logo
ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار

ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار

الصحراءمنذ 3 أيام
سلطت مجلة جامعة كولومبيا للصحافة الضوء على معاناة الناشرين المستقلين من البحث بالذكاء الاصطناعي الذي تسبب بخفض حركة المرور إلى مواقعهم، والنقر على الروابط إلى حد كبير.
وبحسب تقرير للمجلة، لم يعد لدى أي باحث سبب يدفعه للنقر على المواقع التي تنشأ منها المعلومات، بعد أن جرى دمج الملخصات المولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث.
وبالنسبة لناشري الوسائط الذين تعتمد نماذج أعمالهم على حركة المرور المُحالة إليهم لتوفير إيرادات الإعلانات، فإن هذا التحول يعد كارثيا، وفق المجلة الأكاديمية.
ونقلا عن "سيميلار ويب" -وهي منصة ذكاء رقمي- قالت الكاتبة بالمجلة كلوديا جازوينسكا إن حركة البحث في العالم انخفضت بنسبة 15% خلال العام الماضي، بسبب البحث بالذكاء الاصطناعي.
وأصدر مركز بيو للأبحاث الأسبوع الماضي تقريرا أظهر أن الذين يشاهدون ملخصا تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي -على محرك بحث غوغل- هم أقل عرضة للنقر على الروابط الخارجية بشكل ملحوظ، مقارنة بالمستخدمين الذين لا يشاهدون هذه الملخصات، بل إنهم لا ينقرون أبدا على الروابط المضمنة بالملخصات سوى في 1% فقط من الحالات.
وفي العام الذي أعقب إطلاق غوغل خاصية "إيه آي أوفرفيوز" (AI Overviews) في مايو/أيار 2024، ارتفعت نسبة عمليات البحث عن الأخبار -التي لم ينقر فيها المستخدمون على أي رابط- من 56% إلى ما يقرب من 69%، وفق "سيميلار ويب".
رابطة الناشرين تشتكي غوغل
وجراء ذلك، قدمت رابطة الناشرين المستقلين شكوى ضد غوغل إلى المفوضية الأوروبية -الشهر الفائت- بدعوى أن خاصية "إيه آي أوفرفيوز" تسببت وما زالت تسبب ضررا كبيرا للناشرين، بما في ذلك ناشرو الأخبار، بعد الخسارة في حركة المرور والقراءات والإيرادات. في حين أن معظم الناشرين لا يمكنهم رفض إدراج محتواهم في "إيه آي أوفرفيوز" لأن ذلك يعني استبعادهم من بحث غوغل.
يُذكر أن رابطة الناشرين المستقلين هي تحالف مستقل يضم 10 ناشرين بريطانيين وشركائهم الدوليين الذين يتشاركون رؤية مشتركة تتمثل في التميز التحريري والنشر الأصيل والنجاح التجاري.
وبشكل متسارع، تقوم غوغل باختبار ونشر ميزات إضافية للذكاء الاصطناعي، عبر نظام البحث الخاص بها. ففي مايو/أيار الماضي، قدمت الشركة خاصية "إيه آي مود" (AI Mode) وهي واجهة تشبه روبوت الدردشة، على غرار "شات جي بي تي" أو محرك البحث "بيربلكستي" وتوفر إجابات مركبة عن الاستفسارات مع بعض روابط المصادر.
وقد دفع إصدار "إيه آي مود" تحالف وسائل الإعلام الإخبارية إلى إصدار تحذير من أن هذه الميزة ستحرم ناشري المحتوى الأصلي من الزيارات والإيرادات. وتحالف وسائل الإعلام الإخبارية هو جمعية تجارية تمثل ما يقرب من ألفي مؤسسة إعلامية إخبارية بالولايات المتحدة وكندا.
تقوم غوغل بشكل متسارع باختبار ونشر ميزات إضافية للذكاء الاصطناعي، عبر نظام البحث الخاص بها، ففي مايو/ أيار الماضي، قدمت الشركة خاصية "إيه آي مود AI Mode"، وهي واجهة تشبه روبوت الدردشة، على غرار "شات جي بي تي" أو محرك البحث "بيربلكستي"، وتوفر إجابات مركبة على الاستفسارات مع بعض روابط المصادر.
بواسطة مجلة جامعة كولومبيا للصحافة
