
فيينا تشهد تحرّكًا دبلوماسيًا سودانيًا مكثّفًا: السفير مجدي مفضّل يطرح خارطة الطريق الدولية لإنقاذ السودان
فيينا – دعاء أبو سعدة
في مشهد دبلوماسي يعكس إصرارًا سودانيًا على كسر العزلة الدولية وتسليط الضوء على كارثة إنسانية متفاقمة، عقد سعادة السفير مجدي مفضّل النور، سفير جمهورية السودان لدى النمسا والمندوب الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، مؤتمرًا صحفيًا هامًا اليوم بمقر إقامته، بحضور نخبة من الصحفيين الأوروبيين والعرب، وممثلين عن منظمات أممية، وذلك لعرض جهود البعثة السودانية في نقل حقيقة ما يجري في السودان إلى المجتمع الدولي، وطلب الدعم في وجه حرب تمزّق الجغرافيا وتنهش البنية المؤسسية للدولة.
بين أنقاض الخراب… تُبنى السياسة
وفي مستهل كلمته، قدّم السفير مفضّل عرضًا توثيقيًا مصورًا يُظهر حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في البلاد، بما في ذلك المستشفيات، محطات الكهرباء، والمراكز البحثية. وقال السفير ما يجري في السودان اليوم ليس مجرد صراع مسلح، بل محاولة منظمة لتفكيك الدولة وتجريدها من أدوات البقاء… إنها حرب إبادة للبنية الوطنية نفسها .
الدبلوماسية من ركام الصمت
وأوضح مفضّل أن السفارة السودانية في فيينا تعمل على عدة محاور دبلوماسية ضمن جميع الفعاليات والمنصات التابعة للمنظمات الدولية، وعلى رأسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة (UNODC)، ومكتب شؤون الفضاء الخارجي.
وأشار إلى أن السفارة قدمت مذكرات تفصيلية إلى سكرتاريات هذه المنظمات بشأن ما وصفه بـ'التدمير الممنهج' الذي طال مؤسسات علمية وصحية حساسة، مثل هيئة الطاقة الذرية، المركز القومي للسرطان، مستشفى الخرطوم للأورام، معامل البحوث الزراعية، والمجلس القومي للأدوية والسموم.
كما شدد على أن هذه المؤسسات تحتاج اليوم إلى عون فني عاجل، معدات متقدمة، برامج تدريب وبناء قدرات، وحتى تمويل لإعادة التشغيل، مؤكدًا أن السودان لا يسأل منةً، بل يطالب بحق البقاء الإنساني والعلمي.
المؤتمرات ليست مجرد خطابات
وأوضح السفير أن السودان استخدم كافة المحافل الدولية المتاحة لتوضيح حجم الكارثة. من مؤتمر الطاقة الذرية في سبتمبر، ولجنة المخدرات في مارس، إلى مجلس التنمية الصناعية وفعاليات اليونيدو، كان صوت السودان حاضرًا، وإن لم يكن يُسمع بالقدر الكافي.
وقال لم نأتِ لنبكي أمام الأمم، بل لنعرض عليهم الحقيقة… إن الصمت الدولي، في هذه الحالة، شكل من أشكال المشاركة في الجريمة.
سودان بلا محطة نووية… ولكن برؤية نووية تنموية
ورغم أن السودان لا يمتلك حاليًا محطة نووية، إلا أن السفير كشف عن وجود مشروع طويل المدى لبناء أول محطة طاقة نووية سودانية لأغراض سلمية، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد أن الحكومة السودانية أولت اهتمامًا خاصًا لتوفير متطلبات السلامة النووية في المستشفيات والمختبرات.
نحو مواقع قيادية في المنظمات الدولية
ولم تتوقف جهود السفير عند الدفاع فقط، بل امتدت إلى الهجوم الدبلوماسي الإيجابي، حيث ترشحت السودان لمناصب قيادية داخل المنظمات الدولية، منها:
• رئاسة مجلس التنمية الصناعية التابع لليونيدو (يوليو 2023 - نوفمبر 2024)
• نائب رئيس مؤتمر مكافحة الجريمة المنظمة (2022 - 2023)
• نائب رئيس لجنة تعزيز الوضع المالي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة (2024-2025)
قطع العلاقات مع الإمارات… نقطة تحول
وفي سؤال حول إعلان السودان قطع العلاقات مع دولة الإمارات في 6 مايو 2025، أكد السفير أن القرار جاء نتيجة 'أدلة لا تحتمل التأويل' عن دعم إماراتي نوعي لقوات الدعم السريع، بما في ذلك طائرات مسيرة وأنظمة تسليح حديثة. وأضاف أن هذا الدعم أدى إلى تصعيد خطير في استهداف المرافق الحيوية، لا سيما في شرق البلاد.
دعوة لحراك عالمي حقيقي
اختتم السفير مجدي مفضّل المؤتمر بتوجيه نداء مفتوح إلى كافة الحكومات والمنظمات والضمائر الحرة حول العالم، قائلا
إن ما يحدث في السودان ليس مجرد شأناً داخليًا… نحن أمام اختبار أخلاقي ونظامي للنظام الدولي. فإذا سقط السودان، فلن يبقى أحد في مأمن من عدوى السقوط.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 14 ساعات
- بوابة الأهرام
الكويت تجدد التزامها الدولي بمكافحة الاتجار بالبشر خلال فعالية خليجية في فيينا
فيينا - دعاء أبوسعدة أكدت دولة الكويت التزامها الثابت بمكافحة جريمة الاتجار بالأشخاص وتعزيز منظومة العدالة الجنائية وحقوق الإنسان، وذلك خلال كلمة ألقتها السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج الصباح، مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان، في الفعالية الجانبية لدول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع اللجنة الاستشارية لمكافحة الاتجار بالأشخاص، والمنعقدة على هامش الدورة الرابعة والثلاثين للجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية بالأمم المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا. موضوعات مقترحة وأعربت السفيرة جواهر في مستهل كلمتها عن بالغ سرورها بالمشاركة في هذه الفعالية التي تعكس حرص دول المجلس على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة هذه الجريمة المنظمة الخطيرة، مشيدة بالدور البنّاء الذي تضطلع به اللجنة الاستشارية في دعم العمل الخليجي المشترك وتطوير منظومة الحماية للضحايا. واستعرضت سعادتها الجهود المتكاملة التي تبذلها دولة الكويت لمكافحة الاتجار بالأشخاص، مشيرة إلى سلسلة من الإجراءات التشريعية والمؤسسية والعملية، من أبرزها: • استضافة المنتدى الحكومي الإقليمي السادس لمكافحة الاتجار بالأشخاص، الذي شكّل منصة فاعلة لتبادل الخبرات وإطلاق مبادرة لتكامل الاستراتيجيات الوطنية ضمن إطار خليجي موحّد. • افتتاح مركز إيواء للعمالة الوافدة من فئة الرجال، كخطوة رائدة لتوفير الحماية والرعاية المتكاملة للضحايا المحتملين. • تخصيص ستة مواقع للمدن العمالية، في إطار رؤية شاملة لتحسين بيئة العمل وضمان معايير السكن اللائق، ما يسهم في الحد من عوامل الاستضعاف. • إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين 2025–2028، تحت شعار 'نحو حماية الحقوق وتعزيز العدالة'، والتي تقوم على مبادئ الاستجابة المبكرة، والتكامل المؤسسي، وعدم الإفلات من العقاب. • مراجعة وتحديث الإطار القانوني الوطني، بما يشمل القانون رقم (91) لسنة 2013 بشأن مكافحة الاتجار بالأشخاص، والقانون رقم (114) لسنة 2024 بشأن إقامة الأجانب، فضلاً عن تحديث قوانين العمل في القطاعين الأهلي والمنزلي. كما أكدت السفيرة جواهر على أهمية التعاون الوثيق مع المنظمات الدولية، وفي مقدمتها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، من خلال تبادل الزيارات المهنية والخبرات بشأن تطبيق المعايير الدولية، بما في ذلك قواعد مانديلا، وبانكوك، وطوكيو، وفيينا. وفي سياق التزامات الكويت الدولية، أشارت إلى أن هذه الجهود تأتي انسجامًا مع عضوية دولة الكويت الحالية في مجلس حقوق الإنسان للفترة 2024–2026، وتماشيًا مع 'رؤية كويت جديدة 2035'، ولا سيما ركيزتها السابعة المعنية بتعزيز مكانة الكويت على الصعيد الدولي في مجال حقوق الإنسان. وفي ظل التحديات الإنسانية المتزايدة في مناطق النزاع، دعت سعادة السفيرة إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية وتعزيز الشراكات لمواجهة تفشي هذه الجريمة العابرة للحدود، مقترحة إطلاق منصة رقمية خليجية موحدة تُعنى بتكامل الاستراتيجيات الوطنية، وتُسهّل تبادل المعلومات والخبرات، وتُعزز آليات التعاون التشريعي والقضائي. كما لفتت إلى أهمية الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تقييم خطة العمل العالمية لمكافحة الاتجار بالأشخاص، المقرر عقده في نيويورك في نوفمبر المقبل، مؤكدة تطلع الكويت إلى المشاركة الفاعلة في صياغة إعلان سياسي يعالج التحديات القائمة، لا سيما تلك المرتبطة بالاتجار بالأطفال، والعمل القسري، والجماعات الإجرامية المنظمة، والتقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. وفي ختام كلمتها، أكدت السفيرة جواهر أن دولة الكويت ماضية في التزامها بحماية الكرامة الإنسانية وتعزيز العدالة، من خلال شراكاتها الفاعلة مع دول مجلس التعاون والمجتمع الدولي، لمواجهة جريمة الاتجار بالأشخاص بكافة أشكالها.


وكالة نيوز
منذ يوم واحد
- وكالة نيوز
البناء: الاحتلال يعلن بدء العملية البرية الكبرى ويحدّد 24 أيار لبدء آلية المساعدات
قطر وعمان في الوساطة مع إيران لبدائل وسطيّة للخلاف حول تخصيب اليورانيوم الثنائي رافعة لائحة بيروت وفوز كاسح في البقاع والقوات تهزم العائلات في زحلة وطنية – كتبت صحيفة 'البناء': أعلن كيان الاحتلال البدء بعملياته العسكرية الكبرى في قطاع غزة، وسط تشكيك من الأوساط العسكرية المعنية بالقدرة على تحقيق نتائج جدّية في ملف القضاء على المقاومة المحدّد كهدف للعمليات، بسبب العجز عن تأمين أعداد كافية من الضباط والجنود للعمليات، مع تمرّد الاحتياط والعجز عن التطويع وتراجع الروح القتالية في وحدات النخبة، في ظل كفاءة عالية تظهرها وحدات المقاومة تنظيمياً وقتالياً وتعبوياً في مواجهاتها التي خاضتها منذ استئناف الحرب على غزة قبل شهرين، وبينما يتقدّم الملف الإنساني في غزة ويستنهض حركة شعبية وسياسية وإعلامية عالمية تضغط على الحكومات التي اضطرها المشهد المتوحش للحرب إلى رفع صوتها بالدعوة إلى وقف الحرب، وتسعى حكومة الاحتلال إلى احتواء هذه الضغوط عبر الحديث عن آليّة جديدة لإدخال المساعدات بالتعاون مع واشنطن، يفترض أن تبدأ في 24 من الشهر الحالي. في المنطقة عاد الحراك لكسر الجمود في مفاوضات الملف النووي الإيراني بين واشنطن وطهران، بعد مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنطقة، حيث ظهرت نتائج مباحثات ترامب مع أمير قطر وحديثه عن دور قطر في المفاوضات مع إيران، من خلال زيارة مشتركة لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري والوسيط العماني إلى طهران، وفيما بقيت المباحثات ونتائجها طي الكتمان طرحت بعض المصادر المتابعة الحديث عن فرضية تقديم مقترح قطري لإيران بموافقة أميركية على إقامة منشأة إيرانية للتخصيب في قطر تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عبر بروتوكول قطري إيراني يضمن السيادة الإيرانية على المنشأة التي تنال الصفة الدبلوماسية والحصانة الكاملة، لكنها توفر ضمانة بعدم تطوير منتجاتها لصالح برنامج عسكري نووي. في لبنان، انتهت الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع، وفيما نجحت القوات اللبنانية بتحقيق انتصار في زحلة على لائحة العائلات، بعد كلام عن تعاون قواتي مع التيار الوطني الحر والكتلة الشعبية، كان الأبرز غياب مرشحي القوى التغييرية وجمعيات المجتمع المدني عن ضفة الرابحين انتخابياً، وشكلت انتخابات بيروت صفعة لنواب التغيير مقارنة بنتائج عام 2016 عندما فازت لائحة بيروت مدينتي بـ 40% من أصوات الناخبين، ومهدت الطريق لنتائج الانتخابات النيابية في 2022، وكان الفوز المؤكد حسب التوقعات للائحة الأحزاب، طلباً لضمان المناصفة الطائفية، قد ترافق مع التسليم بأن الثنائي وحده يستطيع أن يشكل ضمانة المناصفة بغياب تيار المستقبل عن الانتخابات، وقد وفر الثنائي رافعة 20 ألف صوت تقريباً لللائحة الموحدة التي اشتركت فيها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب، بتجاوز القوات والكتائب لدعواتهم لنزع سلاح المقاومة. وفيما تترقب الساحة المحلية ارتدادات وتداعيات القمم الأميركية – الخليجية – السورية على لبنان والمنطقة ومساراتها التنفيذية، انشغل الداخل اللبناني بالانتخابات البلدية والاختيارية بجولتها الثالثة في مدينة بيروت والبقاع، حيث سارت العملية الانتخابية بأجواء من الهدوء والديمقراطية والروح التنافسية الرياضية، مسجلة نسبة متدنية من الإشكالات الأمنية واللوجستية والشكاوى. وبينما شكلت انتخابات البقاع لا سيما في بعلبك – الهرمل والبقاع الغربي استفتاءً على خيار المقاومة وتجديد البيعة للثنائي حركة أمل وحزب الله وللمقاومين وللشهداء وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفق ما تشير مصادر في فريق المقاومة لــ'البناء' والتي أشارت الى أن أهل البقاع وبعلبك – الهرمل أثبتوا مرة جديدة تمسكهم بالمقاومة رغم كل حملات التحريض والتشويه الخارجية التي تتعرّض لها المقاومة، وكما أجهضوا بالميدان وبالمواجهات العسكرية المشاريع الإسرائيلية والإرهابية وحموا الحدود الشرقية اللبنانية، أسقطوا أمس، بأصواتهم في صناديق الاقتراع كل الرهانات الداخلية والخارجية على تراجع حضور المقاومة وإبعاد بيئتها عنها، وكانت إشارة بالغة الدلالة حضور أهالي شهداء المقاومة الإسلامية في محافظة بعلبك الهرمل للإدلاء بأصواتهم للوائح 'تنمية ووفاء'، تأكيدًا على الثبات على نهج المقاومة، واستكمالًا لمسيرة الشهداء الذين قدّموا دماءهم دفاعًا عن لبنان. وأوضحت المصادر أنه وكما كانت انتخابات جبل لبنان خصوصاً في الضاحية الجنوبية كانت انتخابات البقاع تجديداً للبيعة لخيار المقاومة، وكانت بيروت إثباتاً للحضور الشعبي الكبير لثنائي حركة أمل وحزب الله ودورهما في ضمان المناصفة المسيحية – الإسلامية في تمثيل بلدية بيروت، استكمالاً لدور الثنائي الوطني المقاوم في تثبيت السلم والاستقرار في الجنوب عبر اتفاق وقف إطلاق النار وتسليم الجيش منطقة جنوب الليطاني وإعادة بناء الدولة والمؤسسات عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإطلاق مسار الإصلاحات واستعادة النهوض الاقتصادي. وحققت لوائح حزب الله وحركة أمل فوزاً كاملاً وهي لوائح 'التنمية والوفاء' في 19 بلدة في محافظة بعلبك الهرمل. والبلدات هي علي النهري، رياق، إيعات، الهرمل، حزرتا، تمنين، تعلبايا، العين، اللبوة، النبي عثمان، بدنايل، بيت شاما، بريتال، عين بورضاي، بوداي، سرعين، النبي شيت، قصرنبا وشمسطار. وأعلنت الماكينة الانتخابية المركزية لحزب الله في البقاع فوز لائحة التنمية والوفاء بكامل أعضائها في مدينة بعلبك. وفازت لائحتا 'التنمية والوفاء' في بلدة سحمر وفي بلدة مشغرة في البقاع الغربي. وفازت اللائحة البلدية المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة أكرم عربي في بلدة كفرقوق. وأشار النائب حسين الحاج حسن، في حديث لـ'المنار'، الى أن 'مؤشرات الانتخابات إيجابية وقوية وتثبت أن