرق وقف إطلاق النار في مناطق عدة.
وأشارت في بيان إلى أن تلك الفصائل نفذت أكثر من 22 هجوما في الفترة الأخيرة، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، إضافة إلى عمليات برية ومحاولات عبور نهر الفرات، ما أدى إلى إصابة 11 مدنيا.
وطالبت "قسد" بوقف هذه الخروقات فورا والالتزام ببنود الاتفاق القائم.
مشهد معقد وتوترات متزامنة
التصعيد بين دمشق و"قسد" لم يأتِ بمعزل عن أحداث ميدانية أخرى.
ففي الجنوب السوري، توغلت قوات إسرائيلية في عدد من القرى والبلدات بريف القنيطرة الأوسط والجنوبي، ونصبت حواجز وفتشت المدنيين، قبل أن تنسحب بعد ساعات.
كما شهدت محافظة السويداء هجوما حادا من شيخ عقل الموحدين الدروز حمود الحناوي على دمشق، متهما إياها بنقض المواثيق، ومؤكدا أن المحافظة ترفض الانصياع لسياساتها رغم "الحصار الخانق" الذي تعانيه.
الصحفي رمال العيسى، في حديثه لبرنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، اعتبر أن رفض دمشق المشاركة في لقاء باريس كان متوقعا، خاصة بعد مؤتمر الحسكة الذي جمع مختلف مكونات شمال وشرق سوريا، بما في ذلك شخصيات درزية وعلوية شاركت افتراضيا.
وأوضح العيسى أن المؤتمر لم يكن ذا طابع انفصالي كما تروّج الرواية الرسمية السورية، بل تضمن حضور ممثلين عن العرب، الكرد، السريان الآشوريين، الأرمن، الكلدان، الشركس، والإيزيديين ، وخرج بتوصيات تؤكد على وحدة البلاد وسيادة القانون، مع تحفظات على النظام المركزي الذي تتمسك به دمشق.
تعثر مسار التفاوض
الاتفاق الموقع بين الطرفين في 10 مارس، والذي تناول قضايا مثل اللامركزية، وشكل الحكم، وآلية دمج "قسد" في الجيش السوري، شهد عدة جولات تفاوضية برعاية أميركية.
إلا أن العيسى أكد أن المباحثات تعثرت بسبب إصرار دمشق على دمج "قسد" كأفراد لا ككتلة ذات خصوصية، وهو ما رفضته الأخيرة.
وأضاف أن تركيا لعبت دورا في تعطيل اللقاءات، مشيرا إلى أن الحكومة السورية تهربت من اجتماع باريس المزمع عقده قبل نحو 20 يوما، تحت ضغط تركي واضح، في سيناريو مشابه لما يحدث اليوم بعد مؤتمر الحسكة.
وبحسب العيسى، تتدخل أنقرة في كل مرحلة من المفاوضات بين دمشق و"قسد" عندما ترى أن مصالحها قد تتأثر.
ولفت إلى أن أكثر من 25 هجوما استهدف مناطق "قسد" منذ توقيع اتفاق 10 مارس، نفذتها فصائل مدعومة من تركيا، خاصة في منبج، حلب، الشيخ مقصود، أشرفية، ودير حافر، فضلا عن هجوم في دير الزور نفذه عناصر تابعون لدمشق.
وتدل المؤشرات، وفق العيسى، على أن "من يعرقل المسار التفاوضي هو النظام في دمشق ، الذي لا يبدي جدية في تقديم تنازلات حقيقية، ويتمسك بهيكلية مركزية للحكم. في المقابل، تؤكد (قسد) استعدادها لاستئناف أي مفاوضات جدية برعاية دولية، رغم استمرار الهجمات على مناطقها".
الرفض السوري للقاء باريس يعكس مقاطعة سياسية مقصودة، قد تكون رسالة تحذيرية أو مقدمة لتصعيد ميداني، خاصة مع استمرار الاشتباكات والخروقات.
في ظل هذا المشهد، تبقى احتمالات استئناف التفاوض قائمة لكنها رهينة لتغير المواقف السياسية، وإرادة الأطراف الفاعلة إقليميا ودوليا، وسط مشهد سوري يزداد تعقيدا، وتتشابك فيه الملفات الكردية، التركية، والإسرائيلية، مع تحديات داخلية متصاعدة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اتساع هوة الخلاف بين دمشق و"قسد"..توتر كبير واتهامات متبادلة
اتساع هوة الخلاف بين دمشق و"قسد"..توتر كبير واتهامات متبادلة

