
"بولندا والبولنديون قبل كل شيء"... من هو القومي كارول ناوروتسكي الرئيس الجديد للبلاد؟
انتهى تشويق الانتخابات الرئاسية في بولندا بفوز الرجل القومي كارول ناوروتسكي بمنصب الرئيس لمدة خمس سنوات (2025-2030).
هذا المؤرخ المختص في علم الإجرام خلال العهد الشيوعي حصل على 50.89 بالمئة من الأصوات، مستفيدا من دعم الحزب القومي البولندي المعارض "القانون والعدالة" وبشكل غير مباشر من إدارة دونالد ترامب.
"بولندا والبولنديون قبل كل شيء". هذا هو شعار الرئيس القوي الجديد لبولندا كارول ناوروتسكي الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الأحد ضد منافسه رافال تشاسكوفسكي الموالي للاتحاد الأوروبي والذي حصل على 49.11 بالمئة.
وبهذه النتيجة، تدخل بولندا التي أصبحت في السنوات القليلة الأخيرة عضوا بارزا في الاتحاد الأوروبي بحكم تقاسمها حدودا برية مع كل من أوكرانيا التي تخوض حربا مع روسيا ومع بيلاروسيا الداعمة لموسكو، في مطبات هوائية مقلقة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، بسبب تشبع الرئيس الجديد بالأفكار اليمينية القومية.
كارول ناوروتسكي معجب بدونالد ترامب
فبينما لعب الرئيس البولندي السابق دورا محوريا في مساندة أوكرانيا حيث قام باستقبال حوالي مليوني لاجئي أوكراني وبتقديم دعم لوجستي وعسكري بارزين، يتوقع أن تشهد السياسية الخارجية البولندية تغييرا في الأشهر القليلة المقبلة.
فكارول ناوروتسكي لا يدعم فكرة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي فحسب، بل يعتبر من بين أبرز المنددين بالمساعدات الاجتماعية التي تقدمها بلاده حاليا للاجئين الأوكرانيين.
وأكد في إحدى خطاباته أن "المساعدات الاجتماعية يحب أن تقدم في المقام الأول للبولنديين" و"منح الأولوية لهم سواء كان ذلك في المستشفيات أو في العيادات الطبية"، منتقدا في الوقت نفسه "نكران الخير والجميل الذي أظهرته أوكرانيا إزاء كل ما قدمته لها بولندا من دعم"، وواصفا "رئيسها فولوديمير زيلينسكي "بالرجل الوقح".
ويعتبر ناوروتسكي من بين المعجبين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. والتقى به قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية البولندية.
بعض المصادر رجحت أن ترامب قال له: "ستفوز بالانتخابات الرئاسية". الأمر الذي أثار جدلا واسعا في صفوف الطبقة السياسية والإعلامية ببولندا التي اتهمت الرئيس الأمريكي بـ"التدخل في الشؤون الداخلية" للبلاد.
ترامب ليس الوحيد الذي دعم الرئيس البولندي الجديد، بل وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي كريستي نويم التي أعلنت أيضا عن دعمها خلال مشاركتها في مهرجان انتخابي بوارسو نظمه الحزب القومي. وقالت آنذك: "يجب أن يكون (تقصد كارول ناوروتسكي) رئيس بولندا المقبل".
وخلال حملته الانتخابية، شدد الرئيس الجديد على ضرورة تشديد الرقابة على الحدود ما بين بولندا وألمانيا لمنع "دخول المهاجرين غير الشرعيين الذين طردتهم برلين"، فيما طالب أيضا ألمانيا "بدفع تعويضات مالية بسبب الجرائم التي ارتكبها النظام النازي إبان الحرب العالمية الثانية".
ردود فعل متشائمة وأخرى مرحبة في أوروبا
منذ 2021، أصبح يشرف على معهد الذاكرة الوطنية ويقود تحقيقات حول الجرائم التي ارتكبتها النازية والشيوعية. كما خطط لاقتلاع جميع المعالم الأثرية والتصاميم التذكارية التي تمثل الحقبة الشيوعية. ما جعل موسكو تضيف اسمه في 2024 إلى قائمة الأشخاص المطلوبين لديها.
ولد كارول ناوروتسكي في مدينة ساحلية صغيرة تدعى غدانسك. كان يمارس لعبة كرة القدم والملاكمة. وعندما حصل على شهادة عليا في مادة التاريخ، عمل كمدير لمتحف صغير مخصص للحرب العالمية الثانية في نفس المدينة من 2017 إلى 2021.
لكارول ناوروتسكي عدة كتب، من بينها كتاب، صدر في 2018 حول رجل عصابة روسي يدعى نيكوديم سكوتارشيك إبان الحقبة الشيوعية. ولم يوقع ناوروتسكي هذا الكتاب باسمه الحقيقي، بل استخدم اسم مستعار وهو "باتير".
02:29
وتوالت ردود الفعل المؤيدة والمتشائمة بعد انتخاب كارول ناوروتسكي رئيسا جديدا لبولندا. فزعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف مارين لوبان وصفت انتخاب رئيس جديد على رأس بولندا بـ"الخبر الجيد"، وبأنه "إنكار لأوليغارشية بروكسل".
