
المسيرات تعود إلى أجواء بورتسودان.. ومضادات الجيش تتصدى
بعد توقف لنحو أسبوع، عادت الطائرات المسيرة لتحلق في أجواء مدينة بورتسودان.
فقد أكد شهود عيان أن صواريخ مضادة للطائرات تصدت لتحليق مسيرات في أجواء المدينة التي تحولت إلى عاصمة للسودان في زمن الحرب وشكلت ملاذا للنازحين، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
كما أضافوا أن دوي صواريخ مضادة للطائرات سمع شمال وغرب المدينة وسط تحليق للمسيرات في السماء.
وتوقفت الغارات شبه اليومية بالمسيرات على المدينة لأكثر من أسبوع حتى أمس السبت.
أول هجوم بطائرات مسيرة
وكانت بورتسودان، مقر الحكومة المدعومة من الجيش، تعرضت في مايو، لأول هجوم بطائرات مسيرة تم تحميل مسؤوليته لقوات الدعم السريع.
فيما استهدفت غارات المسيرات بنى تحتية، بينها آخر مطار دولي مدني عامل في البلاد ومحطات لتوليد الطاقة ومستودعات وقود.
يذكر أن بورتسودان تضم وزارات حكومية ووكالات أممية ومئات الآلاف من الأشخاص.
كما تمر عبرها جميع المساعدات تقريبا إلى البلاد التي يعاني فيها نحو 25 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
ومنذ خسارتها السيطرة على الخرطوم في آذار/مارس، تبنت قوات الدعم السريع استراتيجية من شقين: غارات بعيدة المدى بطائرات مسيرة على المدن التي يسيطر عليها الجيش مصحوبة بهجمات مضادة لاستعادة الأراضي في جنوب البلاد.
في حين أثرت الغارات على البنية التحتية في جميع أنحاء شمال شرق السودان الذي يسيطر عليه الجيش، كما تسببت الهجمات على محطات الطاقة بانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص.
كما أدى انقطاع التيار الكهربائي في الخرطوم إلى انقطاع المياه النظيفة أيضا، وفقا للسلطات الصحية، ما تسبب في تفشي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة نحو 300 شخص هذا الشهر.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
بعد 20 عاماً.. الجحيم يتجدد على أرض دارفور
جاء المهاجمون من كل اتجاه، مثبّتين الرشاشات فوق شاحناتهم الصغيرة، لاستهداف مخيم "سامسام" للاجئين في ولاية شمال دارفور بالسودان. وسادت حالة من الذعر بين اللاجئين في المخيم الذي كان يؤوي ما يتراوح بين 500 ألف ومليون نازح داخلي، بحسب تقديرات مختلفة. وينتمي المهاجمون إلى ميليشيا قوات الدعم السريع، وهي نفس الجماعة التي فر منها اللاجئون. وشهد لاجئون كثيرون أحداثا مروعة، ومن بينهم محمد، الذي رفض الكشف عن اسمه بالكامل. وقال محمد عبر الهاتف من الفاشر، عاصمة شمال دارفور: "لقد تم حرق كبار السن الذين لم يتمكنوا من الفرار سريعا، وهم أحياء في أكواخهم. كما تم سحب الأطفال من الأماكن التي يختبئون بها وقتلهم". وأوضح أن قوات الدعم أساءت معاملة ضحاياها ووجهت إليهم إساءات عرقية. وتم إعدام عمال الإغاثة على الفور. ولا يمكن التحقق من تصريحات محمد بشكل مستقل، إلا أن المراقبين ومنظمات الإغاثة المتواجدين على الأرض، يؤكدون مقتل موظفين من منظمة الإغاثة الدولية في أعمال عنف. وبحسب إحصاءات لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، قتل ما لا يقل عن 23 طفلا. كما تشير التقارير إلى أن عدد القتلى بلغ 129 على الأقل، وربما عدة مئات. وتندلع في السودان حرب أهلية منذ أكثر من عامين، بين ميليشيا قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقوات الحكومة بقيادة الزعيم الفعلي للبلاد، عبدالفتاح البرهان. وقام الجنرالان بالاستيلاء على السلطة سويا في عام 2021، ويتقاتلان ضد بعضهما البعض في الوقت الحالي، بعد أن فشلت الجهود الدبلوماسية المتعددة للتوسط بين الطرفين من أجل وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام. ومع ذلك، تعود جذور العنف في دارفور إلى ما هو أبعد من ذلك، وهي الصراعات بين البدو العرب والمزارعين الأفارقة، على موارد مثل المياه والأراضي. وكانت ميليشيات عربية تمتطي الخيول، انضم بعضها في وقت لاحق إلى قوات الدعم السريع، هاجمت قبل عشرين عاما قرى تابعة لجماعات عرقية أفريقية مثل "المساليت" و"الزغاوة" و"الفور". وتم تدمير آلاف القرى، كما أفادت تقارير واسعة النطاق بحدوث وقائع عنف جنسي ومجازر. وفي عام 2004، وصف وزير الخارجية الأميركي آنذاك، كولن باول، الأحداث في دارفور بـ "الإبادة الجماعية". وفي عام 2010، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس السوداني آنذاك، عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور. وعلى عكس ما يحدث اليوم، حظيت دارفور آنذاك باهتمام دولي، حيث أطلق نجوم بارزون في هوليوود من أمثال جورج كلوني وأنجلينا جولي وميا فارو، نداءات علنية "لإنقاذ دارفور". وفي الوقت الحالي، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه. ففي صيف عام 2023، أفادت تقارير بوقوع مجازر استهدفت جماعة "المساليت" العرقية في غرب دارفور. ومنذ ذلك الحين، تتهم الجماعات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، قوات الدعم السريع مرارا بارتكاب جرائم تعذيب واغتصاب جماعي وغيرها. ومنذ الهجوم على مخيم "سامسام" في منتصف نيسان الماضي، ترد تقارير يومية بشأن سقوط عشرات القتلى بسبب القصف الذي تشهده الفاشر والقرى المحيطة بها. يشار إلى أن الفاشر - وهي آخر مدينة رئيسية لا تزال تحت سيطرة الحكومة، والتي حاصرتها قوات الدعم السريع لمدة عام - لها أهمية استراتيجية كبيرة. وفي حال سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، فإنها سوف تسيطر على دارفور بأكملها، وستتمكن من تنفيذ خططها لإنشاء حكومة موازية هناك. وبينما يفر الكثيرون، يواجه من لا يزالون يعيشون في السودان "عمليات قتل وحالات إعدام بإجراءات موجزة ووقوع إصابات وجرائم اغتصاب واغتصاب جماعي واستعباد جنسي وأشكال أخرى من العنف الجنسي والتعذيب والاختفاء القسري وجرائم نهب واسع النطاق – والتي ترقى جميعها إلى جرائم الحرب، وقد يرقى بعضها أيضا إلى جرائم ضد الإنسانية"، بحسب ما كتبته منظمة العفو الدولية في نداء وجهته إلى الاتحاد الأوروبي من أجل التحرك. وأضافت المنظمة الدولية أن "الأطفال وقعوا في مرمى نيران القصف الجوي والمدفعي، ما نتج عنه سقوط العديد من الضحايا، وأثر بشدة على سلامتهم وتعليمهم ورفاهيتهم." وأشارت العفو الدولية في رسالتها المفتوحة إلى أنه منذ اندلاع الحرب، واجه الحصول على معلومات مستقلة وموثوقة ضغوطا شديدة، حيث يقوم الطرفان باستهداف الصحفيين بتهديدهم بالقتل وبالعنف والاعتداءات عليهم. كما تعرضت البنية التحتية الإعلامية، التي تشمل المكاتب والمعدات، للنهب والسرقة والحرق والتدمير المتعمد. ويؤدي تجدد مثل هذه الأساليب إلى زيادة خطر العودة إلى أسوأ أيام حروب السودان، عندما تسبب التطهير العرقي الممنهج وجرائم الحرب في تدمير مجتمعات بأكملها.

الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
ماكرون: ترمب أدرك كذب بوتين.. زيلينسكي: روسيا تفلت من العقابموسكو تسيطر على قرى أوكرانية.. وتشن أكبر هجوم بالمسيرات
قصفت روسيا ليل الأحد الاثنين أوكرانيا بأكبر سرب من المسيّرات منذ شنّ غزوها في فبراير 2022، بحسب ما أعلنت كييف بعيد ساعات من انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب "جنون" فلاديمير بوتين. ويطالب ترمب بنهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، لكنه فشل في انتزاع أي تنازلات كبيرة من الكرملين، رغم المفاوضات المتكررة بين إدارته وروسيا والعديد من المكالمات الهاتفية بينه وبين بوتين. ولليلة الثالثة على التوالي، تعرّضت أوكرانيا لقصف روسي كثيف، وقال مسؤولون إن الهجوم أدى إلى إغراق دفاعاتها الجوية ومقتل 13 شخصا على الأقل الأحد. في هذا السياق، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس الاثنين أن "لا قيود بعد الآن على مدى الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا"، في إشارة إلى الأسلحة التي يوردها حلفاء غربيون رئيسون لأوكرانيا، مما يسمح لكييف بمهاجمة "مواقع عسكرية في روسيا". وفي انتقاد نادر من نوعه للرئيس الروسي، كتب ترمب في ساعة متأخّرة من مساء الأحد على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال "كانت لدي دائما علاقة جيدة جدا بالرئيس بوتين، لكنّ شيئا ما أصابه. لقد جنّ جنونه". واعتبر الرئيس الفرنسي من جهته أن ترمب "أدرك" أخيرا "كذب" بوتين بشأن نيّته التوصّل إلى هدنة في أوكرانيا. وطالب إيمانويل ماكرون أن يترجم "استياء" ترمب من نظيره الروسي إلى "أفعال"، داعيا إلى تحديد "مهلة نهائية" مقرونة بـ"عقوبات ضخمة" لروسيا بغية دفعها إلى القبول بوقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وردّ الكرملين على انتقادات ترمب الاثنين، قائلا إن بوتين يتّخذ التدابير "اللازمة لضمان أمن روسيا". وقال الناطق باسمه دميتري بيسكوف في إحاطة إعلامية "هي مرحلة حرجة جديدة مشحونة". أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فاستنكر من جانبه حالة "الإفلات من العقاب" السائدة بالنسبة إلى روسيا. وأكّد عبر شبكات التواصل الاجتماعي على ضرورة أن يقابل "تكثيف الضربات الروسية بتشديد للعقوبات". هذا ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في أنحاء شرق وجنوب أوكرانيا في صباح الثلاثاء، مع تحذير الجيش الأوكراني عبر تطبيق تيليغرام من هجمات روسية بطائرات مسيرة. وأفادت القوات الجوية الأوكرانية برصد طائرات مسيرة في مناطق سومي، وخاركيف، ودنيبروبتروفسك، وميكولايف، وكذلك فوق البحر الأسود قرب مدينة أوديسا الساحلية. ووفقا للمسؤولين، شملت الهجمات طائرات مسيّرة من طراز "شاهد" الإيرانية الصنع. وأوردت وسائل إعلام محلية وقوع انفجارات في مدينة سومي القريبة من الحدود الروسية. ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الضربات بنفس شدة الهجمات التي وقعت في الليالي السابقة. وأعلن الجيش الأوكراني، الثلاثاء، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير 2022، إلى نحو 982 ألفا و840 فردا، من بينهم 990 قتلوا، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل. وقال حاكم منطقة سومي الأوكرانية الواقعة على الحدود الروسية إن القوات الروسية استولت على أربع قرى في إطار محاولة لإنشاء "منطقة عازلة" على أراضي أوكرانيا. وأفادت القوات المسلحة الروسية ومدونون عسكريون روس في الأيام القليلة الماضية بسيطرة الجيش على قرى في سومي، التي تتعرض لغارات جوية روسية متكررة منذ أشهر. وكتب أوليه هريهوروف، حاكم سومي، على فيسبوك، قائمة بأربع قرى داخل الحدود، قال إنها الآن تحت سيطرة القوات الروسية، وهي نوفينكي وباسيفكا وفيسيليفكا وزورافكا. وأضاف أن تم إجلاء سكانها منذ فترة طويلة. وأردف "يواصل العدو محاولات التقدم بهدف إقامة "منطقة عازلة"، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية "تسيطر على الوضع وتلحق أضرارا بالعدو من خلال توجيه ضربات دقيقة". وأضاف هريهوروف أن القتال مستمر حول قرى أخرى في المنطقة، بما في ذلك فولوديميريفكا وبيلوفوديف، وهما بلدتان أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أنهما تحت سيطرتها. وأفادت تقارير روسية في الأيام القليلة الماضية بأن قوات موسكو سيطرت على قرى في المنطقة.


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
إسرائيل تعبث بمفاوضات الهدنة لتمرير أهدافها
تخوض إسرائيل أبشع المعارك السياسية مع من كانوا، حتى أمسٍ قريب، حلفاء ومؤيدين وداعمين ومدافعين عن حربها، بل عن استمرارها في حربها إلى أن بلغت، كما يقولون الآن، حدًّا «غير مقبول». والواقع أنها تجاوزت هذا الحدّ منذ زمن، والهدنة الأولى (في نوفمبر 2023) كان ينبغي أن تكون الأخيرة، بعدما نفّذت انتقامها من هجوم «طوفان الأقصى» بحصيلة كبيرة من القتلى والدمار. وفي حدٍ أقصى كانت هذه الحرب قد انتهت قبل عامٍ من الآن، كما ينبّه العديد من المحللين، تحديدًا عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن مبادرة قال إن إسرائيل اقترحتها (ثم أقرّها مجلس الأمن)، لكنها استخدمتها لمواصلة الحرب، وأفشلت كل محاولات إبرام صفقة برفضها فكرة إنهاء الحرب، ولا تزال ترفضها. يشتد السجال الكلامي بين إسرائيل ودول أوروبية، لأن الرأي العام العالمي بات يستنكر حربًا سقطت فيها كل الضوابط، الأخلاقية والقانونية والسياسية، وأصبحت فعليًا، علنًا ومباشرةً على الهواء، في مسار «الإبادة الجماعية». لم يعد استخدام هذا المصطلح يستدعي الحذر، إلا من جانب الحكومات، فمئات المثقفين والفنانين البريطانيين طالبوا رئيس الوزراء بفرض عقوبات على إسرائيل، وأنهوا رسالتهم إليه بهذه العبارة: «نحن شهود على جرائم الإبادة الجماعية، ونرفض إقرارها بصمتنا». المستشار الألماني لم يشارك في انتقاد إسرائيل لكنه، بعد صمت واتصالات معها لإنهاء الحصار التجويعي لأهل غزة، قال «لم أعد أفهم ما الذي تريده إسرائيل»، بل يفهم جيدًا أن «الدعم المطلق» الذي وفّرته دول الغرب بات «فخًا» تستخدمه إسرائيل ضدّها. وزير الدفاع الإسرائيلي اتهم الرئيس الفرنسي بشنّ «حرب صليبية» ضدّ بلاده، وهدده بأنه إذا اعترفت فرنسا بدولة