
ما بعد قمة ترامب ــ زيلينسكى
مازال النقاش والجدال دائرا حول تبعات قمة ترامب- زيلينسكى التى جرت يوم الجمعة 28 فبراير. استمرار هذا الجدال أمر طبيعى لعاملين رئيسيين، أولهما أن ما دار بين الفريق الأمريكي، بقيادة الرئيس ترامب ونائبه جى دى فانس، والرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، هو نقاش كاشف عن السياسات الأمريكية المرتقبة خلال السنوات الأربع المقبلة بقيادة إدارة ترامب، التى تقوم بإجراء مراجعات جوهرية للعديد من السياسات الأمريكية التى تبنتها الإدارة الأمريكية الديمقراطية السابقة بقيادة جو بايدن تجاه عدد من الملفات الدولية المهمة، وفى مقدمتها الحرب الروسية ــ الأوكرانية. ثانيهما، ما كشفت عنه القمة من تقاليد غير مألوفة فى إدارة التفاوض حول قضايا خلافية، حتى ولو تعلق الأمر بإدارة التفاوض بين قوة عظمى ودولة صغيرة أو متوسطة. إذ لم يألف المجتمع الدولى إدارة هذا النوع من المفاوضات حول قضايا خلافية تتسم بدرجة غير قليلة من الحساسية، على الهواء وعلى مرأى ومسمع من كل القوى الدولية، بما فى ذلك طرفا الصراع المباشران. أضف إلى ذلك «اللغة الخشنة» المتبادلة بين الفريقين الأمريكى والأوكراني. ربما قصد الفريق الأمريكى توصيل رسالة أوسع نطاقا بأن الولايات المتحدة ستكون بالوضوح والمباشرة فى إدارة مصالحها والقضايا والأزمات الدولية إلى أبعد ما يمكن توقعه. لكن هذا لم يحدث فى حالة المباحثات الأمريكية ــ الروسية التى جرت بالرياض فى 18 فبراير الماضي، إذ جرت خلف أبواب مغلقة.
العاملان السابقان يؤكدان أن دلالات وانعكاسات ما جرى فى هذه القمة لن تقف عند حدود العلاقات الأمريكية ــ الأوكرانية، ولن تقف عند حد التأثير على مسار أو مستقبل الحرب الروسية ــ الأوكرانية، وسيكون له تداعياته المهمة فى اتجاهات مختلفة، ستؤثر بدورها على مسار عدد من السياسات الدولية الرئيسية الراهنة، وعلى العديد من القيم والمبادئ الحاكمة للنظام العالمي، والمستقرة منذ عقود أو منذ قرون فى بعض الحالات.
أبرز السياسات المتضررة نتيجة هذه القمة هى سياسة بناء التحالفات، ومبدأ «الحليف» فى العلاقات الدولية. فسياسة بناء التحالفات هى إحدى الظواهر المستقرة فى العلاقات الدولية، وإحدى السياسات المهمة فى إدارة التفاعلات والصراعات الدولية، وكانت إحدى السياسات المهمة التى جرى اتباعها خلال الفترة السابقة على الحرب العالمية الأولى، ثم قبل الحرب العالمية الثانية، ثم فى مرحلة الحرب الباردة، قبل أن تتراجع مع تفكك الاتحاد السوفيتى وانتهاء الحرب الباردة، لكنها عادت مرة أخرى خلال إدارة ترامب الأولى (2017- 2021)، على خلفية تصاعد حدة المنافسة مع الصين، من خلال تعميق التحالف الأمريكى ـــ الياباني، ثم استحداث «الحوار الأمنى الرباعي» (كواد) QUAD مع اليابان والهند وأستراليا. ورغم خروج ترامب من السلطة ومجيء إدارة ديمقراطية بقيادة بايدن (2021- 2025)، لكنها استكملت السياسة ذاتها من خلال ترقية «كواد» إلى مستوى القمة، ثم استحداث تحالف «أوكوس» AUKUS مع أستراليا والمملكة المتحدة فى سبتمبر 2021. ثم جاءت الحرب الروسية ــ الأوكرانية لتعطى حلف الناتو زخما كبيرا، ولتعيد الاعتبار للمجال الحيوى التاريخى للحلف، وللجغرافيا السياسية كمحدد مهم فى تحديد هذا المجال. وشهدت التحالفات والأحلاف زخما إضافيا مع سعى الناتو إلى توسيع اهتماماته لتشمل منطقة الإندوباسيفيك، وسعى عدد من القوى الآسيوية لتعميق علاقاتها مع الحلف.