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

اتساع هوة الخلاف بين دمشق و"قسد"..توتر كبير واتهامات متبادلة

المصدر الحكومي السوري أوضح أن دمشق لن تدخل في مفاوضات مع جهات "تسعى لإحياء عهد النظام السابق"، في إشارة إلى مؤتمر الحسكة الذي نظمته "قسد" بمشاركة مكونات سورية متعددة. واعتبرت الخارجية السورية أن المؤتمر يستند إلى أسس طائفية وعرقية، ويتبنى إعادة رموز النظام السابق إلى الواجهة. وفي المقابل، ردت " قسد" باتهام الفصائل المدعومة من تركيا، والمنضوية تحت مظلة حكومة دمشق، بخرق وقف إطلاق النار في مناطق عدة. وأشارت في بيان إلى أن تلك الفصائل نفذت أكثر من 22 هجوما في الفترة الأخيرة، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، إضافة إلى عمليات برية ومحاولات عبور نهر الفرات، ما أدى إلى إصابة 11 مدنيا. وطالبت "قسد" بوقف هذه الخروقات فورا والالتزام ببنود الاتفاق القائم. مشهد معقد وتوترات متزامنة التصعيد بين دمشق و"قسد" لم يأتِ بمعزل عن أحداث ميدانية أخرى. ففي الجنوب السوري، توغلت قوات إسرائيلية في عدد من القرى والبلدات بريف القنيطرة الأوسط والجنوبي، ونصبت حواجز وفتشت المدنيين، قبل أن تنسحب بعد ساعات. كما شهدت محافظة السويداء هجوما حادا من شيخ عقل الموحدين الدروز حمود الحناوي على دمشق، متهما إياها بنقض المواثيق، ومؤكدا أن المحافظة ترفض الانصياع لسياساتها رغم "الحصار الخانق" الذي تعانيه. الصحفي رمال العيسى، في حديثه لبرنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، اعتبر أن رفض دمشق المشاركة في لقاء باريس كان متوقعا، خاصة بعد مؤتمر الحسكة الذي جمع مختلف مكونات شمال وشرق سوريا، بما في ذلك شخصيات درزية وعلوية شاركت افتراضيا. وأوضح العيسى أن المؤتمر لم يكن ذا طابع انفصالي كما تروّج الرواية الرسمية السورية، بل تضمن حضور ممثلين عن العرب، الكرد، السريان الآشوريين، الأرمن، الكلدان، الشركس، والإيزيديين ، وخرج بتوصيات تؤكد على وحدة البلاد وسيادة القانون، مع تحفظات على النظام المركزي الذي تتمسك به دمشق. تعثر مسار التفاوض الاتفاق الموقع بين الطرفين في 10 مارس، والذي تناول قضايا مثل اللامركزية، وشكل الحكم، وآلية دمج "قسد" في الجيش السوري، شهد عدة جولات تفاوضية برعاية أميركية. إلا أن العيسى أكد أن المباحثات تعثرت بسبب إصرار دمشق على دمج "قسد" كأفراد لا ككتلة ذات خصوصية، وهو ما رفضته الأخيرة. وأضاف أن تركيا لعبت دورا في تعطيل اللقاءات، مشيرا إلى أن الحكومة السورية تهربت من اجتماع باريس المزمع عقده قبل نحو 20 يوما، تحت ضغط تركي واضح، في سيناريو مشابه لما يحدث اليوم بعد مؤتمر الحسكة. وبحسب العيسى، تتدخل أنقرة في كل مرحلة من المفاوضات بين دمشق و"قسد" عندما ترى أن مصالحها قد تتأثر. ولفت إلى أن أكثر من 25 هجوما استهدف مناطق "قسد" منذ توقيع اتفاق 10 مارس، نفذتها فصائل مدعومة من تركيا، خاصة في منبج، حلب، الشيخ مقصود، أشرفية، ودير حافر، فضلا عن هجوم في دير الزور نفذه عناصر تابعون لدمشق. وتدل المؤشرات، وفق العيسى، على أن "من يعرقل المسار التفاوضي هو النظام في دمشق ، الذي لا يبدي جدية في تقديم تنازلات حقيقية، ويتمسك بهيكلية مركزية للحكم. في المقابل، تؤكد (قسد) استعدادها لاستئناف أي مفاوضات جدية برعاية دولية، رغم استمرار الهجمات على مناطقها". الرفض السوري للقاء باريس يعكس مقاطعة سياسية مقصودة، قد تكون رسالة تحذيرية أو مقدمة لتصعيد ميداني، خاصة مع استمرار الاشتباكات والخروقات. في ظل هذا المشهد، تبقى احتمالات استئناف التفاوض قائمة لكنها رهينة لتغير المواقف السياسية، وإرادة الأطراف الفاعلة إقليميا ودوليا، وسط مشهد سوري يزداد تعقيدا، وتتشابك فيه الملفات الكردية، التركية، والإسرائيلية، مع تحديات داخلية متصاعدة.

على خطى الهجري.. الحناوي يشن "هجوما حادا" على دمشق
على خطى الهجري.. الحناوي يشن "هجوما حادا" على دمشق

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 14 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

على خطى الهجري.. الحناوي يشن "هجوما حادا" على دمشق

وأكد الحناوي أن السويداء ترفض الانصياع لرغبة حكومة دمشق برغم ما تتعرض له من حصار وصفه بـ"الخانق". وطالب الحناوي الدول والمنظمات الدولية بتحمل مسؤلياتها والضغط الفوري لرفع الحصار عن السويداء وفتح الممرات الإنسانية دون شرط أو قيد، كما طالب المجتمع الدولي بالتحقيق ومحاسبة جميع المتورطين بالجرائم التي تم ارتكابها في السويداء. ويوجد في السويداء ثلاثة مشايخ رئيسيين للطائفة، هم حكمت الهجري و يوسف جربوع وحمود الحناوي، وعرف الأخير بمواقفه الوسطية إذ دعا بعد سقوط نظام بشار الأسد إلى التهدئة والتواصل مع السلطة الجديدة. وما زال الهدوء الحذر المشوب بالتوتر يسود محافظة السويداء ، وفق مصادر محلية، مع استمرار استنفار الفصائل المسلحة المحلية في الريف الشمالي الغربي. ووثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل ما لا يقل عن 558 شخصا، وإصابة أكثر من 783 آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، بين 13 و21 من يوليو الحالي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store