
بريطانيا تشتري مقاتلات نووية أميركية في خطوة لاسترضاء ترمب
قالت المملكة المتحدة إنها ستشتري ما لا يقل عن 12 مقاتلة أميركية من طراز "إف 35 إيه" (F-35A) قادرة على حمل أسلحة نووية، في أحدث محاولة من رئيس الوزراء كير ستارمر لاستمالة الرئيس دونالد ترمب.
ستمنح هذه المقاتلات، التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن"، سلاح الجو الملكي البريطاني دوراً نووياً للمرة الأولى، منذ أن تخلّت بريطانيا عن أسلحتها الذرية المحمولة جوّاً في نهاية الحرب الباردة. حالياً، يُستمد الردع الاستراتيجي للمملكة المتحدة من الانتشار الدائم لغواصة مسلّحة نووياً على الأقل، تقوم بدوريات في البحار المحيطة بالبلاد.
يأتي هذا الإعلان متزامناً مع قمة "حلف شمال الأطلسي" (الناتو) في لاهاي، حيث من المتوقع أن يوقّع أعضاء الحلف على هدف جديد وطموح للإنفاق الدفاعي بنسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي. ويهدف هذا التحرك إلى تهدئة الرئيس الأميركي، الذي كثيراً ما انتقد الدول الأوروبية بسبب تقصيرها في الإنفاق على أمنها.
"السلام لم يعد أمراً مفروغاً منه"
قال ستارمر في بيان صدر مساء الثلاثاء في لاهاي: "في عصر من عدم اليقين الجذري، لم يعد بإمكاننا اعتبار السلام أمراً مفروغاً منه".
وأضاف أن "التزام المملكة المتحدة بحلف الناتو لا يمكن التشكيك فيه، تماماً كما لا يمكن التشكيك في مساهمة الحلف في الحفاظ على أمن المملكة المتحدة وسلامتها، لكن علينا جميعاً أن نتحمل المسؤولية من أجل حماية منطقة أوروبا الأطلسية لأجيال قادمة".
ولم يُشر البيان إلى حجم الإنفاق الذي تعتزم المملكة المتحدة تخصيصه لشراء الطائرات، أو موعد تسليم أولى المقاتلات.
كما سيُنظر إلى الصفقة على أنها بادرة حسن نية تجاه ترمب، واستمرار لنهج ستارمر الرامي إلى الاستفادة من العلاقات التقليدية القوية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، فضلاً عن المودة الشخصية التي يكنها الرئيس الأميركي لبريطانيا، في محاولة للحفاظ على علاقات إيجابية.
نتائج متباينة لاستراتيجية ستارمر
حققت هذه الاستراتيجية نتائج متباينة حتى الآن. فقد رفض ترمب طلبات بريطانية وأوروبية بفرض عقوبات أميركية أكثر صرامة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات. كما تجاهل دعوات ستارمر العلنية لخفض التصعيد في إيران، عندما شن ضربات جوية على منشآت نووية في البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أعادت تصريحات ترمب التي شكك فيها مجدداً في التزامه بتفعيل المادة الخامسة من ميثاق "الناتو"، والتي تضمن الدفاع المشترك وتعد حجر الأساس للأمن عبر الأطلسي منذ عقود، التركيز على قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها.
وقد دفعت هذه التصريحات، إلى جانب تصاعد التهديد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العديد من الدول الأوروبية إلى إعادة التفكير في سياساتها الدفاعية خلال الأشهر الأخيرة.
طائرات قادرة على حمل سلاح نووي تكتيكي
ستمكّن هذه الصفقة المملكة المتحدة من العودة إلى مهمة "الناتو" الخاصة بالطائرات مزدوجة القدرة (أي النووية والتقليدية) بعد حصولها على المقاتلات. وتُعد "F-35A" مقاتلة شبحية قادرة على حمل قنبلة الجاذبية النووية الحرارية "B61-12"، وهي سلاح نووي تكتيكي ذو رأس حربي منخفض القدرة التفجيرية.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم المملكة المتحدة بتجديد منظومة الردع النووي الحالية من طراز "ترايدنت"، من خلال استثمار يبلغ 15 مليار جنيه إسترليني (20.4 مليار دولار) في الرؤوس الحربية النووية، وبناء ما يصل إلى 12 غواصة جديدة، ضمن شراكة الدفاع "أوكوس" مع أستراليا والولايات المتحدة.
وكانت مناقشة مسألة تقاسم عبء الردع النووي ضمن "الناتو" مع الولايات المتحدة من بين التوصيات الأساسية التي وردت في مراجعة الدفاع الاستراتيجي التي نشرتها الحكومة البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر. وقد حددت الوثيقة خططاً لإعادة هيكلة الجيش البريطاني لوضعه في حالة استعداد للحرب.
وقالت رئاسة الحكومة إن 15% من سلسلة التوريد العالمية للطائرات الجديدة "F-35A" ستكون في بريطانيا، ما سيدعم 20,000 وظيفة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 4 ساعات
- أرقام
ترامب يتحدث عن احتمال عقد اجتماع مع زيلينسكي أثناء قمة الناتو
تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "احتمال" اجتماعه مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي. وقال للصحافيين على متن طائرة "اير فورس وان" الرئاسية "نعم، هناك احتمال بأن التقي به". ولدى سؤاله عما سيقوله لزيلينسكي بعد السجال الذي دار بينهما في المكتب البيضوي في شباط/فبراير، رد ترامب "سأقول +كيف حالك؟+. إنه في وضع صعب ما كان عليه أن يكون فيه".