ما حدث يوم الجمعة الماضى قد يكرس لاتجاه معاكس يتمثل فى اهتزاز الثقة فى مبدأ «الحليف» فى العلاقات الدولية، حتى عندما يكون الحليف هو القوة العظمى المهيمنة على النظام الدولي، والمسئول الرئيسى حتى الآن ــ عن حماية الأمن العالمي، وحماية القيم والمبادئ الرئيسية التى يقوم عليها هذا النظام. وقد بدأ اهتزاز الثقة فى «الحليف» ليس فقط مع قمة الجمعة، لكن يمكن إرجاعه إلى قرارات أمريكية عدة سابقة، من ذلك على سبيل المثال عدم تناسب مستوى العلاقات الأمريكية ــ الباكستانية مع حجم الدعم الباكستانى للتحالف الدولى ضد الإرهاب فى أفغانستان الذى تشكل بقيادة الولايات المتحدة عقب أحداث سبتمبر 2001، ما أدى إلى عدم تطوير العلاقات بين البلدين إلى المستويات المتوقعة. كذلك، بدء إدارة ترامب الأولى مفاوضات مع طالبان أفغانستان، والتى انتهت بتوقيع اتفاق فبراير 2020، وما أعقبه من انسحاب أمريكى كامل من أفغانستان نتج عنه انهيار النظام القائم آنذاك بقيادة أشرف غني. من ذلك أيضا اتجاه إدارة ترامب الأولى إلى إعادة توزيع الأعباء المالية مع الحلفاء فى أقاليم عدة كأساس لاستمرار علاقات التحالف. ورغم أن هذا التوجه لم يؤد إلى انهيار العديد من التحالفات القائمة، لكنه ساهم بلا شك ــ بجانب توجهات أخرى ــ فى اهتزاز درجة الوثوق فى «الحليف» وتحويل علاقة التحالف من علاقة محكومة بالأساس بمصالح استراتيجية ومواجهة تهديدات مشتركة إلى علاقة محكومة بمصالح مالية، أو على الأقل تصاعد الوزن النسبى للمحدد المالي.
هذا التوجه لن تقف آثاره، كما سبق القول، عند حدود العلاقات الأمريكية ــ الأوكرانية، لكنها ستطال فى الأغلب واحدة من أهم الشراكات الاستراتيجية المستقرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهى العلاقات عبر الأطلسى بين القوى الأوروبية والولايات المتحدة. وقد بدأت بالفعل هذه العلاقات فى التأثر بالتوجهات الأمريكية الجديدة بشأن العلاقة مع روسيا والحرب الروسية ــ الأوكرانية. ومن المتوقع أن تزداد الفجوة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بالنظر إلى عوامل عدة أخرى، منها خصوصية «التهديد» الروسى بالنسبة للقوى الأوروبية، ووجود تيار أوروبى يدعم تعزيز استقلال أوروبا فى مواجهة الولايات المتحدة وتخفيض حجم الاعتمادية الأمنية عليها، بالإضافة إلى سعى قوى أوروبية إلى تعزيز دورها الدفاعى داخل المنظومة الأوروبية.
سياسة التحالفات، ومبدأ «الحليف» لن يكونا المتضررين الرئيسيين، هناك سياسة أخرى لا تقل أهمية سوف ينالها الكثير من التأثر، وهى «تعددية الأطراف» multilateralism، وهى سياسة دافعت عنها الولايات المتحدة كثيرا، وتبنتها العديد من الإدارات الأمريكية حتى فى حالة القطبية الأحادية. العديد من القرارات الأمريكية الأخيرة، وعلى رأسها الانسحاب من بعض الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المهمة، نال من سياسة تعددية الأطراف، لكن تراجع الثقة فى مبدأ الحليف سيعمق هذا التأثير على سياسة تعددية الأطراف.
<< خلاصة القول إننا على ما يبدو إزاء مرحلة من اهتزاز، وربما انتهاء، العديد من السياسات والقيم والمبادئ التى قام عليها النظام العالمي، ما لم يتم تدارك هذا التوجه.
