
«وول ستريت جورنال» لا تتوقع تفوق واشنطن على بكين في «معركة المعادن»
توقع تقرير نشرته جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية ألا تحقق الولايات المتحدة نجاحا كبيرا أمام منافستها الصين في مجال المعادن الحيوية النادرة، وذلك بسبب الاحتياطات الهائلة التي تملكها الأخيرة والجانب الأكبر من قدرات المعالجة في العالم، وهي عوامل تمكنها من تحديد الأسعار بسهولة.
وذكر التقرير، المنشور أمس الإثنين، أن الصين تملك القدرة على أن تملي الأسعار، في الوقت الذي تجد عديد من شركات التعدين الغربية صعوبة في التعامل مع السياسات الأميركية المتقلبة تجاه بكين وغيرها من الدول التي تملك احتياطات حيوية من المعادن الحرجة المستخدمة في مجالات التكنولوجيا والدفاع والتحول الأخضر.
وقد برزت حاجة الولايات المتحدة الماسة إلى المعادن الحيوية، التي تشمل موارد بينها النيكل والليثيوم والكوبالت والغرافيت، فيما وصفه التقرير بـ«الدفع العدواني» لإدارة الرئيس دونالد ترامب لتأمين الوصول إلى الموارد في أوكرانيا وغرينلاند.
بكين تحدد ديناميكيات السوق
ولفت تقرير الجريدة الأميركية، منشور أمس الإثنين، إلى قدرة الصين على تحديد ديناميكيات السوق العالمية للمعادن الحيوية، مشيرا إلى قرار بكين، ديسمبر الماضي، حظر تصدير المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة، مع وضع ضوابط مشددة على مبيعات الغرافيت، وهو ما أدى إلى رفع أسعار تلك المعادن بشكل كبير.
وتؤثر قرارات الصين بشكل كبير على أنشطة شركات التعدين في الولايات المتحدة. وقد أغلقت عديد من شركات التعدين الأميركية عملياتها منذ العام 2023، بسبب ارتفاع إنتاج المعادن الحيوية من الصين، أبرزها الكوبالت، وهو ما دفع الأسعار إلى الانخفاض.
وأغلقت شركة «بي إتش بي»، أحد شركات التعدين الرائدة في العالم، عملياتها لاستخراج النيكل في أستراليا العام الماضي، بسبب فائض الإنتاج الصيني من إندونيسيا. كما تعمل شركة «ألبمارل»، أكبر منتج لليثيوم في الولايات المتحدة، على خفض قوتها العاملة وتأجيل بناء وحدات معالجة جديدة بعد ارتفاع إمدادات الليثيوم الصينية وانخفاض الأسعار.
ويثار جدل كبير بين أوساط شركات التعدين ما إذا كانت الصين تتعمد زيادة الإنتاج من المعادن الحيوية لإجبار الشركات الغربية على وقف عملياتها، أم تحاول فقط تعظيم الإنتاج والأرباح، نظرا لقدرتها على تحقيق أرباح بأسعار أقل من المنافسين الغربيين.
من الصعب كسر هيمنة الصين
وبغض النظر عن المحاولات الأميركية والغربية للهيمنة في مجال المعادن الحيوية، تقول جريدة «وول ستريت جورنال» إنه من الصعب كسر هيمنة الصين في هذا المجال.
وبلغت حصة الليثيوم المكرر العالمي المنتج في الصين أو من قبل مالكين صينيين في الخارج 71% العام الماضي، ارتفاعا من 49% في العام 2017. وفي الفترة نفسها، ارتفعت نسبة استحواذ الصين على النيكل المكرر إلى 55% من 38% منذ أربع سنوات. كما تجرى معظم عمليات تعدين الجرافيت في العالم في الصين أو في أفريقيا.
وفيما تستعد الصين لطفرة في صناعة السيارات الكهربائية وإحياء القطاعات الاقتصادية التي شهدت تباطؤا خلال السنوات الماضية، كثفت الشركات الصينية إنتاجها من الغرافيت.
وبدأت شركة التعدين العملاقة المملوكة للدولة «China Minmetals» في ضخ كميات هائلة في العام 2022 من منجم ضخم جديد في شمال شرق الصين. كما قامت الشركات الصينية ببناء مصانع جديدة لصنع الغرافيت الصناعي، وهو بديل يجرى إنتاجه صناعيا للغرافيت الطبيعي يستخدم أيضا في بطاريات السيارات الكهربائية.
