logo
أوروبا بين نارين: لا تحالف مع الصين... ولا ثقة في نهج ترامب التجاري

أوروبا بين نارين: لا تحالف مع الصين... ولا ثقة في نهج ترامب التجاري

الصباح العربي١٦-٠٤-٢٠٢٥

ايمان علاء
في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية بفعل السياسات التي ينتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تسير أوروبا على حبل مشدود، حريصة على تجنب الانحياز لأي طرف، لا إلى التي تغلظ الرسوم، ولا إلى بكين التي تسعى لاستمالة القارة القديمة إلى صفها.
ورغم زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى مؤخرًا، وما حملته من إشارات حول رغبة في تعزيز العلاقات مع بكين، ما تزال العواصم الأوروبية متحفظة.
ففي اجتماع 11 أبريل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، شدد سانشيز على ضرورة تحقيق توازن أكبر في الشراكة الاقتصادية مع الصين، وهو مطلب يتردد في الأوساط الأوروبية منذ سنوات دون استجابة فعلية.
من جهته، حاول شي إقناع الاتحاد الأوروبي بتشكيل جبهة موحدة لمواجهة السياسات التجارية "الأحادية" التي تتبعها واشنطن.
لكن الرد الأوروبي جاء مشوبًا بالحذر والريبة، حيث يرى المسؤولون الأوروبيون أن المشكلات المزمنة مع الصين — كالدعم الحكومي المفرط وفائض الإنتاج والعجز التجاري — لا تزال قائمة، ولم تتغير حتى مع عودة ترامب للساحة السياسية.
وأكد دبلوماسي أوروبي بارز أن أوروبا لا ترى في الصين بديلًا فعليًا للولايات المتحدة، لا تجاريًا ولا أمنيًا، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتعقيداتها الجيوسياسية.
وتزيد مواقف ترامب من قلق الأوروبيين، لاسيما بعد تقاربه مع روسيا وتخفيف الضغط على بكين بشأن دعمها المحتمل لموسكو. هذا التحول أضعف التنسيق الغربي وجعل أوروبا في مواجهة منفردة مع الصين في بعض الملفات.
الضغوط لا تقف عند الجانب السياسي فقط، بل تمتد للاقتصاد؛ إذ فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية وصلت إلى 145% على البضائع الصينية، ما دفع بعض المصنعين الصينيين إلى تحويل أنظارهم نحو السوق الأوروبية كمنفذ بديل.
وأكد عدد منهم خلال معرض كانتون الأخير نيتهم مضاعفة التصدير إلى أوروبا لتعويض تراجع الطلب الأميركي.
في هذا السياق، أعلنت أورسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، عن تشكيل فريق عمل خاص لمراقبة التحول التجاري الصيني المحتمل وتأثيره على السوق الأوروبية، وسط مخاوف من خطر "إغراق" الأسواق الأوروبية بالبضائع الرخيصة.
من جهة أخرى، لا يبدو أن بكين مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة، ويؤكد الخبير نواه باركن من مؤسسة "روديوم" أن الصين لا تزال تراوغ، وأن ما تقدمه من إشارات، مثل تأجيل فرض رسوم على الكونياك الفرنسي، لا يرقى لتوقعات أوروبا.
الزيارة المرتقبة لكل من فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إلى الصين في يوليو المقبل قد تحمل بعض الوضوح، إلا أن مؤشرات التوازن غير المتكافئ تزداد وضوحًا، خاصة بعدما فضل شي زيارة موسكو على بروكسل، في خطوة اعتُبرت دلالة على أولوية التحالفات لدى بكين.
وفي ظل تلويح إدارة ترامب الجديدة بإمكانية فرض رسوم جديدة على الواردات الأوروبية خلال فترة قصيرة، تجد أوروبا نفسها أمام معادلة صعبة: البقاء في فلك واشنطن رغم الخلافات، أو الانفتاح على بكين التي لا تقدم سوى وعود ضبابية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل
الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل

أخبار اليوم المصرية

timeمنذ 44 دقائق

  • أخبار اليوم المصرية

الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن قبل 9 يوليو المقبل

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين ، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لخوض محادثات تجارية حاسمة مع الولايات المتحدة الأمريكية. اقرأ أيضا | مستشار النمسا في «تيرانا» للمشاركة في قمة أوروبية جاء ذلك في منشور على صفحته الشخصية على موقع "إكس"، يوم الأحد، قالت فيه إن التوصل إلى اتفاق جيد مع واشنطن يحتاج إلى مهلة حتى التاسع من شهر يوليو المقبل. وأوضحت فون دير لاين أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعد من أقوى وأوثق العلاقات التجارية في العالم، مضيفة أن الجانبين بحاجة إلى مزيد من الوقت لصياغة اتفاق يخدم مصالح الطرفين. تصريحات رئيسة المفوضية تأتي في وقت يشهد توترا متصاعدا في الملف التجاري بين الطرفين حيث كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف التعامل مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن المحادثات الجارية لا تحقق أي نتائج. كما اقترح ترامب فرض رسوم بنسبة 50 في المئة على واردات التكتل الأوروبي اعتبارا من الأول من يونيو المقبل. ومن جانبه، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التفاوض مع إدارة ترامب بهدف الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية الأمريكية التي تشمل ضرائب تصل إلى 25 في المئة على السيارات الأوروبية. يذكر أنه في فبراير الماضي، فرضت الإدارة الأمريكية رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب والألمنيوم من أوروبا، بينما توعد الأوروبيون بالرد على تلك الخطوة.

ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة
ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة

وكالة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • وكالة نيوز

ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة

وقال ترامب فجر اليوم الاثنين في حديث للصحفيين 'نريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف القتال' في غزة. وأضاف 'تحدثنا مع إسرائيل ونريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف هذا الوضع بأكمله في أقرب وقت ممكن'. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يوم الأحد، استشهاد 37 فلسطينيًا منذ فجر اليوم، نتيجة قصف عنيف شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع. وأوضحت الوزارة أن الحصيلة الكاملة منذ 18 مارس الماضي قد تجاوزت 3 آلاف شهيد وآلاف الجرحى، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع غزة. وفي السياق، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض سيطرته على نحو 77% من أراضي القطاع، من خلال ما وصفه بـ'التطهير العرقي والإخلاء القسري والإبادة الجماعية الممنهجة'. وأشار المكتب إلى أن ما تشهده غزة 'يُمثل واحدة من أبشع الجرائم الممنهجة في العصر الحديث'، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لاتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

صحوة أوروبية.. هل يتم اغتنامها؟
صحوة أوروبية.. هل يتم اغتنامها؟

اليوم السابع

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليوم السابع

صحوة أوروبية.. هل يتم اغتنامها؟

لاشك أن هناك تغيّرا في الموقف الأوروبي تجاه جرائم إسرائيل، ما يعنى أن هناك تحولال لافت، وذلك بعد موقف بريطانيا التي تتحدث عن تعليق مفاوضتها بشأن التجارة الحرة مع الكيان وفرض عقوبات على أفراد ومنظمات تشجع الاستيطان في الضفة الغربية، فضلا عن البيان المشترك لبريطانيا وفرنسا وكندا الذى وصف بأنه شديد اللهجة، والذى هدد باتخاذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها على غزة وترفع القيود على المساعدات. وهنا، أعتقد أن أمام الفلسطينيين والعرب فرصة كبيرة وسانحة، يجب اغتنامها وانتهازها في اتخاذ أو تفعيل مواقفها أو توظيف أوراقها، بالانتقال من قوة المنطق إلى منطق القوة ضد الكيان المحتل الذى يشن حربا جنونية ويرتكب أعمال إبادة ضد الفلسطينيين، لأنه ليس من المعقول ولا من المنطق حتى، أن تكون بريطانيا أو إسبانيا أو أوروبا أولى بفلسطين من العرب؟ نقول هذا، والكل يعلم أن للعرب والأمة الإسلامية، والتي دائما ما تتحدث عن أن القضية الفلسطينية أولوية لديهم، أوراق قوة حال استخدامها وتوظيفها قد يشكل عاملا حاسما لردع نتنياهو، وإجبار ترامب على تغيير أفكاره بشأن قطاع غزة، فهل يعقل أن تعلق بريطانيا تجاراتها مع الكيان والعرب لا زالوا يستمرون، فضلا عن أنه من المهم أن نستفيد من صمت الرئيس ترامب على موقف أوروبا وتحوله تجاه إسرائيل، خاصة أن خطر الاحتلال يطول العرب لا أوروبا جراء ممارسات إسرائيل والتوسع في المنطقة والمضى قدما لتنفيذ مخططاتها الصهيونية. لذا، ندعو للتكامل العربى والإسلامى لأن التحرّك الآن أكثر جدوى وأقدر على حماية المنطقة العربية من عبث إسرائيل المحتلة التي ترى في الصمت العربي تشجيعًا لها على التمادي والغطرسة، واستمرار العدوان على غزة والضفة الغربية، وسوريا، ولبنان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store