ما حدث يوم الجمعة الماضية قد يكرس لاتجاه معاكس يتمثل فى اهتزاز الثقة فى مبدأ «الحليف» فى العلاقات الدولية، حتى عندما يكون الحليف هو القوة العظمى المهيمنة على النظام الدولي، والمسئول الرئيسى حتى الآن ــ عن حماية الأمن العالمي، وحماية القيم والمبادئ الرئيسية التى يقوم عليها هذا النظام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 23 دقائق
- مصرس
قادة العالم في مرمى ترامب.. هل أصبح المكتب البيضاوي فخا رئاسيا؟
استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا في البيت الأبيض، في لقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وأيضاً مزاعم تعرض المزارعين البيض لما تم وصفه ب"الإبادة". وبينما نفى رامافوزا هذه المزاعم، مؤكداً أنها "غير حقيقية، عرض ترامب مقاطع فيديو وتقارير مصورة قال إنها تظهر دعوات ل"إبادة البيض في جنوب إفريقيا وقتلهم".وعلّق ترمب على الفيديو قائلاً إنه "لم يشاهد مثل هذه الفظائع من قبل"، مكرراً مزاعم تعرضهم للقتل والإبادة.ورأى موقع "أكسيوس" الإخباري أن ما تعرض له رئيس جنوب أفريقيا، يشبه ما حدث للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أثناء لقائه بترامب في وقت سابق، مع إضافة بعض المؤثرات الخاصة.ووفقا للموقع الأمريكي، لم تعد زيارة البيت الأبيض مجرد فرصة مرغوبة لكسب حسن النية لدى الرئيس الأمريكي. ففي ولاية ترامب الثانية، أصبحت الزيارة تحمل خطر الوقوع في "فخّ رئاسي".*ماذا حدث مع زيلينسكي؟أعادت زيارة رامافوزا إلى الأذهان على الفور اجتماع 28 فبراير الكارثي الذي انتقد فيه ترامب ونائب الرئيس جي دي فانس، زيلينسكي، وهو أمر صدم العالم في سابقة من نوعها.وحتى القادة الذين يتجنبون التعرض للجلد العلني يواجهون مشاهد مطولة وغير متوقعة أمام الكاميرات، حيث يجيب ترامب على أسئلة من مزيج من وسائل الإعلام الرئيسية ووسائل الإعلام المؤيدة له وقد تصل كلمته لمدة تصل إلى ساعة.وبحسب "أكسيوس"، من المرجح أن تظل إهانة ترامب المُتعمدة لرامافوزا، في أذهان القادة الآخرين قبل أن يخططوا لزيارة واشنطن.*تفاصيل لقاء ترامب ورامافوزاووصل الرئيس الجنوب أفريقي إلى العاصمة واشنطن، وهو في حاجة ماسة إلى إعادة ضبط العلاقات بين البلدين.وبناءً على مزاعم "الإبادة الجماعية للبيض" التي روّج لها الملياردير إيلون ماسك وآخرون في دائرته، قطع ترامب المساعدات عن جنوب إفريقيا، وطرد سفيرها، وسرّعَ إجراءات منح اللجوء للبيض من جنوب إفريقيا.من جانبه، أوضح رامافوزا أنه يأمل في طمأنة ترامب بشأن هذه القضية والتحول إلى التجارة، في ظل سعي جنوب إفريقيا الحثيث لتجنب الرسوم الجمركية وتجديد اتفاقية التجارة الأمريكية الإفريقية. ولعله استبق سيناريو زيلينسكي، فاستدعى رامافوزا أساطير رياضة الجولف من جنوب إفريقيا، في محاولة للحفاظ على أجواء ودية.ربما لم يكن رامافوزا مطمئنًا لرؤية ماسك، المولود في جنوب أفريقيا، حاضرًا، لكن الاجتماع بدأ بشكل ودي بما فيه الكفاية، حيث أشاد رامافوزا بترامب، بينما وصفه الأخير بأنه يحظى باحترام كبير "في بعض الأوساط".بعد حوالي 20 دقيقة، وبعد أن قال رامافوزا إن "الاستماع إلى قصص" الجنوب أفريقيين سيساعد ترامب على فهم الوضع بشكل أفضل، نصب ترامب فخه.قال ترامب، وهو يستدير إلى موظفيه في إشارة واضحة إلى مساعدته ناتالي هارب: "سيدي الرئيس، يجب أن أقول إن لدينا آلاف القصص... لدينا أفلام وثائقية، ولدينا تقارير إخبارية. هل ناتالي هنا؟".قال ترامب لرامافوزا، الذي اتسعت عيناه فجأة قبل أن يضحك ضحكة مرتبكة مع موظفيه: "يمكنني أن أريك بعض الأمور، ويجب الرد عليها".قال ترامب: "أطفئ الأنوار وشغّل هذا".انطفأت الأنوار، وبدأ الفيديو. "اقتل... المزارع الأبيض".أخضع ترامب رامافوزا لمشاهدة مقطع فيديو مُجمّع مدته خمس دقائق يتضمن تحريضًا ضد البيض من قِبل سياسيين متطرفين يعارضهم رامافوزا، قبل أن يُقلّب بين أوراق مجموعة من الصحف المطبوعة التي تصف هذه الهجمات.استمرت الكاميرات في التصوير لمدة نصف ساعة أخرى، مع بقاء رامافوزا متفائلًا بإصرار وترامب مُسيطرًا على الوضع بثبات.وعلى عكس زيلينسكي، لم يُطرد رامافوزا من المكتب البيضاوي.* جوانب إيجابية محتملة لزيارة البيت الأبيضتمكن العديد من القادة، وآخرهم رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، من الحفاظ على مكانتهم أو تحقيق انتصارات قد تكون طفيفة.كما أن رئيس السلفادور نجيب بوكيلي، بدا وكأنه يستمتع بظهوره كضيف شرف لدى ترامب، بينما حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر استخدام مزيج من الإطراء والإقناع للتأثير على ترامب في ملفي التجارة وأوكرانيا.ولكن في حين أن لقاء كارثي واحد في المكتب البيضاوي قد يكون مجرد صدفة، فهل وقوعه مرتين يبدو وكأنه اتجاه سائد؟

مصرس
منذ 23 دقائق
- مصرس
رويترز تكشف حقيقة صور الإبادة الجماعية التي استخدمها ترامب لإدانة جنوب أفريقيا
كشفت وكالة "رويترز" للأنباء، حقيقة الصور التي عرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال اجتماعه مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والتي زعم أنها أدلة على ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق مزارعين بيض في جنوب أفريقيا. يُذكر أن جنوب أفريقيا كانت رفعت، في وقت سابق، دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.ويوم الخميس، طلبت جنوب أفريقيا من المحكمة إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وسحب قوات الاحتلال من كافة أرجاء القطاع. ومن المنتظر أن تصدر المحكمة، وهي أعلى هيئة قانونية تابعة للأمم المتحدة، قرارها في هذا الشأن اليوم الجمعة.* صور مقتطعة من الكونغووفاجأ ترامب، يوم الأربعاء، الرئيس رامافوزا بعرض نظريات مؤامرة تتعلق بما وصفه ب"إبادة جماعية ضد البيض" في جنوب أفريقيا، مقدماً مقطع فيديو ومجموعة من المقالات الإخبارية المطبوعة لإثبات مزاعمه، التي رفضها رامافوزا بشدة.وأثناء اللقاء، عرض ترامب نسخة مطبوعة من مقال يحتوي على صورة، وقال أمام رامافوزا ووسائل الإعلام: "هؤلاء جميعا مزارعون بيض يتم دفنهم"، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية.لكن وكالة "رويترز" كشفت، اليوم الجمعة، أن الصورة التي استشهد بها ترامب مأخوذة من مقطع فيديو خاص بالوكالة نفسها، تم تصويره في جمهورية الكونغو الديمقراطية.وأوضحت رويترز أن الفيديو، الذي نشرته في 3 فبراير الماضي، وأجرت بشأنه تحقيقاً بواسطة فريق تقصّي الحقائق لديها، يُظهر عمال إغاثة يحملون أكياس جثامين في مدينة جوما الكونغولية، في أعقاب معارك دامية مع متمردين مدعومين من رواندا.وأكدت الوكالة أن الصورة مقتطعة من هذا الفيديو، وقد استخدمت في منشور قدمه ترامب إلى رامافوزا خلال اجتماع البيت الأبيض، ونشرته مجلة "أمريكان ثينكر" اليمينية المحافظة، ضمن تقرير عن الصراع والتوترات العرقية في كل من جنوب أفريقيا والكونغو.