ودفعت الطفرة في إنتاج الصين من الغرافيت الأسعار الغرافيت إلى الانخفاض من 3650 دولارا للطن في 2022 إلى 2400 دولار فقط خلال عام فقط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 3 ساعات
- الوسط
أسعار النفط تنخفض بعد إعطاء ترامب «إشارات متباينة» بشأن التدخل في الصراع الإسرائيلي
انخفضت أسعار النفط اليوم الخميس مع تردد المستثمرين في تكوين مراكز جديدة بعد أن أعطى الرئيس دونالد ترامب إشارات متباينة بشأن احتمال تورط الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي - الإيراني، بينما أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير. وتراجعت العقود الآجلة لخام «برنت» 20 سنتًا، أو 0.26%، إلى 76.5 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت بنسبة 0.3% في الجلسة السابقة، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يوليو 4 سنتات، أو 0.05%، إلى 75.10 دولارًا للبرميل، بعد أن زاد بنسبة 0.4% في الجلسة السابقة، حسب وكالة «رويترز» ترقب لموقف أميركا من الصراع الإسرائيلي - الإيراني وقال محلل السوق في «آي جي» توني سيكامور إن المستثمرين «يترقبون ما إذا كانت المرحلة التالية من الصراع الإسرائيلي - الإيراني هي ضربة أمريكية أم محادثات سلام». وأوضح بنك «جولدمان ساكس» أمس الأربعاء أن علاوة المخاطرة الجيوسياسية البالغة حوالي 10 دولارات للبرميل مبررة بالنظر إلى انخفاض الإمدادات الإيرانية، وخطر حدوث اضطراب أوسع نطاقًا قد يدفع خام برنت إلى ما فوق 90 دولارًا.


الوسط
منذ 16 ساعات
- الوسط
سوق الفن المعاصر في مهب «الرسوم الجمركية»
مخاوف عدة سببتها قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية في أوساط قطاع الفن المعاصر، المأزوم أصلا، إذ تدفع، بحسب ما ذكره أصحاب صالات العرض لوكالة «فرانس برس»، ببعض الراغبين في الشراء إلى التمهّل والانتظار. وذكر تقرير الوكالة أنه على بُعد خطوات من مركز بومبيدو في باريس، تقيم دار «سيسون إيه بينيتيير»، الموجودة في دول عدة من بينها الولايات المتحدة، معرضا لأعمال فنانين معاصرين. وقال أحد مؤسسي الدار، لويك بينيتيير: «انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي أدى أيضا منذ مطلع العام الجاري إلى حال من عدم اليقين فيما يتعلق بالشراء، إذ لا يعرف هواة جمع الأعمال الفنية ما ستفضي إليه الضرائب المستقبلية، ولا كيف ستتطور أوضاعهم المالية الشخصية». ودلل بينيتيير على ما شهدته معارض الربيع الكبرى للفن المعاصر، ناقلا وجهة نظر هواة جمع الأعمال الفنية بقولهم: «للمرة الأولى ينتظرون لمعرفة أداء أصولهم قبل اتخاذ أي قرار». وفي الدائرة السادسة بباريس، حيث تقع معارض فنية عدة، يشير الرسام دوني جيرابلي إلى أن «الأميركيين يمثلون 50%على الأقل من زبائنه»، ويلاحظ انخفاضا في الحماسة من جهتهم خلال الأشهر الأخيرة. غموض يسيطر على الأعمال الفنية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير2025، فرض الرئيس الأميركي رسوما إضافية ضخمة على قطاعات معينة، مثل الصلب، واستهدف دولا معينة، بل أعلن تعريفات جمركية شاملة، قبل أن يتراجع جزئيا. وفي الإطار نفسه، تُطبق رسوم إضافية بـ10% على المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة. ويوضح خبير قانوني، أجرت وكالة «فرانس برس» مقابلة معه، أن حالة من عدم اليقين لا تزال قائمة بشأن فرض الرسوم الجمركية على الأعمال الفنية، التي كانت معفاة سابقا، خاصة أن تحديد المنتجات المتأثرة بالرسوم الإضافية لا يزال مفتوحا للتأويل. وقال المستشار الفني لكبار هواة جمع الأعمال الفنية الأميركيين، آدم غرين، أنه حاول جاهدا فهم تفاصيل هذه الرسوم الإضافية. وأضاف أن ترامب بادر في أبريل الماضي إلى «تجميد هذه الرسوم 90 يوما، وعندما ينتهي هذا التجميد لا يزال من الممكن أن تختار دول عدة الرد على الرسوم الجمركية الأميركية بإجراءات انتقامية، قد تُدرج الأعمال الفنية الأميركية ضمنها». ترقب وحذر في سوق المزادات تؤكد دور المزادات أنه لا مخاوف كبيرة لديها، وترى دار «كريستيز»، في رسالة بالبريد الإلكتروني، أنه «من السابق لأوانه معرفة التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الجديدة»، مضيفة: «نحن نراقب التطورات من كثب، وسنجري أي تعديلات ضرورية عندما يحين الوقت». إلا أن هذه البداية الحذرة هذه السنة تأتي أصلا بعد عام كئيب شهده سوق الفن. ويوضح أحد المتخصصين في نقل الأعمال الفنية بين أوروبا والولايات المتحدة أنه لاحظ انخفاضا بـ20% في أحجام النقل بداية السنة مقارنة بعام 2024. ويقول طالبا عدم ذكر اسمه: «كان عام 2024 أصلا عاما سيئا». من ناحية أخرى، يفيد تقرير «سيكلوب» السنوي للمواد الأولية أن الأرقام التي جمعتها «آرت برايس» تُظهر انخفاضا بأكثر من 33.5% في مبيعات مزادات الأعمال الفنية العالمية العام الماضي، إذ بلغت نحو عشرة مليارات دولار. ويُعدّ الأميركيون من كبار مُشتري الأعمال الفنية، لكن الرسوم الإضافية تُثقل كاهل الاقتصاد. ويُعلق الأستاذ الفخري في جامعة باريس دوفين منسق تقرير «سيكلوب»، فيليب شالمان: «نحن في مرحلة من عدم اليقين». ويضيف: «الجزء الظاهر من جبل الجليد هو المزادات. ووفقا لمعلوماتي، سُحبت بعض الأعمال من هذه المزادات في الآونة الأخيرة»، في إشارة إلى عدم بلوغها الأسعار الاحتياطية. ويلاحظ غرين أن «هواة جمع الأعمال الفنية أصبحوا أكثر انتقائية في ظل هذه الظروف». أما لويك بينيتيير فيُبقي «في الوقت الراهن» على فرع معرضه في نيويورك، ولكن ثمة تساؤلات حقيقية لدى الجهات الفنية الفرنسية في الولايات المتحدة عن وضعها الراهن.


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
ترامب يمنح «تيك توك» 90 يومًا إضافية قبل حظره
يمنح الرئيس الأميركي دونالد ترامب غدا تطبيق «تيك توك» مهلة جديدة مدتها 90 يومًا للعثور على مشترٍ غير صيني، وفق ما أعلن البيت الأبيض، وستكون هذه المرة الثالثة التي تُمدد فيها المهلة المعطاة للتطبيق المهدد بالحظر في الولايات المتحدة. وكان من المقرر أن يدخل قانون فيدرالي يلزم بيع «تيك توك» أو حظره لأسباب على صلة بالأمن القومي حيز التنفيذ عشية تنصيب ترامب في يناير الماضي. وجاء في بيان للناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت «سيوقع الرئيس ترامب أمرا تنفيذيا إضافيا هذا الأسبوع لإبقاء تيك توك قيد التشغيل». وفقا لوكالة «فرانس برس». وأوضحت أن المهلة «ستمدد 90 يوما، وستعمل الإدارة خلال هذه الفترة لضمان إتمام هذه الصفقة بحيث يمكن الشعب الأميركي الاستمرار في استخدام تيك توك مع ضمان أن بياناتهم آمنة ومحمية». أسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي وتواجه منصة «تيك توك» المشهورة بمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة التي لديها 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، خطر الحظر في هذا البلد لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي، على خلفية سرية البيانات التي تجمعها من مستخدميها. يذكر أن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد وقّع قانونا اعتمدته الأغلبية في الكونغرس، وصدر العام 2024، لإجبار بايت دانس على بيع التطبيق تحت طائلة الحظر على الأراضي الأميركية، وقد دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، أي عشية تنصيب دونالد ترامب، ومع توليه الرئاسة في اليوم التالي، جمّد ترامب العمل بالقانون ومنح «بايت دانس» مهلة 75 يوما، قابلة للتمديد، لبيع نشاطاتها الأميركية، وانقضت هذه المهلة في 5 أبريل الماضي. وقد أرجئ الآن الموعد النهائي إلى الغد.