logo
هل تستطيع إدارة ترامب الاستغناء عن "سبيس إكس"؟

هل تستطيع إدارة ترامب الاستغناء عن "سبيس إكس"؟

الجزيرة٢٠-٠٧-٢٠٢٥
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأت في أوائل يونيو/حزيران الجاري مراجعة شاملة لعقود شركة "سبيس إكس" مع الحكومة الفدرالية، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وذلك في أعقاب تصاعد الخلاف بين ترامب ورئيس الشركة إيلون ماسك.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من كتابة ترامب لمنشور على منصة "تروث سوشيال"، دعا فيه إلى إنهاء العقود الحكومية مع شركات ماسك، في محاولة لتقليص الإنفاق الحكومي.
وطلب مسؤول رفيع في إدارة الخدمات العامة من وزارة الدفاع ملء جدول بيانات بجميع العقود الحالية مع "سبيس إكس"، ضمن ما عُرف داخليا بـ"بطاقات الأداء"، التي تشمل أيضا تقييما لما إذا كان يمكن لمنافسين آخرين تنفيذ المهام ذاتها بشكل أكثر كفاءة.
ورغم التهديدات العلنية بقطع العلاقات، خلصت المراجعة الأولية إلى أن معظم العقود مع "سبيس إكس" لا يمكن إلغاؤها نظرا لأهميتها الفائقة لمهام وزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
وأشار التقرير إلى أن الشركة، التي حصلت على أكثر من 20 مليار دولار من العقود الفدرالية، تحتل موقعا محوريا في القدرات الفضائية الأميركية، سواء في عمليات إطلاق الصواريخ أو في خدمات الإنترنت الفضائي عبر أقمار "ستارلينك".
كما أبرزت المراجعة الدور المهيمن الذي تلعبه "سبيس إكس" عالميا باعتبارها المزود الرئيسي لإطلاق الصواريخ والاتصال الفضائي، في وقت تعاني فيه الشركات المنافسة من تأخيرات فنية وتحديات في تطوير تقنياتها.
علاقة متوترة
وكان ماسك قد لعب دورا سابقا في إدارة ترامب، حيث ترأس "وزارة كفاءة الحكومة"، وهي مبادرة هدفت إلى تقليص التكاليف وتحسين الأداء الحكومي. إلا أن العلاقة بين الطرفين تدهورت بعد أن انتقد ماسك علنا سياسات الرئيس الأميركي الاقتصادية، خصوصا قانون الضرائب والإنفاق، مما أدى إلى تصعيد في التوترات الشخصية بينهما.
وفي خضم هذا التوتر، هدد ماسك بوقف تشغيل مركبة "كرو دراغون" التابعة لسبيس إكس، وهي المركبة الأميركية الوحيدة المعتمدة حاليا لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، مما أثار قلقا داخل وكالة ناسا.
وقال مسؤولون حكوميون إن الوكالات الفدرالية توسع شراكتها مع "سبيس إكس" بسبب التكنولوجيا المتقدمة والأسعار التنافسية التي تقدمها الشركة.
ومع ذلك، تحاول الإدارة الأميركية، حسب التقرير، تحفيز المنافسة في قطاع الفضاء من خلال إعادة تصميم العقود ودفع الشركات الأخرى لتطوير حلول بديلة، وإن كانت لا تزال تواجه تحديات تقنية وتأخيرات كبيرة.
في السياق نفسه، التقت رئيسة "سبيس إكس" غوين شوتويل بمسؤولي البيت الأبيض خلال الأسابيع الأخيرة بينما كانت المراجعة جارية، وذلك بهدف تأكيد التزام الشركة بمهماتها الحكومية.
استمرار الهيمنة
ورغم الخلاف بين ماسك وترامب، واصلت "سبيس إكس" حصد العقود الحكومية المهمة. ففي أبريل/نيسان الماضي، فازت الشركة بعقد جديد من البنتاغون بقيمة 5.9 مليارات دولار يتضمن تنفيذ 28 عملية إطلاق ضمن برنامج الأمن القومي.
كما أطلقت قمرا اصطناعيا متطورا لنظام تحديد المواقع العالمي (جيه بي إس) في مايو/أيار، وتستعد وكالة ناسا لإرسال طاقم جديد إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة تابعة لها.
إضافة إلى ذلك، وسعت "سبيس إكس" أعمالها في تقديم الإنترنت للوكالات الحكومية عبر منظومة "ستارلينك"، إلى جانب تقديم خدمات أمن قومي عبر فرعها "ستارشيلد"، الذي سبق أن حصل على عقد سري مع وكالة استخبارات أميركية مسؤولة عن تشغيل أقمار التجسس.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أميركا تبدأ فرض التعريفات الجديدة على منتجات عشرات الدول
أميركا تبدأ فرض التعريفات الجديدة على منتجات عشرات الدول