وشملت تجارب غوغل الأخرى "أوديو أوفرفيوز" (Audio Overviews) -التي تولد ملخصات محادثة منطوقة- و"سيرش لايف" (Search Live) وهي واجهة بحث صوتية تتيح للمستخدمين التفاعل مع أداة البحث من خلال محادثة متبادلة. وفي الأسبوع الماضي فقط، أطلقت غوغل ميزة جديدة تسمى "ويب غايد" (Web Guide) لتنظيم وتحسين نتائج البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي.
منافسة قوية تهدد وجود غوغل
كل هذه الميزات -كما تقول جازوينسكا من مجلة جامعة كولومبيا الأميركية للصحافة- نتيجة سعي غوغل الحثيث للحفاظ على أهميتها، فقد أدت الابتكارات السريعة في الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى اشتداد المنافسة بين شركات التكنولوجيا، مما يهدد هيمنة غوغل الطويلة في مجال البحث والتصفح، إذ أطلقت "بيربلكستي" مؤخرا متصفح "كوميت Comet" في حين تقترب "أوبن إيه آي" (OpenAI) من إطلاق متصفح الويب الخاص بها والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وفق وكالة رويترز.
وتبيّن الكاتبة أن الناشرين يعانون من الأضرار الجانبية لهذه المنافسة، لكن غوغل لا يمكنها التخلي عنهم تماما، فمنتجاتها -كما منتجات معظم شركات الذكاء الاصطناعي- تعتمد على الوصول إلى معلومات عالية الجودة في الوقت المناسب.
وبعد سنوات من تجنب عقد اتفاقيات الترخيص مع وكالات الأنباء، تسعى غوغل للتعاقد مع حوالي 20 وكالة أنباء لترخيص محتواها لمشروع غير محدد مرتبط بالذكاء الاصطناعي، بعد أن كان لدى الشركة اتفاقية واحدة معروفة للجمهور مع "أسوشيتد برس".
يرى العديد من الناشرين أن انخفاض حركة المرور الناجم عن ملخصات الذكاء الاصطناعي، هو إشارة للتخلص من اعتمادهم الطويل الأمد على غوغل.
بواسطة مجلة جامعة كولومبيا للصحافة
وفي وقت سابق من هذا الشهر، دخلت غوغل في شراكة مع عدد قليل من ناشري الوسائط، بما في ذلك إيكونوميست، وذي أتلاتيك، لعرض محتواهم في أداة البحث التي تعمل بالذكاء الاصطناعي"نوتبوك إل إم" (NotebookLM).
حلول مقترحة
ولمساعدة الناشرين على زيادة أرباحهم من المحتوى، أطلقت غوغل الشهر الماضي تطبيق "أوفروول" (Offerwall) الذي يتيح للناشرين تقديم خيارات لجمهورهم حول كيفية الدفع مقابل المحتوى لكن ثمة شكوكا بجدواه، في حين أن الشركة لم تقدم أي بيانات عن نجاح استخدامه.
ويرى العديد من الناشرين أن انخفاض حركة المرور -الناجم عن ملخصات الذكاء الاصطناعي- هو إشارة للتخلص من اعتمادهم الطويل الأمد على غوغل.
ويقول نيكولاس طومسون رئيس شركة أتلانتيك -لصحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي- إن غوغل تتحول من محرك بحث إلى محرك إجابات "وعلينا تطوير إستراتيجيات جديدة".
وتتمثل إحدى الإستراتيجيات -وفق الكاتبة- في محاولة مطالبة شركات الذكاء الاصطناعي بتعويضات عن فهرسة محتواها، في حين تستثمر شركات الإعلام في قنواتها الخاصة التي تقدم المحتوى مباشرة إلى القراء، وذلك عبر إطلاق اشتراكات جديدة ونشرات إخبارية وفعاليات وبرامج عضوية وحتى منصات وتطبيقات.
وتشير جازوينسكا -في ختام تقريرها- إلى ما كتبته الصحفية كاتي دروموند من مجلة "ورد" (Wired) أن الحل لـ"كارثة حركة المرور" ليس معقدا للغاية، لافتة إلى أن الحيلة تكمن في "ربط البشر ببعضهم البعض" مع الرهان على الجمهور الذي يهتم بالعمل المبذول في مجال الصحافة.
المصدر: مواقع إلكترونية
نقلا عن الجزيرة نت
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار
ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار

الصحراء

timeمنذ 3 أيام

  • الصحراء

ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار

سلطت مجلة جامعة كولومبيا للصحافة الضوء على معاناة الناشرين المستقلين من البحث بالذكاء الاصطناعي الذي تسبب بخفض حركة المرور إلى مواقعهم، والنقر على الروابط إلى حد كبير. وبحسب تقرير للمجلة، لم يعد لدى أي باحث سبب يدفعه للنقر على المواقع التي تنشأ منها المعلومات، بعد أن جرى دمج الملخصات المولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث. وبالنسبة لناشري الوسائط الذين تعتمد نماذج أعمالهم على حركة المرور المُحالة إليهم لتوفير إيرادات الإعلانات، فإن هذا التحول يعد كارثيا، وفق المجلة الأكاديمية. ونقلا عن "سيميلار ويب" -وهي منصة ذكاء رقمي- قالت الكاتبة بالمجلة كلوديا جازوينسكا إن حركة البحث في العالم انخفضت بنسبة 15% خلال العام الماضي، بسبب البحث بالذكاء الاصطناعي. وأصدر مركز بيو للأبحاث الأسبوع الماضي تقريرا أظهر أن الذين يشاهدون ملخصا تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي -على محرك بحث غوغل- هم أقل عرضة للنقر على الروابط الخارجية بشكل ملحوظ، مقارنة بالمستخدمين الذين لا يشاهدون هذه الملخصات، بل إنهم لا ينقرون أبدا على الروابط المضمنة بالملخصات سوى في 1% فقط من الحالات. وفي العام الذي أعقب إطلاق غوغل خاصية "إيه آي أوفرفيوز" (AI Overviews) في مايو/أيار 2024، ارتفعت نسبة عمليات البحث عن الأخبار -التي لم ينقر فيها المستخدمون على أي رابط- من 56% إلى ما يقرب من 69%، وفق "سيميلار ويب". رابطة الناشرين تشتكي غوغل وجراء ذلك، قدمت رابطة الناشرين المستقلين شكوى ضد غوغل إلى المفوضية الأوروبية -الشهر الفائت- بدعوى أن خاصية "إيه آي أوفرفيوز" تسببت وما زالت تسبب ضررا كبيرا للناشرين، بما في ذلك ناشرو الأخبار، بعد الخسارة في حركة المرور والقراءات والإيرادات. في حين أن معظم الناشرين لا يمكنهم رفض إدراج محتواهم في "إيه آي أوفرفيوز" لأن ذلك يعني استبعادهم من بحث غوغل. يُذكر أن رابطة الناشرين المستقلين هي تحالف مستقل يضم 10 ناشرين بريطانيين وشركائهم الدوليين الذين يتشاركون رؤية مشتركة تتمثل في التميز التحريري والنشر الأصيل والنجاح التجاري. وبشكل متسارع، تقوم غوغل باختبار ونشر ميزات إضافية للذكاء الاصطناعي، عبر نظام البحث الخاص بها. ففي مايو/أيار الماضي، قدمت الشركة خاصية "إيه آي مود" (AI Mode) وهي واجهة تشبه روبوت الدردشة، على غرار "شات جي بي تي" أو محرك البحث "بيربلكستي" وتوفر إجابات مركبة عن الاستفسارات مع بعض روابط المصادر. وقد دفع إصدار "إيه آي مود" تحالف وسائل الإعلام الإخبارية إلى إصدار تحذير من أن هذه الميزة ستحرم ناشري المحتوى الأصلي من الزيارات والإيرادات. وتحالف وسائل الإعلام الإخبارية هو جمعية تجارية تمثل ما يقرب من ألفي مؤسسة إعلامية إخبارية بالولايات المتحدة وكندا. تقوم غوغل بشكل متسارع باختبار ونشر ميزات إضافية للذكاء الاصطناعي، عبر نظام البحث الخاص بها، ففي مايو/ أيار الماضي، قدمت الشركة خاصية "إيه آي مود AI Mode"، وهي واجهة تشبه روبوت الدردشة، على غرار "شات جي بي تي" أو محرك البحث "بيربلكستي"، وتوفر إجابات مركبة على الاستفسارات مع بعض روابط المصادر. بواسطة مجلة جامعة كولومبيا للصحافة وشملت تجارب غوغل الأخرى "أوديو