وكتبت لوبان في تغريدة على منصة "إيكس": " انتخاب كارول ناوروتسكي هو بمثابة خبر سار وتشكيك في قدرة أوليغارشية بروكسل في فرض سياسات مشتركة ومتشابهة لجميع دول الاتحاد الأوروبي بدون احترام أية إرادة ديمقراطية للشعوب".
أما الرئيس الأوكراني، فتمنى الاستمرار في "شراكة مثمرة مع بولندا ورئيسها الجديد". فيما باتت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دور لاين "واثقة" في استمرار الشراكة بين الاتحاد وبولندا"، مضيفة: "نحن أقوياء بوحدتنا". من جهته، وصف رئيس الحكومة المجرية فكتور أوربان فوز كارول ناوروتسكي بـ"المذهل".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 7 ساعات
- يورو نيوز
أيرلندا الأولى أوروبيا: خطوات لحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية
في خطوة غير مسبوقة داخل الاتحاد الأوروبي، أقدمت أيرلندا على اتخاذ مسار تشريعي واضح لحظر التبادل التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية، لتصبح بذلك أول دولة أوروبية تسعى بجدية إلى ترجمة مواقفها السياسية إلى إجراءات قانونية ملموسة. فقد صادق مجلس الوزراء الأيرلندي، في أيار/مايو الماضي، على مشروع قانون يهدف إلى حظر استيراد السلع والخدمات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، في إشارة مباشرة إلى عدم شرعية هذه الكيانات وفق القانون الدولي. ومن المرتقب أن يُعرض المشروع على البرلمان خلال الصيف الجاري، تمهيداً لاعتماده رسمياً في وقت لاحق من هذا العام. ورغم أن حجم التجارة بين دبلن وتلك المستوطنات لا يتجاوز 685 ألف يورو خلال أربع سنوات، تؤكد الحكومة الأيرلندية أن أهمية القانون تكمن في رمزيته السياسية، لا في مردوده الاقتصادي، إذ يُراد منه توجيه رسالة واضحة ضد السياسات الإسرائيلية على الأرض. ويأتي هذا التحرك ضمن مناخ سياسي وإنساني متأزم، عقب تصاعد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، وما خلفته من دمار واسع وخسائر بشرية أثارت موجة غضب شعبي ورسمي داخل أيرلندا. هذا المناخ دفع المجتمع المدني، إلى جانب أعضاء من البرلمان، إلى مطالبة الحكومة باتخاذ مواقف أكثر صرامة. ويمتد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية في أيرلندا إلى جذور تاريخية وثقافية، إذ يرى كثير من الأيرلنديين أوجه شبه بين التجربة الاستعمارية البريطانية في بلادهم والممارسات الإسرائيلية. وفي السياق ذاته، دان رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس قرار إسرائيل حظر وكالة "الأونروا" في غزة، واصفاً الخطوة بأنها "دنيئة ومشينة"، ما شكّل دافعاً إضافياً لتسريع تبني سياسة أكثر وضوحاً تجاه إسرائيل. وتستند أيرلندا في شرعية هذا التشريع إلى رأي قانوني صادر عن محكمة العدل الدولية عام 2023، ينص على ضرورة أن تتخذ الدول تدابير تمنع استمرار العلاقات الاقتصادية أو الاستثمارية التي تُسهم في ترسيخ أو دعم أوضاع غير قانونية. وتعليقاً على المبادرة، قال كونور أونيل، رئيس قسم السياسات في منظمة "كريستيان إيد أيرلندا"، والذي شارك في إعداد المسودة الأولى للقانون عام 2018 بالتعاون مع العضوة المستقلة في مجلس الشيوخ فرانسيس بلاك: "لأول مرة يتم تحويل المواقف الأوروبية المعلنة ضد المستوطنات إلى خطوات عملية. بعد سنوات من التصريحات، نشهد اليوم بداية حقيقية لمطابقة الأقوال بالأفعال". وتُعد هذه الخطوة امتداداً لموقف أيرلندا الداعم للحقوق الفلسطينية، إذ كانت من أوائل الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين في أيار/مايو 2024، إلى جانب كل من إسبانيا والنرويج وسلوفينيا. وتعكس المبادرة الأيرلندية اتجاهاً أوروبياً متنامياً نحو مراجعة العلاقة مع إسرائيل، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي اعتزامه دراسة اتفاقية الشراكة التجارية المبرمة عام 1995، وذلك في ضوء مقترح هولندي شبيه بمطالب سبق أن طرحتها كل من أيرلندا وإسبانيا في شباط/فبراير الماضي على المفوضية الأوروبية.


يورو نيوز
منذ 14 ساعات
- يورو نيوز
استمرار الغارات على غزة: 26 قتيلاً وإستهداف مباشر لمستشفى في دير البلح
في تصعيد جديد ينذر بمزيد من التدهور الإنساني، أسفر القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ فجر الأربعاء، عن مقتل 26 فلسطينياً، بينهم 14 شخصاً استهدفتهم مسيّرة إسرائيلية أثناء تواجدهم في خيام للنازحين قرب مدرسة غربي خان يونس جنوب القطاع، بحسب مصادر طبية. وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة عن آخر حصيلة للخسائر البشرية حيث بلغت 54.607 قتلى و125.341 جريحا. وفي تطور خطير، قصفت طائرات مسيّرة إسرائيلية للمرة الثالثة خلال ساعات، سطح مبنى إداري داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أحدث حالة من الذعر والارتباك بين الطواقم الطبية والمرضى والمرافقين، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة في غزة. الوزارة اعتبرت هذا الاستهداف جزءاً من "سياسة منهجية لتقويض المنظومة الصحية" في القطاع، مشيرة إلى أن استمرار الهجمات على المنشآت الطبية يهدد حياة آلاف المرضى والمصابين، ويعرقل الجهود الإنسانية في ظروف هي الأكثر قسوة منذ بدء الحرب. ومع تصاعد نداءات الإغاثة، دعت وزارة الصحة إلى تحرك عاجل لحماية المنشآت الصحية وتجريم استهدافها، مطالبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، بتحقيق مستقل وفوري في الانتهاكات التي تطال المدنيين، لا سيما أثناء محاولاتهم الوصول إلى مساعدات إنسانية. وفي السياق نفسه، أدان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، حادثة إطلاق النار التي وقعت الثلاثاء قرب مركز لتوزيع المساعدات غربي مدينة رفح، والتي أسفرت عن مقتل 27 شخصاً وإصابة العشرات. وأشار دوجاريك إلى أن القانون الدولي يُحمّل إسرائيل مسؤولية واضحة في تأمين وصول المساعدات الإنسانية لجميع المدنيين في غزة. وفي واشنطن، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الإدارة الأميركية تقوم بمراجعة دقيقة لتفاصيل الحادثة، مؤكدة أن "البيت الأبيض لا يعتمد بشكل كامل على روايات أي من الأطراف"، في إشارة إلى الروايات الصادرة عن حركة حماس. وفي ظل استمرار الحرب التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يُقدّر عدد القتلى في قطاع غزة بأكثر من 54 ألفاً، فضلاً عن إصابة ما لا يقل عن 125 ألف شخص، وتشريد الغالبية الساحقة من السكان، وسط دمار وصفه خبراء دوليون بأنه "غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية". وتتوالى التحذيرات الدولية من مغبّة الانهيار الكامل للوضع الإنساني في غزة، في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية، دون أي مؤشرات على التراجع، رغم الضغوط المتزايدة من المؤسسات الأممية وبعض العواصم الغربية.


يورو نيوز
منذ يوم واحد
- يورو نيوز
تيك توك تحظر وسم "SkinnyTok" لتشجيعه على سلوكيات غذائية مضرة بالصحة
أعلن المتحدث باسم تيك توك باولو غانينو، يوم الاثنين، أن المنصة "حظرت نتائج البحث عن #SkinnyTok لأنه أصبح مرتبطًا بمحتوى غير صحي لإنقاص الوزن". وأكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن "مراجعة منتظمة لإجراءات السلامة في سبيل مواجهة المخاطر الناشئة عن المحتوى المتداول". وقد تحرّكت المنصة استجابة لضغوط من المفوضية الأوروبية والهيئة الفرنسية لتنظيم الإعلام الرقمي"Arcom"، وبات البحث عن الوسم اليوم يقود المستخدمين إلى رابط توعوي حول الصحة النفسية. في فرنسا، احتفلت الوزيرة المكلفة بالذكاء الاصطناعي والرقمنة كلارا شاباز بالقرار، واعتبرته "انتصارًا جماعيًا" بعد حملة ضغط استمرت قرابة شهرين، شملت عريضة شعبية واجتماعًا رسميًا جمعها بمسؤولي تيك توك في دبلن مطلع أيار/ مايو. من جهة أخرى، شددت شاباز على أن "الكفاح من أجل حماية الأطفال على الإنترنت لا يتوقف عند هذا الحد"، مؤكدة أن "منع الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن 15 عامًا سيبقى أولوية". وقد تحولت حماية الأطفال على الإنترنت إلى ملف ساخن في بروكسل، وسط مناقشات أوروبية بشأن فرض قواعد جديدة تحدّ من استخدام القُصّر لمنصات التواصل الاجتماعي. وقد استُخدم مثال "SkinnyTok" لتسليط الضوء على هذه المخاطر، ما دفع مفوض حماية المستهلك في الاتحاد الأوروبي، مايكل ماكغراث، إلى مناقشة الأمر مباشرة مع الرئيس التنفيذي لتيك توك، شو تشو، خلال مكالمة هاتفية يوم الجمعة. والجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي يواصل تحقيقًا أوسع بشأن خوارزميات تيك توك بموجب قانون الخدمات الرقمية.