الجزيرة

timeمنذ 37 دقائق

  • الجزيرة

أميركا تبدأ فرض التعريفات الجديدة على منتجات عشرات الدول

بدأت الولايات المتحدة الأميركية الخميس فرض التعريفات الجديدة على السلع الواردة من عشرات الدول، في خطوة محورية ضمن سعي الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة رسم معالم التجارة الدولية. ومع بدء تطبيق الأمر التنفيذي الذي وقّعه ترامب الأسبوع الماضي، ارتفعت الرسوم الجمركية الأميركية على منتجات العديد من الشركاء التجاريين من 10% الى ما بين 15% و41%. وقال الرئيس الأميركي إن "مليارات الدولارات" بدأت تتدفق إلى بلاده مع بدء فرض التعريفات الجديدة. وكتب على منصته "تروث سوشال" مع انقضاء مهلة السابع من أغسطس/آب التي حددها لبدء فرض هذه الرسوم "إنه منتصف الليل (بالتوقيت المحلي)!! مليارات الدولارات جراء التعريفات تتدفق الآن إلى الولايات المتحدة الأميركية!". وباتت العديد من المنتجات من اقتصادات مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية تواجه تعريفات بنسبة 15%، حتى مع الصفقات المبرمة مع واشنطن لتجنب زيادات أكبر يلوّح بها ترامب، لكن دولا أخرى مثل الهند تواجه رسوما بنسبة 25%، على أن تتضاعف بعد 3 أسابيع، في حين تفرض على دول مثل سوريا وميانمار ولاوس مستويات تصل إلى 41%. وتهدف الرسوم الجمركية الأخيرة إلى "تصحيح" ممارسات تجارية تعتبرها واشنطن غير عادلة، وهي تأتي في سياق توسعة إجراءات فرضها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025. لكن هذه التعريفات الجمركية الجديدة لا تنطبق على الواردات من قطاعات محددة مدرجة تحت قوائم خاصة، مثل الفولاذ والسيارات والأدوية والرقائق. وقال ترامب الأربعاء إنه يخطط لفرض رسوم جمركية نسبتها 100% على أشباه الموصلات، بينما أكدت تايوان أن الشركة العملاقة في صناعة الرقائق "تي أس أم سي" (TSMC) ستكون مستثناة نظرا لامتلاكها مصانع في الولايات المتحدة. ومع ذلك تحذّر الشركات والمجموعات الصناعية من أن الرسوم الجديدة ستضرّ بشدة بالشركات الأميركية الصغيرة. كما يرى خبراء اقتصاديون أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتفرض ثقلها على النمو طويل الأمد. ومع بدء استقرار مستويات التعريفات الجمركية على واردات بعض الدول، رجح مارك بوش، الأستاذ في جامعة جورج تاون، أن تحمّل الشركات الأميركية المستهلكين المزيد من الكلفة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بوش قوله إن تعليق فرض هذه الرسوم لمدة 90 يوما في المرحلة الماضية، أتاح للمستوردين تكديس البضائع، لكن على الرغم من أن إستراتيجية الانتظار والمراقبة دفعت الشركات إلى تحمّل المزيد من عبء التعريفات في بادئ الأمر، إلا أن المخزونات تنخفض ومن المرجح