أوفرفيوز" (Audio Overviews) -التي تولد ملخصات محادثة منطوقة- و"سيرش لايف" (Search Live) وهي واجهة بحث صوتية تتيح للمستخدمين التفاعل مع أداة البحث من خلال محادثة متبادلة. وفي الأسبوع الماضي فقط، أطلقت غوغل ميزة جديدة تسمى "ويب غايد" (Web Guide) لتنظيم وتحسين نتائج البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي. منافسة قوية تهدد وجود غوغل كل هذه الميزات -كما تقول جازوينسكا من مجلة جامعة كولومبيا الأميركية للصحافة- نتيجة سعي غوغل الحثيث للحفاظ على أهميتها، فقد أدت الابتكارات السريعة في الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى اشتداد المنافسة بين شركات التكنولوجيا، مما يهدد هيمنة غوغل الطويلة في مجال البحث والتصفح، إذ أطلقت "بيربلكستي" مؤخرا متصفح "كوميت Comet" في حين تقترب "أوبن إيه آي" (OpenAI) من إطلاق متصفح الويب الخاص بها والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وفق وكالة رويترز. وتبيّن الكاتبة أن الناشرين يعانون من الأضرار الجانبية لهذه المنافسة، لكن غوغل لا يمكنها التخلي عنهم تماما، فمنتجاتها -كما منتجات معظم شركات الذكاء الاصطناعي- تعتمد على الوصول إلى معلومات عالية الجودة في الوقت المناسب. وبعد سنوات من تجنب عقد اتفاقيات الترخيص مع وكالات الأنباء، تسعى غوغل للتعاقد مع حوالي 20 وكالة أنباء لترخيص محتواها لمشروع غير محدد مرتبط بالذكاء الاصطناعي، بعد أن كان لدى الشركة اتفاقية واحدة معروفة للجمهور مع "أسوشيتد برس". يرى العديد من الناشرين أن انخفاض حركة المرور الناجم عن ملخصات الذكاء الاصطناعي، هو إشارة للتخلص من اعتمادهم الطويل الأمد على غوغل. بواسطة مجلة جامعة كولومبيا للصحافة وفي وقت سابق من هذا الشهر، دخلت غوغل في شراكة مع عدد قليل من ناشري الوسائط، بما في ذلك إيكونوميست، وذي أتلاتيك، لعرض محتواهم في أداة البحث التي تعمل بالذكاء الاصطناعي"نوتبوك إل إم" (NotebookLM). حلول مقترحة ولمساعدة الناشرين على زيادة أرباحهم من المحتوى، أطلقت غوغل الشهر الماضي تطبيق "أوفروول" (Offerwall) الذي يتيح للناشرين تقديم خيارات لجمهورهم حول كيفية الدفع مقابل المحتوى لكن ثمة شكوكا بجدواه، في حين أن الشركة لم تقدم أي بيانات عن نجاح استخدامه. ويرى العديد من الناشرين أن انخفاض حركة المرور -الناجم عن ملخصات الذكاء الاصطناعي- هو إشارة للتخلص من اعتمادهم الطويل الأمد على غوغل. ويقول نيكولاس طومسون رئيس شركة أتلانتيك -لصحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي- إن غوغل تتحول من محرك بحث إلى محرك إجابات "وعلينا تطوير إستراتيجيات جديدة". وتتمثل إحدى الإستراتيجيات -وفق الكاتبة- في محاولة مطالبة شركات الذكاء الاصطناعي بتعويضات عن فهرسة محتواها، في حين تستثمر شركات الإعلام في قنواتها الخاصة التي تقدم المحتوى مباشرة إلى القراء، وذلك عبر إطلاق اشتراكات جديدة ونشرات إخبارية وفعاليات وبرامج عضوية وحتى منصات وتطبيقات. وتشير جازوينسكا -في ختام تقريرها- إلى ما كتبته الصحفية كاتي دروموند من مجلة "ورد" (Wired) أن الحل لـ"كارثة حركة المرور" ليس معقدا للغاية، لافتة إلى أن الحيلة تكمن في "ربط البشر ببعضهم البعض" مع الرهان على الجمهور الذي يهتم بالعمل المبذول في مجال الصحافة. المصدر: مواقع إلكترونية نقلا عن الجزيرة نت