فلسطينية فإن إسرائيل ستضمَ الضفة الغربية وتعلن «الدولة اليهودية». لم تعد المطالبة بـ«فرض عقوبات» على إسرائيل من المحرّمات السياسية لدى أحزاب ومنظمات أوروبية. شرح أحد النشطاء أن البيانات والتظاهرات دعت على مرّ الـ20 شهرًا إلى وقف إطلاق النار وتجنّب إيذاء المدنيين، لكن إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب وقطعها الغذاء لتجويع السكان وتعمّدها قتل الأطفال لا يمكن أن يواجه إلا «بعقوبات تبدأ بقطع الإمدادات العسكرية». لكن هذه الدعوة جاءت متأخرة، فإسرائيل تعتقد أنها أصبحت في الفصل الأخير من تطبيق منطقها في الحرب وتحقيق أهدافها، وباتت وحشية ردود فعلها السياسية متطابقة مع وحشية آلتها الحربية، فهي تُظهر استعدادًا للذهاب إلى أقصى حدّ بعدما جعلت من جنودها قتلة لا مقاتلين ومن غزة حقلًا للقتل العاري المباح. جاء رفض إسرائيل زيارة الوفد الوزاري العربي لرام الله، برئاسة وزير الخارجية السعودي، معبّرًا عن أن انشغالها بمشاريع الإبادة وضم الضفة واحتلال القطاع لا يترك أي فسحة للديبلوماسية. قالت إن زيارة الوفد العربي للسلطة الفلسطينية تشكّل «استفزازًا» وحتى «تحدّيًا»، لكن رفضها أظهر وجهًا إسرائيليًا ربما فاجأ أيضًا «الحليف الأكبر» الأمريكي. وفي أي حال شهد الأسبوع الماضي سقوط أي أوهام حول ضغوط دونالد ترمب على إسرائيل، أو ما قيل عن «سأمه» من بنيامين نتنياهو. عرض المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف صيغة اتفاق على حركة «حماس» فوافقت عليها، لكن إسرائيل رفضتها وطلبت منه تعديلها ولما فعل سارعت خلافًا للعادة إلى إعلان قبولها، وكان ذلك كافيًا كي ترفضها «حماس». الصيغة الأولى كانت تنصّ على هدنة تتخللها «مفاوضات لإنهاء الحرب» مع ضمانات من الولايات المتحدة ومصر وقطر، وفي الثانية بقيت المفاوضات وزالت الضمانات، وأُضفي غموض على بند الانسحاب. ونجح نتنياهو مرّة أخرى في إحباط إمكان التوصّل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، كي ينقذ قرار حكومته بمواصلة الحرب التي دخلت مرحلة يرفضها الحلفاء الغربيون (باستثناء الولايات المتحدة)، إذ زادها التجويع والقتل اليومي اقترابًا من «الإبادة الجماعية» كما تعرّفها الأمم المتحدة والقوانين الدولية. عانت مفاوضات الهدنة، منذ بدايتها، من خلل لم يستطع الوسطاء إصلاحه، فحتى بعدما سمحت البرغماتية للوسيط الأمريكي بإجراء اتصال مع «حماس» ظل التفاهم الأمريكي- الإسرائيلي على الهدف النهائي- وهو القضاء على «حماس»- كفيلًا بتعطيل أي اتفاق. طوال المفاوضات كانت «حماس» تعرف أن القضاء عليها «قرار دولي» مقدار ما هو إسرائيلي، لكنها ظلّت تسعى إلى اتفاق يعترف بها ولو كـ«سلطة أمر واقع» في القطاع، ورفضت كل الصيغ التي تتجاهل شرط إنهاء الحرب، واستبعدت مناقشة أي أفكار عن نفي قادتها وتسليم سلاحها، وتحوّل ما تبقى لديها من رهائن وسيلة بقاء لم تعد مجدية. وفي المقابل فقدت القدرة على مواجهة السيناريو الذي صممته إسرائيل لفرض تهجير سكان غزة، سواء بالضغط العسكري لتوسيع الاحتلال وإخلاء المناطق كافة، أو بالتجويع واستبعاد الأمم المتحدة عن مهمة توزيع المساعدات.