logo
ترمب: الضربات دمّرت المنشآت النووية بالكامل... ومحادثات مع إيران خلال أيام

ترمب: الضربات دمّرت المنشآت النووية بالكامل... ومحادثات مع إيران خلال أيام

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أن البرنامج النووي الإيراني تراجع «عقوداً» إلى الوراء، وأن الضربات التي نفّذتها بلاده ألحقت «دماراً شاملاً» بالمواقع المستهدفة.
وشبّه ترمب الضربات الأميركية للمنشآت الإيرانية النووية الثلاث بالضربات ضد هيروشيما وناغازاكي التي أنهت الحرب العالمية الثانية، مشدّداً أن الضربات الأميركية «دمّرت بالكامل» منشآت التخصيب النووي الرئيسة في فوردو ونظنز وأصفهان. وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي بعد قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي: «قال أحدهم إن الاستهداف كان عنيفاً بحيث يمكن تشبيهه بهيروشيما وناغازاكي». وأضاف: «ساهم ذلك في إنهاء حرب أيضاً، أنهى ذلك حرباً بطريقة أخرى لكنّه كان مدمراً للغاية».
وقبل ذلك بساعات، أوضح ترمب أنه لا يريد «استخدام مثال هيروشيما أو ناغازاكي»، مؤكداً أن ما حدث «في الأساس هو الشيء نفسه». وكانت الولايات المتحدة ألقت قنبلتين ذريتين على المدينتين اليابانيتين قبل 80 عاماً، في السادس والتاسع من أغسطس (آب) 1945، وخلّفتا نحو 214 ألف قتيل، وأدّتا إلى استسلام اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقلّل الرئيس الأميركي من أهمية تقرير استخباراتي أشار إلى أن الضربات أعاقت البرنامج النووي لبضعة أشهر فقط، ووصف التقرير المسرّب بأنه ينقل معلومات غير حاسمة ويُشكّل إهانة للطيارين الشجعان الذين قاموا بقصف تلك المنشآت في إيران.
وخلُص تقرير استخباري أولي أميركي، أوردته وسائل إعلام نقلاً عن أشخاص مطلعين، إلى أن الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان لم تدمّر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصّب، خصوصاً في منشأة فوردو المحفورة في جوف الجبال. ووفق التقرير، فقد أغلقت الضربات مداخل بعض المنشآت من دون تدمير المباني المقامة تحت الأرض، وبالتالي أعادت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط إلى الوراء ولم تُدمّره.
كشف الرئيس الأميركي عن عقد «محادثات» مع إيران الأسبوع المقبل، وأكّد أنها لن تسعى للقنبلة النووية، وأنها ستواجه بالقوة الأميركية من جديد إذا أقدمت على إعادة بناء برنامجها النووي. ولم يحدد ترمب طبيعة المحادثات أو مكانها، واكتفى بالقول: «سنتحدث إلى الإيرانيين الأسبوع المقبل. قد نوقّع اتفاقاً (بشأن برنامج طهران النووي)، لا أعرف».
وتابع ترمب أنه ليس مهتماً بشكل خاص بإعادة إطلاق المفاوضات مع إيران، مشدداً على أن الضربات الأميركية دمّرت برنامجها النووي. وأضاف: «من وجهة نظري، لقد قاتلوا، وانتهت الحرب».
ولم تعلن إيران عن أي محادثات مقررة الأسبوع المقبل، رغم أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أكد وجود تواصل مباشر وغير مباشر بين البلدين. وأثار وقف إطلاق النار الهش آمالاً حذرة بإمكانية تحقيق سلام طويل الأمد، رغم إصرار طهران على أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي.
وقال ترمب، الذي ساهم في التفاوض من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الثلاثاء، في اليوم الـ12 من الحرب، إن الأمور «تسير على نحو جيد جداً»، مضيفاً أن إيران «لن تمتلك قنبلة، ولن تقوم بالتخصيب.» كما أعرب ترمب عن رضاه عن إنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أنه «شرف عظيم» له أن يدمر جميع المنشآت والقدرات النووية الإيرانية قبل التوسط في وقف إطلاق النار بين البلدين.
في الوقت الذي نفى ترمب تراجع الولايات المتحدة عن سياسة أقصى الضغوط على إيران، والتي تتضمن قيوداً على مبيعاتها من النفط، إلا أنه أشار إلى احتمال تخفيف تطبيق العقوبات لمساعدة البلاد على إعادة البناء.
ترمب خلال ردّه على أسئلة الصحافيين في لاهاي الأربعاء (رويترز)
ورداً على سؤال عما إذا كان سيخفف عقوبات النفط المفروضة على إيران، قال ترمب خلال المؤتمر الصحافي: «سيحتاجون إلى المال لإعادة البلاد إلى سابق عهدها. نريد أن نرى ذلك يحدث».