Tunisie Telegraph النمو السريع لصناعة النسيج التونسية: كيف ستغير الاستثناءات الأوروبية قواعد اللعبة؟
Tunisie Telegraph النمو السريع لصناعة النسيج التونسية: كيف ستغير الاستثناءات الأوروبية قواعد اللعبة؟

تونس تليغراف

timeمنذ 5 أيام

  • تونس تليغراف

Tunisie Telegraph النمو السريع لصناعة النسيج التونسية: كيف ستغير الاستثناءات الأوروبية قواعد اللعبة؟

يستعد قطاع النسيج التونسي لمرحلة جديدة من النمو، مع تأثيرات كبيرة على نحو ألف شركة إيطالية نشطة في البلاد. ففي 24 يوليو الماضي، اعتمدت المفوضية الأوروبية قرارًا يقدم استثناءات من قواعد المنشأ للمنتجات النسيجية المعالجة في تونس والموجهة للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي. وتعتبر هذه التدابير 'استراتيجية' من قبل الجامعة التونسية للنسيج والملابس (FTTH) لتعزيز القدرة التنافسية للشركات التونسية، وستظل سارية حتى 31 ديسمبر 2029، مع أثر رجعي اعتبارًا من 22 جانفي 2025. تتعلق الاستثناءات بمجموعة من المنتجات مثل القمصان، والسراويل، والملابس، التي ستتمكن من دخول السوق الأوروبية دون دفع الرسوم الجمركية، حتى وإن لم تلتزم بالكامل بقواعد المنشأ المعمول بها في الاتفاقات العادية. وبالنسبة للشركات الإيطالية في القطاع، التي تعمل العديد منها بشكل مباشر في تونس، فإن هذا يمثل ميزة تنافسية ملموسة. فالمصنوعات التي يتم إنتاجها في تونس يمكن أن تدخل إلى الاتحاد الأوروبي بشروط تفضيلية، مما يجعل سلاسل الإمداد أكثر كفاءة وتوفيرًا، سواء من حيث التكاليف أو مواعيد التسليم. يحتل قطاع النسيج دورًا محوريًا في الاقتصاد التونسي. وفقًا لوزارة الصناعة والمناجم والطاقة، يشكل القطاع 29 في المئة من العمالة الصناعية، مع أكثر من 150 ألف عامل يعملون في حوالي 1400 شركة، أي ما يعادل 31 في المئة من إجمالي الصناعات الوطنية. وصلت صادرات القطاع في 2024 إلى ما يقارب تسعة مليارات دينار تونسي (حوالي ثلاثة مليارات يورو)، مما ساهم بنسبة 16 في المئة من إجمالي الصادرات الصناعية للبلاد، مع معدل تغطية بلغ 127 في المئة. كما تظل تونس المورد التاسع للملابس للاتحاد الأوروبي. 87 في المئة من صادرات النسيج التونسي موجهة إلى السوق الأوروبية، مع حصة كبيرة موجهة إلى إيطاليا. ستسمح الاستثناءات الجديدة للشركات الإيطالية بتعزيز وجودها الإنتاجي في البلاد، مما يعزز التعاون الصناعي الذي شهد تسارعًا في السنوات الأخيرة. كما جاء دفعة إضافية من خلال الاتفاق الذي تم توقيعه في أفريل 2024 بين البنك المركزي التونسي (BCT) وصندوق الودائع والقروض الإيطالي (CDP)، والذي قدم خط ائتمان إيطالي بقيمة 55 مليون يورو لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التونسية، بما في ذلك تلك العاملة في قطاع النسيج. يمكن استخدام هذه الأموال لشراء الآلات والمعدات، وخدمات الدعم الفني، وإعادة الهيكلة المالية. تهدف الشروط المطبقة، مثل الفوائد الميسرة بنسبة 2.5 في المئة باليورو و6.5 في المئة بالدينار التونسي، إلى تعزيز القدرة الإنتاجية والوصول إلى الائتمان، مع مرونة في الشروط وأوقات سداد تتناسب مع احتياجات الشركات. هذه الأموال مخصصة لتشجيع الاستثمارات والنمو الاقتصادي في تونس، ويمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة التونسية، بما في ذلك الشركات المتخصصة في النسيج، استخدامها لشراء معدات جديدة وخدمات متعلقة بالمعدات (من الصيانة إلى الدعم الفني لضمان التشغيل الأمثل للمصانع)، ولإعادة الهيكلة المالية، وهو دعم للشركات التي تعاني من صعوبات بفضل إمكانية إعادة التفاوض على الديون والوصول إلى قروض مشاركة. يوفر خط الائتمان الإيطالي شروطًا ميسرة بشكل خاص: فائدة سنوية لا تتجاوز 2.5 في المئة للقروض باليورو و6.5 في المئة للقروض بالدينار التونسي، مع شروط سداد مصممة لتلبية احتياجات الشركات وضمان هامش مناورة أكبر. كما أن قرار المفوضية الأوروبية، إلى جانب تعزيز الشراكة المالية والصناعية بين إيطاليا وتونس، يعزز دور تونس بشكل أكبر كمنصة استراتيجية لصناعة النسيج الإيطالية في البحر الأبيض المتوسط.