ألا تستمر الشركات في ذلك إلى ما لا نهاية. وأضاف الخبير في التجارة الدولية أنه "مع اقتراب موسم التسوق للعودة إلى المدارس بعد أسابيع فقط، سيكون لهذا أهمية على المستوى السياسي". وفي حين يسري الأمر التنفيذي للتعريفات الجديدة ابتداء من اليوم الخميس، لكنه يترك العديد من الأسئلة العالقة بالنسبة للشركاء الدوليين الذين فاوضوا الولايات المتحدة لعقد اتفاقات تجارية. فعلى سبيل المثال تبدو اليابان والولايات المتحدة على طرفي نقيض بشأن تفاصيل أساسية لاتفاقهما الخاص بالتعريفات، مثل موعد خفض الرسوم على السيارات اليابانية المستوردة. ولم تقدم واشنطن بعد موعدا لبدء خفض التعريفات على السيارات بالنسبة لليابان والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية، وهي تفرض حاليا رسوما قدرها 25% على السيارات بموجب أمر تنفيذي خاص بالقطاع. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن الرسوم على الواردات اليابانية البالغة 15% ستضاف إلى الرسوم القائمة رغم أن طوكيو تتوقع الحصول على تنازلات. ويواصل الاتحاد الأوروبي السعي لنيل إعفاء من الرسوم على واردات النبيذ. جبهات جديدة ومع بدء فرض الرسوم الجديدة، يبدو ترامب مصمّما على مواصلة حربه التجارية. وفتح جبهة جديدة الأربعاء مع إعلانه مضاعفة الرسوم على السلع الهندية إلى 50%، على خلفية مواصلة نيودلهي شراء النفط من روسيا رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حربها على أوكرانيا ، لكن النسبة الإضافية من الرسوم (25%) سيبدأ تطبيقها بعد 3 أسابيع. وموازاة مع التعريفات الجديدة على الهند، لوّح ترامب بفرض عقوبات على دول أخرى تستورد النفط الروسي "بشكل مباشر أو غير مباشر"، والذي تشكّل عائداته مصدر تمويل رئيسي للمجهود الحربي الروسي في أوكرانيا. ولا تزال بعض الإعفاءات سارية المفعول بما في ذلك للأدوية والهواتف الذكية. وفي إطار حربه التجارية استهدف ترامب البرازيل على خلفية محاكمة حليفه رئيسها السابق اليميني جايير بولسونارو المتهم بالسعي لتدبير انقلاب على الرئيس المنتخب. وارتفعت الرسوم الأميركية على مختلف السلع البرازيلية من 10% الى 50% الأربعاء، لكن ذلك يترافق مع إعفاءات واسعة النطاق تشمل عصير البرتقال وقطاع الطيران المدني، وتطال التعريفات منتجات رئيسية مثل القهوة واللحوم والسكر. وتواجه العديد من تعريفات ترامب التجارية الشاملة تحديات قانونية على خلفية استخدامه صلاحيات اقتصادية طارئة، ومن المرجح أن تُحال في نهاية المطاف إلى المحكمة العليا الأميركية.

لوبس: هل يحيي ترامب فكرة القدر المعلن لتبرير نهمه بالتوسع؟
لوبس: هل يحيي ترامب فكرة القدر المعلن لتبرير نهمه بالتوسع؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

لوبس: هل يحيي ترامب فكرة القدر المعلن لتبرير نهمه بالتوسع؟

قالت لونوفيل أوبسرفاتور (لوبس) إن مفهوم "القدر المعلن" برز في الرأي العام الأميركي منذ منتصف القرن التاسع عشر، وهو فكرة تقوم على أن البلاد يجب أن تتوسع، لأن العناية الإلهية اختارتها لذلك. وربطت المجلة الفرنسية -في تقرير بقلم سيلفان كوراج- بين هذا المفهوم وخطاب التنصيب الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم 20 يناير/كانون الثاني 2025، واعدا "بعصر ذهبي" جديد. وأضافت أنه قال بالحرف "ستعود أميركا أمة نامية، تزيد ثروتها، وتوسع أراضيها، وتشيد مدنها، وتعلي من سقف طموحاتها، وتحمل رايتها إلى أراض جديدة وجميلة. سنسعى وراء قدرنا المعلن إلى النجوم، ونرسل رواد فضاء لغرس النشيد الوطني الأميركي على كوكب المريخ". وبذلك أعاد ترامب وسط تصفيق حار إحياء فكرة "القدر المعلن"، وهي فكرة ولدت في منتصف القرن التاسع عشر، مفادها أن للولايات المتحدة حقا إلهيا في توسيع أراضيها عبر قارة أميركا الشمالية، بل أبعد من ذلك بكثير. وفي خضم ترحيل الهنود، وضم مساحات شاسعة من المكسيك، وغزو الغرب الأميركي في أربعينيات القرن التاسع عشر، احتاج الاتحاد الناشئ إلى تبرير توسعه الهائل، من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي ، يقول المؤرخ آلان كراوت "إنه اعتقاد، في لحظة معينة من التاريخ الأميركي، بأن الله أراد لهذا البلد أن يتوسع من ساحل إلى آخر". وقد كان لفكرة "القدر المعلن" تأثير دائم على تصور القوة العالمية الرائدة لدورها العالمي، إذ يرى المؤرخ وليام إيرل ويكس أن هذه الفكرة تكمن وراء "فرضية الفضيلة الأخلاقية الفريدة للولايات المتحدة، وتأكيد رسالتها في خلاص العالم من خلال نشر الحكم الجمهوري، وبشكل أعم "أسلوب الحياة الأميركي". بواسطة أوسوليفان وظهرت هذه العبارة أول مرة في يوليو/تموز 1845 في المجلة الشهرية "مجلة الولايات المتحدة والمراجعة الديمقراطية"، التي كتبها الصحفي جون ل. أوسوليفان، وهو صحفي مقرب من الحزب الديمقراطي في ذلك الوقت، ومؤيد متحمس لضم جمهورية تكساس، وكتب أن "قدرنا المعلن هو أن ننتشر في القارة التي أوكلتها العناية الإلهية للتنمية الحرة لشعبنا المتزايد". وكان أوسوليفان من أشد المؤيدين "للديمقراطية الجاكسونية"، نسبة إلى الرئيس السابع للولايات المتحدة أندرو جاكسون (1829-1837) الذي كان بطلا في حرب الاستقلال، وكان سياسيا جنوبيا شعبويا وندد بالنخب السياسية والاقتصادية، وواجهه سياسيون ليبراليون مناهضون للعبودية ومدافعون عن مؤتمر حزب الأحرار. التوسع غربا وعلى الرغم من ديمقراطيته، أيد جاكسون نظام