
مجموعة «بريكس».. طموحات وتحديات
ولكن السؤال الكبير الذي يواجه الكتلة الآن هو: ما الخطوة التالية لمجموعة «بريكس»؟ تم صياغة مصطلح «بريك» أو «بريكس» لأول مرة في عام 2001 من قبل الخبير الاقتصادي في «جولدمان ساكس»، جيم أونيل، لوصف الاقتصادات النامية سريعة النمو، والتي توقع أن تهيمن بشكل جماعي على الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050.
تضم المجموعة كلاً من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وهي من أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، إذ تمثل أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و42% من سكان العالم. وقد زاد تأثير هذه الدول الاقتصادي على مدى العقود الماضية، باعتبارها محركات للنمو والتجارة والاستثمار على مستوى العالم. مثّلت الدول الخمس في مجموعة بريكس اقتصادات ناشئة سعت جاهدة لإصلاح المؤسسات متعددة الأطراف مثل البنك الدولي، والتي تُعد مؤسسات ذات توجه غربي.
وقد شكّل هذا المسعى أجندة موحدة للمجموعة، وأصبح مجالاً للتلاقي رغم العديد من الانقسامات داخلها. وقد حققت المجموعة زخماً في عدة مجالات، واستطاعت إنشاء بعض الهياكل المؤسسية. ففي عام 2015، أنشأت المجموعة بنك التنمية الجديد برأس مال قدره 50 مليار دولار. كما اجتمعت المجموعة لتمثيل أفضل لدول الجنوب العالمي في تكتلات مثل مجموعة السبع ومجموعة العشرين. وسعت كذلك إلى تعزيز التعاون في مجالات متعددة مثل أمن الطاقة، والصحة، وتغير المناخ، والتنمية المستدامة، ونقل التكنولوجيا. تضم مجموعة بريكس حالياً ستة من أكبر عشرة مورّدين للطاقة في العالم.
وما يجعل المجموعة متميزة هو أنها تمثل صوت الجنوب العالمي في مؤسسات غالباً ما يُنظر إليها على أنها خاضعة للهيمنة الغربية. ومع ذلك، تواجه المجموعة الآن تحديات المرحلة القادمة، خاصة مع توسعها خارج نطاق الأعضاء المؤسسين. فقد نمت من خمس دول إلى تجمع يضم إحدى عشرة دولة، بما في ذلك إيران. ومن بين الأعضاء الجدد: مصر، وإثيوبيا، وإندونيسيا، والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب المملكة العربية السعودية. في ظل هذا الواقع الجديد، فإن السؤال المطروح أمام دول «بريكس» هو: ما الخطوة التالية؟ وما الأجندة القادمة؟ إن هذه لحظة حاسمة للمجموعة، وإن لم تتمكن من توحيد تركيزها فإنها تواجه خطر الانقسام الداخلي. كما أن المجموعة تواجه ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي وجّه انتقادات حادة للمجموعة.
وقد حذّر ترامب المجموعة من المضي قدماً في أجندتها التي يراها منافسة للولايات المتحدة، وقد ناقشت دول «بريكس» استخدام العملات المحلية لتسوية المعاملات التجارية. ورغم أن هدف مجموعة «بريكس» هو أن تكون بمثابة إجابة دول الجنوب العالمي على مجموعة السبع وغيرها من التكتلات الغربية، إلا أن التساؤلات تزداد حول الدوافع الفردية للدول الأعضاء، ومدى تأثيرها على النظام العالمي. ومع وجود إدارة أميركية بقيادة ترامب، فإن مستقبل العلاقة بين البريكس والولايات المتحدة سيكون عاملاً حاسماً في تحديد اتجاه المجموعة.
وسؤال آخر مهم هو: إلى أي مدى تستطيع البريكس أن تقدم قيادة بديلة للمؤسسات الاقتصادية الغربية في ظل حالة عدم اليقين العالمي وتزايد التوترات التجارية؟ لا شك في أن المجموعة تواجه تحديات صعبة، لكن لديها إمكانيات وقدرات كبيرة، وإذا استطاعت أن تقدم أفكاراً جديدة فقد تُشكّل قوة توازن وسط الاضطرابات العالمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
ترامب: لست في عجلة للتحدث مع إيران.. والأسلحة تُرسل بالفعل لكييف
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء إن إيران تأمل في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، لكنه ليس في عجلة من أمره للتحدث معها. وقال ترامب للصحفيين بعد وصوله إلى واشنطن قادماً من بيتسبرغ: "يريدون التحدث. لست في عجلة من أمري للتحدث لأننا دمرنا مواقعهم"، في إشارة إلى القصف الأميركي للمواقع النووية الإيرانية الشهر الماضي. في سياق آخر، قال الرئيس الأميركي إن الأسلحة الأميركية يتم شحنها بالفعل إلى أوكرانيا. وأضاف ترامب أنه لم يتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ الإعلان الاثنين عن اعتزامه فرض عقوبات على روسيا. وكان ترامب قد أعلن الاثنين عن أسلحة جديدة لأوكرانيا وهدد بفرض عقوبات على مشتري الصادرات الروسية بعد مهلة مدتها 50 يوماً، ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام. الرسوم على الدول الصغيرة من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي إن وزير الخزانة سكوت بيسنت يمثل خياراً مطروحاً لخلافة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) جيروم باول. وسُئل ترامب عما إذا كان بيسنت خياراً مطروحاً ليحل محل باول، الذي تنتهي ولايته العام المقبل. ورد على الصحفيين قائلاً: "إنه خيار مطروح، وهو جيد جداً. حسناً، ليس كذلك، لأنني أحب العمل الذي يقوم به، أليس هذا صحيحاً؟". كما قال الرئيس الأميركي إن الرسائل التي تخطر الدول الأصغر بمعدلات الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة عليها سيتم إرسالها قريباً، مضيفاً أن إدارته ستحدد على الأرجح معدلاً "يزيد قليلاً على 10 بالمئة" على تلك الدول. وقال ترامب للصحفيين إنه سعيد للغاية "بالاتفاقات البسيطة" التي تم الإعلان عنها بالفعل والتي حددت معدلات رسوم جمركية شاملة لأكثر من 20 دولة، وسوف يحدد الرسوم الجمركية للدول المتبقية قريباً. وتابع: "سنبعث رسالة قريباً، تتحدث عن دول عديدة أصغر بكثير. سنفرض على الأرجح معدلاً واحداً للرسوم الجمركية عليها جميعاً.. ربما يزيد قليلاً على 10 بالمئة".


الشرق السعودية
منذ 3 ساعات
- الشرق السعودية
ترمب: "إيران تريد التفاوض لكنني لست في عجلة من أمري"
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الإيرانيين يرغبون في التفاوض، ولكنني لست في عجلة من أمري للتحدث مع طهران، مجدداً التأكيد على نجاح الضربة الأميركية في إلحاق أضرار بالغة بالمنشآت النووية في إيران. وقال ترمب للصحافيين بعد وصوله إلى واشنطن قادماً من بيتسبرج: "يريدون التحدث.. لست في عجلة من أمري للتحدث لأننا دمرنا مواقعهم"، في إشارة إلى القصف الأميركي للمواقع النووية الإيرانية الشهر الماضي. وبخصوص المفاوضات مع روسيا بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا قال الرئيس الأميركي: "(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لم يرتقِ إلى مستوى ادعاء رغبته في السلام". وأضاف أن وزير الخزانة سكوت بيسنت يمثل خياراً مطروحاً لخلافة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) جيروم باول، ومضى قائلاً "إنه خيار مطروح، وهو جيد جداً.. حسنا، ليس كذلك، لأنني أحب العمل الذي يقوم به، أليس هذا صحيحا؟". وقال ترمب، في تصريحات سابقة من البيت الأبيض، إن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجب ألا يستهدف العاصمة موسكو، داعياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار خلال مهلة مدتها 50 يوماً، وإلا "ستستمر الرسوم الجمركية والعقوبات"، وسط تحركات أميركية محتملة لتزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى. وعندما سُئل، الثلاثاء، عما إذا كان على زيلينسكي أن يهاجم العاصمة الروسية، أجاب ترمب: "لا، لا يجب عليه استهداف موسكو"، ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يقف الآن إلى جانب أوكرانيا، قال: "أنا لا أقف إلى جانب أحد.. أنا أقف بجانب الإنسانية، لأنني أريد وقف القتل". ودافع ترمب عن المهلة التي حددها لروسيا من أجل التوصل إلى اتفاق، وتجنّب العقوبات والرسوم الجمركية التي قد تُفرض على الدول التي تشتري النفط من موسكو، وقال: "لا أعتقد أن 50 يوماً فترة طويلة، وقد يكون ذلك في وقت أقرب". ولم يوضح الرئيس الأميركي ما إذا كانت هناك محادثات مقررة في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق مع روسيا، واكتفى بالقول: "في نهاية الأيام الخمسين، إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فسيكون ذلك سيء للغاية.. ستستمر الرسوم الجمركية وستستمر العقوبات الأخرى". وكان ترمب أعلن، الاثنين، عن موجة من إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تشمل أنظمة صواريخ "سطح-جو" من طراز "باتريوت"، مهدداً بفرض عقوبات أخرى على روسيا ما لم تتوصل إلى اتفاق سلام في غضون 50 يوماً. وفي المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، إن بلاده تريد أن تفهم الدوافع وراء تصريحات ترمب تلك، معتبراً أن الرئيس الأميركي "يتعرض لضغوط هائلة من الاتحاد الأوروبي وقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الحالية، الذين يطالبون بتزويد كييف بالسلاح".


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
المقالالذكاء الاصطناعي.. ليس حلاً سحرياً
يُشبّه الاقتصاديون وقادة الأعمال الذكاء الاصطناعي بالبنسلين، كعلاج ثوري قادر على معالجة تراجع الإنتاجية، مع توقعات بإضافة مليارات الدولارات للاقتصاد العالمي سنويًا، لكن، الذكاء الاصطناعي ليس عصاً سحرية، إنه أقرب إلى العلاج الطبيعي بعد جراحة معقدة، وهذا التوصيف، يتطلب جهدًا متواصلاً، والتزامًا باستراتيجية مدروسة، وتعاونًا مع خبراء قادرين على توجيه هذا التحول بفعالية، وعلى سبيل المثال، أدى الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى الإضرار بخدمة العملاء، مما أجبر الشركات على إعادة توظيف العنصر البشري. عند تطبيقه بحكمة، يستطيع الذكاء الاصطناعي تعزيز الإنتاجية، وتوفير الوقت والجهد، وعلى سبيل المثال، في القطاع القانوني، توفر التطبيقات القانونية الوقت في مراجعة الوثائق وصياغة العقود وترجمتها، وفي قطاع الرعاية الصحية، تسهم التطبيقات الطبية في تشخيص دقيق وسريع قد ينقذ الأرواح ويعالج الأمراض المزمنة، ومع ذلك، فإن حصد مكاسب الذكاء الاصطناعي في كافة القطاعات يعتمد على التنفيذ الذكي وعملية التبني الموثوقة، فالمؤسسات التي تهمل تدريب موظفيها أو إشراكهم في عملية التحول لن تجني النتائج المرجوة، وإذا شعر العاملون بأن الذكاء الاصطناعي يُفرض عليهم دون استشارتهم أو تهيئتهم، فقد يقاومون التغيير، مما يؤدي إلى خسارة خبراتهم القيمة. يرتكز نجاح الذكاء الاصطناعي على الثقة والتبني، وبدون هذه الثقة، يتراجع الحماس وتتلاشى الفوائد، وفي العالم العربي، على وجه الخصوص، لا تزال ثقة الجمهور بالذكاء الاصطناعي متدنية، لأن الناس يميلون لعدم الثقة فيما لا يفهمونه، ولتجاوز هذه الفجوة، يجب إشراك الموظفين منذ البداية، من خلال الاستماع إلى مخاوفهم وتحديد التحديات التشغيلية، حيث يسمح هذا النهج بتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تدعم العاملين بدلاً من تهميشهم، ويجب أن ندرك أن الاندفاع نحو الأتمتة دون مراعاة العنصر البشري سيؤدي بنا إلى «الأتمتة المتوسطة»، حيث تحل التكنولوجيا محل الموظفين دون تحقيق تحسينات جوهرية في الإنتاجية. تُظهر آخر استطلاعات الرأي، أن 55 % من المديرين التنفيذيين في بريطانيا ندموا على استبدال موظفيهم بالذكاء الاصطناعي، ولهذا، بدلاً من استبدال العاملين، ينبغي للمؤسسات إشراكهم بعمق في عملية التحول، لأن الشركات التي تدمج موظفيها في هذه العملية تزيد من فرص نجاحها بتسعة أضعاف، وباعتقادي، فإن الموظفين المهرة، لا زالوا يمتلكون خبرات عملية لا تدركها الخوارزميات، وهي خبرات ضرورية لتصميم أنظمة ذكاء اصطناعي فعّالة، والحقيقة، أن إشراك العاملين لا يعزز الإنتاجية فحسب، بل يعمق الميزة التنافسية والربحية، ويحقق حلولاً تكنولوجية تلبي احتياجات الموظفين وتطلعاتهم.