وقال الرئيس الأميركي إن الصين يمكنها مواصلة شراء النفط الإيراني بعد أن اتفقت إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار، لكن البيت الأبيض أوضح لاحقاً أن تصريحاته لا تشير إلى تخفيف العقوبات الأميركية، كما نقلت وكالة «رويترز».
وفرض ترمب حزماً متتالية من العقوبات المتعلقة بإيران على عدد من المصافي الصينية المستقلة ومشغلي المواني بسبب مشترياتها من النفط الإيراني.
كشف الرئيس الأميركي عن أن إسرائيل أرسلت عملاء إلى المواقع النووي الإيرانية التي تمّ قصفها للتأكد من «تدميرها بالكامل»، وأن هجومه المفاجئ كان سريعاً لدرجة أن إيران لم تتمكن من نقل اليورانيوم المخصب الموجود في تلك المنشآت النووية. وقال للصحافيين إن «هناك عملاء ذهبوا إلى هناك بعد الضربة، وقالوا إن المنشآت دُمّرت بالكامل». وأضاف: «أعلم أن إسرائيل تُعدّ تقريراً عن ذلك، وقالوا إنه دمر بالكامل».
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال مؤتمر صحافي في لاهاي الأربعاء (أ.ف.ب)
ويدافع ترمب وأعضاء إدارته عن نجاح الضربات الأميركية ضد المنشآت الإيرانية، وكذّب التسريبات الاستخباراتية الأولية التي أشارت إلى أن الضربات ألحقت ضرراً بالبرنامج النووي الإيراني، وأدت لتأخيره لبضعة أشهر فقط، إلا أن أجهزة الطرد المركزي والبنية التحتية الرئيسة يمكنها العمل، وأن طهران قد تُعيد برنامجها النووي في غضون أشهر.
ووصف ترمب الضربات بأنها كانت ناجحة ومثالية، وعدّها «نجاحاً باهراً». وأضاف أن التقارير التي تُقلّل من تأثير العملية مُهينة، وقال إن «ما يؤلمني هو أنها تُهين الطيارين والأشخاص الذين قادوا هذه العملية، أي الجنرالات - لقد كانت عملية مثالية».
وشدد ترمب على أن التقارير الإخبارية حول نقل 400 كيلوغرام من اليورانيوم من المواقع النووية الإيرانية قبل الضربات الأميركية هي «أخبار كاذبة». وقال: «لم تُتح لهم فرصة إخراج أي شيء لأننا تحركنا بسرعة. ربما لو استغرق الأمر أسبوعين (لتمكّنوا من فعل ذلك). لكن من الصعب جداً إزالة هذا النوع من المواد، ومن الصعب جداً عليهم إخراجها، بل وخطير جداً عليهم».
ورأى ترمب أن إيران لن تحاول استئناف برنامجها النووي، وقال: «لن يكرروا ذلك أبداً، لقد مرّوا بظروف عصيبة. أعتقد أنهم قد بلغوا أقصى درجات العذاب. وآخر ما يريدونه هو التخصيب».
ودافع كل من وزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو عن الضربات، وأكّدا تدمير مفاعل فوردو «بالكامل». وقال هيغسيث إن البنتاغون يحقق في تسريب التقرير الاستخباراتي، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي. وعدّ أن «أي شخص يدعي أن القنابل لم تكن مدمرة هو يحاول تقويض نجاح المهمة».
بدورها، كتبت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، على موقع «إكس» إن «هذا التقييم المزعوم خاطئ تماماً، وصُنّف على أنه سري للغاية. ومع ذلك، سُرّب إلى (سي إن إن) من قِبل شخص مجهول ضعيف المستوى في مجتمع الاستخبارات». وأضافت أن «تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترمب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمةً مُحكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني. ويعلم الجميع ما يحدث عندما تُسقط أربع عشرة قنبلة، وزن كل منها 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة. ذلك يعني دماراً كاملاً».
كما خرج ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط، مساء الثلاثاء ليؤكد عبر شبكة «فوكس نيوز» نجاح العملية العسكرية الأميركية. ووصف تسريب تقرير الاستخبارات بأنه أمر مشين، ويمثل «خيانة يجب التحقيق فيها ومحاسبة من قام بها». وقال ويتكوف إن «المواقع الثلاثة تضرّرت في معظمها، إن لم يكن جميعها، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي. وهو ضرر يجعل من شبه المستحيل على إيران إحياء برنامجها النووي في أي وقت قريب». وأضاف: «في رأيي، وفي رأي كثير من الخبراء الذين راجعوا البيانات الأولية، قد يستغرق التعافي سنوات».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل هيوم: نتنياهو اتفق مع ترامب على إنهاء حرب غزة خلال أسبوعين
إسرائيل هيوم: نتنياهو اتفق مع ترامب على إنهاء حرب غزة خلال أسبوعين

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

إسرائيل هيوم: نتنياهو اتفق مع ترامب على إنهاء حرب غزة خلال أسبوعين

كشفت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية، ليل الخميس-الجمعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عدد من الأمور، أهمها إنهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين. وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك الاتفاق سيكون مرهوناً بمراعاة عدة شروط، منها إطلاق سراح جميع الرهائن الخمسين في قطاع غزة، ونفي ما تبقى من قيادة حركة «حماس» إلى خارج القطاع. وينص الاتفاق على أن "تنتهي الأعمال العدائية في غزة خلال أسبوعين، وستشمل شروط إنهاء الحرب 4 دول عربية "منها مصر والإمارات العربية المتحدة" لإدارة قطاع غزة، لتحل محل حركة حماس التي سينفى قادتها إلى دول أخرى". فيديو إقرار إسرائيلي بالفشل في غزة وعدم فهم طبيعة "حماس" وسلوكها وتقول الصحيفة إن المبادئ الأخرى تتضمن أن تستوعب عدة دول في العالم سكان قطاع غزة الذين يسعون إلى الهجرة منه، وأن يتم توسيع اتفاقيات السلام لتشمل دولاً عربية وإسلامية إضافية. وبحسب الصحيفة، من المرجح أن تبدي إسرائيل استعدادها لحل مستقبلي للصراع مع الفلسطينيين، وأن تعترف الولايات المتحدة بتطبيق قدر معين من السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إنه "يبدو أن التوصل إلى اتفاق يتضمن إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن هو العنصر الأصعب على الإطلاق". ولفتت إلى أنه "عشية الحرب مع إيران، قدم نتنياهو عرضاً أكثر مرونة بقليل من مواقفه السابقة، لكن حماس لم ترد عليه حتى اليوم". هناك أيضًا توافق دولي واسع النطاق بين العديد من الدول الأوروبية بشأن الإصلاحات المطلوبة في السلطة الفلسطينية كشرط لإقامة دولة فلسطينية، التزامًا بحل الدولتين.

"ضرب الأخ الأصغر لتحذير الكبار".. كيف تؤثر حرب إيران على حسابات الصين؟
"ضرب الأخ الأصغر لتحذير الكبار".. كيف تؤثر حرب إيران على حسابات الصين؟

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

"ضرب الأخ الأصغر لتحذير الكبار".. كيف تؤثر حرب إيران على حسابات الصين؟

يُضيف قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، بعد أن كان سابقاً من أشد المنتقدين لتورط أمريكا في الحروب الخارجية، تعقيداً جديداً لقادة الصين الذين يحاولون فهم كيفية تعامله مع صراع محتمل بشأن تايوان، حسبما نقلت "نيويورك تايمز". وكان المسؤولون والخبراء الصينيون يحاولون بالفعل استشراف نهج ترمب تجاه تايوان، الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها. والآن، من المرجّح أن يقيموا الضربات على إيران كمؤشر جديد على أسلوب ترمب، الذي كان يرفض العمل العسكري قبل أشهر، ثم فجأة أمطر 3 مواقع نووية رئيسية بالصواريخ والقنابل الأسبوع الماضي. وبالنسبة للصين، يُعد ترمب شخصية يصعب التنبؤ بها في أي سيناريو حول كيفية رد الولايات المتحدة على محاولات بكين إخضاع تايوان، بما في ذلك احتمال استخدام القوة للسيطرة عليها. ولطالما ساعدت الولايات المتحدة في ردع الضغط العسكري الصيني على تايوان من خلال بيع الأسلحة لها، واحتفاظها بإمكانية إرسال قوات إذا اندلعت الحرب. وتساءل بعض المحللين الصينيين إن كان من الممكن، عبر الإقناع أو التهديد، أن تُخفف إدارة ترمب دعمها لتايوان، فخلال حربه التجارية مع الصين، انتقل ترمب من فرض رسوم جمركية عالية إلى التوصل إلى هدنة مؤقتة، متراجعاً فعلياً بعد أن أوقفت بكين تصدير معادن حيوية للولايات المتحدة. والضربات على إيران أظهرت مجدداً مزاجه المتقلب. وقال زاك كوبر، الزميل البارز في معهد "أميركان إنتربرايز": "بعد الضربات على إيران، أعتقد أن القادة الصينيين، سيشعرون بتوتر أكبر إزاء اختبار عزيمة ترمب بشأن تايوان. الحذر مطلوب، لأن ترمب يبدو مستعداً أكثر لاستخدام القوة، وأيضاً لأن أفعاله تبدو أقل قابلية للتنبؤ". محاولات فهم ترمب قبل الضربات، بدا أن الصين زادت من جهودها لاستكشاف توجهات ترمب بشأن تايوان. ففي مكالمة هاتفية بينه والرئيس شي جين بينج هذا الشهر، شدد الأخير على أهمية قضية تايوان، واقترح أن يكون هو وترمب بمثابة "قائدين مشتركين لسفينة العلاقات الأميركية الصينية"، في محاولة واضحة لشق صف الموقف الأميركي المتشدد تجاه بكين. وتصف بكين رئيس تايوان، لاي تشينج-تي، بالانفصالي، وانتقدته بشدة هذا الأسبوع بسبب خطاب قال فيه إن "تايوان دولة مستقلة". في المقابل، تقول الحكومة التايوانية وكثير من السياسيين في واشنطن، إن سلوك الصين "العدائي" هو ما يؤجج التوترات. بعض الباحثين الصينيين الذين التقوا بنظرائهم الأميركيين مؤخراً، بدوا وكأنهم يحاولون معرفة "الخطوط الحمراء" لترمب. وقال كوبر: "الخبراء الصينيون الذين التقيت بهم طرحوا أسئلة دقيقة جداً بشأن ما الذي قد يفعله ترمب إذا اتخذت بكين خطوات ضد تايوان". استعراض صيني ذكرت "نيويورك تايمز" أن اختبارات الصين لعزيمة تايوان والولايات المتحدة مستمرة منذ سنوات، إذ تقوم بإرسال طائرات عسكرية قرب الجزيرة يومياً تقريباً، وأحياناً بالعشرات. وفي مايو الماضي، نشرت الصين نحو 70 سفينة حربية قبالة ساحلها الشرقي، وفق ما كشفه مسؤول أمني تايواني كبير. كما أرسلت لأول مرة حاملة طائرات وسفن دعم إلى المحيط الهادئ، متجاوزة ما يعرف بسلسلة الجزر الأولى (التي تشمل اليابان وتايوان)، ما أثار احتجاجات من طوكيو. وقال شين تشيانج، مدير مركز دراسات تايوان في جامعة فودان بشنغهاي: "تستعد الصين لكل السيناريوهات المحتملة التي قد تواجهها مع ترمب، بما في ذلك التصاعد السريع في التوترات أو حتى خروج الأمور عن السيطرة". وأضاف تشيانج: "رغم أن قضايا إيران وتايوان مختلفة جداً، إلا أن هناك درساً عاماً من ضربة ترمب: إذا رأى أنه من الضروري، فلن يتردد في استخدام القوة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية". شكوك في واشنطن وتايبيه أظهرت إدارة ترمب الحالية دعماً لتايوان، ودعتها لزيادة إنفاقها العسكري بسرعة. وكان وزير الدفاع بيت هيجسيث قال في خطاب بسنغافورة إن تهديد الصين العسكري "قد يكون وشيكاً"، لكنه أوضح أيضاً أن ترمب هو من يتخذ القرار النهائي. وذكرت "نيويورك تايمز" أن هذا ما يقلق بعض المسؤولين في واشنطن وتايبيه؛ إمكانية أن تقنع بكين ترمب بتخفيف دعم واشنطن لتايوان، سواء من خلال الأفعال أو حتى مجرد الكلمات. وتقول بوني جلاسر، وهي خبيرة في شؤون الصين وتايوان بمؤسسة "جيرمان مارشال فاند" الأميركية: "الإدارة ككل تبدو ملتزمة بمواصلة دعم الأمن لتايوان، لكن الشخص الذي يزرع عدم اليقين هو الرئيس نفسه". ورأى بعض الخبراء بتايوان في ضربة ترمب لإيران رسالة غير مباشرة لبكين. وقال أو سي-فو، وهو باحث في معهد الدفاع والأمن الوطني التابع للحكومة التايوانية: "ضرب الأخ الأصغر إيران، لإرسال تحذير للإخوة الكبار: روسيا والصين". لكن حين يتعلق الأمر بتايوان، لطالما اتسمت تصريحات ترمب، كما سابقيه، بالغموض المقصود، وهو نهج يهدف لردع بكين دون تشجيع تايبيه على اتخاذ خطوات استفزازية، وفق "نيويورك تايمز". وفي فترة رئاسته الأولى، شكك ترمب في فعالية التدخل الأميركي ضد قوات الصين القريبة من تايوان، وقال، وفقاً لمستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، إن تايوان تشبه طرف قلم حبر، بينما تشبه الصين مكتب الرئاسة الشاسع. ورغم انتقاداته لممارسات الصين الاقتصادية وتعاملها مع جائحة كورونا، عبّر ترمب مراراً عن إعجابه بالرئيس شي جين بينج، بل أعلن بعد مكالمتهما الأخيرة أن كل منهما دعا الآخر وزوجتيهما لزيارات متبادلة. وقالت أماندا هسياو، مديرة الشؤون الصينية في مجموعة أوراسيا، وهي شركة تقدم استشارات للمستثمرين، "إذا اجتمع الزعيمان، فإن أي تنازلات، حتى وإن بدت صغيرة، في الطريقة التي يتحدث بها ترمب عن تايوان قد تُعتبر مكسباً لبكين، نظراً لاعتماد الجزيرة على تطمينات واشنطن. ومع ذلك، فإن قادة الصين مستعدون أيضاً لاحتمال نشوب أزمة بشأن تايوان، وهم واثقون من أن جيشهم بات أكثر قوة بكثير من القوات الإيرانية الضعيفة التي تغلبت عليها القوات الإسرائيلية والأميركية، وفقاً لما قالته ستايسي بيتيجون، الزميلة البارزة بمركز الأمن الأميركي الجديد، خلال إحاطة إلكترونية هذا الأسبوع. فالصين تمتلك نحو 3 آلاف و500 صاروخ، إلى جانب ترسانة نووية آخذة في التوسع، وقوة بحرية تنمو بسرعة.

رقميةعندما تصبح ساحات القتال فضاءً للإعلام الرقمي
رقميةعندما تصبح ساحات القتال فضاءً للإعلام الرقمي

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

رقميةعندما تصبح ساحات القتال فضاءً للإعلام الرقمي

لم تعد الحرب تبدأ بإطلاق صاروخ أو اجتياح بري، بل كثيرًا ما تسبقها عاصفة إعلامية في الفضاء الإلكتروني، تُشكّل الرأي العام، وتُربك الخصوم، وتُحدّد ملامح المعركة، ففي العقود الماضية، كان الإعلام يُستخدم كأداة مرافقة للعمليات العسكرية، أما في عصر الرقمنة، فقد أصبح منصة انطلاق مستقلة، وربما أكثر تأثيرًا من السلاح ذاته. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ما شهده العالم مؤخرًا من تصعيد إعلامي بين إيران وإسرائيل، حيث لم تكن الهجمات الأخيرة متبادلة فقط عبر الطائرات والصواريخ، بل أيضًا عبر موجات مكثفة من الحملات الإعلامية الرقمية، فمع كل تصعيد عسكري، يُطلق الطرفان جيشًا آخر من الحسابات، والمقاطع المصورة، والمحتوى الموجّه، في محاولة لإقناع الداخل، والتأثير على الخصم، وتحريك المواقف الإقليمية والدولية. في هذا الصراع، لم تعد المنصات الرقمية مجرد وسائط ناقلة، بل تحولت إلى ساحات قتال فعلية، وتُغمر مواقع التواصل بآلاف التغريدات والمقاطع التي تسوّق لـ"رواية النصر" من كل طرف، ما بين محتوى مفبرك، أو معلومات استخباراتية مسرّبة، أو مشاهد درامية تُنشر خصيصًا لإحداث تأثير عاطفي قوي. حتى الحسابات الرسمية لكل جهة باتت تعكس وعيًا استراتيجيًا بأهمية الإعلام الرقمي في خوض هذا النوع من الصراعات، فالمضامين الإعلامية لم تعد تُصاغ بلغة تقليدية، بل بلغة الجمهور، وتُنشر لحظة بلحظة، مرفقة بصور، ورسوم، وخرائط مصممة خصيصًا لإحداث وقع نفسي مباشر. وفي دراسة أجرتها منصة Statista عام 2023، تبين أن 78 % من شباب الشرق الأوسط يكوّنون آراءهم السياسية استنادًا إلى ما يشاهدونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس من خلال الإعلام التقليدي، ما يجعل هذه المنصات أهدافًا استراتيجية في كل حرب معلوماتية. ولم تتوقف الحرب الإعلامية عند بث الرسائل، بل امتدت إلى أنشطة الاختراق والتخريب التي تستهدف منصات الخصم، فقد كشف المركز الوطني للأمن السيبراني في السعودية أن المملكة تصدت لأكثر من 54 مليون محاولة اختراق خلال النصف الأول من عام 2024، ارتبط كثير منها بأنشطة تحريضية أو محاولات لبث رسائل موجهة تتعلق بقضايا إقليمية حساسة. وفي موازاة انطلاق الطائرات المسيّرة لتنفيذ مهماتها، تُفعّل أدوات الذكاء الاصطناعي لرصد الرأي العام وتوجيهه. إذ تستخدم بعض الحكومات برامج مثل Brandwatch وPsyOps AI لتحليل سلوك المستخدمين، وتوقّع ردود أفعالهم، وحتى ابتكار حملات إعلامية مضادة، وقد أشار تقرير 'رويترز ديجيتال نيوز' لعام 2024 إلى أن 42 % من الحكومات التي خاضت نزاعات مسلحة في العام نفسه، اعتمدت على أدوات تحليل البيانات الضخمة لتوجيه حملاتها الإعلامية. في هذا النمط الجديد من الحروب، يصبح كل مستخدم وسيلة نشر محتملة، وكل هاتف ذكي منصة قتال، لقد تغيّر مفهوم 'الجبهة'، فلم يعد يتطلب وجود جندي على الخط الأول؛ بل قد يكون المؤثر الاجتماعي، أو حتى الفرد العادي، هو من يغيّر المزاج العام بتغريدة واحدة أو صورة مؤثرة. لقد بات الإعلام الحربي في الفضاء الرقمي أكثر ضراوة من أي وقت مضى؛ فالفبركة، والتضليل، والعواطف الموجّهة، تحولت إلى أدوات قاتلة تُستخدم بفعالية، وغالبًا ما تكون آثارها النفسية أشد من انفجار قنبلة. فالحرب الحديثة لا تكتفي بتحطيم الجدران، بل تسعى إلى تهشيم القناعات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store