بيل جيتس .. رمز الابتكار والطموح والتأثير التحولي
فمنذ عقود، بدأت قصة شركة ستغير وجه العالم من خلال البرمجيات، ووراء هذه القصة يقف شاب ذو رؤية ثاقبة غيرت حياتنا اليومية بشكل جذري.
إنه ويليام هنري «بيل جيتس» الذي ولد في سياتل بواشنطن عام 1955، وأظهر اهتماماً مبكراً وقدرة فذة على البرمجة، حيث كان يمضي ساعات طويلة في برمجة الأكواد على أجهزة بدائية.
واليوم، يعرف جيتس بأنه أحد أبرز رواد التكنولوجيا وأكثرهم تأثيراً في التاريخ الحديث.
وفي فترة السبعينيات، عندما كانت أجهزة الكمبيوتر الشخصية لا تزال حلماً بعيد المنال للغالبية، أدرك جيتس وصديق طفولته بول ألين الإمكانات الهائلة للبرمجيات. في عام 1975، قرر الشابان الشغوفان تأسيس شركة أطلقا عليها اسم «مايكروسوفت» في نيو مكسيكو.
كانت نقطة التحول الكبرى لشركة مايكروسوفت في عام 1980 عندما أبرمت صفقة مع شركة IBM لتوفير نظام تشغيل لأول جهاز كمبيوتر شخصي (IBM PC).
لم يكن لدى «مايكروسوفت» نظام تشغيل خاص بها في ذلك الوقت، ولكن بيل جيتس نجح في الحصول على حقوق نظام التشغيل 86-DOS (الذي أصبح لاحقاً MS-DOS) وتعديله ليناسب متطلبات IBM. كانت هذه الخطوة بمثابة الشرارة التي أشعلت ثورة الكمبيوتر الشخصي، ووضعت «مايكروسوفت» في صدارة المشهد التكنولوجي.
وتوالت إنجازات مايكروسوفت بعد ذلك بوتيرة سريعة. ففي عام 1985، تم إطلاق أول إصدار من نظام التشغيل Windows، الذي قدم واجهة رسومية سهلة الاستخدام، ما جعل الكمبيوتر الشخصي في متناول الملايين حول العالم.
تبع ذلك إطلاق حزمة برامج Office في عام 1989، والتي أصبحت معياراً للإنتاجية المكتبية بفضل برامج مثل Word وExcel وPowerPoint.
وتحت قيادة جيتس، نمت «مايكروسوفت» لتصبح واحدة من أكبر الشركات وأكثرها تأثيراً في العالم، مع هيمنة شبه كاملة على سوق أنظمة التشغيل والبرمجيات المكتبية.
لم يكن طريق جيتس خالياً من التحديات، فقد واجهت الشركة اتهامات بالاحتكار وقضايا قانونية كبيرة، لكن رؤيته الثاقبة وقدرته على التكيف ساعدته على تجاوز هذه العقبات.
وفي عام 2000، تنحى بيل جيتس عن منصب الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ليتبنى دور كبير مهندسي البرمجيات، ثم تنحى لاحقاً عن مهامه اليومية في الشركة في عام 2008 للتفرغ بشكل كامل لأعماله الخيرية من خلال مؤسسة بيل وميليندا جيتس، التي أسسها مع زوجته السابقة ميليندا فرينش جيتس.
تركز هذه المؤسسة على قضايا عالمية ملحة مثل الصحة العالمية، والحد من الفقر، والتعليم.
حتى يومنا هذا، يظل تأثير بيل جيتس على عالم التكنولوجيا والاقتصاد العالمي لا ينكر.
فمن خلال رؤيته الطموحة، لم يخلق جيتس شركة رائدة فحسب، بل ساعد في تشكيل العالم الرقمي الذي نعيش فيه اليوم، تاركاً إرثاً من الابتكار والعمل الخيري سيستمر لأجيال قادمة.