الاتحاد الأوروبي يمنح تونس اعفاءات جمركية في قطاع النسيج
الاتحاد الأوروبي يمنح تونس اعفاءات جمركية في قطاع النسيج

ويبدو

timeمنذ 5 أيام

  • ويبدو

الاتحاد الأوروبي يمنح تونس اعفاءات جمركية في قطاع النسيج

بروكسل صادقت على إعفاء جزئي من قواعد المنشأ للملابس المصنعة في تونس والمصدرة إلى الاتحاد الأوروبي. وقد رحبت بهذا الإجراء الفيدرالية التونسية للنسيج. اعتمدت المفوضية الأوروبية رسميًا، في 24 جويلية 2025، إجراءً للإعفاء من قواعد المنشأ المطبقة على المنتجات النسيجية التونسية (تي شيرتات، سراويل، فساتين…). إعفاء من الرسوم الجمركية هذا القرار، الذي أعلنته الخميس الفيدرالية التونسية للنسيج والملابس (FTTH)، يسمح للمصدرين التونسيين بالاستفادة من إعفاء من الرسوم الجمركية في الأسواق الأوروبية. وقد أشادت الفيدرالية التونسية للنسيج والملابس بـ 'إجراء استراتيجي' يعزز تنافسية صناعة النسيج التونسية على المستوى الدولي. ومن المتوقع أن يسمح للشركات المحلية بتوسيع هوامشها وتحفيز التوظيف في القطاع. ومن الجانب الأوروبي، يندرج هذا القرار في إطار التعاون الثنائي الذي يهدف إلى تنشيط التبادلات. حتى 31 ديسمبر 2029 يطبق الإعفاء بأثر رجعي اعتبارًا من 22 جانفي 2025 ويظل ساريًا حتى 31 ديسمبر 2029. ويأتي في إطار اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتونس، التي تسهل التبادلات التفضيلية بين الطرفين. حتى نهاية ماي 2025، كانت 87% من صادرات تونس في قطاع النسيج والملابس موجهة إلى السوق الأوروبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store