العبودية، إذ كان يملك 150 عبدا، وواصل إبادة الأميركيين الأصليين الذين حاربهم بشراسة في تينيسي، وأقر قانون ترحيل الهنود عام 1830، وهو قانون يأمر بترحيل "القبائل المتحضرة" إلى ما وراء نهر المسيسيبي، مما جعل قبيلة الشيروكي تسلك "درب الدموع" الذي يعني للرواد بداية الفتح العظيم للغرب ووعدا بمستقبل مشرق. وبدعوته إلى "القدر المعلن"، قدم أوسوليفان إطارا أيديولوجيا لهذه القفزة الحتمية، ودعا إلى الاستيلاء على إقليم أوريغون، وكتب "يستند هذا الادعاء إلى حقنا المقدر في التوسع وامتلاك القارة بأكملها، فقد منحتنا إياه العناية الإلهية لتطوير التجربة العظيمة في الحرية والحكم الذاتي الفدرالي الموكلة إلينا". واستولت الولايات المتحدة على ولايات يوتا ونيفادا وأريزونا ونيو مكسيكو وكاليفورنيا، وسارع 300 ألف مغامر من جميع أنحاء العالم للبحث عن الذهب، وأشادت الصحافة والأدب الشعبي بأسطورة "الغرب المتوحش" التي ألهمت أفلام هوليود الغربية بعد أقل من قرن. ولكن سرعان ما تبددت أوهام "القدر المعلن" منذ خمسينيات القرن التاسع عشر -كما تقول المجلة- وركز النقاش السياسي على السؤال المحير: هل ستكون الولايات الغربية الجديدة مؤيدة للعبودية؟ وبلغ التوتر ذروته، لينتهي إلى تمرد الجنوب الكونفدرالي ضد الاتحاديين في الشمال، فبدأت الحرب الأهلية (1861-1865)، ودافع أوسوليفان على الجانب الخاسر عن مالكي العبيد، ومات منسيا عام 1895. وكندا تبرير لنهم إقليمي وكانت هذه نهاية "القدر المعلن" الذي حلله المؤرخ ريجينالد هورسمان باعتباره مظهرا من مظاهر "العنصرية الأنجلوساكسونية في القرن التاسع عشر"، وكان الرئيس الجمهوري وليام ماكينلي (1897-1901) آخر من طبقها حرفيا، باسم المصالح البحرية والتجارية الجديدة، فضم هاواي وسيطر على أراض مثل الفلبين وغوام وبورتوريكو، ومعه تحول التوسع الإقليمي إلى سياسة نفوذ واستحواذ خارجي، معلنا بذلك انضمام الولايات المتحدة إلى صفوف القوى الإمبريالية العالمية. وبعد الحرب العالمية الأولى ، أكد الرئيس وودرو ويلسون أن بلاده تتمتع بامتياز "احترام مصيرها وإنقاذ العالم"، وفي خمسينيات القرن الماضي برر هاري ترومان واجب الولايات المتحدة في الدفاع عن الحرية والديمقراطية ضد التهديد السوفياتي، وفي عام 2003 استحضر جورج بوش الابن مهمة شبه إلهية لإضفاء الشرعية على الحرب في العراق. وختمت المجلة بالسؤال: ما الذي يمكن أن يعنيه استخدام هذه الأيديولوجية لترامب الذي لم يذكر "القدر المعلن" خلال ولايته الأولى، إلا إذا كان يبرر نهمه الإقليمي لقناة بنما وغرينلاند وكندا، مستحضرا عقدة تفوق مقلقة للغاية تعود إلى 180 عاما.