رغم ذلك، استمر جيتس في نشاطه الخيري، وابتعد تدريجياً عن أدواره الرسمية في «مايكروسوفت»، حيث استقال من مجلس إدارتها في عام 2020.
ويقضي حالياً معظم وقته في الكتابة، ومتابعة القضايا العالمية مثل التغير المناخي والصحة العامة، مع حفاظه على صورة شخصية تجمع بين الذكاء الهادئ والرغبة في «تحسين العالم».
الثروة
حتى يوليو 2025، تقدر ثروة بيل جيتس بنحو 129 مليار دولار، بحسب بيانات Bloomberg Billionaires Index، ما يجعله من بين أغنى 10 أشخاص في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن ثروة جيتس تراجعت نسبياً خلال السنوات الأخيرة مقارنة بذروتها السابقة، وذلك بسبب تخليه عن مناصب تنفيذية واستثمارية مباشرة في مايكروسوفت.
وتبرعاته الكبيرة للأعمال الخيرية، حيث تعهد بالتبرع بمعظم ثروته ضمن مبادرة «Giving Pledge» التي أطلقها مع وارن بافيت.
ومع ذلك، لا تزال استثماراته متنوعة، وتشمل حصصاً في شركات مثل Cascade Investment، التي تدير أصولاً في مجالات الطاقة، العقارات، الضيافة، والسكك الحديدية.
البيان

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 15 ساعات
- عمون
بيل جيتس .. رمز الابتكار والطموح والتأثير التحولي
عمون - في عالم تهيمن عليه التكنولوجيا بشكل متزايد، يظل اسم بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، رمزاً للابتكار، والطموح، والتأثير التحولي. فمنذ عقود، بدأت قصة شركة ستغير وجه العالم من خلال البرمجيات، ووراء هذه القصة يقف شاب ذو رؤية ثاقبة غيرت حياتنا اليومية بشكل جذري. إنه ويليام هنري «بيل جيتس» الذي ولد في سياتل بواشنطن عام 1955، وأظهر اهتماماً مبكراً وقدرة فذة على البرمجة، حيث كان يمضي ساعات طويلة في برمجة الأكواد على أجهزة بدائية. واليوم، يعرف جيتس بأنه أحد أبرز رواد التكنولوجيا وأكثرهم تأثيراً في التاريخ الحديث. وفي فترة السبعينيات، عندما كانت أجهزة الكمبيوتر الشخصية لا تزال حلماً بعيد المنال للغالبية، أدرك جيتس وصديق طفولته بول ألين الإمكانات الهائلة للبرمجيات. في عام 1975، قرر الشابان الشغوفان تأسيس شركة أطلقا عليها اسم «مايكروسوفت» في نيو مكسيكو. كانت نقطة التحول الكبرى لشركة مايكروسوفت في عام 1980 عندما أبرمت صفقة مع شركة IBM لتوفير نظام تشغيل لأول جهاز كمبيوتر شخصي (IBM PC). لم يكن لدى «مايكروسوفت» نظام تشغيل خاص بها في ذلك الوقت، ولكن بيل جيتس نجح في الحصول على حقوق نظام التشغيل 86-DOS (الذي أصبح لاحقاً MS-DOS) وتعديله ليناسب متطلبات IBM. كانت هذه الخطوة بمثابة الشرارة التي أشعلت ثورة الكمبيوتر الشخصي، ووضعت «مايكروسوفت» في صدارة المشهد التكنولوجي. وتوالت إنجازات مايكروسوفت بعد ذلك بوتيرة سريعة. ففي عام 1985، تم إطلاق أول إصدار من نظام التشغيل Windows، الذي قدم واجهة رسومية سهلة الاستخدام، ما جعل الكمبيوتر الشخصي في متناول الملايين حول العالم. تبع ذلك إطلاق حزمة برامج Office في عام 1989، والتي أصبحت معياراً للإنتاجية المكتبية بفضل برامج مثل Word وExcel وPowerPoint. وتحت قيادة جيتس، نمت «مايكروسوفت» لتصبح واحدة من أكبر الشركات وأكثرها تأثيراً في العالم، مع هيمنة شبه كاملة على سوق أنظمة التشغيل والبرمجيات المكتبية. لم يكن طريق جيتس خالياً من التحديات، فقد واجهت الشركة اتهامات بالاحتكار وقضايا قانونية كبيرة، لكن رؤيته الثاقبة وقدرته على التكيف ساعدته على تجاوز هذه العقبات. وفي عام 2000، تنحى بيل جيتس عن منصب الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ليتبنى دور كبير مهندسي البرمجيات، ثم تنحى لاحقاً عن مهامه اليومية في الشركة في عام 2008 للتفرغ بشكل كامل لأعماله الخيرية من خلال مؤسسة بيل وميليندا جيتس، التي أسسها مع زوجته السابقة ميليندا فرينش جيتس. تركز هذه المؤسسة على قضايا عالمية ملحة مثل الصحة العالمية، والحد من الفقر، والتعليم. حتى يومنا هذا، يظل تأثير بيل جيتس على عالم التكنولوجيا والاقتصاد العالمي لا ينكر. فمن خلال رؤيته الطموحة، لم يخلق جيتس شركة رائدة فحسب، بل ساعد في تشكيل العالم الرقمي الذي نعيش فيه اليوم، تاركاً إرثاً من الابتكار والعمل الخيري سيستمر لأجيال قادمة. رغم ذلك، استمر جيتس في نشاطه الخيري، وابتعد تدريجياً عن أدواره الرسمية في «مايكروسوفت»، حيث استقال من مجلس إدارتها في عام 2020. ويقضي حالياً معظم وقته في الكتابة، ومتابعة القضايا العالمية مثل التغير المناخي والصحة العامة، مع حفاظه على صورة شخصية تجمع بين الذكاء الهادئ والرغبة في «تحسين العالم». الثروة حتى يوليو 2025، تقدر ثروة بيل جيتس بنحو 129 مليار دولار، بحسب بيانات Bloomberg Billionaires Index، ما يجعله من بين أغنى 10 أشخاص في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن ثروة جيتس تراجعت نسبياً خلال السنوات الأخيرة مقارنة بذروتها السابقة، وذلك بسبب تخليه عن مناصب تنفيذية واستثمارية مباشرة في مايكروسوفت. وتبرعاته الكبيرة للأعمال الخيرية، حيث تعهد بالتبرع بمعظم ثروته ضمن مبادرة «Giving Pledge» التي أطلقها مع وارن بافيت. ومع ذلك، لا تزال استثماراته متنوعة، وتشمل حصصاً في شركات مثل Cascade Investment، التي تدير أصولاً في مجالات الطاقة، العقارات، الضيافة، والسكك الحديدية. البيان


سواليف احمد الزعبي
منذ 21 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
واتساب يطور ميزة إشعارات مخصصة للحالات
#سواليف في خطوة تعكس سعيه لتعزيز تجربة المستخدم، يعمل #تطبيق #واتساب المملوك لشركة 'ميتا' على #اختبار #ميزة_جديدة ستسمح لمستخدمي نظام التشغيل 'أندرويد' بتفعيل إشعارات مخصصة عند قيام جهات اتصال معينة بنشر تحديث جديد لحالاتهم. وبحسب ما كشفه موقع WABetaInfo، المتخصص في تتبع تحديثات التطبيق، فإن هذه الميزة لا تزال قيد التطوير، ومن المتوقع طرحها لاحقًا ضمن أحد التحديثات القادمة لـ'واتساب'. تخصيص التنبيهات الميزة المرتقبة تمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في طريقة تلقيهم لتنبيهات الحالات، حيث سيتمكنون من تفعيل إشعار فوري بمجرد نشر جهة اتصال محددة – مثل أحد أفراد العائلة أو صديق مقرب أو زميل عمل – لحالة جديدة، مما يُسهّل متابعة ما ينشره الأشخاص المهمّون وسط سيل التحديثات اليومية. سيكون بإمكان المستخدم إدارة هذه التنبيهات بسهولة