ورغم عدم وجود تعليق مباشر على الصورة داخل المنشور، فقد تم تعريفها بأنها لقطة مأخوذة من "يوتيوب"، مع إرفاق رابط لتقرير فيديو عن الكونغو تعود حقوق تصويره ل"رويترز".ولم يصدر البيت الأبيض تعليقًا على طلبات وكالة "رويترز" للتوضيح بشأن استخدام هذه الصورة. بينما قالت أندريا ويدبورج، مديرة التحرير في "أمريكان ثينكر" وكاتبة التقرير، إن ترامب "أخطأ في تعريف الصورة".من جهته، صرّح مصور الفيديو الأصلي بالقول: "أمام أنظار العالم، استخدم الرئيس ترامب صورة التقطتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في محاولة لإقناع الرئيس رامافوزا بأن في بلاده يُقتل البيض على يد السود".وخلال الأشهر الماضية، كثّف ترامب من انتقاداته لحكومة جنوب أفريقيا، وكان أبرزها قراره بإلغاء تمويل خطة الطوارئ الرئاسية الأمريكية للإغاثة من الإيدز، إضافة إلى مزاعمه المتكررة حول وجود "إبادة جماعية" يتعرض لها البيض في البلاد، وهي ادعاءات نفتها حكومة جنوب أفريقيا مرارًا.ورفض رامافوزا، خلال اللقاء مع ترامب، هذه المزاعم بشكل قاطع، مؤكدا أن الجريمة موجودة في جنوب أفريقيا، ولكن غالبية الضحايا هم من المواطنين السود، لا البيض كما يروّج البعض.


مصراوي
منذ 31 دقائق
- مصراوي
بمشاركة أمريكية وبريطانية.. فنلندا تطلق تدريبات عسكرية واسعة قرب حدود روسيا
أعلنت القوات المسلحة الفنلندية، اليوم الجمعة، انطلاق تدريبات عسكرية واسعة النطاق قرب الحدود الشرقية للبلاد مع روسيا، بمشاركة قرابة خمسة آلاف جندي من فنلندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وقالت القوات البرية الفنلندية إن مناورات "سيف كاريليا 25"، التي انطلقت يوم 23 مايو وتستمر حتى الأول من يونيو، تُجرى تحت قيادة لواء كاريليا في منطقة كيمينلاكسو جنوب البلاد، وهي منطقة قريبة من الحدود الروسية. ووفق البيانات العسكرية الرسمية، تشمل المناورات مشاركة أكثر من 700 قطعة عسكرية، من بينها عربات مدرعة ومدفعية ميدانية، بالإضافة إلى وحدة مروحية قتالية تابعة للقوات البرية البريطانية. وتُعد هذه المناورات جزءاً من سلسلة تدريبات مكثفة تُنفذها فنلندا في إطار تنسيقها الدفاعي مع حلفائها في الناتو، في ظل ما تصفه السلطات الفنلندية بتعاظم التحديات الأمنية في الجوار الشرقي. وبالتوازي مع "سيف كاريليا"، تجرى تدريبات برية أخرى تحت اسم "ليفلي سابر 25"، بمشاركة 3500 جندي، وتُنفذ أيضاً بالقرب من الحدود مع روسيا. كما أطلقت البحرية الفنلندية مناورات "نارو ووترز" التي تغطي مناطق بحرية استراتيجية، منها بحر الأرخبيل وخليج فنلندا، إضافة إلى السواحل الجنوبية للبلاد. وتثير هذه المناورات قلق موسكو، التي ترى فيها تهديداً مباشراً لأمنها الإقليمي. وكان السفير الروسي في هلسنكي، بافيل كوزنيتسوف، قد صرّح لوكالة "نوفوستي" الروسية بأن فنلندا زادت بشكل ملحوظ من عدد وتواتر مناوراتها العسكرية منذ انضمامها إلى الناتو، مشيراً إلى أن العام 2025 سيشهد تنظيم 115 تدريباً عسكرياً مشتركاً، بعضها يُجرى للمرة الأولى على أراضي فنلندية بمشاركة قوات من الناتو. وتعد فنلندا، التي تمتلك حدوداً برية تمتد لأكثر من 1300 كيلومتر مع روسيا، من الدول التي غيّرت موقعها الاستراتيجي بشكل جذري بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تخلّت عن سياسة الحياد التاريخية وسعت سريعاً نحو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ما دفع موسكو إلى اعتبار ذلك "استفزازاً مباشراً" ومحاولة لـ"تطويق روسيا عسكرياً".