واشنطن بوست: إدارة ترامب تنشر وثيقة سرية للغاية متجاهلة اعتراضات "سي آي إيه"
واشنطن بوست: إدارة ترامب تنشر وثيقة سرية للغاية متجاهلة اعتراضات "سي آي إيه"

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

واشنطن بوست: إدارة ترامب تنشر وثيقة سرية للغاية متجاهلة اعتراضات "سي آي إيه"

أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد أقدمت على نشر وثيقة في غاية السرية تتعلق بتدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، متجاهلة بذلك اعتراضات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وغيرها من أجهزة الاستخبارات التي طالبت بالإبقاء على الجزء الأكبر منها طي الكتمان. وذكرت الصحيفة -نقلا عن أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية الموضوع- أن اعتراضات أجهزة الاستخبارات نابعة من حرصها على حماية مصادرها وأساليب التجسس الأميركية. تحقيق جنائي وخلال الشهر الماضي، قامت غابارد، ومدير السي آي إيه جون راتكليف، ووزيرة العدل بام بوندي، بنشر مجموعة من التقارير الاستخباراتية والأمنية يدّعون أنها تثبت أن استنتاج وكالات الاستخبارات بأن موسكو تدخلت في انتخابات 2016 لصالح ترامب كان "خدعة" اختلقتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما. وقد فتحت وزارة العدل تحقيقا جنائيا في تصرفات مسؤولي إدارة أوباما، كما أمرت بوندي بعرض الأدلة أمام هيئة محلفين كبرى. وأوضحت الصحيفة -في تقرير مراسلها وارن ستروبل- أن قرار غابارد جاء بعد صراع داخلي شديد بشأن حساسية المعلومات الواردة في الوثيقة المعنية التي تتضمن إشارات مباشرة إلى مصادر بشرية داخلية تابعة للسي آي إيه كانت ترصد خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء حملة الانتخابات. وقد اتُّخذ القرار بالنشر بمباركة شخصية من ترامب أثناء ولايته الرئاسية الأولى، الذي وافق على إصدار نسخة "بتنقيحات طفيفة ودون تعديل"، وفقا لمصادر مطلعة. وأثار نشر الوثيقة بهذا الشكل موجة من الاعتراضات داخل الأروقة الاستخباراتية والدبلوماسية. فإلى جانب ما تحتويه من إشارات واضحة لمصادر بشرية وجمع معلومات إلكتروني حساس، تشير الوثيقة إلى معلومات سرية وردت من حكومات أجنبية حليفة، مما يهدد الثقة المتبادلة بين أجهزة استخبارات واشنطن وحلفائها، بحسب المراسل ستروبل في تقريره. وقد انتقد السيناتور الديمقراطي مارك وورنر قرار النشر، واصفا إياه بأنه "عمل يائس وغير مسؤول" يعرض للخطر "بعضا من أكثر أساليب ومصادر الاستخبارات حساسية". أما لاري فايفر، المسؤول السابق في السي آي إيه والبيت الأبيض ، فقال إنه شعر بأنه "سيقع في ورطة" فقط لقراءته الوثيقة، نظرا لكمية المعلومات التي تُمكّن من استنتاج "مصادر وأساليب العمل الاستخباراتي". من جهتها، استندت غابارد إلى سلطتها القانونية الأعلى في رفع السرية عن الوثائق، وقالت مصادر إنها لم تكن بحاجة لموافقة السي آي إيه. لكنها تجاهلت نسخا أخرى من الوثيقة كانت تحوي تنقيحات أكثر لحماية الأمن القومي. ويشير مطلعون إلى أن عدّة نسخ مختلفة من الوثيقة كانت قيد التداول قبل النشر، مما يعكس الانقسام العميق بين المؤسسات حول حدود الشفافية ، وسط ضغوط سياسية واضحة من البيت الأبيض. توتر سابق بين ترامب وغابارد ولفتت واشنطن بوست الانتباه إلى أن العلاقة بين ترامب وغابارد كان قد شابها التوتر في وقت سابق هذا العام بسبب خلافات علنية حول تقييم البرنامج النووي الإيراني. فقد شكك الرئيس مرتين على الأقل، علنا، في تقييمات مديرة المخابرات الوطنية ومجتمع الاستخبارات الأميركي بشأن إيران. وأشارت إلى أنه لم يتضح بالضبط كيف أعطى ترامب موافقته على نشر الوثيقة شديدة السرية، أو ما إذا كان قد اطلع على النسخ المتعددة قبل صدور النسخة النهائية. وطبقا للصحيفة، فقد أُعِدّت هذه الوثيقة في وقت كانت فيه لجنة الاستخبارات بمجلس النواب تشهد انقسامات حزبية غير مسبوقة، وكان يرأسها آنذاك النائب الجمهوري ديفن نونز من كاليفورنيا، والذي يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لشركة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي المملوكة لترامب. ووصف مسؤولون سابقون من الحزب الديمقراطي الوثيقة بأنها منحازة ولا تعكس بدقة عمل الاستخبارات الأميركية في التحقيق في تدخل روسيا بالانتخابات. وعادت الوثيقة مجددا إلى دائرة الضوء بعدما أرسل النائب الجمهوري ريك كراوفورد، الرئيس الحالي للجنة الاستخبارات، رسالة إلى ترامب في يوليو/تموز المنصرم يطالبه فيها بالإفراج عن الوثيقة، بعد محاولات فاشلة لاستعادتها من حيازة السي آي إيه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store