
طالبتان إماراتيتان في برنامج بحثي متقدم بمستشفى «مايو كلينك»
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي ودولي للتميّز العلمي، من خلال دعم مسارات الابتعاث الأكاديمي والبحثي للطلبة المواطنين إلى نخبة المؤسسات العالمية.
وتُعد برامج الابتعاث إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدولة، في بناء جيل جديد من العلماء والأطباء والباحثين القادرين على مواكبة التطورات المتسارعة في مجالات الطب والعلوم والتكنولوجيا.
ووضعت القيادة الرشيدة ملف الابتعاث على رأس أولوياتها التعليمية، موجهة بتوسيع الشراكات الأكاديمية مع الجامعات والمراكز البحثية ذات السمعة العالمية.
ويحظى قطاع الرعاية الصحية باهتمام خاص ضمن هذه الاستراتيجية، ومن هذا المنطلق، كان مستشفى «مايو كلينك» الأميركي، الذي يُصنَّف بين أفضل المستشفيات البحثية في العالم، إحدى الوجهات المفضلة لابتعاث الطلبة الإماراتيين.
وفي إطار هذا التوجه، أعلنت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، عن دعمها لابتعاث طالبتين إماراتيتين في المجال الطبي للمشاركة في برنامج تدريبي بحثي في «مايو كلينك»، بما يسهم في تمكينهما من اكتساب المعرفة العميقة والخبرة العملية التي يمكن توظيفها مستقبلاً في تطوير المنظومة الصحية داخل الدولة.
وتُجسّد المؤسسة رؤية قيادة دولة الإمارات في الاستثمار بالكفاءات الوطنية، من خلال دعم برامج الابتعاث النوعي، وفتح آفاق التدريب والبحث للطلبة الإماراتيين في أرقى المراكز العلمية حول العالم.
بعثة رئيس الدولة للأطباء المتميّزين
وفي إطار بعثة رئيس الدولة للأطباء المتميّزين، تواصل المؤسسة توفير فرص بحثية رائدة للطلبة المواطنين لإجراء أبحاث متقدمة في مؤسسات عالمية مرموقة مثل «مايو كلينك»، بما يعزّز من قدراتهم العلمية ويمنحهم خبرات دولية عالية المستوى.
وأكدت مؤسسة خليفة أن هذا الدعم يمثل حجر أساس، في صقل مهارات الكفاءات الوطنية في مجالات حيوية مثل الطب والعلوم والتكنولوجيا، وتمكينهم من المشاركة الفعّالة في تطوير منظومة البحث والابتكار في دولة الإمارات، بما يتماشى مع طموحات الدولة نحو اقتصاد معرفي متقدّم.
ولفتت المؤسسة إلى أن هذه المبادرات ليست استثماراً في أفراد فحسب، بل في مستقبل الوطن، حيث يعود كل طالب مبتعث بسلاح العلم، ليسهم في تعزيز مكانة الإمارات في الميادين البحثية والطبية على المستوى العالمي.
موزة العليلي.. باحثة مواطنة ترسم طريقها في علم الجينات
تجسّد الطالبة الإماراتية موزة محمد العليلي، نموذجاً مشرفاً لطموح الباحث الإماراتي في مجالات الطب الحيوي، حيث تسير بخطى واثقة نحو تحقيق إنجاز علمي نوعي في واحدة من أدق تخصّصات الطب الجزيئي، مدعومةً برؤية وطنية تضع الإنسان والمعرفة في صميم نهضتها.
العليلي، طالبة دكتوراه في السنة الثالثة بكلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات، تخصّص علوم الطب الحيوي، بدأت رحلتها الأكاديمية بدرجة البكالوريوس في علم المختبر الطبي من كليات التقنية العليا في الشارقة، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
طوال سنوات دراستها، أولت الطالبة العليلي اهتماماً خاصاً بالخلل الجيني المرتبط بالحمض النووي في الميتوكوندريا، مما دفعها إلى العمل بعد التخرج كعالمة مختبر طبي في مستشفيات خليفة الطبية في عجمان لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تتفرغ لمسار البحث العلمي.
واستكملت العليلي مسيرتها بالحصول على درجة الماجستير في العلوم الطبية – الكيمياء الحيوية والأحياء الجزيئية من جامعة الإمارات، وكانت رسالتها حول دراسة الحمض النووي الرايبوزي في مرض السكري من النوع الثاني، وعلاقته بصحة العظام.
أما اليوم، فتعمل العليلي على أطروحتها للدكتوراه، والتي تتناول التغيرات الجينية في مرض السكري النوع الثاني المصاحب للسمنة، مع تركيز دقيق على تأثير المرض على العظام وآلية تواصل الخلايا العظمية في ظروف المرض.