تامة من داخل واجهة 'تحديث الحالة'، عبر خيار مخصص يسمح له باختيار الأشخاص الذين يرغب في تلقي إشعارات بشأن تحديثاتهم. وحال تفعيل الميزة لشخص معين، سيصل إشعار يتضمن اسم جهة الاتصال وصورتها الشخصية، دون الحاجة إلى الدخول إلى التطبيق للاطلاع على التفاصيل. في حال تغيّر رأي المستخدم لاحقًا، سيكون بمقدوره ببساطة إيقاف الإشعارات من نفس المكان، من خلال الضغط على خيار 'كتم الإشعارات'، لتعود الحالة لطبيعتها دون إشعار. وتُشبه هذه الخاصية في آلية عملها ما يقدمه تطبيق 'إنستغرام' – التابع أيضًا لشركة 'ميتا' – في ما يتعلق بتخصيص إشعارات القصص لحسابات معينة، في محاولة لخلق تجربة متكاملة ومتناسقة بين منصّات الشركة المختلفة. ورغم أن 'واتساب' لم يعلن بعد عن موعد إطلاق هذه الميزة رسميًا، فإن تسريبات WABetaInfo تشير إلى أنها قادمة قريبًا، في تحديث مستقبلي يهدف لتقديم أدوات تخصيص أوسع تُعزز من التفاعل مع جهات الاتصال ذات الأهمية الخاصة.

السوسنة
منذ يوم واحد
- السوسنة
344 مليار دولار لإنقاذ الصدارة في سباق الذكاء الاصطناعي
السوسنة - تشهد كبرى شركات التكنولوجيا العالمية طفرة غير مسبوقة في الإنفاق الرأسمالي، مدفوعة بسباق محموم نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز بنيتها التحتية الرقمية. ووفقًا لتقديرات حديثة، يُتوقع أن تنفق شركات "مايكروسوفت"، "أمازون"، "ألفابت" (الشركة الأم لـ"غوغل")، و"ميتا" أكثر من 344 مليار دولار خلال عام 2025، يخصص معظمها لبناء مراكز البيانات وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.ففي أحدث بياناتها، أعلنت مايكروسوفت عن رقم قياسي في إنفاقها الرأسمالي بلغ 24.2 مليار دولار في الربع الأخير، مع خطط لرفعه إلى أكثر من 30 مليارًا في الربع الحالي. أما أمازون، فقد أنفقت 31.4 مليار دولار، بزيادة تقارب الضعف مقارنة بالعام السابق، وتعتزم الحفاظ على هذا المستوى.بدورها، رفعت ألفابت مخصصاتها الرأسمالية لعام 2025 إلى 85 مليار دولار، بينما أعلنت ميتا عن رفع الحد الأدنى لتوقعات إنفاقها في العام المقبل، مؤكدة استمرار التوسع في استثمارات الذكاء الاصطناعي.وقالت المديرة المالية لشركة "ميتا"، سوزان لي، إن الشركة تهدف إلى تأمين موقع متقدم في سباق تطوير أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي، فيما أشار الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ إلى أن الذكاء الاصطناعي لعب دورًا محوريًا في تعزيز كفاءة نظام الإعلانات وتحقيق نتائج قوية في الربع الثاني.وتسعى ميتا، عبر مختبرها الجديد للذكاء الاصطناعي المعروف بـ"Meta AI Lab"، إلى بناء أنظمة ذكاء اصطناعي بقدرات تحاكي الإنسان، وتطبيقها في منتجاتها، وذلك من خلال التوسع في مراكز البيانات وجذب أبرز المواهب في المجال بحزم مالية ضخمة.وتشير هذه الخطط مجتمعة إلى تصاعد المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا في سباق السيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، وسط توقعات بأن تُحدث هذه الاستثمارات تحولات جذرية في البنية الاقتصادية والتقنية العالمية خلال السنوات المقبلة. اقرأ أيضاً: