
المنطقة على أعتاب حرب شاملة في حال فشل المفاوضات النووية
وبينما قال القائد العام لـ "الحرس الثوري" حسين سلامي "نحن الآن في خضم حرب شاملة"، مضيفاً أن "شعبنا هادئ وغير قلق، بينما أعداؤنا، وبخاصة الإسرائيليين، يعيشون حالاً من القلق والاضطراب الدائم"، شدد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري على إيمان الجيش بولاية الفقيه، مدعياً أن "القوات التابعة له في جاهزية تامة وسترد بقوة على العدو في حال تعرضت البلاد لأي تهديد".
وأفادت شبكة "سي إن إن" الإخبارية قبل أيام نقلاً عن مسؤولين أميركيين بأن الجيش الإسرائيلي يحضر لاحتمال شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، كما أكد موقع "أكسيوس" هذا التقرير ونقل عن مسؤولين إسرائيليين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينتظر الإعلان الرسمي عن فشل المفاوضات النووية ليصدر أمر الهجوم، كما قال مسؤول أميركي لـ "أكسيوس" إن الإدارة الأميركية قلقة من احتمال قيام إسرائيل بشن هجوم على إيران من دون التنسيق مع واشنطن.
وهدد الرئيس السابق لـ "منظمة الطاقة الذرية الإيرانية" فريدون عباسي، في إشارة إلى جمود المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، قائلاً "نحن قادرون على صنع سلاح نووي، لكن حتى اليوم لم يصدر أي أمر رسمي بصناعته، ومع ذلك فإذا ما اتخذ القرار فإن إيران قادرة على صناعة السلاح النووي".
وصرح المتحدث باسم "لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية" في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، بأن "الأمل في نجاح المفاوضات لم يعد كبيراً"، مشيراً إلى المواقف الأخيرة للمسؤولين الأميركيين وشرطهم الأساس "التوقف الكامل عن تخصيب اليورانيوم"، مضيفاً "أصبحت يائساً ولم أعد أملك كثيراً من الأمل في أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق، ونحن بصدد التحضير لتنفيذ خطة بديلة، فإذا ما كان هدف الأميركيين هو فقط منع إيران من امتلاك سلاح نووي فقد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق، لكن إذا ما كان هدفهم هو التوقف الكامل عن عملية تخصيب اليورانيوم فسيتعذر التوصل إلى اتفاق".
وتزامناً مع هذه التصريحات قال مستشار وزير الخارجية الإيراني محمد حسين رنجبران خلال مقابلة مع قناة "الميادين"، إن الولايات المتحدة غيرت موقفها بصورة مفاجئة في شأن تخصيب اليورانيوم بعد الجولة الثانية من المفاوضات النووية، وبحسب ما ذكره المستشار فإن ممثلي الولايات المتحدة الأميركية أبدوا في مطلع الجولة الثالثة من المفاوضات "موقفاً إيجابياً على رغم مواقفهم الرسمية، لكنهم لاحقاً، وبتغير واضح، طرحوا التوقف الكامل عن تخصيب اليورانيوم كخط أحمر غير قابل للتفاوض"، مؤكداً أن هذا التغيير المفاجئ قوبل برفض شديد من قبل الوفد الإيراني في مسقط مما أدى إلى إلغاء الجولة الرابعة من المفاوضات في بدايتها.
والسبت الماضي، وبعد يوم واحد من جولة المفاوضات الخامسة بين إيران والولايات المتحدة التي نظمت في العاصمة الإيطالية روما، علّق المستشار الأعلى للقائد العام لـ "الحرس الثوري" حسين دقيقي على التصريحات الأخيرة للرئيس دونالد ترمب قائلاً "لقد قلنا إننا لا نملك سلاحاً نووياً، لكنهم اليوم يقولون إنه لا ينبغي لنا حتى امتلاك التخصيب وهذا أمر لا نقبله، فإذا تراجعنا عن التخصيب فستكون الخطوة التالية أن يطالبونا بالتخلي عن الصواريخ أيضاً، ويجب أن يكون هناك تخصيب داخل البلاد ونحن مستعدون للاحتفاظ بالمواد المخصبة على عمق 1000 متر تحت الأرض وفي أي موقع يحددونه لكن فقط داخل إيران، وهذا هو ضماننا".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي السياق نفسه أصدر "الحرس الثوري الإيراني" السبت الماضي بياناً أعلن فيه أنه "في حال تأهب كامل لمواجهة أي تحرك عدائي"، مؤكداً استعداده لـ "رد حاسم"، وجاء في البيان "أصابعنا على الزناد ونحن مستعدون للرد بقوة وبصورة رادعة تتجاوز التصورات، على أي عمل عدائي من جانب العدو، وكذلك هدد "الحرس الثوري" في بيانه بأن هذا الرد "لن يجعل المعتدين الواهمين يندمون بشدة وحسب، بل سيغير أيضاً معادلات القوة الإستراتيجية لمصلحة جبهة الحق وعلى حساب الشيطان الأكبر ووكيله الصهيوني في غرب آسيا".
من جهته حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس الماضي خلال رده على تقارير حول احتمال هجوم وشيك من جانب إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، من أن إيران ستعتبر أي هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية بمثابة هجوم تشارك فيه الولايات المتحدة الأميركية قانونياً، وستحمّل واشنطن مسؤولية تبعاته.
ولم يدل الرئيس دونالد ترمب حتى الآن بأي تصريح حول تفاصيل المفاوضات التي جرت الجمعة الماضي، لكن مسؤولاً أميركياً قال لصحيفة "إسرائيل هيوم" إن الولايات المتحدة شددت خلال "مفاوضات روما" على موقفها النهائي بضرورة التوقف الكامل عن تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية ولم تتراجع عن هذا المطلب، وأضاف المسؤول أن خياراً باسم "الاتفاق التمهيدي" طرح خلال هذه المحادثات ويقضي بأن تقوم إيران بخطوات عملية لإظهار استعدادها للتخلي الكامل عن السعي إلى امتلاك سلاح نووي، ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدرين إيرانيين أن إصرار الولايات المتحدة على وقف تخصيب اليورانيوم داخل إيران يجعل من "غير المرجح أن تسفر المفاوضات النووية عن اتفاق".
وشدد نائب رئيس "منظمة الباسیج" الإيرانية قاسم قريشي على أن "الحفاظ على تخصيب اليورانيوم والطاقة النووية أمر واجب وأكثر إلزاماً لمستقبل إيران في حين يخطط الأعداء لسلب الطاقة النووية منها، كما أن أميركا غير جديرة بالثقة".
أما صحيفة "جوان" التابعة لـ "الحرس الثوري" فقالت في تقريرها حول الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، إن "المفاوضات، وعلى عكس الجولات السابقة، تسير بوتيرة بطيئة ولم يعد بالإمكان التحدث عن التفاؤل بنتائجها كما في الجولات الأربع السابقة".
وفي ظل تصاعد التوترات في أجواء المفاوضات النووية أكثر من أي وقت مضى، وتصريحات مسؤولي النظام الإيراني التي تعكس انعدام الثقة المتزايد بالولايات المتحدة مع مواقف أكثر تشدداً من السابق، فقد باتت آفاق التوصل إلى اتفاق قاتمة للغاية، وفي وقت تتصاعد المواقف العسكرية لطهران فإن التهديدات الصريحة من إسرائيل بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية تكتسب أبعاداً جديدة، فيما تشير تحذيرات قادة "الحرس الثوري" والجيش الإيراني إلى دخول النظام الإيراني مرحلة التأهب العسكري، ونتيجة لذلك لم يعد هناك أمل في إحياء الاتفاق، ويبدو أن المنطقة تقف على أعتاب مواجهة مباشرة، وأن الحرب لم تعد مجرد سيناريو محتمل بل أصبحت خياراً وشيكاً.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 3 دقائق
- Independent عربية
تقرير: الضربة الأميركية دمرت موقعا نوويا إيرانيا من بين ثلاثة
لا تزال المعلومات متضاربة حول الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة الأميركية على مواقع نووية في إيران في يونيو (حزيران) الماضي وحول نتائجها كذلك. وذكرت شبكة "أن بي سي نيوز" الخميس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين، أن تقييماً أميركياً جديداً خلص إلى أن الضربات دمرت في الأغلب موقعاً واحداً فقط من بين ثلاثة مواقع نووية إيرانية، وقالت إن الموقعين الآخرين لم يلحق بهما الحجم نفسه من الأضرار. تأخير قدرات التخصيب وأشار تقرير الشبكة، نقلاً عن مسؤولين حاليين، إلى أن المسؤولين يعتقدون أن الهجوم على منشأة فوردو النووية الإيرانية نجح في تأخير قدرات تخصيب اليورانيوم به بما يصل إلى عامين، بينما لم تتضرر المنشأتان الأخريان بالقدر نفسه، بل ربما تسبب الهجوم في إضعافهما فقط إلى درجة يمكن معها استئناف التخصيب في الأشهر القليلة المقبلة إذا أرادت إيران ذلك. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بعد من تقرير الشبكة، ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب من "رويترز" للتعليق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) القضاء على قدرات إيران النووية وفي حديث لـ"أن بي سي نيوز" أيضاً، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي في بيان "كما قال الرئيس وتحقق المتخصصون، فإن عملية 'مطرقة منتصف الليل' قضت تماماً على قدرات إيران النووية". وفي الإطار نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شون بارنيل إن الرئيس دونالد ترامب "كان واضحاً والشعب الأميركي يعلم أن المنشآت النووية الإيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز تم محوها بشكل كامل وكلي، لا شك في ذلك". عراقجي: الأضرار جسيمة وشنت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي، وقالت إن تلك المواقع جزء من برنامج موجه لتطوير أسلحة نووية. وتصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية. وأشار تقييم أولي في يونيو من وكالة استخبارات الدفاع إلى أن الضربات ربما أدت فقط إلى تراجع البرنامج النووي الإيراني أشهراً، لكن مسؤولين في إدارة ترامب قالوا إن هذا التقييم ليس موثوقاً به، وتم تجاهله لحساب معلومات استخبارات ذكرت أن البرنامج النووي الإيراني تضرر بشدة. ووفقاً لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فإن الضربات على موقع فوردو النووي تسببت في أضرار جسيمة.


الوئام
منذ 3 ساعات
- الوئام
ترمب يخطط لزيارة باكستان في سبتمبر
نقلت محطتان تلفزيونيتان باكستانيتان، اليوم الخميس، عن مصادر مطلعة أن الرئيس دونالد ترمب يتوقع أن يزور باكستان في شهر سبتمبر المقبل. في حال تأكيدها، ستكون هذه الزيارة الأولى لرئيس أمريكي منذ ما يقرب من 20 عامًا، حيث كانت آخر زيارة لرئيس أمريكي لباكستان في عام 2006 عندما زارها الرئيس جورج دبليو بوش. ورغم هذه الأنباء، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية بأنه لا علم لديه بالزيارة المزمعة للرئيس ترمب. ذكرت المحطتان الباكستانيتان أن الرئيس ترمب يعتزم زيارة الهند أيضًا بعد وصوله إلى إسلام أباد في سبتمبر. وقد شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان تحسنًا ملحوظًا مؤخرًا، خصوصًا بعد استضافة الرئيس ترمب لقائد الجيش الباكستاني الفيلد مارشال عاصم منير في البيت الأبيض الشهر الماضي، في اجتماع وُصف بأنه غير مسبوق ويعكس تقاربًا جديدًا بين البلدين.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
الأميركيون يدفعون فاتورة رسوم ترمب الجمركية بتصاعد التضخم
بدأت الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تثقل كاهل المستهلكين الأميركيين مع ارتفاع الأسعار، خلال وقت تستعد فيه الإدارة الأميركية لتوسيع حربها التجارية العالمية بصورة أكثر حدة وربما أكثر كلفة. وظهرت بوادر الأخطار المرتبطة باستراتيجية ترمب الاقتصادية أمس الثلاثاء مع صدور بيانات تظهر تسارع التضخم خلال يونيو (حزيران) الماضي، إذ ارتفعت أسعار الأجهزة المنزلية والملابس والأثاث، وهي سلع تتأثر بشدة بالضرائب التي فرضها ترمب على الواردات من كندا والصين ودول كبرى أخرى. وقوض هذا التقرير من صدقية تأكيدات ترمب المتكررة بأن الأميركيين لن يتكبدوا كلفة نتيجة تصعيده التجاري، على رغم فرضه تعريفات جمركية قاسية على حلفاء وخصوم على حد سواء، شملت منتجات مثل السيارات والفولاذ. ويمثل التقرير الأخير لمؤشر أسعار المستهلك أولى الإشارات إلى ما توقعه الاقتصاديون منذ البداية، أن الشركات والمستهلكين الأميركيين هم من يتحملون العبء الأكبر من هذه الرسوم. ويتزامن صدور هذه البيانات مع استعداد ترمب لفرض جولة جديدة من الرسوم الجمركية خلال أسبوعين، تشمل ضريبة بنسبة 30 في المئة على الاتحاد الأوروبي. ويحذر بعض من أن ارتفاع التضخم الحالي قد يكون مقدمة لزيادات أكبر في الأسعار لاحقاً، إذا مضى ترمب في خططه. وقال رئيس فريق الأبحاث في "آي أن جي" للأميركتين بادرايك غارفي لصحيفة "نيويورك تايمز"، "حتى صدور هذا التقرير، كان بالإمكان القول إن التضخم يتجه إلى التراجع، لكننا الآن نسير في الاتجاه المعاكس نحو الارتفاع". وأوضح أن التقرير لم يكن "مدمراً فورياً" لإدارة ترمب، لكنه يشير إلى مسار سلبي يجعل من الصعب على الرئيس الاستمرار في نفي تأثير سياساته على الأسعار. وعلى رغم أن بيانات مكتب إحصاءات العمل أظهرت ارتفاعاً عاماً بنسبة 2.7 في المئة في الأسعار مقارنة بالعام الماضي -وهو أسرع معدل منذ فبراير (شباط) الماضي- حاول البيت الأبيض التقليل من أهمية هذه الأرقام، إذ أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إلى مكون واحد فقط في التقرير يستثني الغذاء والطاقة، وقالت إن التضخم جاء ضمن توقعات المحللين. أما ترمب فقال للصحافيين "الأرقام كانت جيدة جداً، وكلها ضمن الهامش... لم نر أي تضخم. كل ما في الأمر أننا نحقق ثروة". رسوم ترمب تزعزع الاقتصاد وتربك الأسواق لكن معظم الاقتصاديين حذروا منذ أشهر من أن رسوم ترمب قد تزعزع استقرار الاقتصاد الأميركي، وتربك الأسواق المالية وتكبح النمو وتضر بسوق العمل وكل ذلك مصحوب بارتفاع الأسعار، غير أن ترمب واصل تجاهل هذه التحذيرات، مكرراً أن الرسوم تدر مليارات الدولارات على الحكومة. وفي بداية أبريل (نيسان) الماضي، اتخذ الرئيس السابق دونالد ترمب خطوة غير مسبوقة عبر فرض جولة من الرسوم الجمركية المرتفعة، لكنه سرعان ما تراجع عنها، معلناً تعليقها بعد أيام قليلة من إعلانها، وسط مخاوف من ردود فعل عنيفة قد تضر الاقتصاد الأميركي. وكان الهدف من هذا التوقف الموقت إتاحة الوقت للحكومة الأميركية لعقد اتفاقات تجارية، إلا أن النتائج كانت مخيبة ولم يحرز أي تقدم يذكر في التوصل إلى اتفاقات مهمة. ومع تصاعد الإحباط من وتيرة المفاوضات، بدأ ترمب من جديد تهديداته بفرض رسوم جمركية، عبر سلسلة من الرسائل التي وجهها خلال الشهر الجاري وحدد فيها موعداً نهائياً جديداً هو الأول من أغسطس (آب) المقبل. وبموازاة ذلك، قد يواجه شركاء أميركا التجاريون بمن فيهم الاتحاد الأوروبي زيادات حادة في الضرائب على وارداتهم تبدأ خلال أسابيع قليلة، إذ من المتوقع أن ترتفع الرسوم على بعض السلع الكندية إلى 35 في المئة وعلى منتجات معينة من المكسيك إلى 30 في المئة، مع فرض رسوم عالية على دول أخرى مثل البرازيل واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند. ووفقاً لكبير الاقتصاديين في شركة الاستشارات "إي واي بارثينون" جريجوري داكو، فمن المتوقع أن يرتفع متوسط معدل الرسوم الجمركية إلى نحو 21 في المئة بعد الأول من أغسطس المقبل، وهو ما يشكل "خطراً كبيراً على الاقتصاد" حسب قوله. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي تطور ملحوظ بدأ بعض تلك الأخطار يتضح بصورة أكبر، ففي حين أن الأسعار العامة ارتفعت بصورة طفيفة الشهر الماضي، كانت الزيادات أكثر وضوحاً في بعض المنتجات الأكثر عرضة للضرائب الجمركية، إذ قفزت أسعار الأثاث المنزلي بنسبة واحد في المئة، وهو ارتفاع كبير مقارنة بزيادة قدرها 0.3 في المئة خلال مايو (أيار) الماضي. وارتفعت أسعار الأجهزة المنزلية نحو 1.9 في المئة بعدما كانت 0.8 في المئة. أما أسعار الملابس التي كانت في تراجع سابق فشهدت ارتفاعاً بنسبة 0.4 في المئة خلال يونيو الماضي، مما يُبدي انعكاساً في الاتجاه. كلفة أعلى من الضرائب الجمركية وأشار نائب مدير المجلس الاقتصادي الوطني في إدارة الرئيس جو بايدن، دانييل هورنونغ، إلى أن البيانات تظهر "علامات واضحة ومبكرة لآثار الضرائب الجمركية". وأضاف "وفي نظرة مستقبلية، من المرجح أن تتزايد تلك الآثار". وتوصل محللو "بنك غولدمان ساكس" إلى أن المستهلكين قد يتحملون جزءاً أكبر من كلفة الضرائب الجمركية بعد تنفيذها بالكامل. وحذر التقرير من أن هذا الاتجاه قد يؤدي بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل إلى ارتفاع معدل التضخم، الذي يقاس بمؤشر أساس يفضله "الاحتياطي الفيدرالي"، بنسبة نقطة مئوية أعلى مقارنة بما ستكون عليه الحال من دون تلك الضرائب. وعلى رغم ذلك، ظهر ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء ليؤكد أن "أسعار المستهلكين منخفضة"، متجاهلاً تلك البيانات ومطالباً مرة أخرى البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدلات الفائدة فوراً. وأبقى البنك على أسعار الفائدة من دون تغيير في محاولة لمنع تأثير الضرائب على التضخم، وبخاصة بعدما وصل معدل التضخم إلى أعلى مستوى منذ أربعة عقود عند تسعة في المئة خلال جائحة كورونا. وخلال وقت تصاعدت فيه الانتقادات الموجهة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي وصفه ترمب بـ"العمل السيئ"، بدأت أنباء عن تحركات لإيجاد خليفة له، إذ صرح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن البيت الأبيض بدأ في عملية تحديد بديل لباول، على رغم أن مدة ولايته تنتهي خلال مايو المقبل، وينظر إلى بيسنت كأحد المرشحين المحتملين لهذا المنصب. وفي ما يبدو أن المعركة على سعر الفائدة ستتواصل أبدى بعض المراقبين تحفظهم، إذ اعتبروا أن من غير المرجح أن يقرر "الاحتياطي الفيدرالي" خفض الفائدة خلال الاجتماع المقبل، وبخاصة مع الأدلة التي تشير إلى أن الضرائب الجمركية التي فرضها ترمب أثرت في الأسعار بصورة واضحة. وقال الاقتصادي المحافظ ستيفن مور، وهو مستشار سابق لترمب، إن تقرير التضخم "مقبول لكنه لا يخلو من التحديات"، مشيراً إلى أن "محاربة التضخم لم تنته بعد". وتوقع مور أن يظل "الاحتياطي الفيدرالي" ثابتاً في قراره المقبل وهو ما قد يثير استياء ترمب مجدداً، محذراً من أن استمرار ارتفاع التضخم قد يثير قلق المستهلكين والمستثمرين. أما الاقتصادي السابق في "الاحتياطي" آلان دتمايستر فحذر من أن الضغوط على الأسعار ستتزايد خلال الصيف، على رغم أن البيانات الشهرية تتسم غالباً بالتقلب. وتوقع أن تصل معدلات التضخم بعد استبعاد أسعار الأغذية والطاقة إلى نحو 3.4 في المئة، إلا أنه حذر من أن تطبيق تهديدات ترامب الأخيرة قد يدفع التضخم الأساس إلى تجاوز أربعة في المئة بحلول الربع الثاني من العام المقبل، مما قد يكون له تداعيات كبيرة على الاقتصاد. ويتوقع أن تبقى الأوضاع الاقتصادية مرهونة برد فعل الأسواق والسياسات المقبلة، وسط مخاوف من أن تتسبب التصريحات والقرارات في زعزعة استقرار الأسواق والاقتصاد على المدى الطويل.