
«التان».. تفاخرٌ باللون البرونزي نهايته سرطان الجلد
حذّر أطباء جلدية من الانتشار المتزايد لظاهرة «التسمير» (التان) والانجراف وراء موضتها المنتشرة بين الشباب والفتيات، خصوصاً خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مؤكدين أن هذه الممارسات لا تعكس صحة أو جمالاً كما يُشاع، بل تُشكّل تهديداً حقيقاً للصحة، وتسبب مخاطر جسيمة، كالتصبغات والتجاعيد الدائمة، كما أنها تُسرّع شيخوخة البشرة، وترفع بشكل كبير خطر الإصابة بالحروق الجلدية وسرطان الجلد، خصوصاً الميلانوما (أحد أخطر أنواع السرطانات الجلدية).
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن العيادات الجلدية تسجّل زيادة في أعداد المراجعين منذ بداية الصيف، مقارنة ببقية شهور العام، مؤكدين أن معظم الحالات تعاني حروقاً جلدية من الدرجة الأولى نتيجة الجلوس لفترات طويلة تحت أشعة الشمس، أو ممارسة «التان» في أوقات الذروة، وبيّنوا أن تحول لون البشرة إلى البرونزي ما هو إلا استجابة دفاعية من الجلد لمحاولة حماية الحمض النووي من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.
كما حذّر الأطباء من أجهزة التسمير الاصطناعي التي تُستخدم للحصول على «تان»، مؤكدين أنها أشد خطورة من التعرّض المباشر للشمس، إذ أظهرت دراسات علمية أنها تضاعف احتمالات الإصابة بسرطانات الجلد، محددين ست فئات يجب أن تتجنّب «التان» تماماً، وتشمل من لديهم تاريخ عائلي لسرطان الجلد، وأصحاب البشرة الفاتحة جداً، والمصابين بأمراض جلدية مزمنة مثل البهاق أو الذئبة، والمصابين بالحساسية الضوئية، أو من يتناولون أدوية تزيد من تحسس الجلد للشمس مثل بعض المضادات الحيوية أو حبوب علاج حب الشباب، والأطفال والنساء الحوامل.
وأكدوا أهمية اتخاذ إجراءات وقائية تنظيمية، لحماية المجتمع من هذه الظاهرة المتكررة، منها وضع إرشادات واضحة وصارمة على الشواطئ والمسابح في الفنادق والمناطق السياحية، تتضمن تحذيرات من التعرّض المباشر للشمس في أوقات الذروة.
وتفصيلاً، حذّر أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية، الدكتور أنور الحمادي، من الانتشار المتزايد لظاهرة «التسمير» (التان) بين الشباب والفتيات، والتي باتت مرتبطة بثقافة المظهر الخارجي والتقليد الأعمى لمشاهير وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال إن «التان» تحول إلى وسيلة تفاخر اجتماعي، حيث يُنظر إلى اللون البرونزي كلون يدل على الرفاهية والرحلات البحرية الفاخرة، في حين أنه في الواقع يُعرّض البشرة لأضرار صحية جسيمة، تبدأ من حروق الشمس وتقشر الجلد، مروراً بالتصبغات وتفاوت ألوان البشرة، وصولاً إلى الشيخوخة المبكرة.
وأضاف، أن الدراسات العلمية أثبتت أن التعرّض المفرط والمستمر لأشعة الشمس يتسبب في تسريع ظهور علامات التقدم في العمر على الجلد «الشيخوخة»، كما أن أصحاب البشرة الفاتحة أو البيضاء معرضون بشكل أكبر للإصابة بسرطان الجلد الناتج عن الحروق المتكررة بسبب التسمير «التان».
وحذّر من أجهزة التسمير الصناعية المستخدمة للحصول على «تان صناعي» والتي تُعدّ أشد خطورة من أشعة الشمس نفسها، إذ ثبت علمياً أنها تزيد من احتمالات الإصابة بسرطانات الجلد المختلفة.
وشدد على أن الاستمتاع بأشعة الشمس لا يجب أن يكون على حساب صحة الجلد، داعياً إلى عدم التفاخر بلون «التان»، وضرورة اتخاذ الاحتياطات الصحية، مثل استخدام واقي الشمس بمعامل حماية لا يقل عن 50%، وأن يكون الواقي مقاوماً للماء ومناسباً لنوع البشرة، وتجديد الواقي كل ساعتين عند التعرّض المستمر لأشعة الشمس، وارتداء ملابس قطنية وخفيفة، واختيار الأوقات الآمنة للتعرّض للشمس، وتجنّب فترات الذروة، مؤكداً أهمية توعية الأطفال في فترات الصيف، خصوصاً أثناء اللعب في الأماكن المفتوحة أو الألعاب المائية، حيث يفقد الواقي فاعليته سريعاً من دون إعادة تطبيقه، ما يُعرّضهم لأضرار طويلة الأمد.
وحذّرت أخصائية الجلدية والتجميل، الدكتورة سارة إياكوفو، من المخاطر الصحية وراء ما يُعرف بظاهرة «التان»، مؤكدة أن تغيير لون البشرة إلى البرونزي لا يعكس صحة أو جمالاً كما يعتقد البعض، بل هو في الحقيقة استجابة دفاعية من الجلد لمحاولة حماية نفسه من تلف الحمض النووي الناتج عن التعرّض للأشعة فوق البنفسجية.
وقالت: «عندما يصبح الجلد أغمق بسبب (التان)، فهذا لا يعني أنه بات أكثر جاذبية، بل إنه يُطلق إنذاراً داخلياً بأنه تعرّض لضرر فعلي، والتصبغ هو نتيجة لتلف خلوي صامت»، موضحة أن التعرّض المتكرر لأشعة الشمس بهدف التسمير يؤدي إلى تسريع شيخوخة البشرة وظهور تصبغات وتجاعيد دائمة، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، خصوصاً الميلانوما، وهو أحد أخطر أنواع السرطان الجلدية.
وحددت فئات يجب أن تتجنّب «التان» تماماً ويُمنع تعرّضها للشمس بقصد التسمير، وتشمل من لديهم تاريخ عائلي لسرطان الجلد، وأصحاب البشرة الفاتحة جداً، والمصابين بأمراض جلدية مزمنة مثل البهاق أو الذئبة، والأطفال والنساء الحوامل.
وأكدت أن الشمس ليست العدو، لكنها تتطلب وعياً بالتوقيت والاعتدال، موضحة أن أفضل الأوقات لاكتساب فيتامين (د) تكون قبل الساعة 10 صباحاً أو بعد الرابعة عصراً، لمدة لا تتجاوز 15-20 دقيقة، مع حماية الوجه والمناطق الحساسة، مشددة على أن استخدام واقي الشمس يجب أن يكون أساساً يومياً، لأنه يوفر حماية من أشعة «UVA» و«UVB»، مع إعادة وضعه كل ساعتين، خصوصاً بعد السباحة أو التعرق.
وحول بدائل التسمير، أوضحت أن منتجات التسمير الذاتية (Self-Tanners) تُعدّ خياراً أكثر أماناً من التعرّض للشمس، لكنها ليست خالية من الشروط، إذ يجب أن تكون مرخصة طبياً وتُستخدم بحسب التعليمات، محذرة من أجهزة التسمير بالأشعة، والتي تحمل مخاطر التعرّض المباشر للشمس نفسها، أو أشد.
وحذّرت من الانجراف وراء موضة «التان» في أوساط الشباب وأصحاب البشرة الحساسة، قائلة: «بعض حروق الشمس لا تختفي، بل تترك وراءها تصبغات مزمنة أو مشكلات جلدية يصعب علاجها، والجمال الحقيقي لا يكون على حساب الصحة. والبشرة السليمة هي الأجمل دائماً».
وقالت أخصائية الأمراض الجلدية، الدكتورة مودة بركات، إن فترة الصيف ومع بداية ارتفاع درجات الحرارة تشهد ازدياداً ملحوظاً في عدد مراجعي العيادات الجلدية، مشيرة إلى أن أغلب الحالات تعاني حروقاً جلدية من الدرجة الأولى ناتجة عن الجلوس لفترات طويلة تحت أشعة الشمس أو ممارسة «التان» في أوقات الذروة، وتحديداً من الساعة 10 صباحاً إلى الرابعة عصراً.
وأوضحت أن حروق الشمس لا تقتصر على الاحمرار أو الألم اللحظي فحسب، بل قد تترك آثاراً طويلة المدى، مثل التصبغات الجلدية، والتحسس وشيخوخة البشرة المبكرة، وربما تتطور في بعض الحالات إلى مراحل خطرة، مثل الإصابة بسرطان الجلد، مشددة على أن كثيراً من الأفراد يجهلون هذه العواقب، ويخاطرون بصحتهم من أجل مظهر جمالي مؤقت.
واقترحت اتخاذ إجراءات وقائية تنظيمية لحماية المجتمع من هذه الظاهرة المتكررة، منها وضع إرشادات واضحة وصارمة على الشواطئ والمسابح في الفنادق والمناطق السياحية، تتضمن تحذيرات من التعرّض المباشر للشمس في أوقات الذروة، مؤكدة أن التوعية المجتمعية ضرورية، لكن لابد من تعزيزها بقرارات تنظيمية تحمي فئات المجتمع، خصوصاً الأطفال والنساء وذوي البشرة الفاتحة، من التعرّض لأشعة الشمس دون وعي صحي سليم.
وأكدت أخصائية الأمراض الجلدية، الدكتورة آيسان رجب، أن ظاهرة «التان» ظاهرة شائعة لكن مضللة طبياً، إذ إن هناك خلطاً كبيراً بين مفهومي الجمال والصحة، حيث يظن البعض أن الحصول على بشرة برونزية يعكس مظهراً صحياً، في حين أن الحقيقة العلمية تؤكد أن كل درجة اسمرار ناتجة عن أشعة الشمس تعني حدوث ضرر على مستوى خلايا الجلد.
وشددت على أن هناك فئات أخرى يجب أن تتجنب «التان» بشكل قاطع، من بينهم المصابون بالحساسية الضوئية أو من يتناولون أدوية تزيد من تحسس الجلد للشمس مثل بعض المضادات الحيوية أو حبوب علاج حب الشباب. وأضافت أن استخدام واقي الشمس ليس أمراً موسمياً أو مقتصراً على البحر فحسب، بل ضرورة يومية، حتى أثناء القيادة داخل السيارة أو الوجود في أماكن ذات إضاءة قوية، ويجب أن يكون الواقي واسع الطيف، مقاوماً للماء، ومناسباً لنوع البشرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
"صحة دبي" تحذر من 3 مخاطر تهدد المصابين بالمهق عند التعرض لأشعة الشمس
حذّرت هيئة الصحة بدبي من 3 مخاطر صحية رئيسية قد يتعرض لها الأشخاص المصابون بالمهق عند التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتشمل "النمش، وظهور الشامات، والإصابة بحروق شمسية"، مؤكدة أهمية الوقاية والحماية للحد من هذه التأثيرات الضارة. وأوضحت الهيئة تزامناً مع اليوم العالمي للتوعية بالمهق، أن المهق هو اضطراب وراثي نادر يؤثر على إنتاج مادة الميلانين في الجسم المسؤولة عن لون البشرة والشعر والعينين، وقد يؤدي إلى مشاكل في الرؤية أيضاً. وأضافت أن من أبرز العلامات والأعراض الشائعة للإصابة بالمهق وجود شعر أبيض أو فاتح جداً، وبشرة شديدة البياض مقارنة بأفراد الأسرة، بالإضافة إلى شحوب في لون الرموش والحواجب، وتفاوت في لون العينين بين الأزرق الفاتح والبني. ودعت الهيئة المصابين إلى اتباع عدد من الإرشادات والنصائح الوقائية لحماية البشرة والعيون، أهمها: "استخدام الكريم الواقي من الشمس، وارتداء الملابس المناسبة، واستخدام النظارات الشمسية، والبقاء في الظل خاصة عند اشتداد أشعة الشمس وتكون عامودية، واستشارة ومراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات جلدية. وأكدت "صحة دبي" أن التوعية المبكرة وتوفير الرعاية الصحية المناسبة يساعدان الأشخاص المصابين بالمهق على التكيف مع التحديات اليومية، والتمتع بحياة صحية وآمنة وناجحة.


البيان
منذ 5 ساعات
- البيان
ماذا يحدث للكبد عند شرب القهوة يومياً؟
لم تعد القهوة مجرد وسيلة للاستيقاظ أو عادة صباحية، بل كشفت الأبحاث الحديثة أنها قد تكون واحدة من أفضل الأصدقاء لصحة الكبد، فعدا عن طعمها المحبّب وانتشارها الواسع حول العالم، أظهرت دراسات علمية أن للقهوة تأثيرات إيجابية متعدّدة على الكبد، بدءا من الوقاية من الأمراض المزمنة وصولا إلى دعم من يعانون من مشاكل كبدية قائمة. أحد أبرز هذه الفوائد يتمثّل في قدرتها على تقليل خطر الإصابة بتليّف الكبد. فقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة Alimentary Pharmacology and Therapeutics أن تناول فنجانين من القهوة يوميا يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بتليّف الكبد بنسبة قد تصل إلى 44%. ويُعدّ هذا المرض من الحالات الخطيرة التي قد تنتهي بفشل كبدي إذا لم تُعالج. إلى جانب ذلك، تساعد القهوة في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو اضطراب ينتج عن تراكم الدهون في خلايا الكبد. وتكمن خطورة هذا المرض في إمكانية تطوّره إلى التهابات مزمنة وتليّف وفشل في وظائف الكبد، إلا أن تناول القهوة بانتظام قد يساهم في الحد من تطوّر هذه الحالة أو حتى منعها منذ البداية. الأمر لا يتوقف هنا؛ فقد أشارت دراسات متعددة إلى أن الاستهلاك المنتظم للقهوة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد، وهذا التأثير الإيجابي يبدو مشتركا بين الجنسين، مما يعزّز مكانة القهوة كمشروب وقائي على نطاق واسع. وتُعزى بعض هذه الفوائد إلى مركب يُعرف باسم "بارازانثين"، والذي يتكوّن عندما يقوم الجسم باستقلاب الكافيين. وقد ثبت أن لهذا المركب القدرة على إبطاء تكوّن الندوب الليفية في الكبد – وهي من العلامات الرئيسية على تدهور وظائف الكبد. علاوة على ذلك، تناول أكثر من ثلاثة أكواب من القهوة يوميا مرتبط بانخفاض "صلابة الكبد"، وهي مؤشر يستخدم لتقييم وجود أمراض مثل التهاب الكبد أو التليّف المتقدّم. ويعدّ انخفاض هذا المؤشر دلالة على تحسن في بنية الكبد ووظائفه. القهوة أيضا غنية بمركبات نشطة حيويا، مثل "كافيستول" و"كاهويول"، والتي أظهرت خصائص مضادة للالتهابات ومحتملة في مكافحة السرطان، مما يمنح القهوة بعدا وقائيا إضافيا يتجاوز الكافيين. ومن اللافت أن هذه الفوائد لا تقتصر على القهوة العادية؛ إذ أظهرت الأبحاث أن القهوة منزوعة الكافيين قد تُقدم تأثيرات مشابهة، مما يشير إلى أن مركبات أخرى غير الكافيين تلعب دورا أساسيا في دعم صحة الكبد. حتى الأشخاص المصابون بمشاكل كبدية مثل التهاب الكبد B أو C، أو المصابون بتليّف الكبد، يمكنهم الاستفادة من تناول القهوة باعتدال (ما بين فنجان إلى ثلاثة يوميا)، حيث تبيّن أن ذلك قد يساعد في إبطاء تقدّم المرض. تجدر الإشارة إلى أن طريقة تحضير القهوة – سواء كانت إسبرسو، مفلترة، أو فورية – لا تؤثر كثيرا على فوائدها، بشرط تجنّب الإضافات غير الصحية مثل السكر الزائد أو الكريمة الثقيلة. لكن تبقى القاعدة الذهبية أن تكون القهوة جزءا من نمط حياة صحي يتضمن نظاما غذائيا متوازنا، ممارسة الرياضة.


الإمارات اليوم
منذ 17 ساعات
- الإمارات اليوم
شراكة بين «الإمارات الخيرية» و«جلفار» لتعزيز العمل الإنساني
وقّعت جمعية الإمارات الخيرية في رأس الخيمة اتفاقية شراكة مع شركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار»، بهدف تعميق التعاون في مجالات الدعم المجتمعي والرعاية الصحية، والإسهام في تمكين الفئات المحتاجة داخل الدولة وخارجها. وتم توقيع الاتفاقية في مقر شركة جلفار بإمارة رأس الخيمة، بحضور الأمين العام لجمعية الإمارات الخيرية، عبدالله سعيد الطنيجي، والرئيس التنفيذي لشركة «جلفار»، باسل زيادة، حيث تم تأكيد التزام الطرفين بتوحيد الجهود، وبناء جسور التعاون المستدام لخدمة المجتمع.