الشرق السعودية
منذ 4 ساعات
- الشرق السعودية
ترمب يُكذب تقارير إعلامية: المواقع النووية في إيران دُمّرت بالكامل
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصل إلى حفل عشاء لرؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي استضافه الملك الهولندي ويليم ألكسندر والملكة الهولندية ماكسيما، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، في قصر هويس تين بوش في لاهاي، هولندا. 24 يونيو 2025 - Reuters الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصل إلى حفل عشاء لرؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي استضافه الملك الهولندي ويليم ألكسندر والملكة الهولندية ماكسيما، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، في قصر هويس تين بوش في لاهاي، هولندا. 24 يونيو 2025 - Reuters


الشرق السعودية
منذ 4 ساعات
- الشرق السعودية
وثيقة.. ترمب خالف تقديرات المخابرات وأبلغ الكونجرس بأن إيران لديها برنامج نووي
أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، الكونجرس بأن المواقع الإيرانية التي قصفتها الولايات المتحدة، فجر الأحد، تضم "برنامجاً لتطوير الأسلحة النووية"، على الرغم من أن وكالات المخابرات الأميركية قالت إنه لا وجود لمثل هذا البرنامج. وأثار ما قاله ترمب تساؤلات بشأن ما إذا كانت أجهزة المخابرات الأميركية دعمت قراره بشن الضربات على إيران. جاء تأكيد الرئيس الجمهوري لذلك في رسالة تحمل تاريخ 23 يونيو، إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو حليف رئيسي له، ونشرها البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني. وكتب ترمب في الرسالة: "نفذت القوات الأميركية ضربة دقيقة ضد 3 منشآت نووية في إيران تستخدمها الحكومة في برنامجها لتطوير الأسلحة النووية". وأفاد أحدث تقييم أميركي، والذي قدمته مديرة المخابرات الوطنية، تولسي جابارد، إلى الكونجرس في مارس، أن المرشد الإيراني علي خامنئي، لم يأمر باستئناف جهود الأسلحة النووية التي توقفت في عام 2003. لكن ترمب أثار الشكوك، لأول مرة، بشأن هذه المعلومات، الأسبوع الماضي، عندما رفض التقييم الذي قدمته جابارد إلى الكونجرس، ليتناقض رأيه بذلك معها علناً لأول مرة خلال ولايته الثانية. وفي حديثه إلى الصحافيين على متن طائرة الرئاسة في أثناء عودته مبكراً إلى واشنطن من قمة مجموعة السبع في كندا، سُئل ترمب عن مدى اعتقاده بأن إيران كانت قريبة من امتلاك سلاح نووي، فأجاب قائلاً: "قريبة جداً". وعندما قيل له إن جابارد قالت في شهادتها أمام الكونجرس، في مارس، إن مجتمع المخابرات الأميركي لا يزال يرى أن طهران لا تعمل على امتلاك رأس نووي، أجاب ترمب: "لا يهمني ما قالته.. أعتقد أنهم كانوا قريبين جداً من امتلاكه". وفي ما يبدو أنه تغير في موقفها، نفت جابارد، الجمعة، بنفسها التقارير الإعلامية بشأن شهادتها في مارس، وقالت على منصة "إكس" إن معلومات المخابرات الأميركية تظهر أن إيران قادرة على صنع سلاح نووي "في غضون أسابيع إلى أشهر" إذا أرادت. واتهمت جابارد، من سمته "الإعلام غير النزيه" بأنه يتعمد إخراج شهادتها بشأن إيران، من سياقها ونشر أخبار زائفة كوسيلة لخلق الانقسام. وأضافت، عبر منصة "إكس": "تمتلك الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران وصلت إلى مرحلة يمكنها فيها إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع أو أشهر، إذا قررت استكمال عملية التجميع، وقد كان الرئيس دونالد ترمب واضحاً في أن ذلك لا يمكن السماح بحدوثه، وأنا أؤيده في ذلك". وقال مصدر مطلع على تقارير المخابرات الأميركية، لوكالة "رويترز"، الأسبوع الماضي، إن "تقييم مارس لم يتغير". وتصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية. تقييم استخباراتي: الضربة لم تدمر البرنامج والثلاثاء، ذكرت شبكة CNN الأميركية، أن تقييماً استخباراتياً أميركياً أولياً، أفاد بأن الضربات الأميركية على 3 منشآت نووية إيرانية، لم تؤد إلى تدمير المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، وأنها فقط أعادته إلى الوراء بضعة أشهر فقط. ونقلت الشبكة عن 3 مصادر قالت إنهم اطلعوا على التقييم الأولي، قولهم إن التقييم، الذي لم يعلن عنه من قبل، أعدته وكالة استخبارات الدفاع، وهي الذراع الاستخباراتية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون). وقال أحد المصادر، إن التقرير يستند إلى تقييم الأضرار التي أحدثتها الضربة الأميركية الذي أجرته القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، التي تشرف على الأنشطة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط.