
الرئيس الكوري الجنوبي الجديد "لي" يواجه تحديات حاسمة داخليًا وخارجيًا
بعد فوزه في انتخابات متوترة اختتمت أشهرًا من الاضطرابات السياسية، وصف الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي-ميونغ انتصاره بأنه بداية لعودة البلاد إلى "الحالة الطبيعية"، بعد الأزمة التي أثارها إعلان الرئيس المحافظ السابق يون سوك يول الأحكام العرفية في ديسمبر.
اضافة اعلان
لكن هذا الليبرالي الجريء، الذي تولى منصبه فورًا يوم الأربعاء دون فترة انتقالية، يتولى قيادة البلاد في وقت شديد الحساسية، حيث لا تزال كوريا الجنوبية تعاني من اقتصاد متعثر بسبب الشلل السياسي لأشهر طويلة، وتضرر إضافي بفعل زيادات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
كما يرث لي من سلفه تهديدًا متصاعدًا يتمثل في الطموحات النووية لكوريا الشمالية، وهو تهديد ازداد تعقيدًا بعد تعميق علاقات بيونغ يانغ مع موسكو في ظل حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا.
مواجهة تباطؤ الاقتصاد ورسوم ترمب
في خطاب تنصيبه، اعتبر لي الاقتصاد أولوية قصوى، متعهدًا بتشكيل قوة طوارئ لمواجهة "المعركة وجهاً لوجه" ضد خطر الركود، وتعزيز الإنفاق الحكومي لتحفيز النشاط الاقتصادي.
حذرت المؤسسات الاقتصادية الكورية الجنوبية مرارًا في الأشهر الأخيرة من حالة الاقتصاد، مشيرة إلى ضعف الاستثمارات التجارية، وتراجع إنفاق المستهلكين، وسوق العمل المتدهورة، وبيئة تجارية تزداد سوءًا بسبب سياسات ترمب الحمائية.
ورغم ارتفاع ديون الأسر في البلاد، خفّض البنك المركزي الأسبوع الماضي أسعار الفائدة في محاولة يائسة لضخ المزيد من الأموال، وخفّض توقعاته لنمو عام 2025 إلى 0.8%، وهي الأضعف منذ الانكماش بنسبة 0.7% خلال جائحة كوفيد-19 في 2020.
لن يكون لدى لي وقت طويل للتفاوض مع واشنطن قبل 9 يوليو، عندما تنتهي فترة التجميد المؤقت (90 يومًا) للرسوم المتبادلة عالميًا التي أقرها ترمب، ما قد يجعل المنتجات الكورية الجنوبية عرضة لرسوم تصل إلى 25%.
رغم أن محكمة أميركية قضت مؤخرًا بعدم أحقية ترمب في فرض تلك الرسوم، فإن البيت الأبيض استأنف القرار، ما يجعل مصيرها غير مؤكد. كما يضغط ترمب من أجل فرض رسوم نوعية على قطاعات رئيسية مثل السيارات وأشباه الموصلات، والتي تمثل شريحة كبرى من صادرات كوريا الجنوبية.
وقد يسعى أيضًا لصفقة أوسع تطالب سيول بدفع المزيد لقاء بقاء 28,000 جندي أميركي على أراضيها لردع تهديدات كوريا الشمالية.
وبينما سعت الحكومة السابقة لإبرام "صفقة شاملة" مع ترمب قبل يوليو، دعا لي إلى التروي، معتبرًا أن الهوس باتفاق مبكر "لا يخدم المصلحة الوطنية".
التعامل مع التهديد النووي لكوريا الشمالية
في خطابه الافتتاحي، وعد لي بإعادة فتح قنوات الاتصال مع كوريا الشمالية لخفض التوترات. لكن احتمالات استئناف الحوار بين الكوريتين تظل ضعيفة، حيث ظلت بيونغ يانغ ترفض عروض الحوار منذ انهيار مفاوضاتها مع واشنطن عام 2019 بسبب الخلافات على العقوبات الاقتصادية.
وقد أعادت كوريا الشمالية تركيز سياستها الخارجية على روسيا، إذ أرسلت مؤخرًا آلاف الجنود وكميات كبيرة من العتاد العسكري لدعم روسيا في حربها بأوكرانيا.
اعترف لي خلال حملته بصعوبة الترتيب لقمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في الوقت الحالي، لكنه قال إنه سيسعى لذلك. وأكد أنه سيدعم جهود ترمب لاستئناف الدبلوماسية النووية، معتبرًا أن تحسن العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن قد يفتح الباب أمام مشاريع مساعدات تتطلب دعمًا كوريًا جنوبيًا.
رشّح لي وزير التوحيد السابق لي جونغ-سوك، المعروف بمواقفه التصالحية تجاه كوريا الشمالية، لرئاسة جهاز الاستخبارات، ما يعكس أمله في استئناف الحوار بين الكوريتين، بالنظر إلى الأدوار الخلفية التي لعبها الجهاز في التواصل مع بيونغ يانغ في عهد الحكومات الليبرالية السابقة.
مع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن لي لا يشارك نفس الحماسة القومية لسلفه الليبراليين، ويشككون في مدى التزامه بنهج التهدئة إذا واجهت بلاده استفزازات مثل تجارب صاروخية أو اختراقات حدودية قد تقوّض الدعم الشعبي لسياسته.
الالتزام بالتحالف الأميركي والدبلوماسية الواقعية
اتهم لي سابقًا من قبل منتقديه بالميل إلى بيونغ يانغ وبكين، والابتعاد عن واشنطن وطوكيو. وكان قد انتقد ذات مرة نظام الدفاع الصاروخي الأميركي في كوريا باعتباره مصدرًا للتوتر، وشبّه تعزيز العلاقات الأميركية اليابانية باتفاق عام 1905 الذي مهد لاستعمار اليابان لكوريا.
لكنه في الآونة الأخيرة امتنع عن مثل هذه التصريحات المثيرة للجدل، وتعهد باتباع دبلوماسية واقعية، وتعزيز التحالف مع الولايات المتحدة، والتعاون الثلاثي مع اليابان، مع التأكيد على ضرورة خفض التوترات مع كوريا الشمالية وتجنب الصدام مع الصين وروسيا.
وبينما قد يسعى لاحقًا لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية والصين، والتي تدهورت في عهد يون، إلا أن المحللين يعتقدون أنه لن يُقدم على خطوات جذرية قد تضر بالعلاقات مع واشنطن أو تؤثر سلبًا على الأسواق المالية.
صرّح لي بأنه سيتناول الخلافات التاريخية مع اليابان بمعزل عن القضايا الأمنية والتجارية. وأعرب رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا الأربعاء عن أمله في عقد قمة مع لي "في أقرب وقت ممكن"، وعزمه تعزيز العلاقات الثنائية.
إصلاح الوضع الداخلي
واجه لي اتهامات من خصومه بأنه شعبوي انقسامي، لكنه تعهّد خلال حملته بالوحدة، ودعا إلى إنهاء الاستقطاب السياسي العميق، والعودة إلى الحوار والتوافق.
ومع ذلك، وعد أيضًا بفتح تحقيق شامل في الظروف التي أحاطت بإعلان يون للأحكام العرفية — وهي قضية قد تظل تطارد رئاسته وتثير التوتر مع المحافظين، خصوصًا أن الرئيس المعزول يواجه محاكمة جنائية بتهمة التمرد، وهي تهمة تصل عقوبتها للإعدام أو السجن المؤبد.
وبينما دافع يون عن قراره باعتباره ردًا ضروريًا على ما وصفه بإساءة حزب الديمقراطيين استخدام أغلبيته البرلمانية، فإن تلك الأغلبية ذاتها تمنح لي الآن بيئة مواتية لتمرير سياساته.
ويخشى المحافظون من أن يؤدي ذلك إلى منح لي سلطة شبه مطلقة تمكنه من تمرير تشريعات تحصّنه ضد محاكماته القانونية.
لي يواجه خمس محاكمات منفصلة تتعلق بالفساد وتهم أخرى، لكن جلساتها تم تعليقها قبيل الانتخابات. وتحظر الدستور الكوري ملاحقة الرئيس جنائيًا أثناء ولايته باستثناء قضايا التمرد أو الخيانة، لكنه لا يوضح ما إذا كانت هذه الحصانة تشمل القضايا السابقة للانتخاب.
ويسعى الديمقراطيون لتعديل قانون الإجراءات الجنائية لتجميد محاكمات لي طوال فترة رئاسته، ما أثار انتقادات حادة من المحافظين.- ا ب
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
الأردن.. اتحاد الكرة: سنبدأ بمشروع خصخصة الأندية ونعول عليه في تحسين الوضع المالي
قال نائب رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم مروان جمعة إن الاتحاد سيبدأ بمشروع خصخصة الأندية، مضيفًا أنه أمر يعول عليه الاتحاد في تحسين الوضع المالي للأندية. وأضاف جمعة، الجمعة، أن خصخصة الأندية تتطلب تشريعات جديدة وحوافز، لتبدأ الأندية في الصرف على نفسها. وأشار إلى أن الاتحاد بدأ بـ التمكين الإداري والمالي للأندية، وتحويلها إلى شركات، مشددًا على ضرورة 'تحويل الأندية إلى شركات'. وتحدث عن أنه سيتم تقليص عدد أندية المحترفين من 12 إلى 10، الأمر الذي سيزيد أرباح الأندية من الرعاة بسبب انخفاض عدد الأندية المستفيدة. وأضاف أن بطولة دوري المحترفين ستكون وفق نظام 3 مراحل. ولفت إلى أن الاتحاد يعتمد على القطاع الخاص لدعم المنتخب الوطني، متوقعًا أن يزداد حجم الدعم للمنتخب الوطني وارتفاع قيمة الدعم بعد وصوله لكأس العالم. وبين أن وصول المنتخب الوطني لكأس العالم سيسلط الضوء على اللاعبين الأردنيين، مؤكدًا أن أفضل مهاجمَيْن في قارة آسيا هما مهاجمَا المنتخب الوطني. وكان المنتخب الوطني لكرة القدم قد تأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على نظيره العُماني 3-0، في المباراة التي أقيمت مساء الخميس على ستاد مجمع قابوس الدولي، ضمن منافسات الدور الثالث من تصفيات المونديال. ورفع النشامى رصيده إلى 16 نقطة في المركز الثاني للمجموعة خلف كوريا الجنوبية المتصدرة بـ 19 نقطة، والتي تغلبت بدورها على العراق الذي استقر ثالثًا بـ 12 نقطة، ثم عُمان بـ 10، وفلسطين بـ 9، والكويت بـ 5.


رؤيا نيوز
منذ 10 ساعات
- رؤيا نيوز
الدولار يتجه نحو تسجيل خسارة للأسبوع الثاني
يتجه الدولار الأميركي نحو تسجيل خسارة أسبوعية جديدة اليوم الجمعة، وذلك وسط مؤشرات متزايدة على تباطؤ اقتصادي، في وقت تتعثر فيه المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها دون تقدم ملموس، رغم اقتراب موعد نهائي حاسم. وتترقب الأسواق باهتمام بالغ صدور تقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي بالولايات المتحدة في وقت لاحق من اليوم، بعد أسبوع من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال والتي سلطت الضوء على تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على الاقتصاد الأميركي، وفقا لشبكة (سي إن بي سي). وتداولت العملات الرئيسية ضمن نطاقات ضيقة في التعاملات الآسيوية، مع ترقب المستثمرين لبيانات الوظائف. وسجل اليورو في أحدث التعاملات 1.1436 دولار، بعد أن بلغ في الجلسة السابقة أعلى مستوى له منذ شهر ونصف، مدعومًا بنبرة متشددة من البنك المركزي الأوروبي عقب اجتماعه الأخير. واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.3576 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوياته في أكثر من 3 سنوات في الجلسة السابقة، ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.9 بالمئة. ومن جهته، انخفض الين الياباني بنسبة 0.27 بالمئة إلى 143.93 مقابل الدولار. وكانت العملات قد سجلت مكاسب مقابل الدولار في وقت متأخر من يوم أمس، على خلفية مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ، استمرت لأكثر من ساعة، إلا أن التفاؤل تراجع لاحقًا بسبب استمرار الغموض. وما زاد من ضبابية المشهد، أن الاتصال لم يُفضِ إلى نتائج واضحة، وسرعان ما خفت تأثيره مع تصاعد الخلاف العلني بين ترمب وإيلون ماسك. وارتفع مؤشر الدولار بشكل طفيف إلى 98.85، ولكنه يتجه لتكبد خسارة أسبوعية بنسبة 0.6 بالمئة.


البوابة
منذ 11 ساعات
- البوابة
هل يشهد العالم حرباً جديدة؟.. تايلند تؤكد جاهزية جيشها لمواجهة كمبوديا
أكدت رئيسة وزراء تايلند، بايتونغتارن شيناواترا، اليوم الجمعة، جاهزية الجيش التايلندي للدفاع عن سيادة البلاد، في ظل تصاعد التوتر مع كمبوديا بسبب نزاع حدودي متجدد. وجاءت تصريحات شيناواترا عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي استمر ساعتين، ناقش التطورات الأخيرة على الحدود الشرقية. وقالت رئيسة الوزراء إن الجيش التايلندي "مستعد لأي سيناريو"، لكنها شددت على أن حكومتها تفضل الحلول السلمية لتفادي أي تصعيد قد يؤدي إلى خسائر. وأكدت أن "الحكومة والجيش يعملان معاً ويدعمان بعضهما البعض"، مضيفة أن الجيش يتفهم متى يتطلب الوضع تصعيداً ميدانياً، ومتى يجب التراجع. بدوره، قال قائد القوات المسلحة التايلندية إن الجيش يدعم بالكامل التوجه الحكومي الرامي إلى تسوية النزاع عبر القنوات الدبلوماسية، مؤكداً أن "نهج السلام هو الخيار الأول". غير أن لهجة الجيش التايلندي كانت أكثر حدة في بيان صدر ليل الخميس، إذ أعلن استعداده لتنفيذ "عملية عالية المستوى" في حال حدوث أي "انتهاك لسيادة البلاد". وأوضح البيان أن معلومات استخباراتية تشير إلى أن كمبوديا عززت وجودها العسكري على الحدود، رغم استمرار المحادثات الدبلوماسية، معتبراً ذلك تطوراً "مثيراً للقلق". وأضاف البيان أن "العمليات العسكرية على الحدود تُنفذ بحذر وهدوء، لتفادي وقوع خسائر في الأرواح"، لكنه شدد على أن الجيش التايلندي "مستعد للدفاع عن سيادة البلاد بكل الوسائل إذا لزم الأمر".