حزب اللّه وحركة أمل حاضرون شعبياً بشكل كبير وواسع'، لافتاً إلى أن 'الذي يفكر بحصار أي منطقة أو بلدية هو يحاصر كل البلد والدولة معنية بكل أبنائها'. وأعلنت ماكينة حركة أمل في بيروت بأنه حتى منتصف ليل أمس، تمّ فرز أكثر من 35% من الأصوات والنتائج تظهر تقدم لائحة بيروت بتجمعنا وضمانها الفوز بالمقاعد كافة حتى الساعة. وفي سياق ذلك، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري بعد الإدلاء بصوته في بيروت: 'حافظوا على المناصفة في المدينة ورؤيتنا إنمائيّة'. بدورها، أعلنت الماكينة الانتخابية للتيار الوطني الحر، عن فوز عدد من المخاتير في الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتَي بعلبك الهرمل والهرمل. ووفق خبراء في الشأن الانتخابي فإن الأرقام تشير الى أن ثنائي حركة أمل وحزب الله ثبت حضوره في مناطق انتشاره في البقاع وبعلبك الهرمل والبقاع الغربي وبيروت، فيما توزّعت الحصص في المناطق السنية على قوى وأحزاب ومتعدّدة مع تراجع تصويت تيار المستقبل، فيما الحزب الاشتراكي نال عدداً من البلديات ولم تتغير حصته عن السابق، أما النتائج النهائية في قضاء زحلة ستفرز أحجام القوى والعائلات المسيحية لا سيما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وميريام سكاف. ووفق ما يشير الخبراء لـ'البناء' فإنه ورغم الطابع الإنمائي والتحالفات التكتيكية بين القوى والأحزاب المتخاصمة لا سيما في بيروت وزحلة، إلا أن لها طابعاً سياسياً، أما في البقاع فلها طابع سياسي بامتياز، وتحمل مؤشرات على ما ستكون عليه نتائج الانتخابات النيابية المقبلة. ولفت وزير الداخلية والبلديات أحند الحجار إلى أن العملية الانتخابية سارت بشكل جيد، رغم وقوع بعض الإشكالات الأمنية في أماكن محددة، مع متابعة حالات الرشوة التي تمّ ضبط إحداها في منطقة المعلقة – زحلة، حيث تمّ توقيف شخص على خلفيتها. مشدداً على أن 'الدولة وجّهت رسالة مفادها إعادة احترام الاستحقاقات الدستورية وإعطاء الفرصة للتعبير عن الرأي'. وأشار الحجار إلى أن 'عمليات فرز الأصوات في بيروت تتمّ على أحسن ما يرام وهناك رضى تام من المندوبين على سير العملية الانتخابية'. وقال: 'سنواكب العملية الانتخابية في جنوب لبنان قبل إجرائها وبعده ولن نتخلى عن هذه المنطقة العزيزة على قلبنا'. الى ذلك، تفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل غرفة العمليات المركزية في قيادة منطقة بيروت وغرفة العمليات الفرعية وقيادة فوج التدخل الرابع في ثكنة هنري شهاب – بيروت، حيث اطّلع على الإجراءات الأمنية التي تنفذها الوحدات العسكرية المنتشرة بهدف حفظ أمن العملية الانتخابية. كما أكد أن نجاح هذه العملية يعكس فاعلية عمل المؤسسات المعنية، ويرتكز على أداء الجيش لحفظ الأمن. وشدّد هيكل، على أن 'المسّ بالأمن ممنوع'، مشيرًا إلى 'توقيف عدد كبير من مطلقي النار والمخلّين بالأمن في المراحل السابقة من الانتخابات، وهو ما سوف يتواصل حتى توقيف جميع المتورّطين'. وتوجّه إلى العسكريين بالقول 'أنتم تقومون بواجبكم على أكمل وجه، وهذا أمر أساسيّ لضمان ممارسة المواطنين حقهم في الانتخاب'، وأشاد باحتراف العناصر وانضباطهم رغم تشعُّب المهمات. وفيما تتحضر القرى والمدن الجنوبية للاستحقاق البلدي في جولته الرابعة والأخيرة، فازت لوائح 'التنمية والوفاء' البلديّة في بلدة الطيبة في قضاء مرجعيون بالتزكية، وكذلك الأمر في حاروف – النبطية، حبوش – النبطية وفي باريش – صور، ومخاتير في عربصاليم وحبوش. في غضون ذلك، عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى بيروت آتيًا من روما، بعدما شارك والسيدة الأولى في القدّاس الحبري الأوّل للبابا لاوون الرابع عشر، وقدّما له التهاني بانتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية. ومن المقرّر أن يغادر الرئيس عون بيروت اليوم إلى القاهرة، في زيارة رسميّة إلى مصر، تلبيةً لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويضمّ الوفد الرسمي وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجي، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، وعددًا من المستشارين. وشدّد رئيس الجمهورية في مقابلة مع قناة 'ON TV' المصرية قبيل زيارته إلى القاهرة، إلى أنّ 'مصر تلعب دورًا قياديًا في المنطقة وهي تتفهّم ظروف لبنان'. ولفت إلى أن 'مصر شريك أساسي في المحافظة على الاستقرار'، مضيفًا 'سنبحث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة وسنبحث في ملف إعادة الإعمار وملف الطاقة ودعم الجيش وزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب'. وأشار عون إلى 'أننا بدأنا في خطوات إصلاحيّة واقتصاديّة'، موضحًا أنّه 'لا يمكن حصر موضوع السلاح ضمن مدة زمنية ولا يجب العمل بتسرّع'. وفي وقت سابق، أشار رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال لقائه البابا لاوون الرابع عشر في الفاتيكان، إلى 'أننا ننتظر زيارتكم إلى لبنان، ونثمن عاليًا إعلانكم القيام بكل ما يلزم للسلام في لبنان'. بدوره، أكّد البابا لاوون للرئيس عون 'أنني أصلي دائمًا لأمن لبنان واستقراره وسعادة شعبه، وسأستمر في العمل من أجل السلام في لبنان والمنطقة'. وكانت القمة العربية للدورة الـ34 انعقدت في بغداد السبت الماضي، وأكد رئيس الحكومة نواف سلام الذي رأس وفد لبنان إلى القمة أن 'لبنان افتتح صفحة جديدة بتاريخه عبر فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها وامتلاك قرار الحرب والسلم'. وأضاف: 'الدولة اللبنانية تعمل على تنفيذ القرار 1701 بشكلٍ كامل حرصًا على الشرعية الدولية وإعادة الإعمار وندعو إلى ضغط دولي على إسرائيل للانسحاب من أراضينا'. وتابع سلام: 'ندين بشدة السياسة الإسرائيلية التي تتمادى بسبب غياب المحاسبة ونؤكد دعمنا الثابت لفلسطين ولمبادرة السلام العربية ونؤكد رفض أي محاولات لتهجير أو توطين الفلسطينيين في بلد آخر'. وأشار الى ان 'رفع العقوبات عن سورية سينعكس إيجاباً على لبنان'. أضاف: 'مستعدون للتعاون مع السلطات السورية لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم ونسعى الى ضبط الحدود مع سورية ونكرر ترحيب لبنان بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رفع العقوبات عن سورية'. كما شدّد رئيس الحكومة على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان والعراق، واصفًا إياها بـ'الكبيرة والراسخة'، قائلاً: 'لطالما وقف العراق إلى جانب لبنان في أصعب الظروف'. وفي مقابلة على 'تلفزيون السومرية' العراقي، أضاف سلام: 'الضوء الذي يُنار في بيروت اليوم هو دليل على كرم العراق. نشكر الحكومة والشعب العراقي على الدعم المستمر'. كما أعرب عن أمله في أن ترفع باقي الدول الخليجية الأخرى الحظر المفروض على سفر رعاياها الى لبنان. وأشار إلى تطلّع لبنان أيضاً إلى رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى دول الخليج. وكان سلام التقى نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وبحث معه في سبل توسيع مجالات التعاون الثنائي، خصوصاً في ميادين