وتقول: «بحثي يستهدف فهم لغة الخلايا من خلال الحويصلات خارج الخلية، وهي آليات دقيقة للتواصل الخلوي تفتح آفاقاً جديدة لتطويرعلاجات أكثر فعالية ودقة».
وتمثل العليلي أول طالبة دكتوراه في جامعة الإمارات، يُدرج بحثها ضمن مجال استخراج الحويصلات خارج الخلية، وهو مجال غير متاح حالياً كتخصص في الجامعة، لكنها، وبفضل منحة بحثية مقدمة من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، في إطار بعثة رئيس الدولة للأطباء المتميزين، حصلت موزة على فرصة فريدة للتدريب في مختبرات «مايو كلينك».
وبدأت العليلي تدريبها مطلع يونيو الجاري، ضمن برنامج يمتدّ من 3 أشهر إلى سنة، بإشراف الخبيرة د. نورين جافيد، المتخصّصة في استخراج الحويصلات من البنكرياس وتطبيقها على خلايا العظام لمرضى السكري.
وتوضح العليلي أن هذه التقنية تساعد على تحديد «لغة» الخلايا، عبر المستقبلات البيولوجية التي تُفرز في الحويصلات، مما يسهم في فهم آليات الشفاء وتطوير علاجات تستهدف المرض في مستوياته الجزيئية.
وتؤكّد العليلي أن ما وصلت إليه ما كان ليتحقق دون الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، ومبادرات المؤسسات الوطنية، وفي مقدمتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، التي تفتح أبواب البحث والتدريب والتطور في أبرز المراكز العالمية.
وتقول إن «دولة الإمارات تمنح كل مواطن فرصة للتطور، وتدعم تخصّصات دقيقة تواكب متطلبات العصر»، مضيفة أن هدفها هو نقل هذا العلم المتقدم إلى الوطن، والمساهمة في تطوير حلول علاجية تعزز من ريادة الإمارات في القطاع الصحي والبحثي.
حصة المنصوري.. طموح علمي بلا حدود في مختبرات «مايو كلينك»
تؤمن الطالبة حصة محمد سعيد المنصوري، طالبة دراسات عليا في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، بأن البحث العلمي ليس مجرد خيار أكاديمي، بل ضرورة حيوية لتطوير الطب في الإمارات، وتحقيق الاكتفاء العلمي محلياً.
وتتابع المنصوري حالياً دراساتها العليا في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، وتم ترشيحها من قبل الجامعة ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، للتقديم على برنامج المتدرب البحثي الزائر في مستشفى «مايو كلينك»، هو مختبر بحثي رائد يسعى إلى اكتشاف أسرار مرض السكري من زاوية غير تقليدية، من خلال التعمق في دراسة الحويصلات خارج الخلوية (EVs) التي تطلقها خلايا بيتا.
ويركّز على فهم التغيرات الدقيقة في محتوى هذه الحويصلات، وكيف تؤثر على لغة التواصل الخلوي أثناء تطور السكري من النوعين الأول والثاني، مما يفتح آفاقاً جديدة نحو تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية لهذا المرض المزمن.
وتقول المنصوري: «هذا النوع من الأبحاث يلامس بشكل مباشر مستقبل الرعاية الصحية، لأنه يفتح المجال لاكتشاف مؤشرات حيوية تسهم في تشخيص السكري بشكل أدق، واستخدامها كأهداف للعلاج الجيني أو الخلوي. الأبحاث التي نُجريها اليوم قد تُحدث فرقاً في علاج ملايين المرضى في المستقبل».
وتؤكد المنصوري أن شغفها بالبحث العلمي بدأ منذ سنوات الدراسة الجامعية، حيث أدركت مبكراً أهمية التعمق في فهم الآليات البيولوجية للأمراض المزمنة، لا سيما مرض السكري الذي يشكّل أحد أبرز التحديات الصحية في المنطقة.
وتضيف: «كلما تعمقت في فهم المرض من منظور بحثي، ازداد إيماني بأن الحلول المستدامة تنبع من المختبرات، وأن الطبيب الباحث هو من يستطيع إحداث التغيير الحقيقي في حياة المرضى».
وترى أن التجربة في مختبرات مثل «مايو كلينك»، تمثل فرصة نادرة لاكتساب مهارات بحثية متقدمة في بيئة علمية ذات معايير صارمة، مما يعزّز قدرتها على الإسهام مستقبلاً في تطوير برامج بحثية محلية تقودها كفاءات إماراتية.
وتضيف المنصوري: «أطمح لأن أكون جزءاً من منظومة بحثية إماراتية متكاملة، تسهم في تطوير حلول علاجية مبتكرة للأمراض المزمنة، وتضع اسم الإمارات في صدارة الابتكار الطبي عالمياً».
وتطمح حصة المنصوري بعد انتهاء تجربتها في «مايو كلينك»، إلى نقل هذه المعارف إلى الإمارات من خلال الإسهام في إنشاء مراكز بحثية متخصّصة في الطب التشخيصي والعلاج الجيني، والمشاركة في تطوير برامج أكاديمية تدعم جيلاً جديداً من الأطباء الباحثين.
وتقول: «نمتلك في دولة الإمارات الإرادة والموارد والقيادة الداعمة، وما نحتاجه اليوم هو أن نتحمل نحن الشباب مسؤولية الاستفادة من هذه الفرص وتحويلها إلى إنجازات علمية تُسهم في خدمة الإنسان».
وأعربت الطالبة المنصوري عن امتنانها العميق للقيادة الرشيدة، على ما توليه من اهتمام ورعاية للطلبة، تقديراً لدورهم في تمكين الشباب وتوفير الفرص البحثية والتعليمية المتميزة.
كما وجهت المنصوري شكرها لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، على دعمها المتواصل وجهودها النوعية في إتاحة فرص التطور الأكاديمي والتدريب العملي والبحثي في مؤسسات دولية مرموقة، مشيرة إلى أن هذا الدعم ليس فقط تعبيراً عن الثقة، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل الوطن، وإيمان بقدرات الشباب الإماراتي على التميز والإسهام في مسيرة التنمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
٢٩-٠٦-٢٠٢٥
- الاتحاد
أداة ذكاء اصطناعي تكشف 9 أنواع من الخرف بفحص واحد
طور باحثون في مستشفى "مايو كلينك" الأميركي أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد الأطباء في التعرف على أنماط نشاط الدماغ المرتبطة بتسعة أنواع من الخرف، من بينها مرض الزهايمر، باستخدام فحص واحد متاح على نطاق واسع، وهو تطور تحويلي في التشخيص المبكر والدقيق. وساعدت الأداة التي أُطلق عليها اسم "StateViewer" الباحثين على تحديد نوع الخرف في 88% من الحالات، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة "نيورولوجي" الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، بحسب تقرير نشره موقع "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية. سرعة ودقة مكّنت الأداة الجديدة الأطباء من تفسير الفحوص الدماغية بسرعة تصل إلى ضعف السرعة المعتادة، وبدقة تصل إلى ثلاثة أضعاف الأساليب التقليدية، وتم تدريب واختبار "StateViewer" باستخدام أكثر من 3600 فحص، تضمنت صوراً لأشخاص مصابين بالخرف وآخرين غير مصابين باضطرابات معرفية. ويشكّل هذا الابتكار خطوة مهمة في التصدي لأحد أبرز التحديات في رعاية مرضى الخرف، والمتمثلة في تحديد المرض في مراحله المبكرة وبدقة، حتى عند وجود حالات متعددة. ومع توفر علاجات جديدة، تزداد أهمية اكتشاف المرض في الوقت المناسب لتوجيه المرضى نحو الرعاية الأنسب في المراحل التي يكون فيها التدخل أكثر فاعلية. وقد يتيح هذا الابتكار تقديم دعم تشخيصي متقدم في العيادات التي تفتقر إلى خبرات متخصصة في طب الأعصاب. تشخيص معقّد يؤثر الخرف على أكثر من 55 مليون شخص حول العالم، مع ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة سنوياً. ويُعد مرض الزهايمر الشكل الأكثر شيوعاً، وهو الآن خامس سبب رئيسي للوفاة عالمياً. ويتطلب تشخيص الخرف عادة اختبارات معرفية، وفحوصات دم، وتصويراً طبياً، ومقابلات سريرية، وإحالات إلى مختصين. ومع ذلك، حتى مع هذه الاختبارات الموسعة، يبقى التمييز بين حالات مثل الزهايمر وخرف أجسام ليوي والخرف الجبهي الصدغي أمراً معقداً، حتى بالنسبة للخبراء المتمرسين. قصة فريدة تم تطوير "StateViewer" تحت إشراف الدكتور ديفيد جونز، طبيب الأعصاب ومدير برنامج الذكاء الاصطناعي بقسم الأعصاب في "مايو كلينك". وقال الدكتور جونز: "كل مريض يدخل إلى عيادتي يحمل قصة فريدة تشكلها تعقيدات الدماغ. وهذا التعقيد هو ما جذبني إلى طب الأعصاب وما يزال يدفعني إلى السعي لإجابات أوضح". وأضاف جونز: "تجسّد الأداة انعكاساً لهذا الالتزام باعتبارها خطوة نحو فهمٍ مبكر، وعلاج أكثر دقة، وتغيير مسار هذه الأمراض يوماً ما". ولتحقيق هذه الرؤية، عمل الدكتور جونز إلى جانب الدكتور ليلاند بارنارد، عالم البيانات الذي يقود هندسة الذكاء الاصطناعي وراء تطوير الأداة. وصرح بارنارد قائلاً: "بينما كنا نصمم (StateViewer)، لم نغفل عن أن خلف كل نقطة بيانات وكل فحص دماغي هناك شخص يواجه تشخيصاً صعباً وأسئلة ملحّة. ورؤية كيف يمكن لهذه التقنية أن تقدم للأطباء رؤى دقيقة وفورية تسلط الضوء على إمكانات التعلم الآلي في الطب السريري". أنماط الدماغ تحلل الأداة فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام الفلوروديوكسي غلوكوز "FDG-PET"، والذي يُظهر كيف يستخدم الدماغ الغلوكوز كمصدر للطاقة. وتُجري "StateViewer" بعد ذلك مقارنة بين الفحص وقاعدة بيانات ضخمة من صور لأشخاص تم تشخيصهم بأنواع مختلفة من الخرف، وتتعرف على الأنماط التي تطابق نوعاً معيناً أو مزيجاً من أنواع الخرف. خريطة بصرية عادة ما يؤثر الزهايمر على مناطق الذاكرة والمعالجة، بينما يشمل خرف أجسام ليوي مناطق ترتبط بالانتباه والحركة، ويؤثر الخرف الجبهي الصدغي على المناطق المسؤولة عن اللغة والسلوك. وتعرض أداة "StateViewer" هذه الأنماط من خلال خرائط دماغية ملونة تُبرز المناطق الرئيسية لنشاط الدماغ، ما يتيح لجميع الأطباء، حتى غير المختصين في طب الأعصاب، فهماً بصرياً لما يراه الذكاء الاصطناعي وكيف يدعم التشخيص. أمجد الأمين (أبوظبي)


زهرة الخليج
٢٨-٠٦-٢٠٢٥
- زهرة الخليج
قلة النوم.. ضارة بالقلب
#صحة يميل بعض الناس إلى السهر لساعات طويلة، وقد يذهبون إلى أعمالهم أو جامعاتهم دون نوم، ولأسباب كثيرة، ما يجعلهم يعانون خلال يومهم من النعاس والخمول والتعب، إلى جانب فقدان التوازن، وعدم القدرة على أداء مهماتهم بحماس وتركيز. قلة النوم.. ضارة بالقلب وإن كان هذا الأمر يحدث أحياناً بسبب ظروف معينة لدى البعض، كصعوبة الحصول على إجازة من العمل، وقد يُعد أمراً عرضياً، إلا أن اللافت أن بعض الناس قد أدمنوا السهر اليومي، مكتفين بفترات نوم وجيزة لا تزيد على ثلاث أو أربع ساعات، وهو ما يصنّفه باحثو جامعة أوبسالا السويدية على أنه خطر حقيقي يهدد صحة الإنسان على المدى الطويل. ويؤكد الباحثون في دراستهم السريرية، التي نشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن النوم المحدود ولساعات قليلة لثلاثة أيام متواصلة، يتسبب في تغيرات في دم الإنسان، تدفعه للإصابة بأمراض القلب! قلة النوم.. ضارة بالقلب وقد استند الباحثون في دراستهم إلى التغيرات التي تطرأ على بروتينات الدم عند التعرض للتوتر والقلق لفترات طويلة نسبياً، وهي نفسها التغيرات التي تظهر عند قلة النوم. إذ بيّنت الدراسة أن ارتفاع هذه البروتينات في مجرى الدم لفترات ممتدة، يزيد خطر الإصابة بقصور القلب، والأمراض التاجية، والرجفان الأذيني بنسبة تصل إلى 125% على المدى البعيد. وأُجريت الدراسة السريرية على 16 طالباً جامعياً يتمتعون بصحة جيدة وبنية جسدية ممتازة، حيث قُسمت الدراسة إلى مرحلتين: الأولى، نوم الطلاب لثماني ساعات يومياً بشكل طبيعي لمدة ثلاث ليالٍ، والثانية، نومهم لأربع ساعات فقط لثلاث ليالٍ أخرى. وفي كلتا الحالتين، قام الباحثون بقياس ضغط دم الطلاب عند إيقاظهم من النوم مرة، ومرة أخرى بعد أداء تمرين رياضي، هو ركوب الدراجة الثابتة. قلة النوم.. ضارة بالقلب وتم تحليل نحو 100 بروتين مختلف في عينات دم الطلاب، وتبيّن أن الحرمان من النوم - مهما كان سببه - يؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع علامات الالتهاب المرتبطة بأمراض القلب. كما أظهرت النتائج أن ممارسة التمارين الرياضية، التي تساعد عادة في تعزيز ضخ الدم إلى القلب والدماغ، لا تُجدي نفعاً على المدى الطويل في حال استمرار عادة قلة النوم، وعدم الحصول على الراحة الكافية للجسم والعقل والقلب. قلة النوم.. ضارة بالقلب ويؤكد خبراء الصحة في موقع مايو كلينك أن للنوم دوراً أساسياً في تحسين جودة حياة الإنسان والحفاظ على توازنها واستدامتها. فالتأثير لا يقتصر على الجانب البدني فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والغذائية والعقلية، إذ يلعب النوم دوراً حاسماً في تعزيز الصحة كجزء أساسي من نمط حياة سليم. كما يسهم النوم في تجديد الطاقة، وتحسين الوظائف العقلية والجسدية، وترميم الخلايا، وتعزيز جهاز المناعة.


صدى مصر
٢٣-٠٦-٢٠٢٥
- صدى مصر
هل أنت مصاب بقصور الدرقية؟ يشرح الخبراء التشخيص وما يعنيه
هل أنت مصاب بقصور الدرقية؟ يشرح الخبراء التشخيص وما يعنيه متابعة : ماهر بدر القاهرة، مصر —منذ فترة وأنت تشعر بالتعب كما أنك اكتسبت بعض الوزن. قد يكون ذلك مجرد علامة على أنك تتقدم بالعمر، ولكن هناك احتمال أن يكون سبب هذه الأعراض العامة هو قصور الدرقية. يشرح فيكتور بيرنت، دكتور في الطب اختصاصي الغدد الصماء في مايو كلينك عوامل الخطورة وكيفية تشخيص الحالة وعلاجها. يشرح الدكتور بيرنت قائلًا: 'قصور الدرقية هي حالة تنتج فيها الغدة الدرقية كميات غير كافية من الهرمون الدرقي'. ويمكن لاختبار الدم أن يؤكد الإصابة بالحالة. والمعرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بقصور الدرقية هم النساء والأشخاص الذين لديهم سيرة مَرضية للإصابة بمرض الغدة الدرقية، وأولئك الذين لديهم مرض في المناعة الذاتية مثل السكري من النوع الأول أو الداء البطني، والأشخاص الذين يعالَجون من فَرْط الدرقية (وهو عندما تفرز الغدة الدرقية كميات كبيرة للغاية من الهرمون الدرقي)، وأولئك الذين قد تلقوا إشعاعًا على الرقبة أو أعلى الصدر أو خضعوا لجراحة في الغدة الدرقية. إذا كان لديك قصور في الغدة الدرقية، قد تكون الأعراض غير ملحوظة في بادئ الأمر، ولكنها قد تشمل التعب وزيادة الوزن وجفاف الجلد والإمساك وألم العضلات وتورم اليدين والقدمين. يقول الدكتور بيرنت: 'إذا كنت تعاني من أحد هذه الأعراض فقط، فإن فرص الإصابة بقصور الدرقية أقل مما لو كانت لديك مجموعة من هذه الأعراض تظهر معًا — حينها يكون هناك مشكلة'. وإذا تُرك قصور الدرقية دون علاج، فقد تتفاقم الأعراض بمرور الوقت وتؤدي إلى مشكلات صحية مثل ارتفاع الكوليسترول ومشكلات القلب. يقول الدكتور بيرنت: 'تتداخل أعراض قصور الدرقية مع مشكلات صحية عامة أخرى. لذلك من المهم، إذا كنت تشتبه بإصابتك بقصور الدرقية، أن تذهب لاستشارة الطبيب ولإجراء اختبارات الدم المناسبة للغدة الدرقية'. غالبًا ما يكون العلاج مجرد تناول دواء فموي للدرقية لإعادة مستويات الهرمون إلى نطاقه النمطي. ومن المرجح أن يستمر العلاج مدى الحياة. نبذة عن مايو كلينك مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك منح التعاطف على أيدي مجموعة من الخبراء لكل شخص يحتاج إلى الشفاء والرد على استفساراته. تفضل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك.