
الصين تتجه نحو تعزيز عملتها في مواجهة الدولار وسط الاضطراب الدولي
طرح محافظ البنك المركزي الصيني، بان قونغشنغ، خطة لنظام مالي عالمي يعتمد على عملات رئيسة عدة بدلاً من الاقتصار على الدولار الأميركي، في خطوة تعكس تصعيد بكين لحملتها الرامية إلى إضعاف هيمنة الدولار.
وعلى رغم أن بان لم يذكر الدولار بالاسم، فإنه قدّم انتقاداً مطوّلاً للأخطار المحتملة من الاعتماد الدولي على عملة دولة واحدة فقط، وفي إشارة مبطّنة إلى الولايات المتحدة، حذّر من أن المشكلات المالية والتنظيمية في الدولة التي تُصدر العملة الرئيسة في العالم قد "تتسرّب إلى العالم في شكل أخطار مالية، بل قد تتطوّر إلى أزمة مالية دولية".
وتأتي هذه التصريحات في وقت عبّرت فيه إدارة ترمب عن رغبتها في إضعاف الدولار مقابل العملات الأخرى، بهدف جعل الصادرات الأميركية أكثر جاذبية للمشترين في الخارج، وسجّل الدولار هذا العام تراجعات كبيرة، من بينها انخفاض بنسبة 11 في المئة مقابل اليورو.
وقد يساعد ضعف الدولار في تقليص العجز التجاري الأميركي، لكنه في المقابل قد يرفع كلفة اقتراض الحكومة الأميركية، في ظل تصاعد العجز في الموازنة الفيدرالية.
من جهتها، أبقت الصين على ارتباط وثيق بين عملتها، الرنمينبي، والدولار، مما يعني أنها انخفضت معه، وجعل ذلك صادرات الصين أكثر قدرة على المنافسة، خصوصاً في أوروبا، الشريك التجاري الرئيس، وفي أسواق أخرى.
لا يزال الدولار العملة الأساسية بلا منازع في التجارة العالمية، حتى في التعاملات التي تكون الصين طرفاً فيها، ويليه اليورو في الأهمية، وعلى رغم أن استخدام الرنمينبي الصيني شهد نمواً في الأعوام الأخيرة، فإنه لا يزال يلعب دوراً محدوداً في التجارة الدولية.
وحذّر محافظ البنك المركزي الصيني، من أن الدولة التي تمتلك عملة مهيمنة تسعى حتماً إلى "تسليحها" بصورة غير عادلة خلال النزاعات الجيوسياسية، وتأتي تصريحاته في ظل اصطفاف الصين إلى جانب كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية، واعتراضها المتكرر على الإجراءات الأميركية التي تهدف إلى خنق التبادلات التجارية مع هذه الدول.
وتشتري الصين عملياً جميع صادرات إيران من النفط وجزءاً كبيراً من صادرات روسيا من النفط والغاز، وتُجري هذه التعاملات عبر مصارف وشركات صينية صغيرة ليست لديها حاجة تذكر للتعامل بالدولار.
تمويل التجارة الدولية
ويستمد الدولار قوته جزئياً من استخدامه الواسع في تمويل التجارة الدولية، إذ تعتمد البنوك على إجراءات راسخة منذ عقود مرتبطة بالدولار، بما في ذلك وسائل تقليدية مثل إرسال الفاكس، وفي هذا السياق، وجّه بان انتقاداً لتلك الأنظمة، ودعا إلى استخدام مزيد من التقنيات الناشئة في المدفوعات العابرة للحدود، بما في ذلك الرنمينبي الرقمي الصيني، ما من شأنه تسهيل التجارب التجارية بعملات غير الدولار.
وأدلى بان قونغشنغ، ومسؤولون صينيون بارزون آخرون بهذه التصريحات خلال افتتاح منتدى لوجياتسوي في شنغهاي، الذي يُعد أبرز ملتقى سنوي لصناع السياسات المالية وقادة القطاع المالي في الصين.
لكن طموح بكين في تعزيز مكانة الرنمينبي كبديل للدولار يواجه عقبات كبيرة، من أبرزها الفائض التجاري الضخم والمتزايد الذي تسجله الصين، ونتيجة لذلك، يُستخدم الكثير من الرنمينبي المتداول خارجياً إما لشراء مزيد من السلع الصينية أو سداد ديون مستحقة لبكين.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إضافة إلى ذلك، تفرض الصين قيوداً صارمة على حركة الرنمينبي داخل البلاد وخارجها، وذلك بهدف منع الشركات والأسر الصينية من تحويل مدخراتها إلى الخارج بحثاً عن ملاذات أكثر أماناً أو عوائد مالية أعلى، غير أن هذه القيود تجعل من الرنمينبي وسيلة غير فعالة للأجانب لتخزين القيمة.
وخلال الأعوام الأخيرة، أقنعت بكين عدداً من الدول النامية بتسوية بعض أرصدة تجارتها مع الصين بالرنمينبي، وقالت الاقتصادية المختصة بالصين في مكتب مجموعة أوراسيا في سنغافورة، دان وانغ، لصحيفة "نيويورك تايمز"، "الصين لا تعمم الرنمينبي بالمعنى الغربي، بل تركز على إقليميته من خلال دمجه في التجارة والمدفوعات والعلاقات بين الدول، خصوصاً في أنحاء الجنوب العالمي".
معاناة المستهلكين الصينيين
ومن اللافت أن بان قونغشنغ، لم يأتِ على ذكر معاناة المستهلكين الصينيين في تصريحاته أمس الأربعاء، كما تجاهل الأمر أيضاً عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي وقائد الحزب في شنغهاي، تشن جينينغ، الذي ألقى الكلمة الافتتاحية في المنتدى، وركّز فيها على دور القطاع المالي في تمويل الابتكار العلمي والتكنولوجي.
وضاعفت البنوك الخاضعة لسيطرة الدولة قروضها بسرعة للمصنّعين في مجالات مثل السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية، والتقنيات المتقدمة الأخرى.
بالمقابل، شكّل انهيار سوق العقارات في البلاد ضربة قاسية للإنفاق الاستهلاكي، إذ خسر جزء كبير من الطبقة الوسطى الحضرية مدخراته الحياتية، بعدما تراجعت أسعار الشقق بنسبة تراوحت ما بين الثلث والنصف، وبدأت الأسعار بالانهيار عام 2021 بعدما اتخذت الحكومة خطوات لمعالجة فقاعة مضاربة استمرت لعقود، دفعت بأسعار العقارات إلى الارتفاع نحو 20 ضعفاً في بعض المدن، مما جعل الشقق الجديدة بعيدة عن متناول كثيرين.
ومع ذلك، بدأت مؤشرات طفيفة على استقرار الإنفاق الاستهلاكي بالظهور أخيراً، إذ ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 6.4 في المئة في مايو (أيار) الماضي مقارنة بالشهر نفسه عام 2024، وهو ما تجاوز توقعات معظم الاقتصاديين.
لكن هذا الارتفاع، وفقاً للبيانات الصادرة الإثنين الماضي عن مكتب الإحصاء الوطني في الصين، جاء مدفوعاً في الأساس بزيادة حادة في مبيعات فئات معينة من المنتجات المصنعة محلياً، مثل الأجهزة المنزلية، التي باتت مشمولة بدعم حكومي ضمن برامج الاستبدال.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
بنك إنجلترا يبقي على أسعار الفائدة من دون تغيير
فتحت أسواق الأسهم الأوروبية على انخفاض اليوم الخميس وسط توتر المستثمرين، بسبب استمرار الاضطرابات داخل الشرق الأوسط والمخاوف من احتمال تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين إيران وإسرائيل. وهبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.6 في المئة إلى 537.23 نقطة، واستمرت الهجمات الجوية الإسرائيلية والإيرانية خلال وقت أبقى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب العالم في حيرة من أمره، حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في شن غارات جوية على طهران. وقال ترمب إن المسؤولين الإيرانيين يريدون إجراء محادثات، في حين ذكر تقرير لـ"رويترز" أن وزراء من الاتحاد الأوروبي من المقرر أن يجروا محادثات نووية مع إيران غداً الجمعة. وأثر الصراع الدائر منذ أسبوع على أسعار النفط التي ارتفعت خلال اليوم، مما أدى لصعود أسهم قطاع الطاقة 0.7 في المئة ليصبح الوحيد الذي يسجل مكاسب في أوروبا. وأبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة الأميركية من دون تغيير أمس الأربعاء، لكن رئيس مجلس البنك جيروم باول حذر من تضخم "كبير" متوقع مع اقتراب فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات. بنك إنجلترا في الأثناء، أبقى بنك إنجلترا أسعار الفائدة عند 4.25 في المئة كما كان متوقعاً اليوم، لكنه أشار إلى أنه يركز على الأخطار الناجمة عن ضعف سوق العمل وارتفاع أسعار الطاقة مع تصاعد الصراع داخل الشرق الأوسط. ونظراً لتزايد حال عدم اليقين العالمية واستمرار التضخم المرتفع، صوتت لجنة السياسة النقدية بغالبية ستة أصوات مقابل ثلاثة لمصلحة الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير. وقال محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي "لا تزال أسعار الفائدة على مسار هبوطي تدرجي، على رغم أن واضعي السياسة أضافوا أن أسعار الفائدة ليست على مسار محدد مسبقاً". وأوضح "العالم لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير. في المملكة المتحدة، نشهد علامات ضعف في سوق العمل، وسنبحث بعناية في مدى تأثير هذه المؤشرات في تضخم أسعار المستهلكين". وقال البنك المركزي إن التوتر المتصاعد داخل الشرق الأوسط خلال اجتماعه على مدار الأسبوع الماضي لم يكن عاملاً رئيساً في قراره بتثبيت أسعار الفائدة خلال يونيو (حزيران) الجاري، ولكن سيجري مراقبتها من كثب في المستقبل. "نيكاي" الياباني في أقصى الشرق، تراجع مؤشر "نيكاي" في اليابان اليوم متخلياً عن أعلى مستوى خلال أربعة أشهر، وسط مخاوف المستثمرين بسبب تصاعد التوتر داخل الشرق الأوسط. وأغلق المؤشر الياباني على انخفاض بنسبة واحد في المئة، منهياً سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام دفعت المؤشر إلى أعلى مستوى منذ 20 فبراير (شباط) 2025، وهبط مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.6 في المئة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت المحللة في نومورا فوميكا شيميزو "لا يزال التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط مؤثراً في ثقة المستثمرين، إذ يبدو أن الاتجاه الهبوطي يتسع". الذهب يصعد على صعيد أسواق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران يومه السابع، وسجل البلاتين أعلى مستوى خلال أكثر من 10 أعوام وسط توقعات بنقص الإمدادات. وارتفع الذهب خلال المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 3371.15 دولار للأوقية (الأونصة)، فيما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 3388.60 دولار. وقال كبير محللي السوق في "كيه سي أم تريد" تيم ووترر "حقق الذهب انتعاشاً متواضعاً مع ترقبنا للخطوات التالية في الصراع الإسرائيلي الإيراني. إذا قررت الولايات المتحدة التدخل بصورة مباشرة في الصراع، فقد يزيد ذلك من الأخطار الجيوسياسية". وغالباً ما يستخدم الذهب كملاذ آمن لحفظ القيمة في أوقات الضبابية الجيوسياسية والمالية. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين واحداً في المئة ليصل إلى 1336.08 دولار، وخلال وقت سابق من الجلسة سجل 1348.72 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول) 2014. وزاد البلاديوم 1.1 في المئة إلى 1059.96 دولار، واستقرت الفضة عند 36.72 دولار.


المناطق السعودية
منذ 5 ساعات
- المناطق السعودية
البنك الإسلامي للتنمية يجمع 1.2 مليار دولار أمريكي من أسواق رأس المال من خلال الإصدار الثاني للصكوك العامة لعام 2025
جمع البنك الإسلامي للتنمية 1.2 مليار دولار أمريكي من خلال إصدار صكوك مرجعي في أسواق رأس المال، وأُصدرت هذه الصفقة بنجاح في ظل تقلبات السوق، مما يُبرز حضور البنك الإسلامي للتنمية الراسخ وقوته في سوق الصكوك المقومة بالدولار الأمريكي. وقام البنك، الذي حصل على تصنيف Aaa/AAA/AAA من قبل وكالات ستاندرد آند بورز وموديز وفيتش (جميعها مع نظرة مستقبلية مستقرة)، بتسعير شهادات الائتمان لمدة خمس سنوات بموجب برنامج إصدار شهادات الائتمان بقيمة (25) مليار دولار أميركي، التي سيتم استخدامها لتمويل المشاريع التي تحقق النمو الاجتماعي والاقتصادي في بلدانه الأعضاء البالغ عددها (57) دولة والمجتمعات الإسلامية حول العالم. وتُعد هذه الصفقة ثاني إصدار قياسي للبنك بالدولار الأمريكي هذا العام، بعد إنجازات مهمة حققها في عام 2024م، وشهد ثلاث معاملات قياسية عامة ناجحة عبر أسواق اليورو والدولار الأمريكي، وتجاوز البنك حاجز (50) مليار دولار أمريكي في إجمالي إصدارات الصكوك منذ أن بدأ إصدارها في عام 2003م. واستقطبت الصفقة مشاركة قوية من البنوك المركزية والمؤسسات الرسمية، وبلغت حصتها (59%) من إجمالي الاكتتاب، تليها إدارات الخزينة والبنوك الخاصة بنسبة (35%)، ثم مديرو الأصول والصناديق بنسبة (6%). وتميزت التخصيصات النهائية بتنوعها الكبير، وبلغت نسبة المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (45%)، و(34%) من المملكة المتحدة وأوروبا، و(20%) من آسيا، و(1%) من الولايات المتحدة الأمريكية. وقال نائب رئيس البنك الإسلامي للتنمية للشؤون المالية الدكتور زامير إقبال: 'على الرغم من التقلبات الحادة التي يشهدها السوق، فإننا سعداء للغاية بنجاح إغلاق أحدث إصداراتنا من الصكوك، التي رُفعت قيمتها من مليار دولار أمريكي إلى (1.2) مليار دولار أمريكي'. وأشار إلى أن هذه النتيجة المتميزة تُعد دليلًا على ثقة المستثمرين القوية بجدارة البنك الإسلامي للتنمية الائتمانية, ومهمته الحيوية في البنك, تعزيز التنمية المستدامة في جميع الدول الأعضاء، وستُسهم عائدات الإصدار بشكل كبير في تمويل المبادرات الإستراتيجية ودعم المشاريع المؤثرة عالميًا. من جهته أكد أمين صندوق البنك الإسلامي للتنمية محمد شرف أن النهج المرن والتواصل النشط والمستمر مع المستثمرين أثبت نجاحه في تحقيق أداء قوي في ظل ظروف السوق الحالية، وحقق (80%) من برنامج تمويل البنك لهذا العام.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
ترمب وسباق التسلح: ضعف التفاوض يعيد شبح النووي
أرجع علماء أميركيون تزايد الخطر النووي في العالم إلى ضعف الرئيس دونالد ترمب في التفاوض. وأرجع هؤلاء هذا الضعف إلى أسباب سياسية تتعلق بقوة وشراسة خصومه النوويين في المفاوضات وخصوصاً روسيا والصين، وإلى أسباب شخصية تتعلق بتاريخه في المفاوضات النووية الذي بدأه كعضو مفاوضات عادي يمثل الولايات المتحدة في حقبة الرئيس السابق دونالد ريغان. ونقلت مقالات نشرت عبر وسائل إعلام دولية منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، تأكيد بعض العلماء أن مشكلة ترمب الرئيسة في المفاوضات تعود إلى كونه يعتمد نهجاً غير تقليدي في المفاوضات النووية، إذ تخلى في مفاوضاته مع خصوم نوويين كبار عن نهج المتابعة والتفتيش الدقيق على المنشآت النووية وهو نهج علمي حاز إجماعاً سياسياً كبيراً، مفضلاً اعتماد نهج خاص يقوم على طرق ملتوية مثل استخدام وسائل التجسس على تلك الدول ومنشآتها. حاول وفشل... أكثر من مرة من الواضح أن بعض أوساط المجتمع العلمي الأميركية تدفع باتجاه تحميل الرئيس الأميركي المسؤولية الكاملة عما يجري في العالم من سباق محموم للتسلح النووي. وفي سياق إبعاد التهمة عن أنفسهم، يرى خصوم ترمب أنه خلال ولايته الأولى، قال إنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع كوريا الشمالية فحاول وفشل، ومع إيران لم يحاول قط ثم انسحب من اتفاق قائم، ومع روسيا والصين خلال الوقت ذاته فشل أيضاً مع كليهما. أعتى خصوم ترمب هذا ما يردده أعتى خصوم ترمب السياسيين ومنهم جون ب. ولفستال، وهو خبير عالمي معترف به في مجال الأسلحة النووية والردع وسياسات الأمن الدولي. يدير برنامج الأخطار العالمية في اتحاد العلماء الأميركيين، وهو عضو في مجلس العلوم والأمن في نشرة علماء الذرة، وعضو في المجلس الاستشاري للأمن الدولي التابع لوزارة الخارجية الأميركية. وهو أيضاً مقدم مشارك لبرنامج "سنموت جميعاً"، وهو بودكاست تكنولوجي وأمني يبث على شبكة راديو الدولة العميقة. وشغل هذا الكاتب الشرس ضد ترمب مناصب رفيعة في إدارتي أوباما وبايدن. الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يلتقي بالجنود الذين شاركوا بتدريب في موقع غير محدد من البلاد في عام 2024 (وكالة الأنباء الكورية الشمالية) عجز أمام روسيا والصين منذ عقد من الزمن، دخل العالم العصر النووي الثالث وباتت الأسلحة النووية قابلة للاستخدام من قبل عدد متزايد من الدول. يأتي ذلك في ظل تزايد الحديث من قبل علماء نوويين داخل المجتمع العلمي الأميركي عن سجل ضعيف للرئيس ترمب في التفاوض على الاتفاقات النووية. ويركز رموز في المجتمع العلمي الأميركي على ضعف الرئيس أمام روسيا والصين تحديداً. فالرئيس ترمب حث خلال الرابع من أبريل (نيسان) 2019، على إبرام اتفاقات جديدة للحد من التسلح مع روسيا والصين قبيل محادثات تجارية داخل البيت الأبيض مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي. وفي دافوس عام 2025، لمح ترمب مجدداً إلى أنه قد يحاول التفاوض على اتفاق جديد للحد من التسلح مع روسيا والدخول في محادثات مع الصين. لكن الأمر يبدو شبه مستحيل، إذ من المستبعد جداً أن توافق الصين على أية محادثات من هذا القبيل حتى يصل تعزيزها النووي إلى مستوى مساوٍ للولايات المتحدة وروسيا، وهو أمر قد يستغرق عقدين من الزمن. وحتى ذلك الحين، من المرجح أن يكون أي اتفاق ثنائي بين واشنطن وموسكو. ترمب قديم يقول ولفستال إن "ترمب وليد الحرب الباردة، وهي حقبة كانت فيها الأسلحة النووية تعد الرمز الأسمى للقوة والهيبة الوطنية للولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وكثيراً ما عدَّ ترمب نفسه المفاوض الأبرز. لكن التاريخ يذكر أنه خلال ثمانينيات القرن الماضي، تواصل ترمب مع إدارة ريغان واقترح نفسه كبيراً للمفاوضين في المحادثات النووية مع السوفيات. وكان الرد هو رفض فريق ريغان عرضه. وفي النهاية تفاوض ترمب على معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (INF) خلال عام 1987، ومعاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (START1) عام 1991، وهي أول اتفاق نووي يقلص الترسانات النووية بصورة فعالة. ومن المفارقات أن ترمب انسحب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى عام 2017، أي بعد نحو 30 عاماً من استبعاده من المنصب". وأضاف "لكن الرفض والإخفاقات السابقة لا تموت بسهولة مع ترمب". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) نهج غير تقليدي من المعروف لدى الأوساط العلمية الأميركية والنخب السياسية العالمية أن ترمب يملك نهجاً غير تقليدي في التفاوض. وهنا تكمن مشكلة الرئيس بالنسبة إلى ألد خصومه. فالمجتمع العلمي يرى أن مفاوضات الحد من الأسلحة منذ زمن ريغان إلى عصر أوباما تضمنت عمليات تفتيش ميدانية وعمليات تحقق فعالة، إذ يحظى هذا النهج بإجماع سياسي واسع لدى النخب العلمية والسياسية. وعلى رغم ذلك، فإن الموافقة على مثل هذه الخطوات من خصوم بحجم روسيا والصين، وحتى دول أقل وزناً مثل إيران وكوريا الشمالية، تتطلب عملاً دؤوباً وحازماً، وهو أمر لم يظهره فريق ترمب بعد في هذا المجال. لذلك، قد يتجاوز ترمب هذه الخطوات ويوافق ببساطة على تبادل البيانات مع روسيا، ويعتمد على وسائل الاستخبارات الوطنية أي التجسس من خلال الأقمار الاصطناعية في بقية الأمور. ويؤكد علماء في النشرة الذرية الأميركية عرض مفاوضي ترمب على روسيا نهجاً مماثلاً خلال ولايته الأولى، في صفقة لم تثمر قط. تساؤلات حلفاء أميركا من خلال نظرة إلى الوراء يذكر بعض العلماء بموقف الرئيس ترمب من المفاوضات بعد إعادة انتخابه، إذ كان من المرجح أن تسرع إعادة انتخابه عدداً من هذه الاتجاهات التفاوضية. ولكن هذا لم يحدث. لذلك تزايدت تساؤلات حلفاء الولايات المتحدة عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن أمنهم في الأزمات. كل ذلك خلال وقت تضاعف فيه واشنطن، وفق ولفستال، استثماراتها النووية. وبدلاً من ذلك اتجهت إدارة ترمب إلى تحديث ترسانتها النووية ووسعتها لتشمل سلاحاً نووياً جديداً واحداً في الأقل، وهو صاروخ كروز نووي يطلق من البحر، "مع احتمال أن يشمل هذا التوسع في الترسانة النووية الأميركية أيضاً استئناف التجارب النووية المتفجرة في الولايات المتحدة". أخيراً، وعلى رغم كل هذه التطورات السلبية، أشار ترمب ضمن منتديات اقتصادية عالمية خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى أنه "قد يحاول التفاوض على اتفاق جديد للحد من الأسلحة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وتضمنت هذه المنتديات وغيرها عرض ترمب الأولي دعوات للتفاوض مع الصين.