الطاقة، الاقتصاد، والتبادل الثقافي، بما يساهم في تحقيق المصالح المشتركة. وخلال القمة أعلن رئيس الوزراء العراقي، 'تقديم مبلغ 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان، و20 مليون دولار لإعادة إعمار غزة'. وشدّد السوداني على 'أننا ندعم وقف إطلاق النار في لبنان وكل ما يؤدي إلى استقرار هذا البلد العربي الشقيق'. أمنياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق الزرارية – أبو الأسود. وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن 'الغارة أدّت إلى سقوط ضحية'. من جهته، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن 'الجيش الإسرائيلي قضى على قائد في حزب الله كان يعمل على ترميم بنية تحتية عسكرية للحزب'. وأفاد مراسل 'المنار'، بأن 'قوات إسرائيلية ألقت قذائف مضيئة بشكل منخفض في منطقة الشحل جنوب بلدة شبعا الجنوبيّة بهدف إشعال حريق'. على صعيد آخر، أشار وزير الخارجية السوري أسعد شيباني إلى أنه التقى رئيس الحكومة نواف سلام، على هامش القمة العربية في بغداد، حيث ناقشنا ضرورة التسريع في إنهاء معاناة السوريين الموقوفين في سجن رومية. وقد اتفقنا على بعض الخطوات العملية بهذا الخصوص. ولفت شيباني في تصريح له، إلى أننا نؤكد في الحكومة السورية حرصنا الكامل على إنهاء هذا الملف في أقرب وقت ممكن، ومن الطبيعي أن تستمر بعض تداعيات سنوات الحرب لفترة من الزمن، إلا أن ما يمكن ضمانه هو أن السوريين والسوريات سيبقون دائمًا على رأس قائمة أولوياتنا. وعلمت 'البناء' أن الاتصالات ستتفعل بين الحكومتين اللبنانية والسورية في وقت قريب لإعادة إحياء عدد من الملفات الأساسية بين الدولتين ولا سيما ملف النازحين السوريين في ضوء إعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سورية.


وكالة نيوز
منذ يوم واحد
- وكالة نيوز
إيران استدعاء المملكة المتحدة تهمة d'faires وسط الاحتكاك النووي
تأتي اعتقالات الإيرانيين 'المشبوهة وغير المبررة' وسط توترات باقية على البرنامج النووي الإيراني وتداعيات حرب روسيا أوكرانيا. طهران ، إيران – استدعت وزارة الخارجية الإيرانية تهمة المملكة المتحدة تهمة بشأن ما وصفته بالاعتقالات 'المشبوهة وغير المبررة' للعديد من المواطنين الإيرانيين. وقالت الوزارة في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الأحد ، إن المملكة المتحدة اتهمت في وقت سابق من هذا الشهر العديد من المواطنين الإيرانيين بالجرائم دون تقديم أدلة ، وامتنع عن عمد عن إبلاغ سفارة إيران في الوقت المناسب ، ومنع الوصول القنصلي على عكس المعايير الدولية. كما اتهمت الحكومة البريطانية بإيواء 'الدوافع السياسية لممارسة الضغط على إيران' مع الاعتقالات. يأتي الخلاف الدبلوماسي بعد يومين من الشرطة البريطانية اتهم ثلاثة إيرانيين مع التجسس المشتبه به لخدمات الاستخبارات الإيرانية بموجب قانون الأمن القومي في البلاد لعام 2023. تم اتهام لمستافا سيباهفاند ، 39 عامًا ، فرده جافادي مانيش ، 44 عامًا ، وشابور قالي خاني نوري ، 55 عامًا ، بالسلوك من المحتمل أن يساعد في خدمة الاستخبارات الأجنبية بين 14 أغسطس 2024 و 16 فبراير 2025. مثلوا أمام محكمة الصلح في وستمنستر يوم السبت ، حيث وجهت إليهما تهمة المشاركة في المراقبة والاستطلاع بقصد ارتكاب أو دعم عنف خطير ضد شخص في المملكة المتحدة. تم إحالة قضاياهم إلى محكمة جنائية مركزية ، ومن المقرر عقد الجلسة التالية في أوائل يونيو. الثلاثة هم من بين ثمانية أفراد تم اعتقالهم في مايو ، بما في ذلك سبعة إيرانيين، كجزء من عمليتين منفصلتين قال وزير الداخلية إيفيت كوبر كانت من أكبر التحقيقات من نوعها في السنوات الأخيرة. تم القبض على الإيرانيين الأربعة الآخرين كجزء من عملية 'مكافحة الإرهاب' ، مع تحقيقات مستمرة. تم إطلاق سراح الرجل الثامن دون تهمة الأسبوع الماضي. في جهد محدد نحو تحسين الأمن القومي ضد التأثيرات الأجنبية السرية ، وضعت المملكة المتحدة إيران على أعلى مستوياتها في إطار خطة تسجيل التأثير الأجنبي (FIRS). علاقات متوترة تأتي الاعتقالات وسط علاقات متوترة بين إيران وثلاث صلاحيات أوروبية على البرنامج النووي في طهران. انتقدت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا مرارًا وتكرارًا إيران بسبب الافتقار إلى التعاون المزعوم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) لضمان بقاء البرنامج النووي الإيراني. كان الثلاثي ، الذي وصف E3 في سياق المفاوضات ، طرفًا في الصفقة النووية لعام 2015 الإيرانية ، التي تخلى عنها الولايات المتحدة من جانب واحد في عام 2018. ومع ذلك ، أعدت الولايات المتحدة فتح محادثات مع طهران في محاولة لتأمين صفقة جديدة ، ووسط أربع جولات من المحادثات بوساطة عمان ، أكدت إيران على ذلك مفتوح لعقد المزيد من المحادثات مع E3 أيضًا. تجمع كبار الدبلوماسيين من الجانبين يوم الجمعة في اسطنبول في تركي لاجتماعهم الأول منذ بدء المحادثات النووية مع واشنطن الشهر الماضي. شدد كلا الجانبين على التزام باستمرار الدبلوماسية ، ولكن لم يكن هناك اختراق. بدلاً من ذلك ، حذرت إيران مرارًا وتكرارًا من وجود 'تداعيات خطيرة' إذا دفعت E3 إلى استدعاء آلية 'snapback' في الصفقة النووية 2015 GOMATOSE، والتي من شأنها أن تعيد عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تم رفعها كجزء من اتفاقية المعلم. كما فشل طهران وواشنطن في رؤية وجهاً لوجه حتى الآن عندما يتعلق الأمر بإثراء اليورانيوم ، مع تكرار إيران يوم الاثنين أنه لن يتراجع عنها الحق في الحصول على برنامج نووي مدني. بعد الولايات المتحدة ، قال مبعوث خاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تسمح لإيران بإثراء اليورانيوم حتى 1 في المائة ، وقال وزير الخارجية الإيراني عباس أراغشي إن المطالب 'غير الواقعية' ستؤدي إلى طريق مسدود. يهتم E3 أيضًا بالتقارير العديدة التي تفيد بأن إيران كانت تسليح روسيا لحربها في أوكرانيااتهامات التي ينكرها طهران. المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية Esmaeil Baghaei يعقد مؤتمرًا صحفيًا أسبوعيًا في طهران (ملف: Atta Kenare/AFP) في حديثه إلى الصحفيين يوم الاثنين ، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسميل باجيا إن طهران لم يتلق بعد اقتراحًا مكتوبًا من الولايات المتحدة للتقدم إلى الجولة الخامسة من المفاوضات ، وهو أمر متوقع قريبًا. وقال أيضًا إن إيران لم تقترح مشروع تخصيب مشترك مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، ولكنها تدعم مثل هذا الجهد. 'قد تتطلب منطقة غرب آسيا ، وخاصة دول الخليج الفارسي ، بشكل متزايد الطاقة النووية وبناء محطات الطاقة التي تتطلب الوقود النووي ، لذلك لن يكون الأمر سيئًا إذا تم إنشاء مرافق أو اتحادات الوقود النووي في منطقتنا حتى يتمكن الجميع من الاستثمار فيها.' المصدر الكاتب: الموقع : نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-05-19 13:44:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي